غول مازن

غول مازن معجم البلدان (ط. صادر) - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF | الموسوعة الشاملة - تاج العروس | الموسوعة الشاملة - الزهرة | شجره نامـه - shajerh-nameh.blogfa.com | كتاب : الإكليل |

غول مازن

معجم البلدان (ط. صادر) - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF

البحث
فهرس الكتاب

المجلد الأول
المقدمة
الباب الأول في صفة الأرض وما فيها من الجبال والبحار وغير ذلك
الباب الثاني في ذكر الأقاليم السبعة واشتقاقها والاختلاف في كيفيتها
فالاقليم الأول
الإقليم الثاني
الإقليم الثالث
الإقليم الرابع
الإقليم الخامس
الإقليم السادس
الإقليم السابع
ذكر ما لكل واحد من البروج الاثني عشر من البلدان
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فأما البريد
وأما الفرسخ
وأما الميل
وأما الإقليم
وأما الكورة
وأما المخلاف
وأما الاستان
وأما الرستاق
وأما الطسوج
وأما الجند
وأما أباذ
وأما السكة
وأما المصر
وأما الطول
وأما العوض
وأما الدرجة والدقيقة
وأما الصلح
وأما السلم
وأما العنوة
وأما الخراج
وأما الفيء والغنيمة
وأما الغنيمة
فأما الصدقة
وأما الخمس
وأما القطيعة
الباب الرابع في أقوال الفقهاء في أحكام أراضي الفيء والغنيمة وكيف قسمة ذلك
وأما حكم أراضي العشر
وأما الأخماس
الباب الخامس في جمل من أخبار البلدان
أ
باب الهمزة والألف وما يليهما
آبار الأعراب
آبج
آبر
آبسكون
آبل
وآبل القمح
آبندون
آبه
آتيل
آجام البريد
الآجام
الآجر
آجنقان
آخر
آذرم
آذنة
آذيوخان
الآرام
آرة
آرهن
آزاب
الآزاج
آزاذان
آزاذوار
آزر
آسك
آسيا
آشب
آغزون
آفاز
آفران
آلات
آلس
آل قراس
آلوزان
آلوسة
آليش
آلين
آلية
آمد
آم
آمديزة
آمل
آمو
آني
آيل
باب الهمزة والباء وما يليهما
أبا
أباتر
أبار
ذكر الأبارق في بلاد العرب
الأبارق
أبارق بينة
والأبارق
وهضب الأبارق
وأبارق بسيان
وأبارق الثمدين
وأبارق حقيل
وأبارق طلخام
وأبارق قنا
وأبارق اللكاك
وأبارق النسر
الأباصر
أباض
أباغ
الأبالخ
أبام
أبان
أبانان
الأبايض
أب
أبتر
أبترة
إبثيت
إبجيج
أبخاز
أبدة
أبذغ
أبراد
أبراص
الأبراقات
أبراق
الأبر
أبرشتويم
أبرشـهر
الأبرشية
أبرقا زياد
الأبرقان
أبرق أعشاش
أبرق البادي
أبرق ذي جدد
أبرق ذي الجموع
أبرق الحزن
أبرق الحنان
أبرق الخرجاء
أبرق دآث
أبرق ذات مأسل
أبرق الربذة
أبرق الروحان
أبرق ضيحان
أبرق العزاف
أبرق عمران
أبرق العيشوم
الأبرق الفرد
الأبرق
أبرق الكبريت
أبرق مازن
أبرق المدى
أبرق المردوم
أبرق النعار
أبرق الوضاح
أبرق الهيج
الأبرقة
أبرقوه
إبرم
أبروقا
الأبروق
أبرين
أبرينق
أبزار
أبزقباذ
أبسس
أبسكون
أبسوج
أنشاق
أبشاي
أبشويه
أبشيش
أبشية
أبضع وضبيع
أبضة
إبط
الأبطح
أبغر
الأبكر
الأبك
أبكن
الأبكين
الأبلاء
أبلستين
الأبلق
الأبلة
أبلى
أبلي
إبليل
ابنا طمر
ابنا عوار
أبنبم
ابن ماما
ابن مدى
أبند
أبنود
أبنى
الأبواء
أبوى
أبوى
الأبواز
الأبواص
أبوان
أبو خالد
أبو قبيس
أبو محمد
أبو منجوج
أبو هرميس
أبويط
أبهر
وأبهر أيضا
أبة
أبيار
إبيان
أبيدة
أبير
الأبيض
أبيط
أبيم
أبين
أبيورد
أبيوهة
باب الهمزة والتاء وما يليهما
أتريب
إتريش
أتشند
إتفيح
أتكو
الأتلاء
إتل
الإتم
الأتم
أتنوهة
أتيدة
الأتيم
باب الهمزة والثاء المثلثة وما يليهما
الأثارب
أثافت
الأثالث
أثال
أتامد
أثاية
الأثبجة
الأثبرة
إثبيت
أثرب
أثلاث
الأثلة
الأثل
أثليدم
إثمد
أثنان
أثوا
الأثوار
أثور
أثول
الأثيب
الأثيداء
أثيدة
أثير
الأثيرة
أثيفيات
أثيفية
أثيل
الأثيل
الأثيل
باب الهمزة والجيم وما يليهما
أجأ
الأجاءة
أجارد
أجارد
أجان
الأجاول
الأجايين
الأجباب
أجبال صبح
أجدابية
أجداد
أجدث
الأجدلان
أجذال
أجواد
أجراذ
أجراف
أجرب
الأجرد
أجر
الأجرعين
أجشد
أجش
الأجفر
إجلة
أجلى
أجم
أجم
أجمة برس
أجناد الشام
أجنادين
أجنقان
أجول
أجوية
أجياد
الأجيادان
الأجيراف
أجيرة
الأجيفر
باب الهمزة والحاء وما يليهما
أحارب
الأحاسب
الأحاسن
أحاليل
أحامر البغيبغة
أحامر قرى
أحامرة
أحامرة
أحباب
أحثال
الأحث
أحجار الثمام
أحجار الزيت
الأحدب
أحدث
أحد
أحد
أحواد
أحراص
أحراض
أحرض
أحزاب
الأحساء
أحسن
الأحسية
الأحصبان
الأحص
الأحفار
الأحقاف
أحلى
إحليلى
إحليلاء
إحليل
أحمدآباذ
الأحمدي
الأحمر
الأحواز
الأحواض
الأحوران
الأحور
أحوس
الأحياء
الأحيدب
الأحيسى
باب الهمزة والخاء وما يليهما
أخا
الأخاديد
الأخابث
الأخارج
الأخاشب
الأخباب
أخثال
الأخراب
أخرب
الأخرجان
الأخرج
الأخرجة
الأخرجية
أخرم
الأخروت
الأخروج
أخزم
أخسيسك
أخسيكث
الأخشبان
أخشنبة
أخشن وخشين
الإخشين
الأخصاص
الأخضر
أخطب
أخطبة
أخلاء
الأخلفة
إخميم
إخنا
أخناث
الأخنونية
الأخيان
أخي
باب الهمزة والدال وما يليهما
أدامى
أدام
أدام
الأداهم
الأداة
الأدبو
أدبي
أدرفركال
أدرنكة
إدويت
إدريجة
أدفاء
أدفو
أدفة
أدقية
أدماء
أدماث
أدمام
أدمان
أدم
أدم
أدمى
الأدنيان
الأدواء
الأدهم
أديات
أديم
أديم
أديمة
باب الهمزة والذال وما يليهما
أذاخر
أذافر
أذاسا
أذبل
أذربيجان
أذرح
أذرعات
أذرع أكباد
أذرع
أذرمة
أذرنت
أذكان
أذلق
أذن
أذنة
أذون
أذينة
باب الهمزة والراء وما يليهما
إراب
أرابن
الأرأسة
إرار
أرار
إراش
أراط
أراطة
أراطى
أراظ
أراق
أراك
الأراكة
أرال
إرام الكناس
أرانب
أران
أرباع
أربد
الأربس
الأربعاء
أربق
أربك
إربل
أربنجن
أربونة
أربة
أربة
أربيخ
أرتاح
أرتامة
أرتل
أرتيان
الأرتيق
ارثخشميثن
أرثد
الأرجام
أرجان
أرجذونة
أرجكوك
إرجنوس
أرجونة
أرجيش
الأرحاء
أرحب
الأرحضية
الأرخ
أرخس
أرخمان
أرد
أرد
أردبيل
أردستان
أردشاط
أردشيرخره
أردمشت
الأردن
أردوال
أردهن
أرز
أرزكان
أرزنان
أرزنجان
أرزنقاباذ
أرزن
أرزونا
أرسابند
أرس
أرسناس
أرسوف
أرشذونة
أرشق
أرض عاتكة
أرض نوح
أرضيط
أرطاة
أرطة الليث
أرعب
أرعنز
أرغيان
أرفاد
الأرفغ
الأرفود
ارقانيا
أرقنين
أركان
أرك
أرك
أرك
أركو
أركون
أرل
أرماث
أرمام
أرمائيل
أرم خاست
إرم
إرم ذات العماد
إرم الكلبة
أرم
أرم
أرم
أرملول
أرمناز
أرمنت
أرمئيل
إرميم
أرمية
إرمينية
أرسى
أرمي
إرمي
أرنبويه
الأرند
إرن
أرن
أرنم
أرنيش
أرنيط
أرواد
أروان
أروخ
أروك
أرول
أروم
أروند
أرون
أروى
أرياب
الأريتاق
أريحا
أريح
أريض
أريك
أريكتان
أريكة
أريلية
أريم
أرينبات
الأرين
أرينة
أرينبة
أريوجان
أريول
باب الهمزة والزاي وما يليهما
أزاد مردآباذ
أزاذ وار
الأزارق
الأزاغب
أزال
إزبد
أزجاه
الأزج
الأزرق
أزرميدخت
أزقبان
أزم
أزمورة
أزناو
أزنري
أ
أزن
أزنيك
أزوارة
الأزوران
الأزهر
أزة
أزيلي
أزيهر
باب الهمزة والسين وما يليهما
الأساسان
إساف
أسالم
أسالة
أسانير
أساود
أساهم
أساهيب
أسبار
أسبانبر
أسبانيكث
أسبذ
أسبرة
إسبسكث
أسبهبذ
إسبيذرستاق
إسبيذروذ
إسبيذهان
أسبيرن
إسبيل
إستا
أستاذ بران
أستاذخرذ
إستارقين
إستان البهقباذ الأسفل
إستان البهقباذ الأعلى
إستان البهقباذ الأوسط
إستان سو
الإستان العال
إستانة
إستجة
أستراباذ
أسترسن
أستغداديزة
أستناباذ
أستوا
أستوريس
أستوناوند
إستينيا
أستيا
أسحمان
أسدآباذ
أسر
أسروشنة
أسطان
أسطوان
أسطوخوذوس
أسفاقس
أسفانبر
أسفجين
إسفذن
أسفرايين
إسفرنج
أسفزار
إسفس
أسف
إسفنج
أسفونا
أسفيجاب
أسفيذار
أسفيذاسنج
أسفيذبان
أسفيذجان
أسفيذدشت
أسفيذ
أسفيذروذبار
أسفيذن
أسفيرة
إسفينقان
أسفي
أسقب
أسقف
أسقفة
إسكارن
إسكاف
أسكبون
أسكر
إسكلكند
إسكندرونة
الإسكندرية
اسكونيا
اسكيفغن
أسلام
أسلمان
أسمند
إسميثن
إسنا
أسناف
أسنان
أسنمة
أسن
أسوارية
الأسواط
الأسواف
أسوان
الأسود
أسود الحمى
أسود الدم
أسود العشاريات
أسود العين
أسود النسا
الأسورة
أسيس
أسيس
أسيلة
أسيوت
أسيوط
باب الهمزة والشين وما يليهما
الأشاءة
أشابة
الأشافي
أشاقر
الأشأمان
أشاهم
أشبورة
أشبونة
إشبيلية
أشتابديزة
أشتاخوست
أشترج
أشتر
الأشتوم
أشتون
إشتيخن
أشداخ
أشرف
ذو أشرق
أشروسنة
إش
أش
أشطاط
الأشعر
الأشفار
أشفند
أشفورقان
الإشفيان
أشقاب
أشقالية
أشقر
الأشق
أشقوبل
أشقة
أشكابس
إشكرب
أشكر
إشكنوار
أشكوران
أشكونية
إشكيذبان
أشكيشان
أشلاء اللحام
الأشل
إشليم
أشمذان
إشمنت
أشموم
أشمون
أشمونيث
أشميون
أشناذجرد
أشنانبوت
الأشنان
أشند
أشنـه
إشنين
أشوقة
أشونة
أشيح
أشير
أشيقر
الأشيمان
الأشيم
أشي
باب الهمزة والصاد وما يليهما
الإصاد
الأصاغي
الأصافر
إصبع
أصبغ
أصبهانات
إصبهانك
أصبهان
أصبهبذان
الأصدار
اصطاذنة
إصطخر
أصطفانوس
إصطنبول
أصفون
إصمت
أصم
الأصنام
الأصهبيات
الأصيغ
أصيل
الأصيهب
باب الهمزة والضاد وما يليهما
الأضاء
أضاخ
الأضارع
أضرع
أضاعى
إضان
أضاءة بني غفار
أضاءة لبن
أضبع
أضراس
أضرعة
إضم
أضم
الأضوج
أضوح
باب الهمزة والعطاء المـهملة وما يليهما
إطان
أطايف
أطحل
أطد
أطرابزندة
أطرب
أطرابلس
أطرابلس أيضا
أطرابنش
أطرار
أطراف
أطرقا
أطرون
أطط
إطفيح
أطسا
أطلاح
أطلحاء
أطم الأضبط
أطواء
أطواب
أطهار
أطيط
باب الهمزة والظاء وما يليهما
أظايف
أظفار
أظلم
باب الهمزة والعين وما يليهما
أعابل
الأعارف
أعامق
الأعبدة
الأعدان
الأعراض
الأعراف
الأعزلان
الأعزل
الأعزلة
أعشار
أعشاش
أعظام
أعفر
الأعقة
أعكش
الأعلاب
أعلاق أنعم
الأعلم
الأعماق
أعناز
أعناك
أعواء
الأعوص
أعوص
أعيار
الأعيان
أعيب
أعيرض
الأعيرف
أعين
باب الهمزة والغين وما يليهما
الأغدرة
أغذون
الأغران
الأغر
أغزون
أغمات
أغناق
أغواث
باب الهمزة والفاء وما يليهما
أفاحيص
الأفاعي
أفاعية
أفاق
الأفاقة
أفامية
الأفاهيد
الأفداغ
الأفراحون
الأفراع
إفراغة
الأفراق
أفران
أفرخش
أفر
أفرع
أفرنجة
أفرندين
إفريقية
أفسوس
أفشنة
أفشوان
الأفشولية
إفشيرقان
الأفقوسية
أفكان
الأفلاج
أفلاطمس
أفلوغونيا
إفليج
أفليلاء
أفوى
الأفهار
أفيح
أفيعية
أفيق
أفيق
أفي
باب الهمزة والقاف وما يليهما
الأقاعص
أقتد
الأقحوانة
إقدام
الأقدحان
أقر
أقر
أقر
الأقرع
أقرن
أقريطش
أقساس
الأقصر
الأقطانتين
الأقعس
الأقفاص
أقفهس
الأقلام
أقلوش
إقليبية
إقليد
أقليش
إقليم
إقليمية
أقميناس
إقنا
أقناب دثر
أقور
الأقياع
الأقير
الأقيصر
الأقيلبة
باب الهمزة والكاف وما يليهما
الأكاحل
الأكادر
إكام
الاكام
أكباد
أكبرة
أكتال
أكدر
اكرسيف
أكسال
أكسنتلا
أكشوثاء
أكشونية
أكلب
أكل
الإكليل
أكمان
أكمة
أكمة
الأكناف
الأكواخ
الأكوار
الأكوام
أكهى
أكيم
أكيراح
باب الهمزة واللام وما يليهما
ألاب
ألاآت
ألات
ألاق
ألال
ألأل
ألالة
الألاهة
ألبان
ألبان
إلبيرة
ألتاية
ألتى
ألجام
ألش
ألطا
ألعس
أللان
ألقي
ألملم
ألوذ
ألوس
ألومة
ألوة
ألهان
ألهم
أليس
أليش
أليفة
الأليل
أليل
أليون
ألية
ألية
ألية
باب الهمزة والميم وما يليهما
الأماحل
أم العرب
أم أذن
الأمالح
أم أمـهار
أم أوعال
الأمثال
أمج
أم جحدم
أم جعفر
أم حبوكرى
أم حنين
أم خرمان
أم خنور
إمدان
أم دنين
أمديزة
الأمراء
الأمراج
الأمرار
أمراش
أم رحم
أمر
الأمرغ
أمرة
أمر
أمر
أمرة مفروق
إمرة
أم سخل
أم السليط
أم صبار
أمعط
أم العيال
أم العين
أم غرس
أم غزالة
أمغيشيا
أم القرى
الأملاح
الأملال
الأملحان
أملس
أملط
الأملول
أم موسل
أمن
أمول
أمويه
الأمـهاد
أمـهار
الأميرية
الأميشط
الأميلح
الأميلحان
أميل
الأمين
الأميوط
باب الهمزة والنون وما يليهما
أنا
أنى
أناخة
أنار
أناس
أنبابة
الأنبار
أنبامة
إنب
أنبردوان
إنبط
إنبطة
أنبل
أنبلونة
أنبير
إنتان
أنتقيرة
أنجافرين
أنج
أنجل
أنحاص
أنحل
أنخل
أندان
أنداق
أندامش
أندجن
أندخوذ
أنددي
أندراب
أندرابة
أندراش
اندزهل
أندرين
أندس
أندغن
أندق
أندكان
الأندلس
والأندلس أيضا
أندوان
أندوشر
أندة
أنساباذ
إنسان
أنسب
الأنسر
أنشاج
أنشاق
أنشام
أنشميثن
أنصاب
أنصنا
أنطابلس
أنطاق
أنطاكية
أنطالية
أنطرطوس
أنطليش
الأنعمان
الأنعم
الأنعم
أنف
أنفة
أنقد
أنقرة
أنقلقان
الأنقور
أنكاء
الأنكبردة
إنكجان
انكفردر
الأنواص
الأنواط
أنور
الأنيس
أنيسون
الأنيعم
باب الهمزة والواو وما يليهما
الأوار
أوارة بالضم
الأواشح
أواق
أوال
أوانا
أوان
الإوانة
أواثن
أوب
أوبر
أوبه
أوثنان
أوجار
أوج
أوجلة
أوجلى
الأوداء
الأودات
أود
أود
أودن
أودنة
الأودية
أوذ
أوذغست
اوراس
أورال
أوربة
أور
أور
أورفي
أورل
أورم
أوريشلم
أوريط
أورين
أوريولة
الأوزاع
أوزكند
الأوسج
أوس
الأوسية
أوش
الأوطاس
الأوعار
أوعال
أوقانيه
أوقح
أوقضى
أوقع
أوق
أوقيانوس
الأولاج
أولاس
أولب
أول
أوليل
أومة
أون
أونبة
أونيك
أوه
أويش
باب الهمزة والهاء وما يليهما
إهاب
إهالة
أهجم
الأهرام
أهر
إهريت
إهريج
أهلم
الأهمول
أهناس
الأهواز
أهوى
الأهيل
باب الهمزة والياء وما يليهما
أياء
الإياد
الأيأل
أياير
إيبسن
إيج
إيجلن
إيجلي
إيجلين
أيد
أيدم
إيذج
إيذوج
إيران شـهر
إيران
إيراياذ
إيراهستان
إيرج
أير
إير
إيرم
الأيسر
الأيسن
الإيغاران
أيغان
إيك
أيك
الأيكة
إيلاق
إيلان
أيلة
إيلياء
الأيم
أين
ايناون
الإيواز
الإيوان
أيهات
أيهب
أيهم
أية
ب
باب الباء مع الهمزة وما يليهما
البئر
بئر أرما
بئر أريس
بئر الأسود
بئر ألية
بئر أنا
بئر بضاعة
بئر بني بريمة
بئر جشم
بئر جمل
بئر حاء
بئر حصن
بئر الدريك
بئر ذروان
بئر رومة
بئر رئاب
بئر الشعوبي
بئر شوذب
بئر عائشة
بئر عروة
بئر عكرمة
بئر عمرو
بئر أبي عنبة
بئر غدق
بئر غرس
بئر مرق
بئر مطلب
بئر معاوية
بئر معونة
بئر الملك
بئر أبي موسى
بئر ميمون
بئر يقظان
باب الباء والألف وما يليهما
با أيوب
بابان
الباب
باب
باب الأبواب
باب البريد
باب التبن
باب توماء
باب الجنان
باب الحجرة
باب حرب
باب الخاصة
باب دستان
بابرتى
بابرت
بابسير
باب الشام
بابش
باب الشعير
باب شورستان
بابشير
باب الطاق
بابغيش
بابقران
باب كس
باب كوشك
بابلا
باب لت
بابل
بابليون
باب محول
باب المراتب
بابونيا
بابه
البابة
بابين
باتكرو
باجاخسرو
باجبارة
الباج
باجخوست
باجدا
باجرا بالراء
باجربق
باجرما
باجرمق
باجروان
باجسرى
باجميرى
باجنيس
باجوا
باجة
باحسيثا
باحمشا
باخديدا
باخرز
باخمرا
باخوخا
باخة
باداما
بادران
بادرايا
بادس
بادن
بادوريا
بادولي
البادية
باذان فيروز
باذبين
باذ
باذغيس
باذن
الباذنجانية
باذورد
باراب
باران
بارجاخ
بارجان
بارديزه
بار
بارسكث
بارق
باركت
بارما
بارناباذ
بارنبار
بارنجان
باروا
باروذ
باروس
باروسما
باروشة
البارة
بارين
باري
بازبدى
باز
بازة
بازفت
بازكل
بازكند
بازوغى
باسبيان
الباسرة
باسلامة
د
باسورين
باسيان
باسين
باشان
باشتان
باشزى
باشغرد
باشك
باشمنايا
باشو
باشيا
باشينان
باصر
باصفوا
باصلوخان
باضع
باطرقان
باطرنجى
باعث
باعجة
باعذرا
باعربايا
باعشيقا
باعقوبا
باعيناثا
باغاية
باغز
باغش
باغ
باغك
باغناباذ
باغند
باغون
باغة
بافخارى
بافد
باف
بافكى
باقدارى
باقدرا
باقرحا
باقردى
الباقرة
باقسياثا
باقطايا
باقطنايا
باكسايا
باكلبا
باكوية
باكة
بالا
البالدية
بالس
بالعة
بالقان
بالك
بالوان
بالوجوزجان
بالوز
بالو
بالة
باماورد
بامردنى
بامردى
بامنج
بامـهر
باميان
بامئين
باناس
بانب
بانبورا
بانقوسا
بانقيا
بانك
البان
بانوب
باوجان
باور
باورد
باوري وملندي
باوشنايا
باول
بايان
باي بابان
بايات
باب الباء والباء أيضا وما يليهما
ببا
ببز
ببشتر
ببشى
ببق
ببليون
ببمبم
ببنة
ببة
ببيج
باب الباء والتاء وما يليهما
بتا
بتان
بتان
البت
بتخذان
البتراء
بتر
بتران
بترير
بتسابور
بتعة
بتمار
البتم
بتنين
بتيل
بتيلة
بتينق
باب الباء والثاء وما يليهما
البثاء
البثراء
البثر
بثرون
البثنون
البثنة
البثنية
بثينة
باب الباء والجيم وما يليهما
البجادة
بجان
بجانة
بجاوة
بجاية
بج حوران
بجدان
البجرات
بجستان
البجسة
بجمزا
بجوار
البجوم
بجة
باب الباء والحاء وما يليهما
بحار
بحار
بحت
بحتر
بحران
بحثر
ذكر البحار
بحر بنطس
بحر تولية
بحر الخزر
بحر الزنج
بحر فارس
بحر القلزم
البحر المحيط
بحر المغرب
بحر الهند
بحوة
البحرين
بحطيط
بحير
بحير
بحيرآباذ
بحيرآباذ
بحيرة أرجيش
بحيرة أرمية
بحيرة أريغ
بحيرة الإسكندرية
بحيرة أنطاكية
بحيرة الحدث
بحيرة خوارزم
بحيرة زره
بحيرة طبرية
بحيرة قدس
بحيرة المرج
البحيرة المنتنة
بحيرة هجر
بحيرة اليغرا
البحيرة
باب الباء والخاء وما يليهما
بخارى
البخارية
بخجوميان
البخراء
باب الباء والدال وما يليهما
يدا
بداكر
بدالة
البدائع
بدبد
بدخكث
بدر
بدس
بدلان
بدليس
بدن
بدن
بدوتان
بدوة
بدهة
بديانا
بديع
البديعة
بدين
البدية
البدي
باب الباء والذال وما يليهما
بذان
البذان
بذخشان
بذخش
بذ
بذر
البذرمان
بذش
بذقون
بذندون
بذيخون
بذيس
باب الباء والراء وما يليهما
براءان
البرابي
براثا
برارجان
براز الروز
براش
براعيم
براغيل
براقش
ذكر البراق
براق بدر
براق جبا براق
براق التين
براق ثجر
براق حورة
براق خبت
براق الخيل
براق سلمى
براق غضور
براق غول
براق اللوى
براق لوى سعيد
براق النعاف
البراق
البراق
براق
براق
براقة
براكد
برام
البرامكة
بران
براوستان
براهان
البراهق
برباط
بربخ
البربر
بربرة
بربروس
بربسما
بربشتر
بربطانية
بربعيص
بربغ
بربيطياء
البرتان
برت
برثان
برث
برثم
برثة
برجان
البرج
برج الرصاص
برج ابن قرط
برج
برجد
برجلان
البرجلانية
برجمة
برجمين
برجونية
برجة
برحايا
برخوار
برخشان
برخو
برداد
البردان
البردان
برد
برد
برد
بردرايا
بردسير
بردنيس
بردون
برديا
برديج
برديس
بردى
برذاور
برذعة
برذون
برذيش
برزاباذان
برزاط
برزبين
برز
البرزمان
برزمـهران
برزنج
برزند
برزماهن
برزن
برزه
برزة
برزة
برزويه
برسانجرد
برسان
برسحور
برسخان
برس
برسف
برسيم
برشاعة
برشانة
برشليانة
البرشلية
برشـهر
برطاس
برطلى
برطوبة
برعش
برع
برع
برعة
برغث
برغر
برغوث
برفشخ
ذكر البرقاء
برقاء
البرقاء
برقاء الأجدين
برقاء أعامق
برقاء جندب
برقاء شمليل
برقاء ذي ضال
برقاء قرمد
برقاء اللهيم
برقاء مطرف
برقاء النطاع
برقاء هيج
برقان
برقان
البرقانية
برقتان
البرقعة
برقعيد
برق
برقولش
برقة
برقة
برقة حوز
ذكر برقة كذا في بلاد العرب
برقة
برقة أثماد
برقة الأجاول
برقة الأجداد
برقة أجول
برقة أحجار
برقة أحدب
برقة أحواذ
برقة أخرم
برقة أروى
برقة أظلم
برقة أعيار
برقة أفعى
برقة الأمالح
برقة الأمـهار
برقة أنقد
برقة الأوجر
برقة الأودات
برقة إير
برقة بارق
برقة ثادق
برقة ثمثم
برقة الثور
برقة ثهمد
برقة الجبا
برقة الجنينة
برقة حارب
برقة الحرض
برقة حسلة
برقة حسمى
برقة الحصاء
برقة حليت
برقة الحمى
برقة حورة
برقة خاخ
برقة الخال
برقة الخرجاء
برقة الخنزير
برقة خو
برقة خينف
برقة الدآث
برقة دمخ
برقة الرامتين
برقة رحرحان
برقة رعم
برقة الركاء
برقة رواوة
برقة الروحان
برقة سعد
برقة سعر
برقة سلمانين
برقة سمنان
برقة شماء
برقة الشواجن
برقة صادر
برقة الصراة
برقة الصفا
برقة ضاحك
برقة ضارج
برقة طحال
برقة عاذب
برقة عاقل
برقة عالج
برقة عسعس
برقة ذي العلقى
برقة العناب
برقة عوهق
برقة العيرات
برقة عيهل
برقة عيهم
برقة ذي غان
برقة الغضا
برقة غضور
برقة قادم
برقة ذي قار
برقة القلاخ
برقة الكبوان
برقة لفلف
برقة اللكاك
برقة اللوى
برقة ماسل
برقة مجول
برقة المرورات
برقة مكتل
برقة ملحوب
برقة منشد
برقة النجد
برقة نعاج
برقة نعمي
برقة النير
برقة واحف
برقة واسط
برقة واكف
برقة الوداء
برقة هارب
برقة هجين
برقة هولى
برقة يثرب
برقة اليمامة
بركاوان
بركد
برك الغماد
البرك
بركوت
بركة أم جعفر
بركة الحبش
بركة الخيزران
بركة زلزل
برلس
برماقان
برمس
البرمكية
برملاحة
برم
برم
برمنش
برمة
برمة
برندق
برنوذ
برنوه
برنيق
برنيل
بروج
بروجرد
البرود
بروقة
بروقان
برونجرد
برونداس
برونس
برووقتان
البروية

. غول مازن . غول مازن : غول مازن ، غول مازن




[غول مازن]

نویسنده و منبع |



غول مازن

الموسوعة الشاملة - تاج العروس

الموسوعة الشاملة - تاج العروس

صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)

 


الكتاب : غول مازن تاج العروس من جواهر القاموس
المؤلف : محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، غول مازن أبو الفيض، الملقب بمرتضى، الزبيدي
مصدر الكتاب : الوراق

وتتمة الكتاب من ملفات وورد على ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com
وبه يكمل الكتاب
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

الكثير المذى وماذاها مماذاة لا عبها حتى خرج المذى ويقول الرجل للمرأة ماذينى وسافحينى والمذاء كسماء اللين والرخاوة وأمذى الرجل إذا تجرفى المذاء وهى المرايا عن ابن الاعرابي والمذى كغنى مسيل الماء من الحوض نقله ابن برى وأنشد للراجز : لما رأها ترشف المذيا * ضج العسيف واشتكى الونيا ( والمرو حجارة بيض براقة تورى النار ) الواحدة مروة نقله الجوهرى عن الاصمعي قال أبو ذؤيب : الواهب الادم كالمرو الصلاب إذا * ما حارد الخورو اجتث المجاليح قال الازهرى يكون المرو أبيض ولا يكون أسود ولا أحمر وقد يقدح بالحجر والاحمر ولا يسمى مروا وتكون المروة كجمع الانسان وأعظم وأصغر قال وسألت عنـها اعرابيا من بنى أسد فقال هي هذه القداحات التى تقدح منـها النار وقال أبو خيرة المروة الحجر الابيض الهش تكون فيه النار ( أو ) المرو ( أصل الحجارة ) في النسخ والصواب أصلب الحجارة كما هو نص المحكم وهو قول أبى حنيفة وزعم ان النعام تبتلعه وزعم ان بعض الملوك عجب من ذلك ودفع حتى أشـهده اياه المدعى ( و ) المرو ( شجر ) طيب الريح وفى الصحاح هو ضرب من الرياحين وأنشد للاعشى وآس وخيري ومرو وسوسن * إذا كان هنز من ورحت مخشما ( و ) مرو بلالام ( د بفارس ) يقال له أم خراسان افتتحه حاتم بن النعمان الباهلى في خلافة عمر رضى الله تعالى عنـه سنة 31 ( والنسبة ) إليه ( مروى ) بالفتح على القياس ( ومروى ) بالتحريك ( ومروزى ) بزيادة الزاى مع سكون الراء وكلاهما من نادر معدول النسب قال الجوهرى والنسبة مروزى على غير قياس والثوب مروى على القياس ومثله لابي بكر الزبيدى ونسب الى هذا البلد جماعة من الائمة منـهم الامام أحمد بن حنبل رحمـه الله تعالى والامام أبو زيد المروزى شيخ المراوزة وهو محمد بن أحمد بن عبد الله حافظ مذهب الشافعي سمع البخاري من الفربرى وحدث بـه بمكة عنـه روى عنـه الدار قطني وغيره ولهم بلد آخر يقال له مرر ( الروذو النسبة إليه مروذى وقد تقدم في الذال وآخر يقال له مرو الشاهجان ( و ) المروة ( بهاء جبل بمكة ) يذكر مع الصفا وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز ان الصفا والمروة من شعائر الله قال الاصمعي سمى لكون حجارته بيضا براقة ( ومروان ) اسم ( رجل ) وهو والد عبد الملك وعبد العزيز من بن أمية يقال لولده بنو مروان وآخرهم في الملك مروان الحمار ( و ) مروان ( جبل ) قال ابن دريد أحسب ذلك وقال نصر مروان موضع أحسبه باكناف الربذه وقيل جبل وقيل حصن باليمن ورب مروان هو الشليل جسد جرير بن عبد الله البجلى رضى الله تعالى عنـه ( والمروراة الارض لا شئ فيها ) وفى الصحاح المفازة لا شئ فيها وهى فعوعلة ( ج مرورى ) قال سيبويه هو بمنزلة صمحمح وليس بمنزلة عثوثل لان باب صمحمح أكثر من باب عثوثل ( ومروريات ) قال الحماسي بين قرورى ومرورياتها * قسى نبع رد من سياتها ( ومراري ) بتشديد الياء وتخفيفها ( و ) المرواة ( أرض ) بعينـها ( م ) معروفة قال أبو حية النميري : وما منزل يحنو لا كحل أشعث * لها بمروراة السروج الدوافع * ومما يستدرك عليه مروة مدينة بالحجاز نحو وادى القرى منـها أبو غسان محمد بن عبد الله المروى قاله ابن الاثير والمروة من اعراض المدينة كان سكن ابى نصير عتبة بن أسيد الصحابي وقرية أخرى من أعمال مكة منـها حر ملة بن عبد العزيز الجهنى ومن المجاز قرع مروته ( ى مرى الناقة يمريها ) مريا ( مسح ضرعها ) لتدر ( وأمرت هي درلبنـها وهى المرية ) أي ما حلب منـها ( بالكسر والضم ) الضم أعلى عن ابن سيده قال سيبويه وقالوا حلبتها مرية لا تريد فعلا ولكنك تريد نحوا من الدرة وفى الصحاح قال ثعلب وأما مرية الناقة فليس فيه الا الكسر الضم غلط ( و ) مرى ( الشئ ) يمريه مريا ( استخرجه كامتراه ) ومنـه مريت الفرس إذا اسخرجت ما عنده من الجرى بسوط أو غيره والاسم المرية بالكسر وقد يضم كما في الصحاح ( و ) مراه ( حقه جحده ) نقله الجوهرى
قال وقرئ قوله تعالى أفتمرونـه على ما يرى أي أفتجحدونـه وفى التهذيب قال المبرد أي تدفعونـه عما يرى وعلى في موضع عن وفى الاساس معناه أفتغلبونـه في المماراة مع ما يرى من الايات أو أفتطمعون في غلبته أوتد عونـها مع ما يرى وهو انكار لتأتى الغلبة وهو مجاز وأنشد ابن برى : ما خلف منك يا أسما فاعترفي * معنـه البيت تمرى نعمة البعل أي تجحد ( و ) مرى ( فلا نا مائة سوط ) أي ( ضربه ) نقله الازهرى ( و ) مرى ( الفرس ) مريا ( جعل يمسح الارض بيده أو رجله ويجرها من كسر أو ظلع ) كذا في المحكم وفى التهذيب مرى الفرس مريا وكذا الناقة إذا قام على ثلاثة ومسح الارض باليد الاخرى قال : إذا حط عنـها الرحل ألقت برأسها * الى شذب العيدان أو صفنت تمرى وقال الجوهرى مرى الفرس بيديه إذا حركهما على الارض كالعابث وفى الاساس مرى الفرس يمرى قام على ثلاث وهو يمسح الارض بالرابعة وهو مجاز قال ابن القطاع وهو من أحسن أوصافه ( وناقة مرى ) كغنى ( غزيرة اللبن ) حكاه سيبويه وهى عنده بمعنى فاعلة ولا فعل وفى الصحاح كثيرة اللبن عن الكسائي وفى الاساس درور ( أو ) التى ( لا ولدلها فهى تدر بالمرى ) أي المسح على ضرعها ( على يد الحالب ) وقد أمرت فهى ممر قاله ابن سيده ولا تكون مريا ومعها ولدها قاله الازهرى وفى الصحاح ويقال هي التى تدر على المسح قال أبو زيد هو غير مـهموز والجمع مرايا ( والممرى الناقة التى جمعت ماء الفحل في رحمـها ) نقله ابن سيده ( والمرية بالكسر

(1/8596)

والضم ) لغتان نقله الجوهرى عن ثعلب ( الشك ) وبهما قرئ قوله تعالى فلاتك في مرية منـه ومرية وقال الراغب المرية التردد في الامر وهو أخص من الشك وفي المحكم المرية الشك ( والجدل ) ويفهم من سياق الاساس انـه مجاز من مرية الناقة ( وماراه مماراة ومراء ) جادله ولاحه ومنـه قوله تعالى أفتمارونـه على ما يرى أي أفتلا حونـه مع ما يرى من الايات المثبتة لنبوته كما في الاساس قال وهو مجاز وأصل المماراة المحالبة كان كل واحد يحلب ما عند صاحبه وفى الحديث كان لا يمارى ولا يشارى معنى لا يمارى لا يع الحق ولا يردد الكلام وقال المناوى المراء طعن في كلام الغير لاظهار خلل فيه من غير أن يرتبط بـه غرض سوى تحقير الغير وقال ابن الاثير المراء الجدال والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراة لان كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع ( وامترى فيه وتمارى شك ) نقله الجوهرى وفى المحكم قال سيبويه وهذا من الافعال التى تكون للواحد وفى التهذيب قوله تعالى فبأى آلاء ربك تتمارى قال الزجاج أي تتشكك وقال الفراء أي تكذب انـها ليست منـه ( والمارية ) بتشديد الياء ( القطاة الملساء ) نقله الجوهرى زاد الاصمعي الكثيرة واللحم ( و ) أيضا ( المرآة البيضاء البراقة ) كذا في النسخ وفى المحكم وامرأة مارية بيضاء براقد قال الاصمعي لا أعلم أحد أنى بهذه اللفظة الا ابن أحمر ( والمارى ) بتشديد الياء أيضا ( ولد البقرة الابيض الاملس ) وخص بعضهم بـه الوحشية ( وهى بهاء ) وأنشد أبو زيد : مارية لؤلؤ ان اللون أودها * طل بين عنـها قرقد خصر ( و ) المارى ( كساء صغير له خطوط مرسلة و ) أيضا ( ازار الساقى من الصوف المخطط و ) أيضا ( صائد ) المارية وهى ( القطاو ) أيضا ( ثوب خلق الى المأكمتين ) وفى التهذيب قال ابن بزرج المارى الثوب الخلق وأنشد * قولا لذا الخلق المارى * ( والممرية كمحسنة والمارية البقرة ذات الولد المارى ) واقتصر ابن سيده على الاولى وقال الجعدى كممرية فرد من الوحش حرة * أنا مت بذى الدنين بالصف جؤذرا ( ومارية ) اسم امرأة سميت بذلك وهى ( بنت أرقم ) بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مز يقياء ابن عامر ما السماء وابنـها الحرث الاعرج الذى عناه حسان بقوله : أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل كذا في الصحاح عن ابن السكيت وفى بعض النسخ بين حارثة ومزيقياء ثعلبة العنقاء وقال ابن برى في مارية بنت الارقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو هو مزيقياء بن عامر ماء السماء وأما العنقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء ( أو ) هي مارية بنت ( ظالم كان في قرطها ) ونص المحكم في قرطيها ( مائتا دينار أو جوهر قوم باربعين ألف دينار أو درتان كبيضتي ة لم ير مثلهما قط فاهدتهما الى الكعبة فقيل ) لاجل ذلك ( خذه ولو بقرطى مارية ) وفى الصحاح خذها ( أو على كل حال ) في المحكم يضرب في الشئ يؤمر يأخذه على أي حال كان ووقع في كتب الامثال لا تبعه ولو بقرطى مارية ( والمرية كغنية د بالاندلس ) وهى مرية البيرة نسب إليه أكابر المحدثين منـهم أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس المريى تقدم ذكره في د ل ى ( و ) أيضا ( ع آخربها ) وهى مرية
بلش ( و ) أيضا ( ة بين واسط والبصرة والمرايا العروق التى تمتلئ وتدر باللبن ) جمع مرى كغنى ( و ) يقال ( تمرى بـه ) أي ( تزين و ) من المجاز ( أمر ممر ) أي مستقيم ) * ومما يستدرك عليه الريح تمرى السحاب وتمتريه أي تستخرجه ومرية الفرس بالكسر ما استخرج من جريه فدر لذلك عرقه وكذلك مريه كغنى وامترى الناقة حلبها وامرأة مرى كغنى درور ومرى في الامر شك واستمرى اخلاف الناقة امتراها ومرت الناقة في سيرها تمرى أسرعت ونوق موار ومريت فلانا فمادر وهو مجاز ومرى مقلته بانسانـه أي باغلته ومراه مائه درهم نقده اياها والتمارى التجادل والتخاصم وقال ابن الاعرابي المارية خفيف الياء البقرة والقطاة وقال أبو عمرو هي اللؤلؤية اللون ومارية القبطية أم ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهداها له المقوقس توفيت زمن عمرو ثلاثة صحابيات أخر ومرى بالكسر والقصر الجدالا على للامام أبى زكريا النووي وأبو مراية كثمامة عبد الله بن عمرو العجلى تابعي روى عنـه قتادة والمرية كغنية الناقة الغزيرة الدر وأحجار المرى هي قباء والمرا بالضم داء يصيب النخل عن ابن الاثير ومرى الدم بالسيف أساله ومرى البعير ظلع ونـهر مارى بين بغداد والنعمانية مخرجه من الفرات وعليه قرى كثيرة عن ياقوت ومرى الحلقوم كغنى رواه المنذرى عن أبى الهيثم هكذا وقد ذكر في الهمز ومحلة مارية قرية بمصر من أعمال البحيرة ( والمزية كغنية الفضيلة ) يمتاز بها على الغير قال الجوهرى يقال له على فلان مزية ولا يبنى منـه فعل والجمع المزايا ( كالمازية ) يقال له عليه مازية أي فضل * ومما يستدرك عليه المزية الطعام يخص بـه الرجل عن ثعلب وتمزيت علينا يا فلان تفضلت أي رأيت لك الفضل علينا ومزيت فلانا قرظته وفضلته ومزيت متاعه حتى نفقته له كما في الاساس وهذا يدل على انـه قد يبنى منـه فعل خلافا لما ذكره الجوهرى وقال ابن برى أمزيته عليه أي فضلته ونقله ابن سيده عن ابن الاعرابي قال وأباها ثعلب وفى التهذيب روى ثعلب عن ابن الاعرابي له عندي قفية ومزية إذا كانت له منزلة ليست لغيره ويقال أقفيته ولا يقال أمزيته وتمازى القوم تفاضلوا وقال الليث المزى كغنى في كل شئ تمام وكمال ووقع في نسخ المحكم المزى والكسر معا ( ى مزى كرى ) مزوا ( تكبر )

(1/8597)

وهو ماز ( والمزاة الجبابرة ) جمع ماز كقاض وقضاة ( والمزى كغنى الظريف والتمزية المدح ) والتقريظ ( وقعد عنى مازيا ومتمازيا ) أي ( مخالفا بعيدا ) كذا في اللسان * ومما يستدرك عليه المزو والمزى في كل شئ التمام والكمال والفضيلة كالمزية كغنية وتمازو اتفاضلوا وأمزيته عليه فضلته عن ابن الاعرابي وأباها ثعلب ولا يبنى فعل من المزية ومزايا خيل الغارة مواقعها التى تنصب عليها والمازية الفضل والمزية الطعام بخص بـه الرجل عن ثعلب ( ومسوت على الناقة ) أمسوها مسوا ( إذا أدخلت يدك في حيائها ) ونص اللحيانى في رحمـها ( فنقيته ) استلئا ما للفحل كراهة ان تحمل له وكذلك مسا رحمـها فهو ماس وقيل مسا الناقة والفرس إذا سطا عليهما ومنـه قول الراجز ان كنت من أمرك في مسماس * فاسط على أمك سطو الماسى ومسيت لغة فيه كما سيأتي ( ومسا الحمار ) مسوا ( حرن والمساء والامساء ضد الصباح والاصباح ) وهو بعد الظهر الى صلاة المغرب وقال بعضهم الى نصف الليل والجمع أميه عن ابن الاعرابي ( والممسى ) كمكرم ( الامساء ) تقول أمسينا ممسى وأنشد الجوهرى لامية بن أبى الصلت : الحمدلله ممسانا ومصبحنا * بالخير صبحنا ربى ومسانا فهما مصدران ( والاسم المسى بالضم والكسر ) كالصبح من الصباح قال الاضبط بن قريع الاسدي لكل هم من الامور سعه * والمسى والصبح لافلاح معه ( و ) يقال ( أتيته مساء أمس ومسيه بالضم والكسر ) لغة أي أمس عند الماء ( و ) أتيته أصبوحة كل يوم و ( أمسيته بالضم وجا مسيانات أي مغير بانات ) نادرو لا يستعمل الاظرفا وفى الصحاح أتيته مسيانا هو تصغير مساء ( و ) قال سيبويه ( أتى صباح مساء ) مبنى ( و ) صباح ( مساء بالاضافة و ) القالى اللحيانى ( إذا تطيروا من أحد قالوا مساء الله لامساؤك ) وان شئت نصبت ( ومسيته تمسية قلت له كيف أمسيت ) ومعناه كيف أنت في وقت المساء ( أو ) مسيته قلت له ( مساك الله بالخير ) أي جعل مساءك في خير وهو مجاز ( وامتسى ما عنده أخذه كله ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه مساو أمسى ومسى كله إذا وعدك بامر ثم ابطأ عنك عن ابن الاعرابي وقد يكون للمسى كمكرم موضعا وأنشد الجوهرى لا مرى القيس يصف جارية : تضئ الظلام بالعشاء كأنـها * منارة ممسى راهب متبتل يريد صومعته يمسى فيها وأمسينا صرنا في وقت المساء وقول الشاعر * حتى إذا ما أمسجت وأمسجا * انما أراد أمست وأمسى فأبدل مكان الياء حرفا جلدا شبيها بها لتصح له القافيه والوزن وأمسى فلان فلانا إذا أعانـه بشئ عن ابن الاعرابي وقال
أبو زيد ركب فلان مساء الطريق إذا ركب وسط الطريق وماساه سخر منـه عن ابن الاعرابي ومسى بـه الليل جاء مساء وهو مجاز نقله الزمخشري وممسى مقصور قرية بالمغرب عن ياقوت ( ى مسى الناقة والفرس كرمى ) يمسيهما مسيا ( نقى رحمـهما ) من نطفة أوسطا عليهما باخراج ولدهما قال رؤبة : ان كنت من أمرك في مسماس * فاسط على أمك سطو الماسى وقال ذو الرمة : مستهن أيام العبور وطول ما * خبطن الصوى بالنعلات الرواعف وكذلك مسى على الناقة والفرس ( و ) مسى ( الحر المال ) مسيا ( هزله و ) مسى ( السير ) مسيا ( رفق بـه و ) مسى ( الشئ مسحه بيده ) وقال ابن القطاع الضرع مسحه ليدر ( وكل استلال مسى ) عن ابن سيده ومنـه قول ذى الرمة يكاد المراح العرب يمسى عروضها * وقد جرد الاكناف مور الموارك ( ورجل ماس ) زنة ماش ( لا يلتفت الى موعظة أحد ) ولا يقبل قوله وقال أبو عبيد رجل ماس زنة مال وهو خطأ ( وامتسى عطش وتمسى تقطع كتماسى و ) قال أبو عمرو ( التماسى الدواهي بلا واحد ) يعرف وأنشد لمرداس أداورها كيما تلين واننى * لالقى على العلات منـها التماسيا ( ومسينى ) بكسر الميم والسين المشددة وسكون التحتية وفتح النون مقصور وضبطه في التكملة بفتح الميم ( د في بر قسطنطينية ) بينـها وبين ادرنة * ومما يستدرك عليه رجل ماس خفيف وما أمساه أي ما أخفه قال الازهرى هو مقلوب ومسى يمسى مسيا إذا ساء خلقه بعد حسن عن ابن الاعرابي نقله الصاغانى وقد سموا ماسيا وابن ماسى محدث مشـهور له جزء وقع لنا عاليا ( ى مشى يمشى ) مشيا ( مر ) قال الراغب المشى الانتقال من مكان الى بارادة ( كمشى تمشية ) قال الجوهرى وأنشد الاخفش أي للشماخ ودوية قفر تمشى نعامـها * كمشى النصارى في خفاف الارندج وقال آخر * ولا تمشي في فضاء بعدا * قلت ومثله قول الحطيئة عفى مسحلان من سليمى فخامره * تمشى بـه ظلمانـه وجاذره وقال ابن برى ومثله قول الاخر تمشى بها الدرماء تسحب قصبها * كأن بطن حبلى ذات أونين متئم ( و ) مشى يمشى مشاء ( كثرت ماشيته ) يقال مشى على آل فلان مال إذا تناتج وكثر وهو مجاز ( كامشى ) وأنشد الجوهرى للنابغة

(1/8598)

وكل فتى وان أثرى وأمشى * ستنجله عن الدنيا منون وكذلك أفشى وأوشى ( و ) من المجاز مشى إذا ( اهتدى ) قيل ( ومنـه ) قوله تعالى ( نورا تمشون بـه ) أي تهتدون بـه وفى التكملة المشى الهدى وذكر الاية ( والاسم المشية بالكسر ) عن اللحيانى يقال هو حسن المشية ( وهى ضرب منـه أيضا ) إذا مشى ( والتمشاء بالكسر المشى ) حكاه اللحيانى وقال ان نساء الاعراب يقلن في الاخذة أخذته بدباء مملا من الماء معلق بترشاء فلا يزال في تمشاء وفسره بالمشى قال ابن سيده وعندي أنـه لا يستعمل الا في الاخذة ( و ) من الكناية ) ( المشاء النمام ) زنة ومعنى يقال هو يمشى ينـهم بالنمائم مشيا ( والمشاة الوشاء ) جمع ماش من ذلك ( و ) المجاز ( الماشية الابل والغنم ) على التفاؤل والجمع المواشى وهو اسم يقع على الابل والبقر والغنم قال ابن الاثير وأكثر ما يستعمل في الغنم وقيل كل مال يكون سائمة للنسل والقنية من ابل وشاء وبقر فهى ماشية وأصل المشاء النماء والكثرة ( ومشت ) الماشية ( مشاء كثرت أولادها ) قال الراجز * العير لا يمشى مع الهملع * وأنشد الليث للحطيئة فيبنى مجدها ويقيم فيها * ويمشى ان أريد بـه المشاء ( وأمشى القوم وامتشوا ) كثر مالهم قال طريح : فأنت غيثهم نفعا وطودهم * دفعا إذا ما مر ادا لممتشى جدبا ( وامرأة ماشية كثيرة الولد ) وكذلك ناقة ماشية وقد مشت مشيا * ومما يستدرك عليه تمشى إذا مشى وبه روى قول الحطيئة * تمشى بـه ظلمانـه وجا ذره * ويكنى بـه أيضا عن التغوط وهى عامية وتمشت فيه حميا الكاس دبت وأمشاه هو ومشاه بمعنى وحكى سيبويه أتيته مشيا جاؤوا بالمصدر على غير فعله وليس في كل شئ يقال ذلك يحكى منـه ما سمع وكل مستمر ماش وان لم يكن من الحيوان فيقال قد مشى هذا الامر والمشاة خلاف الركبان ورجل مشاء الى المساجد كثير المشى والمشائيون فرقة من الحكماء كانوا يمشون في ركاب افلاطون وتماشوا مشى بعضهم الى بعض ومنـه التماشا اسم لما يتفرج عليه أخذ من المصدر والمشى موضع المرور على المحل والمشى كالى جمع للحالة نقله القالى ( والمشو بالفتح و ) المشو ( كعدوو ) المشى مثل ( غنى و ) المشاء مثل ( سماء ) الاولى عن ابن عباد في المحيط والرابعة نقلها الصاغانى واقتصر الجوهرى على الثانية والثالثة ( الدواء المسهل ) وأنشد ابن سيده * شربت مشو اط كالشرى * قال الجوهرى يقال شربت مشوا ومشيا ولا تقل شربت دواء المشى وقال ابن السكيت شربت مشوا ومشاء ومشيا وهو الدواء الذى يسهل مثل الحسوو الحساء قاله بفتح الميم وذكر المشى أيضا وهو صحيح سمى بذلك لانـه
يحمل شاربه على المشى والتردد الى الخلاء وفى الحديث خير ماندا ويتم بـه المشى قال ابن دريد والمشى خطأ قال وقد حكاه أبو عبيد قال ابن سيده والواو عندي في المشو معاقبة فبابه الياء وقال أبو زيد شربت مشيا فمشيت منـه مشيا كثيرا قال ابن برى المشى مشددة الدواء والمشى بياء واحدة اسم لما يجئ من شاربه قال الراجز : شربت مرا من دواء المشى * من وجع بحثلتى وحقوى قيل ومنـه مشت المرأة إذا ا كثيرا ( واستمشى ) شرب المشى ومنـه حديث اسماء قال لها بم تستمشين أي بم تسهلين بطنك ( وأمشاه الدواء ) أطلق بطنـه ( والمشا ) بالفتح مقصورا ( الجزر ) الذى يؤكل عن ابن الاعرابي ( أو نبت يشبهه ) واحدته مشاة كذا في كتاب أبى على والجامع للقزاز ( وأمشى الرجل ارتجى دواؤه ) كذا في النسخ وهو قول ابن الاعرابي ومثله في التكملة وهو في اللسان عن الازهرى عنـه أمشى يمشى إذا أنجى دواؤه ونقل الارموى في كتابه عن الازهرى عنـه مشى يمشى إذا أنجى دواؤه كذا هو بخطه في مسودته فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه مشى بطنـه استطلق والمشية كغنية اسم الدواء واستمشى طلب المشى الذى يعرض عند شرب الدواء وامتشى بمعناه وذات المشا موضع نقله ابن سيده وأنشد هو والقالي للاخطل أجد وانجاء غيبتهم عشية * خمائل من ذات المشا وهجول ( والمصواء الدبر ) قاله الفراء وأنشد * وبل حنو السرج من مصوائه * نقله أبو على وابن سيده ( و ) قال الجوهرى المصواء ( امرأة لا لحم على فخذيها ) ونقله أبو على أيضا وقال أبو عبيدة والاصمعى المصواء هي الرسحاء ( والمصاية بالضم ) هي ( القارورة الصغير ) وأما الكبيرة يقال لها حوجلة * ومما يستدرك عليه مصيت المرأة مصاقل لحم فحذنيها عن ابن القطاع ( ى مضى ) الشئ ( يمضى مضيا ومضوا ) الاخيرة على البدل ( خلا ) وذهب ( و ) مضى ( في الامر مضاء ومضوا نفذ ) وفى الصحاح مضى في الامر مضاء أنفذه ( وأمر ممضو عليه ) نادر جئ بـه في باب فعول بفتح الفاء ( و ) مضى ( سبيله مات ) وفى المحكم بسبيله ( و ) مضى ( السيف مضاء قطع ) في الضريبة وله مضاء قال الجوهرى وقول جرير فيو ما يجازين الهوى غير ماضى * ويوما ترى منـهن غول تغول قال فانما رده الى أصله للضرورة لانـه يجوز في الشعر ان يجرى الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لانـه الاصل قال ابن برى ويروى يجارين بالراء قال ويروى غير ماصبا وصححه ابن القطاع ونقل كلام الجوهرى هذا الصاغانى في التكملة فقال وقد تبع في هذا أقاويل النحويين ووثق بنقلهم وتأويلهم والرواية غير ماصبا أي من غير صبا الى ولا ضرروة فيه والرواية في عجز

(1/8599)

البيت ترى منـهن غولا ( وأمضاه أنفذه ) ومنـه الحديث ليس لك من مالك الا ما تصدقت فأمضيت أي أنفذت فيه عطاءك ولم تتوقف فيه ( والمظواء كغلواء التقدم ) وأنشد الجوهرى للقطامي وإذا خنسن مضى على مضوائه * وإذا لحقن بـه أصبن طعانا وقال أبو على مضى على مضوائه المضواء مضيت عليه وأنشد البيت المذكور فإذا خنسن الخ قال وهذا البناء يكثر في الجمع وينقاس وذكره أبو عبيد في باب فعلاء وأنشد البيت البيت قال ابن سيده وقال بعضصهم أصله مضاء فابدلوه ابد الاشاذا أرادوا ان يعوضوا لواو من كثرة ب الياء عليها ( وأبو المضاء كسماء الفرس ) هي كنيته ( والمضاء الفاشى تابعي ) كذا في النسخ والصواب الفايشى وبنو فايش قبيلة والمضاء هذا يكنى أبا ابراهيم يروى عن عائشة وعنـه أبو اسحق السبيعى كذا في كتاب ابن حبان ( وضيت على بيعي وأمضيته أجزته ) بالجيم والزاى وقد وقع في نسح التهذيب للازهري أخرته من التأخير وهو تصحيف نبه عليه الصاغانى ( والماضي الاسد ) لجرأته وتقدمـه ( والسيف ) لنفاذه في الضريبة * ومما يستدرك عليه مضوت على الامر مضوا ومضوا مثل الوقود والصعود نقله الجوهرى وتمضى تفعل منـه وأنشد الجوهرى للراجز * وقر بوا للبين والتمضى * ويقال مضى وتمضى تقدم قال عمرو ابن شاس : ثمضت الينا لم يرب عينـها القذى * بكثرة نيران وظلماء حندس ويقال مضيت بالمكان ومضيت عليه وكان ذلك في الزمن الماضي وهو خلاف المستقبل وأبو ماضى من كنا هم والمضاء بن حاتم محدث والمضاء بن أبى نخيلة وفيه يقول أبوه : يا رب من عاب المضاء أبدا * فاحرمـه امثال المضاء ولدا وامضى من السيف وسيوف مواض وأمضيت له تركته في قليل الخطا حتى يبلغ بـه أقصاه فيعاقب في موضع لا يكون لصاحب الخطا فيه عذر وكذلك أمديت له وأنميت له نقله الازهرى والتمضية في الامر الامضاء ( ومطا ) مطوا ( جدفى السيرو أسرع ) وقيل مطايمطو إذا سار سير حسنا ( و ) مطاء مطوا ( أكل الرطب من ) المطو وهى ( الكاسة و ) مطا مطوا أي ( صاحب صديقا ) في السفر ( و ) مطااذا ( فتح عينيه ) وأصل المطوا المد في هذا ( و ) مطا ( بالقوم ) مطوا ( مدبهم في السير ) نقله الجوهرى ومنـه قول امرئ القيس مطوت بهم حتى يكل غريمـهم * وحتى الجياد مايقدن بارسان
( و ) مطا ( المرأة ) مطوا ( نكحها وتمطى النـهار وغيره ) كالسفر والعهد ( امتد وطال ) وهو مجاز ( والاسم ) من كل ذلك ( المطواء ) كغلواء وقال أبو على القالى المطواء التمطى عند الحمى ( والمطا التمطى ) عن الزجاجي حكاه في الجمل قرنـه بالمطا الذى هو الظهر وأنشد ابن برى لذروة بن جحفة الصموتى * شممتها إذ كرهت شميمى * فهى تمطى كمطا المحموم ( و ) المطا ( الظهر ) لامتداده وقيل هو حبل المتن من عصب أو عقب أو لحم ( ج امطاء والمطية الدابة ) تمط نقله الجوهرى عن الاصمعي وفى المحكم ( تمطو في سيرها ) واحد وجمع قال الجوهرى قال أبو العميثل المطية تذكر وتؤنث وأنشد أبو زيد لربيعة بن مقروم الضبى جاهلي ومطيته ملث الظلام بعثته * يشكو الكلال الى دامى الا ظلل وقيل المطية الناقة يركب مطاها أو البعير يمتطى ظهره ( ج مطاياو مطى ) ومن أبيات الكتاب متى أنام لا يؤرقني الكرى * ليلا ولا أسمع اجراس المطى وأنشد الاخفش ألم تكن حلفت بالله العلى * ان مطاياك لمن خير المطى قال الجوهرى والمطايا فعالى وأصله فعائل الا انـه فعل بـه ما فعل بخطايا ( وامتطاها وامطاها جعلها مطية ) قال الاموى امتطيناها جعلناها مطايانا وقال أبو زيد امتطيتها اتخذتها مطية ( والمطو ) بالفتح ( ويكسر جريدة تشق شقين ويحزم بها القت من الزرع ) وذلك لامتدادها ( و ) أيضا ( الشمراخ ) بلغة بلحرث بن كعب ( كالمطا ) مقصور لغة فيه عن ابن الاعرابي وقال أبو حنيفة المطو والمطو عذق النخلة وهى أيضا الكباسة والعاسى واقتصر الجوهرى على الكسر وأنشد أبو زياد وهتفوا وصرحوايا أجلح * وكان همى كل مطو املح هكذا ضبطه ابن برى بكسر الميم ( ج مطاء ) كجرو وجراء كما في الصحاح وأنشد ابن برى للراجز * تحدر عن كوافره المطاء * ( وامطاء ) يكون جمعا للمفتوح وللمكسور ( ومطى ) كغنى اسم للجمع ( والامطى كتركي صمغ يؤكل ) سمى بـه لامتداده ويقال لشجره اللباية وقيل هو ضرب من نبات الرمل يمتد وينفرش وقال أبو حنيفة شجر ينبت في الرمل قضبانا وله علك يمضغ ( و ) الامطى أيضا ( المستوى القامة المديدها والمطوة الساعة ) لامتدادها ( والمطو بالكسر النظير والصاحب ) وأنشد الجوهرى : ناديت مطوى وقد مال النـهار بهم * وعبرة العين جارد معها سجم وقال رجل من أزد السراة يصف برقا وقال الاصبهاني انـه ليعلى بن الاحول : فظلت لدى البيت العتيق أخيله * ومطواى مشتاقان له أرقان أي صاحباى ويقال المطوا الصاحب في السفر خاصة وقال الراغب هو الصاحب المعتمد عليه وتسميته بذلك كتسميته بالظهر

(1/8600)

( و ) المطو ( سنبل الذرة ) المتداده قاله النضر * ومما يستدرك عليه المتطى التبختر ومد اليدين في المشى ويقال هو مأخوذ من المطيطة وقد ذكر في الطاء قوله ذهب الى أهله يتطى أي يمد مطاه أو يتبختر وفى حديث تعذيب بلال وقد مطى في الشمس أي مد وبطح وتمطى سار سيرا طويلا ممدودا ومنـه قول رؤبة : بـه تمطت غول كل ميله * بناحر اجيج المـهارى النفه وقوله أنشده ثعلب تمطت بـه أمة في النفاس * فليس بيتن ولا توأم فسره فقال يريد انـها زادت على تسعة أشـهر حتى نضجته وجرت حمله والمطاة الاسم من التمطى والتمطية الشمراخ والمطو بالضم عذق النخلة عن على بن حمزة البصري عن أبى زياد الكلابي كذا وجده صاحب اللسان بخط الشيخ رضى الدين الشاطبي * قلت فهو إذا مثلث والمطا مقصور الصاحب والجمع أمطاء ومطى الاخيرة اسم للجمع قال أبو ذؤيب لقد ألقى المطى بنجد عفر * حديث ان عجبت له عجيب ( والمعو الرطب ) عن اللحيانى وأنشد تعلل بالنـهيدة حين تمسى * وبالمعو المكمم والقميم ( أو ) هو ( البسر ) الذى ( الارطاب ) وفى الصحاح قال أبو عبيد إذا أرطب النخل كله فذلك المعو قال وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه وقال ابن دريد المعوة الرطبة إذا دخلها بعض اليبس قال ابن برى وأنشد ابن الاعرابي يا بشر يا بشر ألا أنت الولى * ان مت فادفني بدار الزينبي * في رطب معو وبطيخ طرى ( و ) المعو أيضا ( الشق في مشفر البعير الاسفل ) والنعو في الاعلى ( و ) قال الليث ( معا السنور ) يمعو ( معاء ) كغراب ( صوت ) وهو أرفع من الصئ ويروى بالغين أيضا ( وتمعى ) السقاء ( تمدد ) واتسع لغة في تمأى بالهمز ( و ) تمعى ( الشر ) فيما بينـهم ( فشا ) كتمأى بالهمز وقد ذكر * ومما يستدرك عليه أمعت النخلة صار ثمرها معوا نقله الجوهرى عن اليزيدى ومعوة السمرة ثمرتها إذا أدركت على التشبيه وأمعى البسر طاب عن ابن القطاع ( ى المعى بالفتح و ) المعى ( كالى من أعفاج البطن ) الاولى عن ابن سيده واقتصر الجوهرى وغيره على الاخيرة وبه جاء الحديث المؤمن يأكل في معى واحد وأنشد القالى لحميد بن ثور خفيف المعى الا مصيرا يبله * دم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع وهو مذكر ( وقد يؤنث ) قال الفراء أكثر الكلام على تذكيره وربما ذهبوا بـه الى التأنيث كأنـه واحد دل على الجمع وأنشد
للقطامي كأن نسوع رحلى حين ضمت * حوالب غزرا ومعى جياعا أقام الواحد مقام الجمع كما قال تعالى ثم نخرجكم طفلا ( ج أمعاء ) ومنـه الحديث والكافر يأكل في سبعة امعاء قال القالى الهاء في سبعة تدل على التذكر في الواحد قال الليث الامعاء المصارين وقال الازهرى هو جميع ما في البطن مما يتردد فيه من الحوايا كلها ( والمعى كالى ) المذنب من مذانب الارض نقله الجوهرى وقال ابن سيده هو من مذانب الارض ( كل مذنب بالحضيض ينادى ) كذا في النسخ والصواب يناصى ( مذنبا بالسند ) والذى في السفح هو الصلب قال الازهرى وقد رأيت بالصمان في قيعانـها مساكات للماء واخاذا متحوية تتسمى الامعاء وتسمى الحوايا وهى شبه الغدران غير أنـها متضايقه لا عرض لها وربما ذهبت في القاع علوة وقال الازهرى الامعاء مالان من الارض وانخفض قال رؤبة * يحنو الى اصلابه أمعاؤه * قال أبو عمرو وأمعاؤه أي أطرافه ( و ) حكى ابن سيده عن أبى حنيفة المعى ( سهل بين صلبين ) قال ذو الرمة : بصلب المعى أو برقة الثور لم يدع * لها جدة حول الصبا والجنائب قال الازهرى أظن واحده معاة وقيل المعى المسيل بين الحرار وقالى الاصمعي الامعاء مسايل صغار وقال القالى المسيل الضيق الصغير ( ومعى الفأر تمر ردئ ) بالحجاز ( والماعى اللين من الطعام ) عن أبى عمرو ( و ) قال الازهرى العرب تقول ( هم ) في ( مثل المعى والكرش أي أخصبوا وحسنت حالهم ) وصلحت قال الراجز : يا أيهذا النائم المفترش * لست على شئ فقم وانكمش لست كقوم أصلحوا أمرهم * فاصبحوا مثل المعى والكرش ( والماعية المدمدة ) كذا في التكملة ( ومعى كسمى ع ) أو رمل قال الصاغانى وليس بتصحيف المعى قال العجاج * وخلت أنقاء المعى ربربا * ومما يستدرك عليه المعيان بالكسر واحد الامعاء عن الليث والمعى كالى موضع وأنشد القالى لذى الرمة : على ذروة الصلب الذى واجه المعى * سواخط من بعد الرضا للمراتع قال الصلب والمعى موضعان * قلت وقد تكرر ذكرهما في شعر ذى الرمة فمنـه ما أنشده القالى هذا ومنـه ما أنشده أبو حنيفة بصلب المعى أو برقة الثور وقد تقدم ومنـه ما أنشده الازهرى تراقب بين الصلب عن جانب المعى * معى واحف شمسا بطيأ نزولها وقد فسرا بأن المعى سهل بين صلبين والصلب ما صلب من الارض فتأمل وقال نصر المعى أرض في بلاد الرباب وهو رمل بين الجبال

(1/8601)

وقالوا جاآ معا وجاؤا معا جميعا قال أبو الحسن معا هذا اسم وألفه منقلبة عن ياء كرحى لان انقلاب الالف في هذا الموضع عن الياء أكثر من انقلابها عن الواو وهو قول يونس وقد تقدم ذلك في حرف العين وابن معية في عوى ( ومغا السنور يمغو ) مغاء أهمله الجوهرى وقال الليث أي ( صاح ) قال الازهرى معا يمعو ومغا يمغو صوتان أحد هما يقرب من الاخر وهو أرفع من الصئ * ومما يستدرك عليه المغو بالفتح والمغو كعلو والمغاء كغراب كله صياح السنور وقال ابن الاعرابي مغا يمغو بمعنى نغى ( ى المغى ) أهمله الجوهرى وقال غيره هو ( في الاديم رخاوة وقد تمغى تمغيا ) ارتخى ( و ) المغى ( في الانسان ان تقول فيه ما ليس فيه اما هازلا أو جادا ) وقد مغى فيه مغيا وهو مجاز ( والماغية المريبة ) من ذلك وفى بعض النسخ المربية ( و ) قال ابن الاعرابي ( مغيت كسعيت ) أمغى بمعنى ( نغيت ) وقيل هو من باب رمى لغة في مغا يمغو ( ومقا الفصيل أمـه ) مقوا ( رضعها ) رضعا ( شديداو ) مقا ( السيف ) يمقوه مقوا حكاه يونس عن ابن الخطاب ( و ) كذلك ( السن ونحوه ) كالطست والمرآة كل ذلك إذا ( جلاه ) كما في الصحاح وسيف ممقو مجلو ومن سجعات الاساس أنا اشتفى بلقائك اشتفاء الملقو بالنظرقى السجنجل الممقو ( و ) يقال ( امقه مقوك ) مالك نقله الجوهرى عن ابن دريد وهو على وزن ادعه زاد غيره ( ومقوتك مالك و ) في المحكم ( مقاوتك ) مالك ( بالضم ) كل ذلك أي ( صنـه صيانتك مالك ) واحفظه * ومما يستدرك عليه مقوت الطست غسلته ومنـه حديث عائشة وذكرت عثمان رضى الله عنـهما فقالت مقوتموه مقو الطست ثم قتلتموه أردادت أنـهم عتبوه على أشياء فأعتبهم وأزال شكواهم وخرج نقيا من العتب ثم قتلوه بعد ذلك ( ى مقيت أسناني ) مقيا أهمله الجوهرى وقال ابن السكيت لغة في ( مقوتها ) مقوا ( ومقى الطست مقيا جلاه ) كمقاه مقوا ( و ) يقال ( امقه ) كارمـه ( مقيتك مالك ) بفتح الميم وسكون القاف ( أي صنـه ) صيانتك مالك ( والمقية ) بالضم ( الماق ) عن كراع وقد مر ذكره في م وق وأشبعنا الكلام هنا لك ( ومكا ) يمكو ( مكوا ) بالفتح ( ومكاء ) كغراب ( صفر بفيه أو شبك باصابعه ) أي أصابع يديه ثم أدخلها في فيه ( ونفخ فيها ) وبه فسر قوله تعالى وما كان صلاتهم عند البيت الامكاء وتصديه قاله الجوهرى أي صفير أو تصفيقا بالا كف قال ابن السكيت والاصوات مضمومة الا النداء والغناء أبو الهيثم لحسان
* صلاتهم التصدى والمكاء * وقال الليث كانوا يطوفون بالبيت عراة يصفرون بافواههم ويصفقون بايد يهم وقال عنتره يصف رجلا طعنـه وخليل غانية تركت مجدلا * تمكو فريصته كشدق الاعلم أي تصفر ( و ) مكت ( استه ) تمكو مكاء ( نفخت ولا يكون ) ذلك ( الاوهى مكشوفة مفتوحة ) وفى الصحاح عن أبى عبيدة مكت استه مكاء إذا كانت مفتوحة ( أو خاصة بالدابة ) أي باستها ( والمكوة الاست ) سميت بذلك ( والمكا مقصورة ) يكتب بالالف ( حجر الثعلب والارنب ) ونحوهما وقيل مجثمـهما وأنشد القالى : وكم دون بيتك من صفصف * ومن حنش جاحر في مكا ( كالمكو ) وأنشد الجوهرى للطرماح كم بـه من مكو وحشية * قيظ في منتثل أوشيام قال ابن سيده وقد يهمز وقد تقدم هناك ذكره والجمع أمكاء ( و ) مكا ( جبل ) لهذيل ( يشرف على نعمان و ) المكاء ( كزنار طائر ) صغير يزقو في الرياض قال الازهرى يألف الريف وقيل سمى بذلك لانـه يجمع يديه ثم يصفر فيهما صفيرا حسنا قال الشاعر : إذا غرد المكاء في غير روضة * فويل لاهل الشاء والحمرات ( ج مكاكى ) بتشديد الياء وأنشد ياقوت لاعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن الى بلاده فقال : ألا أيها المكاء مالك ههنا * ألاء ولا شيح فاين تبيض فأصعد الى أرض المكاكى واجتنب * قرى الشام لا تصبح وأنت مريض ( وتمكى ) الفرس تمكيا ( ابتل بالعرق ) عن أبى عبيدة وأنشد * والقود بعد القود قد تمكين * أي ضمرن لما سال من عرقهن ( و ) في الصحاح تمكى ( الفرس ) تمكيا ( حك عينـه بركبته و ) يقال ( مكيت يده تمكى مكا ) كرضيت إذا ( مجلت من العمل ) قال يعقوب سمعتها من الكلابي كذا في الصحاح وفى المحكم أي غلظت ( و ) ذكر الجوهرى في هذا الحرف ( ميكائيل ) قال يعقوب ( ويقال ميكال وميكائين ) بالنون لغة قال الاخفش يهمز ولا يهمز وقال حسان : ويوم بدر لقينا كم لنا مدد * فيه مع النصر ميكال وجبريل ( ملك م ) موكل بالارزاق وقد تقدم ذكره في اللام وفى النون ( و ) ميكائيل ( اسم ) رجل ( ومكوة جبل في بحر عمان ) والذى في التكملة مكو جبل أسود في بحر عمان قرب كمزاد * ومما يستدرك عليه المكوان بالتحريك مثنى مكو لححر الضب قال الشاعر : * بنى مكوين ثلما بعد صيدن * وقد يكون المكو للطائر والحية وقال أبو عمرو تمكى الغلام إذا تطهر للصلاة وأنشد لعنترة الطائى انك والجور على سبيل * كالمتمكى بدم القتيل يريد كالمتوضى والمتمسح وبنو ميكال قوم بنيسابور بيت امارة وحديث منـهم ممدوح ابن دريد في المقصورة وقد ذكروا في اللام ( وملا ) البعير ( يملو ملوا سار ) سيرا ( شديدا ) ومنـه قول مليح الهذلى :

