بسم الله الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ على كل شيء حفيظ على كل شيء مقتدر على كل شيء حسيب على كل شيء رقيب الحي الذي لا يموت هُوَ اللَّهُ رب العالمين ربك ذو فضل على الناس الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ سميع الدعاء الولي الحميد الوهاب الواحد القهارالعلي العظيم أرحم الراحمين خير المنزلين خير الوارثين خير الفاصلين خير الحاكمين خير الغافرين خير الفاتحين خير الماكرين خير الناصرين خير الرازقين خير حافظا ربكم الحق خير ثواب وخير عقبا الحق المبين غفور شكور الله أحد الله الصمد رب الفلق عفوا قديرا الرزاق ذو القوة المتين عزيز ذو انتقام بديع السماوات والأرض أهل التقوى وأهل المغفرة ذي المعارج رب الشعرى السميع البصير عليم بذات الصدور ربك رب العزة ربك الكريم غني حليم الملك العزيز الحكيم العزيز الرحيم رب السماوات والأرض عالم الغيب والشـهادة رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ عزيز مقتدر مليك مقتدر ربك الأعلى ربك الأكرم توابا الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المـهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الأعلى الأكرم الإله الحافظ السميع البصير الحكم اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الخلاق الشـهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد الشاكر العالم القاهر القدير القريب الحي القيوم المليك المولى الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن النصير المتعالي البر التواب الجميل العفو الرؤوف الجواد الحيي الرب الرفيق الغني السبوح السيد ذو الجلال و الإكرام الشافي الطيب المحسن المعطي المنان الوارث الوتر المحيط العدل الذي يخرج بـه كل واحد من شتات نفسه و تخرج بـه الأمم من تفرقها و يخرج بـه العالم من انقسامـه شديد المحال ذو العرش المجيد فعال لما يريد الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ....الله جل جلاله ملك الملوك تسّبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، سقه زن وإن من شيء إلا يسّبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنـه كان حليماً غفوراً هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد
فهو سبحانـه لا روح ولا جسد أحد ما مثله احد بكمال النعت منفرد ما له حد يعينـه وهو المطلوب والصمد فجميع الخلق يطلبه ثم لم يظفر بـه احد)
(الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنـها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)
((اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِۖ كَ مَثَل ِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًاۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)
(ليس للإنسان إلا ما سعى))
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ - قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ - اقَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ -وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ-فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ )
(ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)
(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83) قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )
( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور )
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمً)
( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم )
(زين للناس حب الشـهوات من النساء والبنين والقناطيرالمقنطره من الذهب والفضه والخيل المسومـه والانعام والحرث ذلك متاع الحياه الدنياوالله عنده حسن الماب)
(ولو علم الإنسان ماذا يدبر له فوق السماء لاستحى أن ييأس أو يحزن ، إن ربكم أرحم بكم من أمـهاتكم)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ)
(أيبتغون عندهم العزة فإن العزة للّه جميعاً)
(وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)
( وما خلقنا السماء والأرض وما بينـهما لاعبين )
( إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منـها بخبر أو آتيكم بشـهاب قبس لعلكم تصطلون ( 7 ) فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ( 8 ) يا موسى إنـه أنا الله العزيز الحكيم ( 9 ) وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنـها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ( 10 ) إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم ( 11 ) وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومـه إنـهم كانوا قوما فاسقين ( 12 ) فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين ( 13 ) وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين )
( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها ) أي : سقه زن فلما أتاها رأى منظرا هائلا عظيما ، حيث انتهى إليها ، والنار تضطرم في شجرة خضراء ، لا تزداد النار إلا توقدا ، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة ، ثم رفع رأسه فإذا نورها متصل بعنان السماء .
قال ابن عباس وغيره : لم تكن نارا ، إنما كانت نورا يتوهج .
)
( " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ")
(لا يكلف الله نفسا الا وسعها)
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
(وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . سقه زن )
( ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . سقه زن إنـهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم بـه لعلكم تتقون )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى)
(إن الإنسان لربه لكنود ( 6 ) وإنـه على ذلك لشـهيد ( 7 ) وإنـه لحب الخير لشديد)
((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا))
((فأينما تولوا فثم وجه الله)
(إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا سآتيكم منـها بخبر أو آتيكم بشـهاب قبس لعلكم تصطلون ( 7 ) فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين ( 8 ) يا موسى إنـه أنا الله العزيز الحكيم ( 9 ) وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنـها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون ( 10 ) إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم ( 11 ) وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومـه إنـهم كانوا قوما فاسقين ( 12 ) فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين ( 13 ) وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين )
( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
({وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ})
((كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة))
(وَاتّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
(" قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ")
****************************************************************************************************************
(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل النـهار ، وعمل النـهار قبل الليل . زاد المسعودي : " وحجابه النور - أو النار - لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره)
(قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منـهما قذفته في النار )
( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي)
(قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه )
( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنـهار)
(صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم)
(استفت قلبك وإن أفتاك الناس)
(يقول النبي محمد - صلى الله عليه و سلم |
خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منـهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة))[رواه أبو داود والنسائي ])
(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
************************************************************************************
****************************
مصطفي محمود
((كل ما هو مطلق لا يمكن أن يقال)
مصطفي محمود
((ما "دنيانا" إلا عطش بلا ارتواء،، وجوع بلا شبع،، وتعب بلا راحة،، وحطب يأكل نفسه،، وهى بدون ''إيمان" خواء وخراب وظلمة وتيه وسعى فى لا شئ)
(من السم صنع الترياق)
(المشقات تربي الجلد)
(الحياة بِشُرُورِها صفحة في كتاب ..
يتلوها صفحات وصفحات ..
والهجرة إلى الله مستمرة ..
فلا يصِح أن نَحْكُم على كتاب من قراءة صفحة واحدة )
((على خطايانا يجب أن نبكي حقًا وليس على أي هجر، أو أي فراق، أو أي مرض، أو أي موتٍ، وذلك حال الذين قدروا الله حق قدرهِ.)
(كل سطر في ملحمة الوجود له معنى)
(لست تافها عند ربك ولا هين الشأن، فقد نفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته، وسخر لك أكوأنـه كلها، و أعطاك التسرمد و الخلود، ومنحك الحرية، إن شئت كنت ربانيا وإن شئت كنت شيطانيا، فأين هوان الشأن فى هذا كله.)
(طوق النجاة هو العلم والإيمان ومكارم الأخلاق)
(أفضل ما تهبه في حياتك: العفو عن عدوك والصبر علي خصمك والإخلاص لصديقك والقدوة الحسنة لطفلك والإحسان لوالديك والاحترام لنفسك والمحبة لجميع الناس)
(جرب ألا تشمت ولا تكره ولا تحقد ولا تحسد ولا تيأس ولا تتشاءم، وسوف تلمس بنفسك النتيجة المذهلة ..
سوف ترى أنك يمكن أن تشفى من أمراضك بالفعل .)
(من السهل أن تنتصر الغريزة وتسود الشـهوة .. ولكن من الصعب أن يسود العقل ..
فالإنسان لا يولد إلا لحظة يسود عقله تصرفاته ..
من تلك اللحظة فقط يبدأ تاريخه وعمره الحقيقي .
د. مصطفى محمود رحمـه الله )
(ربنا ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك ولا تطاولاً مني على أمرك ..
وإنما ضعفاً وقصوراً حينما غلبني ترابي وغلبتني طينتي وغشيتني ظلمتي ..)
(يارب سألتك باسمك الرحيم أن تنقذني من عيني فلا تريني الأشياء إلا بعينك أنت .)
(الحكيم هو من أدرك أن كل ما يُصيبُه داخل في المشيئة الإلهية ومعلوم لها ، فأراح نفسه من البكاء على ما فات .. و القلق على ما هو آت
دكتور مصطفى محمود)
وكلما أمسكت بحالة من حالاتي و قلت هذا هو أنا، ما تلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي و تحل محلها حالة أخرى، هي أنا، أيضاً
#مصطفى_محمود
(الكلمة أمانة .. والكلمة مسئولية .. والكلمة هي الشرف الذي تبقى لنا ..
وهي أضعف الإيمان حينما نبلغ نـهاية الممكن ولا نملك أي وسيلة للفعل والتغيير ..
يقول ربنا سبحانـه وتعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } )
(إن أسوأ ورطة نقع فيها هي أن يستحوذ علينا أي شيء جداً )
(رب إن ذنوبي وإن كثرت فإنـها لن تضرك، وطاعتي وإن كثرت فإنـها لن تنفعك، فأنت الغني عن العالمين، رب مـهما عظمت ذنوبي فإن عفوك أعظم ومـهما كبرت آثامي فإن إحسانك أكبر.)
((أن الآخرة هى الميزان الذى تعتدل بـه الدنيا فلا يمكن الموت نـهاية كل شئ ، فلابد من بعث وحساب ليكون لكل شئ معنى وللدنيا غاية وللميزان اعتدال)
( فى البدء كانت الكلمة والكلمة مصدرها الإله ، إله واحد هو كل شئ كان وكل شئ كائن وكل شئ سيكون ..محال على من يفنى أن يكشف النقاب عن سر ما لا يفنى .. عرشـه فى السماء وظله على الأرض .
فوق المحسوسات ومحيط بكل شئ.
موجود بغير ولادة ..أبدى بلا موت.
ويقول الإله فى كتاب الموتى
خلقت الكائنات وأودعت فى كل منـها صفة من صفاتى
خلقت كل شئ وحدى ولم يكن بجوارى احد .
بكمتى خلقت ما أريد.
خلقت الارض وما تحتها والسموات وما فوقها والمحيطات وما فى اعماقها والجبال وما فى بطونـها .
وبردية أخرى تصف هذا الإله الواحد
.
هو فى مخلوقاته وهو يعلوا عليها جمعياً .
هو يرى ببصره كل شئ ولا تراه الأبصار ويسمع كل همسة ولا تدركه الأسماع .
وفى كتاب الموتى نقرأ هذه الصلاة :
أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وانت الباطن فليس دونك شئ .
وفى متون البرديات القديمة تبدأ القصة هكذا .
فى البدأ كان الظلام والعماء والسكون ولا شئ سوى المحيط.
ومن باطن هذا المحيط المظلم خلق الله نفسه بنفسه وخرج ليفيض النور والحركة على الوجود وكان أول ما خلق هم جنود ملائكة التكوين الثمانية خلقهم من انفاسه ليكونوا حملة عرشـه فوق الماء .. والعرش كان هو التاسوع لهؤلاء الثمانية المقدسين ( 9 رقم مقدس عند الفراعنة وكذلك 7 لأن الله خلق كل شئ فى ستة أيام ثم استوى على قمة الوجود فى اليوم السابع)
ويصف كتاب الموتى نعيم الجنة بانـه تجرى بها أربعة أنـهار .. نـهر من الماء الزلال ينبع من عين الخلود ونـهر من لبن مقدس يتساقط من ثدى نوت ..ونـهر من خمر ذهبى يسيل من آشعة الشمس ، ونـهر من عسل مصفى ينحدر من حدائق الجنة .
وسماء الجنة صافية تعكس ألوان الطيف وأرضها خصبة مزدهرة وأشجارها دانية القطوف والثمار وحصاها من الأحجار الكريمة .
مثل هذا التراث الدينى القديم منذ اثنتى عشر ألف سنة لا يمكن أن يأتى من فراغ . )
(ومن طرائف ما جاء فى إحدى البرديات عن الرقم 9 أنـه إذا ضرب فى الأرقام 987654321 مجتمعة ( وهى ترمز للملائكة الثمانية وتاسوع العرش الذى يحملونـه ) لجاءت النتيجة 01 11 11 11 11 وهى صورة رقمية للملائكة الثمانية والإله الواحد الذى يحملون عرشـهوفى هذه البرديات أن الانسان الذى خلقه الله على صورته له هو الآخر تاسوع ، فالروح يكون لها استواءعرشى فى الشـهر السابع من حياة الجنين تحمـها عناصر الحياة الثمانية فى الإنسان وهى القلب والقرين والعقل والظل والطاقة والجسم الأثيرى والجسم المادى والاسم. . )
(ولهذا كان اخناتون على حق وكان عبقرياً حينما قال فى مقدمته عن رسالة العقيدة :
هذه رسالة الإله كما أرادها الإله . فالله يريد أن يخاطب الناس بنفسه بدون وساطة من أحد وبدون كهنوت . كما يقول نبينا عليه الصلاة والسلام : استفت قلبك
الحلال بين والحرام بين .