(1/8602)

فألقوا عليهن السياط فشمرت * سعال عليها الميس تملو وتقدف ( أو ) ملا ملوا إذا ( عدا ) ومنـه حكاية الهذلى فرأيت الذى ذما يملو أي الذى نجا بذمائه يعدو ( وملاك الله حبيبك تملية ) أي ( متعك بـه وأعاشك طويلا ) نقله الجوهرى قال ( و ) يقال ( تملى عمره و ) كذلك ( مليه ) أي ( استمتع منـه ) ويقال لمن لبس الجديد أبليت جديدا وتمليب حبيبا أي عشت معه ملاوة من دهرك وتمتعت بـه وأنشد الجوهرى للتميمي في يزيد بن مزيد الشيباني : وقد كنت أرجو أن أملاك حقبة * فحال قضاء الله دون رجائيا الا فليمت من شاء بعدك انما * عليك من الاقدار كان حذاريا ( وأملاه الله اياه ) وملاه ( و ) أقت عنده ( ملاوة من الدهر وملوة ) من الدهر ( مثلثتين ) نقلهما الجوهرى والتثليث في الاخير حكاه الفراء أي ( برهة منـه ) وحينا ( والملى ) كغنى ( الهوى من الدهر ) ومنـه قوله تعالى واهجرني مليا أي طويلا ( و ) أيضا ( الساعة الطويلة من النـهار ) يقال مضى ملى من النـهار نقله الجوهرى ( والملا ) غير مـهموز يكتب بالالف عند البصريين وغيرهم يكتبه بالياء ( الصحراء ) وهو المتسع من الارض وقال الراغب هي المفازة الممتدة قال الشاعر : الاغنيانى وارفعا الصوب بالملا * فان الملا عندي يزيد المدى بعدا وقال الاصمعي الملا برث أبيض ليس برمل ولاجلد ( والملوان ) بالتحريك مثنى الملا ( الليل والنـهار ) يقال لا أفعله ما اختلف الملوان وقال الراغب وحقيقة ذلك تكررهما وامتدادهما بدلالة أنـهما أضيفا اليهما في قول الشاعر : نـهار وليل دائم ملواهما * على كل حال المرء يختلفان فلو كانا الليل والنـهار لما أضيفا اليهما ( أوطر فاهما ) قال ابن مقبل : ألا يا ديار الحى بالسبعان * أمل عليها بالبلى الملوان ( وأمليت له في غيه ) أي ( أطلت ) نقله الجوهرى ( و ) أمليت ( البعير ) إذا ( وسعت له في قيده ) وأرخيت وفى الصحاح للبعير ( و ) أمليت ( الكتاب ) أملى و ( أمللته ) أمله لغتان جيدتان جاء بهما القرآن قاله الجوهرى ( و ) أملى ( الله ) الكافر ( أمـهله ) وأخره وطول له ومنـه قوله عز وجل وأملى لهم ان كيدى متين ( واستملاه سأله الاملاء ) عليه ومنـه المستملى للذى يطلب املاء
الحديث من شيخ واشتهر بـه أبو بكر محمد بن أبان بن وزير البلخى أحد الحفاظ المتقنين لانـه استملى على وكيع ( والملاة كقناة فلاة ذات حر وسراب ج ملا ) وأنشد الازهرى لتأبط شرا ولكننى أروى من الخمر هامتي * وأنضو الملا بالشحب المتشلشل * ومما يستدرك عليه الملاوة بالتثليث والملا والملى كالى وغنى كله مدة العيش وقد تملى العيش ومر ملى من الليل كغنى وملا من الليل وهو ما بين أوله الى ثلثه وقيل هو قطعة منـه لم تحدوا الجمع أملاء وقال الاصمعي أملى عليه الزمن أي طال عليه وقال ابن الاعرابي الملا الرماد الحار والملا الزمان من الدهر والملا موضع وبه فسر ثعلب قول قيس بن ذريح : أتبكى على لبنى وأنت تركتها * وكنت عليها بالملا أنت أقدر قلت وأنشد ياقوت لذى الرمة وقيل لامرأة يهجومية ألا حبذ أهل الملا غير أنـه * إذا ذكرت مى فلا حبذا هيا وقال ابن السكيت الملا موضع بعينـه في قول كثير ورسوم الديار تعرف منـها * بالملا بين تغلمين فريم وقال في تفسير قول عدى بن الرقاع يقود الينا ابني نزار من الملا * وأهل العراق ساميا متعظما سمعت الطائى يقول هي قرية من ضواحي الرمل متصلة الى طرف أجا وقيل الملا مع السبعان لطيئ أعلاه الملا وأسفله الاجيفر والملوة قد حان وهو نصف الربع لغة مصرية ( ى مناه الله يمنيه ) منيا ( قدره ) والماني القادر وأنشد الجوهرى لابي قلابة الهذلى : فلا نقولن لشئ سوف أفعله * حتى تلاقى مايمنى لك المانى أي ما يقدر لك القادر وفى التهذيب * حتى تبين ما يمنى لك المانى * وقال ابن برى البيت لسويد بن عامر المصطلقى وهو : لا تأمن الموت في حل ولا حرم * ان المنايا توافي كل انسان * واسلك طريقك فيها غير محتشم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى وفى الحديث أن منشدا أنشد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : لا تأمنن وان أمسيت في حرم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى فالخير والشر مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أدرك هذا لاسلم * قلت وفى أمالى السيد المرتضى ما نصه أن مسلما الخزاعى ثم المصطلقى قال شـهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنشد منشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقى لانأمنن الخ وفيه

(1/8603)

فكل ذى صاحب يوما يقارفه * وكل زاد وان أبقيته فانى ثم ساق بقية الحديث كذا وجدته بخط العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي رحمـه الله تعالى ويقال منى الله لك ما يسرك أي قدره لك قيل وبه سميت المنيه للموت لانـها مقدرة بوقت مخصوص وقال آخر : منت لك أن تلاقيني المنايا * أحاد أحاد في الشـهر الحلال ( و ) مناه الله بحبها يمنيه منيا ( ابتلاه ) بحبها ( و ) قيل مناه يمنيه إذا ( اختبره والمنا ) كذا في النسخ والصواب أن يكتب بالياء ( الموت كالمنية ) كغنية لانـه قدر علينا وقد منى الله له الموت يمنى وجمع المنية المنايا وقال الشرقي بن القطامى المنايا الاحداث وال الاجل والحتف القدر والمنون الزمان وقال ابن برى المنية قدر الموت ألا ترى الى قول أبى ذؤيب : منايا تقربن الحتوف لاهلها * جهارا ويستمتعن بالانس الجبل فجعل المنايا تقرب الموت ولم يجعلها الموت وقال الراغب المنية الاجل المقدر للحيوان ( و ) المنى ( قدر الله ) تعالى يكتب بالياء قال الشاعر * دريت ولا أدرى منى الحدثان * وقال صخر الغى لعمر أبى عمرو لقد ساقه المنى * الى جدث يوزى له بالاهاضب ومنـه قولهم ساقه المنى الى درك المنى ( و ) المنى ( القصد ) وبه فسر قوله الا خطل أمست منا ها بأرض لا يبلغها * لصاحب الهم الا الجسرة الاجد قيل أراد قصدها وأنث على قولك ذهبن بعض أصابعه ويقال انـه اراد منازلها فحذف ومثله قول لبيد * درس المنا بمتالع فأبان * قال الجوهرى وهى ضرورة قبيحة * قلت وقد فسر الشيباني في الجيم قول الا خطل بمعنى آخر سيأتي قريبا ( ومعنى بكذا كعنى ابتلى بـه ) كأنما قدر له وقدر لها ( و ) منى ( لكذا وفق ) له ( والمنى كغنى ) وهو مشدد والمذى والودى مخففان وقد يخفف في الشعر ( و ) قوله ( كالى ) غلط صوابه يخفف ( والمنية كرمية ) للمرة من الرمى وضبطه الصاغانى في التكملة بضم الميم وهو الصواب ( ماء الرجل والمرأة ) واقتصرا الجوهرى وجماعة على ماء الرجل وشاهد التشديد قوله تعالى ألم يك نطفة من منى يمنى أي يقدر بالعدة الالهية ما تكون منـه وقرئ تمنى على النطفة وسمى المنى لانـه يقدر منـه الحيوان وأنشد ابن برى للاخطل يهجو جريرا منى العبد عبد أبى سواج * أحق من المدامة أن يعابا وشاهد التخفيف قول رشيد بن رميض أنشده ابن برى : أتحلف لا تذوق لنا طعاما * وتشرب منى عبد أبى سواج ( ج منى كقف ) حكاه ابن جنى وأنشد أسلمتموها فباتت غير طاهرة * منى الرجال على الفخذين كالموم ( ومنى ) الرجل يمنى منيا ( وأمنى ) امناء ( ومنى ) تمنية كل ذلك ( بمعنى ) وعلى الاولين اقتصر الجوهرى والجماعة ( واستمنى طلب
خروجه ) واستدعاه ( ومنى كالى ة بمكة ) تكتب بالياء ( وتصرف ) ولا تصرف وفى الصحاح موضع بمكة مذكر يصرف وفى كتاب ياقوت منى بالكسر والتنوين في الدرج ( سميت ) بذلك ( لما يمنى بها من الدماء ) أي يراق وقال ثعلب هو من قولهم منى الله عليه الموت أي قدره لان الهدى ينحر هنا لك وقال ابن شميل لان الكبش منى بـه أي ذبح وقال ابن عيينـه أخذ من المنايا أو لان العرب تسمى كل محل يجتمع فيه منى أو لبلوغ الناس فيه مناهم نقله شيخنا وروى عن ( ابن عباس ) رضى الله تعالى عنـهما انـه قال سميت بذلك ( لان جبريل عليه السلام لما أراد أن يفارق آدم ) عليه السلام ( قال له تمن قال أتمنى الجنة فسميت منى لامنية آدم ) عليه السلام وهذا القول نقله ياقوت غير معز وقال شيخنا مكة نفسها قرية ومنى قرية أخرى بينـها وبين مكة أميال ففى كلام المصنف نظر انتهى وقال ياقوت منى بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسسم وتخلو بقية السنة الا ممن يحفظها وقل أن يكون في الاسلام بلد مذكور الا ولاهله بمنى مضرب ومنى شعبان بينـهما أرقة والمسجد في الشارع الايمن ومسجد الكبش بقرب العقبة التى ترمى عليها الجمرة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهى بين جبلين مطلين عليها قال وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها أنـها من مكة كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينـهما استضعف هذه العلة وقال هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الامصار وعلى هذه العلة كان يعتمدا القاضى أبو الحسين القزويني قال البشارى وسألني يوما كم يسكنـها وسط السنة من الناس قلت عشرون الى الثلاثين رجلا وقل ان تجد مضربا الا وفيه امرأة تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علل قال فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغولنى بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلة ما نصها الشيخ أبو الحسن ألا ترى الى قول الله عز وجل ثم محلها الى البيت العتيق وقال هديا بالغ الكعبة وانما يقع النحر بمنى ( و ) منى ( ع آخر ينجد ) قال نصر هي هضبة قرب ضرية في ديار غنى بن أعصر زاد غيره بين طخفة وأضاخ وبه فسر قول لبيد : عفت الديار محلها فقامـها * بمنى تأبد غولها فرجامـها ( و ) أيضا ( ماء قرب ضرية ) في سفح جبل أحمر من جبال بنى كلاب للضباب منـهم قاله نصر وضبطه كغنى بالتشديد

(1/8604)

ونقل ياقوت عن الاصمعي ان منى جبل حول حمى ضرية وأنشد : أتبعتهم مقلة انسانـها غرق * كالفض في رقراق الدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجبال بهم * عن هضب غول وعن جنبى منى زور ( وأمنى ) الرجل عن ابن الاعرابي ( وامتنى ) عن يونس ( أتى منى أو نزلها ) التفسير الاول ليونس والثانى لابن الاعرابي ومن ذلك لغز الحريري في فتيا العرب هل يجب الغسل على من أمنى قال لا ولو ثنى ( وتمناه ) تمنيا ( أراده ) قال ثعلب التمنى حديث النفس بما يكون وبما لا يكون وقال ابن الاثير التمنى تشـهى حصول الامر المرغوب فيه وقال ابن دريد تمنيت الشئ أي قدرته وأحببت أن يصير الى من المنى وهو القدر وقال الراغب التمنى تقدير شئ في النفس وتصويره فيها وذلك قد يكون عن تخمين وظن ويكون عن روية وبناء على أصل لكن لما كان أكثره عن تخمين صار الكذب له أملك فأكثر التمنى تصور مالا حقيقة له ( ومناه اياه ) مناه ( بـه تمنية ) جعل له أمنيته ومنـه قوله تعالى ولا ضلنـهم ولا منينـهم ( وهى المنية بالضم والكسر والامنية بالضم ) وهى أفعولة وجمعها الامانى قال الليث ربما طرحت الهمزة فقيل منيه على فعلة قال الازهرى وهذا لحن عند الفصحاء انما يقال منية على فعلة وجمعها منى ويقال أمنية على أفعولة وجمعها أمانى بتشديد الياء وتخفيفها وقال الراغب الامنية الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشئ وشاهد المنى أنشد القالى : كأنا لا ترانا تاركيها * بعلة باطل ومنى اغترار وشاهد الامانى قول كعب : فلا يغرنك ما منت وما وعدت * ان الامانى والاحلام تضليل ( وتمنى ) تمنيا ( كذب ) وهو تفعل من منى يمنى إذا قدر لان الكاذب في نفسه الحديث وقال الراغب لما كان الكذب تصور مالا حقيقة له وايراده باللفظ صار التمنى كالمبد اللكذب فصح أن يعبر عن الكذب بالتمني وعلى ذلك بالتمني وعلى ذلك ما روى عن عثمان رضى الله تعالى عنـه ما تمنيت منذ أسلمت أي ما كذبت انتهى ويقال هو مقلوب تمين من المين وهو الكذب ( و ) تمنى ( الكتاب قرأه ) وكتبه وبه فسر قوله تعالى الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته أي قرأ وتلا فألقى في تلاوته ما ليس فيه قال الشاعر يرثى عثمان رضى الله تعالى عنـه : تمنى كتاب الله أول ليله * وآخره لاقى المقادر وقال آخر : تمنى كتاب الله آخر ليلة * تمنى داود الزبور على رسل
أي تلا كتاب الله مترسلا فيه قال الازهرى والتلاوة سميت أمنية لان تالى القرآن إذا مر باية رحمة تمناها وإذا مر باية عذاب تمنى أن يوقاه وقال الراغب قول تعالى ومنـهم لا يعلمون الكتاب الا أمانى قال مجاهد معناه الا كذبا وقال غيره الا تلاوة وقوله تعالى ألقى الشيطان في أمنيته قد تقدم أن التمنى كما يكون عن تخمين وظن قد يكون عن روية وبناء على أصل ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يبادر الى ما نزل بـه الروح الامين على قلبه حتى قيل له ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه لا تحرك بـه لسانك لتعجل بـه سمى تلاوته على ذلك تمنيا ونبه ان للشيطان تسلطا على مثله في أمنيته وذلك من حيث بين أن العجلة من الشيطان ( و ) تمنى ( الحديث اخترعه وافتعله ) ولا أصل له ومنـه قول رجل لابن دأب وهو يحدث هذا شئ رويته أم شئ تمنيته أي افتعلته واختلقته ولا أصل له ويقول الرجل والله ما تمنيت هذا الكلام ولا اختلقته ( والمنية بالضم ويكسر ) عن ابن سيده واقتصر الجوهرى على الضم ونقل ابن السكيت عن الفراء الضم والكسر معا ( والمنوة ) بالفتح كذا في النسخ والصواب المنوة بفتح فضم فتشديد واو ( أيام الناقة التى لم يستيقن ) وفى المحكم لم يستبن ( فيها لقاحها من حيالها ) ويقال للناقة في أول ما تضرب هي في منيتها وذلك ما لم يعلموا بها حمل أم لا ( فمنية البكر التى لم تحمل عشر ليال ومنية المثنى وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة ) قيل وهى منتهى الايام ( ثم ) بعد مضى ذلك ( تعرف ألاقح هي أم لا ) هذا نص ابن سيده وقال الجوهرى منية الناقة الايام التى يتعرف فيها ألا قح هي أم لا وهى ما بين ضراب الفحل اياها وبين خمس عشرة ليلة وهى الايام التى يستبرأ فيها لقاحها من حيالها يقال هي في منيتها انتهى وقال الاصمعي المنية من سبعة أيام الى خمسة عشر يوما تستبرأ فيها الناقة ترد الى الفحل فان قرت علم أنـها لم تحمل وان لم تقر علم انـها قد حملت نقله القالى وقال ابن شميل منية القلاص سواء عشر ليال وقال غيره المنية التى هي المنية سبع وثلاث للقلاص وللجلة عشر ليال ( و ) قال أبو الهيثم قرئ على نصير وأنا حاضر ( أمنت ) الناقة ( فهى ممن وممنية ) إذا كانت في منيتها ( وقد استمنيتها ) قال ابن الاعرابي البكر من الابل تستمنى بعد أربع عشرة واحدى وعشرين والمسنة بعد سبتعة أيام قال والاستمناء أن يأتي صاحبها فيضرب بيده على صلاها وينقربها فان اكتارت بذنبها أو عقدت رأسها وجمعت بين قطريها علم أنـها لاقح وقال في قول الشاعر : قامت تريك لقاحا بعد سابعة * والعين شاحبة والقلب مستور كأنـها بصلاها وهى عاقدة * كور خمار على عذراء معجور قال مستور إذا القحت ذهب نشاطها ( ومنيت بـه بالضم منيا ) بالفتح أي ( بليت بـه ) وقد مناه منيا بلاه ( وماناه ) مماناة ( جازاه ) عن أبى سعيد ( أو ) ماناه ( ألزمـه ) كذا في النسخ والصواب لزمـه ( و ) ماناه ( ما طله ) كذا في النسخ والصواب طاوله كما في الصحاح وغيره وأنشد الجوهرى لغيلان بن حريث فالا يكن فيها هرار فانني * بسل يمانيها الى الحول خائف

(1/8605)

أي يطاولها وأنشد ابن برى لابي صخيرة اياك في أمرك والمـهاواه * وكثرة التسويف والمماناه ( و ) ماناه ( داراه ) أيضا ( عاقبه في الركوب وتمن د بين الحرمين ) الشريفين قال نصر هي ثنية هو شى على نصف طريق مكة والمدينة روى ابن أبى ذئب عن عمران بن قشير عن سالم بن سبلان سمعت عائشة وهى بالبيض من تمن بسفح هو شى وأخذت مروة من المرو فقالت وددت أنى هذه المروة انتهى وقال كثير عزة : كأن دموع العين لما تحلت * مخارم بيضا من تمن جمالها قلين غروبا من سميحة أترعت * بهن السوانى فاستدار محالها * ومما يستدرك عليه امتنيت الشئ اختلقته والمتمني جماعة من العرب عرفوا بذلك منـهم عامر بن عبد الله بن الشجب عبد ود لقب بـه لكون تمنى رقاش امرأة من عامر الاجدار وأسربداء بن الحرث فنالهما وبفتح النون نضر بن حجاح السلمى وكان وسيما تفتتن بـه النساء وفيه تقول الفريعة بنت همام : هل من سبيل الى خمر فأشربها * أم هل سبيل الى نصر بن حجاج وهى المتمنية وهى أم الحجاج بن يوسف فنفاه عمر قائلا لا تتمناك النساء وكتب عبد الملك الى الحجاج يا ابن المتمنية أراد أمـه هذه والمنى كغنى ماء بضرية ضبطه نصر وتبعه ياقوت والاماني الاكاذيب والاحاديث النى تنمنى وامتنى للفحل بالضم نقله الجوهرى وأنشد لذى الرمة يصف بيضة نتوج ولم تقرف بما يمتنى له * إذا نتجت ماتت وحى سليلها وأنشد نصر لذى الرمة أيضا وحتى استبان الفحل بعد امتنائها * من الصيف ما اللاتى لقحن وحولها وامتنت الناقة فهى ممتنية إذا كانت في منيتها رواه أبو الهيثم عن نصير قال قرئ عليه ذلك وأنا حاضر ومناه يمنيه جزاه والمناوة بالكسر الجزاء يقال لامنينك مناوتك أي لا جزينك جزاءك عن أبى سعيد ونقله الجوهرى أيضا ويقال هو بمنى منـه وحرى ومناه
أي مطله والمماناة المكافأة نقله الجوهرى عن أبى زيد وأنشد ابن برى لسبرة بن عمرو : نماني بها أكفاءنا ونـهبنـها * ونشرب في أثمانـها ونقامر وقال آخر : أمانى بها الاكفاء في كل موطن * واقضى فروض الصالحين وأقترى والمماناة الانتظار وأنشد أبو عمرو : علقتها قبل انضباح لوني * وجبت لماعا بعيدا ليون * من أجلها بفتية مانونى أي انتظروني حتى أدرك بغيتى كما في الصحاح قال ابن برى المماناة في هذا الرجز بمعنى المطاولة لا الانتظار ونقل ابن السكيت عن أبى عمر ومانيتك مذ اليوم أي انتظرتك ومنى تمنية نزل من لغة في أمنى وامتنى نقله الصغانى وكذلك منى بالتخفيف عنـه أيضا والمنية بالكسر اسم لعدة قرى بمصر جاءت مضافة الى أسماء ومنـها ما جاءت بلفظ الافراد ومنـها ما جاءت بلفظ التثنية ومنـها ما جاءت بلفظ الجمع ونحن نذكر ذلك مرتبين على الاقاليم * فما جاءت بلفظ الافراد من الشرقية منية مسعود وناجية وروق وجحيش وردينى وقيصر وفراشة واشنة وكنانة وفيها ولد السراج البلقينى ومنية سهيل وأبى الحسين وعاصم وقد دخلتها والسباع وتعرف بمنية الخنازير الان ومنية بصل ومحسن وراضي وبوعزى وثعلب ونما وجابر والنشاصى والدراج وصرد والاملس وربيعة البيضاء وبو خالد ويربوع وبو على وعقبة وهى غير التى في الجيزة وطيئ والذويب وورعان ومقلد والقرشي ولوز وغراب وبشارو يزيد ورمسيس وخيار ويعيش وسعادة وصيفى ويا لله والمعلى والامراء والفرماوى * ومما جائت بصيغة التثنية من هذا الا قليم منيتا الشرف والعامل ومنيتا عمر وحماد ومنيتا العطارو الفزاريين ومنيتا حمل وحبيب ومنيتا فرج وهما الطرطيرى والراشدي ومنيتا يمان ومحرز * وما جاءت بصيغة الجمع منى مرزوق ومنى جعفر ومنى مغنوج ومنى غصين * وفى المرتاحية على صيغة الافراد منية الشاميين ومنية سمنود وقد دخلتها ومنية بزو وقد دخلتها ومنية شحيرة ونقيطة وعوام وخيرون والعامل وشافع والصارم وقوريل وغرون وهى منية أبى البدر وقرموط وغشماشة وبجانة والشبول وعاصم وهى غير التى ذكرت وجلموه ومعاندو على والبلقى والمفضلين وصالح وحماقة وفضالة وفوسا والاخرس وبصيغة الجمع منى سندوب * وفى الدقهلية على صيغة الافراد منية السودان والحلوج وعبد المؤمن وكرسوس والنصارى وهما اثنتان وطلوس وحازم وبوز كرى وجديلة وبو عبد الله وقد دخلتها وشعبان ومرجا بن سلسيل والغرو بدر ابن سلسيل والجفاريين والشاميين ورومي والخياريين والزمام * وبصيغة التثنية منيتا طاهر وامامة ومنيتا فاتك ومزاح ومنيتا السويد والطبل * وفى جزيرة قويسنا منية زفتي جواد وتاج العجم والعبسي وعافية وقد دخلتها والامير والفزاريين وهى شبر اهارس وسلكا وحيون واسحق وسراج وقد دخلتها وأبو شيخة وقد دخلتها والموز والشريف والحرون وهى البيضاء وأبو الحسين * وبصيغة التثنية منيتا الوفيين والجمالين ومنيتا خشيبة والرخاء * وفى الغربية منية السودان وهى غير التى ذكرت ومنية مسير ورداد وأبى قحافة وديبية والاشراف وقد دخلتها وحبيب وأولاد شريف والديان وسراج وهى غير التى ذكرت والقيراط ومنـها البرهان القيراطى الشاعر وابشان ويزيد والكتاميين * وبصيغة التثنية منيتا الليث وهاشم ومنيتا أمويه والجنان * وفى السمنودية منية

(1/8606)

حوى وميمون وأبيض لجامـه وشنتنا والبز وخيار والسودان وهى غير التي ذكرت وعياش والبندر والليث وهاشم والطويلة وحسان وأبو السيار وخضر وغزال وطوخ والنصارى وتعرف بمنية بركات وحويت وسيف الدولة والداعى والقصرى ويزيد وبدر وقد دخلتها وخميس وقد دخلتها وجكو * وبصيغة التثنية منيتا بدر وحبيب ومنيتا سلامين وأبو الحرث وقد دخلت الاخيرة ومنيتا حبيش القبلية والبحرية * وبصيغة الجمع منى أبو ثور * وفى الدنجاوية منية الاخلاف ودبوس وقد دخلتها وحجاج * وفى المنوفية منية زوبرو قد دخلتها وعفيف وقد دخلتها وأم صالح وموسى والقصرى وصرد وهى غير التى ذكرت وسود والعزو خلف وقد دخلتها * وبصيغة التثنية منيتا خاقان وتعرف بالمنيتين وقد دخلتها * وبصيغة الجمع منى واهله وقد دخلتها * وفى جزيرة بنى نصر منية الملك وفطيس والكرام وشـهالة وحرى * وفى البحيرة منية سلامة وبنى حماد وزرقون وبنى موسى وطراد والزناطرة وفى حوف رمسيس منية يزيد وعطية والجبالي * وفى الجيزية منية القائد فضل وعقبة وأبى على ورهينة والشماس وهى دير الشمع والصيادين وتاج الدولة وبوحميد * وبصيغة التثنية منيتا قادوس وأندونـه * وبصيغة الجمع منى البوهات ومنى الامير * وفى الاطفيحية منية الباساك * وفى الفيومية منية الديك والبطس وأقنى والاسقف * وفى البهنساوية منية الطوى والديان وعياش * وفى الاشمونين منية بنى خصيب وهذه بضم الميم خاصة وقد دخلتها ومنية العز وقد ذكر ياقوت في معجمـه بعض قرى تسمى هكذا منـها منية الاصبغ شرقي
مصر الى الاصبغ بن عبد العزير ومنية أبى الخصيب على شاطئ النيل بالصعيد الادنى قال أنشأ فيها بنو اللمطى أحد الرؤساء جامعا حسنا وفى قبلتها مقام ابراهيم عليه السلام ومنية بولاق والزجاج كلا هما بالاسكندرية وفى الاخيرة قبر عتبة ابن أبى سفيان ومنية زفتا ومنية غمر على فوهة النبل ومنية شنشنا شمالى مصر ومنية الشيرج على فرسخ من مصر ومنية القائد على يومين من مصر في قبلتها ومنية قوص هي ربض مدينة قوص ومنى جعفر لعدة ضياع شمالى ومصر ومنية عجب بالاندلس منـها خلف بن سعيد المتوفى بالاندلس سنة 305 * قلت والنسبة الى الكل منياوى بالكسر والى منية أبى الخصيب مناوى بالضم والى منية عجب منيى * وأبو المنى كعدي جد البدر محمد بن سعيد الحلبي الحنبلى نزيل القاهرة رفيق الذهبي في السماع ومحمد بن أحمد بن أبى المنى البر وجردي عن أبى يعلى بن الفراء وعمر بن حميد بن خلف بن أبى المنى البند نيجى عن ابن البسرى وأبو المنى بن أبى الفرج المسدى سمع منـه ابن نقطة ( والمنا ) يكتب بالالف ( والمناة ) يشبه ان يكون واحد المنا وجعله الصاغانى لغة فيه خاصه واياه تبع المصنف ( كيل ) يكال بـه السمن وغيره وقد يكون من الحديد ( أو ميزان ) يوزن بـه كما في الصحاح والمصباح قال الجوهرى هو أفصح من المن * قلت هي لغة بنى تميم يقولون هذا من بتشديد النون ومنان وأمنان كثيرة نقله القالى ( ويثنى منو ان ومنيان ) بالتحريك فيهما والاول أعلى قال ابن سيده وأرى الياء معاقبة لطلب الخفة ( ج أمناه ) قال الاصمعي يقال عندي منا ذهب ومنوا ذهب وأمناء ذهب قال الشاعر : وقد أعددت للغرماء عندي * عصا في رأسها منوا حديد نقله القالى ( و ) يجمع أيضا على ( أمن ) كأدل ( ومنى ) كعى ( ومنى ) بكسر الميم والنون مع تشديد الياء كعصا وعصى وعصى ( ومناه يمنوه ) منوا ( ابتلاه و ) أيضا ( اختبره ) كميينـه منيا فيهما ( والمنوة ) بفتح فضم فشد واو ( الامنية ) في بعض اللغات نقله ابن سيده ( و ) يقال ( دارى منا داره ) أي ( حذاؤها ) وفى الصحاح مقابلتها ومنـه الحديث البيت المعمور منا مكة أي بحذائها في السماء قال ابن برى وأنشد ابن خالويه : تنصيت القلاص الى حكيم * جوارح من تبالة أو مناها وقال الشيباني في كتاب الجيم يقال ذاك منى أن يكون بـه ومدى ان يكون بـه لم ينون أي منتهاه وأنشد للاخطل : أمست مناها بأرض لا تبلغها * لصاحب الهم الا الرسلة الاجد وقد تقدم هذا البيت وفسرناه بغير هذا ( ومناة ع بالحجاز ) بالقرب من ودان عن نصر ( و ) أيضا ( صنم ) كان بالمشلل على سبعة أميال من المدينة واليه نسبوا زيد مناة وعبد مناة قاله نصر وقال الجوهرى كان لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة والهاء للتأنيث وتسكت عليها بالتاء وهى لغة والنسبة إليها ومنوى وعبد مناة بن أد بن طابخة وزيد مناة بن تميم بن مر يقصر ( ويمد ) قال هو بر الحارثى : ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة * على الشن فيما بيننا ابن تميم ( والممناة الارض السوداء ) نقله الصاغانى ( والممانى الديوث ) عن ابن الاعرابي وهو القليل الغيرة على الحرم وهو المماذل والمماذى أيضا ( ومان الموسوس شاعر ) مصرى ( مرق ) أي له شعر رقيق رائق سكن بغداد واسمـه محمد بن القاسم في زمان المبرد ( وآخر زنديق ) مشـهور وقال الحافظ ضبط عمر بن مكى في تثقيف اللسان الزنديق بالتخفيف والاخر بالتشديد ( والتمانى المخارجة ) * ومما يستدرك عليه مانى مصور من العجم يضرب بـه المثل وهو غير الزنديق وقول الشاعر : تنادوا بجد واشمعلت رعاؤها * لعشرين يوما من منوتها تمضى جعل المنوة للنخل ذهابا الى التشبيه لها بالابل وأراد لعشرين يوما من منوتها مضت فوضع تفعل في موضع فعلت وهو واسع حكاه سيبويه ومنواة محركة قرية بالجيزة من مصر ومنا وجيل من الناس ( والموماء والموماة الفلاة ) التى لاماء ولا أنيس الاولى

(1/8607)

عن أبى خيرة واقتصر الجوهرى على الثانية ( ج الموامى ) قال الجوهرى الموماة واحدة الموامى وهى المغاوز قال ابن السراج الموماة أصلها موموة على فعللة وهو مضاعف قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وفى المحكم يقال علونا موماة وأرض موماة وقيل الموامى كالسباسب وقال أبو خيرة الموماء والموماة وبعضهم يقول الهومة والهوماة وهو اسم يقع على جميع الفلوات وقال المبرد يقال الموماة والبوباة بالميم والباء ( والموميا بالضم وسكون الواو ) اسم ( دواء ) أعجمى ( نافع لو جمع المفاصل والكبد شربا وطلاء ومن عسر البول ومن أوجاع المثانة والرحم والمغص والنفخ ) وغير ذلك مماد ذكره الاطباء ( والمـهو الرطب ) وفى المحكم المـهوة من التمر كالمعوة والجمع مـهو ( و ) في النوادر المـهو ( اللؤلؤ و ) أيضا ( حصى أبيض ) يقال له بصاق القمر ( و ) أيضا ( البرد ) كل ذلك في النوادر ( و ) أيضا ( السيف الرقيق ) وأنشد الجوهرى لصخر الغى : وصارم أخلصت خشيبته * أبيض مـهو في متنـه ربد
( أو ) هو ( الكثير الفرند ) وزنـه فلع مقلوب من ماه قال ابن جنى لاه أرق حتى صار كالماء وقال الفراء الامـهاء السيوف الحادة ( و ) مـهو ( أبو حى من عبد القيس ) كانت لهم قصة يسمج ذكرها قد ذكرها المصنف في ف س و ( و ) المـهو ( اللبن الرقيق الكثير الماء ) يقال منـه مـهو اللبن ككرم مـهاوة كما في الصحاح ( و ) المـهو ( الضرب الشديد وأمـهى السمن ) امـهاء ( و ) كذا ( ال ) إذا ( أكثر ماءه ) وقد ( مـهو السمن ) وال ( ككرم ) مـهاوة ( فهو مـهورق وأمـهى الحديدة أحدها ) وأنشد الجوهرى لامرى القيس : راشـه من ريش ناهضة * ثم أمـهاه على حجره ( و ) قيل ( سقاها الماء ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ( و ) أمـهى ( الفرس طول رسنـه ) قال أبو زيد أمـهيت الفرس أرخيت له من عنانـه ومثله أملت بـه يدى امالة ( والاسم المـهى ) بفتح فسكون على المعاقبة ( ومـها الشئ يمـهاه ) مـهوا ( ويمـهى مـهيا ) واوى يائى الاخيرة على المعاقبة ( موهه ) أي طلاه بذهب أو فضة ( والمـهاة الشمس ) قال أمية بن أبى الصلت ثم يجلوا الظلام رب رحيم * بمـهاة شعاعها منشور وأنشد ابن برى رب قدير بدل رحيم * بمـهاة لها صفاء ونور * ( و ) المـهاة ( البقرة الوحشية ) لبياضها شبهت بالبلورة والدرة ( و ) المـهاة ( البلورة ) التى تبض من بياضها وصفائها فإذا شبهت المرأة بالمـهاة في البياض فانما أرادوا صفاء لونـها فإذا شبهت بها في العين فانما تعنى البقرة في حسن عينيها وأنشد القالى لجميل : وجيد جداية وبعين أرخ * تراعى بين أكثبة مـهاها ( ج مـها ومـهوات ) بالتحريك نقلهما الجوهرى قال ابن ولاد ( و ) حكى ( مـهيات ) بالياء أيضا ( والمـهاة بالضم ماء الفحل ) في رحم الناقة قال ابن سيده مقلوب أيضا وقال الجوهرى هو من الياء و ( ج مـهى ) كهدى عن ابن السراج قال ونظيره من الصحيح رطبة ورطب وعشرة وعشر انتهى وفى المحكم حكاه سيبويه في باب ما لا يفارق واحده الا بالهاء وليس عنده بتكسير قال وانما حمله على ذلك أنـه سمع العرب تقول في جمعه هو المـهى فلو كان مكسرا لم يسغ فيه التذكير ولا نظير له الا حكاة وحكى وطلاة وطلى فانـهم قالوا هو الحكى وهو الطلى ونظيره من الصحيح رطبة ورطب وعشرة وعشر ( وناقة اء ) كمحراب ( رقيقة اللبن ) نقله الجوهرى ( و ) قال الخليل ( المـهاء ) ممدود عيب و ( أود ) يكون ( في القدح ) : نقله الجوهرى ومنـه قول الشاعر * يقيم مـهاءهن باصبعيه * ومما يستدرك عليه ثوب مـهوأى رقيق شبه بالماء عن ابن الاعرابي وأنشد لأبى عطاء * قميص من القوهى مـهو نبائقه * ومـهو الذهب ماؤه والمـهاوة الرقة وأمـهى قدره أكثر ماءها وأمـهى النصل على السنان أحده ورققه وحفر البئر حتى أمـهى أي بلغ الماء لغة في أماه على القلب وقال أبو عبيد حفرت البئر حتى أمـهت وأموهت وان شئت حتى أمـهيت وهى أبعد اللغات كلها إذا انتهيت الى الماء وقال ابن الاعرابي مـها إذا بلغ من حاجته ما أراد وأصله أن يبلغ الماء إذا حفر بئرا وأمـهى بالغ في الثناء واستقصى وأمـهى الفرس امـهاء أجراه ليعرق وفى الصحاح أجراه وأحماه والمـهو شدة الجرى وأمـهى الحبل أرخاه ومنـه المثل أمـهى في الامر حبلا طويلا ويروى قوله طرفة * لكالطول الى وثنياه باليد * وقال الاموى أمـهيت إذا عدوت ويقال للكواكب مـها قال أمية رسخ المـها فيها فأصبح لونـها * في الوارسات كأنـهن الاثمد ويقال للثغر النقى إذا ابيض وكثر ماءه مـها قال الاعشى ومـها ترف غروبه * يشفى المتيم ذا الحراره وأنشد الجوهرى للاعشى وتبسم عن مـهاشبم غرى * إذا تعطى المقبل يستزيد أورده شاهدا على البلورة ومثله في المجمل لابن فارس وكل شئ صفا وأشبه المـها فهو ى ونطفة مـهوة رقيقة نقله الجوهرى وامتهى النصل حدده مثل أمـهاه تفرد بها ابن دريد ذكرها في مقصورته والمـهو شجر سهلى أكبر ما يكون له ثمر حلو يؤكل وفيه رائحة طيبة يكون بارض الهند ومـهت المـهاة مـها ابيضت وأمـهى القدح أصلح عوجه عن ابن القطاع ( ى المـهى ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( ترقيق الشفرة ) يقال ( مـها ها يمـهيها ) مـهيا لغة في يمـهوها مـهوا على المعاقبة ( وأمـهاها وامتهاها ) كذلك ( والمـهى ) كمنبر ( ماء لعبس ) قال الاصمعي من مياه بنى عميلة بن طريف بن سعيد الى وهى في حرف جبل يقال له سواج وسواج

(1/8608)

من أخيلة الحمى نقله ياقوت وأنشد ابن سيده لبشرين أبى خازم : وباتت ليلة وأديم ليل * على الى يجر لها الثغام * قلت والمصنف ذكره هنا كانـه جعله مفعلا من المـهى وهو ترقيق الشفرة ( و ) قال عدى بن الرقاع ( هم ) يستجيبون للداعى ويكرههم * حد الخميس و ( يستمـهون في البهم ) قد قيل في تفسيره أي يستخرجون ما عند خيلهم من الجرى يقال استمـهى الفرس إذا استخرج ما عنده من الجرى قال الصاغانى وقيل معنى قول عدى أي ( يخرقون الصفوف في الحروب ولا يقدر عليهم ) ونص التكملة فلا يقدر عليهم * ومما يستدرك عليه
مـهى الشئ مـهيا موهه عن ابن سيده وأشار له المصنف في الذى تقدم والمـهاة ماء الفحل يائية كما ذكره الجوهرى فكتابة المصنف هذا الحرف بالاحمر غير وجيه ويدل لذلك قول أبى زيد وهى المـهية أي لماء الفحل وقد أمـهى إذا أنزل الماء عند الضراب وقال الليث المـهى ارخاء الحبل * قلت ويجوز أن يكون الى للموضع مفعلامنـه * ومما يستدرك عليه الماوية المرأة كأنـها نسبت الى الماء لصفائها وان الصور يرى فيها هنا ذكره صاحب اللسان وتقدم للمصنف في م وه والجمع ماوى عن ابن الاعرابي وقيل الماوية حجر البلور والجمع ماو وقال الازهرى ماوية أصلها مائية قلبت الهمزة واوا وماوية من أسماء النساء وأنشد ابن الاعرابي : ماوى ياربتما غارة * شعواء كاللذعة بالميسم أراد يا ماوية فرخم قال الازهرى ورأيت بالبادية على جادة البصرة الى مكة منـهلة بين حفر أبى موسى وينسوعة يقال لها ماوية وفى المحكم ماوية ماء لبنى العنبر ببطن فلج وأموى صاح صياح السنور ( ى مية ومى من أسمائهن ) كما في الصحاح وقال الليث أمامى ففى الشعر خاصة ( وميا بنت أد ) بن أدد ( بنت مدينة فارقين فاضيفت إليها ) فقيل ميا فارقين وبين بنت وبنت جناس ومنـه قول الشاعر : فان يك في كيل اليمامة عسرة * فما كيل ميا فارقين بأعسرا وهى مدينة بالجزيرة من ديار بكر وقالوا في النسبة إليها فارفى أسقطوا بعض الحروف لكثرتها ويقال أيضا فارقينى قال ابن الاثير مياهى بنت أد وفارقين هو خندق المدنية وبالعجمية پاركين فعرب يقال ما هو بالصخر من بناء أنو شروان وما هو بالاجرمن بناء أبرويز وذكر ياقوت في تعريبه وجها آخر استبعدته راجعه في المعجم * ومما يستدرك عليه قال ابن برى المية القردة عن ابن خالويه وقال الليث زعموا أن القردة الانثى مية ويقال منـه وبها سميت المرأة والمائية حنطة بيضاء الى الصفرة وحبها دون حب البرنجانية حكاه أبو حنيفة وقال ابن القطاع يقال للهرة مائية كماعية ( فصل النون ) مع الواو والياء ( ى نأيته و ) نأيت ( عنـه ) نأيا ( كسعيت ) أي ( بعدت ) ومنـه قوله تعالى أعرض ونأى بجانبه أي أناى جانبه عن خالقه متغابيا معرضا عن عبادته ودعائه وقيل نأى بجانبه أي تباعد عن القبول يقال للرجل إذا تكبرو أعرض بوجهه نأى بجانبه أي نأى جانبه من وراء أي نحاه قال ابن برى وقرأ ابن عامر ناء بجانبه على القلب وقد تقدم في الهمزة قال المنذرى وأنشد نى المبرد : أعاذل ان يصبح صواى بقفرة * بعيد نانى زائري وقريبي قال المبرد فيه وجهان أحدهما انـه بمعنى أبعدني كقولك زدته فزاد ونقصته فنقص والاخر انـه بمعنى نأى عنى قال الازهرى وهذا القول هو المعروف الصحيح ( وأنأيته فانتأى ) أي أبعدته فبعد هو افتعل من النأى ( وتناءوا تباعدوا ) ومصدره التنائى ( والمنتأى الموضع البعيد ) وأنشد الجوهرى للنابغة : فانك كالليل الذى هو مدركى * وان خلت ان المنتأى عنك واسع ( والنأى والنؤى ) بالضم ( والنئ ) بالكسر ( والنؤى كهدى ) وهذه عن ثعلب وأنشد الجوهرى وموقد فتية ونؤى رماد * واشذاب الخيام وقد بلينا ( الحفير حول الخباء أو الخيمة يمنع السيل ) يمينا وشمالا ويبعده وفى الصحاح النؤى حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر وفى التهذيب النؤى الحاجز حول الخيمة قال ابن برى ومنـهم من قال النؤى الاتى الذى دون الحاجز وهو غلط قال النابغة * ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع * فانما ينثلم الحاجز لا الاتى وكذلك قوله * وسفع على آس ونؤى معثلب * والمعثلب المـهدوم ولا ينـهدم الا ما كان شاخصا ( ج آناء ) على القلب كابار ( وأناء ) كأبار على الاصل ( ونؤى ) على فعول ( ونئ ) يتبع الكسرة الكسرة كما في الصحاح ( وانأى الخيمة عمل لها نؤيا ونأيت النؤى وأنأيته وانتأيته ) أي ( عملته ) واتخذته * ومما يستدرك عليه النأى المفارقة وبه فسر قول الحطيئة * وهند أتى من دونـها النأى والبعد * ونأى في الارض ذهب وقال الكسائي ناءيت عنك الشر على فاعلت أي عت وأنشد : واطفأت نيران الحروب وقد علت * وناءيت عنـهم حربهم فتقربوا ونأيت الدم عن خدى باصبعي مسحته ودفعته عن الليث وأنشد : إذا ما التقينا سال من عبراتنا * شآبيب ينأى سيلها بالاصابع

(1/8609)

وأنشده الجوهرى عند قوله نايت نؤيا عملته والمنتأى موضع النؤى وأنشد الجوهرى لذى الرمة : ذكرت فاهتاج السقام المضمر * ميا وشاقتك الرسوم الدثر * آريها والمنتأى المدعثر وقال الطرماح * منتأى كالقرور هن انثلام * وكذلك النئ زنة نعى ويجمع النؤى نؤى على فعل ونؤيان زنة نعيان قال الجوهرى تقول ن نؤيك أي أصلحه فإذا وقفت عليه قلت نـه مثل رزيدا فإذا وقفت عليه قلت ره انتهى قال ابن برى هذا انما يصح إذا قدرت فعله نأيته أناه فيكون المستقبل ينأى ثم تخفف الهمزة على حديرى فتقول ن نؤيك ويقال انأ نؤيك كقولك انع نعيك إذا أمرته أن يسوى حول خبائه نؤيا مطيفابه كالطوف يصرف عنـه ماء المطر والنـهير الذى دون النؤى هوالا تى والنأى
قرية بشرقي مصر وقد دخلتها ( ونأوت ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( لغة في نأيت ) بمعنى بعدت ونقلها الصاغانى أيضا ( ونبا بصره ) ينبو ( نبوا ) كعلو ( ونبيا ) كعتى ( ونبوة ) تجافى وشاهد النبي قول أبى نخلة * لما نبابى صاحبي نبيا * ومنـه حديث الاحنف قد منا على عمر في وقد فنبت عيناه عنـهم ووقعت على أي تجافى ولم ينظر إليهم كانـه حقرهم ولم يرفع لهم رأسا ويقل النبوة للمرة الواحدة ثم نبا بصره مجاز من نبا السيف عن الضريبة قاله الراغب ( و ) نبا ( السيف عن الضريبة نبوا ) بالفتح ( ونبوة ) قال ابن سيده لا يراد بالنبوة المرة الواحدة ( كل ) وارتد عنـها ولم يمض ومنـه قولهم ولكل صارم نبوة ويقال أيضا نباحد السيف إذا لم يقطع وفى الاساس نبا عليه السيف وجعله مجازا ( و ) نبت ( صورته ) أي ( قبحت فلم تقبلها العين و ) من المجاز نبا ( منزله بـه ) إذا ( لم يوافقه ) ومنـه قول الشاعر * وإذا نبابك منزل فتحول * ويقال نبت بى تلك أي لم أجد بها قرارا ( و ) من المجاز نبا ( جنبه عن الفراش ) إذا ( لم يطمئن عليه ) وهو كقولهم أقض عليه مضجعه ( و ) من المجاز نبا ( السهم عن الهدف ) نبوا ( قصر والنابية القوس ) التى ( نبت عن وترها ) أي تجافت عن ابن الاعرابي ( والنبى كغنى الطريق ) الواضح والانبياء طرقا الهدى قاله الكسائي وقد ذكره المصنف أيضا في الهمزة ( والنبية كغنية سفرة من خوض ) كلمة ( فارسية معربها النفية بالفاء وتقدم في ن ف ف ) ونص التكملة قال أبو حاتم وأما أهل البصرة فيقولون النبية بالفارسية فان عربتها قلت النفية بالفاء أي السفرة المنسوجة من خوص انتهى * قلت تقدم له هنا لك انـها سفرة من خوص مدورة ومقتضاه انـه بتشديد الفاء ثم قال في آخره ويقال لها أيضا نفية جمعه نفى كنـهية ونـهى أي بالكسر وأحاله على المعتل وسيأتى له في ن ف ى النفية بالفتح وكغنية سفرة من خوص يشرر عليها الافط وفى كلامـه نظر من وجوه الاول التخالف في الضبط فذكره في ن ف ف دل على انـه بتشديد الفاء وقوله في الاخرو يقال الى آخره دل على انـه بالكسر ثم ضبطه في المعتل بالفتح وقال هنا كغنية واقتصر عليه ولم يتعرض لفتح ولا لكسر فإذا كانت الكلمة متفقة المعنى فما هذه المخالفة الثاني اقتصاره هنا على سفرة من خوص وفى الفاء سفرة تتخذ من خوص مدورة وقوله فيما بعد سفرة من خوص يشرر عليها الاقط فلو أحال الواحدة على ما بقى من لغاتها كان أجود لصنعتة الثالث ذكره هنا في هذا الحرف تبعا للصاغاني وقيل هو النثية بالثاء المثلثة المشددة المكسورة كما قاله أبو تراب والفاء تبدل عن ثاء كثيرا وفاته لغاته النفتة بالضم والتاء الفوقية نقله الزمخشري عن النضر وسيأتى لذلك مزيد ايضاح في ن ف ى فتأمل ذلك حق التأمل ( والنباوة ما ارتفع من الارض كالنبوة والنبى ) كغنى ومنـه الحديق فأتى بثلاثة قرصة فوضعت على نبى أي شئ مرتفع من الارض وفى حديث آخر لا تصلوا على النبي أي على الارض المرتفعة المحدودبة ومن هنا يستظرف ويقال صلوا على النبي ولا تصلوا على النبي وقد ذكر ذلك في الهمز ويقال النبي علم من أعلام الارض التى يهتدى بها قال بعضهم ومنـه اشتقاق النبي لانـه أرفع خلق الله ولانـه يهتدى بـه وقد تقدم في الهمزة وقال ابن السكيت فان جعلت النبي ماخوذا من النباوة أي انـه شرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز وهو فعيل بمعنى مفعول وتصغيره نبى والجمع أنبياء وأما قول أوس بن حجر يرثى فضالة بن كلدة الاسدي على السيد الصعب لو أنـه * يقوم على ذروة الصاقب لاصبح رتما دقاق الحصى * مكان النبي من الكاثب قال النبي المكان المرتفع والكاثب الرمل المجتمع وقيل النبي مانبا من الحجارة إذا نحلتها الحوافر ويقال الكاثب جبل وحوله رواب يقال لها النبي الواحد ناب مثل غاز وغزى يقول لو قام فضالة على الصاقب وهو جبل لذلله وتسهل له حتى يصير كالرمل الذى في الكاثب ونقله الجوهرى أيضا قال ابن برى الصحيح في النبي هنا أنـه اسم رمل معروف وقيل الكاثب اسم قنة في الصاقب وقيل يقوم بمعنى يقاوم انتهى وقال الزجاج القراءة الجمع عليها في النبيين والانبياء طرح الهمز وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا واشتقاقه من نبأ وأنبأ أي أخبر قال والاجود ترك الهمز لان الاستعمال يوجب أن ما كان مـهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء فإذا كان من ذوات الياء فجمع افعلاء نحو غنى ونبى وأنبياء بغير همز فإذا همزت قلت نبى ونباء كما تقول في الصحيح قال وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل قالوا خميس وأخمساء ونصيب وانصباء فيجوز أن يكون نبى من أنبأت مما ترك همزه لكثرة الاستعمال ويجوز أن يكون من نبا ينبوا إذا ارتفع فيكون فعيلا من الرفعة ( و ) النباوة ( ع بالطائف ) وقد جاء في الحديث خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة من الطائف ( و ) النباوة ( بالكسر النبوة ) أي اسم منـه على رأى من

(1/8610)

قال ان النبي مأخوذ من النباوة ( ونابى بن ظبيان محدث و ) نابى بن زيد بن حرام الانصاري ( جد عقبة بن عامر وجد والد ثعلبة ابن عنمة بن عدى ) بن نابى عمرو بن سواد بن غنم كعب بن سلمة السملى ( الصحابيين ) أما عقبة بن عامر فانـه بدرى شـهد العقبة الاولى وقتل باليمامة وأما ثعلبة بن عنمة فانـه شـهد بدرا والعقبة وقتل يوم الخندق أو يوم خيبر وهو خال جابر بن عبد الله * قلت وابن أخى الاول بهيربن الهيثم بن عامر صحابي أيضا ومن أولاد نابى بن عمرو السلمى من الصحابة عمر بن عمير وعبس بن عامر وأسماء بنت عمروبنى عدى بن نابى فهؤلاء كلهم لهم صحبة رضى الله عنـهم ( وكسمى نبى بن هرمز ) الباهلى أو الذهلى ( تابعي ) عن على وعنـه سماك بن حرب ( وذو النبوان محركه وديعة بن مرثد ) اليربوعي من الفرسان ( ونبوان ) محركة ( ماء ) نجدى لبنى أسد وقيل لبنى السيد من ضبة قاله نصر ومنـه قول الشاعر : شرج رواء الكما وزنقب * والنبوان قصب مثقب يعنى بالقصب مخارج ماء العيون ومثقب مفتوح بالماء ( وأنبيته ) انباء ( نبأته ) أي أخبرته لغة في أنبأته ومنـه قول الشاعر : * فمن أنباك أن أباك ذيب * وعليه أخرج المثل الصدق ينبى عنك لا الوعيد أي ان الفعل يخبر عن حقيقتك لا القول نقله الجوهرى وهنا قول آخر نذكره فيما بعد ( وأبو البيان نباين محمد بن محفوظ ) بن أحمد القرشى الدمشقي الزاهد ( شيخ البيانيين ) ذكره أبو الفتوح الطاوسى في رسالة الخرق ولقبه بقطب العارفين وقال انـه رأى النبي صلى الله عليه وسلم عيانا وألبسه الخرقة الشريفة مع بعد العصر وكان الملبوس معه معاينا للخلق ونسب إليه الخرقة يقال لها النبائية والبيانية قال الحافظ توفى سنة 551 * قلت وذكر الطاوسى سند لبسه لخرقته إليه فقال لبستها من يد الشيخ عبد الكريم الجرهى عن قاضى القضاة كمال الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز القرشى عن العز بن جماعة عن والده عن جده البرهان ابراهيم بن عبد الرحمن عن أبى الفتح نصر الله ابن جماعة عن قطب الوقت أبى عبد الله بن الفرات عنـه وقد ذكرنا ذلك كتابنا عقد الثمين وفى اتحاف الاصفياء وأوصلنا سندنا الى الطاوسى المذكور فراجعهما وابن أخيه أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن بن محمد توفى سنة 591 وابنـه محمد بن نصر سمع منـه الحافظ المنذرى * ومما يستدرك عليه نبا الشئ عنى نبوا تجافى وتباعد وأنبيته أنا أي أبعدته عن نفسي قال الجوهرى ومنـه المثل الصدق ينبى عنك لا الوعيد أي يدفع عنك الغائلة في الحرب دون التهديد قال أبو عبيد هو غير مـهموز قال ساعدة بن جؤية : صب اللهيف لها السبوب بطغية * تنبى العقاب كما يلط المجنب ويقال هو بالهمز من الانباء وقد تقدم للمصنف قريبا ونبا فلان عن فلان لم ينقد له وهو مجاز وكذلك نبا عليه وفى الحديث قال طلحة لعمر رضى الله عنـهما أنت ولى من وليت ولا تنبو في يديك أي ننقاد لك ولا نتمنع عما تريد منا ونبا عن الشئ نبوا ونبوة زايله وإذا لم يستمكن للسرج أو الرحل قيل نبا ويقال قد نبوت من أكله أكلتها أي سمنت عن ابن برزج والنابى السمين ونبابى فلان نبيا جفاني ومنـه قول أبى نخيلة * لما نبابى صاحبي نبيا * والنبوة الجفوة يقال بينى وبينـه نبوة وهو يشكو نبوات الدهر وجفواته وهو مجاز والنبوة الاقامة والنبوا العلوو والارتفاع ونباة كحصاة موضع عن الاخفش وأنشد لساعدة بن جؤية : فالسدر مختلج وغودر طافيا * ما بين عين الى نباة الاثاب ويروى نباتى كسكارى ونبات كسحاب وهما مذكوران في موضعهما وتنبى الكذاب ادعى النبوة وليس بنى يهمزو لا يمـهز وقد ذكر في أول الكتاب وقال أبو بكر بن الانباري في الزاهر في قول القطامى : لما وردن نبيا واستتب بنا * مسحنفر كخطوط النسج منسحل ان النبي في هذا البيت هو الطريق وقد رد ذلك عليه أبو القاسم الزجاجي وقال كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لما وردن نبيا وقد كانت قبل وروده على طريق فكأنـه قال لما وردن طريقا وهذا الا معنى له الا أن يكون أراد طريقا بعينـه في مكان مخصوص فيرجع الى اسم مكان بعينـه قيل هو رمل بعينـه وقيل هو اسم جبل * قلت وقد صرح ابن برى انـه في قول أوس بن حجر الذى تقدم ذكره اسم رمل بعينـه وصوبه وقال الجوهرى انـه جمع ناب كغاز وغزى لرواب حول الكاثب وهو اسم جبل وقال ابن سيده في قول القطامى انـه موضع بالشام دون السر وقال نصر النبي كغنى ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنمر بن قاسط ويقال هو كسعى وأيضا موضع من وادى ظبى على القبلة منـه الى أهيل وأيضا واد بنجد قال ياقوت ويقوى ما ذهب إليه الزجاجي قول عدى بن زيد : سقى بطن العقيق الى افاق * ففا ثور الين البيت الكثيب فروى قلة الاوجال وبلا * ففلجا فالنبى فذا كريب والنباوة طلب الشرف والرياسة والتقدم ومنـه قول قتادة في حميد بن هلال ما بالبصرة اعلم منـه غيران النباوة أضرت بـه ونبى كسمى
رمل قرب ضرية شرقي بلاد عبد الله بن كلاب عن نصرو ذو نبوان موضع في قول أبى صخر الهذلى : ولها بذى نبوان منزلة * قفر سوى الارواح والرهم ( ونتا ) أهمله الجوهرى هنا واورده في الهمزة وقال ابن سيده نتا ( عضوه ينتو ) نتوا بالفتح و ( نتوا ) كعلو ( فهو نات ورم )

(1/8611)

ونقله الازهرى كذلك عن بعض العرب وتقدم للمصنف في الهمزة نتأت القرحة ورمت ( والنوتاة محركة ) الرجل ( القصير ج النواتى ) بتشديد الياء ( و ) قال ابن الاعرابي ( انتى ) إذا ( تأخروا ) أيضا ( كسر أنف انسان فورمـه ) قال ( و ) انتى ( فلانا وافق شكله وخلقه ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( وتنتى تبرى ) كذا في النسخ والصواب تنزى كما هو نص التكملة ( واستنتى الدمل استقرن ) * ومما يستدرك عليه المثل تحقره وينتو قال اللحيانى أي تستصغره ويعظم وقيل معناه تحقره ويندرى عليك وقد تقدم في الهمز لانـه يقال فيه ينتو وينتأ بهمز وغير همز ونتا بالفتح قرية بشرقي مصر بها قبر المقداد بن الاسود يزار ( ى النواتى الملاحون ) واحدهم نوتى بالضم كما في الصحاح ذكره هنا بتشديد الياء على انـه معتل وسبق له في ن وت أيضا وهناك مضبوط بتخفيف الياء فهو من نات ينوت وقال هو من كلام أهل الشام وصرح غيره بانـها معربة وسبق الكلام هناك فراجعه والمصنف تبعه في المواضعين ووجدت بخط أبى زكريا في هامش الصحاح مانصه ذكره هنا اياه سهو لانـه قد ذكره في ن وت ( ونثا الحديث ) والخبر ينثوه نثوا ( حدث بـه وأشاعه ) وأظهره وأنشد ابن برى للخنساء * قام ينثو رجع اخباري * وفى حديث أبى ذر فجاء خالنا فنثا علينا الذى قيل له أي أظهره اليناو حدثنا بـه وفى حديث مازن * وكلكم حين ينثى عيبنا فطن * وفى حديث الدعاء يا من تنثى عنده بواطن الاخبار وفى حديث أبى هالة في صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنثى فلتاته أي لا تشاع ولا تذاع قال أبو عبيد معناه لا يتحدث بتلك الفلتات وقال أحمد بن جبلة فيما أخير عنـه ابن هاجك معناه انـه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى قال والفلتات السقطات والزلات ( و ) نثا ( الشئ ) نثوا ( فرقه وأذاعه ) عن ابن جنى ومنـه أخذ النثى كغنى كما يأتي ( والنثا ) مقصور ( ما أخبرت بـه عن الرجل من حسن أوسئ ) وتثنيته نثوان ونثيان يقال فلان حسن النثا وقبيح النثا ولا يشتق منـه فعل وهذا قد أنكره الازهرى فقال الذى قال لا يشتق من النثا فعل لم نعرفه قال ابن الاعرابي أنثى إذا قال خيرا أو شرا قال القالى وقال ابن الانباري سمعت أبا العباس يقول النثا يكون للخير والشر وكذا كان ابن دريد يقول ويقال هو ينثو عليه ذنوبه ويكتب بالالف وأنشد : فاضل كامل جميل نثاه * أريحى مـهذب منصور وقال جميل : ألوب الخدرو اضحة المحيا * لعوب دلها حسن نثاها وقال كثير : وأبعده سمعا وأطيبه نثا * وأعظمـه حلما وأبعده جهلا وقال شمر عن ابن الاعرابي يقال ما أقبح نثاه وقال الجوهرى النثا مقصور مثل الثناء الا انـه في الخير والشر جميعا والثناء في الخير خاصة قال شيخنا وقد مال الى هذا العموم جماعة وصوب أقوام انـه خاص بالسوء وتقدم شئ من ذلك في ث ن ى ( و ) النثى ( كغنى ما نثاه الرشاء من الما ء عند الاستقاء ) كالنفي بالفاء قال ابن حنى هما أصلان وليس أحد هما بدلامن الاخر لانا نجد لكل واحد منـهما أصلا نرده إليه واشتقاقا بحمله عليه فأما نثى ففعيل من نثا الشئ ينثوه إذا أذاعه وفرقه لان الرشاء يفرقه وينثره ولام الفعل واو بمنزلة سرى وقصى والنفى فعيل من نفيت لان الرشاء ينفيه ولامـه واو بمنزلة رمى وعصى ( ونثاؤوه ) كذا في النسخ والصواب تناثوه ( تذاكروه ) كذا في الصحاح يقال هم يتناثون الاخبار أي يشيعونـها ويذكرونـها ويقال القوم يتناثون أيامـهم الماضية أي يذكرونـها وتناثى القوم قبائحهم أي تذاكروها قال الفرزدق : بما قد أرى ليلى وليلى مقيمة * في جميع لا تناثى جرائره * ومما يستدرك عليه قال سيبويه نثا ينثو نثاء ونثا كما قالوا بذا يبذو بذاء وبذا فهذا يدل على النثا قد يمد والنثوة الوقيعة في الناس والناثى المغتاب وقد نثا ينثو ونثا الشئ ينثوه نثى ومنثى أعاده ( ى نثيت الخبر ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو مثل ( نثوته ) إذا أشعته وأظهرته ( وأنثى اغتاب ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( انف من الشئ ) * ومما يستدرك عليه النثاءة ممدود موضع بعينـه قال ابن سيده وانما قضينا بأنـها ياء لانـها لام ولم نجعله من الهمز لعدم ن ث أ * قلت وتقدم للمصنف في ن ت أذكر هذا الموضع بعينـه وهكذا ضبطه نصر وياقوت ولم أره بالثاء الا لابن سيده فان كان ما ذكره صحيحا فهذا موضع ذكره والله تعالى أعلم ( ونجا ) من كذا ينجو ( نجوا ) بالفتح ( ونجاء ) ممدود ( ونجاة ) بالقصر ( ونجاية ) كسحابة وهذه عن الصاغانى ( خلص ) منـه وقيل النجاة الخلاص مما فيه المخافة ونظيرها السلامة ذكره الحر الى وقال غيره هو من النجوة وهى الارتفاع
من الهلاك وقال الراغب أصل النجاء الانفصال من الشئ ومنـه نجا فلان من فلان ( كنجى ) بالتشديد ومنـه قول الراعى : فالا تنلني من يزيد كرامة * أنج وأصبح من قرى الشام خاليا ( واستنجى ومنـه قول أبى زبيد الطائى أم الليث فاستنجوا وأين نجاؤكم * فهذا ورب الراقصات المزعفر ( وأنجاه الله ونجاه ) بمعنى وقرئ بهما قوله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك قال الجوهرى المعنى ننجيك لا بفعل بل نـهلكك فأضمر قوله لا بفعل قال ابن برى قوله لا بفعل يريد انـه إذا نجى الانسان ببدنـه على الماء بلا فعل فانـه هالك لانـه لم يفعل طفوه على الماء وانما يطفو على الماء حيا بفعله إذا كان حاذقا بالعوم انتهى وقال ثعلب في قوله تعالى انا منجوك وأهلك أي نخلصك من العذاب وأهلك ( ونجا الشجرة ) ينجوها ( نجوا ) إذا ( قطعها ) من أصولها وكذا إذا قطع قضيبا منـها ( كانجاها واستنجاها ) وهذه عن أبى زيد نقله الجوهرى قال شمر

(1/8612)

وأرى الاستنجاء في الوضوء من هذا القطعه العذره بالماء وفى الصحاح عن الاصمعي نجوت غصون الشجرة أي قطعتها وأنجيت غيرى وقال أبو زيد استنجيت الشجر قطعته من أصوله وأنجيت قضيبا من الشجر أي قطعت ويقال انجنى غصنا أي اقطعه لى وأنشد القالى للشماخ يذكر قوسا : فما زال ينجو كل رطب ويابس * وينقل حتى نالها وهو بارز ( و ) نجا ( الجلد نجوا ونجا ) مقصور ( كشطه كأنجاه ) وهو مجاز قال على بن حمزة يقال نجوت جلد البعير ولا يقال سه وكذلك قال أبو زيد قال ولا يقال سه الا في عنقه خاصة دون سائر جسده وقال ابن السكيت في آخر كتابه اصلاح المنطق جلد جزوره ولايقال سلخه ( والنجو والنجا اسم المنجو ) وفى الصحاح النجا مقصور من قولك نجوت جلد البعير عنـه وأنجيته إذا سه وقال عبد الرحمن بن حسان يخاطب ضيفين طرقاه : فقلت انجوا عنـها نجا الجلد انـه * سيرضيكما منـها سنام وغاربه * قلت أنشده الفراء عن أبى الجراح ثم قال الجوهرى قال الفراء أضاف النجا الى الجلد لان العرب تضيف الشئ الى نفسه إذا اختلف اللفظان كقوله تعالى الحق اليقين ولدار الاخرة والجلد نجا مقصور أيضا انتهى قال ابن برى ومثله ليزيد بن الحكم : تفاوض من أطوى طوى الكشح دونـه * ومن دون من صافيته أنت منطوى قال ويقوى قول الفراء بعد البيت قولهم عرق النسا وحبل الوريد وثابت قطنة وسعيد كرز وقال الزجاجي ما سلخ عن الشاة أو البعير * قلت ومثله للقالى وقال يكتب بالالف ( و ) من الكناية ( نجا فلان ) ينجو نجوا إذا ( أحدث ) من ريح أو غائط يقال مانجا فلان منذ أيام أي ما أتى الغائط ( و ) نجا ( الحدث ) وفى الصحاح الغائط نفسه ( خرج ) عن الاصمعي ( واستنجى منـه حاجته تخلصها ) عن ابن الاعرابي ( كانتجى ) قال ثعلب انتجى متاعه تخلصه وسلبه ( والنجا ) هكذا في النسخ والصواب والنجاة ( ما ارتفع من الارض ) فلم يعله السيل فظننته نجاءك ( كالنجوة والمنجى ) الاخيرة عن أبى حنيفة قال وهو الموضع الذى لا يبلغه السيل وفى الصحاج النجوة والنجاة المكان المرتفع الذى تطن انـه نجاؤك لا يعلوه السيل وقال الراغب النجوة المكان المنفصل بارتفاعه عما حوله وقيل سمى بذلك لكونـه ناجيا من السيل انتهى والذى نقله الجوهرى هو قول أبى زيد وقال ابن شميل يقال للوادي نجوة وللجبل نجوة فأما نجوة الوادي فسنداه جميعا مستقيما ومستلقيا كل سند نجوة وكذلك هو من الاكمة سند مشرف لا يعلوه السيل فهو نجوة ونجوة الجبل منبت البقل والنجاة هي النجوة من الارض لا يعلوها السيل وأنشد : وأصون عرضى أن ينال بنجوة * ان البرئ من الهنات سيعد وأنشد الجوهرى لزهير بن أبى سلمى ألم تريا النعمان كان بنجوة * من الشر لو أن امرأ كان ناجيا ( و ) النجا ( العصا والعود ) يقال شجرة جيدة النجا وحرجة جيدة النجا نقله يعقوب قال أبو على النجا كل غصن أو عود أنجيته من الشجرة كان عصا أو لم يكن ويكتب بالالف من الواو ( وناقة ناجية ونجية ) كذا في النسخ والصواب ناجية ونجاة كما هو نص المحكم والصحاح ( سريعة ) وقيل تقطع الارض بسيرها وفى الصحاح الناجية والنجاة الناقة السريعة تنجو بمن يركبها انتهى و ( لا يوصف بـه البعير ) نقله ابن سيده ( أو يقال ) بعير ( ناج ) كما في الصحاح وأنشد : أي قلوص راكب تراها * ناجية وناجيا أباها وجمع الناجية نواج ومنـه الحديث أتوك على قلص نواج أي مسرعات وقد تطلق الناجية على الشاة أيضا ومنـه الحديث انما يأخذ الذئب القاصية والشاذة الناجية أي السريعة قال ابن الاثير هكذا روى عن الحربى بالجيم ( وأنجت السحابة ولت ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وولت هو بتشديد اللام كما في نسخ الصحاح والمعنى أدبرت بعد أن أمطرت أو بتخفيفها ومعناه أمطرت من الولى المطر حكى عن أبى عبيد أين أنجتك السماء أي أين أمطرتك وأنجيناها بمكان كذا وكذا أي أمطرناها ( و ) أنجت ( النـهلة ) مثل
( أجنت ) حكاه أبو حنيفة أي حان لقط رطبها كاجنت حان جناها وبين أنجت وأجنت جناس القلب ( و ) أنجى ( الرجل عرق ) عن ابن الاعرابي ( و ) أنجى ( الشئ كشفه ) ومنـه أنجى الجل عن ظهر فرسه إذا كشفه ( والنجو السحاب ) أول ما ينشأ وحكى أبو عبيد عن الاصمعي هو السحاب الذى ( قد هراق ماءه ) ثم مضى وأنشد فسائل سبرة الشجعى عنا * غداة تخالنا نجوا جنيبا أي مجنوبا أي أصابته الجنوب نقله القالى ( و ) النجو ( ما يخرج من البطن من ريح أو غائط ) وقال بعض العرب أفل الطعام نجوا اللحم النجو هنا العذرة نفسها وفى حديث عمرو بن العاص قيل له في مرضه كيف تجدك قال أجد نجوى أكثر من رزى أي ما يخرج منى أكثر مما يدخل ( واستنجى اغتسل بالماء منـه أو تمسح بالحجر ) منـه وقال كراع هو قطع الاذى بأيهما كان وفى الصحاح استنجى مسح موضع النجو أو غسله وهذه العبارة أخصر من سياق المصنف وقدم المسح على الغسل لانـه هو المعروف كان في بدء الاسلام وانما التطهر بالماء زياده على أصل الحاجة فما أدق نظر الجوهرى رحمـه الله تعالى وفى الاساس الاستنجاء أصله الاستتار بالنجوة ومنـه نجا بنجو إذا اقضي حاجته وهو مجاز وقال الراغب استنجى تحرى ازالة النجو أو طلب نجوة أي قطعة مدر لازالة الاذى كقولهم استجمر

(1/8613)