وكما نقول نحن .. صوت الفطرة .. وصوت الضمير فما أكثر ما فعل الكهنوت بالناس من مفاسد ، وما اكثر ما اضلتهم الأيديولوجيات ، ولو أنـهم انصتوا إلى صوت الفطرة فى داخلهم ، ولو انـهم استمعوا إلى صوت الضمير ..ذلك السفير الإلهى الذى لا يخطئ ..لما ضلوا ولما أضلوا .
ويستمر النشيد الإخناتونى البديع فى تلك النبرة التوحيدية الصافية .
ونعود فنقرأ هذا النشيد فى مزامير داود .. وأحياناً نصادف نفس الألفاظ ونفس العبارات .. ونفس المعانى .
ولا غرابة.
فقد أخذ الكل من نبع واحد .
من الله الواحد الذى خلق الكون وحده ولم يشرك معه أحدا.
الله الذى يبصر كل شئ ولا تراه الأبصار ، ويسمع كل شئ ولا تدركه الأسماع ، لأنـه الواحد الذى ليس كمثله شئ .)
((لا تلوموا القدر و لا تحتجوا علي السماء و لا تقولوا ظلمنا ربنا بهذه الكوارث .. بل قولوا ربنا ظلمنا أنفسنا .. و لينظر كل منا ماذا يفعل في دولة نفسه و إلى أي جانب من رغباته ينحاز !
إلى لذاته العاجلة و إلي منفعته الذاتية .. أم إلى نجدة المحروم ونصرة الضعيف ..
إلى الأصنام المادية يتوجه .. أم إلى القيم .. أم إلى رب القيم !؟
ثم لينظر ماذا يفعل لا ماذا يقول .. وماذا يخفي لا ماذا يعلن .. وحينئذ سيعرف الجواب على سؤاله "لماذا كل هذه الكوارث .. !؟ )
(في كل لحظة منذ ميلاد الإنسان حتى موته.. منذ يقظته في أول ساعات الصباح حتى ه في الفراش لينام.. و هو يتعرض لامتحان تلو امتحان.
كل لحظة تطرح على الإنسان موقفا و تتطلب منـه اختيارا بين بديلات.
و هو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه و عن مرتبته و منزلته دون أن يدري.
ه تناديه ليشبعها.
قد تكون شـهوة إلى طعام، أو شـهوة إلى إمرأة، أو شـهوة إلى سلطة، أو شـهوة إلى جاه.
و إشباع أي شـهوة يستدعي تأجيل الأخرى، و تكشف النفس عن منزلتها بما تفضله، و بما تعجل إليه من شـهوات من أدنى السلم حيث الإنسان هو الحيوان الذي لا يشغله سوى شـهوة بطنـه أو عضوه الي، إلى الطاغية الجبار الذي لا شاغل له سوى شـهوة التسلط على الآخرين و سحقهم و استغلالهم.. يكشف لك اختيارك عن نوعك و منزلتك و رتبتك.
و يقول لك سلوكك.. من أنت.. بين هؤلاء الشـهوانيين.. و أي نوع من الحيوان أنت.. فإذا رفضت هذه الشـهوات جميعها و استجبت لنداء المنطق و الاعتدال.. فأنت من أهل النظر و العقل و أنت إنسان و لست حيواناً.
و لكن الإنسانية أيضا درجات و العقل درجات.
و أدنى درجات العقل هو العقل المادي البحت الذي لا يعترف إلا بالواقع المحدود الذي يراه و يعيشـه، و ينكر تماما ما وراء هذا الواقع الملموس المحسوس.
و يكاد يكون هذا العقل عضوا ملحقا بالحيوان الذي حكينا عنـه يعمل في خدمة شـهواته، و ذلك بالتماس المبررات و اصطناع المنطق و الذرائع لاقتناص اللذات.
فإن احتكمت في سلوكك لهذا العقل فأنت مجرد حيوان متطور تستخدم طلقة المسدس بدلا من المخالب، و تتآمر بالعقول الإلكترونية بدلا من الانطلاق وراء غضب عشوائي غير محسوب.
و لكن النتيجة مازالت واحدة.. إنك مجرم.. و حياتك هي مخطط إجرامي.. مـهما بدت في ظاهرها مـهذبة معقولة و منطقية.
إنـها أدنى درجات العقل و أخس منزلة من منازل العقلاء.
فإن ارتقيت درجة فأنت تستشعر بشيء وراء الواقع.
و لكن هذا الاستشعار لا يزيد عن شبهة و ظن.
و لكن هذه الشبهة و هذا الظن يؤديان بك إلى أن تكون أقل مادية، و أقل ظلما و أقل صلفا و أقل غرورا، و أقل اقتناعا بالمنطق المقفل و بالواقع الغليظ المحدود.
و بين حين و آخر سوف تظهر عليك بدوات و سوانح تضحية وكرم.
و سوف تعطيك لمسة الغيب بعض المواقف الشاعرية.
و سوف تتأرجح بين هذه المنازل على حسب ما في نفسك من خير.. و ما في عقلك من نور.
فإذا ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحي للغيب و الإحساس بما وراء الواقع سوف يغلبان على عقلك المسجون في زنزانة الماديات، و سوف تنفتح لك نوافذ من البصيرة و الحكمة تضيء الظلمة التي تزيد عليك من غواشي الحس، و سوف يبدو كرم الخلق كأنـه طبعك.
و لكن استشعار الغيب لم يرتفع بعد ليصبح يقينا.. و إنما هو مجرد ترجيح.
فإذا حدثك أحد عن وجود الله فأنت تميل إلى تصديقه.. و لكن ليس لدرجة أن تصلي و تصوم و تدين بالعبادة.
و غاية ما تبلغ إليه من حال.. أن تعتقد أن هناك قوة ما وراء الأشياء.. و أنك تخشى هذه القوة.
و لكن ما عدا ذلك غير واضح، و اهتمامك بالدنيا يغطي على هذا الإحساس.. و أنت تمضي في حياتك تحاول أن تحقق أقصى النفع و لكنك تتحرى ألا تؤذي أحدا.
فإن ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحي يتضح أكثر و غواشي الحس تنحسر عنك أكثر و أكثر، و يخالجك اليقين بأنك لست وحدك.. و بأنك لم تكن قط وحدك.. و إنما كان الله دائما معك و أنت تسمي هذه القوة لأول مرة باسمـها الديني.. الله.. و تصفها بما وصفتها بـه الكتب السماوية من أسماء حسنى.. و تسند إليها العناية و الخلق و الوحي.
و تتفاوت المراقي في هذه الرتبة الشريفة من المؤمن العادي الذي يصلي و يصوم و يتحرى الخير، و لكن نفسه تغالبه إلى السقوط في الدنيا بين حين و آخر.. إلى المؤمن صاحب الإيمان الرفيع الذي يعيش في شـهود و حضور و امتثال للذات الإلهية على الدوام فيعبد الله كأنـه يراه.
و منزلتك في كل درجة من هذه الحالات يشـهد عليها سلوكك.. فإذا كنت من أهل هذا الإيمان الرفيع فلابد أن تكون من أهل الإحسان.. تتقن كل عمل يوكل إليك دون نظر إلى مكافأة.. و تعامل أعداءك بالتسامح و النصح، و تجاهد الباطل بيدك و قلبك و لسانك و لا تخشى في الحق لومة لائم، و تزجر شـهواتك و هي مازالت همسا في الخاطر و قبل أن تنمو إلى دوافع و أعمال.
و لا حقيقة لحال إلا إذا شـهد عليه عمل، و لهذا يقلبك الله بين المواقف بين لحظة و أخرى من لحظة تصحو إلى لحظة تنام، و كل لحظة تضعك في موقف.
و كل موقف يتطلب منك اختيارا بين بديلات، و لا يعفيك من الامتحان ألا تختار.. لأن عدم الاختيار هو في ذاته نوع من الاختيار.. و معناه أنك ارتضيت لنفسك ما اختارته لك الظروف أو ما اختاره أبوك، أو ما اختارته شلة أصحابك الذين أسلمت نفسك لهم.
و معنى هذا أن الحياة تعريك في كل لحظة، و تكشف حقيقتك و تنزع عنك قشرتك لتخرج مكنونك و مكتومك.
و المكر الإلهي هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة.. و كل مشكلة تتطلب حلا.. و كل حل يتطلب اختيارا.. و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مـهما حاولت الاستخفاء.
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم.. بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة.. و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية.. و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم.. لأنك مدع.. و كل منا مدع..
كل منا يتصور أنـه رجل طيب و أنـه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنـهم مصلحون.
كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنـه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم.. و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى.
و لهذا خلق الله الدنيا.
خلقها لتنكشف الحقائق على ما هي عليه.. و يعرف كل واحد نفسه و يعرف مقدار خيره و شره.. ثم ليعرف الأبرار خالقهم و ربهم، و ليذوقوا رحمته قبل لقائه.
ثم خلق الآخرة لتنكشف فيها حقائق الربوبية، و عالم الملكوت و الجبروت و الغيب.
و الله لا يخلق أي شيء إلا بالحق و للحق، لأنـه سبحانـه هو الحق.
(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ (85) )) [ الحجر ]
(( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) )) [ الدخان ]
(( مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) )) [ الدخان ]
(( مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ (5) )) [ يونس ]
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) )) [ النحل ]
(( مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى (8) )) [ الروم ]
(( وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (22) )) [ الجاثية ]
(( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ (3) )) [ التغابن ]
(( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]
(( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ (191) )) [ آل عمران ]
(( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) )) [ المؤمنون ]
لا عبثية و لا عبث...
و ما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس من فقر إلى غنى، إلى مرض إلى عز إلى ذل، إلى حوادث مفاجئة إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل، ليست أمورا عبثية و لا مصادفات عشوائية، إما هي ملابسات محكمة من تدبير المدبر الحكيم الذي يريد أن يفض مكنون النفوس و يخرج مكتومـها.
(( وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) )) [ البقرة ]
إننا جميعا شجعان حتى يدعو داعي الحرب، فيبدي كل واحد عذرا و يختلق كل واحد ظروفا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل.
و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها، و نحن جميعا كرماء حتى يدعو داعي البذل، فتنكمش الأيدي التي كانت ممدودة بدعوى السخاء، و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة.
و كما قال المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر و الإقدام قتّال
فالمشقة هي التي كشفت النفوس و فضحت دعاويها، و من هنا جاءت ضرورتها.
و ما كنا لنعرف صلابة الصلب لولا اختباره.
و لهذا خلق الله الدنيا ليعرف الضعيف ضعفه، و ليعرف القوي قوته، و لتفتضح الدعاوى الكاذبة، و يتم العدل باقتناع كل نفس باستحقاقها، و بعدالة مصيرها النـهائي في أعلى عليين أو أسفل سافلين.
خلق الله الدنيا ليحق الحق و يبطل الباطل.
و يصدق أيضا الكلام الذي يقول.. إن الله خلقنا ليعطينا.. فهو كلام يؤدي بنا إلى نفس المعنى.
فهل يصح عطاء إلا بمعرفة الاستحقاقات أولا ليكون العطاء حقا.
إن معرفتنا لأنفسنا أيضا مطلوبة، لتكون قناعة كل واحد بعطائه قناعة حقيقية.. و لينتفي الإعتراض.
فمعرفة النفوس لحقائقها.. و معرفة الإنسان لخالقه.. هي الحكمة من خلق الدنيا.
(( خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2) )) [ الملك ]
و ما كانت هذه المعرفة لتتم إلا بالدم و الدموع، لأن النفوس ما كانت لتبوح بأسرارها و حقائقها إلا بالدم و الدموع.