إذا طلب جمارا أو حجرا وقال ابن الاثير الاستنجاء استخراج النجو من البطن أو ازالته عن بدنـه بالغسل والمسح أو من نجوت الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها كانـه قطع الاذى عن نفسه أو من النجوة للمرتفع من الارض كانـه يطلبها ليجلس تحتها ( و ) استنجى ( القوم ) في كل وجه ( أصابوا الرطب أو أكلوه ) قيل ( وكل اجتناء استنجاء ) يقال استنجيت النخلة إذا القطتها وفى الصحاح لقطت رطبها ومنـه الحديث وانى لفى عذق استنجى منـه رطبا أي ألتقط ( ونجاه نجوا ونجوى ) إذا ( ساره ) قال الراغب أصله ان يخلو بـه في نجوة من الارض وقيل أصله من النجاة وهو ان يعاونـه على ما فيه خلاصه وان تنحو بسرك من ان يطلع عليه ( و ) نجاه نجوا ( نكهه ) وفى الصحاح استنكهه قال الحكم بن عبدل : نجوت مجالدا فوجدت منـه * كريح الكلب مات حديث عهد فقلت له متى استحدثت هذا * فقال أصابني في جوف مـهدى وقد رده الراغب وقال ان يكن حمل النجو على هذا المعنى من أجل هذا البيت فليس في البيت حجة له وانما أرادنى ساررته فوجدت من نجره ريح الكلب الميت فتأمل ( و ) النجوو ( النجوى السر ) يكون بين اثنين نقله الجوهرى ( كالنجى ) كغنى عن ابن سيده ( و ) النجوى ( المسارون ) ومنـه قوله تعالى واذهم نجوى قال الجوهرى جعلهم هم النجوى وانما النجوى فعلهم كما تقول قوم رضا وانما الرضا فعلهم انتهى ( اسم ومصدر ) قاله الفراء وقال الراغب أصله المصدر وقد يوصف بـه فيقال هو نجوى وهم نجوى ( وناجاه مناجاة ونجاء ) ككتاب ( ساره ) وأصله ان يخلو بـه في نجوة من الارض كما تقدم قريبا وفى حديث الشعبى إذا عظمت الحلقه فهى بذاء أو نجاء أي مناجاة يعنى يكثر فيها ذلك والاسم المناجاة ومنـه قوله تعالى إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ( وانتجاه خصه بمنا جات ) وقال الراغب استخلصه لسره والاسم النجوى نقله الجوهرى ومنـه حديث ابن عمر قيل له ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى يريد مناجاة الله تعالى العبد يوم القيامة ( و ) انتجى ( قعد على نجوة ) من الارض ( و ) انتجى ( القوم تساروا ) والاسم النجوى أيضا ومنـه حديث على رضى الله عنـه وقد دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف فانتجاه فقال الناس لقد طال نجواه فقال ماا نتجيته ولكن الله انتجاه أي أمرنى ان أناجيه ومنـه أيضا الحديث لا ينتجى اثنان دون صاحبهما وأنشد ابن برى قالت جواري الحى لما جينا * وهن يلعبن وينتجينا * مالمطايا القوم قد وجينا ( كتنا جوا ) ومنـه قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى وفى الحديث لا يتناجى اثنان دون الثالث والاسم النجوى ( و ) النجى ( كغنى من تساره ) وهو المناجى المخاطب للانسان والمحدث له ومنـه موسى نجى الله صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم يكون للواحد الجمع شاهد الواحد قوله تعالى وقربناه نجيا وحينئذ ( ج أنجية ) وشاهد الجمع قوله تعالى فلما استيأسوا منـه خلصوا نجيا أي اعتزلوا يتناجون ونقل الجوهرى عن الاخفش قال وقد يكون النجى جماعة مثل الصديق واستدل بالاية وقال أبو اسحق النجى لفظ واحد في معنى جمع كالنجوى ويجوز قوم نجى وقوم أنجية وقوم نجوى وشاهد الانجية قول الشاعر * وما نطقوا بأنجية الخصوم * وأنشد الجوهرى لسحيم بن وثيل الير بوعى انى إذا ما القوم كانوا أنجيه * واضطرب القوم اضطراب الارشيه * هناك أوصيني ولا توصى بيه قال ابن برى وروى عن ثعلب * واختلف القوم اختلاف الارشيه * قال وهو الاشـهر في الرواية * ورواه الزجاج واختلف القول
وقال سحيم أيضا : قالت نساؤهم والقوم أنجية * يعدى عليها كما يعدى على النعم ( ونجا كهناد بساحل بحر الزنج ) وضبطه ياقوت بالهاء في آخره بدل الالف وقال هي مدينة بالساحل بعد مركة ومركة بعد مقد شوه في الزنج ( والنجاءك النجاءك ) يمدان ( ويقصران أي أسرع أسرع ) أصله النجاء النجاء أدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب ولا موضع لها من الاعراب لان الالف واللام معاقبة للاضافة فثبت أنـهما ككاف ذلك ورأيتك زيد أبو من هو ( والنجاة الحرص و ) أيضا ( الحسد ) وهما لغتان في النجأة بالضم مـهموزا ومنـه الحديث رد وانجأة السائل باللقمة وتقدم في الهمزة ويقال أنت تنجأ أموال الناس وتنجوها أي تتعرض لتصيبها بعينك حسدا وحرصا على المال ( و ) النجاة ( الكمأة ) نقله الصاغانى ( وتنجى التمس النجوة من الارض ) وهى المرتفع منـها قاله الفراء وقال ابن دريد قعد على نجوة من الارض ( و ) تنجي ( لفلان تشوه له ليصيبه بالعين ) لغة في تنجأله بالهمز ( كنجاله ) نجوا ونجيا وهى أيضا لغة في نجأ له بالهمز ( وبيننا نجاوة من الارض ) أي ( سعة ) نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي ( والنجواء للمتمطى ) كذا في النسخ والصواب للتمطى ( بالحاء المـهملة وغلط الجوهرى ) حيث ذكره قال الجوهرى والنجواء التمطى مثل المطواء وأنشد لشبيب بن البرصاء : وهم تأخذ النجواء منـه * يعل بصالب أو بالملال قال ابن برى صوابه بالحاء المـهلملة وهى الرعدة وكذا ذكر ابن السكيت عن ابن عمرو بن العلاء وابن ولاد وأبو عمرو والشيبانى وغيرهم * قلت وهكذا ضبطه القالى في باب الممدود وأنشد الشعر وفيه تعد بصالب ورواه يعقوب والمـهلبى تعك بالكاف وضبطه أبو عبيد بالحاء أيضا عن ابى عمرو وضبطه ابن فارس بالجيم والحاء معا ( وينجى كيرضى ع ) وقال ياقوت واد في قول قيس بن العيزارة

(1/8614)

أبا عامر ما للخوانف أوحشا * الى بطن ذى ينجى وفيهن أمرع ( والمنجى للمفعول سيف ) عمرو بن كلثوم التغلبي ( و ) أيضا ( اسم ) رجل وأبو المعالى أسعد بن المنجا بن أبى البركات بن الموصلي التنوخى الحنبل حدث عنـه الفخر ابن النجارى وأخوه عثمان وابنـه أسعد بن عثمان وابنـه أبو الحسن على سمعوا من ابن طبرزد وحفيده محمد بن المنجا بن أسعد بن المنجا شرف الدين أبو عبد الله سمع منـه الذهبي والمسندة المعمرة ست الوزراء وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا حدثت عن ابن الزبيدى وعنـها الذهبي وابن أبى المجد وجماعة والمنجا أيضا جد ابن اللتى المحدث المشـهور وأبو المنجا رجل من اليهود كان يلى بعض الاعمال للظاهر بيبرس واليه نسبت القناطر بين مصر وقليوب وهى من عجائب الابنية ( وناجية ماءة لبنى أسد ) لبنى قرة منـهم أسفل من الحبس قاله الاصمعي وقال العمرانى ناجية مويهة صغيرة لبنى أسد وهى طوية لهم من مع القنان ومات رؤبة بن العجاج بنا جية لاأدرى بهذا الموضع أو بغيره ( و ) ناجية ( ع بالبصرة ) وهى محلة بها مسماة باسم القبيلة وقال السكوني منزل لاهل البصرة على طريق المدينة بعدأثال ( و ) نجى ( كسمى اسم ) رجل وهو نجى بن سلمة بن حشم الحشمى الحضرمي روى عن على وعنـه ابنـه عبد الله ثمانية أولاد منـهم عبد الله قتلوا مع على بصفين وقد ذكره المصنف في ح ض ر م استطرادا ومر ذكره في ح ش م أيضا ( والنجوة ة بالبحرين ) لعبد القيس تعرف بنجوة بنى فياض عن ياقوت ( و ) نجوة ( بلا لام اسم ) رجل ( والناجي لقب لابي المتوكل على بن داود ) ويقال دواد عن عائشة وابن عباس وعنـه ثابت وحميد وخالد الحذاء مات سنة 102 ( ولابي الصديق بكر بن عمر ) صوابه عمرو ويقال أيضا بكر بن قيس عن عائشة وعنـه قتادة وعاصم الاحول مات سنة 108 ( ولابي عبيدة الراوى عن الحسن ) البصري ( ولريحان بن سعيد ) الراوى عن عباد بن منصور ( المحدثين ) هؤلاء ذكرهم الحافظ الذهبي وهم منسوبون الى بنى ناجية بن لؤى القبيلة التى بالبصرة قال الحافظ بن حجر ومن كان أهل البصرة من المتقدمين فهو بالنون وفى المتأخرين من يخشى لبسه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الغنى الناجى البغدادي سمع ابن كاره وكان بعد الثلاثين والستمائة انتهى * قلت وقول المصنف انـه لقب لهؤلاء فيه نظر فتأمل ( و ) أبو الحسن ( على بن ) ابراهيم بن طاهر بن ( نجا ) الدمشقي ( الواعظ ) بمصر ( الحنبلى يعرف بابن نجية كسمية ) مات سنة 599 وترجمته واسعة في تاريخ القدس لابن الحنبلى وابنـه عبد الرحيم سمع من أبيه ومات سنة 643 ( وكغنية نجية بن ثواب ) البرمكى ( الاصفهانى المحدث ) حدث قديما باصبهان * ومما يستدرك عليه المنجاة ومنـه الحديث الصدق منجاة ونجوت الشئ نجو اخلصته والقيته ونجاه تنجيه تركه بنجوة من الارض وبه فسر قوله تعالى اليوم ننجيك ببدنك أي نجعلك فوق نجوة من الارض فنظهرك أو نلقيك عليها لتعرف لانـه قال ببدنك ولم يقل بروحك وقال الزجاج أي نلقيك عريانا ونجى أرضه تنجية إذا كبسها مخافة الغرق نقله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أنجى إذا شلح أي عرى
الانسان من ثيابة وعليه قراءة من قرأ ننجيك ببدنك بالتخفيف ويناسبه تفسير الزجاج ونجا نجاء بالمد أسرع وهو ناج أي سريع وقالوا النجاء النجاء يمدان ويقصران قال الشاعر * إذا أخذت النـهب فالنجا النجا * وفى الحديث أنا النذير العريان فالنجاء النجاء أي انجوا بأنفسكم قال ابن الاثير هو مصدر منصوب بفعل مضمر أي انجوا النجاء وقائم نواج أي سراع وبه فسر الجوهرى قول الاعشى : تقطع الامعز المكوكب وخدا * بنواج سريعة الايغال واستنجى أسرع ومنـه الحديث إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا معناه أسرعو السير فيه وانجوا ويقال للقوم إذا انـهزموا قد استنجوا ومنـه قول لقمان بن عاد أو لنا إذا نجونا وآخرنا إذا استنجينا أي هو حامينا إذا انـهزمنا يدفع عنا والنجاء ككتاب جمع النجو للسحاب قال القالى وأنشد الاصمعي دعته سليمى ان سلمى حقيقة * بكل نجاء صادق الوبل ممرع ويجمع النجو بمعنى السحاب أيضا على نجو كعلو ومنـه قول جميل : أليس من الشقاء وجيب قلبى * وايضاعى الهموم مع النجو فأحزن ان تكون على صديق * وأفرح ان تكون على عدو يقول نحن ننتجع الغيث فإذا كانت على صديق حزنت لانى لاأصيب ثم بثينة دعالها بالسقيا ونجو السبع جعره وقال الكسائي جلست على الغائط فما أنجيت أي ما أحدثت وقال الزجاج ما أنجى فلان منذ أيام أي لم يأت الغائط وقال الاصمعي أنجى فلان إذا جلس على الغائط يتغوط ويقال أنجى الغائط نفسه وفى حديث بئر بضاعة تلقى فيها المحايض وما ينجى الناس أي يلقونـه من العذرة يقال انجى ينجى إذا ألقى نجوه وشرب فما أنجاه أي ما أقامـه وأنجى النخلة لقط رطبها والمستنجى العصا يقال شجرة جيدة المستنجى نقله القالى وقال أبو حنيفة النجا الغصون واحدته نجاة وفلان في ارض نجاة يستنجى من شجرها العصى والقسى نقله الجوهرى والراغب والنجا عيد ان الهودج نقله الجوهرى ونجوت الوتر واستنجيته خلصته واستنجى الجازر وتر المتن قطعه وأنشد لعبد الرحمن بن حسان فتبازت وتبازيت لها * جلسة الجازر يستنجى الوتر ويروى جلسة الاعسر وقال الجوهرى استنجى الوتر أي مد القوس وبه فسر البيت قال وأصله الذى يتخذ أو تار القسى لانـه يخرج ما في المصارين من النجو والنجا ما ألقى عن الرجل من اللباس نقله القالى ونجوت الجلد إذا ألقيته على البعير وغيره نقله الازهرى ونجوت

(1/8615)

الدواء شربته عن الفراء وأنجاني الدواء أقعدنى عن ابن الاعرابي ونجا فلان ينجو إذا أحدث ذنبا والنجى كغنى صوت الحادى السواق المصوت عن ثعلب وأنشد * يخر جن من نجيه للشاطى * والنجا آخر ما ظهر البعير من الرحل قاله المطرز والنجا أيضا : موضع وأنشد القالى للجعدى سنورثكم ان الترات اليكم * حبيب فراران النجا فالمغاليا قال وروى عبد الرحن الخجا وناجية بن كعب الاسلمي صحابي وناجية بن كعب الاسدي تابعي عن على وبنو ناجية قبيلة حكاها سيبويه قال الجوهرى بنو ناجية قوم من العرب والنسبة إليهم ناجى حذف منـه الهاء واليا * قلت وهم بنو ناجية بن سامة بن لؤى قال ياقوت ناجية أم عبد البيت بن الحرث بن سامة بن لؤى خلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب إليها ولدها وترك اسم أبيه وهى ناجية بنت جرم بن ربان في قضاعة اه وفى جعفى ناجية بن مالك بن حزيم بن جعفى منـهم أبو الجنوب عبد الرحمن بن زياد بن زهير بن خنساء بن كعب ابن الحرث بن سعد بن ناجية الناجى شـهد قتل الحسين رضى الله تعالى عنـه ولعن أبا الجنوب وجميل بن عبد الرحمن بن سوادة الانصاري الناجى مولى ناجية بنت غزوان أخت عتبة روى عنـه مالك ويقال هو بمنجاة من السيل واجتمعوا أنجية اضطربت أعناقهم كالارشية ويقال انـه من ذلك الامر بنجوة إذا كان بعيد امنـه بريئا سالما وبات الهم بناجيه وبات له نجيا وباتت في صدره نجية أسهرته وهى ما يناجيه من الهم واصابته نجواء حديث النفس ( والنحو الطريق و ) أيضا ( الجهة ) يقال نحوت نحو فلان أي جهته ( ج انحاء ونحو ) كعتل قال سيبويه وهذا قليل شبهوها بعتو والوجه في مثل هذه الواو إذا جاءت في جمع الياء كقولهم في جمع ثدى وعصا وحقوثدى وعصى وحقى ( و ) النحو ( القصد يكون ظرفاو ) يكون ( اسما ) قال ابن سيده استعملته العرب ظرفا وأصله المصدر ( ومنـه نحو العربية ) وهو اعراب الكلام العربي قال الازهرى ثبت عن أهل يونان فيما يذكر المترجمون العارفون بلسانـهم ولغتهم انـهم يسمون علم الالفاظ والعناية بالبحث عنـه نحواو يقولون كان فلان من النحويين ولذلك سمى يوحنا الاسكندرانى يحنى النحوي الذى كان حصل له من المعرفة بلغة اليونانيين اه وقال ابن سيده أخذ من قولهم انتخاه إذا اقصده انما هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من اعراب وغيره كالتثينة والمجمع والتحقير والتكسير والاضافة والنسب وغير ذلك ليلحق بـه من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وان لم يكن منـهم أو ان شذ بعضهم عنـها رد بـه إليها وهو في الاصل مصدر شائع
أي نحوت نحوا كقولك قصدت قصداثم خص بـه انتحا هذا القبيل من العلم كما ان الفقه في الاصل مصدر فقهت الشئ أي عرفته ثم خص بـه علم الشريعة من التحليل والتحريم وكما ان بيت الله عز وجل خص بـه الكعبة وان كانت البيوت كلها لله عز وجل قال وله نظائر في قصر ما كان شائعا في على أحد أنواعه اه قال شيخنا واستظهر هذا الوجه كثير من النجاة وقيل هو من الجهة لانـه جهة من العلوم وقيل لقول على رضى الله تعالى عنـه بعد ما علم أبا الاسود الاسم والفعل وأبو ابا من العربية انح على هذا النحو وقيل غير ذلك مما هو في أوائل مصنفات النحو وفى المحكم بلغنا ان أبا الاسود وضع وجوه العربية وقال للناس انحوا نحوه فسمى نحوا ( وجمعه نحو كعتل ) كذا في النسخ ونسى هنا قاعدة اصطلا حه وهو الاشارة بالجيم للجمع وسبحان من لا يسهو وتقدم الكلام فيه قريبا وأطال ابن جنى البحث فيه في كتابه شرح التصريف الملوكى قال الجوهرى وحكى عن أعرابي أنـه قال انكم لتنظرون في نحو كثيرة أي في ضروب من النحو ( و ) يجمع أيضا على ( نحية كدلو ودلية ) ظاهر سياقه انـه جمع لنحو وهو غلط والصواب فيه انـه أشاربه الى ان النجو يؤنث ونظر بدلو ودلية لان التصغير يرد الاشياء الى أصولها قال الصاغانى في التكملة وكان أبو عمرو الشيباني يقول الفصحاء كلهم يؤنثون النحو فيقولون نحو ونحية ميزانـه دلو ودلية قال وأحسبهم ذهبوا بتأنيثها الى اللغة اه فانظر هذا السياق يظهر لك خبط المصنف ( نحاه ينحوه وينحاه ) نحوا ( قصده كانتحاه ) ومنـه حديث حرام بن ملحان فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله أي عرض له وقصد وفى حديث آخر فانتحاه ربيعة أي اعتمده بالكلام وقصده ( ورجل ناح من ) قوم ( نحاة ) أي ( نحوى ) وكان هذا انما هو على النسب كقولك تامر ولابن ( ونحا ) الرجل ( مال على أحد شقيه أو انحنى في قوسه وتنحى له اعتمد ) وأنشد ابن الاعرابي : تنحى له عمرو فشك ضلوعه * بمدر نفق الجلحاء والنقع ساطع ومنـه حديث الحسن قد تنحى في برنسه وقام الليل في حندسه أي تعمد العبادة وتوجه لها وصار في ناحيتها وتجنب الناس وصار في ناحية منـهم وفى حديث الخضر عليه السلام وتنحى له أي اعتمد خرق السفينة ( كانتحى في الكل ) من الميل والانحناء والتعمد وفى حديث ابن عمر أنـه رأى رجلا يتنحى في سجوده فقال لا تشينن صورتك وقال شمر الانتحاء في السجود الاعتماد على الجبهة والانف حتى يؤثر فيها ذلك وقال الازهرى في ترجمة ترح عن ابن مناذر الانتحاء أن يسقط هكذا وقال بيده بعضها فوق بعض وهو هي السجود أن يسقط جبينـه على الارض ويشده ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جنبيه قال الازهرى حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب قال شمرو كنت سألت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه فذكرت له ما سمعت فدعا بدواته فكتبه بيده ( وأنحى عليه ضربا أقبل ) عليه بالضرب ( والانتحاء اعتماد الابل في سيرها على أيسرها ) عن الاصمعي ( كالانحاء ) قال الجوهرى أنحى في سيره أي اعتمد على الجانب الايسر والانتحاء مثله هذا هو الاصل ثم صار الانتحاء الاعتماد والميل في كل وجه ومثله لابن سيده قال رؤبة * منتحيا من نحوه على وفق * ( ونحاه ) ينحوه نحوا ( صرفه ) قال العجاج * لقد نحاهم جدنا والناحى *

(1/8616)

( و ) في المحكم نحا ( بصره إليه ينحاه وينحوه ) نحوا ( رده ) وصرفه ( وانحاه عنـه ) أي بصره ( عدله ) كما في الصحاح ( والنحواء كالغلواء الرعدة والتمطى ) عن أبى عمر وهنا ذكره ابن سيده وغيره من المصنفين وأورده الجوهرى بالجيم وقد تقدم الكلام عليه هنالك ( وبنو نحو ) بطن ( من الازد ) وهم بنو نحو بن شمس بن عمرو بن غالب بن عيمان بن نصرين زاهران بن كعب بن عبد الله بن الحرث بن كعب بن مالك بن نصر بن الازد وروى الخطيب عن ابن الاشعث لم يرو من هذا البطن الحديث الا رجلان احدهما يزيد بن ابى سعيد والباقون من نحو العربية واختلف في شيبان بن عبد الرحمن النحوي فقيل الى القبيلة وقيل الى علم النحو * ومما يستدرك عليه النحو بمعنى المثل وبمعنى المثل وبمعنى المقدار وبمعنى القسم وقالوا هو على ثلاثة انحاء ونحا الشئ ينحوه وينحاه حرفه قيل ومنـه سمى النحوي لانـه يحرف الكلام الى وجوه الاعراب وانحى عليه اعتمد كنحى عن ابن الاعرابي وانحيت على حلقه السكين أي عرضت وانشد ابن برى : أنحى على ود أنثى مرهفة * مشحوذة وكذاك الاثم يقترف ونحى عليه بشفرته كذلك وانتحى له ذلك الشئ اعترضه عن شمر وأنشد للاخطل : وأهجرك هجرانا جميلا وتنتحي * لنا من ليالينا العوارم أول وقال ابن الاعرابي تنتحى لنا ونحا شعب بتهامة والنحية كغنية النحو نقله الصاغانى ( ى التحق بالكسر الزق ) عامة كذا في المحكم ( أو ماكان للسمن خاصة ) كذا في الصحاح والتهذيب وكذلك قاله الاصمعي وغيره ( كالنحى ) بالفتح ( والنحى كفتى )
نقلهما ابن سيده والفتح عن الفراء وهى لغة ضعيفة ( و ) قيل النحى ( جرة فحار يجعل فيها لبن ليمغض ) عن الليث وفى التهذيب يجعل فيها اللبن الممخوض قال الازهرى والعرب لا تعرف النحى غير الزق والذى قاله الليث انـه الجرة يمخض فيها اللبن غير صحيح ( و ) النحى ( نوع من الرطب ) عن كراع ( و ) النحى ( سهم عريض النصل ) الذى إذا أردت ان ترمى بـه اضطجعت له حتى ترسله ( ج انحاء ونحى ) كعتى ( ونحاء ) بالكسر واقتصر الجوهرى على الاول ونقله عن ابى عبيدة ( ونحى اللبن ينحيه وينحاه مخضة و ) نحى ( الشئ ) ينحاه نحيا ( أزاله كنحاه ) بالتشديد ( فتخى ) وقال الازهرى نحيته فتنحى وفى لغة نحيته نحيا بمعناه وأنشد : ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه * بشئ نحته عن يديك المقادر أي باعدته واقتصر الجوهرى على المشدد وانشد للجعدى : أمرو نحى عن زوره * كتنحية القتب المجلب ( و ) نحى ( بصره إليه صرفه ) نقله الجوهرى ( والناحية والناحاة الجانب ) المتنحى عن القرار الثانية لغة في الاولى كالناصاة في الناصية والجمع النواحى وقول عتى بن مالك : لقد صبرت حنيفة صبر قوم * كرام تحت اظلال النواحى أي نواحى السيوف وقال الكسائي اراد النوائح فقلب يعنى الرايات المتقابلات ويقال الجبلان يتناوحان إذا كانا متقابلين كما في الصحاح ( وابل نحى كغنى متنحية ) عن ابن الاعرابي وانشد : ظل وظلت عصبا نحيا مثل النجى استبرز النجيا ( والمنحاة المسيل الملتوى ) من الماء عن ابن الاعرابي والجمع المناحى وانشد : وفى ايمانـهم بيض رقاق * كباقي السيل أصبح في المناحى ( وأهل المنحاة القوم البعداء ) الذين ليسوا بأقارب نقله الجوهرى عن الاموى ( و ) المنحاة ( بالضم القوس الضخمة ) أي من اسمائها نقله الصاغانى ( و ) ايضا ( العظيمة السنام من الابل ) نقله الصاغانى ( وانحى له السلاح صربه بـه ) أو طعنـه أو رماه ويقال انحى له بسهم أو غيره ( وانتحى ) في الشئ ( جد ) كانتحاء الفرس في جريه عن الليث ( و ) قيل انتحى ( في الشئ اعتمد ) عليه ( و ) من المجاز ( هو نحية القوارع ) كغنية ( أي الشدائد تنتحيه ) والجمع نحايا قال الشاعر : نحيه أحزان جرت من جفونـه * بضاضة دمع مثل ما دمع الوشل ويقال هم نحايا الاحزان * ومما يستدرك عليه نحاه نحيا صيره في ناحية وبه فسر قول طريف العبسى : نحاه للحد زبرقان وحارث * وفى الارض للاقوام بعدك غول أي صيرا هذا الميت في ناحية القبر والمنحاة مابين البئر الى منتهى السانية قال جرير : لقد ولدت أم الفرزدق فخة * ترى بين فخذيها مناحى أربعا وقال الازهرى المنحاة منتهى مذهب السانية وربما وضع عنده حجر ليعلم قائد السانية انـه فيئيا منعطفا لانـه إذا جاوزه تقطع الغرب وأدانـه وأنشد برى : كأن عينى وقد بانونى * غربان في منحاة منجنون وفى المثل أشغل من ذات النحيين تركه المصنف هنا وفى ش غ ل وهو واجب الذكر قال الجوهرى هي امرأة من تميم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية فأتها خوات بن جبير الانصاري فساومـها فحلت نحيا مملوأ فقال امسكيه حتى أنظر الى غيره فلما

(1/8617)

شغل بديها ساورها قضى ما أراد وقال في ذلك : وذات عيال واثقين بعقلها * خلجت لها جاراستها خلجات وشدت يديها إذ أردت خلاطها * بنحيين من سمن ذوى عجرات فكانت لها الويلات من ترك سمنـها * ورجعتها صفرا بغير بتات فشدت على النحيين كفا شحيحة * على سمنـها والفتك من فعلاتي ثم اسلم خوات وشـهد بدرا قال ابن برى قال على بن حمزة الصحيح انـها امرأة من هذيل وهى خولة أم بشير بن عائد ويحكى ان أسديا وهذيلا افتخرا ورضيا بانسان يحكم بينـهما فقال يا اخا هذيل كيف تفاخرون العرب وفيم خلال ثلاثة منكم دليل الحبشة على الكعبة ومنكم خولة ذات النحيين وسألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحلل لكم الزنا والرواية الصحيحة كفى شحيحة مثنى كف قال ابن برى ويقوى قول الجوهرى قول العديل بن الفرخ يهجو رجلا من تميم الله فقال : تزحزح يا ابن تيم الله عنا * فما بكر أبوك ولا تيم لكل قبيلة بدر ونجم * وتيم الله ليس لها نجوم أناس ربة النحيين منـهم * فعدوها إذا عد الصميم اه وناحيته مناحاة صرت نحوه وصار نحوى ويقال تنح عنى يا رجل أي ابعد وانحنى على باللوائم اقبل عليه وهو مجاز ويقال استخذ فلان فلانا أنحبه أي انتحى عليه حتى هلك ماله أو ضره أو جعل بـه شرا وهى افعولة وروى قول سحيم بن وثيل : * انى إذا ما القوم كانوا انحيه * بالحاء أي انتحوا على عمل يعملونـه ووانـه لمنحى الصلب بضم الميم وفتح الحاء ( ونخا ينخو نخوة افتخر وتعظم كنخى كعنى ) وهو أكثر قال الاصمعي زهى فلان فلان فهو مزهو ولا يقال زها ونخى فلان ( وانتخى ) ولا يقال نخا ويقال انتخى علينا فلان أي افتخر وتعظم وأنشد الليث * وما رأينا معشرا فينتخوا * والنخوة الكبر والعظمة ( و ) نخا ( فلانا مدحه ) ينخوه نخوا
( وأنخى ) الرجل ( زادت نخوته ) أي عظمته وكبره * ومما يستدرك عليه استنخى منـه استأنف والعرب تتنخى من الدنايا أي تستنكف نقله الزمخشري في الاساس ( يوندا القوم ندوا اجتمعوا كانتدوا وتنادوا ) وهصه بعضهم بالاجتماع في النادى ( و ) ندا ( الشئ تفرق ) وكانـه ضد ( و ) ندا ( القوم حضروا الندى ) كعنى للمجلس ( و ) ندت ( الابل ) ندوا ( خرجت من الحمض الى الخلة ( كذا في المحكم وفى الصحاح رعت فيما بين النـهل والعلل فهى نادية وانشد شمر أكلن حمضا ونصيا يابسا * ثم ندون فاكلن وارسا ( ونديتها انا ) تندية ( و ) قال الاصمعي ( التندية ان توردها ) أي الابل ( الماء فتشرب قليلا ثم ترعاها ) أي تردها الى المرعى ( قليلا ) ونص الاصمعي ساعة ( ثم تردها الى الماء ) وهوو يكون للابل والخيل واستدل أبو عبيد على الاخير بحديث ابى طلحة خرجت بفرس لى انديه وفسره بما ذكرناه ورد القتيبى هذا عليه وزعم انـه تصحيف وان صوابه لا بديه بالموحدة أي لا خرجه الى البدو وزعم ان التندية تكون للابل دون الخيل وان الابل تندى لطول ظمئها فاما الخيل فانـها تسقى في القيظ شربتين كل يوم قال الازهرى وقد غلط القتيبى فيما قال والصواب ان التندية تكون للخيل وللابل قال سمعت العرب تقول ذلك وقد قاله الاصمعي وابو عمرو وهما ا ثقتان * قلت ليس قول القتيبى غلطا كما ز الازهرى بل الصحيح ما قاله ولا روايج ان صحت بالنون فان معناه التضمير والاجراء حتى تعرف ويذهب رهلها كما سيأتي عن الازهرى نفسه ايضا والتندية بالتفسر المذكور لا تكون الا للابل فقط فتأمل ذلك وانصف قال الجوهرى والموضع مندى قال علقمة بن عبدة : ترادى على دمن الحياض فان تعف * فان المندى رحلة فركوب وأول البيت : اليك أبيت اللعن اعملت ناقتي * لكلكلها والقصريين وجيب ورحلة وركوب هضبتان قال الاصمعي ( و ) اختصم حيان من العرب في موضع فقال احدهما ( هذا ) مركز رماحنا ومخرج نسائنا ومسرح بهمنا و ( مندى خيلنا ) أي موضع تنديتها وهذا يقوى قولهم ان التندية تكون في الخيل ايضا ( وابل نواد ) أي ( شاردة ) وكانـه لغة في نواد بتشديد الدال ( ونوادى النوى ما تطاير منـها ) تحت المرضخة ( عند رضخها والندوة الجماعة ) من القوم ( ودار الندوة بمكة م ) معرفة بناها قصى بن كلاب لانـهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون للمشاورة كما في الصحاح وقال ابن الكلبى وهى اول دار بنيت بمكة بناها قصى ليصلح فيها بين قريش ثم صارت لمشاورتهم وعقد الالوية في حروبهم قال شيخنا قال الاقشـهرى في تذكرته وهى الان مقام الحنفي ( و ) الندوة ( بالضم موضع شرب الخيل ) نقله الجوهرى وانشد لهميان : قريبة ندوته من محمضه * بعيدة سرته من مغرضه يقول موضع شربه قريب لا يتعب في طلب الماء * قلت ورواه أبو عبيد بفتح الندوة وضم ميم المحمض ( وناداه ) مناداة ( جالسه ) في النادى وانشد الجوهرى * أنادى بـه آل الوليد وجعفرا * ( أو ) ناداه ( فاخره ) قيل المراد منـه دار الندوة وقيل للمفاخرة

(1/8618)

مناداة كما قيل لها منافرة قال الاعشى : فتى لو ينادى الشمس ألقت قناعها * أو القمر السارى لالقى القلائدا أي لو فاخر الشمس لذلت له وقناع الشمس حسنـها ( و ) نادى ( بسره أظهره ) عن ابن الاعرابي قال وبه يفسر قول الشاعر : إذا ما مشت نادى بما في ثيابها * ذكى الشذى والمندلي المطير ( و ) المجاز نادى ( له الطريق ) وناداه ( ظهر ) وهذا الطريق يناديك وبه فسر الازهرى والراغب قول الشاعر * كالكرم إذ نادى من الكافور * قال الازهرى أي ظهر وقال الراغب أي ظهر ظهور صوت المنادى ( و ) نادى ( الشئ رآه وعلمـه ) عن ابن الاعرابي ( والندى كعنى والنادى والندوة والمنتدى ) على صيغة المفعول من انتدى وفى نسخ الصحاح المنتدى من تندى ( مجلس القوم ) ومتحدثيهم وقيل الندى مجلس القوم ( نـهارا ) عن كراع ( أو ) الندى ( المجلس ماداموا مجتمعين فيه وإذا تفرقوا عنـه فليس بندى كما في المحكم والصحاح وفى التهذيب النادى المجلس يندون إليه من حواليه لا يسمى ناديا حتى يكون فيه اهله واذ ا تفرقوا عنـه لم يكن ناديا وفى التنزيل العزيز وتأتون في ناديكم المنكر قيل كانوا يحذفون الناس في المجالس فاعلم الله تعالى ان هذا من المنكر وانـه لا ينبغى ان يتعاشروا عليه ولا يجتمعوا على الهزء والتلهى وان لا يجتمعوا الافيما قرب من الله وباعد من سخطه وفى حديث ابى زرع قريب البيت من النادى أي ان بيته وسط الحلة أو قريبا منـه لتغشاه الاضياف والطراق وفى حديث الدعاء فان جار النادى أي جار المجلس ويروى بالباء الموحدة من البدو وفى الحديثث واجعلني في الندى الاعلى أي مع الملا الاعلى من الملائكة ( و ) قول بشر بن ابى خازم و ( ما يندوهم النادى ) ولكن * بكل محلة منـهم فئام أي ( ما يسمعهم ) كذا في النسخ والصواب ما يسعهم المجلس من كثرتهم كما في الصحاح والاسم الندوة ( و ) من المجاز ( نندى ) فلان
على اصحابه إذا تسخى ) ولا تقل ندى كما في الصحاح ( و ) ايضا ( أفضل ) عليهم ( كاندى ) إذا كثرنداه على اخوانـه أي عطاؤه ( فهو ندى الكف ) كغنى إذا كان سخيا نقله الجوهرى عن ابن السكيت قال تأبط شرا يابس الجنين من غير بؤس * وندى الكفين شـهم مدل وحكى كراع ندى اليد وأباه غيره ( والندى ) بالفتح مقصور على وجوه فمنـها ( الثرى و ) ايضا ( الشحم و ) ايضا ( المطر ) وقد جمعها عمرو بن احمر في قوله : كثور العداب الفرد يضربه الندى * تعلى الندى في متنـه وتحدرا فالندى الاول المطر والثانى الشحم ( و ) قال القتيبى الندى المطر و ( البلل و ) الندى ( الكلا ) وقيل للنبت ندى لانـه عن ندى المطر ينبت ثم قيل للشحم ندى لانـه عن ندى النبت يكون واحتج بقول ابن أحمر السابق * قلت فالندى بنمعنى الشحم على هذا القول من مجاز المجاز وشاهد الندى للنبات قول الشاعر : يلس الندى حتى كان سراته * غطاها دهان أو ديابيج تاجر وقال بشر : وتسعة آلاف بحر بلاده * تسف الندى ملبونة وتضمر قالوا اراد بالندى هنا الكلا ( و ) الندى ( شئ يتطيب بـه كالبخور ) ومنـه عود مندى إذا فتق بالندى أو ماء الورد ( و ) الندى الغاية مثل ( المدى ) نقله الجوهرى وزعم يعقوب ان نونـه بدل من الميم قال ابن سيده وليس بشئ ( ج اندية وانداء ) قدم غير المقيس على المقيس وهو خلاف قاعدته قال الجوهرى وجمع الندى انداء وقد يجمع على اندية وانشد لمرة بن محكان التيمى في ليلة من جمادى ذات اندية * لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا وهو شاذ لانـه جمع ما كان ممدود مثل كساء واكسية انتهى قال ابن سيده وذهب قو م الى انـه تكسير نادر وقيل جمع نداء على انداء وانداء على نداء ونداء على اندية كرداء وأردية وقيل لا يريد بـه افعله نحو أحمرة وأقفزة كما ذهب إليه الكافة ولكن يجوز ان يريد أفعلة بضم العين تأنيث أفعل وجمع فعلاء على افعل كما قالوا احبل وازمن وارسن واما محمد بن يزيد فذهب الى انـه جمع ندى وذلك انـهم يجتمعون في مجالسهم لقرى الاضياف ( و ) من المجاز ( المندية كمحسنة الكريمة ) التى ( يندى ) أي يعرق ( لها الجبين ) حياء ( والنداء بالضم والكسر ) وفى الصحاح النداء ( الصوت ) وقد يضم مثل الدعاء والرغاء وما ادق نظر الجوهرى في سياقه وقال الراغب النداء رفع الصوت المجرد واياه قصد بقوله عز وجل ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء أي لا يعرف الا الصوت المجرد دون المعنى الذى يقتضيه ترتيب الكلام ويقال للحرف الذى فهم منـه المعنى ذلك قال واستعاره النداء للصوت من حيث ان من تكثر رطوبة فمـه حسن كلامـه ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق ( وناديته و ) ناديت ( بـه ) مناداة ونداء صاح بـه ( والندى ) كفتى ( بعده ) أي بعد مذهب الصوت ( و ) منـه ( هو ندى الصوت كغنى ) أي ( بعيده ) أو طريه ( ونخلة نادية بعيدة عن الماء ) والجمع النوادي والناديات ( والناديات ( والنداتان من الفرس ) ما فوق السرة وقيل ( ما يلي ) وفى المحكم الغر الذى يلى ( باطن الفائل الواحدة نداة ) وقد تقدم ذكر القائل في اللام ( وتنادوا نادى بعضهم بعضا و ) ايضا ( تجالسوا في النادى ) كما في الصحاح وأنشد للمرقش : والعدو بين المجلسي إذا * آد العشى وتنادى العم

(1/8619)

( و ) ندت ( ناقة تندو الى نوق كرام ) والى اعراق كريمة أي ( تنزع ) إليها ( في النسب ) وانشد الليث * تندو نواديها الى صلاخدا * ( والمنديات المخزيات ) عن ابى عمرو وهى التى يعرق منـها صاحبها عرقا وهو مجاز وقد تقدم وأنشد ابن برى لاوس بن حجر طلس العشاء إذا ماجن ليلهم * بالمنديات الى جاراتهم ولف قال وقال الراعى : وان ابا ثوبان يزجر قومـه * عن المنديات وهو احمق فاجر ( وندى ) الشئ ( كرضى فهو ند ) أي ( ابتل وانديته ونديته ) انداء وتندية بللته ومنـه نديت ليلتنا فهى ندية كفرحة ولايقال ندية وكذلك الارض وانداها المطر قال * انداه يوم ماطر فطلا * ( و ) من المجاز ( اندى ) الرجل ( كثر عطاياه ) على اخوانـه كذا في النسخ والصواب كثر عطاؤه ( أو ) أندى ( حسن صوته والنوادي الحوادث ) التى تندو ( وناديات الشئ أوائله ) * ومما يستدرك عليه الندى ما يسقط بالليل وفى الصحاح ويقال الندى ندى النـهار والسدى ندى الليل يضربان مثلا للجود ويسمى بهما ومصدر ندى يندى كعلم الندوة قال سيبوية هو من باب الفتوة قال ابن سيده فدل بهذا على ان هذا كله عنده ياء كما ان واو الفتوة ياء وقال ابن جنى واما قولهم في فلان تكرم وندى فالامالة فيه تدل على ان لام الندوة ياء وقولهم النداوة الواو فيه بدل من ياء واصله نداية لما ذكرناه من الامالة في الندى ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع وفى حديث عذاب القبر وجريدتي النخل لن يزال يخفف عنـهما ما كان فيهما ند ويريد نداوة قال ابن الاثير كذا جاء في مسند احمد وهو غريب انما يقال نداوة ونداله النادى حال له شخص أو تعرض له شبح وبه فسر أبو سعيد قول القطامى :
لو لا كتائب من عمرو يصول بها * ارديت يا خير من يندوله النادى وتقول رميت ببصرى فماند الى شئ أي ما تحرك لى شئ ويقال ماندينى من فلان شئ اكرهه أي ما بلنى ولا اصابني ومانديت له كفى بشر ومانديت بشئ تكرهه قال النابغة : ما ان نديت بشئ انت تكرهه * إذا فلا رفعت صوطى الى يدى ومانديت منـه شيئا أي ما اصبت ولا علمت وقيل ما اتيت ولا قاربت عن ابن كيسان ولم يصبه ولم ينله منـه شئ وندى الحضر بقاؤه وندى الارض نداوتها وشجر نديان والندى السخاء والكرم ورجل ند جواد وهو اندى منـه إذا كان اكثر خيرا منـه وندى على اصحابه تسخى وانتدى وتندى كثر نداه وما انتديت أي ما اصبت منـه خيرا وندوت من الجود يقال سن للناس الندى فندوا كذا بخط ابى سهل وابى زكريا والصقلى فندوا بفتح الدال وصححه الصقلى يقال فلان لا يندى الوتر بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن شيأ عجزا عن العمل وعيا عن كل شئ وقيل إذا كان ضعيف البدن وعود مندى وندى فتق بالندى أو ماء الورد انشد يعقوب : الى ملك له كرم وخير * يصبح باليلنجوج الندى ويوم التناد يوم القيامة لانـه ينادى فيه اهل الجنة اهل النار ويقال بتشديد الدال وقد ذكر وهو اندى صوتا من فلان أي ابعد مذهبا وارفع صوتا وانشد الاصمعي لمدثار بن شيبان النمري : فقلت ادعى وادع فان اندى * لصوت ان ينادى داعيان وقيل احسن صوتا واعذب وناداه اجابه وبه فسرقول ابن مقبل * بحاجة محزون وان لم تناديا * وفى حديث يأجوج ومأجوج اذنودوا نادية أتى امر الله يريد بالنادية دعوة واحدة فقلب نداة الى نادية وجعل اسم الفاعل موضع المصدر وفى حديث ابن عوف * واودى سمعه الاندايا * اراد الانداء فابدل الهمزة ياء تخفيفا وهى لغة لبعض العرب ونادى النبت وصاح إذا بلغ والتف وبه فسر قول الشاعر * كالكرم إذ نادى من الكافور * والندى كغنى قرية باليمن والنداة الندوة وندية كسمية مولاة ميمونة حكاه أبو داود في السنن عن يونس عن الزهري أو هي ندبة والنادى العشيرة وبه فسر قوله تعالى فليدع ناديه وهو بحذف مضاف أي اهل النادى فسماه بـه كما يقال تقوض المجلس كما في الصحاج ومثله الندى كغنى قرية باليمن والنداة الندوة ونديج كسمية مولاة ميمونة حكاه أبو داود في السنن عن يونس عن الزهري أو هي ندبة والنادى العشيرة وبه فسر قوله تعالى فليدع ناديه مضاف أي اهل النادى فسماه بـه كما يقال تقوض المجلس كما في الصحاح ومثله الندى كغنى للقوم المجتمعين وبه فسر حديث سوية بن سليم ما كانوا ليقتلوا عامر أو بنى سليم وهم الندى وجمع النادى انداء ومنـه حديث ابى سعيد كما انداء ومنـه حديث ابى سعيد كنا انداء ونداهم الى كذا دعاهم ونداهم يندوهم جمعهم في النادى يتعدى ولا يتعدى وندى وانتدى حضر الندى والمناداة المشاورة وانديت الابل انداء مثل نديت عن الجوهرى وتندية الخيل تضميرها وركضها حتى تعرق نقله الازهرى وندى الفرس سقاه الماء والندى العرق الذى يسيل من الخيل عند الركض قال طفيل * ندى الماء من اعطافها التحلب * وتندت الابل رعت مابين النـهل والعلل والنداوة السخاء وايضا المشاورة وايضا الا كلة بين السقيتين والندى الا كلة بين الشربتين ونوادى الكلام وما يخرج وقتا بعد وقت والنوادي النواحى عن ابى عمرو وايضا النوق المتفرقة في النواحى وندا يند وندوا اعيزل وتنحى ويقال لم يند منـهم ناد أي لم يبق منـهم احد وندوة فرس لابي قيد بن حرمل وتندى المكان ندى والنداء الاذان وفلان لا تندى صفاته ولا تندى احدى يديه الاخرى يقال ذلك للبخيل وتندى تروى وهو في امر لا ينادى وليدة تقدم في ول دوند والرجل ككرم صار ذا ندى واندى الكلام عرق قائله وسامعه فرقا من سوء عاقبته واندى الشئ اخزى وندا موضع في بلاد خزاعة ( والنروة ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب قال ابن

(1/8620)

 

. غول مازن . غول مازن




[غول مازن]

نویسنده و منبع |



غول مازن

الموسوعة الشاملة - الزهرة

الموسوعة الشاملة - الزهرة

صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)

 


الكتاب : غول مازن الزهرة
المؤلف : ابن داود الأصبهاني
مصدر الكتاب : الوراق

[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]

للناس مال ولي مالان مالهما ... غول مازن إذا تحارس أهل المال حراس
مالي الرضا بالذي أصبحت أملكه ... غول مازن ومالي اليأس مما يملك الناس
وقال آخر:
إني أرى من له قنوع ... يعدل من نال أو تعنى
والرزق يأتي بلا عناء ... وربما فات ما تمنى
وقال آخر:
ويمنعني وسوء الحال ليل ... فأكثر ما أقول بك استعنت
ويسألني صديقي كيف حالي ... فأوهمـه الغنى ولقد جهدت
ولولا أن أذكر الموت يسلي ... عن الدنيا ولذتها أسفت
وأعظم من نزول الموت أني ... أدان بما كسبت وما اكتسبت
وقال آخر:
ناري ونار الجار واحدة ... وإليه قبلي تنزل القدر
ما ضر جار لي مجاورني ... ألا يكون لبابه ستر
وقال جعفر بن أبي طالب:
يا ليت للناس رسما في وجوههم ... تبين أخلاقهم فيه إذا اجتمعوا
وليت رزق أناس مثل نائلهم ... قوتا بقوت وتوسيعا إذا اتسعوا
وليت ذا الفحش لاقى فاحشا أبدا ... وذا التحكم أهل الحلم فارتدعوا
وليت من يمنع المعروف يحرمـه ... حتى يذوق أناس مثل ما صنعوا
وقال كعب بن زهير:
وعاذلة تخشى الردى أن يصيبني ... تروح وتغدو بالملامة والهشم
تقول هلكنا إن هلكت وإنما ... على الله أرزاق العباد كما زعم
فإني أحب الخلد لو أستطيعه ... وكالخلد عندي أن أموت ولم ألم
وقال عروة بن الورد:
إني امرؤ عافي إنائي شركة ... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
أتهزأ مني إن سمنت وأن ترى ... بجسمي شحوب الحق والحق جاهد
أقسم جسمي في جسوم كثيرة ... وأحسو قراح الماء والماء بارد
وقال ابن البرصاء:
ولست بذي فضل وإن كنت نلته ... على الحي حتى لا تضر وتنفعا
أمن أجل أن لم تلق عزا كعزنا ... وتستجلب الأدنى إذا خاب أودعا
غضضت بأطراف البنان نفاسة ... على المجد حتى لم تدع لك إصبعا
وقال بشر بن المغيرة:
جفاني الأمير والمغيرة قد جفا ... وأمسى يزيد لي قد ازور حاجبه
وكلهم قد نال شبعا لبطنـه ... وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه
فيا عم مـهلا واتخذني لنوبة ... تنوب فإن الدهر جم نوائبه
أنا السيف إلا أن للسيف نبوة ... ومثلي لا تنبو عليك مضاربه
وقال آخر:
فيا بنت عبد الله وابنة مالك ... ويا بنت ذي البردين والفرس الورد
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت فإنني ... أخاف ذميمات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف ما دام ثاويا ... وما في إلا تلك من شيم العبد
وقال عبد الله بن سبرة:
شتان عندي من أصيب ببلدة ... يهوى إلي ومن أصيب مجاوري
إن المصاب إذا أصيب ببلدة ... يهوى إلي كجار بيتي الحاضر
قالت هوازن والخطوب كثيرة ... ما ذنب قومك في القتيل الزائر
فكفيت قومك عقله ووديته ... وسننت ذلك سنة في عامر
وقال عبد العزيز بن زرارة:
لقد علمت أم الحويرث أنني ... إذا نزل الأضياف غير ذميم
فإن لا أكن عين الشجاع فإنني ... أرد سنان الرمح غير سليم
وإن لا أكن عين الجواد فإنني ... على المال في الظلماء غير لئيم
وقال بعض بني عجل:
إذا كنت ذا حظ من المال فالتمس ... بـه الأجر وارفع ذكر من في المقابر
وإن كثير المال يفنى وفضله ... كظل مقيل الشمس عند الهواجر
وقال آخر:
وإنا لمشاؤون بين رجالنا ... إلى الضيف منا ملحف ومنيم
فذو الحلم منا جاهل دون ضيفه ... وذو الجهل منا عن أذاه حليم
وقال آخر:
إذا نحن قلنا صدق القول فعلنا ... وكم قائل يكذبه الفعل
وقال آخر:

(1/193)

ألا ترين وقد قطعتني عذلا ... ماذا من البعد بين البخل والجود
ألا يكن ورق يوما أجود بها ... للمعتفين فإني لين عودي
لن يعدم المبتغي للخير يسألني ... إما نوالي وإما حسن مردودي
وقال آخر:
ومستنبح قبل الهدو دعوته ... بشقراء مثل الفجر ذاك وقودها
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا ... بطارق نار محمد من يرودها
فإن شئت آويناك في الحي مكرما ... وإن شئت بلغناك أرضا تريدها
وقال آخر:
ومستنبح قال الصدي مثل قوله ... رفعت له نارا لها حطب جزل
وقمت إليه مسرعا فكتمته ... مخافة قومي أن يفوزوا بـه قبل
وداويته من سوء ما فعل الطوي ... بتعجيل ما ضم المزادة والرحل
وأوسعني حمدا وأوسعته قرى ... فارتج بحمد كان كاسبه الأكل
وقال آخر:
ومستنبح تهوى مساقط رأسه ... إلى كل شخص وهو للسمع أصور
يصفقه أنف من الريح بارد ... ونكباء ليل من جمادى وصرصر
حبيب إلى كلب الكريم مناخه ... بغيض إلى الكوماء والكلب أبصر
خطأت له ناري فأبصر ضوءها ... وما كان لولا خطأة النار يبصر
دعته بغر اسم هلم إلى القرى ... فأسرع يبوع الأرض والنار تزهر
فلما أضاءت شخصه قلت مرحبا ... رشدت وللصالين بالنار أبشروا
وقمت بنصل السيف والبرك جاهد ... لها زورة والموت في السيف ينظر
فأغضضته الطولى سناما وخيرها ... ولاء وخير الخير ما يتخير
وقال آخر:
أجلك قوم حين صرت إلى الغنى ... وكل غني في العيون جليل
وليس الغنى إلا غنى زين الفتى ... عشية يقري أو غداة ينيل
وقال آخر:
رمى الفقر بالفتيان حتى كأنـهم ... بأقطار آفاق البلاد نجوم
وإن امرءا لم يفقر العام بيته ... ولم يتخدد لحمـه للئيم
وقال الخريمي:
وإني لسهل الوجه للمبتغي القرى ... وإن فنائي للقرى لرحيب
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ليخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيب
وقال الحسين بن رجاء بن أبي الضحاك:
قد يصبر الحر على السيف ... ويأنف الصبر على الحيف
ويؤثر الموت على حالة ... يعجز فيها عن قرى الضيف
وقال آخر:
الليل يا غلام ليل قر ... والريح يا موقد فيها صر
فأجج النار لمن يمر ... إن جلبت ضيفا فأنت حر
قال علي بن الجهم في كلب أهداه إلى بعض إخوانـه يوصيه به:
أوصيك خيرا بـه فإن ل ... ه سجية لا أزال أحمدها
يدل ضيفي علي في غسق ... الليل إذا النار نام موقدها
وقال علي بن محمد العلوي:
يسترسل الضيف في أبياتنا أنسا ... فليس يعلم خلق أينا الضيف
والسيف إن قسته يوما بنا شبها ... في الروع لم يدر عزما أينا السيف
قال أبو بكر محمد بن داود: وهذا أحسن ما قيل في معناه، غول مازن على أن الافتخار كله عندي يقبح، وأقبحه الافتخار بالسخاء خاصة، لأن الأجمل بأهل الكرم أن تنشر عنـهم فضائلهم، وأن يعترفوا هم بالتقصير على أنفسهم، فإن استقلالهم لمعروفهم الذي يستكثره غيرهم دل على كرم طباعهم من الشحح بما صنعوا من معروف إلى غيرهم حتى إن ذكر مكارمـهم بحضرتهم غير جميل من مادحيهم وتلقيهم إياه بالقبول غير محمود من فعلهم. وليس يجمل الافتخار في حال من الأحوال إلا بمن كفر ن، ونسب إلى غير ما يستحقه، فيحسن منـه حينئذ الاعتذار لنفسه بما ينفي عنـه ما قرب بـه كالذي يقول:
يعيرني بالدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
وعلى كل حال فالافتخار بالسخاء أجمل من الافتخار بضده، كما افتخر الذي يقول في شعره:
وإنا لنجفو الضيف من غير عسرة ... مخافة أن يعزى بنا فيعود

(1/194)

ولو كان هذا الشاعر صرف همته إلى ذكر مكرمة عن نفسه هذا الصرف قد أبر على كل من ذكرنا شعره.
الباب الرابع والسبعون
ذكر
من أظهر الجزع من الفقر
وقنع به، وافتخر بالصبر
قال حطان بن المعلى:
أنزلني الدهر على حكمـه ... من شاهق عال إلى خفض
وغالني الدهر بوفر الغنى ... فليس لي مال سوى عرضي
أبكاني الدهر ويا ربما ... أضحكني الدهر بما يرضي
لولا بنيات كزغب القطا ... رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع ... في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض
وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي:
والله لولا صبية صغار ... وجوههم كأنـها أقمار
تجمعهم من العتيك دار ... درادق ليس لهم دثار
بالليل إلا أن تشب نار ... لما رآني ملك جبار
ببابه ما سطع النـهار
وقال آخر:
لولا أميمة لم أجزع من العدم ... ولم أقاس الدجى في حندس الظلم
وزادني رغبة في العيش معرفتي ... ذل اليتيمة يجفوها ذوو الرحم
أحاذر الفقر يوما أن يلم بها ... فيكشف الستر عن لحم على وضم
تهوى حياتي وأهوى موتها شغفا ... والموت أكرم نزال على الحرم
وأنشدنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف تلتقيان
سأعمل نص العيس حتى يكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثان
وقال نـهيك بن أساف:
أم نـهيك ارفعي الظن صاعدا ... ولا تيأسي أن يثري اليوم بائس
سيكفيك سيري في البلاد وبغيتي ... وبعل التي لم يحظ في البيت جالس
سأكسب ملا أو تبيتن ليلة ... لصدرك من وجد علي وساوس
ومن يكسب المال الممنع بالقنا ... يعش مثريا أو يود فيما يمارس
وقال آخر:
فما طلب المعيشة بالتمني ... ولكن الق دلوك في الدلاء
تجيء بملئها يوما ويوما ... تجيء بحمأة وقليل ماء
وقال آخر:
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
ولا ترض من عيش بدون ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان مقترا
وأجود من هذه المعاني قول الآخر:
إذا ذهبت نفسي لدنيا أصبتها ... فقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن
لها تطلب الدنيا فإن أنا بعتها ... بشيء من الدنيا فذلكم الغبن
قال محمود الوراق:
بخلت وليس البخل مني سجية ... ولكن رأيت الفقر شر سبيل
لموت الفتى خير من البخل للفتى ... وللبخل خير من سؤال بخيل
وأحسن من ذا قولا وهو في ضد معناه الذي يقول:
إن القناعة عز دائم وغنى ... والذل والفقر في ذي الحرص والطمع
لا يمنعنك من عود بعارفة ... خوف الخصاصة أو كفران مصطنع
فهؤلاء الذين وصفنا حالهم في صدر هذا الباب إنما دعاهم إلى بذل أنفسهم في طلب المال الخوف على عيالهم، ولم يريدوا بذلك مباهاة لغيرهم، ولا مكاثرة لهم بأموالهم فهم لعمري أعذر ممن بذل نفسه، واستعمل جاهه، وانصب جسمـه في طلب ما لم تدفعه الضرورة إلى طلبه، ويكسب مالا فقرنـه إلى كسب كما قال امرؤ القيس، وهو من جيد كلامـه، وهو من الأمثال السائرة من شعره وإن كان غير محمود المعنى في حقيقته:
فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليلا من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
وما المرء ما دامت حشاشة نفسه ... بمدرك أطراف الخطوب ولا آل
وكما قال أيضا:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونـه ... وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وكما قال يزيد بن خذاق:
ذريني أسير في البلاد لعلني ... أصيب غنى فيه لذي الحق محمل

(1/195)

فإن نحن لم نملك دفاعا لحادث ... تلم بـه الأيام فالصبر أجمل
أليس كثيرا أن تلم ملمة ... وليس علينا في الحقوق معول
وكما قال أبو نواس:
تقول التي من بيتها خف مركبي ... يعز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للفتى متطلب ... بلى إن أسباب الغنى لكثير
فقلت لها واستعجلتها بوادر ... جرت فجرى في جريهن عبير
ذريني أكثر حاسديك برحلة ... إلى بلد فيه الخصيب أمير
وقال آخر:
سأبغي الغنى إما جليس خليفة ... نقوم سواء أو مخيف سبيل
لنخمس مال الله من كل فاجر ... وذي بطنة للطيبات أكول
وكما قال الأحمر بن سالم:
مقل رأى الإقلال عارا فلم يزل ... يجوب بلاد الله حتى تمولا
ولم ينـهه عما أراد مـهابة ... ولكن مضى قدما وما كان مبسلا
فلما أفاد المال جاد بفضله ... على كل من يرجو نداه مؤملا
فأعطى جزيلا من أراد عطاءه ... وذو البخل مذموم يرى البخل أفضلا
قال أبو بكر: وإن هذه الأشعار لفي غاية من جزالة اللفظ، وتوسط من جودة المعنى، ولم نعب قائليها، لأنـهم أساؤوا فيها، وإنما أردنا منـهم أن تكون رغبتهم في بذلها للمكاسب تأميلا للرفعة بها في العواقب، إذ قد استسلفوا مذلة السؤال، وليسوا على ثقة مما أملوه من علو الحال، ونحن الآن نذكر إن شاء الله من أثر القناعة والصبر، وتجشم مضاضة الإقتار والفقر.
أنشدني بعض أهل الأدب عن الرياشي لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
دليلك أن الفقر خير من الغنى ... وأن القليل المال خير من المثري
لقاؤك مخلوقا عصى الله بالغنى ... ولم تر مخلوقا عصى الله بالفقر
وأحسن الذي يقول:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضا ولو نال الغنى بسؤال
وإذا النوال مع السؤال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال
وقال بشر الضبعي:
إذا قل مالي لا ألوم ذوي الغنى ... ولا يتحنى للحوادث جانبي
ولست إذا ما أحدث الدهر نكبة ... بأخضع ولاج بيوت الأقارب
وقال أيضا:
إذا قل مالي أو أصبت بنكبة ... قدحت حياتي عفة وتكرما
وأعرض عن ذي المال حتى يقال لي ... قد أحدث هذا نخوة وتبرما
وما بي جفاء عن صديق ولا أخ ... ولكنـها حال إذا كنت معدما
وقال ابن أذينة:
لقد علمت لو أن العلم ينفعني ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنيني تطلبه ... ولو قعدت أتاني لا يغنيني
وقال آخر:
وإن صفحة المعروف ضنت بوجهه ... بدا لك من معروفنا وجهه السهل
وما زال مذ كنا ملوكا وسوقة ... يموت بنا جور ويحيا عدل
وقال آخر:
ملأت يدي من الدنيا مرارا ... فما طمع العواذل في اقتصادي
ولا وجبت علي زكاة مال ... وهل تجب الزكاة على جواد
وقال آخر:
لقد علم الساري طروقا برحله ... وباغي الندى ما اللؤم لي بقرين
ومختبط يسعى إلي برحله ... فلم أفد منـه صرمتي بيميني
فنفسك ول اللوم عاذل وانطحي ... برأسك أركان الصفا وذريني
وقال آخر:
وإني امرؤ ما تستفيق دراهمي ... على الكف إلا عابرات سبيل
أحكم فيها الحق حتى أذلها ... إذا ذاد عنـه الحق كل بخيل
وقال أبو دلف:
إن نفسا كريمة تألف الصب ... ر إذا ما تغيرت حالاتي
لو دعتني إلى الدناة حياتي ... يا ابن عيسى هانت علي حياتي
إنما يحمد السجايا من الأح ... رار عند النوائب المعضلات
كل حي يقوى على الصبر في الس ... ر وصبر الكريم في النائبات
وأنشدني بعض أهل الأدب:
لا تكثري لم أقصر ويك في الطلب ... أي البلاد وأي الأرض لم أجب

(1/196)

هذا وفي خلال كلها سبب ... إلى الغنى غير أن الرزق لم يجب
لا أتهم الله في رزقي فما صرفت ... عني المكاسب إلا حرفة الأدب
قال أبو العبر:
ليس لي مال سوى كرمي ... فيه أمن لي من العدم
لا أقول الله يظلمني ... كيف أشكو غير متهم
قنعت نفسي بما رزقت ... وتمطت في العلى هممي
ولبست الصبر سابغة ... فهي من قرني إلى قدمي
فإذا ما الدهر عاتبني ... لم يجدني كافر النعم
وقال آخر:
إذا سد باب عنك من دون حاجة ... فدعه لأخرى لين لك بابها
فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها
وقال آخر:
الدهر لا يبقى على حالة ... لكنـه يقبل أو يدبر
فإن تلقاك بمكروهة ... فاصبر فإن الدهر لا يصبر
وقال بعض الكلابيين:
فإني لصوان لنفسي وإنني ... على الهول أحيانا بها لرجوم
وفرق بين الحي بلوي مشتت ... ومحتمل من ظاعن ومقيم
وأقحاط أقوام كأن وليدها ... وإن كان حي الوالدين يتيم
قال بعض الأعراب:
إذا مت فابكيني بثنتين لا يقل ... كذبت وشر الباكيات كذوبها
بعفة نفس حين يذكر مطمع ... وعزتها إن كان أمر يريبها
وإن قلت سمح في الندى لا تكذبي ... فأما تقى نفسي فربي حسيبها
وأخبرني محمد بن الخطاب الكلابي أن فتى من الأعراب خطب ابنة عم له وكان معسرا، وأبى أن يزوجه فكتب إلى ابنة هذه الأبيات:
يا هذه كم يكون اللوم والفند ... لا تعذلي رجلا أثوابه قدد
إن يمس منفردا فالبدر منفرد ... والليث منفرد والسيف منفرد
أو كنت أنكرت طمريه وقد خلقا ... فالبحر من فوقه الأقذار والزبد
إن كان صرف الليالي رث بزته ... فبين ثوبيه منـها ضيغم لبد
قال: فدخلت بالأبيات على أبيها فقال لها: ما أريد لك صداقا غيرها، فدعاه فزوجه إياها.
الباب الخامس والسبعون
ذكر
من افتخر لنفسه بالإغضاء عن خصمـه
قال المتلمس:
تحلم عن الأدنين واستبق منـهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
وكنا إذا الجبار صعر خده ... أقمنا له من ميله فتقوما
فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
وهل كنت إلا مثل قاطع كفه ... بكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فلما أقاد الكف بالكف لم يكن ... له درك في أن تبينا فأحجما
فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى ... مساغا لنابيه الشجاع لصمما
وقال آخر:
قومي هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت أصابني سهمي
فلئن عفوت لأعفون جللا ... ولئن ضربت لأوهنن عظمي
وقال آخر:
وذي خطل في القول يحسب أنـه ... مصيب فما يلمم بـه فهو قائله
عبأت له حلما وأكرمت غيره ... وأعرضت عنـه وهو باد مقاتله
وقال وعلة بن الحرث الجرمي:
ما بال من أسعى لأجبر عظمـه ... حفاظا وينوي من سفاهته كسري
أعود على ذي الجهل والذنب منـهم ... بحلمي ولو عاقبت غرقهم بحري
أناة وحلما وانتظارا لهم غدا ... فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
ألم تعلموا أني تخاف غرامتي ... وأن قناتي لا تلين على الكسر
وقال ابن صريم الجرمي:
أرد الكتيبة مغلولة ... وقد تركت لي أحسابها
ولست إذا كنت في جانب ... أذم العشيرة مغتابها
ولكن أطاوع ساداتها ... ولا أتعلم ألقابها
وقال آخر:
وإنا لنعطي الضيم من لا نضيمـه ... يقر ونأبى نخوة المتظلم
أناة وحلما ثم كان لقاؤها ... رهينا بيوم كاسف الشمس مظلم
وقال آخر:
إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعلم من صفحي عن الجاهل

(1/197)

فاخش سكوتي إذ أنا منصت ... فيك لمسموع خنا القائل
فسامع السوء مشير بـه ... ومطعم المأكول كالآكل
مقالة السوء إلى أهله ... أسرع من منحدر سائل
ومن دعا الناس إلى ذمـه ... ذموه بالحق وبالباطل
وفي نحوه:
فإن أنا لم آمر ولم أنـه قائلا ... ضحكت له كيما يلج ويستشري
وفي نحوه:
بني تميم ألا كفوا سفيهكم ... إن السفيه إذا لم ينـه مأمور
وفي نحوه يقول عمار بن ياسر:
توخ من الطرق أوساطها ... وعد عن الجانب المشتبه
وسمعك صن عن سماع القبي ... ح كصون اللسان عن اللفظ به
فإنك عند استماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه
قال لقيط بن زراة:
أغركم أني بأحسن شيمة ... بصير وأني بالفواحش أخرق
وإنك قد شاتمتني فقهرتني ... هنيئا مريئا أنت بالشر أحذق
وقال طرفة:
وكلام سيئ قد وقرت ... أذني عنـه وما بي من صمم
فتصافحت لكيما لا يرى ... جاهل أني كما كان زعم
قال لبيد، وهذه تعرف للكميت:
ستذكرنا منكم نفوس وأعين ... ذوارف لم تضنن بدمع غروبها
وهل يعدون بين الحبيب فراقه ... نعم داء نفس أن يبين حبيبها
رأيت عذاب الماء أن حيل دونـها ... كفاك لما لا بد منـه شريبها
وإن لم تكن إلا الأسنة مركب ... فلا رأي للمحمول إلا ركوبها
تعاتبني في النصح فهر بن مالك ... ولم تدر ما يخفي الضمير عيوبها
ولو مات من نصح لقوم أخوهم ... لقد لقيتني بالمنايا شعوبها
أطيب نفسي عن لؤي بن غالب ... وهيهات مني ثم هيهات طيبها
أبوها أبي الأدنى وأمي أمـها ... فمن أين رابتني وكيف أريبها
ألا بأبي فهر وأمي ومالك ... وإن كثرت عندي وفي ذنوبها
قال معاوية بن أبي سفيان:
إذا لم أعد بالحلم مني عليكم ... فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم
خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد ... حباك على حرب العداوة بالسلم
ولبعض الأعراب:
وأغضي عن العوراء حتى يقال لي ... بأذني وقر عندها حين أطرق
وعندي جواب حاضر لو أردته ... من الصاب في فيه أمر وأعلق
حياء وإكراما لعرضي أصونـه ... وما خير عرض لا يزال يمزق
إذا بعت عرضي لم يذم مـهذبا ... وآخذ مذموما بـه اللؤم ملصق
إذا بعته منـه أخذت ندامة ... وخسران بيع إذ على الكف يصفق
وقال آخر:
وإني لأعطي المال من ليس سائلا ... وأصفح عن بادي السفاه سليم
وأحمي ذمام المرء أعلم أنني ... عليه بظهر الغيب غير كريم
وقال آخر:
فلو بي بدأتم قبل من قد دعوتم ... لفرجتها وحدي ولو بلغت جهدي
إذا المرء ذو القربى وذو الرحم أجحفت ... بـه سنة سلت مصيبته حقدي
ولبعض الأعراب:
قومي إذا فرطت منـهم بوادرهم ... لا يقرعون عليها السن من ندم
منا العفاف ومنا العفو عائدة ... إنا كذلك عوادون بالنعم
إنا إذا ما قدرنا واستعيد لنا ... فالعفو فيما نرى أدني إلى الكرم
ولأبي هلال الأسدي:
دع عنك مولى السوء والدهر إنـه ... سيكفيكه أيامـه ونوائبه
ويلقى عدوا من سواك يرده ... إليك فتلقاه وقد لان جانبه
وقال آخر:
وتجزع نفس المرء من سب مرة ... فيسمع ألفا مثلها ثم يصبر
فلا تعذراني أن أسيء فإنما ... شرار الرجال من يسيء ويعذر
وقال آخر:
يا أيهاذا الشاتمي ظالما ... والظلم مردود على الشاتم
أرحم من يبكي بشتمي ومن ... أولى بأن يرحم من آثم
ولمحمود الوراق:
إني شكرت لظالمي ظلمي ... وغفرت ذاك له على علمي
ورأيته أسدى إلي يدا ... لما أبان بجهله حلمي

(1/198)

ما زال يظلمني وأنصفه ... حتى بكيت له من الظلم
وقال آخر:
وليس يتم الحلم للمرء راضيا ... إذا هو عند السخط لم يتحلم
كما لا يتم الجود للمرء موسرا ... إذا هو عند العسر لم يتجشم
وقال معن بن أوس المزني:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تغدو المنية أول
وإني أخوك الدائم العهد لم أحل ... إن آذاك خصم أو نبا بك منزل
أحارب من حاربت من ذي قرابة ... وأحبس مالي إن غرمت فأعقل
وإن سؤتني يوما صفحت إلى غد ... ليعقب يوما منك آخر مقبل
ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فانظر أي كف تبدل
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل
ويركب حد السيف من أن تضيمـه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل
وفي الناس إن رثت حبالك واصل ... وفي الأرض عن دار القلى متحول
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بشيء آخر الدهر تقبل
وقال آخر:
بلاء ليس يشبهه بلاء ... عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منـه عرضا لم يصنـه ... ويرتع منك في عرض مصون
وقال أبو الدلف:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
سكت عن السفيه وظن أني ... عييت عن الجواب وما عييت
سفيه القوم يشتمني فيحظى ... ولو دمـه سفكت لما حظيت
أنشدني البحتري لنفسه:
دعاني إلى قول الخنى واستماعه ... أبو نـهشل بعد المودة والحلف
وأخطرني للشاتمين ولم أكن ... لأشتم إلا بالتكذب والعرف
فما ثلموا مجدي ولا فتلوا يدي ... ولا ضعضعوا عزي ولا زعزعوا كهفي
ولما تبارينا فررت من الخنى ... بأشياخ صدق لم يفروا من الزحف
وإن جديرا أن تبيت ركائبي ... بديمومة تسفي بها الريح ما تسفي
وأجبن عن تعريض عرضي لجاهل ... وإن كنت في الإقدام أطعن في الصف
وإني لئيم إن تركت لأسرتي ... أوابد تبقى في القراطيس والصحف
وقال آخر:
وإني لأقصي المرء عن غير بغضة ... وأدني أخا البغضاء مني على عمد
ليحدث ودا بعد بغضاء أو أرى ... له مصرعا يردي بـه الله من يردي
وقائل هذه الأبيات غير داخل في باب الصفح عن المجرمين بل هو داخل في باب انتظار الفرصة لمعاقبة المذنبين، وليس ذلك لعيب في كل الحالان إذ في الأحوال ما يكون الصفح عن المجرم جرما عظيما، وفسادا كثيرا، لأن العقاب على ثلاثة أضرب، فعقاب يدخل في باب التشفي، وعقاب يدخل في باب التأديب، وعقاب يدخل في باب الحدود. وإنما يصلح الصفح فيما يدخل في باب التشفي وحده. نحو ما قدمنا في صدر هذا الباب ذكره، ولا يصلح في النوعين المذكورين بعده. فأما ترك العقاب الداخل في باب التأديب فداع إلى فساد التدبير، وعائد بالضرر على المعفو عنـه وفي نحو ذلك يقول أبو تمام:
كانت لكم أخلاقه معسولة ... فتركتموها وهي ملح علقم
فقسا لتزدجروا ومن يك حازما ... فليقس أحيانا على من يرحم
وأخافكم كي تغمدوا أسيافكم ... إن الدم المغتر يحبسه الدم
وندمتم ولو استطاع على جوى ... أحشائكم لوقاكم أن تندموا
على أنـه ينبغي للمعاقب التأديب ألا يزيد على مقدار الاستحقاق فيدخل في باب الظلم كما قال أشجع:
منعت مـهابتك النفوس حديثها ... بالأمر تكرهه وإن لم تعلم
لا يصلح السلطان إلا شدة ... تغشى البريء بفضل ذنب المجرم
وأما ترك العقاب الذي يدخل في باب الحدود فمعصية لله عز وجل، ومن أعظم الجهل طلب المكارم بال في باب المحارم كما بلغنا عن عبد الملك بن مروان أنـه أراد قطع يد رجل سرق فكتب إليه من الحبس:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بعفوك أن تلقى مكانا يشينـها
ولا خير في الدنيا وكانت حبيبة ... إذا ما شمالي فارقتها يمينـها

(1/199)

فأبى إلا قطعها، فدخلت عليه أمـه فقالت يا أمير المؤمنين: واحدي وكاسبي. فقال: بئس الكاسب كاسبك، وهذا حد من حدود الله لا أعطله. فقالت: يا أمير المؤمنين: اجعله من الذنوب التي يستغفر الله منـها، فعفا عنـه. وهذا الفعل لا يسمى عفوا، لأن العفو إنما هو ترك المرء ماله وترك مال غيره مما قد جعل هو القيم عليه باستيفائه. فهو بباب التصنيع والإثم أشبه منـه بباب العفو والحلم.
الباب السادس والسبعون
ذكر
الافتخار بالشجاعة والانتصار
أخبرنا الحارث بن أبي أسامة: أن العباس بن الفضل حدثهم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التميمي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله. قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النبي صلى الله عليه فأنشدته قولي:
وإنا لقوم لا نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن نحيد وننفرا
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
فليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
وقال عنترة:
لما رآني قد نزلت أريده ... أبدى نواجذه لغير تبسم
فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمـهند صافي الحديدة مخذم
فشككت بالرمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمـها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
إذ يتقون بي الأسنة لم أصح ... عنـها ولكني تضايق مقدم
يدعون عنتر والرماح كأنـها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
وله أيضا:
بكرت تخوفي الحتوف كأنني ... أمسيت عن غرض الحتوف بمعزل
فأجبتها أن المنية منـهل ... لا بد أن أسقى بذاك المنـهل
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل
وقال خفاف حين قتل مالك بن حباب الشمخي معاوية بن عمرو السلمي:
إن تك خيلي قد أصيب صميمـها ... فعمدا على عيني تيممت مالكا
وقفت على علوى وقد خام صحبتي ... لأبني مجدا أو لأثأر هالكا
أقول له والرمح يأطر متنـه ... تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
وقال العباس بن عبد المطلب:
أبا طالب لا ترض بالنصف منـهم ... وإن أنصفوا حتى تعق وتظلما
أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت ... قواطع في أيماننا تقطر الدما
إذا خالطت هام الرجال رأيتها ... كبيض نعام في الوغى قد تحطما
تركناهم لا يستحلون بعدنا ... لذي رحم يوما من الناس محرما
وقال آخر:
إذا ظلمت حكامنا وولاتنا ... خصمناهم بالمرهفات الصوارم
سيوف كأن الموت حالف حدها ... مشطبة تفري متون الجماجم
إذا ما انتضيناها ليوم كريهة ... ضربنا بها ما استمسكت في القوائم
وقال أبو سفيان بن الحارث:
نحن وردنا بطن سلع عليكم ... بأسيافنا والخيل تدمى نحورها
تركنا بني النجار تعوي كلابهم ... غداة تولت واستمر مريرها
ونحن تركنا الخزرجي مجدلا ... تمج حياة النفس منـه زفيرها
تركناه لما غادرته رماحنا ... ولم يبق منـه غير عين يديرها
وقال قيس بن الخطيم:
ثأرت عديا والخطيم فلم أضع ... وصية أشياخ جعلت إزاءها
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
ملكت بها كفي فانـهرت فتقها ... يرى قائما من دونـها ما وراءها
يهون علي أن ترد جراحها ... عيون الأواسي إذ حمدت بلاءها
وكنت امرءا لا أسمع الدهر سبة ... أسب بها إلا كشفت غطاءها
متى يأت هذا الدهر لا يبق حاجة ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها
وذكروا أن معاوية ركب فرسه عازما للهرب. قال: فذكرت أبياتا لعمرو ابن الإطنابة فوقفت وهي قوله:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإجشامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح

(1/200)

وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
وقال كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا ... قدما ونلحقها إذا لم تلحق
ما حل بالأعداء مثل لقائنا ... يوم النجاح ويومنا بالخندق
وقال مالك بن عوف النصري:
وإذا شكا مـهري إلي حرارة ... عند اختلاف الطعن قلت له اقدم
إني بنفسي في الحروب لتاجر ... تلك التجارة لا انتقاد الدرهم
وقال ربيعة بن مقروم الضبي:
ولقد شـهدت الخيل يوم طرادها ... بسليم أوظفة القوائم هيكل
ودعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل
وقال سعد بن ناشب:
سأغسل عني العار بالسيف جالبا ... علي قضاء الله ما كان جالبا
وأذهل عن داري وأجعل هدمـها ... لعرضي من نطق المذمة حاجبا
ويصغر في عيني تلادي إذا انثنت ... يميني بإدراك الذي كنت طالبا
فإن تهدموا بالغدر داري فإنـها ... تراث كريم ما يبالي العواقبا
أخي غمرات لا يزيد على الذي ... يهم بـه من مقطع الأمر صاحبا
إذا هم لم تردع عزيمة همـه ... ولم يأت ما يأتي من الأمر هائبا
إذا هم ألقى بين عينيه عزمـه ... ونكب عن ذكر العواقب جانبا
وقال أيضا:
وإن أسيافنا بيض مـهندة ... بتر لآثارها في هامـهم جدد
وإن هويتم سللناها وقد غبرت ... دهرا وهام بني بكر لها غمد
وقال علي بن محمد العلوي:
وإنا لتصبح أسيافنا ... إذا ما انتصبن بيوم سفوك
منابرهن بطون الأكف ... وإغمادهن رؤوس الملوك
وقال جعفر بن علبه الحارثي:
إذا ما ابتدرنا مأزقا فرجت لنا ... بأيماننا بيض جلتها الصياقل
لهم صدر سيفي يوم صحراء سحبل ... ولي منـه ما ضمت عليه الأنامل
ولم ندر إن جضنا من الموت جيضة ... متى العمر باق والمدى متطاول
وقال أيضا:
ولا يكشف الغماء إلا ابن حرة ... يرى غمرات الموت ثم يزورها
نقاسمـهم أسيافنا شر قسمة ... ففينا غواشيها وفيهم صدورها
وقال موسى بن جابر الحنفي:
ولما نأت عنا العشيرة كلها ... أنخنا فحالفنا السيوف على الدهر
فما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضبنا الجفون على وتر
وقال أيضا:
وإنا لوقافون بالثغرة التي ... يخاف رداها والنفوس تطلع
وإنا لنعطي المشرفية حقها ... فتقطع في أيماننا وتقطع
وقال الراعي:
وللحق فينا خصلتان فمنـهما ... ذلول وأخرى صعبة للمظالم
وإنا لقوم نشتري بنفوسنا ... ديار المنايا رغبة في المكارم
وقال الراعي:
يمسي ضجيع خريدة ومضاجعي ... عضب رقيق الشفرتين حسام
والحرب حرفتنا وبئست حرفة ... إلا لمن هو في الوغى مقدام
نعري السيوف فلا تزال عرية ... حتى تكون جفونـهن إلهام
والموت يسبقنا إلى أعدائنا ... تهفو بـه الرايات والأعلام
وقال آخر:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي بقاء مثل أن أتقدما
إذا المرء لم يخش المكاره أوشكت ... حبال الهوينى بالقنا أن تجذما
وقال آخر:
فلا توعدونا بالمناصل إننا ... حظينا وأدركنا المنى بالمناصل
قديما ضربنا الدارعين وأنتم ... مشاغيل في تصريف ماء الجداول
وقال معبد بن علقمة:
فقل لزهير إن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتم
ولكننا نأبى الظلام ونعتصي ... بكل رقيق الشفرتين مصمم
وتجهل أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتشتم
وقال أبو عطاء السندي:
وفارس في غمار الموت منغمس ... إذا تألى على مكروهه صدقا
غشيته وهو في جأواء باسلة ... عضبا أصاب سواد القلب فانفلقا
بضربة لم تكن مني مخالسة ... ولا تعجلتها جبنا ولا فرقا
وقال آخر:

(1/201)

يقول أخي لا تنتضي السيف واغتنم ... من الليث عنا بالطريق تعرضا
فقلت وقد سد الطريق بوجهه ... وقابلني وجها من الليث أعرضا
أموت وسيفي مغمد في قرابه ... ويوجد بعدي مغمدا غير منتضى
فلم طال حملي نصله وقرابه ... إذا أنا لم أضرب بـه من تعرضا
وقال عبد العزيز بن أرطاة الكلابي:
فلم ولدتني أم عمرو وشددت ... علي حذار الموت خيط التمائم
إذا أنا لم أخلف لها من رجالها ... رجالا ولم أدفع ظلامة ظالم
قال علي بن يحيى الأميني:
لقد طال حملي الرمح حتى كأنـه ... على فرسي غصن من الدوح نابت
يطول لساني في العشيرة مصلحا ... على أنـه يوم الكريهة صامت
أنشدني محمد بن الخطاب الكلابي:
دع الهوى والهجر في النار ... وكل بكاء على الدار
ما الفخر إلا للكريم الوفي ... في جحفل للموت جرار
والنار لا العار فكن سيدا ... فر من العار إلى النار
قال أبو الحسن يحيى بن عمر العلوي يوم قتل:
هوان الحياة وهول الممات ... وكلا أراه طعاما وبيلا
فألا يكن غير إحداهما ... فسيروا إلى الموت سيرا جميلا
ولا تهلكوا وبكم منة ... كفى بالحوادث للمرء غولا
قال علي بن محمد العلوي:
إذا اللئيم مط حاجبيه ... وذاد عن حريم درهميه
فأقذف عنان اللؤم في يديه ... وأغد إلى السيف وشفرتيه
فاستنزل الرزق بمضربيه ... إن قعد الدهر فقم عليه
ولعلي أيضا:
قلبي نظير الجبل الصعب ... وهمتي أوسع من قلبي
فاستخر الله وخذ مرهفا ... وافتك بأهل الشرق والغرب
ولا تمت إن حضرت ميتة ... حتى تميت السيف بالضرب
الباب السابع والسبعون
ذكر
ما للشعراء في التحذير والإغراء
حدثني إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: حدثنا سفيان بن عمر بن دينار، وأبو أيوب عن عكرمة وداود بن سابور وابن جريج عن مجاهد قالا: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلف من خزاعة فذكر صدرا من خبر فتح مكة فيه، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كداء، وقال: اللهم اضرب على أسماعهم وعلى أبصارهم فلا يشعرون بنا حتى نـهجم عليهم. فأنشأ حسان بن ثابت الأنصاري يقول:
عدمتم خيلنا إن لم تروها ... تثير النقع موعدها كداء
تظل جيادنا متمطرات ... تلطمـهن بالخمر النساء
قال سفيان: فلقد كانت المرأة ترد وجه الفرس بخمارها عن بابها.
قال عدي بن زيد العبادي يحرض ابنـه على من حبسه:
ألا هبلتك أمك عمرو بعدي ... أتقعد لا تريم ولا تصول
ألم يحزنك أن أباك عان ... وأنت مغيب غالتك غول
تغنيك ابنة القين بن جسر ... وفي كلب وتضحكك الشمول
فلو كنت الأسير ولا تكنـه ... إذا علمت معد ما أقول
فإن أهلك فقد أبليت قومي ... بلاء كله حسن جميل
وقال لقيط بن معبد الأيادي:
يا قوم إن لكم من إرث والدكم ... مجدا قد أشفقت أن يودي وينقطعا
ما لي أراكم نياما في بلهنية ... وقد ترون شـهاب الحرب قد لمعا
ألا تخافون قوما لا أبا لكم ... أمسوا لديكم كأرسال الدبا شرعا
لا تجمعوا المال للأعداء إنـهم ... إن يظهروا يحتووكم والتلاد معا
ماذا يرد عليكم عز أولكم ... إن ضاع آخره أو ذل فاتضعا
قال أبو طالب:
خذوا حظكم من سلمنا إن حربنا ... إذا ضرستنا الحرب نار تسعر
وإنا وإياكم على كل حالة ... كمثلان بل أنتم إلى الصلح أفقر
وله أيضا:
كذبتم وبيت الله يقتل أحمد ... ولما نناضل دونـه ونقاتل
ونسلمـه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
قال النابغة الجعدي:
فأبلغ عقالا إن غاية داحس ... بكفيك فاستأخر بها أو تقدم
تجير علينا وائل بدمائنا ... كأنك مما نال أشياعنا عمي

(1/202)

فإن كليبا كان أكثر ناظرا ... وأيسر جرما منك ضرج بالدم
رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة ... كحاشية البرد اليماني المسهم
وقال زفر بن الحارث:
أفي الحكم إما بحدل وابن بحدل ... فيحيا وأما ابن الزبير فيقتل
كذبتم وبيت الله لا تقتلونـه ... ولما يكن يوم أغر محجل
ولما يكن للمشرفية فوقكم ... شعاع كقرن الشمس حين ترحل
وقال الأشتر:
بقيت وفري وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس
إن لم أشن على ابن حرب غارة ... لم تخل يوما من نـهاب نفوس
خيلا دراكا كالسعالى شزبا ... تعدو ببيض في الكريهة شوس
حمي الحديد عليهم فكأنـهم ... لمعان برق أو بريق شموس
وقال الفضل بن العباس:
مـهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا ... مـهلا بني عمنا مـهلا موالينا
الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم ألا تحبونا
وقال آخر:
لا تنصروا اللات إن الله مـهلكها ... وكيف ينصركم من ليس ينتصر
إن الرسول متى يحلل بساحتكم ... يظعن وليس بها من أهلها بشر
قال يزيد بن الحكم ليزيد بن المـهلب:
أبا خالد قد هجت حربا مريرة ... وقد شمرت حرب عوان فشمر
فإن بني مروان قد زال ملكهم ... فإن كنت لم تشعر بذلك فأشعر
فقال: ما شعرت. فقال:
فعش ملكا أو مت كريما وإن تمت ... وسيفك مشـهور بكفك تعذر
قال الأخطل:
بني أمية إني ناصح لكم ... فلا يبيتن فيكم آمنا زفر
مفترشا كافتراش الكلب كلكله ... لشدة كائن فيها له جزر
قال عطية الكلبي:
يا ثابت بن نعيم هل بكم ثور ... أم بعد عامك هذا تطلب الإحن
كم من أخ لك أو مولى فجعت بـه ... من الوقيعة لم ينشر له كفن
ومن يمانية بيضاء موجعة ... ما إن يسوغ لها ماء ولا لبن
أنائم أنت أم مغض على مضض ... كلا وأنت على الأحساب تؤتمن
قال محرز بن المكعبر:
أبلغ عديا حيث صارت بها النوى ... فليس لدهر الطالبين فناء
كسالى إذا لاقيتهم غير منطق ... يلهى بـه المحروب وهو عناء
وإني لأرجوكم على بطء سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاء
أخبر من لاقيت إن قد وفيتم ... ولو شئت قال المخبرون أساءوا
فهلا سعيتم سعي أسرة مازن ... وهل كفلائي في الحروب سواء
لهم أذرع باد نواشر لحمـها ... وبعض الرجال في الحروب غثاء
كأن دنانيرا على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
قال أوس بن بكر:
عصاني قومي والرشاد الذي بـه ... أمرت ومن يعص المحرب يندم
فصبرا بني بكر على الموت إنني ... أرى عارضا ينـهل بالموت والدم
ولا تجزعوا مما جنته أكفكم ... ولا تندموا ماذا يحين التندم
أقيموا صدور الخيل للموت ساعة ... وموتوا كراما لا تبوؤا بمأثم
قال إسماعيل بن عبد الله أبو مريم يحذر بني أمية من بني العباس:
أرى خلل الرماد وميض جمر ... أحاذر أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تذكى ... وإن الحرب أولها الكلام
فإن لم تطفئوها تجن حربا ... مشمرة يشيب لها الغلام
نأيتم عن بلاد عز فيها ... لئام الناس واهتضم الكرام
أقول من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم نيام
قال سديف يحرض المنصور:
اقصهم أيها الخليفة واقطع ... عنك بالسيف شأفة الأرجاس
خوفها أظهر المودة منـهم ... وبها منكم كحد المواسي
فلقد ساءني وساء سوائي ... قربهم من نمارق وكراسي
قال أبو عاصم الأسلمي يحرض بني العباس على بني أمية:
إياكم أن يقول الناس قد قدروا ... عليهم ثم ما ضروا ولا نفعوا
إياكم أن تلينوا عند ذلهم ... فذلك الذل فيه الصاب والسلع
كانوا عداة فلما شب جمعهم ... منوا إليك بالأرحام التي قطعوا

(1/203)

أليس في مائتي عام لكم عبر ... يسقونكم جرعا من بعدها جرع
هيهات لا بد أن يوفوا بصاعهم ... صاعا وأن يحصدوا غير الذي زرعوا
وقال آخر:
لا تقبلوا عقلا وأموا بغارة ... إلى عبد شمس بين دومة فالهضب
وهزوا صدور المشرفي كأنما ... يقعن بهام القوم في حنظل رطب
قال طريح بن إسماعيل:
لا تأمنن امرءا أسلمت مـهجته ... غيظا وإن قلت أن الجرح يندمل
واقبل جميل الذي يبدي وجازيه ... وليحرسنك من أفعاله الوجل
وقال آخر:
لا أصلح الله حالي إن أمرتكم ... بالصلح حتى تصيبوا آل شداد
قوم أصابوكم في غير مظلمة ... إلا لقيل وقال الظالم العادي
أو تجعلوا مضر الحمراء دونـهم ... أو تخرجوهم من أحداد وأحداد
حتى يقال لواد كان مسكنـهم ... قد كنت تسكن حينا أيها الوادي
وقال آخر:
ظلمتم فاصبروا للظلم إنا ... سنصبر إنـها الحسب الكريم
وشر الجازعين إذا أصيبت ... قوادم ريشـه الجزع الظلوم
وكنا قاعدين أقمتمونا ... على حقد فقد قمنا فقوموا
قال آخر:
أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد ابن أغلب أو يقيك فرار
فليدركنك أو تحل ببلدة ... لا يهتدي فيها إليك نـهار
إن السيوف إذا انتضاها سخطه ... طالت وتقصر دونـها الأعمار
ملك كأن الموت يتبع قوله ... حتى يقال تطيعه الأقدار
قال آخر:
وأقدم على الأمر الذي إن تلاقه ... يرحك بموت أو يدانيك من ظفر
فما قدم الأقدام موتا مؤخرا ... ولا يدفع التأخير ما قدم الحذر
قال رويشد الطائي:
يا أيها الراكب المزجي مطيته ... سائل بني أسد ما هذه الصوت
وقل لهم بادروا بالعذر والتمسوا ... أمرا ينجيكم إني أنا الموت
إن تذنبوا ثم لا يعتب سراتكم ... فما علي بذنب منكم فوت
قال البحتري:
نـهيتك عن تعرض عرض حر ... فإن الذم من شأن الذميم
وقلت توق محتملا بودي ... على الأضعان بالحلم الكريم
فما خرق السفيه وإن تعدى ... بأبلغ فيك من رفق الحليم
متى أخرجت ذا كرم تخطى ... إليك ببعض أخلاق اللئيم
ومما يدخل في باب التهاون بالتوعيد والاحتقار بالإنذار والتهدد ما بلغنا أن عبد الله بن العباس كان يتمثل إذا رأى عبد الله بن الزبير به:
أطل حمل الشناءة لي وبغضي ... بجهدك وانظرن من ذا تضير
فما بيديك خير أرتجيه ... وغير صدودك الخطب الكبير
إذا أبصرتني أعرضت عني ... كأن الشمس من قلبي تدور
قال الأعشى في نحو ذلك:
يزيد بغض الطرف دوني كأنما ... زوى بين عينيه علي المحاجم
فلا ينبسط من بين عينيك ما انزوى ... ولا تلقني إلا وأنفك راغم
قال آخر:
وإذا قلت ويك للكلب وأخسأ ... لحظتني عيناك لحظة تهمـه
أترى أنني حسبتك كلبا ... أنت عندي من أبعد الناس همـه
وفي نحوه يقول جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
وفي مثله:
أو كلما طن الذباب زجرته ... إن الذباب إذا على كريم
وفي مثله:
نبئت كلبا هاب شتمي له ... ينبحني من موضع نائي
لو كنت من شيء هجوناك أو ... نثبت للسامع والرائي
فعد عن شتمي فإني امرؤ ... حلمني قلة أكفائي
قال آخر:
عادات طي في بني أسد ... ري القنا وخضاب كل حسام
لا تكثرن جزعا فإني واثق ... برماحنا وعواقب الأيام
فلو لم نعرف قبيلة هذا القائل، ومقصده من غير شعره لم ندر أطيئ المـهجوون أم هم الممدحون، وكذلك الحال في بني أسد.
قال آخر:
وما لي ذنب عند قيس علمته ... سوى أنني من رهط بكر بن وائل
من الوائليين الذين سيوفهم ... مجردة في كل حق وباطل
قال آخر:

(1/204)

رويد بني شيبان بعض وعيدكم ... تلاقوا غدا خيلي على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى ... إذا الخيل جالت في القنا المتداني
تلاقوا جيادا تعرفوا كيف صبركم ... على ما جنت فيكم يد الحدثان
مقاديم وصالون في الروع خطوهم ... بكل رقيق الشفرتين يمان
إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهم ... لأية حرب أم بأي مكان
قال أبو علي البصير:
لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم
وفي نحو ذلك:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
قال الأخطل لشقيق بن ثور:
وما جذع سوء خرق السوس جوفه ... لما حملته وائل بمطيق
فقال شقيق: يا أبا مالك ما تحسن أن تهجو، ولا تمدح. أردت أن تهجوني فمدحتني، وزدتني ما لم أطمع فيه من بني تغلب خاصة فجعلت وائل كلها.
قال مفروق بن عمرو الشيباني:
ولرب أبطال لقيت بمثلهم ... فسقيتهم كأس الردى وسقيت
فلأطلبن المجد غير مقصر ... إن مت مت وإن حييت حييت
قال زفر بن الحارث:
وكنا حسبنا كل سوداء تمرة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانـه أن تكسرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكنـهم كانوا على الموت أصبرا
قال عبد الوهاب بن الصباح:
أراك في العسر تجزيني وفي العدم ... وفي الحديث من الأيام والقدم
وقست حالك في الفقر القديم بما ... أصبحت في ظلمـه من واسع النعم
فما رأيتك في حال تكون بها ... أدنى إلى كل خير منك في العدم
فلا عدمت وإن لم تهو منزلة ... تدنيك حالتها من صالح الشيم
وبلغنا أن الزبرقان بن بدر استعدى عمر بن الخطاب على الحطيئة فقال: إنـه قد هجاني. قال: وما قال لك؟ قال:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فقال عمر: أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا؟ قال: لا والله لولا الإسلام لأنكرتني. قال: ما أعلمـه هجاك، ولكن أدعو ابن القريعة. فلما جاءه حسان. قال له عمر: أهجاه؟ قال: لا. ولكنـه سلح عليه.. فقال عمر للحطيئة: لأحبسنك أو لتكفن عن إعراض المسلمين. قال أمير المؤمنين: لكل مقام مقال. قال: وإنك لتهددني فحبسه. فكتب إليه من الحبس:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فارحم عليك سلام الله يا عمر
نفسي فداؤك كم بيني وبينـهم ... من عرض داوية يعمى لها الخبر
فلما قرأها عمر رق له، فخلى سبيله. وبيت الحطيئة وإن كان غيره أشد إفصاحا بالهجاء منـه فإن معه ما يوضح عن مراد صاحبه ويزيل توهم المدح فيه وهو:
ما كان ذنب بغيض أن رأى رجلا ... ذا حاجة عاش في مستوعر شاس
ملوا قراه وهزته كلابهم ... وجرحوه بأنياب وأضراس
لما بدا لي منكم خبث أنفسكم ... ولم يكن لجراحي فيكم آسي
أزمعت يأسا مبينا من نوالكم ... ولن ترى طاردا للحر كالياس
وروي أن عمر بن الخطاب رحمـه الله، أنـه لما سمع قول النجاشي في بني العجلان:
إذا الله عادى أهل لؤم ودقة ... فعادى بني العجلان رهط ابن مقبل
قبيلة لا يغدرون بذمة ... ولا يظلمون الناس حبة خردل
قال: يسرني أن ابن الخطاب كذلك، فلما سمع:
ولا يردون الماء إلا عشية ... إذا صدر الوراد عن كل منـهل
قال: ما أحب كل هذه الذلة.
ومع هذين البيتين ما يوضح أنـها هجاء صحيح غير مشبه لشيء من المديح مع البيت الأول وهو قوله:
أولئك أخوال اليتيم وأسرة ... الهجين ورهط الخائن المتبدل
تعاف الكلاب الضاريات لحومـهم ... ويأكلن من كلب وعوف ونـهشل
وما سمي العجلان إلا لقولهم ... خذ القعب واحلب أيها العبد واعجل
قال رجل من بني العنبر:

(1/205)

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذا لقام بنصري معشر خشن ... عند الحفيظة أن ذو لوثة لانا
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... لم يرهبوه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأن ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنسانا
قال آخر:
عند الملوك مصائر ومنافع ... وأرى البرامك لا تضر وتنفع
وإذ نكرت من امرئ أعرافه ... وطباعه فانظر إلى ما يصنع
قال المثلم بن رياح بن ظالم:
تصيح الردينيات فينا وفيكم ... صياح بنات الماء أصبحن جوعا
خلطنا البيوت بالبيوت فأصبحوا ... بني عمنا من يرمـهم يرمنا معا
قال آخر:
بكره سراتنا يا آل عمرو ... نعاديكم بمرهفة النصال
لها لون من الهامات كاب ... وإن كانت تحادث بالصقال
نعديهن يوم الروع عنكم ... وإن كانت مثلمة النصال
ونبكي حين نذكركم عليكم ... ونقتلكم كأنا لا نبالي
قال القتال الكلابي:
نشدت زيادا والمقامة بيننا ... وذكرته أرحام سعد وهيثم
فلما رأيت أنـه غير منته ... أملت له كفي بلدن مقوم
فلما رأيت أنني قد قتلته ... ندمت عليه أي ساعة مندم
قال قيس بن زهير:
شفيت النفس من حمل بن بدر ... وسيفي من حذيفة قد شفاني
فإن أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني
قال الشميذر الحارثي:
بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغمير القوافيا
فليس كمن كنتم تصيبون سلمة ... فيقبل ضيم أو يحكم قاضيا
ولكن حكم السيف فيكم مسلط ... فيرضى إذا ما أصبح السيف راضيا
وقد ساءني ما جرت الحرب بيننا ... بني عمنا لو كان أمرا مدانيا
فإن قلتم أنا ظلمنا فلم نكن ... ظلمنا ولكنا أسأنا التقاضيا
قال البحتري:
أسأت لأخوالي ربيعة إذ عفت ... مصانعها منـها وأقوت ربوعها
بكرهي إن كانت خلاء ديارها ... ووحشا مغانيها وشتى جميعها
إذا اقترفوا عن وقعة جمعتهم ... لأخرى دماء ما يطل نجيعها
تذم الفتاة الرود شيمة زوجها ... إذا بات دون الثأر وهو ضجيعها
حمية شغب جاهلي وعزة ... كليبية أعيا الرجال خضوعها
وفرسان هيجاء تجيش صدورها ... بأحقادها حتى تضيق ذروعها
نقتل من وتر أعز نفوسها ... عليها بأيدي ما تكاد تطيعها
إذا احتربت يوما تعاصت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها
شواجر أرماح تقطع بينـهم ... شواجر أرواح كلوم قطوعها
قال أيضا:
فضل الخلائف بالخلافة واقف ... في الرتبة العليا وفضلك أفضل
أوفيت عاشرهم فإن ندبوا إلى ... كرم وإحسان فأنت الأول
فهذا إن شاء إنسان يصير بـه إلى نـهاية المدح، وشاء آخر أن يصرفه إلى غاية الذم، وجد كل امرئ منـهم مقالا. أي مديح أبلغ من أن يكون ماضي من الخلفاء دون الممدوح بهذا القول. وأي ذم أوكد حجة على المرء من تشريفه على آبائه وأجداده والأخبار بأنـه نجم من بينـهم، مخالف في السؤدد لجماعتهم. وهذا النوع من الحلم غير مشاكل لما قدمناه في الباب المتقدم، لأن ذلك الحلم إنما وقع من فاعله رغبة منـه في المكارم. وهذا الحلم إنما وقع احتقارا للمخاصم، وكلاهما جميل من فاعله إذا كان ذلك يدل على كرم الطبع، وهذا يدل على جلالة القدر.
الباب الثامن والسبعون
ذكر
ما جاء في صفات البحر والفلوات
قال:
ألا هل للهموم من انفراج ... وهل لي من ركوب البحر ناج
أكل عشية زوراء تهوي ... بنا في مظلم الغمرات ساجي

(1/206)

كأن قواذف التيار منـها ... نعاج ترتمين إلى نعاج
يشق الماء كلكلها ملحا ... على سح من الملح الأجاج
قال أعرابي أغراه الأسود بن بلال في البحر:
أقول وقد راح السفين ملجما ... وقد بعدت بعد التقرب صور
وقد عصفت للموج ريح اضطرابه ... وللبحر من تحت السفين هدير
ألا ليت أني والعطاء صعالك ... وحظي حظوظ في الزمام وكور
فلله رأي قادني لسفينة ... وأخضر موار السراب يمور
ترى متنـه سهلا إذا الريح أقلعت ... وإن عصفت فالسهل منـه وعور
فيابن بلال للضلال دعوتني ... وما كان مثلي في الضلال يسير
لئن وقعت رجلاي في الأرض مرة ... وكان لأصحاب السفين كرور
وسلمت من موج كأن متونـه ... حراء بدت أركانـه وثبير
ليعرض اسمي عند ذي العرض خلفة ... وذلك إن حاض الإياب يسير
وقال أبو الشيص:
وبحر يحار الطرف فيه قطعته ... بمـهنوءة في غير عر ولا حرب
مقيلة لا تشتكي الأين والوجا ... ولا تشتكي عض النسوع ولا الدأب
يشق حباب الماء سرعة جريها ... إذا ما تفرى عن مناكبها الحبب
إذا اعتلجت والريح في بطن لجة ... رأيت عجاج الموت من خوفها يثب
ترامى بها الخلجان من كل جانب ... إلى متن مغبر المسافة منجذب
قال أحمد بن أبي طاهر:
إلى أبي أحمد أعملت راحلتي ... لا تشتكي الأين من حل ولا رحل
تسري بملتطم الأمواج تحسبه ... من هوله جبلا يعلو على جبل
كأن راكبها إذ جد مرتحلا ... بالسير منـها مقيم غير مرتحل
لجامـها في يد النوتي من دبر ... مقوم زيغها والميل من قبل
ما زال سائقها يجري على مـهل ... جريا يفوت اجتهاد الخيل والإبل
حتى تناهت إلى حيث انتهى شرف ... الدنيا وأشرف باغيها على الأمل
وله أيضا:
مخضرمة الجنبين صادقة السرى ... يراقب فيها الركب من لا يراقبه
تكاد نفوس القوم تجري بجريها ... إذا غالبت من موجها ما تغالبه
نصف حباب الماء عن جنباتها ... إذا البحر جاشت بالسفين غواربه
قال أبو بكر: هذه بلغة فيما جاء في الشعر من صفات المراكب والبحار، ولم نمل في ذلك إلى الإطالة لئلا يضيق الباب عما يحتاج إليه وإلى ذكره من صفات المفاوز، لأن شعر العرب بصفات البوادي والقفار أحذق منـهم بوصف البحار والسفائن. إذ بالفلوات يولدون، وفي طرقها يسلكون ثم نحن الآن مبتدئون بإتمام الباب بما يحضر من صفات البوادي والفلوات يتهيأ ذلك إذا لم نتجاوز العدد الذي شرطناه إلا قليلا من كثير، ومن كان مقصده في هذا الباب التذكرة قنع بالسير.
قال المتلمس الضبعي:
كم دون مية من داوية قذف ... ومن فلاة بها تستودع العيس
ومن ذرى علم ناء مسافته ... كأنـه في حباب الماء مغموس
جاوزته بأمون ذات معجمة ... تنجو بكلكلها والرأس معكوس
وقال امرؤ القيس:
وداوية لا يهتدى لفلاتها ... بعرفان أعلام ولا ضوء كوكب
تلافيتها والبوم يدعو بها الصدى ... وقد ألبست إفراطها ثني غيهب
بمجفرة جسر كأن قتودها ... على أبلق الكشحين ليس بمغرب
وله أيضا:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة ... ذمول إذا صام النـهار وهجرا
تقطع غيطانا كأن متونـها ... إذا أظهرت تكسى ملاء منشرا
قال الأعشى:
رب خرق من دونـها يخرس السف ... ر وميل يفضي إلى أميال
وسقاء يولي على تأق المل ... ء وسير ومستقى أوشال
وادلاج بعد المنام وتهجي ... ر وقف وسبسب ورمال
وقليب آجن كأن من الري ... ش بأرجائه سقوط نصال
قد تعاللتها على نكظ المي ... ط وقد خب لامعات الآل
فوق ديمومة تميل بالسف ... ر قفار إلا من الآجال
وإذا ما الضلال خيف وكان ال ... ورد خمسا يرجونـه عن ليال

(1/207)

واستحث المغيرون من القو ... م وكان النطاف ما في العزالي
مرحت حرة كقنطرة الروم ... ي تفري الهجير بالإرقال
تقطع الأمعز المكوكب وخدا ... بنواج سريعة الإيغال
وله أيضا:
وجزور أيسار دعوت إلى الندى ... ونياط مقفرة أخاف ضلالها
يهماء مقفرة رفعت لعرضها ... طرفي لأقدر بينـها أميالها
بجلالة سرح كأن بغرزها ... هرا إذا انتعل المطي ظلالها
وله أيضا:
ويهماء قفر تخرج العين وسطها ... وتلقى بها بيض النعام ترائكا
يقول بها ذو قوة القوم إذ دنا ... لصاحبه إذ خاف منـها المـهالكا
لك الويل أفش الطرف بالعين حولنا ... على حذر واستبق ما في سقائكا
وخرق مخوف قد قطعت بجسرة ... إذا الجبس أعيي أن يروم المسالكا
قال المرار الفقعسي:
إذا نظر القوم ما ميلها ... رأى القوم دوية كالسماء
كأن قلوب أدلائها ... معلقة بقرون الظباء
يظل الشجاع الشديد الجنان ... محافظة معصما بالدعاء
إذا هو أنكر أسماءها ... وغنى وحق له بالغناء
وخلى الركاب وأهوالها ... وأسلمـهن بتيه مواء
له نظرتان فمرفوعة ... وأخرى تلاحظ ما في السقاء
وثالثة بعد طول الص ... مات إلي وفي صوته كالبكاء
فقلت التزم عند ظهر القعود ... جزى الله مثلك شر الجزاء
قال الراعي:
وكم جشمنا إليكم من مؤدية ... كأن أعلامـها في آلها القزع
حماء غبراء يخشى المدلجون بها ... زيغ الهداة بأرض أهلها شيع
فإن تجودوا فقد حاولت جودكم ... وإن تضنوا فلا لوم ولا قذع
قال ذو الرمة:
كم دون مية من خرق ومن علم ... كأنـه لامع عريان مسلوب
ومن ملمعة غبراء مظلمة ... سرابها بالشعاف الغبر معصوب
كأن حرباءها في كل هاجرة ... ذو شيبة من رجال الهند مصلوب
قال ابن هرمة:
وهاجرة تنجي عن الصب جاره ... قطعت حشاها بالمغربدة الصهب
إليك ومسود من الليل دامس ... إذا انتزع النوم العمي من الركب
ومما يشاكل هذا في وصف غلبة النوم على السفار قول أبي نواس:
قوم تساقوا على الأكوار بينـهم ... كأس الكرى فانتشى المشفي والساقي
كأن هامـهم والنوم واضعها ... على المناكب لم يعقد بأعناق
قال عمر بن أبي ربيعة:
وماء بموماة دليل أنيسه ... بسابس لم يحدث بها الصيف محضر
به مبتنى للعنكبوت كأنـه ... على شرف الأرحام خام منشر
وردت وما أدري وما بعد موردي ... من الليل أو ما قد مضى منـه أكثر
وطافت بـه مقلاة أرض كأنـها ... إذا التفتت مجنونة حين تنظر
تنازعني حرصا على الماء رأسها ... ومن دون ما تهوى قليب معور
محاولة للورد لولا زمامـها ... وجذبي لها كادت مرارا تكسر
فلما رأيت الصبر منـها وأنني ... ببلدة أرض ليس فيها مقصر
قصرت لها من جانب الحوض مستقى ... صغيرا كقيد الشبر بل هو أصغر
ولا دلو إلا القعب كان رشاؤه ... إلى الماء نسع والجديل المضفر
فسافت دما عافت وما صد شربها ... عن الري مطروق من الماء أكدر
قال:
نأت دار ليلى فشط المزا ... ر فعيناك لا تطعمان الكرى
وأضحت ببغداد في منزل ... له شرفات دوين السما
ومن دونـها بلد نازح ... يجيب بها البوم رجع الصدى
ومن منـهل آجن ماؤه ... شدى لا يعاج بـه قد طمى
وكم دون بيتك من صفصف ... ومن أسد خادر في وغى
ومن حنش لا يجيب الرقا ... ة أرقش ذي حمة كالرشا
الباب التاسع والسبعون
ذكر
ما يختار من القول في صفات الإبل والخيل
أنشدني عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري لزهير بن أبي سلمى:
كأن الرحل منـها فوق صعل ... من الظلمان جؤجؤه هواء

(1/208)

أصك مصلم الأذنين أجنى ... له بالسي تنوم وآء
أذلك أم أقب البطن جأب ... عليه من عقيقته عفاء
وقال القطامي:
يمشين رهوا فلا الإعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الإعجاز تتكل
فهن معتدلات والحصى رمض ... والريح ساكنة والظل معتدل
يتبعن سامية العينين يحسبها ... مجنونة وترى ما لا ترى الإبل
وقال كعب بن زهير:
حرف أخوها أبوها من مـهجنة ... وا ا قوداء شمليل
تحفي التراب بأظلاف ثمانية ... بأربع وقعها في الأرض تحليل
ولخلف الأحمر يصف الفرس:
رحب الفروج كأن قنطرة ... حيث التقى في الصلب أضلعه
مستقبل وجه الشمال لها ... زجل على روقيه تقرعه
وكأنما جهدت أليته ... ألا تمس الأرض أربعه
وهذا مأخوذ من قول الأعشى:
ما زلت أرمقهم وآملهم ... حتى أجدوا السير فامتنعوا
بجلالة أجد مداخلة ... ما إن تكاد خفافها تقع
وللحطيئة:
ترى بين لحييها إذا ما ترغمت ... لعابا كبيت العنكبوت الممدد
وتشرب في القعب الصغير وإن تقد ... بمشفرها يوما إلى الليل تنقد
وإن نظرت يوما بمؤخر عينـها ... إلى علم بالغور قالت له ابعد
وللشماخ:
فسل الهم عنك بذات لوث ... عذافرة مضبرة أمون
إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين
فلعمري ما أنصفها ولا أحسن صحبتها إذ جعل مكافأتها على تبليغها إياه لمنيته أن يفجعها بمـهجتها. ولعمري لأحسن منـه قول الحسن بن هانئ حيث يقول:
أقول لناقتي إذ بلغتني ... لقد أصبحت عندي باليمين
فلم أجعلك للغربان نـهبا ... ولم أقل اشرقي بدم الوتين
قال الراعي:
وذات هباب صموت السرى ... بأعطافها العرق الأصفر
وهي إذا قام في غرزها ... كمثل السفينة أو أوقر
قال ذو الرمة:
تصغي إذا شدها بالرحل جانحة ... حتى إذا ما استوى في غرزها تبب
يعلو الحزون بها عمدا ليتبعها ... شبه الضرار فما يزري بها التعب
لشامة بن الغدير:
كأن يديها إذا أرقلت ... وقد جرن ثم اهتدين السبيلا
يدا سابح خر في غمرة ... قد أدركه الموت إلا قليلا
ولآخر:
إذا بركت خوت على ثفناتها ... مجافية صلبا كقنطرة الجسر
كأن يديها حين تجري صفورها ... طريدان والرجلان طالبتا وتر
تجوب بها الظلماء عين كأنـها ... زجاجة شرب غير ملأى ولا صفر
تناسى طلاب السامرية إذ نأت ... بأسحج مرقال الضحى قلق الضفر
ومن جيد ما قيل في جياد الخيل قول أبي دؤاد:
وقد أغتدي في بياض الصبا ... ح وإعجاز ليل مولي الذنب
بطرف ينازعني مرسنا ... سلوف المقادة محض النسب
إذا قيد قحم من قاده ... وولى علابيه واجلعب
كظهر الرديني بين الأكف جر ... ى في الأنابيب ثم اضطرب
ومن المختار قول امرئ القيس:
مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل
كميت يزل اللبد عن حال متنـه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل
على الذيل جياش كأن اهتزامـه ... إذا جاش فيه حميمـه غلي مرجل
مسح إذا ما السابحات على الونى ... أثرن الغبار بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواته ... ويلوي بأثواب العنيف المثقل
درير كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيط موصل
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ضليع إذا استدبرته سد فرجة ... بضاف فويق الأرض ليس بأعزل
كأن سراته لدى البيت قائما ... مداك عروس أو صراية حنظل
كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مرجل
قال أبي بن أبي سلمى بن ربيعة بن ريان:

(1/209)

سبوح إذا اعترمت في العنا ... ن مروح ململة كالحجر
ولو طار ذو حافر قبلها ... لطارت ولكنـه لم يطر
قال الرقاد بن المنذر الضبي:
إذا المـهرة الشقراء أركب ظهرها ... فشب الإله الحرب بين القبائل
وأوقد نارا بينـهم بضرامـها ... لها وهج للمصطلي غير طائل
فدى لفتى ألقى إلي برأسها ... تلادي وأهلي من طريف وجامل
قال أبو البيداء الأعرابي أو خلف أو ابن جهم المازني:
ألم ترني أغتدي في الصبا ... ح بأجرد كالسيد عبل الشوى
كأن بمنكبه إذ جرى ... جناحا يقلبه في الهوى
طويل الذراعين أطمى الكعو ... ب ناتي الحماتين عاري النسا
له كفل أيد مشرف ... وأعمدة لا تشكى الوجى
له تسعة طلن من بعد أن ... قصرن له تسعة في الشوى
يعني عنقه وخديه وبطنـه وذراعيه وفخذيه وذنبه، هذه كلها يستحب طولها ومما يستحب قصره أربعة: أرساغه ووظيفا يديه وعسيبه وساقاه.
وسبع عرين وسبع كسين ... وخمس رواء وخمس ظما
سبعة عرين: الخدان والجبهة والوجه والقوائم، وسبع كسين: الفخذان وحماتاه ووركاه وحصيرا جنبه.
وسبع غلاظ وسبع رقا ... ق وصهوة عير ومتن خظا
وسبع بعدن وسبع قرب ... ن منا فما فيه عيب يرى
دقيق الثمان عريض الثما ... ن شديد الصفاق شديد المطا
الثمان الدقاق: عرقوباه وقلبه ومنكباه، وأذناه. والثمان العراض: الجبهة والمحزم والصدر والصهوة والفخذان والوظيفان.
وفيه من الطير خمس فمن ... رأى فرسا مثله يقتنى
غرابان فوق قطاة له ... ونسر ويعسوبه قد بدا
جعلنا له من خيار اللقا ... ح خمسا مجاليج كوم الذرى
ويؤثر بالزاد دون العيا ... ل فكل مسير بـه يقتفى
فقاظ صنيعا فلما شتا ... أخذناه بالقود حتى انطوى
قال أنيف بن جبلة الضبي:
أما إذا استقبلته فكأنـه ... في العين جذع من أوال مشذب
وإذا عرضت له استوت أقياده ... وكأنـه مستدبر متصوب
ولعلي بن جبلة:
وأذعر الربرب عن أطفاله ... بأعوجي دلفي المنتهب
كأنـه من مرح العدو بـه ... مستنفر لروعة أو ملتهب
مطرد يرتج من أقطاره ... كالماء جالت فيه ريح فاضطرب
تحسبه أقعد في استقباله ... حتى إذا استدبرته قلت أكب
وهو على إرهافه وطيه ... يقصر عنـه المحزمان واللبب
تقول فيه جنب إذا انتحى ... وهو كمتن القدح ما فيه جنب
يخطو على عوج تناهبن الثرى ... لم تتواكل عن شظى ولا عصب
تحسبها بائنة إذا خطت ... كأنما وظيفه على نكب
يرتابه الصيد فرادينا بـه ... أوابد الوحش فأجدى واكتسب
ينحط في الحرب يباري ظله ... ويعرق الأحقب في شوط الخبب
إذا تبطنا بـه صدفه ... وإن بطنى فوقه العين كذب
لا يبلغ الجهد بـه راكبه ... ويبلغ الرمح بـه حيث طلب
قال آخر:
في كل منبت شعرة من جسمـه ... خط ينمقه الحسام المخذم
ما يدرك الأبصار أدنى جريه ... حتى يفوت الرمح وهو مقدم
وكأنما عقد النجوم بطرفه ... وكأنـه بعرى المجرة ملجم
وللبحتري:
وأغرني الزمن البهيم محجل ... قد رحت منـه على أغر محجل
كالهيكل المبني إلا أنـه ... في الحسن جاء كصورة في هيكل
تتوهم الجوزاء في أرساغه ... والبدر غرة وجهه المتهلل
هزج الصهيل كأن في نغماته ... نبرات معبد في الثقيل الأول
ملأ العيون فإن بدا أعطيته ... نظر المحب إلى الحبيب المقبل
وقال أيضا:
وعريض أعلى المتن لو عليته ... بالزئبق المنـهال لم يترجرج
جذلان تحسده الجياد إذا مشى ... عبا بأحسن حلة لم تنسج
خفيت مواقع وطئه فلو أنـه ... يجري برملة عالج لم يرهج
وله أيضا:

(1/210)

أما الجواد فقد بلونا يومـه ... وكفى بيوم مخبرا عن عامـه
جارى الجياد فطار عن أوهامـه ... سبقا وكاد يطير عن أوهامـه
جذلان تلطمـه جوانب غرة ... جاءت مجيء البدر عند تمامـه
واسود ثم صفت لعيني ناظر ... جنباته وأضاء في إظلامـه
يختال في استعراضه ويكب في ... استدباره ويشب في استقدامـه
فكأن فارسه وراء قذاله ... ردف فلست تراه من قدامـه
لانت معاطفه فخيل أنـه ... للخيزران مناشب بعظامـه
وكأن صهلته إذا استغلى بها ... رعد تقعقع في ازدحام غمامـه
الباب الثمانون
ذكر
الوحوش التي تصاد والجوارح التي تصطاد
قال امرؤ القيس:
وقد أغتدي والطير في وكراتها ... لغيث من الوسمي رائده خال
تحاماه أطراف الرماح تحاميا ... وجاد عليه كل أسحم هطال
بعجلزة قد أترز الغزو لحمـها ... كميت كأنـها هراوة منوال
ذعرت بها سربا نقيا جلوده ... وأكرعه وشي البرود من الخال
فخر لروقيه وأمضيت مقدما ... طوال القرى والروق أخنس ذيال
وعاديت منـه بين ثور ونعجة ... وكان عداء الوحش مني على بال
كأني بفتخاء الجناحين لقوة ... طلوب من العقبان طأطأت شملال
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
وله أيضا:
فعن لنا سرب كأن نعاجه ... عذارى دوار في ملاء مذيل
فأدبرن كالجزع المفصل بينـه ... بجيد معم في العشيرة مخول
فألحقه بالهاديات ودونـه ... جواحرها في صرة لم تزيل
فعادى عداء بين ثور ونعجة ... دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
فظل طهاة اللحم من بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجل
ورحنا يكاد الطرف يقصر دونـه ... متى ما ترق العين فيه تسهل
فبات عليه سرجه ولجامـه ... وبات بعيني قائما غير مرسل
قال الأخطل:
هل تعرف اليوم من ماوية الطللا ... تحملت أنسه منـه وما احتملا
فما بـه غير موشي أكارعه ... إذا أحس بشخص نابئ مثلا
ما زال في حقف أرطاة يلوذ بها ... إذا أحس مسيلا تحته انتقلا
كأنما القطر مرجان يساقطه ... إذا علا الروق والمتنين والكفلا
يشلي سلوقية غضفا إذا اندفعت ... حاكى جديلة في الآثار أو ثعلا
مكلبين إذا اصطادوا كأنـهم ... يسقونـها بدماء الأيد العسلا
فانصاع كالكوكب الدري جرده ... غيث تقسع عنـه طالما هطلا
كأنـهن وقد سربلن من علق ... يغشين موقد نار يقذف الشعلا
إذا أتاهن مظلوم عكفن بـه ... عكف الفوارس خافوا الدارع البطلا
قال أبو البيداء الأعرابي:
مطوقة كسيت زينة ... بدعوة نوح لها إذ دعا
فلم أر باكية مثلها ... تبكي ودمعتها لا ترى
أضلت فريخا فطافت بـه ... وقد علقته حبال الردى
فلما بدا اليأس منـه بكت ... عليه وماذا يرد البكا
وقد صاده ضرم ملجم ... خفوق الجناح حثيث النجا
وحت بمخلبه قارتا ... على خطمـه من دماء القطا
فآنسن سرب قطا قارب ... جبى منـهل لم تهجه الدلى
وصعد في الجو ثم استدا ... ر طار حثيثا إذا ما انصمى
يبارين وردا فلم يرعو ... ين على ما تذكر أو ما دنا
به رفقة من قطا وارد ... وأخرى صوادر عنـه روا
فملأن أسقية لم تشد ... بخرز وقد شد منـها العرا
فأقعص منـهن كدرية ... ومزق حيزومـها والحشى
فطار وغادر أشباهها ... تطير الحتوف بها والضنا
قال أبو نواس:
سود المآقي صفر الحمالق ... كأنما يصفرن في ملاعق
صرصرة الأقلام في المـهارق ... غاديتها قبل الصباح الفائق
وقال أيضا:

(1/211)

أنعت كلبا أهله في كده ... قد سعدت حدودهم بجده
فكل خير عندهم من عنده ... يظل مولاه له كعبده
يبيت أدنى صاحب من مـهده ... وإن غدا جلله ببرده
تلذ منـه العين حسن قده ... يا لك من كلب نسيج وحده
وقال أيضا:
لما تبدى الصبح من حجابه ... كطلعة الأشمط من جلبابه
هجنا بكلب طال ما هجنا بـه ... ينتسف المقود من جذابه
تراه في الحضر إذا ماها بـه ... يكاد أن يخرج من إهابه
وقال أيضا:
قد أغتدي والصبح مشـهور ... قد طلعت منـه التباشير
بمخطف الأيطل في خطمـه ... طوى وفي شدقيه تأخير
كأنـه سهم إلى غاية ... أو كوكب في الأرض محدودر
رحنا بـه تنفخ أعطافه ... وهو بما أولاه مشكور
وقال أيضا:
قد أغتدي في فلق الصباح ... بمصعم يرجر في سراح
مؤيد بالنصر والنجاح ... فهو كميش ذرب السلاح
يفتر عن مثل شبا الرماح ... يطير في الجو بلا جناح
قال أيضا:
قد أغتدي والشمس في حجابها ... مستورة لم تبد من جلبابها
بفهدة بورك في حلابها ... شقيا لها وللذي غدا بها
كأنما النمرة في أقرابها ... رقم ديابح على أثوابها
فخطفت الكشحين في اضطرابها ... كأنـها القناة في انتصابها
والحية الرقطاء في انسكابها ... وسرعة العقاب في انسيابها
فأبصرت من حيث يممنا بها ... عفر الظباء وهي في أسرابها
فأقبلت تمرح في جذابها ... حتى إذا ما أكثرت رمى بها
فلو ترى الفهدة في التهابها ... في نأيها عنـهن واقترابها
تكاد أن تخرج من إهابها ... فالويل منـهن لمن يصلى بها
قال أيضا:
وقانص محتفز دميم ... كدري لون أغبر شيتم
فلا عن الحيلة بالسؤوم ... أسرع من لحظة طرف بوم
فلا عن الحيلة بالسؤوم ... أسمع من ذي لبدة صميم
إذا اجتلا عالية النميم ... كأنما يلهب من جحيم
الباب الحادي والثمانون
ذكر
ما جاء في الشعر من صفات الخمر

(1/212)

قال أبو بكر: قد أكثر الشعراء المتقدمون والمتأخرون في مدح الخمر وذمـها، وفي وصف طيبها ورقتها، ولم يقل أحد في ذمـها ولا في مدحها إلا دون ما تستحقه هي في هذه الدار من الذم في الغاية، وهي في الدار الآخرة من المدح في النـهاية، فأما فضلها في تلك الدار فيغني عن الإطناب فيه ما ذكره الله جل وعلا في كتابه من تحبيب الجنة بها، وبما شاكلها إلى أوليائه، وأما ذمـها في هذه الدار فإنـها توقع العداوة والبغضاء، وتدعو إلى الإثم والفحشاء، وتشغل عن أداء المفترضات، وتجرئ عن ارتكاب المحرمات. ولو لم يكن في ذمـها غير نـهي الله جل وعز عن شربها لكان مغنيا عن غيره. فكيف وقد بين الله جل وعلا من قبيح أفعالها ما يدعو ذوو التمييز، وإن لم تكن محرمة إلى اجتنابها فلعل بعض الخلفاء أن يغلب على عقله سكرة الأهواء. فيقول كيف تكون محرمة مذمومة وممدوحة، وعينـها واحدة، ولم تأتي الشريعة بتحريمـها. فيقال له: الخمر المذمومة في هذه الدار غير الخمر الممدوحة في تلك الدار، لأن أصحاب تلك الدار لا يصدعون عنـها، ولا ينزفون منـها، وتلك لا توقع العداوة والبغضاء، ولا تصد عن ذكر الله وعن فرضه. وهذه الخمر تفعل جميع ذلك، فلهذه العلل صارت الخمر في الدنيا مذمومة، وفي الآخرة ممدوحة. ولقد أحسن نصيب في قوله، وقد سامـه بعض بني مروان شربها فقال: يا أمير المؤمنين. إنـه لم يدنني منك جمالي، ولا نسبي، وإنما أدناني منك عقلي ولساني. فنشدتك الله أن تدخل علي ما يسلبنيهما فأعفاه حينئذ من شربها. ومما في الخمر من المقابح التي يعتد بها من لا يفهم من المدائح أنـها تنفي الأحزان، وتشجع الجبان، وتسهل على البخلاء ال في جملة الأسخياء. ولو لم يكن في الخمر عيب غير هذا لكفى، لأن الذي توجبه الخمر من هذا الفعل إنما هو بزوال التمييز، ونقصان العقل، فإن جاء في تلك العمرات فعل يشبه أفعال السادات لم يكن فاعله محمودا، ولا كان ذلك الفعل إليه منسوبا، لأنـه يندم عليه، ويعتذر منـه بأن عقله لو كان حاضرا لنـهاه عنـه، وإن جاء في تلك الحال ما يخرج عن حد الاعتدال، وكان ذلك مما يتعذر تلافيه، ويصعب طريق العذر فيه، كما أنـها تشجع الجبناء، وتسمح البخلاء، فإنـها تسفه الحلماء، وتسخف العقلاء، وقد كان صنف من القدماء يتركون الخمر والزنا تكرما، وإن لم يكن ذلك في ملتهم محرما. ولقد أحسن زهير حيث يقول:
غدوت عليه غدوة فوجدته ... قعودا لديه بالصريم عواذله
يفدينـه طورا وطورا يلمنـه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فاعرض منـه عن كريم مرزء ... غلوب على الأمر الذي هو فاعله
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنـه قد يهلك المال نائله
فهذا أحسن من قول طرفة:
أسد غيل فإذا ما شربوا ... وهبوا كل أمون وطمر
ثم راحوا عبق المسك بهم ... يلحفون الأرض هداب الأزر
وفي هذا النحو يقول حسان بن ثابت:
نوليها الملامة والمنايا ... إذا ما كان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدا ما ينـهنـها اللقاء
وهذا قبيح كله لأنـهم صيروا سبب السماحة والشجاعة زوال التمييز والمعرفة. وصاحب هذه الحال والمجنون سواء بمنزلة، لأنـه يأتي الشيء بغير معرفة، وأمثل من هذا قول عنترة:
فإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرمي
وأحسن من هذا قول البحتري:
وما زلت خلا للندامى إذا انتشوا ... وراحوا بدورا يستحثون أنجما
تكرمت من قبل الكؤوس عليهم ... فما اسطعن أن يحدثن فيك تكرما
ولسنا مع ما ذكرنا من عيبها ندع أن نذكر طرفا من الأشعار المستحسنة في وصفها فإنـها وإن لم تكن موضعا للمدح لما قدمناه من ذمـها، فقد يحسن المصيب في وصفها ضربا من الإحسان، إما لحسن تشبيه، أو لمعنى يخترعه ويعرف بـه كما قال الأعشى:
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منـها بها
لكي يعلم الناس أني امرؤ ... أتيت المعيشة من بابها
قال أبو نواس:

(1/213)

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء
قال الأعشى:
إذا قلت غني الشرب قامت بمزهر ... يكاد إذا دارت بـه الكف ينطق
وساق إذا شئنا كميش بمسعر ... وصفراء مرنان إذا ما تصعق
تريك القذى من دونـها وهي فوقه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطق
وقال آخر:
وصرعة مخمور دفعت بقرقف ... وقد صرعتني قبل ذلك قرقف
فقام يداوي صرعتي متعطفا ... وكنت عليه قبلها أتعطف
نموت ونحيا تارة بعد تارة ... وتخلفنا أيدي المدام وتتلف
إذا ما تسلفنا من الكأس سكرة ... تقاضى الكرى منا الذي نتسلف
وقال:
وكأس يكون الماء حين يمسها ... قذى ثم يعلوه بجثمان طائر
إذا دب فيها الماء قارن صعبه ... جموحا عليه سهلة في الحناجر
قال مسلم:
سل ليلة الخيف هل قصرت آخرها ... بالراح قرب نسيم الخرد الغيد
شججتها بلعاب المزن فاعتدلت ... نسجين من بين محلول ومعقود
قال أبو نواس:
قامت بإبريقها والليل معتكر ... فلاح من وجهها في البيت لألاء
فأفرغت من فم الإبريق صافية ... كأنما أخذها للعين إغفاء
رقت من الماء حتى ما يلائمـها ... لطافة وجفا عن شكلها الماء
فلو مزجت بها نورا لمازجها ... حتى تولد أنوار وأضواء
وقد أكثر الشعراء في تفضيل رقة الخمر على رقة الماء، وليس الأمر على ما يقدرونـه، وذلك أن الخمر متولدة من جوهر الماء، ومحال أن يكون جزء من الشيء أرق من كل شيء. ولن يكون بعضه أرق من بعض، والعلة التي دعت إلى توهم الخمر أنـها أرق من الماء هي أن الماء إذا صب عليها تكدر صفاؤه، ونقصت رقتها، وذلك لأن الماء لا يتهيأ للآدميين تخليصه من الكدورة الحالة به، والأجسام الممازجة له، وإن جهدوا بقوتهم في تصفيته كما تصفى أعواد الكرم في اجتذابها إياه إلى ثمارها بلطيف قواها التي ركبها الله عز وجل بحكمته فيها، فهي بتلك اللطافة تجتذب صفوة، وتجفو عن رقة مسالكها كدره، فيخلص لها الماء وحده، فإذا مزجت بعد ذلك بالماء الممزوج بغيره تبين أن الأول أصفى منـه.
قال أبو نواس:
يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن عيني ولم أنم
فاسقني البكر التي اختمرت ... بخمار الشيب في الرحم
مع شباب سادة نجب ... أخذوا اللذات عن أمم
فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البرء في السقم
وقال أيضا:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا إذا انحدرت من حلق شاربها ... أغنتك حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوتة والكأس لؤلؤة ... من كف لؤلؤة ممشوقة القد
تسقيك من عينـها خمرا ومن يدها ... خمرا فما لك من سكرين من بد
لي نشوتان وللندمان واحدة ... شيء خصصت بـه من بينـهم وحدي
قال أيضا:
اسقني يا ابن أذين ... من سلاف الزرجون
عتقت في الدن حتى ... هي في رقة ديني
ولعمري لقد بالغ في الصفة، وإن دينـه لفي نـهاية الرقة، ولقد أحسن في قوله:
وليس للهم إلا شرب صافية ... كأنـها دمعة من عين مـهجور
وإنما تكامل صفاء دمع المـهجور لأنـه لا يكتحل، فدمعه صرف غير متكدر. وقال في نحو ذلك الحسين بن الضحاك:
حتى إذا أسندت في البيت واحتضرت ... عند الشروق ببسامين أكفاء
فضت خواتمـها في نعت واصفها ... عن مثل رقرقة في جفن مرهاء
وقال:
ما زلت أشرب روح الدن في لطف ... وأستقي دمـه من جوف مجروح
حتى صدرت ولي روحان في جسد ... والدن مطرح جسم بلا روح
وقال الطائي:
أفيكم فتى حي فيخبرني عني ... بما شربت ة الراح من ذهني
تورد روح المرء من كل وجهة ... وتدخل فيه كيف شاءت بلا أذن
قال إسحاق الموصلي:

(1/214)

وصافية تغشي العيون رقيقة ... رهينة عام في الدنان وعام
أدرنا بها الكأس الروية موهنا ... من الليل حتى انجاب كل ظلام
فما ذر قرن الشمس حتى كأننا ... من العي نحكي أحمد بن هشام
وقال آخر:
ما العيش إلا في جنون الصبا ... فإن تولى فجنون المدام
راح إذا ما الشيخ والى بها ... خمسا تردى برداء الغلام
قال آخر:
كأن أباريق المدام لديهم ... ظباء بأعلى الرقمتين قيام
وقد شربوا حتى كأن رقابهم ... من اللين لم يخلق لهن عظام
وقال آخر:
وصفراء قبل المزج بيضاء بعده ... كأن شعاع الشمس يلقاك دونـها
ترى العين تستعفيك من لمعانـها ... وتحسر حتى ما تقل جفونـها
وقال أبو نواس:
ترى حيث ما كانت من البيت مشرقا ... وما لم تكن فيه من البيت مغربا
إذا عب فيها شارب الخمر خلته ... يقبل في داج من الليل كوكبا
قال ديك الجن:
فاصرف بوجهك صرف الماء يومك ذا ... حتى ترى قائما منـها ومنصرفا
فقام مختلفا كالظبي ملتفتا ... والبدر مطلعا والغصن منعطفا
رقت غلالة خديه فلو رميا ... باللحظ أو بالمنى هما بأن يكفا
كأن قافا أديرت فوق وجنته ... واختط كاتبها من فوقها ألفا
فاستل راحا كبيض رافقت جحفا ... خلائقا أو كنار صادفت سعفا
صفراء أو قل ما اصفرت فأنت ترى ... ذوبا من التبر رصوا فوقه صدفا
ولم أزل من ثلاث واثنتين ومن ... خمس وعشر وما استعلى وما لطفا
وأمتري ودق سمطي لؤلؤ برد ... عذب وأرشف ثغرا قط ما رشفا
حتى حسبت أنوشروان من خولي ... وخلت أن نديمي عاشر الخلفا
قال الأخطل:
إذا ما نديمي علني ثم علني ... ثلاث زجاجات لهن هدير
خرجت أجر الذيل حتى كأنني ... عليك أمير المؤمنين أمير
قال الطائي:
صبحته بسلافة صبحتها ... بسلافة الخلطاء والندماء
بمدامة تغدو المنى لكؤوسها ... خولا على السراء والضراء
راح إذا ما الراح كان مطيها ... كانت مطايا الشوق في الأحشاء
صعبت وراض المزج سيئ خلقها ... فتعلمت من حسن خلق الماء
خرقاء يلعب بالعقول حبابها ... كتلاعب الأفعال بالأسماء
وضعيفة فإذا أصابت فرصة ... قتلت كذلك قدرة الضعفاء
جهمية الأوصاف إلا أنـهم ... قد لقبوها جوهر الأشياء
وقال البحتري:
فاشرب على زهر الرياض يشوبه ... زهر الخدود وزهرة الصهباء
من قهوة تنسي الهموم وتبعث ال ... شوق الذي قد ضل في الأحشاء
يخفي الزجاجة لونـها فكأنـها ... في الكف قائمة بغير إناء
يسقيكها رشأ يكود يروها ... سكري بفترة مقلة حوراء
يسعى بها وبمثلها من طرفه ... عودا وإبداء على الندماء
قال أبو نواس:
تخيرت والنجوم وقف ... لم يتمكن بها المدار
حتى إذا غاب كل ذام ... وخلص السر والنجار
آلت إلى جوهر كطيف ... عيان موجوده ضمار
لا ينزل الليل حيث حلت ... فدهر ها نـهار
حتى لو استودعت سرارا ... لم يخف في ضوئها السرار
كأن في كأسها سرابا ... يجلبه المـهمـه القفار
قال البحتري:
لنا في الدهر آمال طوال ... نرجيها وأعمار قصار
وأهون بالخطوب على خليع ... على اللذات ليس له عذار
فأخر يومـه سكر تجلى ... غيابته وأوله خمار
ويوم بالمطيرة أمطرتنا ... سماء صوب وابلها عقار
أقمنا أكلنا أكل استلاب ... هناك وشربنا شرب بدار
تنازعنا المدامة وهي صرف ... وأعجلنا الطوابخ وهي نار
ولم يك ذاك سخفا غير أني ... رأيت الشرب سخفهم الوقار

(1/215)

رضينا من مخارق وابن خير ... بصوت الأثل إذ متع النـهار
تزعزعه الشمال وقد توافى ... على أنفاسها قطر صغار
غداة دجنة للغيث فيها ... خلال الروض حج واعتمار
كأن الريح والمطر المناجي ... خواطرها عتاب واعتذار
الباب الثاني والثمانون
ذكر
آداب المجالسات وحسن المنادات
حدثنا العباس بن أحمد الدوري قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا حجاج بن محمد الأعور قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي زياد عن هشام بن عروة قال: رأيت ربيعة بن عباد وهو يحدث أبي، وأبي يسأله قال: إن ابن عفان رضي الله عنـه كان أغزانا في غزوة، فمررنا فيها على معاوية، وقد كان وجد علينا في شيء بلغه من أمرنا في غزاتنا تلك، فدخلنا إليه، فجعلنا نعتذر إليه، ونكذب ما بلغه، وجعل يوافقنا على بعض ذلك، ويؤنبنا فيه، ثم قام رجل فقال: أصلح الله الأمير، إنا مكذوب علينا، فلينظر الأمير في أمرنا، فإن كنا أبرياء غفر لنا ذلك، وإن كان لنا ذنب عفاه عنا. فقال معاوية: فكذاك إذا، ثم قال الرجل: إن كنت لم أذنب فلا تظلمنني، وإن كنت ذا ذنب فسوف أتوب، ثم أقبل في وجوه القوم حيث جلس معاوية فقال:
ولا تنس قربان الأمير شفاعة ... لكل امرئ فيما أفاد نصيب
قال: فقبل منا معاوية، وصنع إلينا معروفا.
ومن جيد ما قيل في حسن المساعدة قول دريد بن الصمة وقد أغار وأخوه في نفر من قومـهم على نعم لقيس، فاستاقوها، فلما كانوا في بعض الطريق، ترك عبد الله بن الصمة فقال له أخوه دريد: ليس هذا منزلنا، إن قيسا غير نائمة عن أموالها. فقال: والله لا أبرح حتى آكل وأعلف وأشرب، فبينا هم كذلك إذ رأوا غبرة، فقالوا لرقيبهم: ما ترى؟ فقال: أرى خيلا كالعقبان، عليها فوارس كالصبيان، فقال: تلك فزارة ولا بأس. ثم رأوا غبرة فقالوا: ما ترى؟ فقال: أرى خيلا كأن قوائمـها تنقلع من الصخر، قال: تلك عبس والموت. فلم يلبثوا أن خالطتهم الخيل، فصاح صائح: أودى فارس، فنظروا فإذا هو عبد الله بن الصمة، فقال دريد في ذلك شعرا طويلا، قد ذكرنا طرفا منـه في بعض أبواب المراثي، ومع ذلك يقول في مساعدته أخاه على الرأي الذي لا يرضاه:
أمرتهم أمري بمنقطع اللوى ... فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
فلما عصوني كنت منـهم وقد أرى ... ضلالتهم وأنني غير مـهتدي
وهل أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد
قال آخر:
أخوك الذي إن قمت بالسيف عامدا ... لتضربه لم يستغشك في غد
ولو جئت تبغي كفه لتبينـها ... لبادر إشفاقا عليك من الردي
يرى أنـه في الود وان مقصر ... على أنـه قد زاد فيه على الجهد
وفيما بلغنا أن العباس بن عبد المطلب أوصى ابنـه عبد الله حين اصطفاه عمر بن الخطاب أن قال له: يا بني. إن هذا الرجل قد قدمك على غيرك، فاحفظ عني ثلاثا: لا تجري عليك كذبا، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تفشين له سرا.
ومن جيد ما قيل في السر قول النابغة:
لعمرك إن وشاة الرجا ... ل لا يتركون أديما صحيحا
فلا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا
قال آخر:
وفتيان صدق لست أطلع بعضهم ... على سر بعض غير أني جماعها
يبيتون شتى في البلاد وسرهم ... إلى صخرة صماء أعيا انصداعها
قال آخر:
سأكتمـه سري وأحفظ سره ... ولا غرني أني عليه كريم
حلين فينسى أو جهول يضيعه ... وما الناس إلا جاهل وحليم
قال آخر:
لا تسألي الناس ما مالي وما ورقي ... وسائلي الناس ما وقعي وما خلقي
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وعامل الرمح أرويه من العلق
وأطعن الطعنة النجلاء عن عرض ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق
قال قيس بن الخطيم:
وإن ضيع الأقوام سرا فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
يكون لهم عندي إذا ما ضمنته ... مكان بسوداء الفؤاد كمين

(1/216)

سلي من نديمي في الندامى ومألفي ... ومن هو لي عند الصفاء خدين
قال آخر:
خير إخوانك المشارك في المر ... وأين الشريك في المر أينا
ذاك مثل العقبان إن مسه الن ... ار جلاه لغلام وازداد زينا
لا يني شاهدا بسرك ما ... دمت وإن غبت كان أذنا وعينا
وقال:
وكنت إذا الصديق أراد غيظي ... وأشرقني على حنق بريقي
غفرت ذنوبه وكظمت غيظي ... مخافة أن أكون بلا صديق
وقال آخر:
وأخوك الذي إن سرك الآمر سره ... وإن ناب أمر ظل وهو حزين
يقرب من قربت من ذي مودة ... ويقصي الذي أقصيته ويهين
وقال آخر:
علي لإخواني رقيب من الصفا ... تبيد الليالي وهو ليس يبيد
يذكرنيهم في مغيب ومسهد ... فسيان منـهم غائب وشـهيد
وإني لأستحيي أخي أن أبره ... قريبا وأن أجفوه وهو بعيد
قال إبراهيم ابن العباس:
أميل مع الصديق على ابن أمي ... وأحذر للصديق من الشقيق
وإن أبصرتني حرا مطاعا ... فإنك واجدي عبد الصديق
أفرق بين معروفي ومني ... وأجمع بين مالي والحقوق
وقال الصلتان العبدي:
إذا ما أخي يوما تولى بوده ... وأنكرت منـه بعض ما كنت أعرف
عطفت عليه بالمودة إنني ... على مدبر الإخوان بالبر أعطف
ولست وإن ولى بود على الذي ... بذلت له من صفو ودي آسف
فأغفر منـه ذنبه لاصطناعه ... وأستر منـه بعض ما يتكشف
فإغضاؤك العينين عن عيب صاحب ... لعمرك أبقى للإخاء وأشرف
قال الطائي:
ذو الود مني وذو القربى بمنزلة ... وأخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت ... أبداننا بشآم أو خراسان
قال معن بن أوس المزني:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل
وتركب حد السيف من أن تضمـه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل
ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني ... يمينك فانظر أي كف تبدل
قال أبو نـهشل حميد بن عبد الحميد الطوسي:
عدلت عن الرحاب إلى المضيق ... وزرت البيت من غير الطريق
وتظلم عند طاعتك الموالي ... وليس الظلم من فعل الصديق
تجود بفضل عفوك للأقاصي ... وتمنعه من الخل الشفيق
وتحملني وأنت شقيق نفسي ... على هول الصواعق والحريق
وتعرض حاجتي فتعد فيها ... شفيعا غير منطقك الرقيق
تقدم سوء ظنك بي وتنسى ... محافظتي على وجب الحقوق
أما والراقصات بذات عرق ... ورب الركن والبيت العتيق
لقد أطلعت لي تهما أراها ... ستحملني على مضض العقوق
وأحسب ها هنا عتبا وسخطا ... ولست لسخط عبدك بالمطيق
قال محمد بن حازم:
من يخبرك بسب عن أخ ... فهو الشاتم لا من شتمك
ذاك أمر لم يواجهك بـه ... إنما اللوم على من أعلمك
إن ذا اللؤم إذا أكرمته ... حسب الإكرام حقا لزمك
قال آخر:
إذا كنت لا يرضيك عن من توده ... سوى جمع ما تهوى فأنت المفند
خذ العفو ممن قد رضيت إخاءه ... وحسبك منـه أن يصح التودد
قال آخر:
في انقباض وحشمة فإذا ... لاقيت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها ... وقلت ما شئت غير محتشم
قال آخر:
خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في القلب والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
قال الحسين بن مطير:
ونفسك أكرم عن نفوس كثيرة ... فما بك نفس بعدها تستعيرها
وما الجود عن فقر الرجال ولا الغنى ... ولكنـه خيم الرجال وخيرها
قال زهير:

(1/217)

وليس لمن يركب الهول بغية ... وليس لأمر حطه الله حامل
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل
قال عدي بن زيد:
كفى زاجرا للمرء أيام دهره ... تروح له بالواعظات وتغتدي
فنفسك فاحفظها من الغي والردى ... متى تغوها تغو الذي بك يقتدي
وإن كانت النعماء عندك لامرئ ... كفاك بها فاحد المطالب وازدد
وللبخلة الأولى لمن كان باخلا ... أعف ومن يبخل يلم ويزهد
إذا ما امرؤ لم يرج منك هوادة ... فلا ترجها منـه ولا دفع مشـهد
وعد سواه القوم واعلم بأنـه ... متى ما يبن في اليوم يصرمك في الغد
إذا أنت فاكهت الرجال فلا تلع ... وقل مثل ما قالوا ولا تتزيد
عن المرء لا تسأل وابصر قرينـه ... فإن القرين بالمقارن يقتدي
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المـهند
وفي كثرة الأيدي عن الظلم زاجر ... إذا حضرت أيدي الرجال المشـهد
قال آخر:
إذا أنت أعطيت القليل فلا تكن ... ل مستقلا عن طريق التجبر
ولا من طريق المن مستكثرا لما ... فعلت وأنت المرء غير مقصر
وعد للذي أوليته العرف مرة ... بعائد فضل منك غير مكدر
ولا تستعض منـه ثناء فترجعا ... سواء ويبقى الفضل كالمتحير
قال آخر:
دار الصديق إذا استشاط تغيظا ... فالغيظ يخرج كامن الأحقاد
ولربما كان التغضب باحثا ... لمثالب الآباء والأجداد
قال سعيد بن وهب:
لا خير في الشرب إلا مع أخي ثقة ... إن سر غنى وإن غنيته طربا
يعطيك صمتا إذا حدثته وإذا ما ... شربت حيا وإن خالطته شربا
قال آخر:
أرى للخمر حقا لا أراه ... لغير الراح إلا للنديم
هو القطب الذي دارت عليه ... رحى اللذات في الزمن القديم
قال آخر:
ألم تعلمي يا سلم أني موكل ... بما سر ندماني في العسر واليسر
وأني لم أبسط لساني ولا يدي ... لوجه نديمي حين فندني سكري
قال آخر:
ليس من شأنـه إذا دارت ال ... كأس فأزرى إدمانـها بالحلوم
قول ما يسخط النديم وإن ... أسخطه عند ذاك قول النديم
قال آخر:
ورضيع راضعت في كبر الس ... ن وأضحى أخا لدي مطاعا
لم يكن بيننا رضاع ولكن ... صيرت بيننا المدام رضاعا
قال يحيى بن زياد:
ولست له في فضلة الكأس قائلا ... لأصرفه عنـها تحس وقد آبى
ولكن أحييه وأكرم وجهه ... وأشرب ما أبقى وأسقيه ما اشتهى
قال حميد بن عبد الحميد الطوسي لبعض من استأذن عليه وهو في النبيذ:
إن كنت ترضى بالسواء وبالتي ... تدع الصحيح من الرجال سقيما
فادخل على حجر الحداق ترى لها ... فضلا أبان خلائقا وجسوما
متفضلين مقددين قد أسندوا ... زقا أمق وبربطا مختوما
قال آخر:
أعيذك من ركبة بالعشي ... تحط وتهدم قدر النبيل
فإما رجعت بذل الحجا ... ب وإما حللت محل الثقيل
الباب الخامس والثمانون
ذكر
ما قيل في ذم الإخوان وشكاية الزمان
حدثنا محمد بن سلمة الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن حرب قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عروة عن عائشة قال: كانت عائشة من أفصح الناس وأقولهم لشعر لبيد. قالت: قال لبيد في الجاهلية:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتأكلون ملاذة وخيانة ... ويعاب قائلهم وإن لم يشغب
قالت عائشة: وكيف بلبيد لو أدرك زماننا هذا، قال عروة: فكيف بعائشة لو أدركت ما نحن فيه اليوم. قال هشام: كيف بأبي لو أدرك ما نحن فيه اليوم.