و لأن كلا منا يخفي حقيقته وراء أقنعة غليظة من الشعارات و الأكاذيب، و يسدل على وجهه حجابا من الافتعال و التمثيل و بسمات النفاق و الملاطفة و المجاملة.
فكان لابد من حادث عنيف ليخترق هذه الحجب.
و الدنيا كانت ذلك الحادث.
لقد أخرجنا الله من العدم و كان كل منا حقيقة مكنونة، و أعطى كلا منا اليد و القدم ليضر و ينفع.
فأما الذين تحروا النفع و البر و الخير فهم أهله.. و مأواهم إلى ظله يوم لا ظل إلا ظله.
و أما أهل الضرر و الأذى و الظلم فهم المبعدون عنـه و عن رحمته.. و البعد عن الله نار.. لأن كل ما سوى الله نار..
و علامة أهل الله هي عرفانـهم لربهم من قبل لقائه.. أن يعرفوه في هذه الدنيا.. و أن يشـهدوا الدنيا دالة عليه.
و كلام القرآن بأن الله خلقنا لنعبده هو كلام يشتمل على كل هذه المعاني السالفة في باطنـه.
و حينما تقول الآيات.
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
فإنـها تعني بداهة.
( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعرفون ).
لأنـه لا عبادة بلا معرفة.
و المعنى أنـه خلقنا لنعرفه، فإذا عرفناه عبدناه.. و إذا عبدناه تفاضلت عباداتنا، و تفاضل إيماننا و إنكارنا، و تفاضلت منازلنا.. و بالتالي تفاضلت استحقاقاتنا حسب ما نتعرض له من امتحانات في الدنيا.. و بالتالي تفاضل العطاء من المعطي.
و عطاء الله مبذول للكل.
(( كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) )) [ الإسراء ]
فالله خلق ليعطي.. و كلنا مستحقون للعطاء بحكم رتبة العبودية، و كل هذه المعاني باطنة في كلمة (( ليعبدون )).
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) )) [ الذاريات ]
أما الذي يقول: إن الله خلقنا لأنـه خالق و لابد للخالق أن يخلق، فقد أوجب على الله أن يخلق هذا أو يخلق ذاك..
و لا حق لأحد أن يوجب على الله شيئا.
و لا يوجد قانون يوجب على الله شيئا.
لأنـه لا توجد سلطة أو حكم خارج عن الله أصلا، و إنما الله يخلق ما يشاء.
و مشيئة الله لا تحدها قوانين.. لأنـه سبحانـه مصدر جميع القوانين.
و المشيئة مردودة إلى الله، و بالتالي ليست مسببة بحيث يمكن أن نسأل: و لماذا خلق الله هذا و لم يخلق ذاك؟
إن (( لماذا )) هنا لا مكان لها بتاتا و لا يصح أن توجه إليه سبحانـه
(( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) )) [ الأنبياء ]
و كنـه المراد لا يعلمـه أحد.
و السؤال يقال بوجه إجمال.
و مجال التأمل هو في الحكمة العامة للخلق و للدنيا.
أما السؤال تفصيلا عن خلق هذا و خلق ذاك، فهو أمر غيبي.. و هو في العمى لا يعلمـه أحد.
يقول الصوفي ابن عربي: إن الله خلق هذا و خلق ذاك لأنـهما سألاه في العدم أن يرحمـهما بإيجادهما فأوجدهما.. و أن الله لا يأتي بأحد إلى الدنيا كرها.. و إنما كل ما جاء إلى الدنيا بطلبه.
و هو كلام غيبي.
و هو كلام يستتبع أنـه كان لنا وجود في العدم.. و أن العدم غير معدوم.
و هو كلام يجرنا مرة أخرى إلى المعضلة التي أثرتها في كتابي (( الوجود و العدم )).
و لمن يريد أن يغوص وراء الأسرار أكثر أن يعود إلى الكتاب.
و حسب المؤمن الذي يريد أن يقف عند بر الأمان، و لا يلقي بنفسه في وادي العماء.. أن يقول:
آمنت بكلمات الله على مراد الله.
و ما خفى عني فالله بـه أعلم.
المصدر : كتاب (( القرآن كائن حي ))
للدكتور مصطفى محمود)
(و الحياة لذة عظيمة عند أصحاب الهمم و البصائر لأنـها قراءة هادئة ممتعة لسطور الحكمة الأزلية في كتاب الكون الذي تتعاقب صفحاته أمام العين كل يوم ..
يقول الصوفى الفقير الذي يلبس الخرقة : نـحـن في لـذة لـو عـرفــهـا الـمـلـوك لـقــاتـلـونـا عـلـيـــهـا بـالـسـيـــوف ...
و اللذة التي يروي عنـها الصوفي هى لذة شـهود الله في آيات عظمته و روائع حكمته .. هي تلك القراءة المتأنيه لشفرة الوجود و الإستبصار لخفايا الأقدار)
(
(كلما ازددت علما اشعر انني ازداد جهلا ويخيل الي احياننا ان الفرق بين اعلم عالم واجهل جاهل فرق لا يكاد يذكر) اينشتاين
((ما "دنيانا" إلا عطش بلا ارتواء،، وجوع بلا شبع،، وتعب بلا راحة،، وحطب يأكل نفسه،، وهى بدون ''إيمان" خواء وخراب وظلمة وتيه وسعى فى لا شئ)
(الخوف ... والشك ... والتردد ... والكبرياء ... والكرامة ... وعزة النفس
كل هذة القيود التى نرسف فيها من الداخل تعوقنا وتقف في سبيلنا .. وتنتهى بنا الى التوقف والشلل .. وإلى حالة تشبة الإمساك .. لانمارس فيها عملا ولا نستمتع برغبة ، وتكون النتيجة أن نقف مكتوفين نتفرج على عمرنا الذى يضيــع ..
وننظر بعداء إلى كل لحظة تمضى .. نريد أن نقتلها ..
إن اللحظات تصبح عبئاً .. والحياة تصبح كابوساً .. والقلب يصبح جثة يفوح منـها الملل والسأم والضجر .. والصيحة الوحيدة التى تبقي لنا هى الخلاص .. والخلاص من نفوسنا ..
إن القلق حالة من التوتر تنتابنا حينما ننقسم في داخلنا ونشـهد رغباتنا وهى تقتتل وتتصارع )
(الله لم يأمر بالشر ولكن سمح بـه لحكمـه ان نكون احرار نخطأ ونصيب لانـه لو كان لابد ان نكون جميعا علي صواب لكنا فضلاء قهرا وبالتالي لا يكون لنا يد في هذه الفضيله لكي يكون للانسان فضل في صوابه اذا اصاب وانما البديل الاخر ان نكون مسوقين الي عمل الخير كرها وبلا اراده ولكن الله اراد ان يكرمنا تكريم ان الانسان يكون له الحريه )
(قصة الخلق
(ما جاء في هذا الفصل هو محاولة تخضع لقاعدة الاجتهاد في احتمال الخطأ و الصواب.. و الله الموفق) مصطفى محمود
مبدأ الخليقة و كيف كان؟.. و ميلاد الأرض و القمر و الشمس و النجوم و كيف حدث؟.. و كيف خطا على الأرض أول إنسان؟.. و من أين جاء؟..
كل هذه أمور خاضت فيها العلوم و كان لها في شأنـها نظريات و شواهد و براهين.
علوم البيولوجيا و الإنثروبولوجيا و الفلك و الكيمياء العضوية و الجيولوجيا و التطور الذي أصبح الآن علما قائما بذاته.. و علم الأجنة.. و علم التشريح.. مجلدات و مجلدات..
و كلام كثير لا يمكن أن نكون بمعزل عنـه و نحن نقرأ ما يقوله القرآن عن قصة الخلق.. فما قام الدين أبدا منعزلا عن الحياة و لا قام ليعادي العلم بل إنـه قام ليقدم لنا منتهى العلم.. و ليقودنا إلى اليقين في مقابل الشك و الاحتمال و الترجيح.. جاء ليقول كلمة أخيرة.. فلا يمكن أن نخوض فيه دون أن نخوض في كل شيء.. و دون أن نثير القضية كاملة برمتها علما و دينا و فلسفة و سياسة.
و هذا يردني إلى كتابين كتبتهما و قدمت فيهما الإشكال جملة و تفصيلا هما.. ( لغز الموت).. و (لغز الحياة)، و لا يمكن أن أعود فأكرر ما قلته فيهما.. و لذا سأكتفي بسطور أعود فأثيرها حتى لا يضيع منا السياق و حتى أربط معي القارئ في الفكرة الكلية.
أعود إلى الحياة.. و إلى مبدئها و ألتقط ( داروين).. أبا التطور ليروي لنا رؤيته عن مسيرة الحياة، و لا أتفق مع القائلين إن كل ما قاله ( داروين) خطأ، كما لا أقول أيضا إن كل ما رآه صواب.. و إنما هي مناسبة لإعادة النظر و التفكير.
•••
و في رحلة حول العالم في الباخرة(( بيجل )) مضى ( داروين) يجمع العينات من البر و البحر و من تحت الماء و من فوق الماء و يدرس و يتأمل و يدون و يجمع ملاحظاته عن الأحياء في كافة أرجاء الأرض.
و لاحظ ( داروين) عدة ملاحظات:
* إن الحياة تتلون و تتكيف و تغير من تكوينـها لتتلاءم مع بيئتها على الدوام.
* الإنسان في المناطق القطبية، سمين مكتنز بالدهن تماما مثل الحوت ليقي نفسه غائلة البرد.. و الدببة مغطاة بالمثل بمعاطف من الفراء. بينما هو في المناطق الاستوائية الحارة نحيل هزيل أسود، و كأنما اخترع لجلده مظلة لتقيه الشمس.
* سحالي الكهوف التي تعيش في الظلام لا وظيفة عندها للبصر، و لا للألوان.. و لهذا فهي عمياء و بلا لون.. أما سحالي البراري فحادة البصر و ملونة.
* أفواه الحيوانات اختلفت و تباينت حسب وظائفها: فم مزود بأسنان خنجرية تقطع و تمزق مثل النمر، و فم مزود بمنقار يلتقط مثل الطير، و فم مزود بخطاف يتشبث كما في دودة ( الانكلستوما) التي تمسك بجدار الأمعاء.. و فم مزود بخرطوم يمص كما في الذبابة.. و فم مزود بإبرة تحقن كما في البعوضة.. و فم مزود بمناشير و طواحين تطحن و تقرض كما في الحشرات القارضة.
هل الحكاية أن الحيوانات أصلها واحد، ثم تطور هذا الأصل و تباين و اختلف إلى هذه الفصائل المتباينة بسبب تباين الظروف و البيئات؟!.. الحيوانات التي دبت عل الأرض طورت لنفسها أرجلا.. و التي نزلت إلى البحر تحورت فيها الأرجل إلى زعانف، و التي طارت في الجو تحورت فيها الأطراف إلى أجنحة.
إذا كان هذا الاستنتاج صحيحا، فلا بد أن يكشف لنا تشابها في بنية الجميع.
و هذا هو ما قاله المشرط بالفعل.
ففي الثعبان الذي بلا أرجل يكشف التشريح عن أرجل ضامرة مختفية في هيكله العظمي.
و الطيور التي تبدو و كأنـها لها زوجا واحدا من الأطراف يكشف التشريح أن أجنحتها هي الزوج الثاني من الأطراف تحور ليلائم وظيفته الجديدة.
الأسماك التي تدب على الأرض و تتنفس برئات يكشف التشريح عن أن رئاتها هي نفس كيس العوم تحور ليلائم وظيفة التنفس الجديدة.
زعانف السمك الأربع هي نفس الأطراف الأربعة متحورة إلى ما يشبه المجاديف.
عدد أصابع اليد و القدم فينا خمس و في القرود خمس و في الفئران خمس و في السحالي خمس، حتى الوطاويط لها خمس أصابع ضامرة.
القلب و الدورة الدموية تسير على خطة واحدة في الحوت كما في الفأر، كما في القرد، كما في الإنسان، كما في الوطواط. نفس الشرايين لها نظائرها في كل نوع، و القلب هو دائما نفس القلب بغرفه الأربع.
و الجهاز العصبي الذي يتألف من مخ و حبل شوكي و أعصاب حس، و أعصاب حركة، هو نفس الجهاز العصبي في الكل.
و الجهاز العضلي بعضلاته و الهيكل العظمي بعظامـه عظمة عظمة.. كل عظمة لها نظيرها مع اختلافات طفيفة في الشكل لتلائم الوظيفة في كل حيوان.
و الجهاز الي نفس الخصية و المبيض و قنوات الخصية و المبيض و الرحم في كل حيوان.
و فترة الحمل عندنا تسعة أشـهر، و في القرود العليا تسعة أشـهر و في الحيتان تسعة أشـهر.. حتى فترة الرضاعة في الجميع سنتان.
ثم خبطة أخرى: يكشف التشريح في الهيكل العظمي للإنسان نفس فقرات الذيل التي في القرود، و قد تدامجت و التحمت لانعدام وظائفها.. حتى عضلات الذيل قد تحورت إلى قاع متين للحوض.
و فقرات الرقبة في الإنسان عددها سبع و في الزرافة برغم طول رقبتها أيضا سبع و في القنفذ سبع رغم قصر رقبته.
و خبطة ثالثة: يمر الجنين في رحم أمـه و هو يتخلق على مراحل.. في مرحلة يكون أشبه بسمكة و تكون له خياشيم.. و في مرحلة أخرى ينمو له ذيل ثم يضمر.. و في مرحلة ثالثة يتغطى بالشعر تماما كالقرود ثم يبدأ الشعر ينحسر عن جسمـه تاركا مساحة صغيرة عند الرأس.
لقد فضح الجنين القصة.. و كشف لنا مبدأ الخليقة و مراحل تطورها.
و المشرط و هو يعبث خلف الأذن البشرية يكتشف شيئا آخر. فها هي ذي نفس عضلات الأذن التي كانت تحرك آذان الحمير و قد تليفت و ضمرت حينما لم تعد لها وظيفة و حينما اتخذت آذننا أشكالا تغنيها عن الحركة.
ثم ها هي ذي الحفريات تكشف عن جماجم بشرية ذات شكل قردي في ( الترنسفال) و ( بكين) و ( جاوة) و ( نياندرتال)، و بعض هذه الجماجم وجدت في كهوف عثر بها على بقايا خشب متفحم في مواقد تدل على أن أصحاب هذه الجماجم قد اكتشفوا النار و استخدموها منذ ملايين السنيين.
لم يبق إلا أن يكتب ( داروين) نظريته في أصل الأنواع.
بل إن النظرية لتكتب نفسها فتقول: إن الأنواع انحدرت كلها من أصل واحد تباين و اختلف إلى شجرة من الفصائل و الأنواع نتيجة تباين الظروف و البيئات.
و لم يقل ( داروين) إن الإنسان انحدر من القرد و لم يقل إن الجنس البشري من سلالة شمبانزي أو نسناس و إنما هي نكتة روجتها الصحف و انتشرت كنوع من الكاريكاتير الخفيف الدم ( للداروينية).
و لكن النظرية في أصلها المكتوب لا تقول إن أيا من الأجناس الموجودة خرج من الآخر.. و إنما كل جنس هو بذاته نـهاية فرع مستقل من الشجرة.. لم يخرج فرع من فرع – لم يخرج فرع الإنسان من فرع القرود – و إنما خرج كل منـهما على حدة من الشجرة الأم و هما يرتدان في الأصول إلى منبع واحد هو الخلية الأولى التي تنوعت بها البيئات فتفرعت شجرتها إلى ما نرى حولنا من تصانيف.. و لكن لم يخرج صنف من صنف.. فكل صنف هو ذروة نوعه و هو مستقل بتكوينـه لا يلد إلا مثله.
و وقف ( داروين) أمام ظاهرة الترقي مفكرا متأملا.
إن كلامـه عن التكيف و التلاؤم بين المخلوق و بيئته لا يفسر إلا التباين الخلقي و الوظيفي بين المخلوقات و لكنـه لا يفسر ارتقاءها من الأدنى إلى الأعلى.
و ابتكر ( داروين) لنفسه تفسيرا.. فقال إن الترقي حدث بحوافز داخلية مادية بحتة و بدون يد هادية من خارج.
مجرد صراع البقاء كان الغربال.
كان التزاوج يلقي بتصانيف و تواليف.. التواليف التي خرجت إلى الحياة بأرجل مبططة كانت أصلح للعوم و استطاعت أن تستمر في الحياة المائية، و الحيوانات المائية الأخرى التي حافظت على التصنيف القديم للأرجل البرية ماتت.
و هكذا عاش الأصلح و مات الأقل صلاحية.. و حدث الترقي الذي نراه تلقائيا بمجرد الحوافز الحياتية المادية.
و قامت الزوبعة على ( داروين).
و مضت سنون و سنون من التمحيص و إعادة النظر.. و عاش من نظرية ( داروين) بعضها و مات بعضها.
حكاية أن الأنواع انحدرت من أصل واحد و أنـها تباينت إلى شجرة من الفصائل و الأنواع نتيجة تباين الظروف و البيئات كانت احتمالا مرجحا أقرب إلى الصحة تقوم عليه الشواهد. فالوشيجة العائلية تربط كل الخلائق بالفعل.. و التشريح يقول إنـها ترتبط بعضها ببعض بصلة رحم و قربى.
أما حكاية أن الترقي حدث بالحوافز الحياتية وحدها و بدون يد هادية فلم تعد مقنعة.. و سقطت من غربال الفكر المدقق المحقق.
فلماذا يخرج من شجرة الحمار شيء كالحصان مع أن الحمار أكثر جلدا و احتمالا.. و بأي حوافز يتطور من عائلة الوعل شيء كالغزال و هو أرهف و أضعف و أقل جلدا من الوعل.. و بالمثل الفراش الملون الرقيق أبطأ و أضعف و أقل قدرة من الزنبور الطنان الغليظ الشكل.. و ال و اليمام و الطواويس و العصافير الملونة أكثر رهافة و تهافتا من الصقور و الحدادى و النسور.
و نشوء هذه الأنواع لا يمكن أن يفسره قانون بقاء الأصلح، و إنما قانون آخر هو بقاء الأجمل.
أجمل في عين من؟
يقول المعلق الخبيث.. أجمل في عين بعضها بعضا.. الذكر فيها يختار الأنثى الأجمل.. إنـه انتقاء جنسي.. إننا مازلنا أمام الحوافز الحياتية المادية.
و هو قول مردود عليه.
فلماذا يختار الذكر الأنثى الأجمل؟ إن القضية مازالت تطرح نفسها.. إن الجناح المنقوش ليس أصلح للطيران من الجناح السادة.
لا توجد مصلحة حياتية هنا.. و إنما هنا قيمة جمالية عليا تفرض نفسها على جميع الحوافز.. هنا عقل الفنان المبدع الذي يجمل مخلوقاته.. نلمس آثاره في ورق الشجر و ألوان الزهر و أجنحة الفراش و ريش الطواويس.
كما نقف مذهولين أمام بعض الأشجار الصحراوية إذ نجد أن الطبيعة خصتها ببذور مجنحة لتطير محلقة تقطع أميال الصحاري الجرد لتجد فرصها القليلة في الماء.. أو نتأمل بيض البعوض فنكتشف أنـه يملك أكياسا هوائية للطفو، ليعوم في الماء و لا يغرق..
كل هذا لا يفسره إلا عقل كلي يفكر و يهندس لمخلوقاته فلا أشجار الصحاري تعقل لتزود بذورها بأجنحة و لا البعوض يعرف قوانين ( أرشميدس) في الطفو ليزود بيضه بوسيلة للعوم.
هذه أمور تعجز أمامـها نظرية ( داروين) تماما و لا يفسرها إلا وجود خالق عليم قدير يهندس الوجود و يص و ينشئه إنشاء، و ما يجري أمامنا ليس تطورا، بل تطويرا مرادا مدبرا و متعمدا من يد خالقة مبدعة هي التي تقوم بالتعديل و التحسين.
و لنشرح هذا الكلام أكثر سوف نتصور حكاية خيالية افتراضية.. سوف نتصور أننا نعاني نقصا خاصا في حاسة البصر.. و هو نقص يجعلنا نرى الآلات المختلفة دون أن نرى صانعها.. و هكذا سوف نرى عربة اليد و عربة ( الكارو) و العربة ( الحنطور) و السيارة و القطار و ( الديزل) دون أن نرى الإنسان.. و سوف نقول إن هذه أشياء تطورت بعضها من بعض على سلسلة من المراحل. و سوف ندلل على ذلك بما بينـها من تشابه تشريحي. فكل هذه الكائنات تتشابه في أنـها من مادة الحديد و الخشب و الجلد و تتركب من جسم و عجلات.. و بين السيارة و ( الديزل) و القطار سوف نرى أن هناك ( موتورا) يتألف من (سلندر وبستم)، مرة يشتغل بالبنزين و مرة بالبخار و مرة بزيت البترول.
و لأننا لا نرى الصانع الذي صنعها جميعا فسنقول إنـها تطورت بعوامل داخلية فيها.. نتيجة صراعها مع البيئة و بقاء الأصلح بعد معارك البقاء الطويلة.
و سوف ننكر العامل الخارجي لأننا لا نراه.
فنحن نرى أنـها تتحرك بمحرك داخلي فيها.
و هذا هو الخطأ الذي وقع فيه ( داروين) في نظريته عن النشوء و الارتقاء حينما قال إن عوامل التطور هي عوامل داخلية و إن الحياة تتقدم بحوافز باطنية دون يد هادية ترشدها.. تتقدم بفعل الآليات المادية داخلها.. لمجرد أنـه لا يرى يد الصانع الخالق المبدع و هي تبدع و تخلق.
نحن إذن أمام نظرية اكتشفت الوشائج العائلية بين أسرة الأحياء من نبات و حيوان و إنسان، و لكنـها لم تستطع أن تفسر لنا كيف حدث الترقي بينـها.
فإذا انتقلنا إلى كلام العلم عن مبدأ الحياة.. فنحن أمام إجماع بأن الحياة بدأت من الماء.. من ماء المستنقعات الذي تختمر فيه المادة و تتحلل و تتركب بقوة غير معروفة إلى الشكل الأول للحياة.. ( البروتوبلازم).. لا أحد يعرف كيف نشأ من الماء و التراب.
فإذا جئنا إلى مبدأ الكون كله.. بنجومـه و شموسه و كواكبه فنحن أمام إجماع من علماء الفلك بأن كل شيء نشأ من الهواء من سحب الغاز و التراب الأولية.
تكاثفت هذه السحب من الغاز و التراب بفعل الجاذبية بين ذراتها إلى أنوية في الوسط هي الشموس و إلى تكثفات أصغر حولها هي الكواكب.
هذا مبلغنا من العلم في قضية الخلق في عرض سريع موجز.
فماذا قال القرآن حينما تعرض لهذه القضية منذ أربعة عشر قرنا من الزمان؟ و ماذا جاء على لسان ذلك النبي الأمي الذي لم يكن يعرف لا هو و لا قومـه و لا عصره معنى كلمة ( بيولوجيا) و ( جيولوجيا) و كيمياء عضوية و علم أجنة و تشريح و ( أنثروبولوجيا) ؟
مصطفي محمود
إذا لم تكن النفوس خيرة فإنـها لا تستطيع أن تعطي فهي أصلًا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه.
#مصطفى_محمود
يارب أستحلفك بضعفي وقوتك, وأقسمت عليك بعجزي واقتدارك, إلا جعلت لي مخرجًا من ظلمتي إلى نوري, ومن نوري إلى نورك, سبحانك لا إله إلا أنت
#مصطفى_محمود
(وكلما أمسكت بحالة من حالاتي و قلت هذا هو أنا، ما تلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي و تحل محلها حالة أخرى، هي أنا، أيضاً
#مصطفى_محمود
(المؤمن لا يعرف شيئا اسمـه المرض النفسي لأنـه يعيش في حالة قبول و انسجام مع كل ما يحدث له من خير و شر.. فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة في قائدها و في أنـه لا يمكن أن يخطئ لأن علمـه بلا حدود، و مـهاراته بلا حدود.. فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب.. و هو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان و هو لا يرتجف و لا يهتز إذا سقطت الطائرة في مطب هوائي أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل.. فهذه أمور كلها لها حكمة و قد حدثت بارادة القائد و علمـه و غايتها المزيد من الأمان فكل شيء يجري بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير و ليس في الإمكان أبدع مما كان.. و هو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة و بلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يتمدد في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة من تمام التوكل.