(1/218)

حدثنا أبو البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر قال: حدثنا محمد بن جعفر الأحمر قال: كنا يوما عند أبي نعيم فتذاكرنا حديث عائشة حيث ذكرت شعر لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
قال: فأنشدنا أبو نعيم:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفا في أراذل النسناس
في أناس تعدهم في عديد ... فإذا فتشوا فليس بناس
كلما جئت أبتغي النيل منـهم ... بدروني قبل السؤال بياس
وبكوا لي حتى تمنيت أني ... مفلت عند ذاك رأس براس
قال آخر:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضا ليدفع معور عن معور
ولطفيل بن أسود المحاربي:
أشاقك ربع بالستار قديم ... أقام وما من حل فيه مقيم
لإقحاط أعوام كأن وليدها ... وإن كان حي الوالدين يتيم
قال آخر:
أخ بيني وبين الدهر ... صاحب أينا غلبا
صديقي ما استقام فإن ... نبا دهر علي نبا
وثبت على الزمان بـه ... فعاد بـه وقد وثبا
ولو عاد الزمان أخا ... لعاد بـه أخا حدبا
قال ابن طوعة الفزاري:
فلو أن قومي أكرموني وأتأقوا ... سجالا بها أسقي الذين أساجل
كففت الأذى ما عشت عن حلمائهم ... وناضلت عن أحسابهم من يناضل
ولكن قومي عزهم سفهاؤهم ... عن الأمر حتى ليس للأمر حامل
تظوهر بالعدوان واختيل بالغنى ... وشورك في الرأي الرجال الأماثل
قال آخر:
إني ابتليت بمعشر ... نوكى أخفهم ثقيل
قوم إذا جالستهم ... صدئت لقربهم العقول
قوم حضور غيب الأذ ... هان ليس لها قبول
لا يفهمون حديثهم ... ويحل عنـهم ما أقول
فهم كثير بي وأع ... لم أنني بهم قليل
قال عمرو بن قميئة:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمى وليس يرام
فلو أنـها نبل إذا لاتقيتها ... ولكنما أرمى بغير سهام
وأفنى وما أفني من الدهر ليلة ... ولم يغن ما أفنيت سلك نظام
وأهلكني تأميل يوم وليلة ... وتأميل عام بعد ذاك وعام
وللبحتري:
لنا في كل يوم أصدقاء ... تعود عدى وحالات تجول
وما فقد الجميل لقرب عهد ... فيسأل عنـه بل نسي الجميل
ولإبراهيم بن العباس:
وكنت أخي بإخاء الزما ... ن فلما نبا صرت حربا عوانا
وكنت أعدك للنائبا ... ت فقد صرت أطلب منـه الأمانا
وكنت أذم إليك الزما ... ن فقد صرت أحمد فيك الزمانا
وقال إبراهيم بن العباس أيضا:
أخ كنت أوى منـه عند ادكاره ... إلى ظل أيام من العز باذخ
جرت نوب الأيام بيني وبينـه ... فأقلعن منا عن ظلوم وصارخ
فإني وإعدادي لدهري محمدا ... كملتمس إطفاء نار بنافخ
وذكر لنا عن نعيم بن حماد أنـه قال: بلغنا أن سهما وجد على عهد تبع ملقى في واد مكتوب عليه بيتان من شعر، فترجم فإذا هو:
ألا هل إلى أبيات شيخ بذي اللوى ... لوى الرمل فاصدقني النفوس تعاد
بلاد بها كنا وكنا نحلها ... إذا الناس ناس والبلاد بلاد
قال فنظرنا، فإذا السهم منذ سقط إلى أن وجد ألف عام.
قال إبراهيم بن العباس:
نعم الزمان زماني ... الشأن في الخلان
ممن رماني لما ... رأى الزمان رماني
ومن ذخرت لنفسي ... فعاد ذخر الزمان
وقيل لي خذ أمانا ... من أعظم الحدثان
لما التمست أمانا ... إلا من الإخوان
وأنشدنا أبو طاهر الدمشقي:
إذا مجلس الأنصار خف من أهله ... وأقفر من أهل الصفاء المثلم
فما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التي كنت تعلم
ولآخر:
جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنزل الدين طالبه

(1/219)

فربيته حتى إذا كان شيظما ... يكاد يساوي غارب الفحل غاربه
تعمد حقي ظالما ولوى يدي ... لوى يده الله الذي هو غالبه
قال علي بن جبلة:
جمعت له جمع امرئ ذي مودة ... وحطت عليه الود من كل جانب
وأصفيته مني هوى لا يشوبه ... خلاف ولا يبليه طول التجارب
فلما زهاه الفضل وامتد شأوه ... وأصبح في الإخوان جم ......
رماني بسهم كنت قبل أريشـه ... وودع مني صاحبا أي صاحب
قال أبو هشام:
لولا القديم وحرمة مرعية ... لقطعت ما بيني وبين هشام
لا حرمة الأدب القديم يصونـها ... وأراه يدفع حرمة الإسلام
فكأنما كانت مودتنا له ... وإخاؤنا حلما من الأحلام
قال آخر:
تعالى الله ما قرب ... بعض الناس من بعض
قال آخر:
هموم أناس في أمور كثيرة ... وهمي من الدنيا خليل مساعد
نكون كروح بين جسمين فرقا ... فجسما هما جسمان والروح واحد
وقال آخر:
رب قد ملني من كنت أحسبه ... إن مت مات معي صبرا وإسعادا
فراحة بخلاص أو بعاجلة ... من المنايا نغير العمر إنفادا
أنشدني أحمد بن أبي طاهر:
وصديق لا عيب فيه إذا ... فتش إلا اغتيابه للصديق
إن يلاحظك فالشفيق وإن ... غبت فسبع عليك غير شفيق
قال آخر:
يا صاح في قلبه البغضاء راكدة ... فالنفس تكتمـها والعين تبديها
والعين تعرف في عيني محدثها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها
قال آخر:
إني وإن بني بكر على خلق ... عما قليل أراه سوف ينكشف
يزملون جنين الضغن بينـهم ... والضغن أشوه أو في وجهه كلف
إن كاتموا بالقلى عمت عيونـهم ... والعين تظهر ما في القلب أو تصف
قال آخر:
تخذتكم درعا وترسا لتدفعوا ... نبال العدى عني فكنتم نصالها
وقد كنت أرجو منكم خير ناصر ... على حين خذلان اليمين شمالها
فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي ... ذماما فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا وقفة المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي والعدى ونبالها
قال آخر:
ألا أيها الدهر الذي قد مللته ... لتخليطه هلا مللت حياتي
فقد وجلال الله حييت دائبا ... إلي على حب الحياة وفاتي
قال آخر:
كسالى إذا لاقيتهم غير منطق ... يعل بها المحزون وهو عناء
وإني لأرجوكم على بطئ سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاء
أخبر من لاقيت إن قد وفيتم ... ولو شئت قال المخبرون أساءوا
فهلا سعيتم أسرة مازن ... وهل كل حي في الوفاء سواء
قال آخر:
من الأخلاء من أمست مودته ... مع الزمان إذا ما خاف أو عتبا
إذا وترت امرءا فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد بـه عنبا
قال آخر:
وموارب يخفي ضغائنـه ... حسن الثياب وعرضه خلق
فتوق خلة كل ذي ملق ... متلون وانظر بمن تثق
قال آخر:
لكل امرئ شكل من الناس مثله ... فأكثرهم شكلا أقلهم عقلا
وكل أناس آلفون لشكلهم ... فأكثرهم عقلا أقلهم شكلا
لأن الكثير العقل ليس بواحد ... له في شريح حين تعقده عدلا
وكل سفيه طائش إن فقدته ... وجدت له في كل ناحية مثلا
قال آخر:
وصاحب كان لي وكنت له ... أشفق من والد على ولد
كنا كساق سعت بنا قدم ... أو كذراع نيطت إلى عضد
حتى إذا استرفدت يدي يده ... كنت كمسترفد يد الأسد
قال آخر:
فأنت أخي ما لم تكن لي حاجة ... فإن أعرضت أيقنت أن لا أخا ليا
فلا زاد ما بيني وبينك بعدما ... عرفتك في الحاجات إلا تنائيا
فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عيب السخط تبدي المساويا

(1/220)

وهذا لعمري من أحسن الكلام لفظا وأجوده معنى، وأنـه لسهل المأخذ قريب من الحق وقد ذكرنا في هذا الباب والذي قبله من مدح الزمان، وذمـه، ومساوئ الإخوان ومحاسنـهم، ومن وصف وفائهم وتغيرهم ما يدل ذوي الخواطر الصحيحة على أن الفريقين جميعا معا غير مصيبين للحقيقة إذ الزمان لم يعر من سداد وفساد، ولم يخل من أهل وفاء ورعاية، ومن أهل غدر وخيانة. فمن سامحه الزمان بما يهواه ويثبت له الإخوان على الخلق الذي يرضاه، مدح زمانـه، وحمد إخوانـه. ومن جرى عليه الأمر بخلاف ذلك، صرف الأمر فيه إلى فساد الزمان، وغدر الإخوان، على أن منـهم من يذم إخوانـه، ويعذر زمانـه. ألم تسمع الذي يقول:
أرى حللا تصان على رجال ... وأعراضا تهان فلا تصان
يقولون الزمان بـه فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان
قال آخر:
إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يفسدان ولكن يفسد الناس
فلا يغرنك أضغان مزملة ... قد يضرب الدبر الرامي بإحلاس
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وأنصف من هؤلاء كلهم الذي يقول:
وأعيب العيب بعد الشرك تعرفه ... في كل نفس عماها عن مساويها
عرفانـها بعيوب الناس تبصره ... فيهم وليس ترى العيب الذي فيها
يا عائب الناس قد أصبحت متهما ... إذ عبت منـهم أمورا أنت آتيها
كالملبس الناس من عري وعورته ... للناس بادية ما إن يواريها
الباب السادس والثمانون
ذكر
من ارتجل شعرا
لم يقدم له قبل ذلك فكرا
حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن شبيب قال: حدثني حفص بن الأروع الطائي قال: كنت أسير في بلاط طي، فرأيت جارية تسوق أعنزا لها فقلت: يا جارية، أي البلاد أحب إليك، فقالت:
أحب بلاد الله ما بين منعج ... إلي وسلمى أن يصوب سحابها
بلاد بها حل الشباب تمائمي ... وأطيب أرض مس جلدي ترابها
وأنشدتني أم الجحاف الطائية ببلاط طي:
بلاد بها أدركت جدي ووالدي ... وأطيب أرض مس جلدي ترابها
وذكر أن جميلا وكثيرا وعمر بن أبي ربيعة اجتمعوا يوما عند عبد الملك ابن مروان، فأوقرت ناقة ورقاء، ثم قال: ليقل كل واحد منكم أبياتا في الغزل، فأيكم كان قوله أحسن فهي له، قال جميل:
حلفت يمينا يا بثينة صادقا ... فإن كنت فيها كاذبا فعميت
حلفت لها والبدن تدمى نحورها ... لقد شقيت نفسي بها وعنيت
ولو أن جلدا غير جلدك مسني ... وباشرني تحت اللحاف شريت
ولو أن داعي الموت يدعو جنازتي ... بمنطقكم في الناطقين حييت
وقال كثير:
بأبي وأمي أنت من معشوقة ... فطن العدو لها فغير حالها
وسعى إلي بعيب غرة نسوة ... جعل الإله خدودهن نعالها
ولو أن عزة خاصمت شمس الضحى ... في الحسن عند موفق لقضى لها
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ألا ليت أني حين تدنو جنازتي ... شممت الذي ما بين عينيك والفم
وليت طهوري كان ريقك كله ... وليت حنوطي من مشاشك والدم
وليت سليمى في المنام ضجيعتي ... أعانقها في جنة أو جهنم
فقال عبد الملك: يا صاحب جهنم دونك الناقة بما عليها، وذكروا أن عبد الملك ابن مروان جمع بين جرير والفرزدق، وأمر بناقة فأوقرت، وقال: أيكما أقام الناقة ببيت من شعر فهي له. فقال الفرزدق:
أنيخها ما بدا لي ثم أبعثها ... كأنـها نقنق يهوى بصحراء
فلم تقم الناقة فقال جرير:
أنيخها ما بدا لي ثم أبعثها ... ترخي المشافر واللحيين إرخاء
وزجر الناقة بآخر البيت، فوثبت، فدفعها عبد الملك إليه.
واجتمعا أيضا فقال جرير:
أنا القطران والشعراء جربى ... وفي القطران للجرب الشفاء
فقال الفرزدق:
فإن تك أنت قطرانا فإني ... أنا الطاعون ليس له دواء
فقال جرير:
أنا الموت الذي لا بد منـه ... وليس لهارب منـه نجاء

(1/221)

وحدثني أبو طالب الدمشقي بإسناد ذكره: أن الفرزدق وجريرا اصطحبا، فعطف جرير ناقته ليبول، وتخلف، وحنت ناقة الفرزدق فقال:
علام تلفتين وأنت تحتي ... وخير الناس كلهم أمامي
متى تأتي الرصافة تستريحي ... من الأدلاج والدبر الدوامي
ثم قال: كأنك يا ابن المراغة قد تسمع بهذين البيتين فقال:
تلفت إنـها من تحت قين ... برأس الكير والفأس الكهام
متى تأتي الرصافة تخز فيها ... كخزيك في المواسم كل عام
فلحقهم جرير فقال: الروية يا أبا حرزة، ما سمعت ما قال أخوك أبو فراس فأنشده البيتين، فأطرق جرير ثم جاء بالبيتين فقال راويتهما لعنكما الله من شيطانين يعلم كل واحد منكما ما في نفس صاحبه.
وبلغني أن الفرزدق مر وهو شارب بامرأة فتعقل في سراويله، فالتفتت المرأة إلى أخرى فقالت: انظري هذا الشيخ، كيف يتعقل في سراويله، فالتفت إليهما فقال:
وأنت لو باكرت مشمولة ... صهباء مثل الفرس الأشقر
رحت وفي رجليك عقالة ... وقد بدا هنك من المئزر
وبلغني عن بعض أهل الأدب أنـه قال: كنت عند عمارة، فدخل ابن عتبة فقال: ألا أعجبكم، قلنا: بلى، قال: أنـه مرت بي الساعة امرأة وكانت منتقبة، فلما دنت مني حدرت خمارها لأنظر إليها فرأيتها فاستبشعت خلقتها، فقطبت وجهي فقالت: يا شيخ، ألا يعجبك الملاح، قلت: بلى، ثم قلت:
ويعجبني الملاح وكل دل ... ولكن لا أراك من الملاح
ولكن المليحة مثل بدر ... إذا سفرت وأنت من القباح
فخجلت وانصرفت. وذكر أن الحجاج جلس للمعزين لما مات ابنـه وأخوه، وكان بين موتهما جمعة، ووضع بين يديه مرآة، وولى الناس ظهره، وقعد في مجلسه فكان ينظر إلى ما يصنعون، فدخل الفرزدق، فلما نظر إلى فعل الحجاج ضحك، فلما رأى الحجاج ذلك منـه، قال: أتضحك، وقد هلك المحمدان، فأنشأ الفرزدق يقول:
لئن جزع الحجاج ما من مصيبة ... تكون لمحزون أجل وأوجعا
من المصطفى والمصطفى من خيارهم ... خليله إذ باتا جميعا فودعا
أخا كان أغنى أعين الأرض كلها ... وأغنى ابنـه أهل العراقين أجمعا
جناحا عقاب فارقاه كلاهما ... ولو نزعا من غيره لتضعضعا
سميا نبي الله سماهما بـه ... أب لم يكن عند النوائب أخضعا
قال إسحاق الموصلي: كان قتادة بن معرب اليشكري وزياد الأعجم عند المغيرة بن المـهلب، فتهاجيا، فأمر المغيرة فوجي عنق قتادة ومزقت عليه ثيابه:
لعمرك ما الديباج خرقت وحده ... ولكنما خرقت جلد المـهلب
فما شان عرض المرء غير قصيدة ... يسار بها في كل شرق ومغرب
وإن يدي رهن لكم بقصيدة ... تكون عليكم كالحريق المـهلب
وكان عبد الله بن العباس يمر في بعض الطريق وهو معتمد على بعض ولده فلقيه قوم فلحظوه فأنشأ ابنـه يقول:
نظروا إليك بأعين محمرة ... نظر التيوس إلى شفار الجازر
خزر العيون منكسي أبصارهم ... نظر الذليل إلى العزيز القاهر
أحياؤهم عار على موتاهم ... والميتون فضيحة للغابر
وبلغني عن عنان جارية الناطفي أن مولاها ضربها فبكت، وحضرها بعض الشعراء فقال:
بكت عنان فجرى دمعها ... كلؤلؤ ينسل من خيطه
فقالت من وقتها:
كذاك من يضربها ظالما ... تجف يمناه على سوطه
وحدثني محمد بن الخطاب الكلابي، قال: حدثت عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: قدم علينا أعرابي فجالسناه فقال: دعا القتال الكلابي رجل يدعى أبا سفيان إلى وليمة فانتظره من غده فلم يأت رسوله فأنشأ القتال يقول:
وإن أبا سفيان ليس بمولم ... بخير فهابي فقرة من حوارك
قال فقلت: أتحب أن أزيدك بيتا، قال: نعم، فأنشدته:
فبيتك خير من بيوت كثيرة ... وقدرك خير من وليمة جارك
فقال الأعرابي: والله لقد أتيت بها بعد ما تعرف الورد، وأنك لمن طراز ما رأيت بالعراق مثله، وما يلام الملوك على اصطفائهم لك، وإدنائهم إياك، ولو كان الشباب يشترى لاشتريته لك بثمن.

(1/222)

وقف أعرابي على الحسين بن علي رضوان الله عليه في المسجد الحرام وحوله حلقة فقال لبعض جلسائه: من هذا الرجل، فقال: الحسين بن علي، فقال إياه أردت، فقال: وما تصنع بـه يا أعرابي فقال: بلغني أنـهم أهل بيت حكمة، وأنـهم يتكلمون فيعربون في كلامـهم وإني قد قطعت بوادي وقفارا، وأودية، وجئت لأطارحه الكلام، وأسأله عن عويص العربية فقال له: إن كنت جئت لهذا فابدأ بذلك الشاب، وأومأ بيده إلى الحسين بن علي، فوقف عليه الأعرابي، فسلم، فرد السلام ثم قال: ما حاجتك يا أعرابي، فقال: إني قد جئتك من الهرقل والجعلل والأيتم والهيهم فتبسم الحسين وقال: يا أعرابي لقد تكلمت بكلام لا يعقله إلا العالمون. قال الأعرابي: وأقول أكثر من هذا فهل أنت مجيبي على قدر ذلك فقال الحسين: قل ما شئت، فإني مجيبك عنـه، فقال الأعرابي: أنا بدوي، وأكثر مقالاتي الشعر، وهو ديوان العرب، فقال له الحسين: قل ما شئت فإني مجيبك عنـه فأنشأ الأعرابي يقول:
هفا قلبي للهو ... وقد ودع شرخيه
وقد كان أنيق ال ... غصن جراري ذيليه
علالات ولذات ... فيا سقيا لعصريه
فلما عمم الشيب ... من الرأس بطاقيه
وأمسي قد عنا ... ني منذ تجداد خضابيه
تسليت عن اللهو ... وألقيت بعاعيه
وفي الدهر أعاجيب ... لمن يلبس حاليه
فلم يعلم ذوو رأي ... أصيل فيه رأييه
لألفى عبرة منـه ... له في كر يوميه
فقال الحسين: قد قلت فأحسنت، فاسمع مني فقال:
فما ربع شجاني ق ... د محا آيات رسميه
ومور حرجف تترى ... على تلبيد نؤييه
رأى مثعنجر الود ... ق يجود من خلاليه
وقد أحمد برقاه ... فلا ذم لرعديه
وقد جلجل رعداه ... فلا ذم لبرقيه
ثجيج الرعد ثجاج ... إذا أرخى نطاقيه
فأضحى دارسا قفرا ... ليبنونة أهليه
فقال الأعرابي: تالله ما رأيت كاليوم مثل هذا الغلام، وأغرب منـه كلاما، ولا أذرب منـه لسانا، ولا أفصح منـه منطقا، فالتفت إليه الحسين فقال: يا أعرابي:
هذا غلام كرم الرح ... من بالتطهير جديه
كساه القمر القمقام ... من نور سنائيه
ولو أعذر طماح ... فضحنا عن عذاريه
وقد أرضيت عن شعري ... وقومت عروضيه
فقال الأعرابي: بارك الله فيكما، فوالله لقد أتيتكما وأنا مبغض لكما، وانصرفت وأنا محب لكما، راض عنكما، فجزاكما الله عني خيرا ثم انصرف.
وبلغني أن الحارث بن حلزة اليشكري اعتمد على سية قوسه حتى نفذت في كفه، وهو لا يشعر بذلك، لاشتغال فكره، حتى فرغ من ارتجال القصيدة التي يقول فيها:
آذنتنا ببينـها أسماء ... رب ثاو يمل منـه الثواء
بعد عهد لها ببرقة شما ... ء فأدنى ديارها الخلصاء
لا أرى من عهدت فيها فأبكي ... أهل ودي وما يرد البكاء
أوقدت نارها بجنبي حر ... ورات فأيهات منـها الصباء
غير أني قد أستعين على ال ... هم إذا خف بالثوي النجاء
وتعاليت فاستعنت بجلمود أم ... ور فيها لناج نجاء
أتلاقي بها الهواجر إذ ك ... ل ابن هم بلية عمياء
وفعلنا بكم كما قدر الله ... وما أن للحائنين دماء
وزعمتم أن كل من ضرب ال ... عير موال لها وأنى الولاء
مثلهم يخرج الجموع من ال ... غلاق لا رأفة ولا إبقاء
وثمانون من تميم بأيديهم ... رماح صدورهن القضاء
لا يقيم العزيز بالبلد السوء ... ولا ينفع الخلي الخلاء
جمعوا أمرهم بليل فلما ... أصبحوا أصبحت لهو غوغاء
فحملناهم بطعن كما تنـهز ... في جمة الطوي الدلاء
وثنيناهم بضرب كما يخرج ... من خربة المزاد الماء
ورقدنا ببيت غسان فالمنذر ... كرها إذ لا تكال الدماء
مثلهم تخرج النصيحة لل ... قوم فلاة من دونـها أفلاء
إذ رفعنا الجمال من سعف البحر ... ين سيرا حتى تناهى القضاء
وهزمنا جموع أم قطام ... وله فارسية خضراء

(1/223)

ثم ملنا على تميم فأحرمنا ... وفينا من كل حي إماء
وأكلنا بذلك الناس حتى ... ملك المنذر بن ماء السماء
ملك أضلع البرية ما يو ... جد فيه لما لديه كفاء
أيها الشانئ المرقش عنا ... عند عمرو فما له إبقاء
لا تهنا بما فرشت فإنا ... طال ما قد وشى بنا الأعداء
فبقينا على الشناءة تنمي ... نا حدود أعزة قعساء
في أبيات عدة من هذه القصيدة فيها تمام الباب، تركناها لشـهرتها.
وهذه القصيدة وإن كانت من السبع الجارية على ألسن الصبيان والمبتدئين، فلم يمنع ذلك من ذكرنا للأدباء والمتأدبين، وإنما غرضنا من هذا الباب أن نذكر ما ارتجل من الأشعار التي لم تجر رياضتها في الادكار، فإذا أضربنا عن ذكرها، وهي من خير ما ذكرناه، كان غلطا في التأليف، وهجنة على صاحب التصنيف، وعلى أنا لم نرسم منـها إلا قليلا من كثير، ولم ندع ما تركناه منـها رغبة عنـها، غير أن الباب لا يسعه. ولعلي بن جبلة قصيدة ارتجلها بحضرة أبي دلف من وقته، وذلك أنـه دخل عليه في الشعراء، ولم يكن أعد له من نحو ما أعدوه، وهي التي يقول فيها:
ريعت لمنشور على مفرقة ... ذم لها عهد الصبا حين انتسب
أشرقن في أسود أزرين بـه ... كان دجاه لهوى البيض سبب
فنازل لم يبتهج بقربه ... وذاهب ألقى جوى حين ذهب
كان الشباب لمة أبهى بها ... وصاحبا حرا عزيز المصطحب
إذ أنا أجري سادرا في غيه ... لا أعتب الدهر إذا الدهر عتب
أبعد شأو اللهو في أترابه ... وأقصد الخود وراء المحتجب
ثم انقضى ذاك كأن لم تغنـه ... وكل مغنى فإلى يوم عطب
فحمل الدهر ابن عيسى قاسما ... ينـهض بـه أبلج فراج الكرب
تكاد تبدي الأرض ما تضمره ... إذا تداعت خيله هلا وهب
ويستهل أملا وخيفة ... بينـهما إذا استهل أو خطب
يا زهرة الدنيا ويا باب الندى ... ويا مجير الرعب من يوم الرهب
خذها امتحانا من مليء بالثنا ... لكنـه غير مليء بالنشب
وفي هذه القصيدة أبيات في وصف الفرس مقدمة على أكثر ما في نحوها، وقد ذكرناها في بابها، فكرهنا إعادتها. وعلي بن جبلة هذا هو المعروف بالعكوك، وهو جيد الذكر، مستعذب الشعر، حسن البديهة والروية.
وبلغني أن أبا دلف قال له: إنما تحسن أن تمدح، ولا تحسن أن تهجو. فقال له: الهجاء هدم، والمدح بناء، ومن يحسن البناء، يحسن الهدم، فلم يقبل القاسم ذلك منـه فقال:
أبا دلف يا أكذب الناس كلهم ... سواي فإني في مديحك أكذب
فقال له: ويلك، أسمع هذا منك، قال: لا، قال: فلا تسمعه أحدا.
الباب السابع والثمانون
ذكر
الشعر الذي يستظرف لخروجه عن حد ما يعرف
هذا شعر لا يعجم منـه شيء البتة.
احمد إلهك واعلم ما دعاك له ... وسارع الدهر واعمل أو دع العملا
المرء للأمل الممدود مأكله ... والله مد لأهل المدة الأملا
عد العداوة للإسلام وارم له ... دار المـهالك واعمد معمدا سهلا
واعدل لدى الحكم عدلا لا مرد له ... ودم دوام هداة كلهم عدلا
ومثله:
أسل هما وأحمد الله ودع ... كل ما أورد هما وأرح
ودع الحرص لأهل الحرص لا ... عد للحرص ولا أهل المرح
وعدو عاد سلما مصلحا ... صل ودع ما كر دهر أو رمح
واسمح الدهر واكرم مسلما ... حصل السر له كل المدح
طمع المرء مـهلك ... كلما أط أمر ألح
أصلح الله لك المال من ال ... حال ما أصلحه الله صلح
ومثله:
ارع الوداد لأهل ودك كلهم ... وأودهم رأس الصلاح محدد
واحمل لأهل الود كل ملمة ... واعمل كما عمل الودود الأسعد
والله مورد ما أراد محله ... ملك له كرم العلا والسؤدد
ملك هو المحمود طهر ملكه ... كرم وحلم وهو عال أوحد
ولبعض أهل هذا العصر:
لو سامح الدهر أو لو ساعد العمر ... لم أرع عهدا سواك الدهر يا عمر

(1/224)

 




[غول مازن]

نویسنده و منبع |



غول مازن

شجره نامـه - shajerh-nameh.blogfa.com

شـهرستان آمل

موقعيت جغرافيايي -

آمل يكي از شـهرستانـهاي مركزي استان مازندران هست كه از شمال بـه محمود آباد،از شرق بـه شـهرستان بابل،از مغرب بـه شـهرستان نور و از جنوب بـه استان تهران محدود مي شود.

جمعيت -

 برابر آمار سال1375،جمعيت شـهرستان آمل 298هزار نفر بوده،كه حدود54درصد جمعيت درون شـهرها زندگي مي كرده اند.پراكندگي جمعيت اين شـهرستان،در درجه اول،ناشي از ميزان حاصلخيزي خاك مي باشد.

تقسيمات سياسي -

 طبق آخرين تقسيمات كشوري،اين شـهرستان از دو بخش(مركزي و لاريجان) و8 دهستان تشكيل شده است.از نقاط شـهري آن،شـهر آمل و رينـه را مي توان نام برد.

سابقه تاريخي و جاذبه هاي جهان گردي -

 به موجب پژوهشـهاي خاور شناسان،طايفه يا قوم آمارد كه پيش از تاپوريها بـه سرزمين تپورستاني(طبرستان) مـهاجرت كرده بودند.در منطقه آمل كه مستعد وآباد تر از ساير نقاط طبرستان بود سكونت اختيار كردند.

آمل مخفف همان آمارد يا آماردان بوده كه بر اثر كثرت استعمال بـه تدريج تغيير شكل داده و به صورت آمل درون آمده است.حمدالله مستوفي بناي شـهر آمل را بـه طهمورث،پادشاه پيشدادي،نسبت مي دهد.از مـهمترين بناهاي تاريخي و نقاط ديدني اين شـهرستان مي توان مشـهد مير بزرگ(مقبره مير قوام الدين مرعشي)،مقبره مير حيدر آملي،امامزاده ابراهيم،امامزاده عبد الله،بقعه شمس آل رسول،پل دوازده پله،قله شاهان دشت،پارك جنگلي آمل(ميرزا كوچك خان) و آبهاي معدني لاريجان(آمولو)،اسك و استراباكو را نام برد

 

 

* * *

شـهرستان محمودآباد

موقعيت جغرافيايي

شـهر محمودآباد كه مركز شـهرستان محمودآباد مي باشد شـهري هست با سابقه كهن بندري اين شـهر درون شمال غربي شـهرستان محمودآباد واقع هست و موقعيت جغرافيايي آن 21 دقيقه و 52 درجه طول جغرافيائي و 25دقيقه و 36 درجه عرض چغرافيائي مي باشد و حدود 18 كيلومتر مربع مساحت دارد و طبق سرشماري سال 1375 جمعيت شـهر بـه 19883 نفر رسيده هست .

 طبق آخرين نقشـه شـهر اين شـهر از شمال بـه پايان محدوده تليكسر بـه طول 4 كيلومتر و از سوي خاور بـه طول 3 كيلومتر که تا 20 دستگاه و از سمت باختر که تا دانشكده فني مـهندسي نفت بـه طول 3 كيلومتر كشيده شده هست .

فاصله آن که تا تهران 205 كيلومتر و تا آمل 20 كيلومتر هست نزديكترين بندري هست كه تهران را بـه درياچه خزر وصل مي كند و درحال حاضر داراي سه خيابان عريض و چندين خيابان فرعي هست چون بحث مور نظر ما شـهر محمودآباداست درون مبحثهاي ديگر بطور گسترده درون اين باره سخن بـه ميان خواهد آمد.

*****

*****

*****

شـهرستان بابل

موقعيت جغرافيايي

 بابل يكي از شـهرستانـهاي مركزي استان مازندران هست كه از شمال بـه شـهرستان بابلسر،از مشرق بـه شـهرستانـهاي قائم شـهر و سوادكوه،از مغرب بـه شـهرستان آمل،و از جنوب بـه كوهپايه ها و دامنـه هاي شمالي رشته كوههاي البرز محدود مي شود.

جمعيت طبق سر شماري سال 1375،جمعيت شـهرستان بابل،حدود421هزار نفر بوده است.بيش از 43درصد جمعيت آن شـهر نشين و بقيه روستا نشين هستند.تراكم جمعيت درون قسمت جلگه اي بيشتر از مناطق كوهپايه اي است.

تقسيمات سياسي

شـهرستان بابل،شامل پنج بخش مركزي،بند پي شرقي،بند پي غربي،بابل كنار و لاله آباد،11 دهستان و 2 شـهر(بابل و امير كلا)مي باشد

سابقه تاريخي

نام اين شـهر درون قديم مامطير بوده و در قرن هشتم بـه بار فروش ده معروف شد.از زمان صفويه اين شـهر را بارفروش مي ناميدند.در سال 1311 بـه بابل تغيير نام داد،زيرا رود بابل درون غرب آن جريان دارد.شـهر بابل با توجه بـه موقعيت جغرافيايي،نزديكي بـه دريا،و شرايط طبيعي مناسب،در سالهاي اخير بـه سرعت توسعه يافته است

اماكن مذهبي،آثار باستاني و جاذبه هاي جهانگردي

شـهرستان بابل داراي امامزاده هاي متعددي است.آرامگاه قاسم بن موسي كاظم و برادرش حمزه(آستانـه)،مقبره سلطان محمد طاهر و پل محمد حسن خان بر روي رود بابل،از آثار تاريخي مـهم اين شـهرستان بـه شمار مي آيد.شـهرستان بابل با توجه بـه موقعيت ارتباطي،آب وهواي معتدل و مناظر طبيعي بسيار زيبا،كوهپايه هاي پوشيده از جنگلهاي انبوه و رودخانـه بابل،از مناطق مـهم جذب جهانگرد درون استان است

 * * *

شـهرستان بابلسر

موقعيت جغرافيايي

شـهرستان بابلسر درون قسمت مركزي استان مازندران و در ساحل جنوبي درياي مازندران قرار دارد.اين شـهرستان،از شمال بـه درياي مازندران،از جنوب بـه شـهرستان بابل،از شرق بـه شـهرستان قائمشـهر و جويبار،و از مغرب بـه شـهرستان محمودآباد محدود مي گردد

جمعيت

طبق سرشماري سال 1375،شـهرستان بابلسر،حدود155 هزار نفر جمعيت داشته است.حدود40 درصد مردم درون شـهرها زندگي مي كنند.تراكم جمعيت درون شـهرهاي بابلسر،فريدون كنار و روستاهاي اطراف فريدون كنار بيشتر از ساير مناطق شـهرستان مي باشد

تقسيمات سياسي

اين شـهرستان،قبلاً بخشي از شـهرستان بابل بود،ولي درون سال 1369 بـه شـهرستان تبديل گرديد.بابلسر بـه چهار بخش(مركزي،فريدونكنار،بخش رود بست و بهنمير) و هشت دهستان تقسيم مي شود

آثار تاريخي و جاذبه هاي جهانگردي

از آثار تاريخي مـهم شـهرستان بابلسر،بقعه امامزاده ابراهيم(برادر حضرت امام رضا(ع))است بـه علت وجود همين آرامگاه درون گذشته بابلسر بـه نام مشـهدسر شـهرت يافته بود.از جاذبه هاي شـهرستان بابلسر،وجود ساحل زيباي درياي مازندران و رود بابل و امكانات دانشگاهي و پزشكي را مي توان نام برد.هر ساله مسافران زيادي از ديگر استانـهاي ايران براي استراحت واستفاده از آب درياي مازندران بـه اين شـهرستان مي آيند                     

* * *

شـهرستان بهشـهر

موقعيت جغرافيايي

شـهرستان بهشـهر از شمال بـه درياي مازندران(خليج گرگان)،از غرب بـه شـهرستان ساري،از جنوب بـه شـهرستان نكا و استان سمنان،واز مشرق بـه شـهرستانـهاي كرد كوي وبنرگز درون استان گلستان محدود است

جمعيت

طبق سرشماري سال 1375 جمعيت اين شـهرستان حدود 177هزار نفر بوده هست كه حدود 56 درصد درون شـهرها و بقيه درون روستاها زندگي مي كنند.پراكندگي جمعيت درون شـهرستان بهشـهر،به نسبت حاصلخيزي خاك و وجود مراكز صنعتي است،به طوري كه درون ارتفاعات جنوبي و سواحل شمالي بـه علت پيشروي آبهاي شور،جمعيت كمتري سكونت دارند

تقسيمات سياسي

طبق آخرين تقسيمات سياسي،اين شـهرستان بـه سه بخش مركزي، غول مازن گلوگاه و يانـه سر، و هفت دهستان تقسيم شده است.بهشـهر از شـهرهاي پر جمعيت اين شـهرستان است

سابقه تاريخي و جاذبه هاي جهانگردي

آثار بـه دست آمده از غارهاي(هوتو،كمربند و كلت) حاكي از آن هست كه سابقه سكونت درون بهشـهر بـه دوره ميان سنگي مي رسد.به علت وجود شرايط مساعد درون دامنـه كوههاي جهان موراي(البرز شرقي)،بهشـهر امروزي بـه عنوان يكي از روستاهاي پيش از تاريخ شكل گرفته هست و درون طول تاريخ،نامـهاي مختلفي نظير تميشـه،ناميه،خرگوران،پنجهزاره و آسيا بستر داشته است.در زمان شاه عباس،اشرف البلاد(اشرف شـهرها)،و درون دوره رضاخان بهشـهر نام گرفت.اين شـهر بنا بـه دلايلي مورد توجه شاه عباس صفوي قرار مي گيرد و بدين جهت دگرگونيهاي عمده اي درون بافت و سيماي شـهر پديد مي آيد.از جمله عمارتهاي دلگشا،خيابانـهاي عريض، هاي مختلف،حوضچه هاي زيبا و آب انبار ها ايجاد مي شود و لوله كشي انجام مي گيرد.اين ابنيه اكنون از عوامل اصلي جذب جهانگردان بـه اين شـهر هستند.از آثار باستاني اين شـهرستان،مي توان كاخ صفي آباد،باغ و عمارت چهلستون(كاخ شـهرداري فعلي و قصر سلطنتي شاه عباس)،سر چشمـه عمارت(در حال ويراني) استخر يا درياچه عباس آباد و غارهاي متعدد را نام برد

                       

* * *

شـهرستان تنكابن

موقعيت جغرافيايي-

اين شـهرستان،از شمال بـه درياي مازندران،از جنوب بـه رشته كوه البرز مركزي (استان قزوين)،از شرق بـه شـهرستان چالوس و از غرب بـه شـهرستان رامسر محدود مي شود.

جمعيت-

بي گمان پيش از ورود و استقرار آرياييها درون اين سرزمين،اقوام بومي درون مناطق مختلف تنكابن مي زيسته اند.

استخوانـهايي كه درون مناطق كوهستاني پيدا شده،حاكي از آن هست كه اقوامي از آماردها(آمردها)در اين ديار سكونت داشـه اند.

ساكنان كنوني تنكابن را مي توان از نوع مختلط دانست.جمعيت اين شـهرستان درون سر شماري سال 1375 به174هزار نفر رسيده است.

تقسيمات سياسي-

شـهرستان تنكابن طبق آخرين تقسيمات كشوري از دو بخش و شش شـهر وهفت دهستان تشكيل شده است.اين شـهرستان گاهي بخشي از گيلان وگاه بخشي از مازندران بـه شمار مي رفته است.تا اينكه درون زمان قاجاريه بـه مازندران پيوست و تا امروز يكي از شـهرستان هاي مازندران بـه شمار مي آيد.

در مورد نام تنكابن سياح معروف فرانسوي، ژاك دومورگان،اعتقاد دارد كه تنكا نام دژي بوده هست كه درون حمله تيموريان از بين رفته هست و تنكابن يعني دژ يا قلعه پايين تنكاست كه مركزآن خرم آباد بود ولي بعداً تمام تشكيلات اداري، سياسي و اقتصادي بـه تنكابن فعلي منتقل شد.

آثار باستاني-

با توجه بـه اينكه شـهرستان تنكابن پيشينـه تاريخي ديرينـه اي دارد،آثار باستاني و تاريخي بسياري درون آن وجود دارد،از جمله،قبرهاي زرتشتيان درون نقاطي مانند دو هراز و سه هراز،اماكن متبركه منطقه امامزاده سّيد قوام الدين درون كبود كُلايه خرم آباد،بقعه سّيد علي كيا درون پايين بلده(قلعه گردن)،امامزاده قاسم كه نسبتش بـه علي بن ابيطالب(ع) مي رسد درون محل جزما درون دو هزار.

جاذبه هاي جهانگردي-

اين شـهرستان با داشتن موقعيت جغرافيايي بسيار خوب و واقع شدن درون كنار درياي مازندران و برخورداري از هواي خوب و ملايم،سبب جذب مسافر و جهانگرد از سراسر ايران و جهان بـه اين محل مي شود.خاصه درون تعطيلات عيد نوروز و تابستان ،بسياري از خانواده هاي ايراني روانـه اين شـهرستان مي شوند كه بـه طور مستقيم وغير مستقيم درون اقتصاد تنكابن اثر مثبت دارد.

* * *

شـهرستان چالوس

موقعیت جغرافیـایی-

این شـهرستان از شمال بـه دریـای مازندران، از جنوب بـه رشته کوههای البرز، از شرق بـه شـهرستان نوشـهر و از غرب بـه شـهرستان تنکابن محدود مـی شود مساحت آن 1800 کیلومتر مربع است

جمعیت-

برابر آمار سال 1375 جمعیت شـهرستان چالوس 111000نفر بوده هست که 54 درصد شـهرنشین و46 درصد روستا نشین بوده اند رشد سالانـه جمعیت این شـهرستان 7/1 درصد است

تقسیمات سیـاسی-

شـهرستان چالوس از دو بخش مرکزی و کلاردشت تشکیل شده است

تاریخ شـهرستان-

در کتابهای جغرافیـایی و تاریخی دوره اسلامـی واژه ی شالوس مکرر آمده هست به طوری کـه یـاقوت حموی درون کتاب خود مـی نویسد:شالوس شـهری هست در جَبَل درون سر حد تبرستان. غول مازن درباره وجه تسمـیه این شـهرستان مـی گویند چون بخش جلگه ای نسبت بـه ارتفاعات پست تر دیده مـی شود بدین سبب آن را «چاله است» یـا «چاله اس» مـی نامـیدند کـه به مرور زمان بـه چالِش و چالوس تغییر نام یـافت

چالوس بـه دلیل اعتدال هوا و مناظر زیبای طبیعی، جنگل، دریـا و رودخانـه از اهمـیت جهانگردی خاصی بر خوردار است.مراکز تفریحی این شـهرستان عبارتند از:پارک جنگلی فین همراه با مجتمع ایرانگردی و جهانگردی، تله کابین نمک آبرود، دره رود بارک، عَلَم کوه، دریـاچه ولشت یـا سما

 

* * *

شـهرستان رامسر

موقعيت جغرا فيايي-

رامسر درون منتهي اليه غرب استان مازندران قرار دارد واز شمال با درياي مازندران،از جنوب با ارتفاعات البرز مياني(استان قزوين)،از غرب با شـهرستان رودسر(گيلان)،و از شرق با شـهرستان تنكابن همسايه است.ارتفاع شـهر رامسر از سطح درياي آزاد20-متر است.

جمعيت-

تعداد جمعيت شـهرستان رامسر درون سال 1375حدود64هزار نفر بوده است.

تقسيمات سياسي-

شـهرستان رامسر طبق آخرين تقسيمات كشوري از يك بخش مركزي و4دهستان و دو شـهر تشكيل شده است.

سابقه تاريخي-

آنچه مشخص هست اين منطقه بيش از ده قرن آباد بوده هست و خاندانـهاي بزرگي درون آن زيسته اند كه بيشتر آنـها از سادات بزرگ مي باشند قديميترين اسمي كه درون اين مورد درون تاريخ رويان و مازندران ذكر شده هست همان سخت سر ميي باشد.در جواهر ده رامسر،مسجد آدينـه با بيش از 700سال قدمت ساخته شده هست و بقعه متبركه آقا سيد ابوالحسن درون اين شـهرستان قرار دارد.

جاذبه جهانگردي-

رامسر با داشتن مناظر طبيعي بسيار زيبا،از جمله مجاورت با دريا،كوه هاي پوشيده از جنگلهاي انبوه،آب وهواي معتدل،آب هاي معدني،باغهاي مركبات و فرودگاه،نقش مـهمي درون جذب جهانگرد دارد و از اين طريق درون آمد سرشاري عايد مردم و ساكنان اين منطقه ميشود

 

* * *

شـهرستان ساري

موقعيت جغرافيايي

شـهرستان ساري از شمال و شمل شرقي بـه درياي مازندران و شـهرستان بهشـهر،از جنوب و جنوب شرقي بـه رشته كوههاي البرز و استان سمنان،از مشرق بـه شـهرستان بهشـهر و نكا و از مغرب بـه شـهرستانـهاي قائم شـهر،سواد كوه و جويبار محدود است

جمعيت

بر اساس سرشماري سال 1375،شـهرستان ساري حدود424هزار نفر بوده كه تقريباً47 درصد آن شـهر نشين و بقيه روستا نشين بوده اند

تقسيمات سياسي

برابر آخرين تقسيمات سياسي كشور،شـهرستان ساري از چهار بخش،شامل(مركزي،چهار دانگه،ميانرود و دودانگه) و چهار دهستان تشكيل شده است.شـهر ساري مركز استان مازندران،از نظر اداري و بازرگاني نقش مـهمي درون سطح استان دارد

سابقه تاريخي و جاذبه هاي جهانگردي

شـهر ساري را درون قرن اول هجري سپهبد فرخان حاكم تبرستان،به نام پسر خود سارويه،بنا كرد و پس از آن يزدبن مـهلب سردار اموي اين شـهر را ويران كرد.منصور،خليفه عباسي،شـهر ساري را فتح كرد و مسجدي درون آن بنا نمود.از آن پس،ساري مركز سادات زنديه و مرعشي گرديد.در سال 260 هجري قمري،يعقوب ليس صفاري اين شـهر را تصرف كرد.سپس شـهر بـه دست اسماعيل ساماني افتاد و زماني هم آل زيار و آل بويه بـه ساري دست يافتند درون 424 هجري قمري محمود غزنوي وارد ساري شد.سپس مرعشيان بر ساري مسلط شدند ودر سال795تيمور لنگ مردم مازندران و از جمله مردم ساري را قتل عام نمود و بعد ها درون زمان صفويه،بناهايي درون شـهر ساري ساخته شد.مـهمترين آثار تاريخي و اماكن مذهبي اين شـهرستان،مقبره ملا المجد الدين،امامزاده يحيي،امامزاده عباس،مسجد جامع و بناهاي خزر آباد(مربوط بـه دوره صفويه) و قلعه مازيار درون چهار دانگه است

جاذبه هاي شـهرستان ساري،بيشتر بـه خاطر مركز استان بودن،سواحل درياي مازندران،دشت ناز ساري و جنگلهاي سرسبز است

   

* * *

شـهرستان سواد کوه

موقعیت جغرافیـایی-

شـهرستان سواد کوه منطقه ای کوهستانی هست که از شمال بـه شـهرستان قائم شـهر،از مغرب بـه شـهرستان بابل،از مشرق بـه دودانگه ساری و از جنوب از طریق خط الرأس کوههای البرز، بـه استان تهران و سمنان محدود است

جمعیت-

بر اساس سر شماری سال 1375، جمعیت شـهرستان سواد کوه،69هزار نفر بوده است.44 درون صد جمعیت آن روستانشین  و بقیـه شـهر نشین هستند.از نظر پراکندگی جمعیت،هر چه از سمت جنوب بـه شمال پیش مـی رویم،به تراکم جمعیت افزوده مـی شود

تقسیمات سیـاسی-

شـهرستان سواد کوه برابر آخرین تقسیمات کشوری،شامل دو بخش مرکزی و شیرگاه، شش دهستان  و چهار شـهر (پل سفید، زیرآب،شیرگاه آلاشت) مـی باشد.این شـهرستان که تا سال 1359یکی از بخشـهای شـهرستان قائم شـهر بـه شمار مـی رفت، ولی با توجه بـه موقعیت ارتباطی، و استخراج معادن، بـه صورت شـهرستان مستقل درون آمده است

اماکن مذهبی،آثار تاریخی،جاذبه های جهانگردی-

از اماکن مذهبی شـهرستان سواد کوه،به بقعه امامزاده عبد الحق مـی توان اشاره کرد کـه در زیرآب قرار دارد.همچنین آرامگاه امامزاده زکریـا،امامزاده یحیی،و امامزاده صالح درون این شـهرستان قرار دارند.از آثار تاریخی مـهم شـهرستان سواد کوه،برج لاجیم است. غول مازن پل ورسک، تونل گدوک، سه خط راه آهن ورسک معروف بـه سه خط طلا، و غارهای مختلف پل شاپور نزدیک شیرگاه،از دیدنیـها و آثار تاریخی شـهرستان سواد کوه مـی باشد.به طور کلی، شـهرستان سواد کوه با درون نظر گرفتن موقعیت جغرافیـایی، کوهستانـها، مناظر زیبای طبیعی، اعتدال آب و هوا درون تابستان، پوشش گیـاهی انبوه ،رود خانـه ها و چشمـه سارهای متعدد، یکی از مناطق دیدنی استان مازندران بـه شمار مـی رود و مـی تواند جهانگردان زیـادی را جذب نماید

 

* * *

شـهرستان قائم شـهر

موقعیت جغرافیـایی-

شـهرستان قائم شـهردر جلگه ساحلی دریـای مازندران و در دامنـه شمالی رشته کوههای البرز شرقی قرار دارد و از مشرق بـه شـهرستان ساری، از مغرب بـه شـهرستان بابل، از جنوب بـه شـهرستان سواد کوه و دامنـه شمالی رشته کوههای البرز،از شمال بـه جویبار محدود مـی شود

جمعیت-

جمعیت شـهرستان قائم شـهر درون سر شماری سال 1375حدود 328 هزار نفر بوده است.جمعیت شـهری بیش از 48در صد مـی باشد.از لحاظ پراکندگی جمعیت،هر چه از جنوب بـه سمت شمال پیش مـی رویم،با توجه بـه هموار بودن زمـین، حاصلخیزی خاایر عوامل طبیعی مناسب، بـه تراکم جمعیت افزوده مـی شود

تقسیمات سیـاسی-

طبق آخرین تقسیمات کشوری،شـهرستان قائم شـهر دارای دو بخش مرکزی و کیـاکلا و شش دهستان و دو شـهر (قائم شـهر و کیـاکلا)است

سابقه تاریخی-

شـهرستان قائم شـهر درون گذشته محل زندگی اقوامـی بـه نام تپوری بوده کـه ساکنان اصلی مازندران را تشکیل مـی دادند.شـهر قائم شـهر حدود 60 سال قبل روستایی بـه نام علی آباد بود کـه از توابع ساری بـه شمار مـی رفت و جمعیت آن چند صد نفر بود و روزهای چهار شنبه درون آن بازار هفتگی برگزار مـی شد از سال 1308 بـه تدریج کارخانـه های صنعتی درون این شـهر احداث شد. و این عوامل و نیز احداث راه آهن سراسری موجبات توسعه آن را فراهم آورد.در سال 1314 علی آباد بـه شاهی تغییر نام یـافت.در سال 1357 درون جریـان انقلاب اسلامـی قائم شـهر نامـیده شد

آثار باستانی و جاذبه های جهانگردی-

از آثار تاریخی و اماکن مذهبی شـهر قتئم شـهر، مـی توان چندین امامزاده از جمله امامزاده محمد درون جاده کیـاکلا، آرامگاه شیخ طبرسی  درون دهستان بالا تجن و تپه های باستانی بـه ویژه تپه باستانی گرد کوه درون جمنان را نام برد کـه همراه با پوشش جنگلی جنوب رودخانـه ها و سواحل دریـا،جاذبه های چشمگیری ایجاد کرده اند

* * *

شـهرستان نور

موقعيت جغرافيايي -

 شـهرستان نور از شمال بـه درياي مازندران،از جنوب (از طريق كندوان و قله دماوند)به استان تهران،از شرق بـه شـهرستان آمل و از غرب بـه شـهرستان نوشـهر محدود است.

جمعيت -

 طبق سر شماري سال1375،جمعيت شـهرستان نور، حدود 95هزار نفر بوده است.

تقسيمات سياسي -

شـهرستان نور داراي سه بخش(مركزي،چمستان،بلده) و نـه دهستان مي باشد.نقاط شـهري آن،شامل شـهرهاي نور و رويان است.

سابقه تاريخي و جاذبه جهانگردي -

 نور قبل از صفويه بـه رستم دار معروف بوده و يكي از قديمي ترين شـهرهاي مازندران غربي است.تا چند سال قبل آن را سولاره مي ناميدند.در مورد وجه تسميه اين شـهر،نظرات گوناگوني وجود دارد.مي گويند اين اسم از صافي و روشنايي رود نور كه نور آفتاب را منعكس مي نمايد،گرفته شده است.

آثار تاريخي -

از آثار تاريخي و باستاني اين شـهرستان،مي توان روستاي ناتل،دليران سرا و قلعه هاي تاريخي متعدد،از جمله قلعه نور درون بلده را نام برد.كاخ تميشان،سواحل دريا و پارك جنگلي نور،از مناظر دلپذير و آب و هواي معتدل و ملايم از جاذبه هاي اين شـهرستان بـه شمار مي روند.

* * *

شـهرستان نوشـهر

موقعيت جغرافيايي-

اين شـهرستان از شمال بـه درياي مازندران.از جنوب وجنوب غربي بـه رسته كوههاي البرزغربي و مذكزي (قزوين)،از شرق بـه شـهرستان نور واز غرب بـه شـهرستان چالوس محدود مي شود.ارتفاع شـهر نوشـهر20-متر از سطح درياي آزاد است.

جمعيت-

برابر آمار سال 1375جمعيت شـهرستان نوشـهر215هزار نفر بوده است.

تقسيمات سیـاسی-

اين شـهرستان از دو بخش(مركزي و كجور)وپنج دهستان تشكيل شده است.نقاط شـهري آن نوشـهر است.

سابقه تاريخي وجاذبه جهانگردي-

نوشـهر درون گذشته دهكده اي بـه نام(خاچك)بود كه بـه علت واقع شدن درون كنار دريا و رفت وآمد كشتيهاي تجاري،مورد توجه حبيب الله خان خلعتبري،پدر محمد ولي خان تنكابني قرار گرفت و به نام حبيب آباد معروف شد.در سال 1305 بـه نام دهنو خوانده شد از آن پس،با احداث ساختمان هاي تازه و خيابانـهاي جديد توسعه شـهر آغاز شد.سر انجام درون سال 1311(شمسي)يك شركت هلندي تاسيسات متعدد بندري درون اين محل احداث كرد درون سال 1318عمليات بندر سازي بـه پايان رسيد و نام محل از دهنو بـه نوشـهرتبديل شد.در سال 1327،نوشـهر بـه صورت شـهرستان درآمد. امامزاده يحيي و بقعه سّيد محمد بنامام جعفر صادق(ع)از اماكن متبركه شـهرستان مي باشد.

نوشـهر با برخورداري از شرايط خاص جغرافيايي و داشتن سواحل مناسب،هر ساله شمار زيادي از مسافران داخلي و خارجي را جلب مي نمايد.وجود بندر نيز بر اهميت اين شـهر افزوده است

 * * *

: غول مازن




[غول مازن]

نویسنده و منبع |



غول مازن

كتاب : الإكليل

بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني:
أولاد كهلان بن سبأ أولد كهلان بن سبأ، غول مازن فأولد زيد عربياً ومالكاً وغالباً.
بنو عريب بن زيد بن كهلان فأولد عريب عمراً، فأولد عمرو زيداً والهَمَيْسع وهو ذو القرنين السّيار، ويكنى بالصعب بقول أهل السجل وبني عريب بن زيد بن كهلان. غول مازن فأولد زيد بن عمرو أدد بن زيد، فأولد أدد بن زيد مرة ونبتا وهو الأشعر ومالكاً وهو مذحج وجلهمة وهو طيّء. غول مازن فأولد مرة بن أدد الحارث ورهماً رهط الأفعى الكاهن، وهو الذي كان بنجران تتحاكم إليه العرب. وأولد الحارث بن مرة مالكاً وعدياً، فأولد مالك بن الحراث عمراً ويعفر فأولد يعفر المعافر وأولد عمرو بن مالك يكلى وخولان خولان العالية فأولد يكلى ذا جرة بطن وهم الجرتيون باليمن. وذو جرة وخولان هذه حلال. فأولد عدي بن الحارث عفيراً ومالكاً وهو لخم وعمر وهو جذام والحارث وهو عاملة وأمـهم رقاش بنت همدان. فأولد عفير بن عدي كندياً، فأولد كندي معاوية وأشرس، فأولد أشرس السكون والسكاسك ويقال: غول مازن اسمك السكاسك مثل العواجب من الصدف، والمصانع من حمير والمعافر ويقال اسمـه سكسك، وجماع ولده السكاسك. وأولد معاوية بن كندي مرتعاً وهو عمرو ويزيد درج، فأولد مرتع ثوراً وهو كندة ومالكاً وهو الصدف وقيساً.
هؤلاء بنو عريب بن زيد بن كهلان.
بنو غالب ومالك ابني زيد بن كهلان وأولد غالب بن زيد جنادة الملك.
وأولد مالك بن زيد بن كهلان نبتاً والخيار، فأولد نبت الغوث، فأولد الغوث الأزد وعمراً وقدار ومقطعان، فأولد عمرو بن الغوث أراشة، فأولد أراشة أنمار، فأولد أنمار بجيلة وخثعم وبجيلة امرأة ينسب إليها أولادها من أنمار بن أراشة وهم: عبقر وصهيبة وخزيمة ودخل في الأزد والغوث أبو أحمس على وزن أفعل.
وخثعم نبز، وسامـه أفتل. فأولد خثعم خلف بن خثعم، فأولد خلف عِفرساً، فأولد عفرس شـهران العريضة وناهباً ونـهشاً وكوداً وربيعة أبا أكلب بطون كلها.
وأولد الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ربيعة بن الخيار والحارث الأعلى، فأولد الحارث الأعلى مالكاً، فأولد مالك الصعب ذا القرنين السيّار بقول همدان. والأزد وأنمار بن أراشة وآل عريب ومن نحا نحوهم يقولون: هو الهيمسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان. ولم يكن الملوك القدماء من كهلان إلا من ولد مالك وعريب ابني زيد بن كهلان.
وأولد ربيعة بن الخيار أوسلة بن ربيعة، فأولد أوسلة زيداً ويسمى نيلا، فأولد زيد بن أوسلة مالكاً وسبيع وتباع الأكبر، ويقال سبيع وسبع من قحطان. بطون دخلت في حاشد بن جشم. فأولد مالك بن زيد بن أوسلة الهان غي رمـهموز وأوسلة وهو همدان. وقال بعض النساب لا اسم له غير همدان ولكنـه أولد أوسلة، فأولد أوسلة نوفاً، وليس بمعروف. فأولد الهان بن مالك بكيلاً الكبرى وضماماً وصيحان وأنساً وإليه ينسب جبل أنس وهو ضوران. الذي بـه معدن البقران. من ديار الهان. وإلى صيحان بن الهاني ينسب وادي صيحان.
وبطن الهان في الهان بن مالك عدد كبير. وهم قوم عتاق عباد منـهم حوشب بن التباعي بن المسان بن ذي ظليم قتل يوم صفين. وعثمان بن سعد بن عثمان بن أيمن بن مروان بن ذي ظليم. فعقب الهان هم أقرب قبيلة إلى همدان من غيرهم من أولاد كهلان.
نسب همدان وكان همدان يسمى تلاد الملك. وفي ذلك يقول ابن الزبير الأسديّ يؤنب مضر في تقدم دار أسماء بن خارجة:
فلو كان من همدان أسماء أظهرت ... كتائب من همدان صعر خدودها
لهم كان ملك الناس من قبل، تبّع ... يقود، وما في الناس حيّ يقودها
فأولد همدان بن مالك نوفاً وفيه العدد والعزّ، وعمراً وفيه الشرف والملك، ورقاشاً زوج عدي بن الحارث.
بنو عمرو بن همدان

فأولد عمرو بن همدان زيداً، فأولد زيد بتعاً الملك وإليه ينسب سدّ بتع بالخشب مما يصالي حاز من حدود حمير وهو قريب إلى شرح يحضب بن الصوار بن عبد شمس، ولم يزل الملك في عقبه، وإليه أفضى الملك بعد أبي شرح ولم يزل في عقبه إلى قيام الرائش على ما يذكر علماء همدان وعبداً ابتقروا من بطون همدان جانباً هم وبنو عبد إل وبنو سبع بن زيد بن أوسلة، وبنو عبد بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم فسموا عبد البقر، ويقال أنـهم اجتمعوا على عبادة صنم لهم في صورة ثور، والأول من الابتقار أثبت وعفراً أبطن ثلاثة بنو زيد.
وأولد بتع الملك ابن زيد علهان ونـهفان الملكين وأمـهما جميلة بنت الصوار بن عبد شمس.
وفي بعض أخبار اليمن القديمة أنـه لما قحط القطر في زمان يوسف عليه السلام، وألحت الجراد، ساءت أحوال اليمن والحجاز ونجد، لأنـها أرض معلقة لا سوح فيها، فأمر بتع ابنيه علهان ونـهفان أن يكتبا للناس إلى خزنة الملك بمصر، وهو الوليد بن الريان من العماليق الأولى، فكتبا إلى العزيز بمصر وهو يوسف عليه السلام في حفظ من ينتشر إليه من المسترسلين ببضائعهم ونم وعروضهم وورقهم. فخرج الناس على كل صعب وذلول، وكثير من أزوادهم الجراد. فلما رآهم يوسف أوى لهم من بعد الشقة ورثى لهم من الضرة، فأمرهم باتخاذ النواضح ووصفها لهم، وعادوا فاحتفروا النواضح، فكل بئر من ذلك العهد باليمن فهي العتد العدّ التي لا تنكش ولم يزالوا يمتارون مع ذلك طول تلك المدة.
قال اللبخي: قال الحميري في كلام الحميرية وذكر خبر الأنواء: أقسمن أنجوم أبربع، ذو تغيب لو يرى سد بتع، ما بين حاز وبيت دفع ذو بمعنى لا، ولو بمعنى حتى. ذكره الحسن في التاسع من الإكليل. أي أقسمت الكواكب الأربعة وهي الصواب لا تغيب صلاة الغداة حتى يشرب سد بتع من الغيث بآذار، هذا على حد العادة.
وفي مسند بصنعاء على بعض الحجارة التي نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونـهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديماً كان.
وخبرني أحمد بن أبي الأغر الشـهابي من كندة قال: قرأت في مسند بناعط: علهان ونـهفان، ابنا بتع بن همدان، لهم الملك قديماً كان.
وحدثني محمد بن أحمد الأوساني أنـه قرأ في مسند بعمران من البون دار همدان: علهن ونـهفن، ابنا بتع بن همدان صحح حصن وقصر حدقان بن زيد يبن بنينا. كذلك يكتبون بحذف الألف إذا وقعت في وسط الحروف، وقفاهم المسلمون في كتابة المصاحف فطرحوا ألف الرحمن وألف الإنسن وألف السموات وكذلك علهن منقوص من علهان ونـهفن منقوص من نـهفان وهمدن من همدان وبنين من بنيان. هذا ما تؤديه أحرف الكتاب وإياها حكى الأوساني فأما اللفظ فعلى التمام. وكذلك يحذفون الواو الساكنة من وسط الحروف مثل مبعوث، والياء الساكنة مثل شمليل، والألف الساكنة في مثل هلال وبلال وأميال.
فأولد نـهفا رياماً ويقال ذا ريام، وإليه ينسب محفد ريام من رأس جبل ذبيان ابن عليان بن أرحب وكان يحج إلى بيت فيه في الجاهلية الجهلاء وبه آثار عجيبة وشـهران الملك. فأولد شـهران تألب ريم المذكور في مساند ناعط وفي مساند حمير، وإليه ينسب محما تألب بغلوة وبيت شـهير من أرض البون.
فأولد تألب يطاع ويارم، وأمـهما ترعة بنت بازل بن شرحبيل بن سار بن أبي شرح يحضب بن الصوّار.
وفي المسند بناعط: أوسلة رفشان، وبنوه بنو همدان، حي، عثتر يطاع ويارم أقوال شعبين سعى سلبان دحاشدم وبأبهم تألب ريام. أي ملكوا بأبيهم تألب عن بتع الملك شعبين مختلفين من حمير وهمدان دع حاشد. والتسلبي التجمع والمسلبي المجمّع بلغة حمير. أي قالوا على الجميع كنف حاشد فأولد ريام أنكف وشرح وأروع ويقال لهؤلاء الثلاثة ملوك شـهران، وهم أخوال الحارث الرائش، أمـه سلوب ابنة ريام وأمـها وردة بنت حاشد ذي مرع بن أيمن بن علهان، وبهذه الولادة لآل الرائش افتخر أسعد بعلهان ونـهفان مع من افتخر بـه من أبويه من حمير فقال:
وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان ونـهفان قد أذكر
وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسنداً على حجر في مسجد خيوان، والحجر مما اقتلع من بعض قصور الجاهلي: شرح ما، وأخوه ما، وبنوه ما، قيول شـهران بنو هجر، هم متعة، بدار القلعة.
وأولد ريام بن نـهفان يشيع صاحب قصر يشيع، وكلاباً بضم الكاف، ودعّان الملك الذي ينسب إليه قصر دعان.

وقرأت في مسند بريدة: رئام ريثاما.
فأولد يشيع سخياً، وإليه ينسب قصر سخي بظاهر همدان وهو جين ابني يشيع، فأولد هوجين عمكرب ويرقم، الملكين. فأولد عمكرب صلالاً فرع.
وأولد يرقم شرعة صاحب قصر شرعة بظاهر الصيّد . وأولد دعان الملك ابن رئام دائماُ ورائم وذا راحم فأولد دائم راعياً وذا غفل. وأولد رائم جريراً وباقلاً. وأولد ذو راحم أسوق انقضاء نسب نـهفان بن بتع.
وأولد علهان بن بتع أيمن بن علهان، وأمـه أنيقة أخت الملطاط بن عمرو.
وخبرني مسلمة بن يوسف بن مسلمة الخيواني قال: قرأت مسنداً في مصاد ظباء بخيوان عاديّ، ويسمى هذا المصاد المدار: مصيد شحم لأيمن بن بتع بن همدان. قال: يريد بشحم لحماً. واللحكم: الطّعم المؤتى له الصيد، مثل الصقر، يقال: صقر وباز ضرم لحم. قال الأعشى يصف فرساً:
تدلى حثيثاً كأن الصوا ... ر يتبعه أزرقيّ لحم
وقوس مطعمة مؤتى لها الصيد.
فأولد أيمن حاشداً ذا مرع وعُصاماً بضم العين. فأولد حاشد ذو مرع بتع الأصغر ويريم ابني حاشد ذي مرع.
وقرأت في مسند في قصر ريدة وهو تلفم حفدة يريم وبتع ابنا القيل ذي مرع.
فأولد يريم بن ذي مرع نوفاً، فأولد نوف وهبا ويريم ولميس الكبرى أم أفريقيس بن أبرهة ذي المنار، فأولد يريم نوفاً، فأولد نوف ذا مرأم القيل بن نوف. وفيه يقول علقمة:
ورب بينون وذا ناعط ... وربّ صرواح وذا مرأم
وأولد بتع بن حاشد ذي مرع موهب إلّ، فأولد موهب إل ينوفاً ذا بتع القيل وهو أجلّ من وفد على سليمان عليه السلام من قيول اليمن مع بلقيس ابنة الهدهاد بن أبي شرح بن شرحبيل بن الحارث الرائش بن أبي شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوّار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وفيه يقول علقمة:
قد مات يوسف ذو نواس ... ومات ذو بتع ينوف
ويقال إن اسمـه الأصلي بريل معناه بَرَى إلّ أي صنعة الله لكل خلق الله قال الفيروزي أنشدنيه اللبخي:
ومات التّبعون وذو مقار ... يريم ومات ذو بتع بريل
واسم ذي سحر أيضاً بريل. وقد يرى كثير من الناس أن اسم ذي بتع موهبل وإنما موهب إل أبوه. وذو بتع زوج بلقيس زوجه بها سليمان عليه السلام وعمّر معها عصراً. وكان سبب ذلك على ما حدثني الخضر بن داوود أحد عدول مكة عن محمد بن حاتم عن عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيما رووه عنـه في خبر بلقيس أن سليمان عليه السلام لما حتم عليها التزويج قالت: إن كان لا بد فذا بتع، فزوجّه بها وصرفها إلى اليمن وأمر زوبعة ملك الجن أن يبني لهما ويخدمـهما بأهل طاعته، فبنى لهما القصور والمحافد باليمن، إلى أن هتف الهاتف بموت سليمان فرفعت الجن أيديها. ولذلك ضم علقمة بن ذي جدن ذا بتع مع بلقيس في قوله:
هل لأناس مثل آثارهم ... بمأرب ذات البناء اليفع
أو مثل صرواح وما دونـها ... مما بنت بلقيس أو ذو بتع
يريد مما بنت بلقيس وذو بتع، والألف زائدة كقوله الله عز وجل " إلى مائة ألف أو يزيدون " والمعنى: ويزيدون.
فأولد ذو بتع أشيع يمتنع وأنوف ذا همدان الأكبر وشمس الصغرى أم الأقرن، وأمـهم بلقيس ابنة الهدهاد، وقد تقدم ذكر هذه الولادة مع ولادة لميس بنت نوف بن يريم بن ذي مرع لأفريقيس أسعد تبع فقال:
ولدتني من الملوك ملوك ... كل قيل متوج صنديد
ونساء متوجات كبلقيس ... وشمس ومن لميس جدودي
فأولد أشيع يمتنع سفيان، فأولد سفيان ثوراً وهو ناعط، فأولد ثور ربيعة وعمراً وإليه ينسب المرانيون باليمن، وسنذكر ذلك مع ما يذكر الناس من نسبهم في حاشد بن جشم.

فأولد عمرو بن ثور حجراً ذا ينوف، فأولد حجر ذو نيوف مرثد إلّ وذا براكة، فأولد مرثد إلّ حمرة ذا مرات الأكبر وربيعة وحارثاً وعامراً، وأولد ربيعة بن ثور ناعط مرثداً وذيفان وهو ذو الأيفان، فخفف، فأولد مرثد ربيعة بطن دخل في ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد، يقال منـهم ذو نفر الذي تذكر علماء قريش والأبناء أنـه حارب الأشرم عند مقصده لمكة فظفر بـه الأشرم فأسره وكان صديقاً من عبد المطلب وأنـه الذي أشار على عبد المطلب بما أشار في مقصده إلى الأشرم بالمغمّس في سبب لقاحه. قال أبو محمد: أما الأشـهر في همدان فذو النفرة بن مالك الجوبي.
وأولد أنوف بن ذي بتع أبتع، فأولد أبتع نوفان، فأولد نوفان بكيراً، فأولد بكير مرثداً وذا بين، فأولد مرثد مالكاً الصامخ الملك ذا ناعط وزوج لميس بنت أسعد تبع وأمـه الجهيرة بنت حمرة ذي مران الأكبر، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن
ولميس كانت في ذؤابة ناعط ... يجبى إليها الخرج ساكن بربر
والصامخ الملك الملك بعلها ... ذو التاج حين بلوته والمحضر
وقال فيه أيضاً:
وربّ بينون وذا ناعط ... ورب صرواح وذا مرأم
وسمي الصامخ لأنـه صمخ الأسماع بعلو ذكره وبعد صيته وجلالة قدره. فأولد الصامخ نوفاً ذا سفل وسمي ذا سفل لأن حسان بن تبع صير في يده سفل يحضب فسمي ذا سفل، والسفليون لهم ثروة وغنى بأرض يحضب، ولا يتزوج إلى السخطيين سواهم، وشيخهم اليوم أبو العباس بن أبي غالب، ومنـهم القسماء أم عيسى بن موسى السخطي لم يكن في نساء العرب أجمل منـها ولا أكرم وشراحيل ذا همدان ابني الصامخ، وكان شراحيل ذو همدان من عظماء ملوك همدان من أجل أبيه وأمـه، وفيه يقول معاوية وهو يؤنب عمرو بن العاص:
فأقبل يمشي مستخيلاً كأنـه ... شراحيل ذو همدان أو سيف ذويزن
وقال فيه علقمة بن ذي جدن:
وسلبن ذا همدان غرفة تلفم ... وسلبن ذا يزن منازل أحور
وقال الفيروزي:
فنال من النوائب رهط نـهند ... لواقح من حوادثها وحول
وذا همدان قد سلبت عياناً ... فأعيت حاشد ونأت بكيل
فأولد شراحيل القوقم وشداداً ومرّان وبشراً، فمن بني مرّان شراحيل ذو مليل الناعطي لحق في الجاهلية بعمومته إلى سفل ذي يحضب.
انقضاء نسب علهان
وانقضى بانقضائه نسب عمرو بن همدان.