و هذا هو نفس إحساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير و يدير مجريات الحوادث و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها و الشموس في مطالعها و مغاربها.. فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النـهاية خير.
إذا مرض و لم يفلح الطب في علاجه.. قال في نفسه.. هو خير.. و اذا احترقت زراعته من الجفاف و لم تنجح وسائله في تجنب الكارثة.. فهي خير.. و سوف يعوضه الله خيرا منـها.. و اذا فشل في حبه.. قال في نفسه حب فاشل خير من زيجة فاشلة.. فاذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت.. و الوحدة خير لصاحبها من جليس السوء.. و اذا أفلست تجارته قال الحمدلله لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني و أن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة.. و اذا مات له عزيز.. قال الحمدلله.. فالله أولى بنا من أنفسنا و هو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة في أعمارنا خيرا لنا و متى تكون شرا علينا.. سبحانـه لا يسأل عما فعل.
و شعاره دائما: (و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون)
و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان و بلاء و أنـها ممر لا مقر، و أنـها ضيافة مؤقتة شرها زائل و خيرها زائل.. و أن الصابر فيها هو الكاسب و الشاكر هو الغالب.
لا مدخل لوسواس على قلبه و لا لهاجس على نفسه، لأن نفسه دائما مشغولة بذكر العظيم الرحيم الجليل و قلبه يهمس: الله.. الله.. مع كل نبضة، فلا يجد الشيطان محلا و لا موطئ قدم و لا ركنا مظلما في ذلك القلب يتسلل منـه.
و هو قلب لا تحركه النوازل و لا تزلزله الزلازل لأنـه في الصدق الذي لا تناله الأغيار.
و كل الأمراض النفسية التي يتكلم عنـها أطباء النفوس لها عنده أسماء أخرى:
الكبت اسمـه تعفف
و الحرمان رياضة
و الاحساس بالذنب تقوى
و الخوف (و هو خوف من الله وحده) عاصم من الزلل
و المعاناة طريق الحكمة
و الحزن معرفة
و الشـهوات درجات سلم يصعد عليها بقمعها و يعلو عليها بكبحها الى منازل الصفاء النفسي و القوة الروحية
و الأرق.. مدد من الله لمزيد من الذكر.. و الليلة التي لا ينام فيها نعمة تستدعي الشكر و ليست شكوى يبحث لها عن دواء منوم فقد صحا فيها الى الفجر و قام للصلاة
و الندم مناسبة حميدة للرجوع الى الحق و العودة الى الله
و الآلا م بأنواعها الجسدي منـها و النفسي هي المعونة الالهية التي يستعين بها على غواية الدنيا فيستوحش منـها و يزهد فيها
و اليأس و الحقد و الحسد أمراض نفسية لا يعرفها و لا تخطر له على بال
و الغل و الثأر و الانتقام مشاعر تخطاها بالعفو و الصفح و المغفرة
و هو لا يغضب الا لمظلوم و لا يعرف العنف الا كبحا لظالم
و المشاعر النفسية السائدة عنده هي المودة و الرحمة و الصبر و الشكر و الحلم و الرأفة و الوداعة و السماحة و القبول و الرضا
تلك هي دولة المؤمن التي لا تعرف الأمراض النفسية و لا الطب النفسي..
و الأصنام المعبودة مثل المال و الجنس و الجاه و السلطان، تحطمت و لم تعد قادرة على تفتيت المشاعر و تبديد الانتباه.. فاجتمعت النفس على ذاتها و توحدت همتها، و انقشع ضباب الرغبات و صفت الرؤية و هدأت الدوامة و ساد الاطمئنان و أصبح الانسان أملك لنفسه و أقدر على قيادها و تحول من عبد لنفسه الى حر بفضل الشعور بلا اله الا الله.. و بأنـه لا حاكم و لا مـهيمن و لا مالك للملك الا واحد، فتحرر من الخوف من كل حاكم و من أي كبير بل ان الموت أصبح في نظره تحررا و انطلاقا و لقاء سعيد بالحبيب.
اختلفت النفس و أصبحت غير قابلة للمرض.. و ارتفعت الى هذه المنزلة بالايمان و الطاعة و العبادة فأصبح اختيارها هو ما يختاره الله، و هواها ما يحبه الله.. و ذابت الأنانية و الشخصانية في تلك النفس فأصبحت أداة عاملة و يدا منفذة لارادة ربها. و هذه النفس المؤمنة لا تعرف داء الاكتئاب، فهي على العكس نفس متفائلة تؤمن بأنـه لا وجود للكرب مادام هناك رب.. و أن العدل في متناولنا مادام هناك عادل.. و أن باب الرجاء مفتوح على مصراعيه مادام المرتجى و القادر حيا لا يموت.
و النفس المؤمنة في دهشة طفولية دائمة من آيات القدرة حولها و هي في نشوة من الجمال الذي تراه في كل شيء.. و من ابداع البديع الذي ترى آثاره في العوالم من المجرات الكبرى الى الذرات الصغرى.. الى الالكترونات المتناهية في الصغر.. و كلما اتسعت مساحة العلم اتسع أمامـها مجال الادهاش و تضاعفت النشوة.. فهي لهذا لا تعرف الملل و لا تعرف البلادة أو الكآبة.
و حزن هذه النفس حزن مضيء حافل بالرجاء، و هي في ذروة الألم و المأساة لا تكف عن حسن الظن بالله.. و لا يفارقها شعورها بالأمن لأنـها تشعر بأن الله معها دائما، و أكثر ما يحزنـها نقصها و عيبها و خطيئتها.. لا نقص الآخرين و عيوبهم.. و لكن نقصها لا يقعدها عن جهاد عيوبها.. فهي في جهاد مستمر و في تسلق مستمر لشجرة خطاياها لتخرج من مخروط الظل الى النور المنتشر أعلى الشجرة لتأخذ منـه الحياة لا من الطين الكثيف أسفل السلم.
إنـها في صراع وجودي و في حرب تطهير باطنية.. و لكنـه صراع هادئ واثق لا يبدد اطمئنانـها و لا يقتلع سكينتها لأنـها تشعر بأنـها تقاتل باطلها بقوة الله و ليس بقوتها وحدها.. و الاحساس بالمعية مع الله لا يفارقها، فهي في أمن دائم رغم هذا القتال المستمر لأشباح الهزيمة و لقوى العدمية بداخلها.. فهي ليست وحدها في حربها.
ذلك هو الجهاد الأكبر الذي يشغل النفس عن التفاهات و الشكايات و الآلام الصغيرة و يحفظها من الانكفاء على ذاتها و الرثاء لنفسها و الاحتفاء بمواهبها.. فهي مشغولة عن نفسها بتجاوز نفسها و تخطي نفسها و العلو على ذاتها.. فهي في رحلة خروج مستمرة.. رحلة تخطي و صعود، و دستورها هو: (أن تقاوم أبدا ما تحب و تتحمل دائما ما تكره)
و مشاعر هذه النفس منسابة مع الكون متآلفة مع قوانينـه متوافقة مع سننـه متكيفة بسهولة مع المتغيرات حولها.. فيها سلاسة طبيعية و بساطة تلقائية.. تلتمس الصداقة مع كل شيء.. و مثالها الكامل هو النبي محمد صلى الله عليه و سلم حينما كان يحتضن جبل أحد و يقول: هذا جبل يحبنا و نحبه.. فالمحبة الشاملة هي أصل جميع مشاعرها.. انـها في صلح دائم مع الطبيعة و مع القدر و مع الله.. و الوحدة بالنسبة لهذه النفس ليست وحشة بل أنس.. و ليست خواء بل امتلاء.. و ليست فراغا بل انشغال.. و ليست صمتا.. بل حوار داخلي و استشراف نوراني.. و هي ليست وحدة بل حضن آمن.. و عذابها الوحيد هو خطيئتهاو احساسها بالبعد و الانفصال عن خالقها.. و هو عذاب يخفف منـه الايمان بأن الله عفو كريم تواب يحب عباده الأوابين المستغفرين.. و هي أقرب ما تكون الى ربها و هي ساجدة ذائبة حبا و خشوعا.. يقول بعض الأولياء الصالحين: نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف، و لكن أنى للملوك أن يعرفوها و هم غرقى الدنيا و سجناء ماديتها.
إن السبيل الى ميلاد تلك النفس و خروجها من شرنقتها الطينية هو الدين و الطاعة و المجاهدة و لا يوجد سبيل آخر لميلادها.. فالعلم لا يلد الا غرورا و الفن لا يلد الا تألها.. و الدين وحده هو المحضن الذي تتكامل فيه النفس و تبلغ غايتها.
و بين العلماء مرضى نفوس مشغولون باختراع القنابل و الغازات السامة.
و بين الفنانين متألهون غرقى اللذائذ الحسية
و الدين وحده هو سبيل النفس الى كمالها و نجاتها و شفائها
و النفس المؤمنة نفس عاملة ناشطة في خدمة اللآخرين و نجدتهم لا يقطعها تأملها عن الشارع و السوق و زحام الأرزاق.. و العمل عندها عبادة.. و العرق و الكدح علاج و دواء و شفاء من الترف و أمراض الكسل و التبطل.. حياتها رحلة أشواق و مشوار علم و رسالة خدمة.. و العمل بابها الى الصحة النفسية.. و منتهى أملها أن تظل قادرة على العمل حتى النفس الأخير و أن تموت و هي تغرس شجرة أو تبني جدارا أو توقد شمعة.. تلك النفس هي قارب نجاة، و هي في حفظ من أي مرض نفسي، و لا حاجة بها الى طب هذه الأيام، فحياتها في ذاتها وصفة سعادة..
..
من كتاب / عالم الأسرار)
(ويبدو لي أحيانا أن المسلم مطالب بأن يحمل راية الحق دون عزلة و دون خلوة .. ودون أن ينقطع في غار أو يتجرد للعبادة في مسجد .. و إنما عليه أن يمارس إيمانـه ويباشر دينـه و يحمل شريعته وهو يخوض الدنيا .. و يكافح الزحام بكتفه ..
والمشكلة هي كيف تنزل البحر دون أن تبتل ؟ وكيف تخوض في أوحال الشـهوات والمصالح والمغريات دون أن تلوثك .. ودون أن تسرقك من نفسك ؟ ..
إن الاحتفاظ بالطهارة هنا أصعب ألف مرة من الاحتفاظ بالطهارة أثناء الخلوة والتجرد والانقطاع .. لكن يبدو أن هذا هو الكلام هو المطلوب من الإنسان .. أن يعبر بحر الدنيا دون أن يبتل .. وليس أن يعتزل في صومعة على الشاطئ ..
و أعترف أنني دون هذا الكمال بكثير .... و منتهى أملي أن أحقق هذا الهدف .. و أن أخرج من الدنيا دون أن أبتل ..
إن لم أستطع فأرجو أن أجد مـهرب في كوخ أو جُب تحت الأرض ..فهذا أفضل من الخروج من الدنيا مثقلا بالأخطاء ..
وخطيئة العارف أفدح من خطيئة الجاهل .. فنطلب من الله السلامة ..
مصطفي محمود
(لماذا خلق الله الشر ؟
..
قال صاحبي ساخراً :
كيف تزعمون أن إلهكم كامل و رحمن و رحيم و كريم ورءوف و هو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض و الشيخوخة و الموت و الزلزال و البركان و الميكروب و السم و الحر و الزمـهرير و آلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد و لا الشيخ الطاعن .
إذا كان الله محبة و جمالاً و خيراً فكيف يخلق الكراهية و القبح و الشر . و المشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة و قد انقسمت حولها مدارس الفكر و اختلفت حولها الآراء .
و نحن نقول أن الله كله رحمة و كله خير و أنـه لم يأمر بالشر و لكنـه سمح بـه لحكمة .
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَ أَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29) } الأعراف – 28 .
الله لا يأمر إلا بالعدل و المحبة و الإحسان و العفو و الخير و هو لا يرضى إلا بالطيب .
فلماذا ترك الظالم يظلم و القاتل يقتل و السارق يسرق ؟
لأن الله أرادنا أحرارا .. و الحرية اقتضت الخطأ و لا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة و الخطأ و الصواب ..
و الإختيار الحر بين المعصية و الطاعة . و كان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخياراً و ذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهراً و كان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الإختيار . و في دستور الله و سنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة ..
و لهذا تركنا نخطيء و نتألم و نتعلم و هذه هي الحكمة في سماحه بالشر .
و مع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة و أن الشر هو الإستثناء .
من كتب| د. مصطفى محمود
حوار مع صديقي الملحد )
القرآن له أسلوبه المختلف عن كل الأساليب.. و هو حينما يشير إلى مسألة علمية لا يعرضها كما يعرضها ( أينشتين) بالمعادلات.. و لا كما يعرضها عالم ( بيولوجي) برواية التفاصيل التشريحية.. و إنما يقدمـها بالإشارة و الرمز و المجاز و الاستعارة و اللمحة الخاطفة و العبارة التي تومض في العقل كبرق خاطف، إنـه يلقي بكلمة قد يفوت فهمـها و تفسيرها على معاصريها.. و لكنـه يعلم أن التاريخ و المستقبل سوف يشرح هذه الكلمة و يثبتها تفصيلا.
(( سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنـه الحق)) (53 – فصلت)
و الله يقول عن كلامـه:
(( و ما يعلم تأويله إلا الله..)) (7 – آل عمران)
و يقول عن القرآن:
(( ثم إن علينا بيانـه)) (19 – القيامة)
أي أنـه سوف يشرحه و يبينـه في مستقبل الأعصر و الدهور.
فماذا قال القرآن عن قصة الخلق؟
إنـه يقول عن الله في البدء الأول:
(( ثم استوى إلى السماء و هي دخان..)) (11 – فصلت)
في البدء كان شيئا كالدخان جاء منـه الكون بنجومـه و شموسه:
(( يكور الليل على النـهار و يكور النـهار على الليل..)) (5 – الزمر)
و هي آية لا يمكن تفسيرها إلا أن نتصور أن الأرض كروية و الليل و النـهار كنصفي الكرة ينزلق الواحد منـهما على الآخر بفعل دوران هذه الكرة المستمر.. بل إن استعمال لفظ (( يكور)) هو استعمال غريب تماما.. و يفرض علينا هذالتفسير فرضا:
(( و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)) (39 – يس)
و العرجون هو فرع النخل القديم اليابس لا خضرة فيه و لا ماء و لا حياة.
(( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النـهار و كل في فلك يسبحون)) (40 - يس)
بل إنـه يصف الفضاء بأن فيه طرقا و مجاري و مسارات.
(( و السماء ذات الحبك)) (7 – الذاريات)
و الحبك هي المسارات.
و يصف الأرض بأنـها كالبيضة:
(( و الأرض بعد ذلك دحاها)) (30 – النازعات)
و دحاها أي جعلها كالدحية ( البيضة) و هو ما يوافق أحدث الآراء الفلكية عن شكل الأرض.
و يقدم فكرة الحركة الخفية من وراء السكون الظاهر:
(( و ترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب..)) (88 – النمل)
و تشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا مخلخلا، و هو ما عليه الجبل بالفعل، فما الأشكال الجامدة إلا وهم، و كل شيء يتألف من ذرات في حالة حركة.. و الأرض كلها بجبالها في حالة حركة.
و ما يقوله المفسرون القدامى من أن هذه الآية تصف ما يحدث يوم القيامة.. هو تفسير غير صحيح لأن يوم القيامة هو يوم اليقين و العيان القاطع و لا يقال في مثل هذا اليوم (( و ترى الجبال تحسبها)).. فلا موجب لشك في ذلك اليوم.
(( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا)) (105 – طه)
هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشيء قائما و هو ينسف.. فالآية إذن وصف لحال الجبال في الدنيا و لا يمكن أن تكون غير ذلك.
ثم يروي لنا القرآن بعد ذلك ما يحدث لمياه الأمطار:
(( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض..)) (21 – الزمر)
و هو بذلك يشرح دورة المياه الجوفية من السماء إلى سطح الأرض إلى جوفها إلى خزانات جوفية ثم إلى نافورات و ينابيع تعود إلى سطح الأرض من جديد.
ثم يأتي ذكر الحياة.
(( و جعلنا من الماء كل شيء حي..)) (30 – الأنبياء)
(( و الله خلق كل دابة من ماء..)) (45 – النور)
(( أكفرت بالذي خلقك من تراب..)) (37 – الكهف)
(( و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون)) (28 – الحجر)
و الحمأ المسنون هو الطين المنتن المختمر.
فهو مرة يذكر أن الحياة خلقت من الماء و مرة يذكر أنـها خلقت من تراب ثم يعود فيخصص و يقول من الطين أو على وجه الدقة الماء المنتن المختمر المختلط بالتراب.. و هو اتفاق غريب و دقيق مع اكتشافات العلم بعد ألف و أربعمائة سنة.
و في سورة الأعراف يروي بتفصيل أكثر:
(( و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين)) (11 – الأعراف)
و في هذه الآية يحدد أن خلق الإنسان تم على مراحل زمنية
((خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم..)) (11 – الأعراف)
و الزمن بالمعنى الإلهي طويل جدا:
(( و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)) (47 – الحج)
و في مكان آخر:
(( تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)) (4 – المعارج)
هذه إذن أيام الله.. و هي شيء كالآباد و الأحقاب بالنسبة لنا، فإذا قال الله خلقناكم ثم صورناكم.. ثم اكتملت الصورة بتخليق آدم فقلنا للملائكة اسجدوا لآدم.. معنى هذا أن آدم جاء عبر مراحل من التخليق و التصوير و التسوية استغرقت ملايين السنين بزماننا و أياما بزمن الله الأبدي..
(( و قد خلقكم أطوارا)) (14 – نوح)
و معناها أنـه كانت هناك قبل آدم صور و صنوف من الخلائق جاء هو ذروة لها.
(( هل أتى على الإنسان حين من الدهرلم يكن شيئا مذكورا)) (1 – الإنسان)
إشارة إلى مرحلة بائدة من الدهر لم يكن الإنسان يساوي فيها شيئا يذكر. و يقول القرآن عن الله إنـه هو:
(( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)) (50 – طه)
أي إنـه هدى مسيرة التطور حتى بلغت ذروتها في آدم.
(( و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم..)) (38 – الأنعام)
(( و الله أنبتكم من الأرض نباتا)) (17 – نوح)
ربط وثيق بين أمة الإنسان و بين أمم الدواب و الطير ثم ربط بين الإنسان و الحيوان و النبات.
(( و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين)) (12 – المؤمنون)
و هي إشارة صريحة إلى أن الإنسان لم يخلق من الطين ابتداء.. و إنما خلق من سلالات جاءت من الطين.. هناك مرحلة متوسطة بين الإنسان و الطين.. هي سلالات عديدة متلاحقة كانت تمـهيدا لظهور نوع الإنسان المتفوق.. ثم يحدثنا القرآن عن تخلق الجنين فيحكي لنا أن خلق العظام سابق على خلق العضلات:
(( فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما..)) (14 – المؤمنون)
و معلوم في علم الأجنة أن نشأة العمود الفقري سابقة على نشأة العضلات و عن هذه النشأة يقول:
(( يخلقكم في بطون أمـهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث..)) (6 – الزمر)
يكشف لنا الخلق داخل الرحم، فيصفه بأنـه يتم على أطوار.. خلق من بعد خلق.. و أنـه يجري داخل ظلمات ثلاث.. و الظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن و ظلمة الرحم و ظلمة (الغلاف الأمنيوسي).. كل غرفة منـها داخل الأخرى.. و الجنين في قلبها، و هي حقائق تشريحية.. أو هي ظلمات الأغشية الثلاثة التي يتألف منـها الجنين ذاته و هي حقيقة أخرى.
(( و أنـه خلق الزوجين الذكر و الأنثى، من نطفة إذا تمنى)) (45، 46 – النجم)
و نعرف الآن أن الحيوان المنوي الذي يمنى هو الذي يحدد جنس المولود إن كان ذكرا أو أنثى و ليس البويضة، فهو وحده الذي يحتوي على عوامل تحديد الجنس
determination factor
كيف جاء القرآن بهذه الموافقات التي اتفقت مع نتائج العلوم و البحوث و الجهود المضنية عبر مئات السنين!.. مصادفة؟!
و إذا سلمنا بمصادفة واحدة فكيف نسلم بالباقي؟
و كيف يخطر على ذهن نبي أمي مشكلات و قضايا و حقائق لا يعرفها عصره؟.. و لا تظهر إلا بعد موته بأكثر من ألف و ثلاثمائة سنة؟
و إذا أخذنا بالتفسير الغربي الملحد الذي يرى في ذلك الكلام الذي يجيء على لسان محمد صورة من نشاط عقل باطن انفتح تماما على الحقيقة المطلقة.. إذا قلنا هذا فقد اعترفنا اعترافا مـهذبا جدا و علميا بالوحي.. فما الحق المطلق سوى الله و ما الانفتاح على الله و الاتصال بـه إلا الوحي بعينـه.
و لكن القصة لم تنته.
إن القرآن يزودنا بما هو أكثر من كل ما قاله العلم.. فيطلعنا على بعض الغيب.. على ما حدث في الملكوت في الملأ الأعلى عند خلق آدم و كيف أسكنـه جنته يأكل منـها رغدا كيف يشاء إلا من شجرة واحدة عينـها له.. و كيف أسجد له الملائكة.
و يروي لنا القرآن كيف أن الملائكة سجدوا لآدم:
(( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه..)) (50 – الكهف)
و يقول إبليس في كبرياء و غرور مبررا عصيانـه للأمر الإلهي بالسجود لآدم:
(( أنا خير منـه خلقتني من نار و خلقته من طين)) (76 – ص)
إنـه لم يدرك حكمة الله في تشريف ابن الطين.. و لكن الله وحده كان يعلم أن آدم سوف يتعذب نتيجة خلقته المتصارعة من التراب و من الروح و أنـه سوف يعاني عناء هائلا و يتمزق بين رغبات جسده الهابطة و سبحات روحه و ضميره المتعالية.
(( لقد خلقنا الإنسان في كبد)) (4 – البلد)
أي في مكابدة مستمرة و صراع و عناء.
و إنـه سيبلغ بهذه المكابدة إلى مرتبة أعلى من مرتبة الجن و الملائكة، و يفوز بمواهب و لياقات أعلى من الإثنين.
و لهذا أسجد الله له الملائكة و سخرهم لخدمته و معونته.
و لكن إبليس في كبريائه و غروره و تجبره فاتته هذه الحقيقة و لم يذكر إلا أنـه خلق من نار و أن آدم خلق من طين و أنـه خلق قبل آدم.
(( و الجان خلقناه من قبل من نار السموم)) (27 – الحجر)
و نار السموم هي النار الصافية بلا دخان أو من الطاقة الخالصة ذاتها.. و هكذا رفض إبليس السجود لآدم و خرج من الحضرة الربانية رجيما مطرودا و بدلا من أن يرجع إلى الله تائبا آملا في رحمته و مغفرته.. فإنـه يئس تماما من هذه الرحمة.. و هذه هي الخطيئة الثانية.. ثم أضمر الحقد و العداء و الانتقام من آدم الذي تصور فيه سببا لطرده و هذه هي الخطيئة الثالثة.. إنـه الشيطان بعينـه الذي يحاول أن يخرج من خطيئة بخطيئة و ينحدر من هاوية إلى هاوية.
و هكذا راح يغري آدم بالأكل من الشجرة و يزينـها له و يصورها بأنـها شجرة الخلود و هو يعلم أنـها شجرة الموت.