بنو نوف بن همدان وأولد نوف بن همدان حبران فأولد حبران جشم فأولد جشم حاشداً الكبرى وبكيلاً وهما قبيلاً همدان العظيمان والحارث غبر في قيس وزيداً فدخل آل زيد في حاشد وقالوا هو زيد بن جشم بن حاشد.
نسب حاشد فولد حاشد بن جشم جشم بن حاشد وعوصاً غبر في كلب. فولد جشم بن حاشد مالكاً ومعدي كرب وعمراً وأسعد وعريباً وزيداً ومرثداً وضماماَ ويريم الأكبر وعامراً وربيعة: أحد عشر رجلاً.
بنو يريم بن جشم بن حاشد فأولد يريم بن جشم حاشد الوحش بطن عظيم بالوحش من أرض الكلاع، وتسمى بلدهم حاشد بين السحول وزبيد وعمر ابني يريم.
فأولد عمرو زيداً، فولد زيد تباعاً بطن وهم التباعيون، ويقال إنـه تباع بن زيد بن أوسلة، ومنازلهم بالسحول من بلد الكلاع بعلقان ووادي النـهى. ومنـهم فرقة مترئسة في حاشد الوحش، ورؤساؤهم اليوم آل المسيلي. وممن في بلد الكلاع من همدان أيضاً آل الهيثم أرباب الربادي من دهمة بن شاكر، وفيهم كرم وسؤدد ولهم جلالة وهيبة وببعدان بطن من حجور منـهم آل أبي حاتم بن البعداني فارس اليمن في عصره انقضاء يريم بن جشم.
بنو ضمام بن جشم بن حاشد وأولد ضمام بن جشم الحارث، فأولد الحارث عميراً ذا أحاظة وأمـه قيلة بنت عمرو بن يريم بن جشم.
فأولد عمير المجالد، فأولد المجالد مطاعاً ونقارس تزوج بها تبع الأكبر، فأولدها ملكيكرب بن تبع، فمن ولد المطاع عمرو الرئيس بن حسان بن المطاع بن عمرو بن جرير بن المطاع بن المجالد انقضاء نسب ضمام بن جشم.
بنو مرثد بن جشم بن حاشد نسب المرانيين وآل ذي المشعار

قال أبو محمد: أما من كان من المرانيين بالعراق فإنـهم يقولون: أولد مرثد بن جشم بن حاشد ربيعة وهو ناعط بطن، والحارث بطن. فأولد ناعط مرثداً وشراحيل وعامراً وشرحبيل. فولد شرحبيل بن ربيعة بن مرثد أفلح، فأولد أفلح عميراً ذا مران القيل الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو محمد: وقد قصروا عدة آباء، وكذلك سبيل نسّاب العراق والشام يقصرون في أنساب كهلان ومالك بن حمير ليضاهئوا بها عدة الآباء من ولد إسماعيل عليه السلام، وامتنعت عليهم أنساب ولد الهميسع إذ كانت مزبرة في خزائن حمير، وكذلك أنساب الملوك من ولد عمرو بن همدان فأهملوها كي لا يقاس بها أنساب باقي همدان. وكذلك خالفوا في أصل من نسب ناعط. والمرانيون باليمن ينكرون هذا التدريج ويعملون على ما قيده آباؤهم من نسبهم وحفظوه كابراً عن كابر. ورأيته عندهم بخط أبي علكم المراني وكان علامة اليمن في عصره، وكان في خلافة هارون، وهذا نسق نسبهم من عصرنا: الوجه منـهم اليوم معاذ بن أبي علكم فأولد معاذ محمد بن معاذ بن معاد بن أبي علكم بن محمد بن معاذ بن أبي بكر بن شراحيل بن معاذ بن عريب بن عمير ذي مران القيل الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن مرثد بن عمير بن عبيد بن أفلح بن عمير ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين بن أبي كرب بن زرعة بن نـهبا بن نصر بن منـهب بن منجد بن حمزة ذي مران الأكبر بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ثور وهو ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إلّ بن بتع بن حاشد. وصيروا بين سفيان وبين أشيع علها نـهفان.
قال أبو محمد: أما هذا التدريج فهو المعمول عليه، لما يشـهد لهم بـه في الذوي مران الثلاثة مساند الحجارة القديمة، وبينة الصهورة بينـهم وبين أشراف همدان وحمير. إلا أنـهم أدخلوا نسبهم بعد في حاشد بن جشم لما كانوا بينـها وملوكاً عليها، وقل عدد بيتهم من همدان بين حاشد وبكيل، وكان قدماء الجميع يرونـهم أمة فوق، وإنما يقل العدد في الأبيات الشريفة لقصر نفوسهم دون الأكفاء، فإذا أسعف الكفء كاد ألا يسعف كل ما يُتقدم بمثله إلى الأشراف من ألوف المال، والعقد الشريفة والجواري النفيسة من فرس وروم وغير ذلك، وأقل ما رأيت من صدقات المرانيين واللعويين المؤجلة ألف دينار وست جوار فرس وست جوار روم، ويقدم مثل بعض ذلك. فمثل هذا الذي يذهب بأموالهم ويقلّ عديدهم، وذاك سبيل بيوتات حمير الرفيعة. وكذلك اللعويون والسلمانيون من أرحب وآل خيوان والمعيديون والرضوانيون وأبيات حاشد التي قلّت مثل بني ضمام وآل مرب وشبام وغيرهم. وأما باقي همدان من حاشد وبكيل فيكثرون الأزواج عن خفة الصدقات فثرى عددهم.
ولما أدخلوا نسبهم في حاشد بن جشم لم ينتفوا من علهان، لكن قالوا: ثور وهو ناعط بن سفيان بن علهان بن نـهفان بن أشيع يمتنع بن ذي بتع بن موهب إل بن بتع بن حاشد بن جشم. وحاشد بن جشم لم يكن في ولده بتع قط. وكذلك هو بخط أبي علكم: سفيان بن علهان نـهفان بن أشيع، وإنما قالوا علهان نـهفان فجعلوه اسماً واحداً لما سمعوا فيهما من قول تبع بن أسعد:
وشمر يرعش خير الملو ... ك وعلهان نـهفان قد أذكر
وإنما أراد أن يعرّف واحداً بالثاني، فلما لم يمكنـه أن يقول العلهانان كما تقول العرب الزهدمان في زهدم وكردم العبسيين والعمران في أبي بكر وعمر والرجبان والصفران والبصرتان في البصرة والكوفة قال علهان نـهفان.
فأولد عمير ذو مرّان عريباً وقد ذكرنا أولاده والأسود ومرّان وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم يرثيه ويؤيد أبا بكر في أيام الردة:
إن حزني على الرسول طويل ... ذاك مني على الرسول قليل
قلت والموت يا إمام كريه: ... ليتني مت يوم مات الرسول
ليتني لم أكن بقيت فواقاً ... بعده والفواق مني طويل
بكت الأرض والسماء عليه ... وبكاه خليله جبريل
كان فينا هو الدليل عليه ... كل هذا دليله التنزيل
يا لها من رحمة أصيب بها النا ... س تولت وحان منـها الرحيل
جدعت قومي الأنوف وأجرت ... دمع عين فللجفون همول

ليس للناس يا إمام من الأم ... ر فتيل، وأين عنك الفتيل
إنما الأمر للذي خلق الخلق ... وفي خلقه عليه دليل
قل لهذا الإمام عضدك في الحر ... ب على الناس حاشد وبكيل
إن همدان يمسكون هدى الله ... ومرّان بالواء كفيل
إن تكن جولة فنحن لك اليو ... م ملاذ إلى ذراه تؤول
ديننا ملة النبي ولا قو ... ل لنا غير ما نراك تقول
إنما اليوم مثل أمس وهمدا ... ن مع الحق حيث زال تزول
أي قوم هم إذا نزل المو ... ت وصاروا كأنـهم إكليل
ثم نادوا بأنـهم قهروا النا ... س كما يقهر البكار الفحول
لا يرد الجريح نائبة الجر ... ح ولا الحي يزدهيه القتيل
والمجالد بن ذي مران، وهو القائل لمعاوية وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو على الناس في دم عثمان ولطخهم بـه علياً عليه السلام:
يا ابن هند جشمت نفسك أمراً ... جرت فيه وقال صحبك هجرا
إن عمراً وعتبة حين والا ... ك ومروان والوليد وبسرا
وأبا الأعور الألى سفهوا اليو ... م علياً وقلدوا الأمر عمرا
لو يذوقون طعم ما اجترموه ... وجدوا طعم ذلك القول مرّا
ولعمري لئن هم شتموه ... إنـه أظهر الكواكب ظهرا
وله طارت القلوب إذا السم ... ر خلال العجاج يحسبن جمرا
خصى الفحل فاستقاد ومازا ... ل يرى الناس والفوارس نكرا
فارس يضرب الكتيبة بالسيف ... دراكاً ويطعن القوم شزرا
شـهد الفتح والنضير وأحداً ... وحنيناً وخيبراً ثم بدرا
وله في قريظة الخطر الأع ... ظم إذا ردّت الفوارس كسراً
وله حرمة الولاء على النا ... س بخمّ وكان ذا القول جهرا
ثم يوم البراة أرسل بالوح ... ي فهذا من أعظم الناس قدرا
وله كل موطن يوجب الج ... نة جدعاً لشانئيه وعقرا
لا كمن باع دينـه أبخس البي ... ع بمصر ومن تجرع خمرا
وأبو الأعور الشقي ومرو ... ان وبسر قد شاركوا الإثم عمرا؟
وكان المجالد فقيهاً عالماً. فأولد المجالد سعيداً وكان فقيهاً فارساً بطلاً قتله شبيب الحروري في أيام الحجاج، فأولد سعيد المجالد وهو فقيه أيضاً.
وهذا البيت من آل ذي مران بالكوفة. ومن أشرف المرانين عقيل بن ذي مران الأوسط وشـهد يوم العرحيين مع دويلة الشبامي صباح تغلب فحسن بلاؤه.
ومن أعاظم الناعطيين في الجاهلية وأشرافهم حمرة ذو المشعار القيل بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن عامر بن ربيعة بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن ناعط، وهو قاتل يعة ذي شناتر بن مصحا بن الأخنس بن الحارث بن أصبح بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر وكان قيلاً جباراً، وفي ذي المشعار يقول علقمة بن ذي جدن:
وبادر بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق
وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلاً ... فسالبنـه قسراً عناق النمارق
وقال أيضاً:
وكانت ناعط عجباً عجيباً ... وذو المشعار ساكنـها فطابا

ومن بقايا آل ذي المشعار آل أبي الدنيا بن محمد بن عبد الرحمن في ضياف ابن سفيان بن أرحب جيرة، وكان سبب ذلك على ما خبرني البونيون أن الفنيق سيد بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة قصد بابن أخ له في جماعة كثيرة من بني ربيعة إلى محمد بن عبد الرحمن وهو نازل بيناعة فضافوه ليلاً، فلما قام بضيافتهم سأله الفنيق أن يزوج ابن أخيه بابنته، فعه، فلم يندفع هو ولا من معه وحايروه، ولم يكن عنده جماعة يحتمي بها من جماعتهم فزوج، فلما عقد النكاح قالوا: إئته بها الساعة. فتلوح من ذلك وعرّفهم أنـه لا يمكن، فلم يقبلوا له عذراً فناشدهم فلم ينشدوه فقال: فإني أفعل، فلتبعد الجماعة من المنزل ويدخل معي العروس فأخليه بأهله، فأبعدوا، وأخذ بيده فأدخله، ثم اتكأ على حلقه فذبحه وقطع ذكره فجعله في فيه، ونقب المنزل من دبره وخرج بحرمته تحت الليل فلحق بضياف فمنعوه. وقال بعض أهل ضياف فيه:
منعنا ابن ذي المشعار فالنجم دونـه ... فمن رامـه فليلمس النجم باليد
فقل لرجال أوعدوه تزاجروا ... فللنجم أدنى ملمساً من محمد
ومنـهم يزيد بن ذي المشعار الأصغر من رحيب بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر وهو المشارك لذي مران الأصغر في أرض البون ومخلاف خارف، وهو القائل:
وكل أناس لهم صيغة ... وصيغة همدان خير الصيغ
صبغنا على ذاك آباؤنا ... فأكرم بصبغتنا في الصبغ
متى يقذف الدر من حقنا ... على باطل أو لجاج دمغ
وهو أحد الخطباء. ومنـهم الحارث بن عميرة بن مالك بن حمرة ذي المشعار الأكبر الذي يمدحه أعشى همدان، وهو أحد من وقع بالكوفة من أشراف همدان، فمن قوله فيه:
الحارث بن عمارة المصفى الندى ... ذا الود والمرعى على الإخوان
رضع الندى بلبانـه فتآخيا ... فهما رضيعاً ضرّة ولبان
خدنان لم يتفرقا في موطن ... وأخو المكارم والندى خدنان
وقال فيه أيضاً:
ألا هل أتاها على نأيها ... إذا سألت أو أرادت سؤالا
بأنا نقود مع الناعطي شع ... ثا سواهم تشكو الكلالا
براها الوجيف وطول السرى ... فيصبحن عن ذاك خوصاً مذالا
إذا ما هبطن بنا سبسباً ... وجاوزن بعد جبال جبالا
ومارت قلائد أعناقها ... وغادرن في كل ضمد نعالا
فإن ابن عمي زعيم لها ... بغزو يساقط منـها السخالا
وله فيه قصائد.
وأولد عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط شرحبيل بن عامر، فأولد شرحبيل مرثداً الدومي الملك، وفيه يقول علقمة بن ذي جدن:
وفجعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدوميّ من رأس حصنـه ... وأنزلن بن صرواح عمرو بن دابق
وفيه يقول لبيد بن ربيعة:
وأعرضن بالدومي من رأس حصنـه ... وأنزلن بالأسباب رب المشقر
ومن بيوتات ناعط آل ذي العثرب بن مرثد بن عامر بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي خلاط بن الحارث بن مرثد إل بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط، وآل ذي بقلان وآل ذي حلابة، وآل ذي نجر بن ذي براكة بن حجر ذي ينوف بن عمرو بن ناعط. فهذا ذو نجر، ونجر من حمير أيضاً من ولد ذي خليل، منـهم الهيصم بن عبد الصمد الذي حارب حماداً البربري خادم الرشيد، ونجر أيضاً بطن من الصدف. فمن ذي نجر ذو بتع بن ذي نجر بن ذي براكة صاحب بضعة.
ومن ناعط عمير بن خالد بن ذي مران الأوسط بن زيد بن مالك ذي التاجين الذي رمى بسر مراد وله خبر وشعر.
ومن فقهاء الناعطيين يسار بن أبي حرب، ولا أدري من أي أبيات الناعطيين هو.
ومن أشرافهم اليوم آل أبي المغلس ملوك الجوّة من أرض المعافر، وآل أبي أرنبة بناحية صنعاء وبخدار من مخلاف ذي جرة انقضاء نسب الناعطيين.

سائر ولد مرثد بن جشم بن حاشد

وأولد مرثد بن جشم بن حاشد الحارث وربيعة بطن يقال إنـه ربيعة بن مرثد بن ربيعة بن ثور ناعط بن سفيان بن أشيع يمتنع فأولد الحارث بن مرثد يعمراً وعكاكاً، فأولد عكاك عكبراً بطن بأكانط، وأولد يعمر سلمان، فأولد سلمان زادان بطن بأكانط يقولون اليوم: نحن بنو زادان بن سلمان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد ود بن وادعة انقضاء نسب مرثد بن جشم.

بنو مالك بن جشم بن حاشد وأولد مالك بن جشم بن حاشد عاً وزيداً وناشجاً الأكبر وكثيراً وقعطاً وهو المنسر بطن وهم القعطيون وذا بارق وهم جعونة وعامراً بطن وهم رهط الأعشى.
نسب آل مرب ملوك حاشد فولد كثير بن مالك بن جشم معاوية ومالكاً وعبد الله وعمراً، فولد معاوية صعباً، فولد صعب السبع، فأولد السبع السبيع بطن وحوثاً وهو عبد الله بطن وهم الحوثان. فمن حوث الحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن يخلد بن يعمر بن عمرو بن الحارث بن يمجد بن يخلد بن حوث، الفقيه صاحب علي وراويته. وولد مالك بن كثير نوفاً وعمراً فمن نسب السفليين إلى مالك بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد قال: ذو سفل بن نوف بن مالك بن كثير. والأعم الأشـهر أنـه: نوف بن مالك الصامخ. وأولد عمرو بن مالك بن كثير حنشاً بطن بطن يقال إنـه الأحنوش التي في بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وأولد السبيع بن السبع عمراً فأولد عمرو سيفاً وعبداً، فأولد سيف زوداً وعمراً ذا كبار بطن. فأولد زود معدي كرب، فأولد معدي كرب مرباً، فأولد مرب زيداً الملك وهو قاتل علقمة بن ذي قيفان ومتسلب مملكته، وكان زيد وآل زيد تحملهم الرجال على الأكف وهم يقولون:
نحن عبيد زيد ... لحمله بالأيدي
نريد بيت زيد ... نحن عبيد زيد
نحمله ببيد ... على ظهور الأيدي
وكان من طباع آل مرب إذا ساروا في طريق فلقوا امرأة ولّوا عنـها وضربوا بأيديهم على أعينـهم إعظاماً لحق الحريم. ودان له كثير من العرب: من مذحج، وجرم، ونـهد، وخولان، ومن سكن عروض اليمامة من ربيعة. وكان علي بني تغلب هناك ملك من ملوك اليمن على عهد زيد، فمات فأتت وجوه بني تغلب زيداً بن مرب فسألوه أن يملك عليهم ملكاً من قومـه، والذي قدم عليه جابر بن حيّ بن عدي بن عمرو وأشراف منـهم، فملك عليهم رجلاً من السبيع يقال له هانيء وفي رواية أخرى، من آل حذان يقال له هانىء فلما نزلوا في بعض الطريق شرب هانىء ومن معه فسكر فقالوا له: تعقل ناقتك؟ فقال لجابر: كن عقالها حتى تصبح. ثم نام وأخذ جابر بزمامـها وقعد، فغلبته عينـه فخلى عن زمامـها فذهبت، فلما أصبحوا طلبوها فلم يقدروا عليها، فقالوا له: إركب بعض رواحلنا فقال: ما كنت لأجلس في رحل تغلبي، ولكني أركب جابراً، فناشدوه، فأبى أن يركب غيره فشدّوا عليه فقتلوه ورجعوا إلى قومـهم، وقال في ذلك جابر:
كلفني قيل ذي همدان ناقته ... وقيل ناقته ما ضلت النوق
فاهرب فلا يمنعنك اليوم غرّته ... فالتغلبيّ بضرب الملك محقوق
لما عرفت الذي قد كان همّ بـه ... بدرته الحمل، والمسبوق مسبوق
ولم أكن لأخي همدان إذ سردت ... سهماً تغيّب عنـه الريش والفوق
فلما بلغ ذلك زيداً استنفر قبائل من همدان وقبائل من مذحج وحمير وغزا بني تغلب، وقد اجتمعت ربيعة ومن يليهم من مضر وعليهم يومئذ ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، أبو كليب ومـهلهل فلقيهم زيد بجراد فقاتلهم قتالاً شديداً، فهزمـهم وقتل منـهم وأسر سبعين رجلاً، فتوسلوا في أسرهم بالحارث الملك الكندي وأمـه أم أياس بنت عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان إلى زيد بن مرب، فأوفد إليه فيهم، فأطلقهم وأحسن إليهم. وفي ذلك يقول عمارة الكباري:
ويوم جراد لم ندع لربيعة ... وإخوتها أنفاً بـه غير أجدعا
بضرب تظل الطير تقفو رشاشـه ... على الصخر حتى تنثني عنـه ضلعا
ودارت على سبعين من سرواتهم ... رحى الحرب مكتوفاً بها ومدرعا
فأطلقهم زيد رعاية كندة ... وثبتهم بالفضل منـه وشيّعا

ثم أغار زيد من فوره على شنوءة والحجر بن عمران بن عمر ولحدث قد كانوا أحدثوه عليه، فقتل منـهم وأسر أسرى كثيرة، فوفد عليه رجل منـهم يقال له المطرب بن مالك بن عنزة بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو طالباً في الأسرى فامتدح زيداً فقال:
إلى حاشد أهديت شعري ومدحتي ... لكي يعلموا أني أروم المعاليا
إلى الملك زيد ذي الفعال وذي الندى ... سما سؤدداً قدماً فبذّ المساميا
فلو شـهدتني بالمقيل حليلتي ... وقد أشرعت همدان نحوي العواليا
إذن لرأت يوماً رأينا نجومـه ... تألق من قتل يشيب النواصيا
يجاوب زيداً منـهم أهل نجدة ... كرام المساعي يتقون المساويا
وأدعو هداداً جاهداً فيجيبني ... صدى الصوت إذ لم أمنع الظعن خاليا
وكان فيمن أسر هداد بن عمرو بن حمّان بن هداد بن زيد مناة بن الحجر بن عمران بن عمرو، فقال في ذلك:
أبلغ فوارس همدان الألى ظفروا ... يوم الحظيرة والرايات تختفق
الجاعلين رماح الخط معقلهم ... والمقدمين إذا ما استطىء العنق
والحاملين رقاق البيض ضاحية ... على الشؤون إذا ما احمّرت الحدق
أضحى لزيد فعال في أرومتنا ... نعماء يعرفها الأملاك والسوق
السالك الخرق بالفرسان معلمة ... إلى الهياج عليها البيض تأتلق
والقائد الخيل منكوباً دوابرها ... يجري عليها نجيع الجوف والعلق
والواهب القينة البيضاء مضحكها ... مثل الأقاح عليها الدرّ متسق
والشارب الصفو والأعناق مائلة ... يوم الخطوب إذا ما يشرب الرنق
وقال هداد أيضاً:
تبدّلت من سلمى وأسباب ودّها ... بلاداً بها الأعداء أعينـهم خزر
بلاداً عليّ النوم فيها محرّم ... وأبناؤنا فيها يضيق بها الصدر
أسيراً ودوني من بكيل وحاشد ... عثير رجال لا ينـهنـهها الزجر
يقودون أولاد الأغرّ كأنـها ... نجوم الثريا حولها الأنجم الزهر
إذا ما دعا زيد لروع تعطفت ... عليه بأيديها المثقفة السمر
ويدعو بكيلاً حاشد فيجيبها ... وأدعو ففي الآذان من قومنا وقر
وكانوا قد أصابوا غلماناً قد جمعوا في حظيرة ليعذروهم وهو اان فأخذوهم، ولذلك قال يوم الحظيرة. وقال هداد:
لا يولعن بك إشفاق على طمع ... إني أرى الحرب لا تبقي ولا تذر
أهدت لنا حاشد يوماً كواكبه ... فيه تكاد على الأكواد تنفطر
شم العرانين أبطال مغاورة ... لا ينكلون إذا ما لفّنا الخور
فأطلق زيد أسراهم وفيهم هداد، ورد عليهم ما أخذ لهم، وحباهم، وضمن لهم الكف عنـهم، وضمنوا له الطاعة.
فأولد زيد قيساً وقد ملك، فأولد قيس زيد الأصغر وقد ملك وساد ورأس، وإليه وفد المسيب بن علس ويقال بل أسره فمنّ عليه، فقال فيه كلمته المشـهورة وهي:
كلفت بليلي خدي الشبا ... ب وعالجت منـها زماناً خبالا
وقد أثبتناها في الكتاب الثاني من الإكليل. وقد يرى كثير من الناس أن هذه القصيدة في جدّه زيد بن مرب، ولم يدرك المسيب زيد بن مرب فأولد زيد قيساً والعاقب، فأولد قيس عبد الرحمن وسعيداً خاصّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصاحب أمر همدان بالعراق، وكان أحد فرسان العرب المعدودة وأحد الدهاة الخمسة وهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وقيس بن سعد بن عبادة وسعيد بن قيس ومن الأجواد والذبّابين. وروى الهيثم بن عدي عن ابن عياش المرهبي قال: كان سعيد بن قيس جالساً عند علي عليه السلام فلما أن قام قال علي: هذا والله كما قال القائل:
من قوله قوله ومن فعله ... فعل ومن نائله نائل
وذكروا أن أبا بردة بن أبي موسى الأشعري أتى سعيد بن قيس ليسلم عليه وهو غلام حدث، فلما انصرف من عنده أر له بعشرة آلاف درهم فحملت معه، فأخبر أبو بردة أبا موسى بذلك فقال أبو موسى: " يا بني لك قوم ملوك، وهؤلاء ملوكنا " يعني همدان.

فأولد سعيد إسماعيل والعاقب، وكان ابنـه إسماعيل رئيساً. ولهم باليمن بقية وهم السعيديون ببيت زوج من ظاهر همدان، وقد أولد آل سعيد مقاول حمير. قال في ذلك حارثة بن بدر الغداني من بني تميم:
الله يجزي سعيداً خير نافلة ... عني سعيد بن قيس رب همدانا
أنقذتني من شقا دهماء مظلمة ... لولا شفاعته ألبست أكفانا
قالت تميم عليّ لا نخاطبه ... وقد أبت ذلكم قيس بن عيلانا
فساغ في الحلق ريق كنت أجرضه ... لولاه كنت بـه ما عشت غصّانا
لكن تداركني محضٌ شمائله ... آباؤه حين ينمي خير قحطانا
نماه قيس وزيد والفتى مرب ... وذو الخبائر من أولاد غيمانا
وذو رعين وشمرٌ وابن ذي يزن ... وعلقم قبلهم أعني ابن قيفانا
وكان سبب مديح حارثة بن بدر لسعيد بن قيس، أن حارثة بن بدر الغداني وكان من وجوه تميم البصرة أفسد في الأرض أيام علي عليه السلام وحارب، فطلبه علي فتخفى، فنذر دمـه لمن ظفر به، فكلم الحارثة الحسن بن علي عليه السلام وعبد الله بن جعفر وابن عباس يكلمون له علياً عليه السلام، فسألوه أن يؤمنـه فأبى ولم يؤمنـه، فأتى سعيداً بن قيس فكلمـه، فانطلق إلى علي عليه السلام وخلفه في منزله فقال: يا أمير المؤمنين كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً؟ فقرأ " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله... " الآية. فقال سعيد: أفرأيت من تاب من قبل أن تقدر عليه؟ قال علي: أقول كما قال الله تعالى: " إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم " ونقبل منـه قال: فإنـه حارثة بن بدر الغداني قد تاب من قبل أن تقدر عليه. فآمنـه، وبعث إليه سعيد فأدخله على عليّ عليه السلام، وكتب له كتاباً:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله عليّ أمير المؤمنين لحارثة بن بدر. إنـه كان حارب الله ورسوله، فتاب قبل أن يُقدَر عليه فمن لقيه من المسلمين فلا يعرض له إلا بخير، إلا أن يحدث حدثاً فيؤخذ به.
فقال حارثة بن بدر وقد خرج سعيد بن قيس يشيعه عند لحاقه بالبصرة في جماعة من همدان إلى نـهر بالقرب من الكوفة:
لقد سروت غداة النـهر إذ طلعت ... أشياخ همدان فيها المجد والخير
يقودهم ملك جزل مواهبه ... وارى الزناد طويل الباع مذكور
ولا يلين إذا ما سيم منقصة ... لكن له عندها عصب وتذكير
أغرّ أبلج يستسقى الغمام بـه ... حباؤه ظاهر في الناس مشـهور
وقال حارثة أيضاً:
ألا أبلغن همدان إمّا لقيتها ... سلامي ولا يسلم عدوّ يعيبها
لعمر تميم إن همدان تتقي ... معاداً ويقضي بالكتاب خطيبها
إذا اقتسم الأقوام علماً وسؤدداً ... فخير نصيب عند ذاك نصيبها
وقال حارثة أيضاً:
جلا كربتي عني سعيد وربما ... رجوت ابن عباس لها وابن جعفر
وجدت أخا همدان ألين جانباً ... وأقول بالمعروف في كل محضر
سليل ملوك في الزمان أعزّة ... لهم جوهر يعلو على كل جوهر
سأشكر ما أوليتني ومننته ... عليّ بفضل منك ليس بمنكر
فلما بلغت عبد الله بن جعفر قال: نحن كنا أحقّ بهذا الشعر من همدان. وكانت هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف الزهري تحت سعيد بن قيس، وفيه تقول أخت عمرو بن الحصين السكوني وكان قتله سعيد بن قيس يوم صفين دون عليّ :
ألا إنما تبكي العيون التي ترى ... مصيبة عمرو والدموع سجوم
أراد علياً بالتي لا شوى لها ... فأثبته عبل الذراع شتيم
سعيد بن قيس خير همدان واحداً ... له حادث في قومـه وقديم
فقل لسعيد والحوادث جمة ... جزتك الجوازي والمليم مليم
وفي سعيد بن قيس وجدّه زيد بن مرب يقول آخر وخاطب ناساً:
لو كنت من يمن في عز أولها ... كنت المـهيمن من زود ومن سدد
أو من بني حاشد في حفّ محتدها ... زيد بن ذي مرب الجود والعدد

الجابر الكسر محمود نوافله ... من آل همدان نبت العود ذي العمد
والحامل الثقل في اللأوا وقد علموا ... يؤتى البدور إذا ما ضنّ بالصفد
زين الأريكة عيناه ومضحكه ... إذا تبسم فوق الشرجع النضد
ساد الملوك مع الأرباب كلهم ... على ثراء من الأموال والعدد
انقضاء نسب آل مرب.

نسب آل ذي كبار وأولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد ومنـه انتشرت أبيات الكباريين منـهم عمارة بن عبيد بن يزيد بن عمرو ذي كبار الشاعر جاهلي وحشيش بن ولد الشاعر. ودار ذي كبار من بلد همدان أثافت ويسميها كثير من همدان أثافة على قول من يقول تابوت وتابوه ولهم بها عدد وشرف وكرم. وكان أعشى بني قيس بن ثعلبة يزورهم ويتخرّف عندهم، وكان له في أعنابهم معتصر للخمر، ويروون عنـه في قصيدته البائية قوله:
أحب أثافت وقت القطا ... ف ووقت عصارة أعنابها
ومنـهم فرسان اليمن وشوكتها بنو طريف بن ثابت الكباري، منـهم الوقاف والحرون إبراهيم ويوسف ابنا خلف بن طريف، ولما مسهم من ولاء يعفر الحوالي خبر عجيب.
وقال الرئيس الكباري من سكن أثافت وهو عالمـهم: أولد عمرو ذو كبار بن سيف يزيد وسيفاً فالعدد في ولد يزيد وسيف قليل النسل وهاجر أكبر الجميع. قال: فأما من يسكن بأثافت من ولد عمرو ذي كبار فبنو قيس بن نمران بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. قال: وأولد قيس بن نمران الضحاك وحامداً والأزهر والوليد والعلاء خمسة أبطن بنو قيس بن نمران، ثم تشعبت هذه البطون بطوناً كثيرة، منـهم من بقي نسل ومنـهم من قد درج نسله. قال: وأما من يسكن باليمن منـهم فبنو توبة له مع حوشب بن عمرو بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن بأفيق بنو عبيد بن ربيعة بن شرحبيل بن عبد الله بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو ذي كبار. ويسكن برعين بطن من ولد نمران بن عبد ارحمن بن عبد الله بن شرحبيل بن حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بحضور بطن من ولد حامد بن زيد بن واقد بن يزيد بن عمرو بن ذي كبار. ويسكن بجبل الأهنوم بطن يقال لهم الأكفال من ولد زيد بن واقد بن عمرو ذي كبار.
وأولد سيف بن عمرو ذي كبار زوداً وأخاً له مات قبل بلوغه قال: وكان زود بن سيف قيلاً، وفي وقت قيالته عدت بنو حرب بن عبد ود بن وادعة على رجلين من ولد السبيع يقال لهما المزيّن والعرار ابنا مرة فلم تجب لهم زود الكبرى وحاسبهم وقدم على زود رجل من ولد عرار يقال له جعفر فقال لزود ولأخيه ابني سيف بن عمرو ذي كبار في كلمة له طويلة:
فلا وأبيكما سيف بن عمرو ... كريم الخيم عمرو ذي كبار
وعمكما يزيد أخو المعالي ... إذا عدّ المكارم للفخار
لئن يترك بنو حرب بن ودّ ... على قتل المزين والعرار
لنبتغين بحرب بيوم عدو ... ترى فيه الكواكب بالنـهار
فلا تقعد على ذل لملك ... فإن الذل أكبر كل عار
فملك قبل ملكك قد تولى ... كملك القيل يحمد ذي مقار
ومن الكباريين أبو هارون الحاسب باليمن.
بقية بني السبع وأولد عبيد بن عمرو بن السبيع بن السبع سلمان بطن منـهم يحمد، ومن البون قوم، ومن السبيع بن السبع أبو إسحاق السبيعي الفقيه وهو عمرو بن عبد الله، وابنـه يونس بن أبي إسحاق ففيه أيضاً انقضاء نسب السبع.
بنو عمرو بن كثير بن مالك بن جشم وأولد عمرو بن كثير عبيداً وذا رميض، فانضم عبيد بن عمرو بن كثير بن مالك إلى عبيد بن عمرو بن السبيع، وإليهما ينسب وطن العبيدين من دار السبيع.
وهذا نسب الخارف:

وأولد عبد الله بن كثير مالكاً وهو الخارف فأولد الخارف أنعم بن الخارف وهو مري، وهمل بن الخارف بكسر الهاء والميم. وهمل بفتحهما من فائش الجبر وأنمار بن الخارف وجشم بن الخارف، وزبير بن الخارف، وزيد بن الخارف، ووبير بن الخارف ويقال: أبير بن الخارف، وعصمان بن الخارف بفتح العين وضم الصاد بطن. وهم الأعصوم. وإليه ينسب وادي عصمان من بلد حاشد وعمرو بن الخارف، وصعب بن الخارف وبدر بن الخارف، وعبد عمرو بن الخارف. اثنا عشر رجلاً.
فأولد عبد عمرو سلمان، فأولد سلمان الحكم فأولد الحكم ثوابة فأولد ثوابة زيداً، فأولد زيد ضماماً وهو وافد بني الخارف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان شريفاً.
فأولد همل بن الخارف مرباً وبشراً فأولد بشر حاطباً وهم الأحطوب يسكنون ظبرة بني حاطب بالبون.
وأولد أنعم بن الخارف عاصماً قتل في حرب همدان وخولان وظالماً وهو ظليمة فأولد عاصم عنساً ومالكاً وأنماراً وملكان بطون كلها فولد أنمار بن عاصم أحمد وكلع بطنان. فالكلعيون يحالّون بني معمر بن الحارث من وادعة.
وأولد زيد بن الخارف مالكاً، فولد مالك زيداً وثابتاً.
وأولد عمرو بن الخارف نطعاً بطن ولوماً بطن.
وأولد صعب بن الخارف شرهاً بطن.
وأولد بدر بن الخارف حقلاً وناحباً وهم الأنحوب.
وأولد زبير بارئاً وأخرف.
وأولد وبير وثيراً ووثير في نـهم أيضاً. فأولد وثير حقراً وذيبة وبولان.
وأولد ظليمة بن أنعم جدم وجدام من الصفد وعبساً وناعماً وهم النواعم وضاحكاً وهم الضواحك وقسماً بضم القاف وتسكين السين. وفي مرهبة قسم بفتح السين، زنة قثم.
وأما جشم وأنمار ابنا الخارف فهما في وثن ووثن اسم وطن تقول حمير إنـه سمي بوثن بن كرب إل بن نوفان بن يعفر بن سعد بن شرحبيل بن عمرو ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس ووثن أربعة أبيات: أنمار وجشم ابنا الخارف، وبطن من بني أرأد، وبطن من حضور المصانع انقضت بطون الخارف.
وهؤلاء بنو خيوان:

يعوق الصنم وأولد زيد بن مالك بن جشم بن حاشد مالكاً وهو خيوان بطن وقابضاً بطن. وغلى خيوان بن زيد دفع عمرو بن لحيّ يعوق الصنم فكان في قرية خيوان.
فولد مالك وهو خيوان قيساً وربيعة وزيداً، منـهم ذو رضوان بطن، وبنو كريب بطن. وقد يقول بعض نساب همدان: إن ذا رضوان من الخارف، وليس كذاك. والرضوانيون يتبكلون اليوم لأجل عداوة المعيديين وقرية خيوان بينـهم نصفين، ولأجل ما جرّوه بين حاشد وبكيل من الحرب التي كانت بينـهم في عصر يعفر ومحمد بن يعفر ولبثت عصراً ثم تداعوا إلى الصلح وحضره وجوه الحيين وحسبوا القتلى حتى بلغ الحساب بها سبعمائة وخمسين وبقي ما يقرب تمام الألف، فقال أبو سهم بن الفرج السلماني: حرم منـه ما حلّ إن زدتم عددكم، اجعلوه هدمة، واستحيوا من العرب فيما غدا بكم فيه العقوق وقطع الرحم، وبنو هدد بطن ويقال هم من ناعط ويسكنون بالجند، والقضاة من آل غندر وفي الناس غندر وآل أبي العدل بطن يسكنون بحراز.
ومن أشراف خيوان بن زيد زيد ذو ذيم بن قيس بن مالك بن محمد بن مالك بن رسة بن جبلة بن الفضل بن أشوع بن أيفع بن مرثد بن مالك بن زيد بن مالك بن ثير بن عمرو بن مالك خيوان، ومنـهم عبد خير بن يزيد الخيواني الفقيه، وعبد الله بن مرة الخيواني الفقيه، وطاووس اليماني مولى لهم، وأسباط بن نصر الخيواني انقضى نسب خيوان بن زيد بن مالك بن جشم بن حاشد.
بنو قابض أخي خيوان وأولد قابض بن زيد عمراً ذا منادم وثوبان وأظمى بطن وهم الأظموء، دخلوا في ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة انقضى نسب قابض.
بنو عامر بن مالك بن جشم بن حاشد

وأولد عامر بن مالك بن جشم بن حاشد قيساً بن عامر بطن وهم رهط الأعشى أعشى همدان الشاعر، واسمـه عبد الرحمن بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن عبد الحق بن زيد بن زيد بن حرب بن قيس بن عامر بن مالك بن جشم بن حاشد. وقد يقول نساب الكوفة: " ابن عبد الجن " ، وهو بن عبد الحق، ولا يزال هذا الإسم في الخيوانيين إلى اليوم، وأما عبد الجن فمن طيء، ومن جرم عمرو بن عبد الجن الجرمي قائد جذيمة ملك الحيرة، وشـهر بن عامر بطن منـهم آل ذي نعيم وصبارة بطن وصابرة من أرحب أيضاً. وقد يقال في هذا صبار بغير هاء، منـهم بقية بخيوان. وآل ذي نعيم اليوم ينتمون إلى الخارف وهماً فيقولون: ذو نعيم بن شـهر بن صعب بن الخارف انقضى نسب بني عامر بن مالك بن جشم بن حاشد.

بنو ذي بارق بن مالك بن جشم بن حاشد وأولد جعونة ذوب ارق بن مالك بن جشم بن حاشد مالكاً، فولد مالك الخبذع بطن وهم الخباذعة. منـهم القاسم بن الوليد بن سلمة بن خارج بن كريب بن أيفع بن زيد بن المنذر بن مالك بن زيد بن الخبذع بن مالك بن جعونة ذي بارق الفقيه، والفندش بن حيان بن وهب الذي يقول فيه أعشى همدان لابن الأشعث:
أمن ضربة بالسوط لم يدم كلمـها ... ضربت بمصقول علاوة فندش
انقضى نسب ذي بارق.
بنو ع بن مالك بن جشم بن حاشد وولد ع بن مالك ناشجاً الأوسط وسعداً وأصبى ثلاثة نفر.
فولد سعد عُذَرَ بطن عظيم، وعبساً. فولد عبس الشارق بطن. وولد عذر بن سعد أسنا والنمر ومدركاً ومالكاً، والعدد في أسنا والنمر.
فولد أسنا بلعاً بالعين. وبلعاء بن قيس ممدود من كنانة وسعداً فولد بلع جديلة وشرحاً بضم الشين وتسكين الراء والأنحر وشوما. وأولد سعد المكبش وعصماً وذكراً وحرثاً وزاهراً وهم العصيمات والذكرات والأحراث والأزاهر.
وولد النمر عبد الله وحمّان وحمّان أيضاً في الصدف، ومن الحجر بن عمران وعمراً ومالكاً ومذعوراً وقطيفاً وهم القطافات والمذاعير هؤلاء من يسكن بشعب من المغرب.
وأما من يسكن بمطرة فبنو سلامان بن أسنا وبنو المقصص من ولد مالك بن عبد الله بن النمر. فافترقت بنو سلامان على أحد عشر جداً: بني سلام زنة غراب وبني حفير وبني أسود وبني فيلم وبني طيبة وبني مرة وبني النمر وبني عاصم وبني حديم والأجبال وبني الهذيل. وافترقت بنو المقصص على قيس وبني مالك. وبنو المقصص أثرى من بني سلامان. وسمي المقصص لأنـه كان لا يسرح ماله ببراقش والحريق حتى يقص الآثار ممن يطرق البلاد.
وأما بنو مالك بن عذر وبنو مدرك بن عذر فهم بالعراق والشام أكثر. فمن بني مالك بن عذر حمرة وسعد ابنا مالك بن سعد بن حمرة بن مالك وهو أبو شعيرة ابن منبه بن سلمة بن مالك بن عذر، كانا من شـهود معاوية يوم الحكمين. وقد صاهر هذا البيت آل الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كانت بنت المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب تحت سعيد بن حمرة وكانت بنت سعيد تحت المطلب، فدخل سعيد على عبد الملك بن مروان في بعض شأنـه فقال: بلغ من أمرك أن تزوج في بني هاشم! فقال له سعيد: ما أصبت لي كفؤاً سواهم، قال عبد الملك: أفما كان لك في بني أمية كفؤ! قال: أما في بني الحكم فلا. فأمر بـه فوجئت عنقه، فانصرف إلى الأردن فقال لأهلها: يا هؤلاء، ألا تخبروني عن طاعتكم مة هي؟ قالوا: لا. قال: فمن جزاء الطاعة أن تشتم أعراضكم ويستخفّ بكم؟ فبلغ ذلك عبد الملك فأرسل إليه يستزيره، فلما قدم عليه ولاه الأردن، وأمر له بمائة ألف درهم وقال له: أذهب ما في نفسك؟ قال: لا. قال ابن عياش المرهبي: فلم يزل عبد الملك مكرماً له، وزوّجه امرأة من بني أمية. ولم يزل آل عبد الملك يكرمونـه بعد عبد الملك. وقال الهيثم بن عدي: ورأيت شيخاً من وفد الأردن الذين قدموا على المـهدي، فسألته عن نسبه فانتسب إلى سعيد بن حمرة، فسألته عن هذا الحديث فقال: الأموية والله جدتي. وكان مـهاجر سعيد بن حمرة إلى الشام في ثلاثمائة أهل بيت من مواليه سوى أسرته. وولاه معاوية شرطته، ثم ولاه الشرطة يزيد، ثم ولاها عبد الله بن عامر الوادعي.

وأولد مالك بن عذر سلمة وحبلاً وصعباً وسهماً وحديراً. وولد مدرك بن عذر سلامان وسناناً بطون كلها. ومن أشراف عذر وفرسانـها وشعرائها في الجاهلية بدّاء ابن سلمان وهو القائل:
صبحنا الجمع جمع بني حماس ... بجنب رماحه كأس القرام
فأجلوا عن كرائمـهم جميعاً ... وخلوها لفرسان كرام
حلائل ما تحل لنا بمـهر ... سوى الغارات أو ضرب السهام
ومن فرسانـهم وشعرائهم في الجاهلية عبد الله بن حبل أخو بني سلامان وهو القائل:
ألا أبلغ بني سليم ... وعامر والقبائل من كلاب
مغلغلة فكيف وجدتمونا ... غداة السفح من كنفي مذاب
عشار في مراتعها وعوذ صفايا ما تدر على عصاب
يراها الجاهلون لهم نـهابا ... وموت واقع دون النـهاب
ومن عظماء عذر في الجاهلية أبو شعيرة ويسمى غنيمة عذر. وكان شـهد بعض أيام عذر فأبلى وقطعت يده فراحت بـه عذر وهي تقول: غنمنا أبا شغيرة، لم نغنم غيره.
ومن دهاة عذر وزهادها البراء بن وفيد، وهو الذي نقم على معاوية منعه للفرات أصحاب علي عليه السلام لما سبق عليه بصفين وكان من أصحاب معاوية وكان صديقاً لعمرو بن العاص، فلما قدم علي عليه السلام يوم صفين وجد معاوية قد نزل على الماء فمنعهم، فقام البراء بن وفيد إلى معاوية فقال: سبحان الله العظيم حين سبقتموهم إلى الفرات تمنعونـهم الماء! وإن فيهم العبد والأمة والأجير ومن لا ذنب له، هذا والله أول الجور. لقد بصّرت المرتاب، وشجعت الجبان، وحملت من لا يريد قتالك على كتفيك. فقال معاوية لعمرو بن العاص: أكفني صديقك الهمداني لا يفسد عليّ عسكري. فقام إليه عمرو فأغلظ له، فأنشأ يقول:
لعمر أب معاوية بن حرب ... وعمرو ما لأيهما وفاء
سوى طعن يحار القيل فيه ... وضرب حين تبتاع الدماء
فلست بتابع دين ابن هند ... طوال الدهر ما أرسى حراء
فقد ذهب العتاب فلا عتاب ... وقد ذهب الولاء فلا ولاء
وقولي في حوادث كل أمر ... على عمرو وصاحبه العفاء
ألا لله درّك يا ابن هند ... لقد ذهب الحياء فلا حياء
أتحمون الفرات على رجال ... وفي أيديهم الأسل الظماء
وفي الأعناق أسياف حداد ... كأن القوم عندكم نساء
أترجو أن يجاوركم علي ... بلا ماء وللأحزاب ماء
دعاهم دعوة فأتت رجال ... كجرب الإبل خالطها الهناء
فكيف رأيت إذ نادى أخال ... له مرعاه والماء الرواء
ثم وطىء لما جنّه الليل في متن فرسه، فلحق بعلي فقاتل معه حتى قتل رحمـه الله انقضى نسب عذر.

نسب المعيديين وأولد أصبى بن ع ياماً والحارث وعينيلا بطناً دخل في عنس مذحج وعيينيلاً درج.
وقد يرى بعض نساب همدان أن أصبى أولد مع هؤلاء سعداً أبا عذر، وأن سعداً ليس بابن ناشج، والقول ما قلنا.
فولد الحارث بن أصبى مرثد بن الحارث، فأولد مرثد عمراً، فأولد عمرو مرة، فأولد مرة يريم، فأولد يريم أحمد، فأولد أحمد يريم فأولد يريم حمرة وأبا حجر وأبا عشن وصاماً، فأما صام فهم بطن بالخشب، وأما أبو عشن وكان سيد حاشد في عصره، وهو الذي غزا بيشة بعطان واستنفر وادعة وقبائل من حاشد فنفروا، وسانده في ذلك الجيش الأجدع بن مالك المعمري. وكان أبو حجر يدعى في الجاهلية مطعم الحاج وكان قبله من بني خيوان بن زيد زادالراكب. وكان عبد الله بن أبي حجر فارساً مطلاعاً، وشـهد صفين، وهو القائل:
نصرنا أمير المؤمنين حمية ... وديناً وأوطاناً رقاب المعاشر
ضربنا قريشاً بالسيوف وغيرها ... فأدرك منـها كل وتر لثائر

فأولد حمرة أبا معيد، ونفر عن اليمن فكان مع علي عليه السلام، فلما صير راية همدان إلى سعيد بن قيس غضب وبات يكدم واسط كوره حتى أفناه ثم لحق بمعاوية وكان عنده وجيهاً، وقدم إلى اليمن فلزم بلد الأهنوم والمغرب حتى قدم بسر بن أرطأة من قبل معاوية فكان له رجلاً ويداً في بلد همدان، فنال من شيعة علي عليه السلام في بلد همدان وصنعاء فأقوى، وضرب من الأبناء على باب المصرع اثنتين وسبعين رقبة فسمي الموضع المصرع، وارتدت الأبناء عن التشيع من يومئذ إلى اليوم.
فأولد أبو معيد واسمـه أحمد قيساً، وقد ولي قيس وأبو معيد بعض عمل المعافر، فأولد قيس سعيداً، فأولد سعيد العباس، فأولد العباس الضحاك ورزاماً وسعيداً الحوالي وهم الذين قاموا لحرب بكيل وقتل رزام بابن أبي عيينة العبدي سيد أرحب. فأولد الضحاك محمداً وقد رأس، وقتله ابن مسعود غلام أبي يعفر بأمره غيلة، فغضبت فيه همدان وقامت فيه حاشد وبكيل مع الدعام بن إبراهيم بن عبد الله بن يأس العبدي سيد بكيل فأزال مملكة آل يعفر. فأولد محمد بن الضحاك أحمد أبا جعفر سيد همدان في عصرنا وصاحب الوقائع والأيام، وهو الذي يمدحه الهمداني ويقيد أيامـه، وهو منـه خلّ وصاحب، وشـهد مائة وقعة وستاً، كان أكثرها بين حزبه وبين يحيى بن الحسين العلوي، وأسر ابنـه محمد بن يحيى يوم إتوة، ثم صافاه ابنا يحيى: محمد المرتضى وأحمد الناصر، وكان لهما نعم الصاحب والوزير على أمورهما، ثم باعده القاسم بن الناصر فجرى بينـهما ما ينطق بـه شعر الهمداني، ودخل صعدة ثلاث مرات فأخربها، ودخل صنعاء كرتين فأحسن فيهما، وقال للناصر يوماً وقد أغلظ له في سبب رجل قتل في حده صنعاني: " كأنك أردت أن ترضي هؤلاء المتجرة والدلمة بي، أنا نعم الصديق إذا صادقت، ونعم العدو إذا عاديت " . فندم الناصر واعتذر إليه. وحضه يوماً على صلح بني ربيعة بن مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة وبأمره وقع الشر بين ابن الضحاك وبينـهم فكره وقال: إذا كان لي عدو مخالط أخرجته مني، فإن لم أقدر عليه خرجت عنـه، ومتى أغضبت فزعت إلى قائ سيفي ولم أحاكم. قال له: أنت إذا غضبت لم ترض، وأنا أغضب في النـهار كذا وكذا وأرضى مثلها. قال: فمصيبة أعزك الله. ما يؤمن رعيتك في بعض غضباتك أن يهلك منـها الخير وينطف منـها البريء. وكان مظفراً له راية. وقتل أبوه وهو ابن سبع سنين فراعي ثأره في آل يعفر سبعاً وخمسين سنة، ثم قتل منـهم خمسة بخديعة. وأخباره كثيرة. وهذا البيت من المعيديين لا يرون لهم كفؤاً من حاشد، وقد طمع محمد بن يحيى بن الحسين بالصهر إليهم فأعجزه ذلك.
أولد محمد بن الضحاك مع أحمد إبراهيم أبا حاشد، وكلاهما قد أعقب انقضاء نسب المعيديين. يتلوه: نسب يأم أولد يأم بن أصبى جشم ومذكراً، فولد جشم دؤلاً ويخفف فيقال الدول وصعباً. فولد دؤل سلمة، فولد سلمة ذهلاً والنمر، وسلمة بن سلمة، فمن بني ذهل الحكم بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد كريم بن جحدب بن ذهل بن الحارث بن ذهل كان من فرسان الجماجم، وزبيد بن الحارث بن عبد كريم الفقيه، وطلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل الفقيه وكان من أئمة القراءة، وعبد العزّى بن سبع بن النمر بن ذهل الشاعر جاهلي، وابنـه مدرك بن عبد العزّى شاعر أيضاً وهو القائل:
وأنّى لكم أن تبلغوا مجد يأمنا ... وأرحب حتى ينفد الترب ناقله
فهم أصل همدان الوثيق وفرعها ... قديماً وأعلى هضبها وأطاوله

ومن يام العقار بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن سليل بن ذهل بن مالك بن الحارث بن ذهل بن سلمة بن دؤل بن جشم بن يأم قاتل مشجعة الجعفي، وكان سبب ذلك أن بلاد يأم أجدبت فنجع العقار إلى بلاد جعف، وكان بين يأم وجعف ولث وصلة، فكانت إذا أجدبت رعت بلد يأم، وإذا أجدبت يأم رعت بلاد جعف، فلما نزل العقار بلاد جعف حال مشجعة بن المجمّع بن مالك بن كعب بن عوف بن حزيم بن جعفي بن سعد بينـه وبين الرعي، فقال له العقّار: فأين العهد فيما بيننا؟ قال له مشجعة: لجفنة من حيس بارد أحب إليّ من عهد يأم.. فقال له: ألا جعلته سخناً! ثم انطلق إلى امرأة رجل من جعفي كانت تبيع الخمر، وكان يقال لزوجها ذيبان بن بادية وكان له عندها فرس مرهون على أربعة أبعرة، فضمن أن يبعث إليها بالأبعرة وسألها أن تعطيه الفرس، ففعلت، فأخذ الفرس فركبه، وقد كان بعث بماله مع خدمـه، ثم أتى مشجعة ومعه حربة فطعنـه بها فأخرجها من بين كتفيه فقتله، فتبادرت إليه جعفي فسبقهم ركضاً، فقال في ذلك العقّار:
لم يبق من خبر الجعفيّ باقية ... إلا الأمائر والأقطاع والدرس
ردّي إليك جمال الحي فاحتملوا ... فإنـهم من نفوس القوم قد يئسوا
لما رأونا نمشي في ديارهم ... كما تمشي الجمال الجلة الشمس
مثل الليوث عدت يوماً لمعترك ... عند اللقاء وتقصيد القنا حرس
لا يسمع الصوت منا غير غمغمة ... بالبيض تضرب هاماً فوقها القنس
أما حليلة ذيبان فقد كرمت ... في الفعل منـها فلم تدنس كما دنسوا
جادت بما سئلت لما رأت جزعى ... من فوق أعيط في لحظاته شوس
منحت مشجعة الجعفي مرهفة ... كأنـها حين جازت صدره قبس
ظلت كرائم جعفي تطيف بها ... هيهات من طالبيه ذاك ما التمسوا
وقال أيضاً:
نحن بنو يأم ونحن الدفعهْ ... سائل بنا مقاعساً وصعصهْ
وسيد الحي الرئيس مشجعه ... منحته ذات غرار مردعهْ
جادت له منية مفجّعة
وقد يدعي بنو نـهد قتل مشجعة، والخبر ما ذكرنا. وإنما سمي العقّار لأنـه شـهد وقعة كانت لهمدان وبعض أعدائهم، فحلف ألا يقتل في ذلك اليوم أحداً، فجعل كلما لقي فارساً ضربه ضربة خفيفة حتى عقر نحواً من ثلاثين فارساً، فسمي في ذلك اليوم العقّار.
وأولد مذكر بن يأم هبرة ومواجد وهم الأحلاف وألغز زنة أحمر فتحالفا على ألغز. فولد مواجد الأسلوم وبغيضه وجحدباً ورفدة، منـهم عبيدة بن الأجدع من بني سلمان بن حبيب بن مواجد الفقيه، وحبيب بن مواجد ممن شـهد حرب خولان، والوزّاع بن معاوية بن مالك بن أحزم بن هبيرة بن مذكر الشاعر. ومنـهم الحارث بن موزع كان شريفاً. ومن يأم بيت يقال لهم آل ذي حاجة، وبنو مقاحف بطن في جنب. ومن يأم سمير الفرسان وهو مختلس خباشة عمرو بن معدي كرب، وذلك أن عمرو بن معدي كرب لما غزا خولان فدخل الحقل وفض حصن غنم وجل الأموال واجتاح الضنين، قدم تلك الغنائم مع عميه سعد وشـهاب، فعرض لهما سمير في جمع من يأم فقتلهما وعدة معهما من بني زبيد وأخذ ما كان في أيديهما، فبعث عمرو إلى سمير يتوعده، فقال سمير في ذلك:
أيرسل عمرو بالوعيد سفاهة ... إليّ بظهر الغيب قولاً مرجّماً
ليسمع أقواماً ما ليس مقدماً ... عليه وقد رام اللقاء فأحجما
فإن شئت أن تلقى سميراً فلاقه ... وعجّل ولا تجعله منك تهمما
فسوف تلاقيه كمياً مدججاً ... حميماً إذا ما همّ بالأمر صمّما
فإن تلقني أصبحك موتاً معجلاً ... كفعلي بعميك اللذين تقدما
فسوف أريك الموت يا عمرو جهرة ... فتنظر يوماً ذا صواعق مظلما
ومن يأم أيضاً أبو جسيس الجواد، وهو القائل لبعض بني في شيء كان بينـهم:
قل لهذين كلا زادكما ... ودعاني وأغلا حيث أغل
رب زاد قد أكلنا طيب ... بعده الشـهد بألبان الإبل
ثم لم يشـهده مثل لكما ... لا ولا كان لدي الزاد علل

إنما الزاد لمن يبذله ... فإذا ما نلت خيراً فأنل
إنما حظك منـه ذكره ... لا تقولن عسى لا ولعل
ومن شعراء يأم عاصم بن الأسفع، والشرقي بن عمرو.
وكانت يأم تدعي في الجاهلية قتلة جبانـها وفي الإسلام يأم القرى. وكان فيهم جبان في الجاهلية يقال له أنيب، فحلفوا ألا يولد له ولد فيهم أبداً، وحلفوا على قتله. فقال لهم رجل منـهم: ويحكم، أخصوه ولا تقتلوه، فإنـه لا يولد له إذا كان خصياً، فلا تحنثون في أيمانكم. فشاع ذلك في همدان، فكرهت أن تذهب يأم بهذا الذكر دونـهم، فقالوا لهم: خذوا من كل قبيلة سهماً فارموه بجميع السهام، وإلا حلنا بينكم وبينـه. فأجابوهم إلى ذلك، فبعث إليهم من كل قبيلة بسهم، ثم صيروه هدفاً وجعلوا يرمونـه ويقولون:
لله سهم ما نبا عن أنيب ... حتى يوارى نصله في منشب
ومر فتى من أهل الكوفة بالحجّاج وهو يعرض الجند، فأعجبه فقال: ممن أنت يا فتى؟ قال: أنا من قوم لم يكن فيهم جبان. قال الحجاج: أنت إذن من يأم. قال: أنا منـهم انقضى نسب يأم.

نسب وادعة وأولد نشاج بن ع عامراً وسابقة الكبرى، فولد عامر عمراً، فولد عمرو وادعة. وكانت وادعة تسمى في الجاهلية عصارة المسك وتسمى مرهبة الدعام مرهبة الدوسر وتفسير الدوسر: أن الجيش إذا بلغ اثني عشر ألفاً سمي الدوسر، فإذا قاد الرجل هذا المقدار سمي قائد الدوسر. وقال بعضهم إذا بلغ فيه ألف فارس سمي الدوسر، والأول أعم، وتسمى أرحب أرحب الكرام وأحلاس الخيل، ثم جرى على همدان كلها فقيل همدان أحلاس الخيل. وتقول العرب: لا يتفرس إنسان بعد أربعين سنة فيفرس إلا أن يكون همدانياً، لجبلتهم على الفروسة. وكذلك رأيناه. وتسمى دالان فتيان الصباح وشاكر شاكر القرى وشاكر الجوار قال الراجز:
حياكم الله وحيا شاكراً ... قوما يغدّون الدخيل باكرا
ويؤثرون الضيف والمجاورا
آل معمر بن الحارث الوادعي فولد وادعة عبد ود بن وادعة وناشج بن وادعة. فولد عبد ودّ بن وادعة سعد بن عبد ود بن وادعة وحرب بن عبد ود وربيعة بن عبد ود وأمـهم أم عشب ابنة عدي بن ثعلبة بن كنانة بن بارق وهو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء، وهذه الولادة هي التي جرّت غباة وادعة إلى قولهم: نحن من الأزد من ولد عمرو بن عامر ماء السماء فولد سعد بن عبد ود الحارث بن سعد، فولد الحارث بن سعد معمر بن الحارث بضم الميم الأولى وكسر الميم الأخرى، وليس هذا الإسم إلا في همدان. وفي العرب معمر بفتح الميم ومرّ بن الحارث وعمرو بن الحارث وعلة زنة عمرو بن الحارث بطن، وهم العلهيون، حلال شاكر بجدرة وحرب بن الحارث وأمـهم من بني كاهل بن عذرة.
فولد حرب بن الحارث قسراً بطناً، منـهم عمرو بن الحارث بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن قسر أخذ الراية يوم صفين. وولد معمر بن الحارث حريم بن معمر وسلمان بن معمر ومطرف بن معمر والعريف بن معمر وسعد بن معمر خمسة نفر. فمن بني سلمان بن معمر الأجدع بن مالك بن أمية بن جعفر بن سلمان بن معمر فارس همدان وشاعرها في عصره، وكانت تحته كبشة بنت معدي كرب الزبيدي ولها يقول الأجدع:
ألا أبلغ فتاة بني زبيد ... كبيشة والحديث له نماء
مغلغلة وجهر القول مما ... يوكل في الخطوب له البلاء
ولها يقول صهره عمرو بن معدي كرب فيما فعل بـه بنو الأصيد من سفيان بن أرحب:
لعمرك لولا أجدع الخير فاعلمي ... لقدت إلى همدان جيشاً عرمرماً
لقدت إلى همدان ألف طمرّة ... وألف طمر من كميت وأدهما
ووفد الأجدع على عمر فسماه عبد الرحمن وقال: الأجدع شيطان وابنـه مسروق بن الأجدع الفقيه وكان شريفاً، ومحمد بن المنتشر بن الأجدع كان من أشراف أهل الكوفة ويكنى أبا القاسم، وهو القائل لإبراهيم بن مالك الأشتر النخعيّ:
إذا أنت لم تكرم سراة عشيرتي ... فما للذي بيني وبينك واصل
تراني مع العادي عليك إذا عدا ... بلا منة إن لم تغلني الغوائل
كأنك يوم الراسبيّ نعامة ... شآها مع الرأل النعام الجوافل
شآها: سبقها. ويروى نساها، نسا في نُسي في لغة من يقول غزا ورمى. ويروى نساها وهي أصوب الروايتين أي زجّاها ودفعها، قال الشاعر:

فما أم خشف بالصلابة شادن ... تنسّىء في برد الظلال، غزالها
عطفنا عليك الخيل تعطف بعد ما ... ظننت نرين أن أمك هابل
وأخوه المغيرة كان شاعراً.
هذا نسب بني معمر آل الأجدع، والنساب يقولون: هو الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مرّ بن سلمان بن معمر، وبنو معمر أبصر بنفوسهم. ومنـهم هانيء بن أبي حية بن علقمة بن سلمان بن مالك بن معاوية بن سعد بن معمر، والمديوب وهو كبير بن أبي حية الشاعر، وحشيش بن الوازع بن عبد الله بن مر بن سلمان، ومنـهم عبد الله بن عامر. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع علي عليه السلام بصفين، ومنـهم أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الفقيه وكان أحد الفرسان.
فولد حريم بن معمر ربيعة بن حريم، فولد ربيعة بن حريم النضر بن ربيعة والنضريون أشراف بني معمر وسعيد بن ربيعة ويعرف بأبي العريف ومالك بن ربيعة وعبد الله بن ربيعة، فولد النضر بن ربيعة عليّ بن النضر وكثير بن النضر بطن، فولد علي بن النضر عبد الأمين بن علي والحسن بن علي. وولد سعيد أبو العريف عبد الرحمن بن سعيد وقيس بن سعيد والحارث بن سعيد ويزيد بن سعيد فدرج يزيد. فولد عبد الرحمن عمراً، فولد عمرو يزيداً، فولد يزيد عبد الله، فولد عبد الله أيوباً، فولد أيوب محمداً وأبا سلمان. وولد مالك بن ربيعة الوضاح بن مالك وسعيد بن مالك والنضر بن مالك وموزع بن مالك. وولد عبد الله بن ربيعة شريح بن عبد الله ويزيد بن عبد الله ويزيد بن عبد الله وسعيد بن عبد الله وصفوان بن عبد الله. وولد مطرف بن معمر يزيد بن مطرف وعبد الله بن مطرف وهو المعروف بأبي كبشة ومالك بن مطرف فولد مالك بن مطرف علقمة بطن. وهم العلاقم، يسكنون بصبر من بلد خولان بصعدة ولهم نجدة ودين وأمانة. وأولد العريف بن معمر هانىء بن العريف وعمرو بن العريف وعبد الله بن العريف، فهؤلاء بنو معمر بن الحارث.
ربيعة بن عبد ود بن وادعة وأولد ربيعة بن عبد ود بن وادعة عمراً ومالكاً. فولد مالك الحارث وأمـه البيضاء من حمير. والحارث بن مالك ممن شـهد حرب خولان، وقتل فيها هو و وأبوه يوم الضرك. فولد مالك بن الحارث عتبان وعمراً وزيداً، فولد عمرو بن مالك بن الحارث مرّاً وأمية ومعاوية وربيعة بطون. فالمريون حلال للحناجر والعلهيين بجدرة. وولد عتبان الأقمر وعبد الله. وغلب على بني مالك بن ربيعة بن عبد ود اسم بني البيضاء. وأولد مر بن الحارث بن سعد عمرو بن مر وهو الدهر سمي بـه لطول عمره، وهرثمة بن مر بطن وهم الهراثم، والمنذر بن مر وعبد الله بن مر. فولد عبد الله بن مر يربوعاً وأبا ثبيتة. فأولد أبو ثبيتة الأزمع، فأولد الأزمع حارثاً وشدّاداً وكانا شريفين. وولد الدهر الغطريف بن الدهر وروقاً فمن بني روق المعان بن روق الشاعر إسلامي، وهو القائل:
ومد من رحل العطاط وردنـه ... وقد النجوم على المغارب دفّع
أدلى غلامي دلوه يبغي بها ... وشلا لينشح قلب صاد يهلع
فأتت بنسج العنكبوت كأنـه ... ثوب المقام على العصي مشرّع
فلوى الرشاء وطرت فوق شمّلة ... وجناء دانية المراح تلذع
والمنقش بن الدهر وكان من فرسان همدان وحماتها وفيه يقول المعان بن روق:
والمنقش بن الدهر من فرساننا ... وابن العريف ومالك والأجدع
ردّوا الأوارك من مراد بعدما ... بطنوا بها بطن المحورة تسرع
ردوا هواديها على أعقابها ... عكراً يضيق بها المسيل الأجرع
يدعى جوف مراد جوف المحورة.

وولد المنذر بن مر حجراً، فأولد حجر الدهر بن حجر، فأولد الدهر بن حجر أبا حمضة بن الدهر، فأولد أبو حمضة المنذر، فأولد المنذر أبا حمضة، فأولد أبو حمضة المنذر بن أبي حمضة وهو الذي فرق بين العتاق من الخيل والبراذين. وكان خبر ذلك أنـه كان عاملاً لأبي عبيدة بن الجراح على بعض ثغور الروم فتبع قوماً من العدو وأغاروا في عمله فلحقهم في أصحاب العتاق وعجزت البراذين، وظفر بالعدو وغنم. فلما قسم الفيء في أصحابه، أعطى صاحب الفرس العتيق سهمين وصاحب البرذون سهماً، وكتب إلى أبي عبيدة يعلمـه بما صنع. فكتب أبو عبيدة بصنيعه إلى عمر، فلما قرأ عمر كتابه قال: لله درون الهمداني، لقد أذكرت بـه أمـه. أجروها سنّة. فهي إلى اليوم سنّة جارية. وحدثني الحسن بن حويت المعمري عن بن ظهير المعمري وكان علامة همدان عن أسلافه أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر قال: يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته! وكان له ابنتان فزوج واحدة بمالك بن أمية فأتت بالأجدع بن مالك وزوج الأخرى من ثمامة، فتزوج الحارث بن ثمامة ابنة الأجدع وقتل يوم الرزم، وفيه يقول الأجدع:
اسألتني بركائب ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع
وبنو الحصين أما أتاك نعيهم ... أهل اللواء وسادة المرباع
حضروا المواسم فانتزعنا مجدهم ... منا بأمر حسادة ورباع
تلك الرزية، لا ركائب غودرت ... برحالها مشدودة الأنساع
والحارث بن يزيد ويحك أعولي ... محضاً شمائله رحيب الباع
فلو أنني فديته لفديته ... بأناملي ولجنّة أضلاعي
لدفعت عنـه في اللقاء وفاته ... دفعي، وكل منية بدفاع
وولد المنقش بن الدهر محمداً، وولد هرثمة بن مرّ قيس بن هرثمة ومرزوق بن هرثمة والحكم بن هرثمة ويقال الحكم من اليقشب بن الحارث أربعة أبطن وهم الهراثم انقضاء نسب سعد بن عبد ود.
وأولد حرب بن عبد ود وادعة مالك بن حرب والحارث بن حرب، فولد الحارث بن حرب عبد بن الحارث بطن. وهم بنو عبد وادعة، وهم أنجد وادعة على قلة من عددهم ويقشب بن الحارث بطن. وهم القشب ونوسان بن الحارث بطن. وطنـهم أرض نوسان من أرض الخشب وأم الجميع من حمير. فولد عبد بن الحارث كامل بن عبد ومانع بن عبد والحارث بن عبد وعريب بن عبد. وولد مالك بن حرب بن عبد ود بن وادعة صريم بن مالك بطن. وهم رأس الديوان من حاشد، وفيهم الفرسان والنجدة وربيعة بن مالك بطن. ثرا. فولد صريم بن مالك مرّ بن صريم والأجدع بن صريم وبدّاء بن صريم. فولد الأجدع بن صريم قيس بن الأجدع وعبد الرحمن بن الأجدع وربيعة ومعاوية وعبد الله وصريم الأصغر. فأولد صريم الأصغر عبد الله وأبا الزاهرية والحارث. والحارث القائل لعمرو بن معدي كرب:
سل الناس هل هزّت فوارسنا الوغى ... عشية أوطأنا فوارسنا عمرا
على حنق والخيل من كل جانب ... عوابس بالفتيان تقحمـها زجرا
هجرنا لبون الحرب للطالب القرى ... لنبلي فيمن كان يحبطنا عذرا
وكنا إذا ما استمطر الناس رعدنا ... فأمطر بيضاً والمثقفة السمرا
حمينا بها جاراً ونلنا طوائلاً ... ونلنا بها داراً وحزناً بها وفرا
نجود بها في كل يوم كريهة ... لأعدائنا حتى يدينوا لنا قسرا
ليحمد محمود ويهلك هالك ... وفاء بعهد لا مكذّبة غدرا
هنالك ما ننفك نقتل تارة ... ونلحق أقواماً فنأسرهم أسراً
فقد تركت أيامنا وسيوفنا ... وأرماحاً للذاكرين لنا ذكرا
انقضت بنو صريم.