(( و عصى آدم ربه فغوى)) (121- طه)
لقد منح الله آدم الحرية ( إذ نفخ فيه من روحه ) و خيره في أن يختار ال في طاعته فيكون شأنـه شأن النجوم في أفلاكها تجري على نواميس الله الموضوعة و تسلم نفسها لسننـه أو يكون حرا مسئولا فيحمل الأمانة.
(( إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنـها و أشفقن منـها و حملها الإنسان إنـه كان ظلوما جهولا)) ( 72 – الأحزاب)
و الإنسان لم يدرك مخاطر هذه الأمانة لجهله فظلم نفسه بحملها، و لأن الله كان يعلم مخاطر حمل هذه الأمانة.. و كان يعلم أنـها سوف تلقي بالإنسان في مـهالك الغرور.. فإنـه لطفا منـه و رحمة.. أمره بالطاعة و بالإسلام لكلمة الله بألا يأكل من الشجرة لتدوم له الجنة ( جنة الطاعة و الإسلام للناموس الإلهي).
و لكن الإنسان اختار أن يكون حرا مسئولا و أن يخرج عن الأمر الإلهي (بإغراء إبليس) فيأكل من الشجرة.. و هكذا وقع عليه التكليف و أصبح محاسبا منذ تلك اللحظة.. و حق عليه العقاب.
و كان العقاب هو الطرد و الإهباط من الجنة إلى عالم الكدح و العرق و التعب و المرض و الموت.
و كان الفرق بين خطيئة آدم و خطيئة الشيطان.. أن آدم رجع إلى الله تائبا طامعا في رحمته و أصر الشيطان على العصيان يائسا من رحمة الله.
(( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه..)) (37 – البقرة)
و أسبغ الله عليه رحمته و وعده بهداية نسله.. و أقامـه خليفة على الأرض يحكم فيها بإرادته و عقله.
(( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك..)) (30 – البقرة)
يقول الملائكة ذلك الكلام لأنـهم رأوا هذا الآدم و شاهدوا نشأته و مراحل تخليقه من أسلاف تسفك الدم و تتصارع بالمخلب و الناب و لكن الله يقول لهم:
(( إني أعلم ما لا تعلمون)) (30 – البقرة)
و هو يعلم أن ذلك الإنسان قد استحق بهذه النشأة و هذه الجبلة المتصارعة من الطين و الروح درجة أرفع من درجة الملائكة. و أنـه قد اكتسب لياقات تؤهله للخلافة.. و هو يكشف هذه الحقيقة للملائكة:
(( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبئهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات و الأرض.. (33) )) (البقرة)
ها هو ذا آدم الأرضي و قد امتلك لياقات أكبر من لياقات الملائكة، و نفهم من هذا أن الله قد جعل من هذا الآدم أول أنبيائه على الأرض.. فكلمة (( و علم آدم الأسماء كلها)) هي بداية الوحي و التنزيل و التعليم الإلهي.
و من حكاية تعليم الله الأسماء لآدم نتعرف على صفة أخرى في العقل البشري أنـه معد و مؤهل لتعلم أسماء الأشياء فقط و ليس ماهيتها و أن العلم البشري هو علم بالحدود و المقادير و العلاقات الخارجية فقط، و أنـه لا يستطيع أن يدرك كنـه شيء.. و هو أمر ثابت في الفلسفة.
و الله في القرآن (( رب )) بمعنى مرب و راع و معلم و هاد رؤوف رحيم ودود يعنى بمخلوقاته و يخلق لها الحيل و الأسباب و يوفر لها الأرزاق.
و قد وعد الله آدم بإرسال الأنبياء لهداية نسله و أولاده.
(( قلنا اهبطوا منـها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون)) (38 – البقرة)
و يشرح لنا القرآن معنى إتباع الإنسان لهدى الله.. و ذلك بأن يفطن الإنسان إلى خطئه و يعود إلى الجنة التي ضيعها أبوه.. جنة الطاعة و الإسلام للنواميس الإلهية.. و هذ هي الإنابة و الرجعة التي تتكرر في كل صفحة في القرآن.. أن يفطن الإنسان إلى أنـه لا يملك إلا ضميره ( قدس الأقداس الذي تركه الله حرا بالفعل ) فيسلمـه خالصا لله و يتجه بـه مختارا طائعا.. و قد وكل أمر نفسه إلى خالقه و خضع لنواميسه.. و بذلك يكون أفضل من الجمادات و من النجوم في مداراتها التي تسلم نفسها لسنن الله و قوانينـه قهرا و بلا اختيار.. على حين يسلم هو نفسه لربه محبة و اختيارا و طواعية.
يفعل هذا و قد أدرك أن مشيئة الله واقعة إن طوعا و إن كرها.. و أن الله هو الخالق المـهيمن على جميع الأسباب و أنـه هو الوحيد الذي يملك الهداية و العلم و القدرة.
و تعود فتطالعنا آيات أخرى غامضة في القرآن نفهم منـها أننا نحن: ذرية آدم كانت لنا حياة قبل حياتنا الأرضية.
(( و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشـهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شـهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين (172) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون (173) و كذلك نفصل الآيات و لعلهم يرجعون (174) )) ( الأعراف)
إن الله يفصل لنا في هذه الآيات واقعة غريبة.. يفهم منـها أننا كنا في حضرة الله قبل النزول إلى الأرحام ( في عالم المثال و الملكوت ) ربما كأرواح أو نفوس لا أحد يدري.. و أن الله أشـهدنا على ربوبيته و أخذ منا ميثاقا بهذا الشـهود حتى لا نعود فنكفر و نبرر كفرنا بأننا كنا ضحية الآباء.
و نعود فنقرأ عن هذا الميثاق في آيات أكثر غموضا في سورة ( آل عمران):
(( و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن بـه و لتنصرنـه قال أأقررتم و أخذتم على ذلكم إصري ( عهدي ) قالوا أقررنا قال فاشـهدوا و أنا معكم من الشاهدين)) ( 81 – آل عمران)
ها هم أولاء الأنبياء مجموعون ليأخذ الله عليهم ميثاق غليظا بأن يؤيد بعضهم بعضا.. كيف كان ذلك؟ .. و أين؟ .. و متى؟..
هي آيات كواشف تشير إلى مرحلة روحية عشناها في الملكوت قبل النزول إلى الأرحام.. و إلى أنـه كان لنا ثمة وجود قبل الميلاد كما أن لنا وجود بعد الموت..
و في أسماء الله أنـه (( الخالق البارئ المصور )).. الخالق الذي خلقنا أرواحا و البارئ الذي أعطانا رخصة الوجود كما يعطي الملك براءة الوسام لحامله.. و المصور الذي صور لنا القوالب المادية التي نزلنا بها في الأرحام.
و في حديث شريف يشير نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – إلى هذا الوجود الروحي السابق للميلاد حينما يقول: (( كنت نبيا و آدم يجدل في طينته)).
و يقول الله في القرآن لمحمد:
(( قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين (163) )) ( الأنعام)
و هي كلمات تعني سبق الوجود المحمدي على جميع الأنبياء إذ يعتبر القرآن جميع الأنبياء مسلمين و محمد أولهم.
و هي إشارات تدل على وجود روحي سابق على الميلاد كنا فيه في عالم ملكوتي قبل أن ننزل إلى الأرحام.
•••
و يحدثنا القرآن في قصة الخلق عن السماوات السبع.
(( الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن.. )) (12 – الطلاق)
(( الذي خلق سبع سماوات طباقا.. )) (3 – الملك)
(( و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق..)) (17 – المؤمنون)
(( و بنينا فوقكم سبعا شدادا)) (12 – النبأ)
و السماوات السبع سر لا يفهمـه العلم و لكن هناك أمرا مثيرا للتأمل.. أن يكشف لنا العلم مثلا أن الضوء سبعة ألوان هي ألوان الطيف و سبع درجات من الأطوال الموجية من الأحمر إلى البنفسجي ثم يعود فيتكرر السلم في سبع درجات أخرى من تحت الأحمر لفوق البنفسجي.. و بالمثل السلم الموسيقي سبع درجات ثم تعود الثامنة فتكون جوابا للأولى و هكذا تتكرر النغمات سبعات سبعات.
و نعرف أيضا في علم الأجنة.. أن الجنين لا يكتمل نموه إلا في الشـهر السابع، و أنـه إذا ولد قبل السابع يموت.
و منذ بدأنا نعرف الأيام قسمناها سبعات سبعات، و عرفنا الأسبوع كوحدة زمنية للحساب.. اتفق الناس من كل الأجناس و الأديان و الألوان على ذلك منذ الماضي السحيق و التقوا عليه دون أن يكون بينـهم اتفاق مكتوب.. لماذا؟ .. و كيف؟ لا ندري.
ثم نكتشف أخيرا أن درجات الطيف السبعة في ضوء الشمس سببها نقلات سبعة للإلكترون عروجا في أفلاك سبعة حول نواة ذرة ( الإيدروجين).. كلما قفز الإلكترون في فلك خارج النواة أطلق شحنة هي التي تعطي الطيف المناظر.
و تحدث هذه القفزات في باطن الشمس ( المكون من غاز الإيدروجين) من فرط الحرارة التي تتجاوز ملايين الدرجات.. فتنفرط الإلكترونات خارجة من ذراتها و تطلق الضوء الشمسي المعروف.
و نفهم من هذا أن ( الإلكترون) يعرج صاعدا في سبعة أفلاك أشبه بالسماوات السبع.. ثم في عودته هبوطا من سماء إلى سماء تحتها لا بد له أن يتخلص من غل من أغلال الطاقة التي امتصها.. فتنطلق هذه الطاقة على شكل حزمة ضوئية من طيف معين.. إلى أن يعطينا الأطياف السبعة للضوء الأبيض.
و كأنما الذرة و هي النموذج المصغر للكون فيها سبع سماوات.
هل معنى هذا أننا سوف نكتشف يوما ما أن الوجود مرتب في سبع درجات في جميع حالاته.. و أن هناك سلما يكرر نفسه من أسفل سافلين إلى أعلى عليين.. سبع سماوات و سبع أرضين.. مثلما للضوء سبع درجات و الصوت سبع نغمات و الإلكترون سبعة أفلاك.. و إن ما ورد في القرآن حول الرقم سبعة ( عن جهنم التي لها سبعة أبواب و عن الأرضين السبع و السماوات السبع و عن سبع سنوات عجاف و سبع بقرات سمان و عن استواء الله على عرشـه في اليوم السابع من أيام الخلق).. كل هذه إشارات إلى هذا السر الخطير من أسرار الكون.
لا شك أن القرآن هنا يبدو بكل ثقله و خطورته مشيرا إلى مسألة علمية غاية في الأهمية.
•••
و مثال ذلك اللمحة العلمية الأخرى التي نصادفها في القرآن حينما نقرأ عن الله عز وجل أنـه:
(( إن الله فالق الحب و النوى يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي..)) (95 – الأنعام)
و قد فهم منـها المفسرون القدامى انفلاق نواة البلحة عند الإنبات و أنـه بهذا تجدد النخلة حياتها فتخرج الساق الحي من النوى الميت.
فهل كانت مصادفة أن يكشف لنا العلم التشريحي أن الخلية أيضا تجدد حياتها بأن تنفلق نواتها و أن هذه هي الطريقة التي تلد بها الخلية فتصبح خليتين.
و هل كانت مصادفة أن يكشف لنا العلم أن الذرة لا تخرج طاقتها المكنونة إلا بانفلاق نواتها أيضا فيخرج منـها الحي من الميت ( ميلاد الطاقة الذرية من المادة الموات).
هي مجرد تأملات.
•••
و الشيء نفسه حينما تحكي لنا سورة ياسين عن الله:
(( الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون)) (36 – يس)
و نعلم أن الله خلق النبات من زوجين ذكرا و أنثى كما خلقنا من زوجين و الجن من زوجين.
و ما لم نكن نعلمـه و ما كشفه لنا العلم أن هذه الزوجية هي في الأشياء أيضا:
(( و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)) (49 – الذاريات)
فالكهرباء فيها الشحنتان السالبة و الموجبة.
و المغانطيسية فيها الاستقطاب إلى قطبين.
و في الذرة الإلكترون و البوزيترون.