وولد ربيعة بن مالك بن حرب مالك بن ربيعة وعبيد بن ربيعة، فولد مالك بن ربيعة عمرو بن مالك وقلم بن مالك وكريب بن مالك والأعسر بن مالك، وأولد عبيد بن ربيعة شرحبيل بن عبيد وعبد العزيز بن عبيد، فولد عبد العزيز بن عبيد يزيد بن عبد العزيز وشداد بن عبد العزيز. وولد شرحبيل بن عبيد توبة بن شرحبيل وعبيد بن شرحبيل وهو الذي يعرف بكيسان، فولد توبة بن شرحبيل جهضم بن توبة والقاسم بن توبة ومعمر بن توبة وبشر بن توبة وعبادة بن توبة والأرقم بن توبة، وهم بالشرف مع عوق بن الجابر انقضاء نسب عبد ود بن وادعة.
وولد ناشج بن وادعة مالك بن ناشج وأنمار بن ناشج ويقال فيه نمار، والأشـهر أنمار وحبيش بن ناشج وقال سليمان بن الغطريف الحنجوري: هو حشيش. وقال محمد بن أيوب المعمري: حشيش من ولد كعب بن أنمار. فولد حبيش بن ناشج عبد الله بن حبيش ومعاوية بن حبيش وعمرو بن حنيش وعريب بن حنيش وسعد بن حنيش والأفوه بن حنيش ويام بن حنيش. فولد عبد الله بن حنيش دالان بن عبد الله وعامر بن عبد الله وهم حنجور. بطن وهم الحناجر من أشد همدان بأساً وأعظمـه أمانة ويعيش بن عبد الله وسابقة الأصغر بن عبد الله بطن وقد يهم بعض النساب فيقول: دالان بن سابقة بن ناشج بن وادعة. فولد عامر وهو حنجور بن عبد الله جرير بن عامر وعمير بن عامر. وولد أنمار بن ناشج كعب بن أنمار ومالك بن أنمار وحيف بن أنمار وهو ممن شـهد حرب خولان، وكان سيد وادعة يومئذ، قتل في تلك الحرب. فولد كعب بن أنمار عبيداً ومصاصاً وصبرة وعبسة وحشيشاً ومغيرة وعمراً ومسعوداً بطون. وأولد حيف جريراً. وولد دالان بن عبد الله خريماً ورؤاساً وحجرية ومالكاً وحجرياً. فولد رؤاس عُراراً بضم العين. فمن آل عرار عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عُرار، شـهد المشاهد مع علي وقتل مع ابنـه الحسين عليهما السلام. وعبد الله بن عُرار وأخوه الأصمّ فارسا همدان، وفيهما يقول فروة بن مسيك:
والله لولا معمر وسلمان ... وابنا عُرار ووفيا همدان
والجون بن كعب بن عبد الله كان فارساً. ومنـهم مالك بن حريم بن مالك بن حريم بن دالان شاعر همدان وفارسها وصاحب مغازيها وهو مفزع الخيل، وأحد وصّافي العرب للخيل، ويعد من فحول الشعراء، وله أخبار جمة ومناقب برزة، وكان يفي بعسى كما يفي بنعم. وقد تقدم خبره في هذا الكتاب، وهو القائل:
إذا سألتك نفسك أن ترانا ... بملك الجوف فاغترب النجادا
ترانا بالقرار بغير شك ... نقوّدها مسوّمة جيادا
علينا كل فضفاض دلاص ... وأسياف ورثناهن عادا
سنحمي الجوف ما دامت معين ... بأسفله مقابلة عُرادا
ونلحق من يزاحممنا عليه ... بأعراض اليمامة أو جُرادا
نبيت مع الثعالب حيث باتت ... ونجعل صمغ عرفطهن زادا

وأولد مالك بن دالان وداً وقيساً، فبنو ود أشراف بني مالك، منـهم معمر بن أبي معمر يزيد بن معمر بن محمد بن عبد الله بن شعثم بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عمرو بن عميرة بن محمد المشرك بن عبد الله بن ثمامة بن ود بن مالك بن دالان الذي روينا عنـه أخبار النضال وغيرها في كتاب اليعسوب وهو من أشراف همدان. ولمحمد المشرك بن عبد الله ولأولاده أخبار قد ذكرناها في كتاب اليعسوب. وبنو دالان أحلاف لبني عيان من أرحب وهم حلال لهم بالجوف منذ كانوا، حتى ظنـهم بعض النساب من أرحب فنسبهم فيهم. وولد مالك بن ناشج قحفان وعكنا وسلمة وهيلا وبرمة. وولد سعد بن حبيش صعباً وعصراً وهبيرة ومخاشناً. فولد عصر حنكاً بطن وعتيكاً درج. وولد صعب بن سعد عريباً وثعلبة وحودان وزمعة ويامّة وهو يام، وولد عريب بن حبيش فركاً وهو أفرك ومضرحياً وهو عبد الله وأسراً وهو يُسير وشرحاً والمساور. فولد أفرك بن عريب صابحة ومـهرى. وولد عمرو بن حبيش مالكاً فولد مالك صعب الأصغر. وولد معاوية بن حبيش مالكاً وحارثاً وسيراً وقيساً. وولد الأفوه بن حبيش زياداً وعبد الله وعمراً وحياساً والأشرس وكاهلاً والأقمر والضخم ومقسماً ومعجباً وعدس. وولد يام بن حبيش حبيشاً الأصغر وعمراً وعبد الله. وولد الأقمر بن الأفوه مالكاً، فولد مالك الأقمر، فولد الأقمر عليّ بن الأقمر الفقيه انقضاء نسب وادعة، وانقضى بانقضائه نسب ع بن مالك بن جشم بن حاشد.
وولد ناشج الأكبر بن مالك نـهمان بطن دخلوا في وادعة، منـهم بنو جرادة في المسهلة من الشكاك انقضى نسب بن مالك جشم بن حاشد.

معدي كرب بن جشم بن حاشد وولد معدي كرب بن جشم بن حاشد شعباً بطن كانوا بالمغرب قبل عذر ثم نجعت عذر من براقش فحل المقصص وبنو سلامان بمطرة، وكانت مطرة قبل ليام، ونزل باقي عذر على شعب فغلبوا على بلدها ودخل من بقي منـها في عذر، وسمي الموضع إلى اليوم مغرب شعب ويقال عذر شعب وعذر مطرة فمن شعب هذه عامر الشعبي، وحمير تقول هو من شعب ذي رعين انقضى نسب معدي كرب بن جشم.
بنو ربيعة بن جشم بن حاشد: وولد ربيعة بن جشم بن حاشد شراحيل بن ربيعة، فولد شراحيل ذا حدّان وذا جعران بطنان. منـهم زيد بن عمرو بن الحارث بن ذي حدّان جاهلي قديم وكان رحالاً إلى الملوك، فقال وقد بلغه إيقاع دويلة بن أبي دويلة الشبامي ببني تغلب:
أتاني ورحلي عند جفنة وقعة ... أقرّ بها عيني عميد شبام
دويلة إذ قاد الجياد عوابساً ... شعاث النواصي والنسور دوام
إلى تغلب قبّا تضبّ لثاتها ... وتقحمـها أجواز كل هيام
يحار بها الخرّيت مرتاً كأنما ... تخال بها الحرباء رأل نعام
فصبحها حي الأراقم، والمنى ... لقاؤهم، والحرب ذات عُرام
عليها شبام قصره دون مالك ... وليس علينا قتلهم بحرام
فحكت بأحياء الأراقم بركها ... بقيل شباميّ أغرّ همام
وليسوا بواء من أبيه وربما ... شفي في كريم القوم قتل لئام
تنصف عبد تغلبي لرحله ... تخونـه غدراً بذات النسام
فأدرك منـهم كل أمر أراده ... دويلة والأملاك ذات قيام
شفى النفس قبلي في الأراقم منـهم ... عديّ وزيد والشليل ولام
انقضى نسب ربيعة بن جشم.
بنو زيد بن جشم بن حاشد وولد زيد بن جشم بن حاشد مسرفاً وعبداً والخالد ومالكاً بطون كلها. فولد مالك الحارث، فولد الحارث عبد ود، فولد عبد ود لوذان بطن. وولد عبد نوفاً بطن بالمشرق. وولد مسرف ذا شقي بطن من ولده معشر ذو الفقار بن عمرو بن معدي كرب بن يريم بن مرثد بن ذي شقي بن مسرف وكان شريفاً انقضى نسب زيد بن جشم.
بنو أسعد بن جشم بن حاشد: وولد أسعد بن جشم بن حاشد عبد الله، فولد عبد الله سعيداً وهو شبام بطن، منـهم أبو دويلة الملك كان ملكاً على ربيعة بن نزار فقتلته غيلة وفيه يقول مـهلهل:
والحارثان كلاهما ومحرّق ... وأبو دويلة ملك آل شبام
فجمع لهم ابنـه دويلة شباماً وقبائل من همدان وسار لهم فقتل منـهم ونكأ وانصرف وقال:

ألا هل أتى حيّ الكلاع ويحصبا ... وأهل العلا من حاشد وبكيل
بأنا جلبنا الخيل من جوف أرحب ... فهضب أراط فالملا فكميل
أريد بها الأوتار من حي تغلب ... على بعدها منا بغير دليل
أبابيل رهواً بين قوداء شطبة ... وقبّاء مثل الأخدريّ نسول
نجوب بها الموماة شـهراً لعلها ... تنوء على بعد المدى بقبيل
فما زال ذاك الدأب حتى كأنـها ... شقائق نبع عاتك ومحيل
فصبحن من حي الأراقم حلة ... صباح ثمود غبّ أم فصيل
فما رُعنـهم إلا بكل مقاتل ... أشم شباميّ أغرّ طويل
فوارس همدان بن زيد بن مالك ... شفوا يوم ذات العرجين غليلي
ولما تنادوا بالأراقم ضلة ... دعوت شباماً معشري وقبيلي
ففزنا بعباد ويحي بن بشة ... ودارت رحانا بعدهم بشليل
قتلت بني عمرو بن غنم بربهم ... فعمروا لما أسدوا أذل ذليل
وأفلتنا تحت العجاجة جابر ... وعمرو أخوه رهن غل عقيل
أسر عقيل بن عمير ذي حران الأوسط بن زيد يومئذ.
وأوس فلم يترك لأوس بقية ... ولم يك أوس في الوغى بقليل
وملت على غنم بن تغلب ميلة ... أذاعت بها الأرواح كل مميل
وكانت متى تغزو شبام قبيلة ... تبوء بنـهب أو تنوء بجيل
ولو نلت ألفاً من معد حيازة ... لما أبت منـهم في أبي بعديل
أغر شبامي كأن جبينـه ... إذا ما علاه التاج صدر صقيل
على أنني قد نلت منـهم فوارساً ... تقوم بها الأنواح كل أصيل
قتلنا بـه من تغلب كل بهمة ... وما علقت أسيافنا بخميل
وقال أيضاً:
إذا قتل العبد المخدّع ربّه ... فليس لنا منـه سوى قتلة العبد
فإلا يكن ثأراً فللنفس راحةٌ ... ولم يك عن غزو الأراقم من بدّ
على أنني قد نلت منـهم فوارساً ... خياراً ونكبت الشرار على عمد
وقلت لقومي جاوزوا العزل منـهم ... ولله أنتم كل ذي عزة نجد
فلم نر إلا يافعاً في جدية ... صريعاً ومنقور الحشى مائل الخد
قتلنا عدياً والشليل ومالكاً ... ولأماً ودارت حربنا بأبي سعد
إذا أنا لم أثأر بشيخي منـهم ... فمن ذا الذي ترجو شبام له بعدي
وأفلتنا تحت العجاجة جابر ... وفيه سنان لهذمي على نـهد
ومنـهم كريب بن شراحيل الشبامي من أصحاب علي، وشـهد مشاهده. وعبد الجبار بن القاسم الشبامي الفقيه.
قالوا: وشبام أي البلد سميت بشبام أقيان بن زرعة بن سبأ الأصغر وهي يحبس. وقد يقول بعض النساب شبام بفتح الشين وليس يعرف ذاك انقضى نسب شبام.

بنو عمرو بن جشم بن حاشد وولد عمرو بن جشم بن حاشد شراحيل وعبداً وناجية. فولد شراحيل شرحبيل وعامراً وهم الزرافي. فولد شرحبيل كعباً وهو الصائد بطن وهم الصيد، فأولد كعب الصائد عمراً وحامداً وأيفع وعبد الله وربيعة وعبداً وعبد يغوث وفرعاً وزياداص بني كعب. فولد عمرو عبداً فولد عبد عمراً وأبا ربيعة، وولد حامد بن كعب أربعة نفر: شمراً والنعمان ويعمراً وعميراً. وولد عبد بن كعب يريم بطن، وولد عبد الله بن كعب مالكاً ودارماً وقد نقله بعضهم فيقول رادماً كما يقولون في المضرحي المرضحي وفي أجحار الجبل أحراجه وفي أزواله أوزاله وفي ألواده أدواله.. وولد فرع بن كعب زيداً. وولد زياد بن كعب كعباً وعبد الله، منـهم أبو ثمامة زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله بن كعب الصائد قتل مع الحسين عليه السلام. ومنـهم عبد حر بن يحمد بن حولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن كعب الصائد وكان من أصحاب ابن الحنفية وشـهد مع المختار. وأبو الحريدق معقل بن عبد خير بن حولي الشاعر مخضرم.
وولد عبد بن عمرو بن جشم صولان انقضى نسب عمرو بن جشم بن حاشد.
بنو عريب بن جشم بن حاشد

وأولد عريب بن جشم بن حاشد وفيه العدد زيداً، فولد زيد عليان وقادماً، فولد عليان أسلم، فولد أسلم حجوراً بطن عظيم باليمن والشام والعراق يقارب نصف حاشد، ونمرة بطن لهم منعة ونجدة، وحجة بطن، وخرجة بطن، وحذف بطن. فأولد خرجة بن أسلم يعمراً وصعباً وجحدباً والفحد وحباباً وعوفاً والفائش والقابض. وأولد حجور موله بن حجور وأوام بن حجور. فأولد موله بن حجور الحارث وعامراً. فولد الحارث عاهراً بطن. وهم العهرا وعليان وحارثة بطن. وسيدهم اليوم إسحاق بن إبراهيم بن بريل الذي مدحه الهمداني، وله سؤدد وشرف ونجدة وكرم وباري بني الحارث. فولد عليان قاهباً وحارثاً وسالماً وهم الأسلوم وبادية وحبساً وعليان بن عليان. وولد عامر بن موله رافعاً وهو رفاعة. بطن فيهم ثروة، وهم حرب لبني حارثة وحامداً وهم حماد وأسلم الأصغر. وولد حارث بن عليان شليلاً، فولد الشليل بن الحارث الظهار، فولد الظهار عبساً، فولد عبس الدارج وهو الدراج ومنفساً ومعاساً. فولد الدراج هلالاً وقيساً ونعيماً وهلان وحيياً وذهلاً. فأولد قيس عبد الله بن قيس بن الدراج كان من أشراف حجور. وأولد أوام بن حجور عبيداص وحيران وإليه ينسب وادي حيران في بلد حجور، فولد عبيد قحطان وجدياً وربيعة، فولد قحطان سابرة وعوقاً والقمع وأفلح. وولد جدي بن عبيد سفيان ونُهم بضم النون وفتح الهاء والقانص والأصحر ومالكاً وملحقاً، فولد مالك بن جدي نفيلاً ومراراً والشارق وشـهمان وجداعة وغراراً أو عذاراً والقسّي وصقعبا بطن في روف بردمان، وهم القاعب ومعناً وعدثان ومنفعاً بطن مع السعيديين ببيت زُود. وولد ربيعة بن عبيد عاهماً والأنصباء والأسباء بني نصيب وبني سبي.
ومن بني عبيد آل الصليحي ببيت الأخروج أنجاد كرماء.
وكان من أشراف حجور بالشمام يحي بن معيوف ومعيوف بن يحي ابنـه. ويحي بن معيوف الذي قال ليزيد بن خالد القسري، وقد دخلا على الوليد بن يزيد يريدان قتله، فأقبل يزيد يقول له: قتلت أبي، وكان في كلام يزيد لين، والوليد يقول له: يا ابن سيد العرب ما فعلت، قال له يحي بن معيوف: يا مخنّث هذا يوم عتاب! قدم إلى ابن اللخناء فقطعه آراباً، فليس العجب منك، ولكن من لخناء سلحتك وبعثتك تأخذ بثأرك. فشد عليه فأثخنـه ثم أمر بـه فقطع. وابنـه معيوف بن يحي وكان سيد أهل الشام دهره كله، وهو الذي مر على هارون الرشيد بأرض الروم وقد صار في واد لا منفذ له ولا مخرج مع العدو، وهو يومئذ ولي عهد، فأجلى معيوف والروم على باب الوادي، فخرج هارون ومن معه فشكرها له، فلما استخلف ولاه فلسطين، فلم يزل بهاس لطاناً حتى مات. وولى ابنـه حميد بن معيوف غزو البحر وطبرية، فلم يزل عليها حتى مات.
ومما يشاكل مقام معيوف في بلد الروم الخبر، أن عماراً وهو عامر بن أبي سلامة بن عبد الله بن عُرار الدالاني خرج إلى الحسين عليه السلام من الكوفة لما بلغه مقدمـه متخفياً، وكان عبيد الله بن زياد قد جعل زحر بن قيس الجعفي مسلحة في خمسمائة فارس، وأمره أن يقيم بجسر الصراة يمنع من يخرج من أهل الكوفة يريد الحسين فمر بـه عمار، فقال له زحر: قد عرفت حيث تريد، فارجع. فحمل عليه وعلى أصحابه فهزمـهم ومضى، وما منـهم أحد يدنو منـه ولا يطمع حتى لحق بكربلاء فقتل مع الحسين رحمـه الله. ومثله الخبر أن أبا ميسرة وكان من علية أصحاب علي ومن فرسانـه المعدودين، وجه طليعة في بعض الثغور وحده، فلقيته طليعة العدو وهم خمسة وعشرون فارساً، فشد عليهم وشدوا عليه، فقتل بعضاً وهزم بعضاً وعاد، فسألوه عن حالهم فما كاد يقر بقتلهم احتقاراً لما صنع. وكان ابن مسعود يقول: ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة، فقيل: ولا مسروق؟ قال: ولا مسروق انقضت بنو عليان بن زيد.
وأولد قادم بن زيد عبد الله بطن، وقُدَم بطن، وقيلاب بطن، وأذران بطن، ونملا بطن، وصيرة بطن، والقدام بطن. فولد قدم بن قادم عشرة نفر: أعشب بن قدم وعشب في حكم وشاور بن قدم وشاهل بن قدم وهو البكر وهجر بن قدم ومذيخة بن قدم وهو ماذخ وحولى بن قدم وجلّ بن قدم وجهم بن قدم بكسر الجيم ومتيك وهو موتك بن قدم وعاشر بن قدم وهو عاشرهم وأصغرهم فالثورة في قدم في أعشب وشاور.

فولد أعشب بن قدم زيداً ويرأماً وحضوراً وكساً وهنئاً بطون. وأولد شاور قُطيلاً ويعفراً وهنّاناً وحارثاً وحبساً بطون. فأولد قطيل حيناً وكان شريفاً وقريعاً وسمياً وشقياً وخرجا وباقي أبيات قدم صغار.
وقد يقول بعض النساب: وثن بن قدم، وبعضهم يقول: وثن بن عبد الله بن قادم، وليس كذاك. قال لي إبراهيم بن عبد الوهاب العقبي من نمل: ليس وثن بابن لقدم وإنما هو اسم موضع جعل حداً بين قبائل، فيه وثنْ، والوثن العلم. قال: فيه ثلاثة أبطن، منـهم حضور المصانع من بني أرأد، والبيتان الباقيان أنمار وجشم ابنا مالك الخارف. وقد ذكرنا ذاك على صحته انقضى نسب قدم.
وأولد عبد الله بن قادم جبراً وهو الجابر وأرأد وحُذيقاً وهو حيذوق، فولد الجابر مراراً وفهماً وعوقاً وفائشاً وعرباً وجعادة وعرب بالعين في الأزد، فولد فهم مالكاً وأيفع وجهلاً ومعروفاً أربعة أبطن فمن أيفع الغلال بطن في الشكاك. ومن بني فهم سوار بن أبي حمير أرتث مع الحسين عليه السلام ثم مات من جراحة. وأولد مرار واشجاً وحندشاً وعوفان وسمياً ومنبهاً خمسة أبطن وهم المراريون، ومنـهم الحر بن صالح بن عبادة بن حصين بن عبد الله بن ناعم بن واشج بن مرار بن الجابر صاحب رابطة الموصل، وأخوه حاتم بن صالح وكان جواداً، وفيه يقول أبو الفضل الطائي جعفر بن عفان شاعر الشيعة.
أخزيت حاتم طيء وسميه ... لما جرى الحلبات في الميدان
فأتاك حاتم طيء متعثراً ... يتلو على بهر فتى همدان
وإذا يقاس بك الرجال فضلتها ... فضل النضار لسائر العيدان
لو كان يدنو النجم من ذي سؤدد ... لدنا إليك النجم والنسران
وأبو الفضل هو جعفر بن عفان. وكان الحر بن صالح وابنـه صالح من الأنجاد الأخيار، وقتل مجاهداً للخزر، فرأت الخزر في قبره آيات أسلم بها طائفة منـهم.
ومنـهم عبد الرحمن بن بن سلمة وكان على روابط الموصل أيضاً وكان فاضلاً نجداً فارساً.
وولد الفائش بن جابر وفيه العدد من الجبر جيشاً وجميلة فأولد جميلة موهباً وكعباً وعبد الله والفوارع وحلزماً والدهم وبني علي والثهالب وبني يوسف. وأولد جيش رحمة وسعداً والأشموم والمقالب وزيداً وحملة وهملاً بفتح الهاء منـهم سيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد بن سريع قتلاً مع الحسين عليه السلام وهما ابنا عم وأخوان لأم. وأولد عوق بن الجابر هلان وشـهراً وأسداً ثلاثة أبطن.
ومن أشراف الجب رحميد بن حيان بن مسعود، ومحمد بن حيان ويسمى المكرمان ويحي بن حيان وكان جواداً، وفيه يقول بعض بني أسد:
ألا جعل الله اليمانين كلهم ... فدى لفتى الفتيان يحي بن حيان
ولولا عريق فيّ من عصبية ... لقلت وناس بن معدّ بن عدنان
ولكن نفسي لم تطب بعشيرتي ... وطابت له نفسي بأولاد قحطان
وهذا غاية البخل في المديح وأولد أرأد بن عبد الله زيداً وحضوراً وطوراً ووثن بقول بعضهم وصائفاً ومصبحاً ومغيثاً وعبد الله وجشم. فأولد زيد جثامة بطن. فمن بني زيد بن أرأد أبو روق المفسر وهو عطية بن الحارث بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن جثامة بن زيد بن أرأد. ومنـهم سفيان بن ليل كان من أصحاب المختار.
وولد حذيق بن عبد الله بقول نساب همدان الحارث وهو شاحذ وتيساً ونضاراً وماعزاً وجحدباً وحملان وأبزى والبرار.
فأما تيس ونضار وماعز وجحدف فإن نساب حمير تقول: هو جحدب بن نفيل بن نوال بن السلف. وكذلك يقولون: الأخروج بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وماذن بن الرحبة بن سعد بن الغوث بن سعد. ويقولون: تيس ونضار ابنا الحارث بن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وإنما وقع اللبس في هذه البطون لأن أوطانـها في بلد حمير، سوى حملان فإنـه في حوز همدان. وكان وطن الحارث شاحذاً، وشاحذ موضع بالخشب، وبه سمي شاحذاً.

فولد شاحذ بن حذيق صعباً وعبد شمس والأهنوم ويخبث بطن وهم الخبثاء بطن حلال لعك بتهامة والباقر وشقاً وحطراً وأسداً وحرقان وصعباً ومدل. فأولد الأهنوم بن الحارث مالكاً وكراثاً ومكنياً ونئاماً والفاحش وعبد سنحان وسفيان وقطنان. فأولد مالك بن الحارث، فولد الحارث شـهراً وعبد الله. وولد كراث بن الأهنوم عوفاً والحارث مالكاً ووعلة وطلحة. فولد مالك بن كراث منقذاً وهنئاً وحمرة وحمرة أيضاً في خولان بطن من بني سعد وسفيان وعابداً وكوباً وهم الأكوبة وولد نئام بن الأهنوم جردة وعامراً وقيساً وكفلاً وأعشم وعبداً. وولد عبد سنحان بن الأهنوم عبد الله وسليلاً وخاولاً وهم الخول. وولد الفاحش بن الأهنوم الحارث وعامراً. وأولد قطنان بن الأهنوم مالكاً وسلمان وزيداً.
هذا قول نساب همدان. أما عراف الأهنوم فقالوا وقد سألتهم عن نسبهم: أولد الأهنوم كراث بن الأهنوم ومكنى بن الأهنوم، فأولد مكنى الخول وبني نئام وبني منقذ وبني حمرة وبني سفيان وبني عائذ وهم أصل صور وبني عبيد وبني هنى وهم أهل وادي العكار. فأولد نئام قيساً وعامراً وغاشماً وبني جردة وهم الجرادات. وأولد كراث بني حيي وبني عوف والمقادة والأكوبة وبني نوف وبني قطنان وبني فاحش والأيافع والشراعيف والأكفال وبني سمان والأسمرة انقضت الأهنوم في ساقة بني عريب بن جشم بن حاشد، وانقضى بانقضاء بني عريب نسب حاشد بن جشم.
وأما الشكاك في حاشد فإنـهم أهل صقع متقاطر المحالّ من حاشد وبكيل، وهم: القشب وقعط وعبد والمسهلة وعصمان والحواسية والغلال وشاكر وفائش يتلوه أنساب بكيل بن جشم بن حبران بن نوف.

أنساب بكيل بن جشم بن حبران معنى بكيل: زعيم. تبكلت بالأمر: تزعمت به. والتبكل والتحشد التجمع. وكذلك التحبش والتكلع والتقرش.
وأولد بكيل بن جشم دومان والخيران وربيعة وخيران في حمير فدخل الخيران في آل ذي لعوة، وليس باليمن منـهم إلا بعض آل ذي لعوة الأصغر.
وأولد ربيعة بن بكيل سوران، فأولد سوران علمان بن سوران وعمرو بن سوران حي منـهم آل ذي صدق، وهم الصدقيون. وشرع، وآل شداد إلّ، وبرع. وإلى برع ينسب جبل برع في أسفل سهام من بلد حمير وهم أخواله. وإلى شرع ينسب وادي شرع بين حرمة ومطرة وذا بتع غير أباتعة عمرو بن همدان بن سوران وأجرع بن سوران باني قصر يسحم أربعة نفر من بني سوران وقد ملكوا. فأولد ذو بتع دفع وجاهم ابني ذي بتع. وأولد علمان بن سوران محلماً ذا لعوة الأرفع وقد يغلط فيه النساب فيقولون: هو عامر ذو لعوة بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل، وليس كذلك، وسنبين النسبة فيما ذهبوا إليه. وقد ذكره بهذا النسب علقمة بن ذي جدن في قوله:
أو ابن ذي المشعار أو ذو قارس ... ومحلم ذو لعوة بن بكيل
عقدت ربيعة حبلها بحباله ... حلفاً يعرّف غير ما مجهول
طلبت بـه عزّ الحياة لعزة ... فأعزّ منـها الحلف كل ذليل
أو ابن ذي مرّان سيد ناعط ... غالته للحدثان أغول غول
وقال علقمة بن ذي جدن في ذي لعوة:
وفجّعن بالدوميّ أشراف حاشد ... وأنزلن من صرواح عمرو بن دابق
وذا لعوة المشـهور من رأس تلفم ... أزلن وكان الليث حامي الحقائق
وثاورن بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق
وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلاً ... فسالبنـه قسراً عناق النمارق
وقال فيه أيضاً:
أزلن ذا أصبح عن ملكه ... وذا رعين وبني الأيهم
وذا الملاحي ومن بعده ... أزلن ذا لعوة من تلفم
وكان آل ذي لعوة من أرفع بني حبران بن نوف بن همدان، ودخلوا في قيالة حمير وصاهروها، ولهم بناعط القصر المكعب يعرف بقصر ذي لعوة.
ورأيت في مسند على حجر في غربي حائط مسجد ريدة مما حمل من ناعط أو تلفم: نمران وعلمان وسوران آلهة همدان أي أرباب همدان.
وفي مسند آخر: رئم ريثاما.

وهذه نسبة اللعويين مقيدة الأصول محروسة الفروع، أخذتها عنـهم رواية عن زبور قديم بخط أحمد بن موسى بن أبي حنيفة المعروف بالدندان عالم أهل البون في عصره: فأولد محلم ذو لعوة نمران سأق بن محلم، فأولد نمران بن محلم حمرة وزرعة وأمـهما سليلة بنت عمكرب بن هوجين بن يشيع بن رئام بن نـهفان بن بتع بن زيد بن عمرو بن همدان ونقم أشوع ويريم أوجل وأسعد أهدم وأمـهم زهرة بنت رحب بن أسعد بن نوف بن أجرع بن سوران خمسة نفر بني نمران سأق بن محلم.
وفي مساند بالبون: نمران سأق وبنوه نقم أشوع ويريم أوجل آلهة همدان.
وفي آخر: رئم أسعد ورحيم بن أسعد بن يووب.
فأولد حمرة رفاعة وأمـه لعوب بنت صلال بن يرقم بن هوجين بن يشيع.
فأولد رفاعة شراحيل بن رفاعة، فأولد شراحيل بن رفاعة قيساً، فأولد قيس بن شراحيل مالكاً، فأولد مالك بن قيس الخصيب وهو ردّاد الخيل، فأولد الخصيب بن مالك الحارث وسعيداً ومالكاً عاقد الحلف لربيعة، فأولد مالك وائلاً وقد ملك، وفيه يقول الكلبي وذكر الملوك:
وشمر وابنا ذي نواس ووائل ... وجفنة والديان وابنا أبي الصعب
أبو الصعب دعام بن مالك وأولد الحارث بن الخصيب الرديح. فأولد الرديح زيداً، فأولد زيد أبا كرب وعامراً ذا لعوة الأوسط. وهو الذي أجار بين همدان وخولان في حربهم ثلاث سنين وهو القائل:
لو أن رأياً يثيب المرء ثوبّني ... رأيي عشية سارت خيل همدان
سرنا بأرعن رجّاف له زجل ... كيما نبيد بني نـهد وخولان
وحيّ راسب إذا سار الخميس لها ... منحي همدان في رجل وفرسان
قد كان أرشدنا بالرأي ذو أرب ... والرأي كان لدى المستقعد الواني
إن ابن دومان راض الرأي منتصحا ... فلو رأى العز ما عاب ابن دومان
وفيه يقول شاعر نـهد:
يا عامر بن يزيد قد شببت لنا ... ناراً ونحن نلقّاها بنيران
حسبت حيّ بني نـهد وإخوتها ... من حي جرم ومن أبناء خولان
قوماً لكم نـهزة كيما تفوز بها ... والحرب تجمع أقراناً لأقران
قد كنت فينا رضاً عدلاً نريع له ... تمشي بحق ولا تسعى ببهتان
إن الكريم وإن تمّت نوافله ... يقلب الرأي لوناً بعد ألوان
فأولد أبو كريب بحيراً، فأولد بحير زيداً، فأولد زيد الكرب وهو ذو لعوة الأصغر بن زيد بن بحير. وأم أبي كرب الأصغر بنت ذي عنان، وأم زيد بن بحير بنت ذي دائم بن شـهير، وأم بحير بن أبي كرب مليكة بنت ذي سحيم الأكبر وخال ذي سحيم تبع الآخر، وأم أبي كرب الأكبر وقد يسمى أبا كريب ليفرق بينـه وبين أبي كرب الأصغر بنت ذي بتع صاحب بضعة، وأختها أم آل ذي جدن، وهم آل ذي بيح، ويجمع بين لحي وآل ذي لعوة مالك بن الخصيب. ويجمع بين ذي لعوة وبين لحي وبين شداد إلّ وائل بن مالك بن الخصيب ردّاد الخيل.
أولاد أبي كرب وأكثرهم بالعراق والشام وأولد أبو كرب وهو ذو لعوة الأصغر عشرة رجال وأربع نسوة، وهم هعان وفيروز وهو طلق وزيد وبحير ومالك وشرح والرديح والنعمان وسعيد وربيعة وأم أبيها ومضة وخديجة وحسن. فأم هعان وطلق وزيد وبحير ومالك وشرح والرديح والنعمان سحابيل بنت ذي أصبح قيل مقري من حمير. وأم سعيد وربيعة الفارقة بنت إسماعيل بن ذي أفرع. فأولد النعمان بن أبي كرب أظلم بن النعمان وهو الذي منع البون من سعيد بن قيس فخرج سعيد إلى عمر فكتب له إلى أظلم فلم ينفذ له أمراً، فرجع سعيد إلى عمر فأمره بالمقام بالمدينة فأقام إلى أن بعثه لاستنفار همدان. فأولد أظلم الزبرقان بن أظلم وعقب الزبرقان بالشام وهم من قرابين عبد الملك بن مروان. وأولد هعان بن أبي كرب أبا ثور وأمـه أسيلة بنت ذي مران وهو عبد الرحمن وعبيد الله وسعيداً وإساعيل وأم يعلى وأم الكرام وكبيشة وأم حبيب وأمـهم جمال بنت عبد كلال بن نصر بن سهل بن عريب بن عبد كلال بن عريب بن فهد بن زيد بن مثوب بن يريم بن مرة بن شراحيل بن معدي كرب ذي عشين. وم الحارث بن كلال، وكان في سيفه مكتوب:
أنا الحارث بن ذي عشين ... صاف كالسام واللجين

وأخت جمال لأمـها الزهرية بنت أبي كرب وهي أم بني مغيث من آل ذي حدان. وأولد فيروز محمداً وعبد الرحمن وزيداً وأمـهم سلبة بنت ذي الأنعاط وأمـها بنت ذي المشعار. فأولد محمد بن فيروز عبد الرحمن وعميرة وأمـهما أم يعلي بنت هعان. فأولد عبد الرحمن محمداً والخطاب وأمـهما مسيك بنت عبد الرحمن ذي صدق. فأولد محمد بن عبد الرحمن عبد الرحمن وهو أبو الزبير وأمـه أم عمران بنت سعيد بن هعان. فأولد عبد الرحمن أبو الزبير عبد الله وسعيداً وأمـهما أم سعيد بنت ذي حدان الأصغر فأولد عبد الله بن أبي الزبير وهو أبو كثير عبد الرحمن، وهو أبو الزبير الأصغر وأمـه بنت شداد صاحب حاز. وأولد عبد الرحمن بن فيروز الزبير بن عبد الرحمن وأمـه الفارعة بنت ذي تحسين. وأولد عبد الرحمن وهو أبو ثور القاسم وعبد الله، فأولد عبد الله يحي، فأولد يحي المفضل! فأولد المفضل محمداً وهو الذي اغتراه أحمر العين العمري فقتله، وكان ابن خالته وابن خالة أبي علكم المراني، وأمـهاتهم سلمانيات، فغضب فيه وادعة والمعيديون وقاموا على العمريين فأزالوا سلطانـهم. وفي أسبابه كان أبو علكم المراني يحرض قحطان على النزارية وله فيه مرات كثيرة. فأولد محمد محمداً، فأولد محمد علياً وأبا عفير والمفضل، فأولد علي علكم بن علي، فأولد علكم علياً له نجدة وفروسية ولسان. فأولد أبو عفير عبد الرحمن، فأولد عبد الرحمن محمداً وعبد الله أبا عفيرة. وأولد المفضل أحمد ويحي قتلهما القرامطة فدرجا وعلياً وهو وجه اللعويين في عصرنا وكليمـهم والمنظور إليه منـهم وله شرف وسؤدد وتقدمة عند الملوك. فأولد علي المفضل ومحمداً أبا جعفر ابني علي. وأولد القاسم بن عبد الرحمن محمداً، فأولد محمد يوسف، فأولد يوسف إبراهيم الرامي وكان من خصائص يعفر، وقد ذكرنا شيئاً من أخباره في كتاب اليعسوب. فأولد إبراهيم موسى، فأولد موسى عيسى وهارون وإبراهيم أنجاد كرماء جلداء فرسان، شـهدت لهم المواقف، وشـهرت منـهم الوقائع، سيما إبراهيم فأخباره تكثر. فأولد عيسى موسى ومحمداً فارسين كريمين نجدين، وموسى الذي رثاه الهمداني بقوله:
تنكرت الدنيا وزال سرورها
فأولد محمد موسى، ودرج موسى بن عيسى. وأولد هارون بن موسى عيسى ويوسف وصعصعة وأبا عفير وسفيان. ويعرف آل القاسم من هذا البيت بالعثاريين لأن مسكنـهم عثار، وهم أصهار آل يعقوب بن يوسف بن داوود بن سليمان ذي الدمنة رهط الهمداني الشاعر راوية هذا الكتاب وغيره من العلوم والآداب.
ومن بني هعان آل سلم، منـهم صعصعة بن جعفر الذي حارب العلوي يحي بن الحسين، وحارب الدعام. وابنـه سلم بن صعصعة الذي ذكره الهمداني في مرثيته التي أولها:
لئن قرع الناعي قلوباً فصدّعا
ومحمد بن أبي الفوارس أكرم أهل عصره، وعلي بن أبي الفوارس كريم أيضاً. فأولد شرح بن أبي كرب زيداً والحارث وسليمان وعمر ومسيك وأم أبيها وغزال وحفصة وأمـهم حسيرة بنت ذي مران وعبد الرحمن وعبيد الملك وعبيد الله وبسباسة وفراشة بني شرح بن أبي كرب وأمـهم صاعة بنت ذي حوال انقضى نسب اللعويين، وانقضى بانقضائه نسب ربيعة بن بكيل.
بنو خيران بن بكيل وأولد خيران بن بكيل ثعلان وجذلان وعنان بطون بالمغرب اختلطت بها بنو عريب بن جشم بن حاشد انقضى خيران.
بنو دومان بن بكيل وأولد دومان بـه بكيل معاوية وصعباً وذا أهرم وواهناً وخمراً وأحمداً وهم الأحمديون وتباعاً وهو تباعة. بطون كلها. والتباعيون اليوم قليل، وهم حلال للصيد.
ومن تباع بن دومان هذا الملك صاحب قصر سنحار بأكانط وصفته. وكان خمير ملكاً ابتنى قصوراً في ظاهر همدان، فسمي الموضع بعده خمراً على معنى موضع أولاد خمر، وبه ولد أسعد التبع أبو كرب المختار.
وولد معاوية بن دومان مالكاً وبه يكنى، فولد مالك ثلاثة نفر: زيداً وهو ثور وعامراً وهو لعوة، وإليه ينسب بيت لعوة من وطن الظاهر إلى جن خمر وشـهابا. ومن ها هنا وهم النساب أيضاً في قولهم عامر ذو لعوة لما كان في درجة محلم ذي لعوة كما لبس فيه عامر ذو لعوة بن زيد بن الرديح عند من لا يعرف التدريج.

فولد شـهاب بن مالك بن معاوية الفائش الأكبر بطن وهم فائش خمر وهم أخوال أسعد تبع، وأمـه الفارعة بنت موهبيل بن عبد ريم بن عمرو بن الفائش، ويسمى الفائش اليوم الحواشة لبطن دخل فيها من حمير يسمون الحواشة، وغلب على الحواشة اسم الفائش فالجميع يدعون بهذين الإسمين، ولهم ثروة ونجدة ودين. وهاجر أكثر الفائش وبقي في خمر وأحوازها بنو حمير وبنو أسد ابنا مالك بن حسان بن مالك بن الفائش. ومن آل حمير آل حسان بن حمير، وبنو بشر ساكنة الظاهر أعني ظاهر لغابة وآل جعفر وآل عثمان وآل يزيد وآل قيس وآل أسد وآل عبد الرحمن وآل فارع وآل سرور وآل الأجهر وآل تمام وآل عامر. وقد يقول بنو أسد بن مالك إنـهم أسد بن معشر بن مرثد بن شـهاب بن مالك بن معاوية ومالك بن شـهاب وهو جوب. بطن يسمى بـه الوطن من البون كما سمي بحوث من حاشد الوطن منـهم عمرو ذو النفرة بن مالك بن رزام بن سخبر، وكان من أشراف جوب والسخابر بالبون من جبلة ومرثد بن شـهاب. ثلاثة ابطن بني شـهاب ابن مالك بن معاوية بن دومان.
فولد مرثد بن شـهاب معشراً، فولد معشر بن مرثد عامراً ومالكاً وزياداً وأسداً بطون كلها انقضى نسب بني شـهاب.
وأولد ثور بن مالك زيداً، فولد زيد صهلان الكبير. فولد صهلان بن زيد غيان ومانعاً وحياً بطون. فولد مانع بن صهلان عمراً وعبداً وهو عبد الله وعبيد الله، فولد عمرو بن مانع عكبري وفضلى ونشقاً بطن، وهم النشقيون فولد نشق عمر وربيعة ويمجد وذا الجراب وثوراً ذا شمر.
والنشقيون بيت شرف، كانوا ملوكاً لهم قصر روثان والسوداء والبيضاء وعمران بالجوف ومأرب، وقال بعض متقدمي شعراء نشق:
شفى غلة النشقيّ في عهد تبع ... بروثان فيها سبقه ومواتره
حمى بالقنا جوف المحورة إنـه ... منيع نمته من بكيل أكابره
له أرحب والحي أرحب سادة ... تضر ونـهم في اللقاء وشاكره
نفى مذحجاً منـه فتلك فلولها ... بهيلان تبكي شجوها ويُحابره
حدثني محمد بن عيسى العثاري قال: سمعت إبراهيم بن أبي الجهم النشقي يقول: كان من نشق بطنان يمجد وذو الجراب ساكنين بروثان من أسفل الجوف، وكانوا في محلين متقابلين كل قبيل في واحد، وبين المحلين عرض الوادي، وكل قبيلة منـهم زهاء ثلاثمائة رجل، فعبر رجل من أحد الحيين على رجل من الحي الثاني يتشرف على منزله وحرمته، فزجره، ثم عاد فزجره، ثم عاد فرماه فقتله. وتناشب الحيان الحرب، فما انجلت عنـهم الفتنة حتى فتانوا وبقي منـهم اليسير، فمالت بنو يمجد إلى بني عبد بن عليان فأجاروهم وشاركوهم في الديار فهم معهم إلى اليوم. فلما صاروا في كفة بني عبد بن عليان خشي ذو الجراب مطاولة أرحب فأجلوا إلا القليل إلى حضرموت فلهم بها اليوم ثروة، وانخزلت فرقة منـهم إلى سردد فهم بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول بعض ذي الجراب:
كأن لم يكن روثان في الدهر مسكناً ... ومجتمعاً من ذي الجراب ويمجد
ففرقهم ريب الزمان فأصبحوا ... قرى حضرموت ساكين وسردد
وقال آخر منـهم:
أنا الغلام المجتليّ الداري ... أخرجني من وطني وداري
طلبي جلاد القوم بالصحاري
المجاتل بطن من ذي الجراب.
قال: ورأيت في سيف إبراهيم بن أبي الجهم وكان سيفاً متوارثاً مكتوباً هذا البيت:
اذكروا البيض في الحجال وحاموا ... يا بني الحرب عن ذوات الحجال
ومن بني ربيعة بن نشق الشـهيد بن حاضر النشقي، وفد على معاوية، وله معه أخبار، وهو القائل:
وكم للعرف فينا من سماء ... وكم للروع فينا من قتيل
وكم من ذات بعل قد تركنا ... بحد السيف خلواً للبعول
ومن أشراف يمجد في الإسلام الظهار بن بشير، وكان اليعسوب جواداً لهم، وكان أكرم خيل العرب، ووثب بصاحبه وقد طرد مـهواة بين عرقتين بحراز فأنجاه. وقد تقاللوا بحراز. وبنو لعف بطن بحراز لهم شرف ونجدة من بني ربيعة بن نشق، وفيهم يقول الهمداني:
وفي هوزن من حي لعف عصابة ... ومن آل نشق كل رخو الحمائل
ومن أشرافهم بالجوف إبراهيم بن أبي الجهم، كان فارس همدان في عصره وفاتكها.
ومن بني يمجد الصوالع بطن، وهم بالجوف.

وأولد ذو الجراب مجتلاً وشرحاً وشرحبيل وزفر، فأولد مجتل داريا. وأولد زفر عبد الله فأولد عبد الله عبد الرحمن والعلاء وعبد الملك، فأولد العلاء يأساً ومرة، فأولد يأس جميلاً، فأولد جميل سليمان، فأولد سليمان ستة نفر فلهم بقية. وأولد شرحبيل الحجاج ويزيد، فأولد الحجاج يزيد وسليمان، فأولد سليمان علياً. وأولد شرح الأزهر، فأولد الأزهر يعقوب، فأولد يعقوب الأزهر وعبد المليك، لم يبق منـهم إلا الأزهر وابن له. وأولد ذو شمر بن نشق ذا قارس الملك الذي ذكره علقمة بقوله:
وذا رئام وبني قارس ... وأجرع القيل أبا يسحم
وله في ذلك أيضاً:
أو ابن ذي المشعار أو ذو قارس ... ومحلم ذو لعوة بن بكيل
وفيه يقول قس بن ساعدة
والقارسي بذي الجنيبة زرته ... في نعمة وغضارة وطماح
يريد قارس بن شمر بن ذي قارس. وقد ينشد فيه قول علقمة بن ذي جدن:
أو أرفع الأقوال ذو قارس ... كان مـهيباً جابراً ما صنع
ويروى أو ملك الأملاك ذو فائش. ويروى أو ملك الأملاك ذو رائش يريد الحارث الرائش بن أبي شداد وكان يسمى ملك الأملاك.
فأولد ذو قارس شمراً، فأولد شمر قارساً، فأولد قارس أحمداً فأولد أحمد عبد الله، فولد عبد الله سعيداً وذا النون والمرثد، فدرجا وأولد سعيد عبد الله فأولد عبد الله المستنير والقارس فأولد القارس موسى، فأولد موسى سعيداً، فأولد سعيد عبد الله وقد انقطع ولده انقضى نسب نشق.
وأولد عبد الله بن مانع شرحاً وقيلاً وعدياً وشفيا ومبعوثاً أبيات. وولد قصلى بن عرو رافعاً، فولد رافع بن قصلى صالح بن رافع وهنىء بن رافع، فولد هنىء بن رافع شفياً، فولد شفي مسلماً، فولد مسلم حيان، فولد حيان مسلماً، فولد مسلم حيا، فأولد حي صالحاً، فولد صالح علياً والحسن ابني صالح الناسكين.
وولد عكبري بن عمرو شـهراً ونوفاً، فولد نوف بن عكبري عبد الإله وخيثمة، وولد شـهر بن عكبري عبد الله ومانعاً.
وولد غيان بن صهلان عامراً وحياً، فولد عامر بن غيان رفاعة وهو رافع وعميراً، فولد رفاعة مانعاً وغيان، فولد مانع منقذاً فولد منقذ حبيباً وسعيداً كانا شريفين وصحبا المختار. وولد عمير بن عامر عبد يغوث، فولد عبد يغوث زيداً وغوثاً وقنوطاً ولحوطاً. وولد زيد بن عبد يغوث عامراً، فولد عامر بن زيد سوداً وسلمان ومالكاً وعبد الله وزيداً.
وولد حيي بن غيان ملاعس بن حي وهنىء بن حي وغيان بن حي ومالك بن حي. فولد هنىء بن حي غالباً ومقلاصاً ورافعاً. وولد ملاعس بن حي مالكاً وحياً. فولد مالك بن ملاعس عامراً وحياً انقضى نسب ثور بن مالك وهم الثوريون، وأكثرهم بالكوفة.

بنو صعب بن دومان وأولد صعب بن دومان وفيه العدد معاوية، فولد معاوية مالكاً فولد مالك الدعام وربيعة وذبيان الأكبر وإليه ينسب جبل ذيبان بين خبش وخرفان، فولد ذيبان صردفاً وخبشاً بطنين فأما الصرادف فدخلوا في مجلد بن عليان، وإلى خبش ينسب وادي خبش ويسكنـه ذيبان الأكبر، وفيه بعض أرحب، ومنـهم الفضل من ولد سفيان بن أرحب بن الدعام بن مالك بن بكيل القائل:
إذا سفرت ما تحت كل ظلام
ويقال إن ذيبان فرخ منـهم، وليست من ذيبان بن عليان. وفي ذيبان بن عليان من ذيبان العم أناسة أيضاً.
فأولد الدعام ربيعة وكريماً، فأولد ربيعة مالكاً، فأولد مالك الدعام الأصغر، فأولد الدعام الأصغر ابن مالك ويكنى أبا الصعب مرة وهو أرحب وعميرة ومرهبة وذا الشاول وذا اللب خمسة أبطن. فأما الشاوليون واللبيون فمن أوطانـهم حمدة بالبون وبيت مساك وقد قلوا، منـهم سعيد الحمدي ثم الشاولي وكان أنجد فرسان اليمن والحجاز في عصره، وكان يجير على الملوك فيتمون له ذلك لرغبتهم فيه. وأما أرحب ومرهبة فقد ملكا، وفيهما يقول حكيم بن عياش الكلبي:
وشمّر وابنا ذي نواس ووائل ... وجفنة والديان وابنا أبي الصعب
فأولد عميرة بن الدعام أوسلة ودومان، فأولد أوسلة زيداً، فأولد زيد مالكاً ويعرف بعصره بالحمى، وهو أحد من قام بحرب خولان، وهو القائل لعقيل بن مسعود الكلبي سيد قضاعة باليمن:
أبا ربيعة إن الحق مغضبة ... آثرت قومك إذ نادى مناديها
وكنت عدلاً تقول الحق معتلما ... وللعدالة أسباب تؤديها

وأولد دومان بن عميرة يزيد ومعاوية وصعباً ثلاثة نفر. وكانوا نظراء لطفيل بن مالك في الشرف، وقاموا معه بحرب خولان وهجم الصعب سحامة من الحقل فقتل من خولان ومن يخلطها من جرم ونـهد خمسة وسبعين رجلاً، منـهم مسعود بن عقيل بن مسعود الكلبي. وقتل صعب في تلك الحرب. ومعاوية بن دومان بن عميرة القائل:
أراد طفيل يمنع الماء زلة ... ولم يك رأياً منعه الماء لو عقل
ففارقت البيض امخفاف غمودها ... ولاحت بأيديهم مصابيح كالشعل
حسبت رجالاً أن تجف حلوقها ... وأنت على ري وفي راحها الأسل
وأولد معاوية بن دومان سبعة نفر: الحارث بن معاوية وعمر بن معاوية وعبد الله بن معاوية وعلكم بن معاوية وربيعة بن معاوية ومالك بن معاوية ويزيد بن معاوية. وكان يزيد فارساً مضراً في حرب خولان، وهو الذي طعن عقيل بن مسعود الكلبي سيد قضاعة فخرم أنفه، وفي ذلك يقول عقيل:
معاوي إني قد ذهبت بوسمة ... من ابنك في وجهي وليس تعيب
فإن غاب يوماً كنت أنت مكانـه ... وسوف تراني يوم ذاك ألوب
فأولد يزيد بن دومان روحاً الأشل، شلت يده برمية في حرب خولان انقضت عميرة بن الدعام.
بنو مرهبة وأولد مرهبة بن الدعام قسم وهو القاسم ونـهداً والحارث والمعان وربيعة وقيساً ستة أبطن. فمن بني قيس بن مرهبة معاوية بن قيس قاتل شريح بن أوفى الحنفي من عظماء الخوارج. وولد ربيعة بن مرهبة الحارث وقسم وصلحمة. فولد الحارث ربيعة، فولد ربيعة الحارث ومسعوداً وأباحيد والمسلم والوليد وحيان ونوفلاً وغيلان ثمانية أبطن. فولد الحارث هصيصاً وأبا نجاد ووائلاً قتل في حرب خولان. فولد وائل بن الحارث مسعوداً والحسن، وولد مسعود بن ربيعة سعيداً وعمراً والفرج، فولد سعيد أجدع، فولد أجدع سعيداً، فأولد سعيد أجدع أيضاً وعبد الله ومرهبة وشنيفاً وذيبان. وأولد عمرو بن مسعود خراشاً وأبا الشوك وجناحاً. فأولد أبو الشوك محمداً وإبراهيم وأحمد. وأولد خراش أبا العشيرة، وأولد جناح ميموناً. وأولد الفرج بن مسعود فقد كلّ. وأولد أبو حيد بن ربيعة الحسن وأحور ونصراً وفيهم ثروة. وأولد المسلم بن ربيعة محمداً والمـهدي، فولد المـهدي سعيداً بيت. وأولد عبد الله بن سعيد بن أجدع يوسف، فولد يوسف عبد الله وحجاجاً وأبا سيف. وأولد الوليد بن ربيعة عمراً وجهماً. فولد عمرو نصراً وشنيفاً، فولد نصر أبا علكم وعلياً وسالماً والوليد ومحمداً بني نصر وفيهم ثروة. وولد نوفل بن ربيعة أبا حذيفة بطن بالمناحي. وولد حيان بن ربيعة آل عمران بخرفان. وولد غيلان بن ربيعة عوسجة بطاً ومالكاً بطناً. هم أهل صاع وصلفاع وهم من أقنص العرب. منـهم عمرو بن مالك بن مدرك بن مالك بن شـهاب بن مالك بن غيلان بن عمرو بن مالك بن غيلان القانص المذكور في كتاب اليعسوب. وولد صلحمة بن ربيعة بن مرهبة عباداً والمـهدي وأبا سلم، فولد عباد صلحمة وعثمان وظبيان ثلاثة أبطن وولد أبو سلم عبيداً وعارماً بطنين وأولد المـهدي عساماً وموسى بطنين، وهم الصلاحم. وأولد قسم بن ربيعة يزيد وطفيلاً بطنين، وهما بمسورة وبلد مذحج من مساقط هيلان وشرف مرهبة. وأولد الحارث بن مرهبة صعباً وعمراً وعبيداً وشنيفاً وأولد صعب دالان ورواساً، فولد رواس فولد عمرو الحارث، فولد الحارث فولد دواس سمياً، فولد سمي الحارث بن سمي أدرك طرفاً من الجاهلية وشـهد القادسية وحسن بلاؤه فيها، وقال يومئذ يحرّض بعض نـهم:
أقدم أخا نِهم على الأساورة ... ولا تهالن لرؤوس نادرهْ
فإنما قصرُك تُربُ الساهره ... ثم تعود بعدها للحافره
من بعد ما كنت عظاماً ناخره
الساهرة: الأرض. والحافرة: الطريقة الأولى. والناخرة: التي تنخر فيها الريح من المنخرة، والنخرة المرقبة وكان الناس يعجبون منـه إن قال شعراً قوافيه من القرآن وكان بدوياً لم يقرأ القرآن وهو القائل:
فلو شـهدت رُهم مكر جيادنا ... بباب قديس والأعاجم حضّر
أذن لرأت يوماً يشيب لوقعه ... وبعد مداه الأيفعي الحزوّر
إذا ما فرغنا من جلاد كتيبة ... أتانا رجال دارعون وحسّر

فطاعنت في أولاهم حين أقبلوا ... وثنّيت بالمأثور حيث تكرروا
وأوجرت إسواراً من الفرس طعنة ... فشُوشاً لها جار من الجوف أحمر
رجاء ثواب الله لا ربّ غيرهوناصر دين الله بالغيب يُنصرُ وولد سيف بن الحارث معاوية بن سيف والنصر بن سيف ومحمد بن سيف، فأولد معاوية سياراً فأولد سيار جبراً وقيساً وهو الراعي. وكان فارس همدان في عصره. وكان بعض ملوك حمير قد حمى خمىً فلم يكن يتنفس فيه مال فأجدب قيس فحلّ فيه ورعاه، فبلغ الملك ذلك فبعث إليه جنداً من حمير فطردهم وفلّهم فانـهزموا عنـه، وفي ذلك يقول:
رعيت حمى الملك المتقى ... فرمت بذلك أمراً كبيرا
فأسمن مناالفتى مـهره ... وأبطن ذو المال منا البعيرا
فوجه في طلبي حميراً ... فولوا غداة التقينا الظهورا
وقالوا: دعوا الكلب يرعى بـه ... فقلت: اجعلوا الكلب كلباً عقورا
فولد الراعي آل همدان وآل إدريس وآل الفرج بمسورة.
وآل عبد الله بن القيس بن الحارث بن الراعي بالكوفة. وكان عبد الله من أصحاب علي عليه السلام وكان تياهاً، ثم أتى علياً جوز من الجبل فقسمـه في الناس، وبعث إلى مرهبة منـه بغرائر، فأوصلت لعبد الله بن قيس، فدعا بأمير صبيان الحي فقال: أقسم هذه الغرائر في صبيانك. وركب فلحق بمعاوية فأوجهه.
وأولد جبر سياراً، فولد سيار جبراً، فولد جبر عبد الله، وكان اسمـه عبد الكعبة، فوفد على عمر فسماه عبد الله، ونفر إلى العراق فمات ببطن الرمة. فأولد عبد الله أبا خيثمة وكان من فرسان العرب ووجوهها وأشرافها، وكان هاجر مع أبيه إلى عمر، وكانت له من معاوية منزلة، فجاشت الخزر في زمن معاوية وخرجوا في خلق عظيم، فانتدب أبو خيثمة وعدة من الأشراف في حربهم، فصير معاوية كل من انتدب إليه على خيل عظيمة وقواهم بالخيل والسلاح والمصلحة، فلقوا الخزر، وكانت بينـهم وقعة عظيمة، وانحاز المسلمون إلى معسكرهم، فقال أبو خيثمة للناس: ويحكم إلى أين ترجعون؟ والله لا يرجع اليوم منكم إلى رحله إلا شقيّ. ثم تقدم فقاتل حتى قتل رحمـه الله فقالت فيه امرأة من مرهبة:
أتاني نعيّك بعد العشاء ... فبتّ المدلهة المؤلمـه
وكان أبو خيثم لليتيم ... فضاع يتعيم أبي خيثمـه
وكم طارق لك في ليلة ... خماسية قرّة مظلمـه
فأنحيت في منحر شفرة ... وحادت يداك عن الزردمـه
فبات يكبب مما يريد ... ويأكل من جونة مف
فجعنا بفقدك يا ابن الكرا ... م كما بأبيك ببطن الرمـه
فجعنا وكان لنا سيداً ... يرب الصنيعة والكرمـه
فنعم الفتى كنت تحت السيوف ... إذا فرّت العصبة المعلمـه
ونعم المعين على ما ينو ... ب ونعم المجاور للمسلمـه
وكان لأبي خيثمة يوم القادسية بلاء واجتهاد.
فولد أبو خيثمة العياش، وكان من خصائص عبد الملك بن مروان وصنائعه، وكان من صنائعه أربعون منـهم خمسة من همدان: عياش بن أبي خيثمة بن عبد الله، وأبو حفص الشاكوي، وابن الزبرقان بن أظلم اللعوي، ومعيوف الحجوري، وابن أبي عشن الخيواني، ولم يشـهد يوم مرج راهط من يمانية العراق إلا عياش بن أبي خيثمة بن عبد الله، وعبد الله بن يزيد أبو خالد القسري. وحضر العياش باب عبد الملك وحوله جماعة من عبيده وقوم بالقرب منـه فذكروا رجلاً فقالوا: نعرفه دميماً بخيلاً جباناً. فسمع عياش قولهم فقال لهم: وإن هذه الخصال التي ذكرتم لفي رجل؟! قالوا: نعم. قال: الحمد لله الذي لم يجعل فيّ خصلة من هذه، وهؤلاء يعني عبيده الذين كانوا حوله أحرار لوجه الله شكراً له على ذلك.

فأولد العياش عبد الله والفضل أبا العياش وكانا شريفين نبيهين، وكان الفضل شاعراً وعبد العزيز وكان فارس العرب وكان له بلاء عظيم في قتال الضحاك الحروري، وأقرت فرسان العراق والشام يومئذ له إنـه فارسهم. وكان فارس من فرسان الضحاك وهو يقاتل أهل الشام وأهل العراق لا ينثني حتى يضرب ويطعن ويدعو إلى المبارزة فلم يبرز إليه أحد إلا قتله حتى تحامته الفرسان فمكث ثلاثاً يدعو الناس إلى البراز. فلا يخرج إليه أحد، فحمل عليه في اليوم الرابع عبد العزيز بن عياش فطعنـه فدق صلبه وأذراه عن فرسه فصاح: يا أمة! فإذا هي جارية. وكانت نساء الخوارج أنجد في القتال من رجالهم. وكان عبد الله ويعرف بالمنتوف أحد العلماء بأيام الناس، وكان أحد مسامري المنصور وثاقته، ويقال إنـه ما أعاد عليه حديثاً عشر سنين. وهو الذي درأ بادرته عن أهل البصرة يوم أراد أن يغرقهم لقيامـهم مع إبراهيم بن عبد الله وشفع فيهم فقال: يا أمير المؤمنين ملك سليمان فشكر، وابتلي أيوب فصبر، وظُلم يوسف فقدر فغفر. فأطرق أبو جعفر ملياً ثم قال: يا ابن عياش، فإنا قد شكرنا وصبرنا وغفرنا، وتركنا ما كنا هممنا بـه في أهل البصرة. وكان الناس يقولون: ما على الأرض بصري إلا ولابن عياش عليه منة. وكان ذلك بعد ظفر المنصور بإبراهيم بن عبد الله العلوي الخارج بها. وخرج مرة، أبو جعفر ليصلي بالناس العصر وكان ذلك في الصيف في سراويل ورداء فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين تخرج على الناس في هذا اللباس! فقال له أبو جعفر: ويحك أبقي أحد يستحيا منـه؟ ثم رمى ببصره في الحجرة فإذا هو بعبد الله بن عياش فقال: يا ربيع إنما بقي من الناس هذا الشيخ، فإذا مات فقد مات الناس. وكان مروان بن محمد يقول: لا أزال أرى لرجال الشام فضلاً على رجال العراق حتى يدخل عليّ ابن عياش عبد الله والفضل. وكان الفضل قد ولى فارس ليزيد بن عمر بن هبيرة وافتض سيراف وكان بها كردي قد غلب عليها فقتله ثم ولى بعد ذلك الجبل وحلوان وكان له في ذلك خبر.
ومن آل عبيد بن الحارث عباد بن عاصم كاسي الخوان، وكان من الأجواد، وكان هو وأهل بيته قاطنين بمكة، وكانت له دار السلطان على الباب الأعظم فكانت مرهبة تقول: لنا دار لا يجوز لمسلم حج حتى يمر ببابها، لأنـها على المسعى، فاغتصبهم عليها أبو جعفر المنصور بيعاً، وقد تزوّجوا في قريش وزوجوا فيها.
ومن بني معاوية بن سيف بن الحارث بن مرهبة أنس بن معقل، وكان دميماً قصيراً، وكان من فرسان العرب المعدودين، فلما قدم الحجاج وضع الديوان وعرض الناس فمن رأى أن يزيده في عطائه زاده، ومن رأى أن ينقصه نقصه، وبذلك أمره عبد الملك. فمر بـه أنس فازدراه، فحطه من عطائه ألفاً وكان في ألفين فما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ترك أنس ديوانـه ولحق بعبد الرحمن فلما كان يوم دير الجماجم جعل أنس يدعو الناس إلى المبارزة فلا يبرز له فارس من أصحاب الحجاج إلا قتله، وجعل يحمل وهو رافع صوته ينتمي ويقول. أنا الغلام الهمداني، أنا الغلام المرهبي، ينتمي يرفع صوته ليسمع الحجاج، وكان الحجاج يسمعه فملأه غيظاً، وجعل لا يقلع من الصياح وقتل الفرسان، فلما بلغ بالحجاج كل مبلغ قال: ويحك يا عياش يريد عياش بن أبي خيثمة من ذا الذي قد بلغ منذ اليوم ما أرى؟ قال: هذا الذي نقصته من عطائه ألفاً. قال الحجاج: أمير المؤمنين كان أعلم بـه منا، فهل فيه مطمع؟ قال عياش: لو طمعت فيه لوجهت إليه وأعلمته رغبتك فيه.
وولد نـهد بن مرهبة بدّاء وصعباً، فولد بداء نصباً، فولد نصب رباءة عمراً الشاعر جاهلي، وهو القائل:
فلم تغلب أسنّتنا زبيد ... ولم تعجز مناصلنا مراد
متى تنقل إلى قوم رحانا ... فقد درجوا مدارج آل عاد
وولد صعب بن نـهد الجابر ومزينة وسيفاً وملايناً بطن وهم الملاينون فولد الجابر سليمان وبشراً. وولد سيف بن صعب الجعد والجدم وهم الأجدام والجعود بطنان. فأولد الجعد آل جديح ومن معهم من أخوتهم. وولد الجدم الشجرات منـهم محمد بن سعيد وأولاده أحمد وعبد الله وعبيد وأبو علي وقبرة.

وولد قسم بن مرهبة وقشاً وغالباً وزياداً والأشرس وسلامان وباجلة وناكل، فولد غالب الوليد بطن وولد زياد شغموماً وهم الشغاميم بطن أنجاد عتاة. وولد الأشرس نوفلاً وحورة بطن يسكون بأثافت مع آل ذي كبار. وأولد وقش غالباً، فأولد غالب منبهاً، فأولد منبه عميرة، فأولد عميرة معاوية، فأولد معاوية زرارة فأولد زرارة عبد الله فأولد عبد الله ذراً فأولد ذر عمر بن ذر القاضي الفقيه.
ومن بني قسم بن مرهبة سيف بن عمرو، وهو القائل:
لقعقعة اللجام برأس طرف ... أحب إليّ من أن تنكحيني
أخاف إذا وردن بنا مضيقا ... وحثّ الركض ألا تحمليني
وكان سبب قوله هذا أنـه وفد على بعض الملوك، فأحب الملك أن يعرف رغبته في الخيل، فعرض عليه بين فرس يختاره من مربطه وبين قينة أبرزها إليه في حليها وحللها، فأومضت الجارية إليه أن يختارها فكره، وأنشأ يقول ما ذكرنا. وقد يدخل هذين البيتين في شعر ابن معدي كرب من يجهل أيام الناس.
ومن مرهبة عبد السلام الدوسري من أهل الريّ وكان سيداً مطاعاً كثير الجماعة، فلما مر عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الريّ يريد سجستان وخالد بن عتّاب بن ورقاء التميمي والٍ عليها وقع بينـهما شر واختلاف لطمع خالد بكثرة جماعته من النزارية وقلة جماعة عبد الرحمن، فبلغ ذلك عبد السلام، فأقبل في قومـه فشدّ على خالد وأصحابه فهزمـهم، فقال أعشى همدان في ذلك:
ألم تر دوسراً منعت أخاها ... وقد حشدت لتقتله تميم
رأوا من دونـه زرق العوالي ... وحياً ما يباح لهم حريم
وكان المرهبيّ فتى حروب ... يهش لها إذا نكص اللئيم
وقال أيضاً لعبد الرحمن:
يوم انتصرنا لك من عائذ ... ويوم نجيناك من خالد
يريد عائذ بن عدي بن همام بن مرة بن حجر بن عدي، وكان لطم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فلم تغضب له كندة وغضبت له همدان.
ومن خبيث هجاء أعشى همدان لخالد بن عتاب قوله:
ووالله ما أدري وإني لسائل: ... أبظراء أم مختونة أم خالد
فإن يكن الموسى جرى فوق بظرها ... فما ختنت إلا لمصّان قاعد
يرى سوأة من حيث أخرج رأسه ... تمر عليها مرهفات الحدائد
انقضى نسب مرهبة، وهي مرهبة الدوسر، سميت بذلك لما كان فيها من الخيل والرجل وقد ذكرنا منتهى العدد فيه، وقيل لمبلغ ذلك العدد دوسر لعظيم جاهرته تفخيماً له، كما قيل في البعير العظيم الهامة المتورم الأخادع دوسر ودوسري، وأخرجوه على مثل رجل نوفل يزيد على ذوي النوافل والتنفّل. وأما ناقة دوسرة فغير ذلك، لأن الناقة لا توصف صفة الفحل في عظم الهامة، وإنما يقال فيها وجناء عظيمة الوجنات عريضة الخدود. وكأن اشتقاق هذا النعت فيها من دسرها في السير لفجاج البلاد وجمعها بين البلدين والدسر الدفع والطعن والخرز، وما يجري في ذلك النعت الدسار مثل قتال والجميع الدسر مثل قتل، ويقال طعنـه فدسره ودسرت السفينة جمعت ما بين ألواحها بدسر القنبار، وطعن الصيد ودسر في الشبكة انقضى نسب مرهبة، ولم يبق لعميرة بن الدعام في اليمن بقية تعرف وهذا أرحب بن الدعام: وأولد أرحب وهو مرّة بن الدعام ومعنى أرحب أوسع في الشرف سفيان وعليان وملالة، ثلاثة نفر ومن يتبكل من الجبر يقولون: نحن بنو الجابر بن أرحب والورديون يقولون: نحن بنو الحسين بن الورد بن أرحب. والأشـهر أن الجبر من حاشد، والورد من آل أقيان من حمير، وه بعد ذلك أعلم.
فولد ملالة بن أرحب مالكاً سيد همدان، وهو فارس الخطار فرس كان له وهو الذي قام بحرب خولان وقضاعة اليمن التي فتحها جذيمة الشاكري. وفي تلك الحرب يقول مالك بن ملالة:
ناديت همدان قومي ثم سرت بهم ... أبغي تقاضي دقن ماله أجل
في سادة من بني زيد إذا ركبوا ... كمت الجياد حسبت الأرض تحتمل
سرنا بأرعن جرّار كلاكله ... تخال أن عليه البرق يشتعل
وقتل مالك في تلك الحرب.
فأولد مالك عمراً وطفيلاً وأبا نمارة وكان سيداً جواداً فارساً شجاعاً، ورأسته همدان بعد أبيه، فقام بحرب قضاعة. وهو القائل:
سوابق قومي ليس يُدرك فخرها ... عن السادة الغرّ القماقمة الزهر

لنا البيت منـها والرئاسة والحجى ... وإرث المعالي والجسيم من القدر
إذا ما اغتدوا يوماً لحرب قبيلة ... فقد رجمت منـهم بقاصمة الظهر
نماناً إلى فرع الأرومة ماجد ... كريم المساعي في اليسار وفي العسر
ونحن بدعنا للجياد سروجها ... ونحن ضربنا الناس في شنف النكر
فإن جئن يوماً مالك بن ملالة ... فإنلهمدان مناقب لا تري
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه ... وطيب تراب القبر دل على القبر
وفي ذلك يقول مالك بن ملالة:
وأنا ابن همدان الذين هم هم ... بدعوا السروج وشلو كل لجام
وعلقمة بن مالك كان نجداً وهو القائل في حرب قضاعة:
عادات أسيافنا يوماً إذا صدئت ... صقالها بمساحي هام خولان
تظمأ ما ظمئت فينا، وليس لها ... إلا دماؤهم من مشرب دان
أمثلكم هاجنا أو هاد بيضتنا ... أو سبّنا يا رعاة المعز والضان
ثلاثة نفر بني مالك: فأولد طفيل جلهماً ومطعماً ومالكاً. فأولد جلهم مالكاً وعنتراً وحوثرة. وأولد مطعم مكرمان، فأولد مكرمان المعمر فأولد المعمر مطعماً، فأولد مطعم أبا رهم الشاعر، هاجر وهو ابن خمسين ومائة سنة وقال:
إليك طويت الأرض أقتبس الهدى ... وفارقت بطن الجوف نشقاً وأرحبا
وأما عمرو بن مالك فقتل في حرب خولان، قتله الربيع بن عقيل بأخيه مسعود بن عقيل.
وأولد علقمة بن مالك زيداً وملالة وبالظاهر من المراشي وادٍ يصب فيه شعب مرقب يقال له الملالي كان لآل ملالة، بـه مزارع ومساكن خاوية انقضى نسب ملالة بن أرحب.
بنو عليان بن أرحب وأولد عليان بن أحرب علوي وعبداً وذيبان الأصغر ومجلداً بضم الميم وفتح اللام ونخيلاً بطن ويقول بنو عبد: أن نخيلاً ابن لعبد وليس بأخيه.
فأولد علوي بن عيان كعباً وعوذاً والحارث. فولد عوذ بن علوي أوبر وبريمة. فولد الأوبر الأسفع، وكان سيد بكيل في عصره وهو القائل في حرب حمير ومذحج، وكانت حرباً مضرّة بالجميع، والذي هاجها ابن سريع السكسكي، ثم إنـهم تداعوا إلى الكفّ، ولحمير فضل في الدماء على مذحج، ثم إن جابر بن عدي ومالك بن عمرو المازنيين من زبيد خرجا في الثلاثين راكباً من وجوه مذحج حتى طرحوا نفوسهم على زرعة بن عمرو الخنفري عن غير مشورة من كهلان، قوداً في الدماء التي كانت على مذحج، فاتفق باقي كهلان أنـهم لا يسلمون، وأنـهم إن عدي عليهم دخلت كهلان كلها في حرب حمير في عجز قصيدة له قد أثبتناها فيما تقدم:
ألا يا لهمدان فجدّوا وشمّروا ... فقد ضافكم في القوم إحدى الكبائر
ونادوا مراداً ثم زمّوا سلاحكم ... وضموا جياد الخيل ضم المكاثر
فإني أرى قوماً أقادوا نفوسهم ... وصاحبهم فيما يُرى أيّ غادر
ونادوا بحاراً يا لكعب سراتكم ... فليس جهول بالأمور كخابر
ففي حمير الأرباب ملك ونخوة ... جبابرة ما فوقها من جباير
ونادوا زبيداً غاب عنـها زعيمـها ... وما هو فيما قد أحال بصادر
فمن مبلغ عني عدياً رسالة ... ويخبره عني ولست بحاضر
بأنكم أمكنتم من نفوسكم ... وفي عقب الأيام بلوى السرائر
فيا ليت شعري هل يؤوبن مالك ... أم الحين يهوي للثرى والحفائر
بني مازن هلا عذلتم أخاكم ... وقلتم له قول الشفيق المحاذر
هلمّ ولا تطرح يديك إلى العدى ... فتوعب أذن بعد جدع المناخر
فإن تسلموا عنـها نرَ الأمر مقبلاً ... وإن تعطبوا نثأر ببيض بواتر
وكل ردينيّ أصمّ عنطنط ... يلوح كنجم في المجرّة زاهر
وبالجوف من همدان ما عادل الحصا ... فوارس هيج غير ميل عواور
إذا استلأموا شُبّاكهم فتواثبوا ... كمردف عقبان الشريف الكواسر
وتنظر أهل الظاهرين رديفة ... فمن بين ذي درع ومن بين حاسر

كأن عزيف الجن بين قسيّهم ... إذا ضُبحت بالمحصدات الجبائر
ففعلت فيهم حمير الجميل، وشدخت دماءها، وجُمّلوا، وأسنى لهم العطاء والحباء، ففي ذلك يقول مالك بن عمرو الزبيدي في كلمة له:
فمن مثل زرعة في العالمين ... لمن عضّه الدهر أو ضمّهْ
تمكن في الصيد من خنفر ... ومن بيت حمير في الصتمـهْ
وقد تقدم ذكر ذاك على كماله في الكتاب السادس.
فأولد الأسفع بن الأوبر ثمامة بن الأسفع، وقد رأس، وكان منيعاً وقتل بعض الأقيال فأولد ثمامة بن الأسفع قيساً ويكنى أبا المنتصر وقد رأس، وهو مجير الأعن ملك من ملوك كندة من بني الكيشم ويقال الكيشوم نبز أيضاً واسمـه يزيد بن عمرو بن امرىء القيس بن عمرو بن تملك وهي أمـه، وفيه يقول الأعنّ:
أراح خليلك أم يبتكر ... أم القلب للشوق لا يصطبر
فسيري ولا ترهبي ما حييت ... إذا عاش قيس أبو المنتصر
إذا ضيع الناس جيرانـهم ... فجارك يطلى عليه الصبر
له أسرة من خيار الفصيح ... وللجار فيهم وفاء وبرّ
مطاعيم حين يعزّ القتا ... ر وهم في الحوادث قوم صبر
وقيس القائل:
لقد غدوت أمام الحي تحملني ... قوداء من أعوجيات محاضير
خيفانة فرط تقريبها المرطى ... كأن هاديها قادم على بير
ومذكيات فحال في رحائلها ... من أرحب الشمّ فرسان مساعير
والحارث بن ثمامة قاتل الحسا عبد لبعض ملوك حمير، وكان خطيراً ومالك بن ثمامة ويزيد بن ثمامة الأصم فارس همدان ويكنى أبا ثمامة وشرح بن ثمامة وعبد الله بن ثمامة.
وقيس ويزيد ومالك وشرح هم أسافعة همدان، فدرج شرح.
ويروى أن عبلة عنتر العبسي قالت له: هل بقي في قلبك يا أبا المغلس إلى لقاء فارس من فرسان العرب واختباره أرب؟ قال: نعم، يزيد بن ثمامة بن الأسفع. فبينما هما في ذكره إذ أقبلت خيل، فوجه فارساً يأتيه بخبرها، فسألهم الفارس: من أنتم؟ ولمن هذه الخيل؟ فقالوا: ليزيد بن الأسفع. فرجع الفارس فأعلم عنترة، فقالت له عبلة: ما أراك إلا قد أتاك ما أردت. فقام إلى فرسه يرتجز:
يا صاحبي شدّ حزام الأبجر ... إني إذا يدنو الردى لم أضجر
وركب فيمن حضره في الصرم من بني عبس، فطعن يزيد عنترة في كفه فأطار رمحه، وحمل عليه عنترة فاعتنقه، فوقعا ويزيد على صدره، وولت بنو عبس فخلى عنـه وقال: إليك، فإنما كنا على طريق غيركم. فلما انصرف عنترة قالت له عبلة: كيف رأيت يزيد كأنـها تعيّره؟ فقال:
ألا يا عبل إن القوم ولوا ... ولاقاني جحاجحة الكرام
لقيت كريمـهم فاختل كفي ... وأضرعه بجعجاع الصادم
فألقِيَ ساقطاً وصددت عنـه ... أبادر كالقراطي الحسام
ويزيد القائل:
أعاذل أنـه مال طريف ... أحبّ إليّ من مال تلاد
أعاذل إنما أفنى شبابي ... وأقرح عاتقي حمل النجاد
وهو القائل:
سائل مراداً ينبيك عالمـها ... أا نعل القنا وننـهلها
ونخمد الحرب حين يضرمـها ... أهل الوغى تارة ونشعلها
فولد مالك شرحاً فارس الجرادة ولقي عامر بن الطفيل في بعض أيامـهم وأيام بني عامر فطعن عامراً فأذراه عن فرسه، واشتبكت عليه فرسان بني عامر وفي ذلك يقول عامر:
أصبح شرح قد شفى فؤاده ... زوى إليّ الرمح ثم عاده
أذهب إليك فارس الجراده
وأما عبد الله بن ثمامة بن الأسفع فقتلته زبيد، فغزتها أرحب فأذرعت فيهم القتل، فقال عمرو بن معدي كرب:
عقرتم خيلنا وقتلتمونا ... بشيخ كان أزمع بانتحار
وولد كعب بن علوي مبعوثاً والحارث ونوفاً، فولد مبعوث ثماماً، فولد ثمام قيساً، فولد قيس يزيد بن قيس كان رئيساً عظيم الحصاة، وفيه يقول الشاعر:
معاوي إلا تسرع السير نحونا ... نبايع علياً أو يزيد اليمانيا
وولاه عليّ عليه السلام شرطته، ثم ولاه بعد منصرفه من النـهروان أصبهان.

وولد الحارث بن كعب مقاتلاً الأصغر، فولد مقاتل عميرة، فولد عميرة سلمة، فولد سلمة عمرو بن سلمة وهو من أصحاب علي عليه السلام وكان شريفاً نبيهاً ذَهناً كليماً، وهو الذي بعثه الحسن بن علي عليهما السلام وبعث محمد بن الأشعث في الصلح بينـه وبين معاوية، فوصلا إلى معاوية وعنده عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن جندب بن عبد شمس الفزاري، فنظر معاوية إلى عمرو بن سلمة فأعجبه جهارته ولسانـه ودهاؤه فقال: أمضريّ أنت؟ فأنشأ عمرو بن سلمة يقول:
إني لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد من معدّ وحاضر
أبوتنا آباء صدق نماهم ... إلى المجد أشياخ كرام العناصر
وأمّاتنا أكرم بهن عقائلاً ... ورثن العلى من كابر بعد كابر
جناهن إذ يجنين مسك وعنبر ... وليس ابن هند من جناة المغافر
ويروى جناهن كافور ومسك وعنبر. المغافر: صمغ العرفط أنا عمرو بن سلمة الهمداني ثم الأرحبي ثم العلوي. فأفحم معاوية. وكان عمرو مع هذا أحد الديانين الفقهاء. وعمرو بن سلمة الذي دخل حصن تستر هو وشريح بن هانيء الحارثي.
فأولد عمرو يحي فأولد يحي عمراً وسعيداً.
وأولد الحارث بن علوي مقاتلاً الأكبر، فولد مقاتل بن الحارث عبد الله، فولد عبد الله مطعماً. فهؤلاء بنو علوي بن عيان وقد قلوا في ديار همدان، ولم يبق منـهم إلا بيت آل عاصم وآل روشا وآل حكيم أبيات صغار.
ومن أشراف بني علوي شريح بن مالك، ولا أدري إلى أي هذه البطون هو.
وقد يقول بعض علام أرحب: إن علوي صغّر وكبّر. يقولون: أولد علوي بن عليان بن علوي، فأولد عليان بن علوي علوي الأصغر ومنـه انتشرت بنو علوي انقضت بنو علوي.
بنو عبد بن عليان بن أرحب: وهؤلاء بنو عبد: وأولد عبد بن عليان عميرة بن عبد وربيعة بن عبد ومنبه بن عبد ويحتل بن عبد وقد يقال: يحتل بن لعليان وعمرو بن عبد والأدرم بن عبد. ستة نفر. فدرج عمرو والأدرم. وولد عميرة بن عبد سبعاً وغراباً وهو عبد الله ونعجاً وهم النعوج بطن وسيفاً وسعداً وجهماً وجهيناً. فولد سبع قيساً، فولد قيس سعداً، فولد سعد مالكاً، فأولد مالك سعيداً، فأولد سعيد هانئاً، فولد هانىء سيفاً صاحب فتوح الخوارج والمتذرع القتل فيهم، وكان سيداً شريفاً وأولد سعد بن عميرة ثمامة، فأولد ثمامة أزهراً، فأولد أزهر عميرة، فأولد عميرة حجلاً وهو عبد الله، فأولد حجل يأساً، فأولد يأس الأزهر ومغيتاً والحسن، فأولد الأزهر يأساً الأصغر والأخنس، فأولد يأس الأصغر عبد الله، فأولد عبد الله إبراهيم والحسن ومحمداً، فأولد الحسن إبراهيم وسعيداً، فأولد إبراهيم عبد الله وكان فارساً نجداً وإبراهيم بن إبراهيم، فأولد إبراهيم بن عبد الله بن يأس الدعام بن إبراهيم سيد همدان في عصره والزائد على من تقدمـه نجة وفروسية وجوداً وحلماً ودهاء وثباتاً ووفاء وصبراً وصوناً، وهو الذي قام على آل يعفر فاستلب المملكة منـهم وملك بلدهم وتأمر بصنعاء وجبيت إليه اليمن إلى ساحل عدن، ولم يطل ذلك. وكان مكيناً حظياً عند محمد بن يعفر، فلما قتله ابنـه أبو يعفر إبراهيم بن محمد، قدم عليه الدعام معزياً له وزارياً عليه فيما ارتكب من أبيه و، فأمر بإيصاله، فوجده منشياً، فلما كلمـه قال: وتقابلني بهذا؟ لحقيق أن تلطم! فخرج منـه الدعام ضغيناً وقد أحمسه الغضب، فلما صحا أبو يعفر خبر بما كان منـه، فاعتذر إليه وقرّبه، فقال له: لن ترقع كرامة اليوم هوان أمس، ولن تعلق قادمة الخير بذنابي الشر. ثم إنـه ماسحه حتى خرج من عنده، فلما صار في بلد همدان أظهر الخلاف واجتمعت له بكيل وقتل محمد بن الضحاك فغضب فيه حاشد وغضب الجميع معه، فكان له وقائع وملاحم منـها يوم خيوان ويوم ورور ويوم خمر، وعظمت صولته حتى ضرب بـه المثل فقيل فيما استعظم: لأفعلنـه لو قام فيه ما قام في الفاة، وما قام في لطمة الدعام. وفي ذلك يقول بعض أرحب:
سلبنا من حوال الملك قسراً ... بلطمة شيخ كهلان الدعام

ولم يزل بصنعاء حتى أخلّ عليه محمد بن أحمد بن الُوَيّة إلى حفتم بن حسن، فبعث الموفق والمعتضد إلى اليمن في نصرة أبي يعفر، فخرج منـها، ثم عادها كرة أخرى، ثم لاءم العلوي يحي بن الحسين بعد ذلك إلى آخر أيامـه، وأسلم إليه بلد همدان، وقام معه ابن طريف والقرامط، وكان له وللسفيانيين يوم عرق صبحة قتلوا فيه من القرامط زهاء أربعمائة من أبطالهم وعواديهم، وهي أول دبور على القرامط، وفي ذلك اليوم يقول الهمداني:
إن سيوفاً جلت وجوهَ بني قح ... طان لما اعتدت ذنائبها
بسفح قُران أو ربا عرق ... ايام أذكى الحروب حاطبها
على ابن فضل وقد أطاف بنا ... في عدة كالدبا كتائبها
يذكرننا ما سللن أعظمـهم ... وقرع أسنانـهم مضاربها
أن يطّلبها لفي عواتقنا ... مرتقبات لمن يراقبها
فأولد الدعام أرحب وعليان ومحمداً والحسين والحسن وإبراهيم وأم الحسن أميرة بنت عمة محمد بن عبد الله. ولم يعقب محمد غيرها، فأولد أرحب علياً وبكيلاً درج، فولد علي أبا همدان وأبا العشيرة. وأولد عليان بن الدعام المظفر أبا العشيرة ويأساً والدعام والمـهلب وأرحب، فولد المظفر حميدة وأبا الحسين وأبا الهيثم، فولد حميدة عليان والدعام والمظفر وأولد يأس عبد الله بن يأس ودرج الدعام بن عليان، وأولد الحسين بن الدعام محمداً أبا ظالم، فولد أبو ظالم الحسين والمظفر، وولد محمد بن الدعام أحمد وعبد الله أبا الحسين فدرج، وولد أحمد بن محمد حوال بن أحمد ومحمد بن أحمد، وأولد الحسن بن الدعام الحسين، فولد الحسين علياً ولم يعقب إبراهيم بن الدعام.
والدعام بن إبراهيم المستنقذ لأسعد وعثمان وجميع آل يعفر من سجن العلوي بشبام بعد أن أجمع على قتلهم، ثم استخرج أسعد منـه كرة ثانية وهو بصنعاء وصرفه إلى بلد أرحب، ثم أجار آل يعفر هو وأولاده وقد قصدوه بحرمـهم هاربين من القرامط، وأخلى لهم منازله بما تحويه.
وابنـه عليان مانع عثمان وحسان ابني أحمد بن يعفر من أسعد ومن الناصر أحمد بن يحي بن الحسين.
وسؤدد آل الدعام عظيم وأخبارهم كثيرة. وأولد الأخنس الأزهر، فأولد الأزهر موسى ومحمداً، فأولد محمد الأخنس فأولد الأخنس أحمد وسليمان. وأولد موسى المسلم والأزهر، فأولد الأزهر ميموناً.
وأولد الحسن بن يأس الأكبر سعيداً، فأولد سعيد الأسود، فأولد الأسود شبيباً، فأولد شبيب سعيداً، فأولد شبيب سعيداً، فأولد سعيد خالداً. وأولد مغيث بن يأس محمداً ويزيد، فأولد محمد إسماعيل، فأولد إسماعيل المسلم درج. وأولد يزيد خليفة ورئاباً، فأولد خليفة أم أرحب بن الدعام، ولم يعقب رئاب إلا امرأة تزوج بها المسلم انقضت الأحجول.
بنو غراب بن عميرة بن عبد وأولد غراب بن عميرة وهو عبد الله الحارث، فأولد الحارث عبيداً وعكرمة والغصين، فأولد عبيد هارون، فأولد هارون البختري، فأولد البختري سويداً ويزيد وأبا صفرة، فأولد سويد سميعاً وسعيداً وعيسى، فأولد سعيد أحمد، فأولد أحمد محمداً والحسن، وأولد عيسى بن سويد ابا علي، فأولد أبو علي عيسى، وولد سميع بن سويد سليمان، فمن ولد سليمان عبد. وولد يزيد بن البختري أبا الغيث، فأولد أبو الغيث يزيد، فأولد يزيد بُرَيهاً. وأولد أبو صفرة بن البختري هاشماً وهريناً وبريهاً ثلاثة نفر فولد هرين بن أبي صفرة البختري، فولد البختري الأخنس. وولد بريه بن أبي صفرة أبا صفرة فأولد أبو صفرة سليمان فأولد سليمان ربيعاً. وأولد هاشم بن أبي صفرة محمداً فأولد محمد عراراً، وأولد عكرمة بن الحارث الضحاك وعلياً، فأولد الضحاك أبا الزبير، فأولد أبو الزبير الضحاك، فأولد الضحاك أبا الزبير أيضاً، فأولد أبو الزبير عبد الله، فأولد عبد الله حميداً. وأولد الغصين الحسن، فأولد الحسن الغصين، فولد الغصين معبداً، فأولد معبد سليمان، فأولد سليمان محمداً، فأولد محمد حسيناً. وأولد علي بن عكرمة قطناً، فولد قطن علياً، فولد علي حديثة، فولد حديثة علياً، فولد علي حديثة.
والذين بقوا باليمن من نعج آل أعبس، وآل العجاج: ولا بقية لسيف وجهم وجُهَين بن عميرة باليمن انقضى ولد عميرة بن عبد.
بنو ربيعة بن عبد بن عليان بن أرحب:
يال همدان بن زيد اطلبوا ... عزة النصر بأطراف الأسل

ودحياً بطن وزحناً بطن. وفيهم يقول الحصين بن يزد الحارثي وكان أغار على إبل لهم وإبل لقيس بن جنادر فاشتلها:
اغرن، فلم يدعن لآل زحن ... ولابن جنادر قيس بعيرا
ثم غزت أرحب بلحارث فاكتسحوا لها نعماً كثيرة وأصابوا منـها دماء وأسرى فقال الوقيّ بن الأعلم يجيب الحصين ذا الغصّة:
أسرك أم أساءك فعل قومي ... غداة الأحرمين من النجاد
كأنك الخيل بالنحيين هجرا ... وبالبقعاء رجل من جراد
صبحنكم المنية ثم نادى ... منادينا: ورادكم وراد
وفي ذلك يقول مالك بن حريم، وذكر من القديم حرب خولان:
فإن تغضب فلست المرء ترضى ... ولم أعلمك إلا من إياد
أسرّك أم يسؤوك ما فعلنا ... غداة الأحرمين إلى السواد
كسيرة جيشنا لبني زبيد ... فغادرهم برهط أبي نجاد
ورهط المازني أبي كعيب ... تركناهم كباقية الرماد
تحوم الطير فوقهم وجالت ... على خولان بالأسل الحداد
فولوا عند ذاك وأمكنونا ... من البيض الأوانس والخراد
غنيمة جيشنا من كل حي ... معكرة الطرائف والتلاد
ولعس كالظباء مردّفات ... كأن عيونـها واهي المزاد
أي كأن دموعها قاطر المزاد فأود الحارث بن مرّ مالكاً، فأولد مالك كعباً، فأولد كعب ملايناً وجنادر، فأولد جنادر قيساً الذي ذكرناه آنفاً. وأولد ملاين مالكاً القاتل يوم الرّزم:
ونبني على دار الحفاظ بيوتنا ... ونحبس أموالاً وإن طال جوعها
ونحن كفينا الرزم همدان أننا ... كفاة وقد ضاقت بذاك دروعها
انقضى آل مر بن ربيعه.
وأولد قيس بن ربيعة أدهم وأقفع وهو عبد الله ومحمداً وهو حميد. ثلاثة نفر شـهدوا حرب قضاعة وحسن فيها بلاؤهم، وفي أولادهم إلى اليوم الجدّ والنكاية، وهم باب بني عبد، وفيهم يقول بعض رجاز همدان:
لن يدفع الخطب إذا ما وقعا ... إلا بمثل أدهم وأقفعا
وفي محمد بن قيس يقول الربيع بن عقيل الكلبي:
ألا أبلغن ابن الطفيل وبلغن ... حميد بن قيس، والرسول أمين
بأنكم لن تذهبوا بدمائنا ... ولكن ستقضى، والديون دقون
سنصحبكم يوماً بيوم سحامة ... تشيب له م الغانيات قرون
وتسخن منكم أعين باقتضائنا ... لما قرّ منكم أمس فيه عيون
دماً بدم، والحلّ حلاً بمثله ... كذا الحرب تحنو مرة وتخون
فأولد محمد بن قيس عمراً، فأولد عمرو حميداً بطن. وهم الحميدات وغثيماً ربطن. وهم الغثيمات، فأولد حميد أدهم وعبد الحميد ابني حميد، فأولد قيساً وأفلح، فأولد قيس يزيداً، فأولد يزيد محمداً فأولد محمد يزيداً وسياراً، فأولد يزيد عبد الله وسليمان ومحمداً وعيسى وأدهم. وأولد سيار الوليد وعلياً وأدهم وقيساً وإبراهيم، فأولد إبراهيم وليداً، فأولد وليد سياراً وإبراهيم. وأولد قيس بن سيار عصية ويزيد وإبراهيم وقتراً ومحمداً. وأولد علي بن سيار الحسن وحكيماً وبُريهاً وسُليماً. وأولد عبد الله بن يزيد عبداً وسعيداً وعلياً وعيسى. وأولد سليمان بن يزيد علياً، وأولد أدهم بن يزيد صبيحاً وذيبان وأبا الغيث وعيداً وسلمان وأبا الحسين، وأولد أفلح بن أدهم بن حميد الأزهر فأولد الأزهر مسعوداً، فأولد مسعود سعيداً وشديداً، فأولد سعيد حميداً، فأولد حميد عبد الله، فأولد عبد الله محمداً ويزيداً. وأولد شديد بن مسعود مسعوداً، فأولد مسعود أبا الخير، فأولد أبو الخير شديداً وعلياً. وأولد عبد الحميد بن حميد محمداً، فأولد محمد عبد الحميد فأولد عبد الحميد فضلاً، فأولد فضل بريهاً، فأولد بريه همدان، فأولد همدان عازماً وبريهاً انقضت الحميدات.
وأما غثيم بن عمرو فهم آل أبي إسحاق وآل حكيم وآل أبي رباح وآل قطيب انقضى بنو محمد بن قيس. وهؤلاء الأداهم:

وأولد أدهم بن قيس طارقاً وعبد الله وكثيراً وسقيلاً وهم السقل، بطن بالحلاة من أرض السبيع وكشيراً وجرماً والمعاور. سبعة نفر بني أدهم. فأولد جرم بن أدهم ركيناً، فأولد ركين سعيداً الأكبر بطن بالكوفة. وأولد المعاور أحور وعبد الله، فأولد عبد الله عمراً وبُريهاً وهما ممن هاجر إلى الكوفة وأولد أحور صقلان بن أحور ومقتر بن أحور فدخل هذان البيتان في السقل بالحلاة. وأولد طارق بن أدهم شُريفاً وعمراً والعباس والحسن وتميماً فدخل تميم في صُبارة بن سفيان، وهم سادة صبارة وأشرافها. خمسة نفر بني طارق. فأولد شريف بعيثاً فأولد بعيث مسلماً الأكبر بطن هاجروا إلى الكوفة. وأولد عمرو بن طارق الأزهر الأكبر وعرعرة، فأولد عرعرة الحباب ويكنى أبا حنش، بطن ممن هاجر إلى الكوفة. وأولد الأزهر جزيلاً ووليداً، فأولد جزيل الأزهر بيت نزعوا من الظاهر إلى بوسان الخشب والرحبة فحملوا وخالطوا بلحارث بالرحبة. ومنـهم العمريون القنّاص سياحة باليمن على القنص، وهم من أقنص همدان، وهم بنو عمرة بن قيس بن همدان بن جزيل بن الأزهر بن جزيل. ومنـهم زهير بن قيس بن همدان بن الأزهر الذي تنسب إليه دار الهمداني بحرّة نجد، وكان له هناك نخل ووطن. وأولد الوليد منقذاً أبا حنش، فأولد منقذ الحارث، فأولد الحارث عمراً، فأولد عمرو سليمان ذا الدمنة وكان شاعراً، وهو القائل:
إذا المرء لم يستر عن الذم عرضه ... ببلغة ضيف أو بحاجة قاصد
فما المال إلا مظهر لعيوبه ... وداع إليه من عدو وحاسد
وما المرء محموداً على ذي قرابة ... كفاه مـهما دون نفع الأباعد
ومن لا يواتيه على الجود وجده ... فإن جميل القول إحدى المحامد
بذلك أوصاني أبي عن جدوده ... وأوصوا بذاكم عن بكيل وحاشد
فأولد سليمان ذو الدمنة داوود فأولد داوود يوسف المقرا، فأولد يوسف محمداً ويعقوب، فأولد محمد يوسف أبا الصعاب، فأولد يوسف محمداً الأصفر لقب والحسن ويعقوب فدرجا فأولد محمد الأصفر يوسف ويعقوب فدرج يعقوب. وهذا البيت بزبيد من تهامة. وأولد يعقوب إبراهيم ومحمداً وأحمداً، فأولد إبراهيم محمداً والحسين وعلياً درجوا وأولد محمد إبراهيم وعبد الله درج وعبد الله وفاطمة أم مالك بن الحسن الذي فيه المراثي من أبيه. وأولد أحمد الحسن لسان اليمن وإبراهيم. وأولد إبراهيم أحمد ويعقوب ومحمداً درج ورثاه . والذي نقل من هذا البيت عن المراشي داوود في آخر عمره هو وابنـه يوسف لاحقين بإخوتهم من بني الأزهر بن جزيل فخالطوهم مع بلحارث بالرحبة يسيمان فيها مالهما، وبرحابة وبصدور الخشب دهراً، ثم سكن يوسف صنعاء في آخر عمره وحمل بها هو وأولاده، وكان لهم بصر بالإبل لم يكن لأحد من العرب وأولد الحسن بن طارق نويرة فأولد نويرة طارقاً الأصغر، فأولد طارق الحسن، فأولد الحسن بن طارق أبا حبش فأولد نويرة طارقاُ الأصغر، فأولد طارق الحسن، فأولد الحسن بن طارق أبا حبش فأولد أبو حبش علياً وموسى، فأولد موسى يزيد وهريناً، وأولد علي سليمان وقريظة والحسين بن علي بن أبي حبش أبيات كلها. وهي أبيات آل أبي حبش، فنوا جميعاً في حطمة التسعين ومائتين باليمن، وذلك أن مالهم فني، ورقّت وجوههم من المسألة، فاعتفدوا، وأوصدوا عليهم وعلى أهاليهم وعيالهم أبوابهم فماتوا رحمـهم الله، فلم يبق منـهم أحمد، سوى طفلة درجت من خلل بين حجرين فأخذها بعض بني الأزهر بن عبد الرحمن فرشّحت عندهم وزوجت فيهم. وسوى رجل كان نازحاً عنـهم إلى ما يصالي بلد شاكر فقد بقي له عقب.

وأولد العباس بن طارق عبد الرحمن والوليد، فأولد عبد الرحمن محمداً وعميلاً والأزهر، وأولد الوليد بن العباس سليمان، فأولد سليمان المسلم وعصيّة ابني سليمان، فأولد المسلم حميداً وموسى ابني المسلم فأولد موسى بن المسلم هريناً وسليمان وزيداً. وأولد حميد بن المسلم المسلم وعصية وسيفاً والعباس، فأولد العباس الموفق وعبد الرحمن وإسحاق وإدريس، فأولد الموفق أبا علي وأحمد، وأولد إسحاق بن العباس أبا الغيث، وأولد إدريس بن العباس ميموناً، وأولد عبد الرحمن بن العباس الأزهر الأصغر بن عبد الرحمن الأصغر. وأولد الأزهر بن عبد الرحمن الأكبر الحسن والعباس بيتين وأولد محمد بن عبد الرحمن ميموناً وأحمد وجعدبة ثلاثة نفر بني محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن طارق انقضى نسب الطوارق.
وأولد عبد الله بن أدهم عامراً؛ فأولد عامر أدهماً، فأولد أدهم عبد الله فأولد عبد الله عامراً وسعيداً، فأولد سعيد محمداً وعامراً وعمر بني سعيد، فأولد عمر مغيثاً وعبد الله، وأولد مغيث سعيداً، فأولد سعيد جعفراً وموسى ويزيداً وعمراً بني سعيد بن مغيث، فأولد جعفر سياراً وأجدعاً وأدهماً وعيسى بني جعفر بن سعيد. وأولد موسى بن سعيد بُريهاً وهريناً ومنقذاً بني موسى بن سعيد. وأولد يزيد بن سعيد محمداً وحميداً ابني يزيد بن سعيد. وأولد عمر بن سعيد بن مغيث نـهداً. وأولد عبد الله بن عمر محمداً وبريهاً وعمر وأحمد، فأولد محمدٌ سليمان وعيسى وعبيداً، وأولد عيسى بن جعفر حسيناً وعلياً ابني عيسى. وأولد أحمد بن عبد الله عبيداً وحميداً، فأولد حميد سليماناً. وأولد بريه بن عبد الله موسى وعيسى ومـهدياً وهمداناً أبا عازم بني بريه بن عبد الله فأولد موسى بن بريه هريناً، وأولد عيسى بن بريه مغيثاً وعبد الله، وأولد همدان بن بريه عامراً ومحمداً ابني همدان هؤلاء بنو عبد الله بن عمر.
وأولد عامر بن سعيد فلفلاً، وأولد فلفل حميدة وزنجياً ابني فلفل، فأولد حميدة علياً وعزّاماً ابني حميدة، وأولد زنجي سعيداً وخشيناً، وأولد خشين المحترم، فأولد المحترم محمداً وعبد الملك وأبا زياد، فأولد أبو زياد علياً ويعلى وعبيداً، فأولد يعلى عيسى وعبد الله، فأولد عيسى يعلى. وأولد عبد الملك بن المحترم حزاماً وموسى، فأولد موسى هاروناً. وأولد حزام قتراً. وفي ابن حزام هذا وهمدان ومـهدي ابني بريه يقول الهمداني لبعض سفيان بن أرحب:
غدرتم بمـهدي على الأمن سرقة ... وبيّتم همدان وابن حزام
ثلاثة أبطال تريك وجوههم ... إذا سفرت ما تحت كل ظلام
كثير وكشير وسقيل بطون صغار انقضى بنو عبد الله بن أدهم، فانقضى نسب الأداهم.
وأولد عبد الله الأفقع بن قيس مالكاً والوليد، فأولد الوليد عبد الله وسعيداً، فأولد عبد الله الصباح، فأولد، الصباح عبداً وهو عبد الله أيضاً، فأولد عبد الله بن الصباح يزيد، فأولد يزيد المـهاجر وموسى وسعيداً وعوسجة، فولد المـهاجر عبيداً ومحمداً وأحمد وغوثاً وسعيداً. وأولد عوسجة الصباح ويعلى، فولد الصباح عبيداً وعوسجة والحسن. وأولد موسى بن يزيد هريناً، فولد هرين بن موسى موسى. وأولد سعيد بن الوليد بن أقفع الحكم والوليد، فولد الحكم سعيداً، فولد سعيد محمداً، فولد محمد سليمان. وولد الوليد بن سعيد سعيداً وآل مرّ وآل يعقوب، فولد سعيد حميداً، فولد حميد عبد الله، فولد عبد الله إبراهيم ومحمداً.

وأولد مالك بن الأقفع عبد الله ويزيد، فولد يزيد بن مالك جابراً وعبساً، فولد عبس أعبس وعيسى. وولد عبد الله غوثاً ويزيد ومعبداً، فولد غوث مغيثاً، فولد مغيث سعيد فولد سعيد مالكاً والحكم، فولد مالك محمداً والوليد، فأولد محمد سعيداً وعيسى وعبد الله وعمر، وأولد الحكم سعيداً ويزيد، فأولد سعيد جعفراً ومغيثاً. وأولد معبد بن عبد الله عبد الرحمن والحكم، فأولد عبد الرحمن سعداً وغوثاً، فأولد سعد يزيد، فأولد يزيد محمداً وحميداً. وأولد غوث بن عبد الرحمن أحمد ومحمداً، فأولد أحمد جعفراً، فأولد جعفر أحمد، وأولد الحكم بن معبد حميداً وعبيداً، فأولد عبيد علياً، فأولد علي سليمان ومريساً. وأولد يزيد بن عبد الله بن مالك بن الأقفع الحصين وموسى والوليد وغوثاً ومحمداً وعبد الله. وأولد الحصين بن يزيد بن عبد الله الصّباح، فأولد الصباح عبيداً، فأولد عبيد الرامي وحصيناً وأحمد. وأولد محمد بن يزيد بن عبد الله الحارث، فأولد الحارث محمداً، فأولد محمد عبد الله، فأولد عبد الله الوليد، فأولد الوليد عبيداً. وأولد غوث بن عبد الله بن مالك بن الأقفع يزيد، فأولد يزيد غوثاً فأولد غوث محمداً، وأولد محمد الحرّاث، فأولد الحراث محمداً. وأولد عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن مالك الوليد، فأولد الوليد عبيداً مضى الأقافع. وانصرم بانصرامـهم نسب قيس بن ربيعة.
وأولد زنباع وهو منصور بن ربيعة مشعباً وعمراً وشراحاً وحرباً بطن. وهم الحربيون بالسبيع بن السفل من ولد قيس. فأولد مشعب شنيفاً، وشراحاً وهو شريح وعبيداً. فأولد عبيد أبا الربيع، فأولد أبو الربيع شنيفاً، فأولد شنيف سليمان بن شنيف كان شريفاً نبيهاً وأولد شنيف بن مشعب عمران وموسى ومحمداً وعبد الرحمن وعلياً وإبراهيم وفراساً والوليد، فأولد عمران بن شنيف العباس ومحمداً وأبا سليمان بيت. فأولد العباس بريهاً وعيسى وشنيفاً وموسى وسعيداً ودويداً وسليمان. وأولد عبد الرحمن بن شنيف موسى، وأولد علي بن شنيف حسبنا. وأولد محمد بن شنيف عبيداً وحسيناً وعلياً. وأولد إبراهيم بن شنيف عيسى وإسماعيل وموسى، فأولد إسماعيل يعقوب، فأولد يعقوب إسماعيل وموسى، فأولد إسماعيل بريهاً ويعقوب، وأولد موسى بن إبراهيم عيسى، وأولد الوليد بن شنيف أبا علي، فأولد أبو علي الحسن، فأولد الحسن علياً وإبراهيم والوليد. وأولد فراس بن شنيف عبد الله وحميداً وعبيداً، فأولد حميد سليمان، فأولد سليمان عبيداً ويزيد والمشاعب تنازع بني فراس، فبنو شنيف تقول: لم تعقب إلا فراس بن شنيف، وبنو شريح بن مشعب تقول: لم يعقب إلا فراس بن شريح بن مشعب. وأولد سليمان بن شنيف عبد الله، فولد عبد الله حميداً، فولد حميد يزيد، فولد يزيد سليمان وعبيداً وبريهاً، فولد سليمان علياً ومالكاً ودويداً وحميدة، فولد علي الحسن، فولد الحسن معمراً. وولد عبيد بن يزيد المضاء، فولد المضاء عبيداً ومحمداً والحسن، فأولد عبيد خطيباً. وأولد بريه بن يزيد يعقوباً، فأولد يعقوب إسماعيل. وولد مالك بن سليمان بن يزيد عبيداً ومحمداً وبريهاً، فأولد عبيد محمداً، فأولد محمد عبد الله وعبديداً وأحمد وعيسى ومشعباً. وأولد بريه بن مالك بن سليمان يزيد وقيساً. وأولد حميدة بن سليمان إبراهيم وإسماعيل. فأولد إبراهيم إسماعيل ونعمة، فأولد إسماعيل علياً. وأولد دويد بن سيمان أحمد ومسلماً، فأولد مسلم سليمان وإبراهيم ومعمراً وعمران وعامراً، فأولد سليمان علياً وعبيداً.
أولد شريح بن مشعب عبيداً وفراساً وعكرمة، فأولد عبيد المـهدي، فأولد المـهدي المسلم وعبيداً وسميعاً وبريهاً وموسى وعيسى، فأولد سميع عراوة وعضية وسليمان. وأولد بريه بن المـهدي المـهدي وموسى وعيسى، فأولد المـهدي إبراهيم. وولد عيسى بريهاً، فأولد بريه محمداً وأحمد. وأولد المسلم بن المـهدي موسى، فأولد موسى ميموناً، فأولد ميمون المعمر. وولد عكرمة بن شريح الوليد، فأولد الوليد عيسى، فولد عيسى سلمان وهمدان، فأولد سلمان عبيداً وأحمداً، وأولد همدان موسى وعيسى، وانقطع آل عضية بن سريع البتة انقضى بنو زنباع، وانقضى بانقضائهم بنو ربيعة بن عبد.
بنو منبه بن عبد بن عليان بن أرحب

وأولد منبه بن عبد الحارث وينبز بالسكران وحرباً وعيينة درج والبطنين وهو قطيط وعمراً الأعلم فأولد الباطي حجلاً وعياشاً. وأولد الحارث عمراً ومربداً وهم المرابد بالسبيع من السفل وبني حرب والحزن درج وعبد الله الأزرق وهم الزرقان والمحترم وعنترا بطن. وهم العنترات وحبلان وهم الحبالات. وعمرو الأعلم يقال: هو ابن الحارث ليس بابن منبه. فأولد مربد بن الحارث سعيداً وصفوان. فمن ولد سعيد آل عوف، منـهمشعيب المفحم وبنو . وكان شعيب هذا آخر الناس جواباً للملوك وللسوقة. وأخباره كثيرة نادرة. ومن صفوان بن مربد المواجة آل موزجي وهم جماعة بالسبيع.
وأولد حرب بن الحارث وقد يقال أنـه درج والمولد حرب بن منبه عبد الله وأبا صاب، فولد عبد الله بن حرب أبا عتيبة بطن. وهم العتيبات، فأولد أبو عتيبة يزيداً، فولد يزيد سليمان فولادته آل يعقوب. منـهم يزيد بن أبي عتيبة الأصغر سيد أرحب في أيام يعفر والبشير، وكان وجيهاً عند الواثق والمتوكل. وولد أبو صاب شنيفاً، فولد شنيف جهيساً، فولد جهيس عبيداً، فولد عبيد جهيساً وشنيفاً ونصراً. وولد المحترم وكان قتل في بعض حروب مذحج غوثاً، فأولد غوث مالكاً، فأولد مالك غوثاً فأولد غوث مالكاً في الإسلام، فولد مالك غوثاً فولد غوث مالكاً وأبا فسحة وعبد الرحمن فقد كل ولده. فأولد أبو فسحة محمداً، فأولد محمد جعفراً، فأولد جعفر لقمان وآل لقمان من أشراف بني عبيد بالجوف، منـهم مالك بن لقمان كان والي الجوف في أيام المأمون وخطاب الحوالي.
وولد عبد الله الأزرق قاسماً وجميلاً فولد قاسم عمران، فولد عمران هارون، فولد هارون عمران وعثمان. فولد عثمان قاسماً، فولد قاسم عبد الله، وولد عمران أحمد وكلّ باقيهم. وولد جميل بن الأزرق الأزهر، فولد الأزهر عتبة وجميلاً لهما بقية.
وولد عنتر علياً بن عنتر وعياشاً بن عنتر، فولد عياش يزيد، فولد يزيد همدان بيت لهم بقية. وولد علي بن عنتر عتيراً، فولد عتير علياً، فولد علي الأجدع، فولد الأجدع عاصماً وعلياً، فولد علي أجدع وأبا الحسين. وولد عاصم المحترم.
وولد حبلان زياداً وداوود وعبد الله، فولد داوود موسى. والمضاء. وولد عبد الله يزيد.
وولد الأعلم بن حارث سليلاً، فأولد سليل شرمة أبا الشرمان في بني رهم من الهجن وعمراً وذؤاباً الوفيين وهما وفيا همدان، وفيهما يقول فروة بن مُسيك:
والله لولا معمر وسلمان ... وابنا عرار ووفيا همدان
أذن تواردن حوالا نوفان ... يحملننا وبيضنا والأبدان
أي لولا معمر وبنو سلمان وبنو الوفيين. وإنما سميا الوفيين لأنـهما كانا في بعض حروب همدان ومذحج قد أصابا اثنتي عشرة عاتقاً من السبايا فصيراهنّ إلى إخواتهما واجتنبا زيارة أخواتهما من أجل السبايا مع الإحسان إليهن في معايشـهن حتى جرى السداد ووقع الصلح فردّاهن جميعاً كما هن ما كشف لواحدة منـهن قناع، فأعظمت ذلك العرب منـهما فسميا الوفيين.
فأولد ذؤاب عمراً الطريد، ويقال الخليع، وكان عدا على لقاح لمالك بن أمية أبي الأجدع بن مالك المعمري كانت في جوار بني قيس بن ربيعة، فتناصت فيها بنو ربيعة وبنو منبه ابنا عبد. ودخلت بنو عميرة بن عبد مع بني ربيعة، ودخلت سفيان بن أرحب مع بني منبه وهم أخوال عمرو الطريد فلما رأت ذلك بنو عليان مالوا إلى بني ربيعة وبني عميرة، وبلغ ذلك شرحبيل بن أبرهة بن الصباح فأصلح بينـهم وحمل باللقاح عن آل المجرم، وخلع عمرو بن ذؤاب طريداً فأجارته أخواله من سفيان فلبث فيهم وقتاً، ثم أحدث فيهم وخرج فجاور في مذحج، وكان فاتكاً منكراً شجاعاً، وهو القائل:
وأيّ بلاد الله أو أي قيعة ... سلكتُ فلم أسفك بعرصتها دما
وهو القائل في جوار بني كدادة من مراد بعد جواره في بني غُطيف:
كأني في كدادة عن غطيف ... معلى سرح مُقرنة حماراً
ويقال أن له بقية بالكوفة انقضى نسب بني عبد بن عليان.
بنو مُجلد بن عليان بن أرحب وهؤلاء بنو مجلد بن عليان. وأولد مجلد بن عليان ثمانية رجال: قيساً وزرارة والغلام وظالماً والأصهب وهم باليمن وربيعة ومالكاً والحارث هاجروا.
فبنو قيس وبنو زرارة بالسبيع وحاوة ورخمات ويسمون الصرادف لانضمامـهم إلى بني صردف بن ذيبان الأكبر، وهم لهم أحلاف، ومنـهم قوم بخمر.

وولد الغلام نخلة وحمانة، فولد نخلة آل علي وهم آل عثمان وآل حطابة. وأولد حمانة آل عمرو وهم آل عصية وآل مطرف هؤلاء كلهم بنو الغلام في البطان من الجوف.
وولد ظالم ثابتاً بطن يعرفون بآل أبي صمي وآل رداد، ولهم بقية.
وأولد الأصهب آل أبي سعيد. له بقية، منـهم يزيد بن أبي سعيد كان أنجد أهل الظاهر انقضت مُجلد.
بنو ذيبان الأصغر بن عليان بن أرحب وأولد ذيبان بن عليان سيفاً وشريحاً وسمرة وفَهراً بفتح الفاء فمن بني شريح آل يزيد وآل قدامة وآل أبي دويد وآل الهيصم وآل الهيثم وآل عباد ويقال إنـهم من غطيف وبنو الحارث وبنو صالح وبنو مشرق في صبارة بن سفيان. وأما أهل فويح بالمغرب فمن ذيبان الأكبر انقضت ذيبان، وانصرم بانصرامـها نسب عليان بن أرحب.

بنو سفيان بن أرحب وأولد سفيان بن أرحب معاوية وضيافاً وصبارة وبارياً وقد تقول أرحب في خطابها بارى، كما تقول العرب عذارِي وعذارَى ومـهارِي ومـهارَى.
فأولد معاوية بن سفيان سلمان وعميرة. فولد سلمان بن معاوية لأياً ومعاوية وعميرة وهم من قتلى الضرك وبشراً وزينباً وهم الزينبون بخرفان، فولد لأي بن لمان كعباً وقيساً وعمراً ومالكاً، فأولد مالك بن لأي عبدَ الله وسعداً، فأولد سعد مالكاً، فأولد مالك قيساً وأبا سلامة وهو أسند فولد أبو سلامة بن مالك عاصماً وأبا عبد الرحمن وأبا مرجح وعبد الله وعمر، فأولد عاصم عبد الله، فأولد عبد الله عبيدَ الله بن عبد الله وأمـه آمنة بنت عقبة بن زحر بن ذي الحصين بن السبسبي فأولد عبيد الله عركز وهو كرز إلا أن العين زيدت فيه، وكان من بني عركز بيت بصنعاء، منـهم العراكزة في البيداء.
وكان أبو سلامة قد أصاب رجلاً من بني علوي بن عليان كان يسأله دماً، وكانت ضياف أخوال العلوي، فغضبوا فيه مع بني علوي فهرب عنـهم أبو سلامة حتى لحق بعمر بن الخطاب فوضع يده في يده، فاحتمل عمر دية العلوي وولاه حمى الربذة، فعقبه بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول أبو سلامة:
ذكرت الحيّ أرحب آذوني ... وكيف بهم على شحط الديار
فمن خيرى بني علوي انشعبنا ... فطيبة مسكني وبها قراري
أتاني الضيم أفقدني دياري ... وأبدلني ديارهم بداري
وكان الموت أيسر من مُقام ... على ضيم وإن أسبق بثاري
فآثرت الممات على مقام ... أسام الخسف فيه مع الصغار
أسام قضاء ما هو لي قضاء ... فتهضمني ضياف وآل باري
سقى قومي بني لأي ملثّ ... هزيم دائم التهتان جار
وأولد قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي نمطاً، فأولد نمط قيس بن نمط الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة والملتقي بـه بمكة أيام كان يدعو العرب، وكان قد تزعم له بالنصرة على أن يؤامر همدان في ذلك، فبدرت على النبي صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الأنصار، فقدم عليه ابن نمط وهو في المدينة فسماه رسول الله الوفيّ، وكتب له بطعمة من خيوان ومن عمران بالجوف فكانت تلك الطعمة تجري على أعقابه من الرجال والنساء حتى قطعها يحي بن الحسين العلوي.
وأولد عبد الله بن مالك بن لأي بن سلمان كعباً، فأولد كعب مالكاً، فأولد مالك كعباً، فأولد كعب مالكاً أبا الحارث الذي يقول فيه الأعشى:
أبو الحارث القول فارس سيد أرحبا
وكان سيداً شريفاً، وولاه عمر الربع في خلافته، وابنته أم الحارث أم أولاد إسماعيل بن الأشعث. وكان عند إسماعيل بن الأشعث أيضاً قمام بنت الحارث بن هانيء بن الحارث بن جبلة بن حجر بن شرحبيل الكندي.

وأولد عمرو بن لأي عامراً، فأولد عامر قيساً، فأولد قيس مالكاً، فأولد مالك هانئاً، وأولد هانيء خطاباً زنة عقال كان من أصحاب علي عليه السلام وهو الذي أصاب عبيد الله بن عمر يوم صفين. وأولد بشر بن سلمان مالكاً، فولد مالك معاوية، فولد معاوية سيف بن معاوية كان من أشراف همدان في الجاهلية، وله يوم مذاب على عامر وبني سليم، ومذاب في بلد سفيان، وكان سبب وصول أحياء قيس إليها وصولهم إلى صعدة غازين لخولان، فتحصنت عنـهم وحلت بياض الحقل فانبثت خيل قيس إلى حدود أرحب فاحتلوا لقاح شنيف بن معاوية، ومد الصارخ فأغارت سفيان ومن عليان وعذر فهزموا القيسيين وقتلوا فيهم واسترجعوا أخيذتهم، وفي ذلك يقول سيف بن معاوية:
لما رأيت الخيل جئن أفايحا ... يضبرن بين صفاصف وروابي
قرّبتُ سابحة اليدين رجيلة ... تهوى بي المَرطى هويّ عقاب
ودعوت قومي فاستجاب لدعوتي ... منـهم فوارس نجدة وضراب
حتى إذا لحقت أوائل خيلنا ... أخراهم وجزعن بطن مذاب
ولت فوارس عامر وسُليمـها ... رُعباً وما غنموا جناح ذباب
وتركن فارسهم صريعاً مجهضاً ... وخضبن لمته بشرّ خضاب
يطمو بجائفة كأن فروغها ... فوق الرهابة منـه لون مَلاب
وولد عميرة بن سلمان سلمان الأصغر وعبادة وحبشياً وسوطاً وورقان وثروان وخضارة وهم الخضارات.
وقد يظن من يجهل أرحب أن بني ثروان هؤلاء من بني ثروان غُطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد، وليس ذلك إلا من اتفاق الأسماء، فهذه الأبطن غير سلمان من الهجن.
فأولد سلمان الأصغر حجراً بطن وهم الحجيرات منـهم آل الفرج فرسان أرحب. وكان أبو سهيم بن الفرج أفرس همدان وأنجدها، وكان قد ضيق على وادعة وبغى عليهم فرماه أحد بني معمر فقتله، فبلغ قيمة جواده ولأمته ألف دينار، وسعد بن سلمان ومالك بن سلمان ومكرة بن سلمان والأصيد بن سلمان ولأي الأصغر بن سلمان الأصغر. فأولد لأي عميرة، فأولد عميرة مالكاً، فأولد مالك عمراً ويكنى أبا زيد، وكان سيداً شريفاً، وهو الذي ذكره قيس بن نمط للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد خلفت في الحي فارساً مطاعاً أو سيداً مطاعاً وأنا أعرض عليه السلام وأوافيك من قابل، وهو ممن سهد الرزم، ونقع الصارخ يوماً فاستعجل فركب فرسه بلا حزام، فقالت امرأة من الحي: أقبض حيزوم فرسك يا أبا زيد، فقال:
ليس له اليوم حزام غيري ... إذا الجبان هاب ظهر العير
رجلي ريماه وعقد السير
فأولد أبو زيد مسلماً ومروّحاً وكلا بطون. فأولد مسلم هانئاً الأكبر. من ولده هانيء بن علي والكاسان وآل حميد.
وأولد مكرة بن سلمان عميرة، فأولد عميرة بن مكرة بن سلمان عبد ود، فولد عبد ود فروة، فولد فروة الهيثم. وآل مكرة أهل لسان.
وأولد الأصيد بن سلمان حماراً بطن. وبنو الأصيد الذين عدوا على عمرو بن معدي كرب بالحلوى من بلد سفيان فأخذوا فرسه ولأمته، وكانت بيضته قد بقيت عند بني سلمان. ثم صارت إلى ابن نـهد المعمري شراء أو موهبة، فهي عند آل نـهد اليوم. وفي بني الأصيد يقول عمرو بن معدي كرب:
يا بني الأصيد ردّوا فرسي ... إنما يفعل هذا بالذليل
عوّدوه مثل ما عوّدتُه ... مقحم الصفّ وإيطاء القتيل
انقضى نسب سلمان الأصغر، وهم بيت سفيان وأشرافها، وهم أغير العرب، لا يبني واحد منـهم منزله إلا مفرداً، ولا يدخل إلى حرمته حصاناً ولا حماراً ولا شيئاً من أزواج الحيوان ولا قنّاً ولا شيئاً من هذه الأشياء.
وأولد ثروان بن عميرة خضارة وهم الخضارات بطن.
ويقال أن بني ثروان بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد. قال أبو محمد: ليس من ثروان غطيف، ولكن اسم وافق اسماً. ويقال: هو خضارة بن عميرة.
وولد معاوية بن سلمان أرحب وذعفان ويقول بعضهم ذعفان بن سلمان، فأولد ذعفان سباعاً وجبيراً ويقول بعضهم أن عبادة وذيبان من صلب ذعفان، لا من سلمان. وهؤلاء من الهجن. وإنما سموا الهجن لأنـهم لأمـهات شتى غرائب. فأولد جبير الفهم بن جبير وجابر بن جبير وعبد العزي بن جبير وهم العزيون. وبنو جبير أنجد الهجن، والهجن من أنجد همدان وأرجله.

وأما بنو رهم من الهجن فإنـه يقال أن أمـهم رهم وهم لآباء شتى. تقول همدان أمـهم رهمة. وقال أبو محمد: رهم من أسماء النساء والرجال أشـهر من رهمة. وقد يسمى الرجل رحمة وجارية وخارجة وأسماء وجميلة وجمانة، وهذه في النساء أعم. وهم بنو قيس وبنو سعد والشرمان وآل الحر وبنو مالك. فأما بنو مالك فمن بني سعد بن سلمان بن عميرة بن سلمان. والشرمان من بني الأعلم من بني منبه بن عبد بن عليان. وبنو سعد من باري بن سفيان. وبنو قيس من بني حي بن خولان. وبنو الحر من مراد.
وأولد أرحب بن معاوية بن سلمان معاوية قتل في حرب خولان انقضى بنو معاوية بن سفيان.
نسب بني ضياف بن سفيان بن أرحب وقال يوسف بن همام بن محمد بن يوسف بن الضحاك بن يوسف بن عقبة بن زيد بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف بن سفيان وهو عالمـهم والمنظور إليه منـهم: لم يولدْ ضياف إلا عرمان، وبطون ضياف منتشرة من عمران. قال: وخبرني أبي عن آبائه أن اسم ضياف زيد بن سفيان وكان يضيّف ماله فسمي ذا الأضياف، وكان له ذود من إبل حمر وذود من إبل صهب وذود من إبل سمر، فبذلك سمي ذا الأضياف ثم قيل ضياف على حد التخفيف.
فولد عمران بن ضياف قيساً والأيهم وربيعة والشعشع أربعة بني عمران. فأولد قيس بن عمران بني شبيب وبني الخراش والمذاعير وآل أبي ضبيعة. وأولد ربيعة بن عمران بني بديح وبني سهم. وأولد الشعشع بطناً يقال لهم ألغز منـهم نجيم وعديل ويعفر من رؤساء صدان اليوم، وسميت صدان من ضياف بأنـها سكنت صدان وادياً بالمغرب. ويسمى قيس بن عمران أسداً، وذلك أنـه هاج جمل له وصال فلم يقرن لأحد إلا له، فإنـه مازال يضربه حتى جرجر وناخ وكان عفريتاً من الإبل، فسمي بذلك أسداً لما أقرن له الجمل بعد أن تصهمم على الناس وصال.
فمن ولده قيس الأصغر بن نصر، وإليه يلتقي بنو الخراش وبنو شبيب.
وأولد الأيهم بن عمران المخاشن بطن منـهم اليوم زيد بن يزيد، ومحمد بن أبي الغيث، ومحمد بن أبي الخير.
ومن أشرافهم عبد الرحمن بن الضحاك بن يعقوب بن أبي زيد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عقبة بن خراش بن عقبة بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف. وفي أبيه الضحاك يقول أبو الحارث بن المقدم الرضواني:
إن الذي أزهى ضيافاً ملكه ... نسل الكرام شريفها الضحاك
قوم تعلى من بكيل ذكره ... شبه الهلال زها بـه الأملاك
ومن وجوههم عبد الله بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران وسيد البجيريين وحليم ضياف ورأسها اليوم. وبجير بن أحمد بن يوسف بن محمد بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف.
فأما حماة ضياف وذوو بعدها فهم بنو الخراش وبنو شبيب وبنو بديح وفيهم القادة والفرسان.
فأما بطون الخراش فبنو الضحاك وبنو أبي زيد وبنو الخطاب.
وبطون شبيب بنو بجير وبنو كثير وبنو ثابت وبنو شريك وبنو الوليد.
وبطون بديح بنو عبد الله، وبنو دبة وهم الدبيون ورأسهم اليوم صبرة بن إبراهيم، وبديح بن بديح وهم أهل الأعصر.
ومن وجوه ضياف بيت يقال لهم القضاة من ولد قيس بن عمران هم والررسون.
وغير ابن همام يقول: أولد ضياف مع عمران زيداً وملهان انقضى نسب ضياف.
نسب بني صُبارة بن سفيان
بن أرحب وهذا نسب صبارة بن سفيان: وأولد صبارة بن سفيان ربيعاً ومحارباً، فأولد الربيع الحارث، فولد الحارث عبد الرحمن والصعب فولد عبد الرحمن عبد الله، فولد عبد الله ماتعاً، وذراعاً وعُلياً بضم العين وحكيماً، فولد ماتع طريفاً. فولد طريق تميماً، فولد تميم يوسف، فولد يوسف عرواة ومحمداً، فولد عرواة مأسوراً ويوسف. وولد محمد بن يوسف عيسى.
وولد ذراع بن عبد الله عتبة بن ذراع، فولد عتبة يوسف، فولد يوسف ميموناً، فولد ميمون يوسف، فولد يوسف عبيداً وميموناً.
وولد عليّ بن عبد الله جبيراً، فولد جبير حجيجاً، فولد حجيج عيسى، فولد عيسى موسى، فولد موسى عيسى.
وولد حكيم بن عبد الله طريفاً ومشبعاً، فولد طريف فياضاً، فولد فياض زياداً ويزيد.

وأولد الصعب بن الحارث موسى، فولد موسى طارقاً، فولد طارق تميماً وبشراً، فولد تميم حميداً والأزهر. فولد حميد يوسف وتميماً، فولد تميم الأزهر وإبراهيم. وولد يوسف أحمد. وولد الأزهر يزيد وسعيداً، فولد سعيد طارقاً وأكرم ويزيد. وولد بشر بن طارق يحي وسعيداً فولد يحي سعيداً، فولد سعيد يزيد وسليمان وسلمان. وولد سعيد فلفلاً، فولد فلفل مسلماً فهؤلاء بنو الربيع بن صبارة.
وولد محارب بن صبارة عامراً ونمطاً وصخراً ومالكاً وساوان، فولد صخر عبد الله، فولد عبد الله الغطريف وحدية فولد الغطريف خثعماً، فولد خثعم بريهاً. وولد عامر بن محارب جعدبة فولد جعدبة علياً ونويراً. وولد مالك بن محارب حمرة والوضاح، فولد الوضاح سبيعاً وبريهاً، وولد حمرة غيلان بطن فهؤلاء بنو محارب بن صبارة.
وأما المشارق في صبارة فإنـهم من ذيبان بن عليان.
وقال ابن همام الضيافي إن أباه قال: ولد صبارة تميماً ومحارباً وربيعة وهو ربيع وساوان. فمن ربيعة الطوارق وبنو ماتع وبنو قطنة. ومن بني محارب بنو جعدبة وبنو ذهل، ومن بني ساوان بنو دهيم وبنو رفيع وآل خنيس وآل حباش، ورؤساؤهم بنو تميم انقضت صبارة.
وأولد باري بن سفيان باري بن باري، فأولد باري بن باري أبيراً وهم الأبيرات وحالباً وأدرم ومدركاً أربعة أبطن، منـها انتشرت أبيات باري، وهم بنو الجعد وبنو حكيم وبنو واقد وهم المواقدة وبنو علكم وبنو عليس وبنو حريق وهم الحيقات وبنو معبد وهم المعبدات منـهم بنو بشير وبنو عمرو رؤساء الجميع، وصاحب مغازيهم زنجي وأبو النسور ابنا أسير من بني معبد بن المثنى بن رحمة بن عبد الله بن عمرو بن أدرم بن باري. وبنو قصيف وهم القصافات وبنو حقيل وهم الحقيلات ومن الحقيلات الغلام بيت انقضى باري بن سفيان، وانقضى بانقضائها نسب أرحب.
وأرحب اليوم في بلد همدان خمسة آلاف، وبالعراق منـها عدد كثير. فمن أرحب العراق في أيام الدولة أبو حسان المقوم بن عمرو، وكان أحد ثقات هارون الرشيد وقواده، وإليه حوّل الراية من سليمان بن أبي جعفر، وكان أحد الفرسان وسمّي بن عمران، وكان من فرسان هارون المعدودين، وعمير بن أبي المـهلب، ويزيد بن أبي معشر، وجناب بن أبي سلول، والنعمان بن مالك والمخارق بن عروة وعلقمة بن سمط قاتل العوام بن عائذ القيسي، وقاتل زفر بن غياث اليمني. وحبيب بن الحباب قاتل نعمان بن عامر الذهلي من بني شيبان، وكعب بن سليم قاتل الضحاك بن مالك بن حجر التميمي. ومنـهم أوس بن ضمرة وكان من الأشداء. ولكل هؤلاء أخبار ونجدات مشـهورة. منـهم أبو اليسع كاتب المنصور انقضت أرحب.
بنو كريم بن الدعام بن مالك: وأولد كريم بن الدعام الأكبر برطاً وكتافاً ونشور وكهلان.
بنو ربيعة بن مالك: وأولد ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل شاكراً بطن، ونـهماً بطن وشاعراً بطن.
الشاكريون فأولد شاكر أمير بن شاكر، ودهمة بن شاكر، ووائلة بن شاكر، والحارث بن شاكر، ويشكر فيما يقال.
فأولد الحارث صرماً قيل أنـه ابن لشاكر وأنـه أولد أميراً ودهمة، كذا قال الرئيس الكباري.
فولد وائلة ألغز وواهباً وبداء وجذيمة أربعة ابطن. فأولد ألغز أجدع وشعرة وسوادة ونحاراً وسحرة والحارث وعتراً وهم العتور دخلوا في جذيمة بن زيد بن عميرة بن بداء ورامياً وهم بنو رام ومرة والحارث. هذه ألغز. فمن ألغز السجف بن قيس بن الحارث بن يزيد بن عمرو بن الحارث بن مرة بن ألغز الشاعر والمتجرد بن قيس بن ربيعة بن مرة بن ألغز صاحب رايتهم يوم غزوا زبيد، ومنـهم قديم بن المقدام بن ربيعة بن مالك بن عمرو بن بداء بن الحرق بن الحارث بن ألغز كان شريفاً سيداً. وأولد بداء بن وائلة عميرة وزيداً والقصاص، فولد عميرة لخماً وزيداً وولد القصاص الحشاش، فأولد الحشاش أصيلاً وهم الأصيلات بطن.
ومن ولده الحشاش الأصغر الذي صبحه ابن معدي كرب على غرّة فاحتمى منـه بموضع يقال له ممر، وفي ذلك يقول:
ويوم ممرّ قد حميتُ لقائحي ... وضنئي عن أبناء جُعف ومازن
وأوّلني صبري ومـهر قصرته ... على الدرّ من خور الصفايا العواطن
فخابوا، وما إن خاب من دم خيرهم ... شباة متلّ في يميني مارن
ومنـهم معقل بن زيد بن بداء رئيسهم يوم لقوا خثعم وبجيلة.

وأولد واهب بن وائلة كعباً وعمراً وهميماً. فأولد كعب زقراً لغة في صقر. وهم الزقور وعُقيلاً وهم العقيلات. وولد جذيمة بن وائلة سحمة وربيعاً، فولد ربيع وائلة، فولد وائلة جذيمة فاتح حرب قضاعة وهو القائل في تلك الحرب:
يا لهمدان بن زيد إنما ... نفل الحرب لنا حين نشدّ
نقتل الأقران في يوم الوغى ... ولنا الساعد منـها والعضد
لا يملّ الحرب يوماً مثلكم ... فيكم الثروة تخشى والعدد
لكم الخيل جياداً سخرت ... ولها الأنفال في يوم الطرد
ورماح من أبينا إرثها ... ورّث الشيخ بنيه ورفد
يا لخولان بن عمرو أنصفوا ... قبل ننفيكم من أوطان البلد
وذروا الحقل وخلوا من دنا ... في هضاب ونجود وسند
فولد جذيمة جلهمة وكنة وعرماً ونمطاً وقيساً والأسود وكبيراً وهصيصاً وهو من قتلى الضرك.
من ولده المجالح بن عمرو، وكان فارس همدان في عصره، وهو الذي أسر عمرو بن معدي كرب، ومنّ عليه، فقال عمرو في ذلك:
لعمري لقد منّ المجالحُ منّة ... عليّ فنعماها له آخر الدهر
ومن وائلة ملالة بن عبد الشاعر، وعبد الرحمن بن عبيد قاتل عبد الله بن زياد بالكلتانية انقضت وائلة.
وأولد أمير بن شاكر منبهاً والحارث ومالكاً وعبد الله ونصياً وقعطاً وظربان بطون. فولد الحارث بني عبد فمن بني عبد بنو عثمان وبنو سيف وبنو مالك وبنو نمرة وبنو الذوّاد. وولد منبه بن أمير عامراً، فولد عامر أخنس ونصراً ومحمداً وعلياً بني عامر بن منبه انقضت أمير، وهي اليوم أثرى شاكر، وذهبت عليها وائلة ودهمة بالصوت والنجدة.
وولد دهمة بن شاكر وابش بن دهمة وثوابة بن دهمة حياً ونوفاً وحطيان بني وابش بطون كلها. فمن بني حطيان قيس بن زرارة من بني عمرو بن حطيان كان من أصحاب علي وكان يتعين له. وقيس بن الأرقط بن الحارث من ولد عمرو بن حطيان شـهد القادسية وكان من فرسانـها. وعمرو بن الحصين بن النعمان من بني عمرو بن حطيان الشاعر جاهلي، وعمرو بن الحارث بن الحصين بن النعمان الذي يذكر الأبناء أنـه عقد الحلف بينـهم وبين همدان. وأولد نوف بن وابش قيساً وظبيان وعبيداً وعلهماً وسليمان. وأولد حطيان عمراً وعبد الله وأبا سلمة وغسان ووهباً بني حطيان. وأولد حي بن وابش أجدع ووازعاً وجهماً وصفوان وحازماً. وأولد ثوابة بن دهمة عيلة بكسر العين وجذيمة وعفراً وهم العفور ونسراً وهم النسور وغراباً وهو غرابة، وهم الغرابات وساوان وجعدة وهم الجعود وجحشاً وسعيداً وصفياً وهم الصفيات انقضى شاكر.
بنو نـهم إخوة شاكر وأولد نـهم بن ربيعة حرباً وشـهراً وعصاصة ووثيراً بالثاء أربعة أبطن بني نـهم. فأولد عصاصة الأحنف وحاجباً وجناحاً ووازعاً وأخرم وأفدع ويزيد وأميناً. فأولد يزيد زيداً، فأولد زيد يزيد ذا القفا وهم الأقفاء. وقفاه سيف كان له صعديّ بحد واحد وقفاً، يقال إنـه قتل بـه يوم جيش العكار من مذحج مائة. ويقال بل بلغ عدد من قتل بـه طول عمره مائة وفيه يقول يوم جيش العكار.
لأضربن بذي القفا قفا رجل ... وأصبر النفس ابتغاء ما جمل
وهو القائل:
فأقسم لولا البلسدان وذو القفا ... وذو الجرم فات الخلّ يوم حراض
إلى عوحلي حاب فسرطين الفها ... أوامن ليست تمتنى بمخاض
البلسدان وذو الجرم رجلان من نـهم رارزا نفوسهما يوم جيش العكار، وآليا لا يبرحان حتى تبرح نصب حجارة بين أيديهما، فكان الظفر لهما ولحزبهما. والجرم: صدرة من أدم قال راجز نـهم يوم العكار:
قد وُجد الأفدع صعباً جلداً ... أعيط من بيت أمين صردا
وابن أخيه ذو القفا قد ردّا ... جيش العكار خائباً مرتداً
ببطن جاب وكساه الحدّا ... حتى يوفى مائة وعدّا
أي وزيادة.
فأولد ذو القفا بشراً وظبيان وأبرش وسلمة بطون.
ورأس الأقفاء اليوم وصاحب مغازيهم الحسين بن الطاهر.
وأولد أمين بن عصاصة الأفدع الأصغر وجهماً وموفياً بطنين.
وأولد حاجب بن عصاصة معناً وأحمر ومورعاً وعبد الله وشـهاباً بطون كلها. ومنـهم بنو عبد العزيز لا أدري إلى أي هذه البطون هم.

وأولد أخرم بن عصاصة ملحان ونائماً وهم النوائم وحكيماً ويحبر بطون كلها ومنـهم آل ياسين وآل عباد.
وأولد وازع بن عصاصة محمداً وعبيداً، فأولد محمد يزيد بطن منـهم آل أيوب وآل الأعسر. وأولد عبيد معدياً وهم المعادية والأقبّ ابني عبيد. والمعادية والأقبّ بادية متوحشون لا معايش لهم إلا من الصيد أو ماشية تسير.
وأولد الأحنف بن عصاصة جذيمة والأجم وسناناً، فولد الأجم شلاً وطلقاً. وأولد أفدع الحسن والعرموم والمعافى.
وأولد وثير بن نـهم القوّام والمخدر، فأولد المخدر المفضل وعوسجة والأبرش فدخل بنو الأبرش من الأقفاء في أبرش بن المخدر وعذيراً وآل أبي الخير. وأولد القوام بن وثير آل السمح بني علي بطون كلها.
وأولد شـهر بن نـهم منبهاً والأجدع ونجدة وهم النجدات وسرحاً وبادية وسلامان وعزيزاً، فأولد سرح نعمة وعمراً بطنين وأولد الأجدع بن شـهر ربيعاً وسعيداً وكثيراً ويزيد ومالكاً وطلحة وأسفع غير أسفع علوي. بطون كلها، قال ابن مروح: وحدر وشيباً وشبيباً ويعرف بنو شبيب بالقصار. وأولد نجدة بن شـهر سوادة وسرحاً. وأولد منبه بن شـهر حرجلة وهم الحراجل والأثعل والحارث وشدّاد وحازماً وعلياً والمفضل وعمراً بطون كلها. فأولد عمرو زيداً، فأولد زيد منبهاً، فأولد منبه برّاقة، فأولد برّاقة عمرو بن براقة فارس همدان وشاعرها في عصره ونجدها، وهو صاحب الكلمة المشـهورة عند العرب، وهي في عقب خبره. وكان أغار عليه قوم من مراد في رجب فاستاقوا إبله، فأراد الغارة عليهم، فنـهته همدان عن انتهاك حرمة رجب واستشار في الغارة عليهم امرأة من مراد يقال لها سلمى كانت متزوجة في نـهم، فقالت: إني أنـهاك عن تلفات جريم تعني الذي أغار عليه من مراد فلج وأغار عليهم فنال منـهم حاجته، واسترجع ما كان أخذ له، وقتل منـهم وأسر، فقال:
إذا الليل أدجى واستقلت نجومـه ... وصاح من الإفراط هام جواثم
ومال بأصحاب الكرا غلباته ... فإني على مرّ الوثيقة حازم
تقول سليمى لا تعرّض لتلفة ... وليلك من ليل الصعاليك نائم
تقول سليمى لي من القوم إذ رأت ... وجوه كرام لوّحتها السمائم
ألم تعلمي أن الصعاليك نومـهم ... غرار إذا نام الغنيّ المسالم
وكيف ينام الليل من جلّ ماله ... حسام كلون الملح أبيض صارم
نقدت بـه ألفاً وسامحت ربه ... على النقد إذ لا تستطاع الدراهم
وكنت ذا قوم غزوني غزوتهمفهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم تحالف أقوام عليّ سفاهةوجروا عليّ الحرب إذ أنا سالم
فلا أنا أدعى للهوادة بعدما ... تُمال على الحيّ المذاكي الصلادم
متى تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
متى تجمع امال الممنّع بالقنا ... تعش ماجداً أو تخترمك المخارم
كأن جريماً إذ أبى أن يردّها ... ويذهب مالي ميت العقل حالم
كذبتم وبيت الله لا تأخذونـها ... مراغمةً مادام للسيف قائم
ولا صلح حتى تُقدع الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم
إذا جرّ مولانا علينا جريرة ... صبرنا لها، إنا كرام دعائم
ونمنع ولانا ونعلم أنـه ... كما الناس: مجروم عليه وجارم.
وهو القائل:
ألا إن حرباً بين أفناء مذحج ... وبين أمين حيث حلت كرامـها
لحرب يغصّ الشيخ منـها غبوقه ... وتظهر من سوق النساء خِدامـها
فأشرعت صدري دونـها لرماحهم ... فأحرزت نفسي إن تراخى ها
فرب طموح في العنان تركتها ... بسائلة الحصحاص ملقى لجامـها
وعادية سوم الجراد وزعتها ... بطعن كساها منـه ردعاً كِلامـها
دنوت لها تحت العجاج فأدبرت ... شواكلها اليسرى كثيراً سهامـها
فأولد عرمو بن برّاقة الحارث، فأولد الحارث عمراً وكان معمراً وأدرك الحسين بن علي عليه السلام فسأله عن الأصماء والأنماء في الصيد فقال: كل ما أصميت، ودع ما أنميت وقد ذكرنا خبره بكماله فيما تقدم.

وأولد حرب بن نـهم جشم وحريباً وحشيراً وبدراً والأملح وبارقاً والهيثم وبشراً والسنا. فمن بارق بن حرب آل مروح أشراف نـهم في أقيال ملح وبران وبنو إبراهيم وبنو حشيش. ومن آل الهيثم وآل موسى وآل عمران وآل مطرف. ومن آل بشر بنو الضحاك وبنو عبد الله وبنو ماجد. ومن آل السنا بنو محمد وبنو علي وبنو الذيال. ودخلت بنو حريب في بني شـهر، منـهم بنو العريان، وهاجر العريان واسمـه حارث وشـهد بعض أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقاتل في إزار بقوس وقرن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا العريان؟ فسمي العريان. وله طعمة بجوف المحورة ودخل معه في الطعمة النجدات. وجوف المحورة: بستان، فالقرى، فالقرطة وهم جوف مراد. ومن ها هنا رأى بعض نساب همدان أن النسا والهيثم والعريان بنو نجدة بن شـهر.
وأولد جشم بن حرب ربيعة، فأولد ربيعة عبداً، فأولد عبد جعالاً، وكان مكيناً عند تبع، وملكه على بكيل، وله معه أخبار عجيبة يطول ذكرها، وهو القائل:
بنى لنا أولونا فوق عالية ... مجداً دعائمـه من تحته زلق
حتى استوينا على أشراف رابية ... عند الثريا بها الأرواح تختفق
لا يفتح الناس باباً حين نغلقه ... ولا يكون لباب دوننا غلق
الناس أرض ونحن السقف فوقهم ... نحن السماء وهم من تحتنا خلقوا
إن نحصر الرأي لا ينظر بـه أحد ... وإذ نغب عن ظهور الحي يرتفقوا
خالي يزيد أبو بشر بـه هُزمت ... جيش العكارة إذا أرداهم الحمق
والقصيدة أكثر من هذا. ويقال أن هذا البيت الآخر لعمرو بن براقة وقدمت إلى جعال جذام في حمالات كانت بينـهم وبين إخوتهم بني عدي بن الحارث بن مرة بن أدد فقال: وكم مبلغ ما جئتم تسألونني؟ قالوا: نسألك ألفي ناقة وأربعمائة، فحمل لهم بها وقال:
لقد علمت أفناء قحطان أننا ... إلينا يصير المجد في كل مجمع
وأنا قبيلٌ في عصانا صلابة ... إذا زعزعت أحلامنا لم تزعزع
ويوم جذام قد كفيت عشيرتي ... حملت بألفي ناقة وبأربع
فلم يبلغوا جهدي، ولكن حملتها ... على كاهل مني ذلول موقع
بأكلبها سلمتها ورعاتها ... وذلك من كل بمرأى ومسمع
ولو حملوني ضعفها لحملتها ... عليّ ولم أنكل ولم أتخشّع
ومن شعراء بني حرب حراب بن الورد بن الحراث وهو القائل.
ألا هل أتى القبائل من بكيل ... وأفنا حاشد خبر الخبير
بأنا قد جلونا العار منـها ... ومنـهم بالمـهندة الذكور
بقتل منّبه وبني عصاص ... وحرب جذّ أوباش العكور
بكل أغرّ حربيّ نجيد ... وأبيض صارم لون الغدير
يطايرن الأكفّ عن التراقي ... كشذّان الجراد لدى المطير
صبحناهم بأحصد مستكفّ ... كهضب القور أشرق من هجير
كأن القوم حسين تنطقوهم ... ذرى قشعان أو حيدى وعير
قشعان وحيدى وعير جبلان في غائط الجوف.
قتلنا من يحق القتل منـهم ... وأبنا بالسلاب وبالأسير
وسقنا كل مُقربة كناز ... وكوماء تع في الجرير
ومن حول وماخضة وعوذ ... حوانٍ نحو أسقبهن حور
إذا انبعثت تبادر قادماها ... بشحّاب تخور بـه درور
فلما أن بلغنا حيث شئنا ... وكنا بين أهبة والوتير
ضربنا السهم في خرد حسان ... ومال من بعولتها كثير
وجانبنا خصائص من رجال ... ونصّبنا المراجل للقدور
وبيّعنا غواليها برخص ... وأرسلنا الجزارة في الوفور
انقضت أنساب نـهم، وانقضى بانقضائها نسب همدان وتصرم بـه كتاب الإكليل من أخبرا اليمن وأنساب حمير.
والحمد الله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وسلامـه.




[غول مازن]

نویسنده و منبع |



تمامی مطالب این سایت به صورت اتوماتیک توسط موتورهای جستجو و یا جستجو مستقیم بازدیدکنندگان جمع آوری شده است
هیچ مطلبی توسط این سایت مورد تایید نیست.
در صورت وجود مطلب غیرمجاز، جهت حذف به ایمیل زیر پیام ارسال نمایید
i.video.ir@gmail.com