و البروتون و النيوترون.
و في الكيمياء العضوية.. الجزيء اليساري و الجزيء اليميني.
و نعرف الآن المادة.. و المادة المضادة.
و الثنائية الإزدواجية في تركيب الأحياء و الجمادات يكشف لنا العلم أسرارها كل يوم.
و هي إشارات و لمحات و قطرات من بحر القرآن المليء بالكنوز و الأسرار.
•••
و ربما كان أعمق هذه الأسرار ما جاء في القرآن وصفا ليوم القيامة بأن البحار تفجر و تضرم فيها النيران:
(( و إذا البحار سجرت)) (6 – التكوير)
(( و سجرت)) معناها أضرمت نارا.
و في سورة الانفطار يعود القرآن إلى هذه الإشارة:
(( و إذا البحار فجرت (3) و إذا القبور بعثرت (4) )) ( الانفطار)
و في سورة الطور يقسم الله بهذا الحدث فيقول جل من قائل:
(( و البحر المسجور (6) إن عذاب ربك لواقع (7) )) ( الطور)
إنـه يقسم بالبحر إذ يفجر و يضرم نارا يوم القيامة بأن العذاب واقع و أنـه حق.
و القسم فيه لفت نظري لأهمية الحدث و جسامته.. و قد ظل (( البحر المسجور)) في نظري لغزا عجيبا حتى وقعت في يدي خريطة لتوزيع الأحزمة البركانية و الزلزالية على الأرض في أثناء قراءة عن النشاط البركاني و أسراره. و كانت الخريطة بداية لدوامة من التأمل.
فالمؤلف و هو العالم الجيولوجي الدكتور ( بو) يقول لنا بالرسم و الإحصاءات إنـه من خمسمائة بركان و هي كل ما نعرف من براكين على الأرض وجد أن معظم هذه البراكين تصطف في حلقة حول المحيط الهادي و في خط بطول البحر المتوسط و خط بحافة الأطلسي.. و أعجب من هذا أنـه وجد أن قاع المحيط الهادي يتكون من البازلت و هو صخر بركاني.. و معنى هذا أن جوف الأرض الناري هو أقرب ما يكون إلى السطح عند قاع المحيط الهادي و البحرالمتوسط و الأطلسي، و أن هذه الأمكنة تحت الماء تمثل نقاط الضعف في القشرة الأرضية حيث يحدث بين وقت و آخر أن تنفجر البثور البركانية فتقذف بالحمم من جوف الأرض الملتهب إلى السطح.
ثم يمضي المؤلف فيحصي لنا عددا من أعظم تلك البراكين التي تشكل حلقة من النيران حول الماء و تحت الماء يذكر لنا منـها بركان ( فوجياما) و بركان ( مايون) و بركان ( تال) و بركان ( كركاتوا) و بركان ( أورزابا) و بركان ( باريكوتين) و بركان ( كوتوباكسي) و بركان ( شيمبوراز) و البراكين الثلاثة ( مونت لاسن و مونت هود و مونت رينير).. هذا غير جزر بركانية تقوم وسط المحيط مثل: جزر ( هاواي) و هي مجموعة من الجزر شيدتها البراكين.. و من أعجب مايراه السائحون فيها مشـهد حفرة ( كيلاويا) النارية و يسميها أهل البلاد ( هاليوما) أي بيت النار.. و فيها يمكنك أن ترى رأي العين الحمم المتوهجة و هي تغلي و تفور و تبصق نافورات النار على أعماق سحيقة داخل الفوهة.
و بين براكين البحر المتوسط أكبرها بعد ( فيزوف) هو بركان ( أتنا) بصقلية و إلى الشمال منـه يقع بركان ( سترمبولي) الذي يثور بصفة مستمرة و يلمع كل ليلة بالضوء الأحمر و يسميه الملاحون منارة البحر المتوسط.
و في شرق البحر المتوسط مجموعة أخرى من البراكين من بينـها جبل ( أرارات).. و في الأطلسي جزر ( الكناري و آزور و كاب فرد) و كلها جزر بركانية.
ثم تطالعنا الإحصاءات بحقيقة أخرى دامغة فتقول إن 80 % من النشاط الزلزالي يقع هو الآخر في الحزام الذي يحتضن المحيط الهادي و إن معظم الهزات الزلزالية تقع في قاع البحار.
إن ذروة الاضطراب البركاني و الزلزالي واقعة إذن حول الماء و تحت الماء حيث جوف الأرض الناري المتأجج بالحرارة قريب من السطح، لا يحفظه من التفجر إلا توازن القشرة الأرضية الدقيق و الجبال الهائلة التي تعمل كثقالات و أوتاد تحفظ هذه القشرة في مكانـها، و ترسيها فلا تميد فوق بحر النار المضطرب في الداخل.
و في ذلك يقول القرآن عن تلك الجبال الرواسي.
(( و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم و بث فيهما من كل دابة.. )) (10 – لقمان)
و في مكان آخر يصف الجبال بأنـها أوتاد.. (( و الجبال أوتادا)) (7 – النبأ) و هو وصف علمي و دقيق فهي بالفعل أوتاد..
فإذا جاء وعد الآخرة و نسفت هذه الجبال تدفقت حمم النار من نقطة الضعف الكبرى و هي قيعان البحار و ألقت الأرض بجوفها الملتهب.
(( إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) و أخرجت الأرض أثقالها (2) )) (الزلزلة)
و أضرمت النيران في مياه البحار و المحيطات و كان ذلك (( البحر المسجور)) الذي فجرت مياهه نارا. و الذي أقسم بـه الخالق..
(( و برزت الجحيم لمن يرى)) (36 – النازعات)
و نعلم أن الحرارة في جوف الأرض تبلغ ألوف الدرجات، و أن بطن الأرض هو أتون فوار من الحديد المنصهر و الحجارة المنصهرة و الحمم، و لعل هذا الباطن الناري هو الجحيم التي يقول فيها خالقنا:
(( وبرزت الجحيم للغاوين)) (91 – الشعراء)
(( و برزت الجحيم لمن يرى)) (36 – النازعات)
و الإبراز كلمة دقيقة محددة تعني إخراج شيء من حالة بطون إلى حالة ظهور.. من الجوف إلى السطح.
و لعل هذا الباطن الفوار هو أسفل سافلين الذي سوف تتهابط إليه الأرواح الكثيفة الظلمانية.. و هو تلك النار التي وقودها الحجارة.
هي إشارات.. و لمحات.. و كلمات بعيدة الغور.. تلتقي فيها روعة البلاغة بدقة العلم.
و لا يمكن أن يكون هذا الالتقاء مصادفة.. و أن تكون تلك الموافقات العديدة بين أحدث علوم العصر و بين كلمات القرآن الأزلية.. أمورا عشوائية اعتباطية جاءت مصادفة و اتفاقا.)مصطفي محمود
***************************************************************************************************************
(“كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة”
النفري
(كل الطرق تؤدي الي الله)
(((قاوم ما تُحب .. وتحمّل ما تكره )
((علمت ان الشيطان والنفس والدنيا والهوي اعداء لي فاشتهيت ان اكون ندا وخصما لهما )
(( وُجد في حَجر مكتوب: ابن آدم! إنك لو رأيت قليل ما بقي من أجلك، لزهدت فيما ترجوه من أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولَقَصَّرت من حرصك وحِيَلِك، وإنما يلقاك غدا نَدَمُك، لو قد زلت بك قَدَمُك، وأسلمك رهطك وحشمك، وتبرأ منك القريب، وانصرف عنك الحبيب، وصرت تُدعى فلا تجيب.)
(أنت حر مما أنت منـه آيس ..
وعبد لما أنت له طامع
__________
ابن عطاء الله السكندري)
(نعم المؤازرة المشاورة)
(أعقل الناس أعذرهم للناس)
(سهل التستري|
إن أعطاك الله المال تشاغلت بحفظه، وإن لم يعطك تشاغلت بطلبه، فمتى تتفرغ له؟)
(سأل رجل الامام الحسن بن علي .. ﻣﻦ ﺷﺮّ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟
ﻓﻘﺎﻝ: من ﻳﺮﻯ ﺃﻧّﻪ ﺧﻴﺮﻫﻢ !)
(محب الله لا يسكن أنينـه وحنينـه .. حتى يسكن مع محبوبه
_______
رابعة العدوية
((ونفس وما سواها ( 7 ) فألهمـها فجورها وتقواها . عندما يكون الانسان مؤمن بالله ايمان خالص ويقع في احدي المشكلات عندها يمكن ان نميز نفسه اذا كانت مجرمـه او تقيه والنفس البشريه فيها من الخير والشر معا وليست مجرمـه بالسليقه بل فيها من الخير ايضا ويمكن ان يقع الانسان في حوادث حتميه بمراد الله لنتيجه يريدها الله لهذه النفس كموضع اختبار لها بعد ان عرفت الخير والشر ليعرف الانسان ماهيه نفسه قبل ان يقابل رب العالمين يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم .. وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمً )
قال مالك بن دينار رحمـه الله : "بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة يخرج هم الدنيا من قلبك.")
(قال ابن الجوزي - رحمـه الله |
"كلامك مكتوب وقولك محسوب، وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب، فما أقسى قلبك بين القلوب)
(قال ابن القيم رحمـه الله :
فإن للصدقـة تأثيراً عجيباً في دفـع الـبـلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر . )
((“إن الإنسان كلما تعمق في العلم إزداد إيمانـه بالخالق الأعظم وإن ما يحيط بـه علم البشر لا يضاهي ذرة من علمـه سبحانـه”)
(قال ابن القيم | ومحبّة غير اللّه سبحانـه هي عذاب الروح، وغمّ النفس، وسجن القلب، وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء.)
(ليتنا كلأسماء لا تغيرنا السنين)
(نصيبك يصيبك)
من الحكمة أن تعتذر لرجل إذا كنت مخطئًا، وأن تعتذر لامرأة حتى ولو كنت على صواب!
#أنيس_منصور
ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك, بل بما لا يستطيع أن يظهره لك, لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغِ إلى ما يقوله بل إلى ما لايقوله
#جبران_خليل_جبران
(كما تدين تدان)
(يجب ان نشكر الحزن لانـه ارانا الجمال والالم لانـه اعطانا الشجاعه والغموض لانـه مازال غموضا)
(كنت مؤمناً بأن البكاء من شيم النساء .. لكن الحياة علمتنّي أن البكاء من شيم الأسوياء)
(يبقى الخيال اوروبى والواقع صومالى)
(الحياه مدرسه.والناس اسئله.والايام اجابات)
(“الشخص الوحيد الذي أعرفه ويتصرف بعقل هو ( الخياط ) فهو ياخذ مقاساتي في كل مره يراني فيها أما الآخرون فهم يستخدمون مقاييسي القديمـه ويتوقعون مني أن أناسبها)
(أعجب لمن يعيش في القاع ويخشى من السقوط)
(من راقب الناس مات هما)
(اتباعُ الهوى يُنسي الإنسانَ ما لم يكن لينساه لولاه..
~ محمد رشيد رضا)
(أقول .. هل أنتم مؤمنون ؟!
إن فى جواب هذا السؤال كل شئ !)
(الأزمة تلد الهمة.)
(لا أمة من دون أخلاق ولا أخلاق من دون عقيدة ولا عقيدة من دون فهم.
~ جمال الدين الأفغاني)
(تدعي القلوب بما تشتهي فيجيب الله بما هو خير لها)
( عمر بن الخطاب |
جالسوا التوابين فإنـهم أرق أفئدة .)
(عمر رضي الله عنـه | لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولاخير في قوم لا يحبون النُّصح)
(سب رجل يحيى بن معين ، فلم يرد عليه يحيى ، فقالوا له : لماذا لم ترد عليه ؟!
فقال : "ولماذا تعلمت العلم إذن" !)
(ليس كل ذكي بعاقل)
قال مالك بن دينار رحمـه الله : "بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة يخرج هم الدنيا من قلبك.")
(قال ابن الجوزي - رحمـه الله |
"كلامك مكتوب وقولك محسوب، وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب، فما أقسى قلبك بين القلوب)
(قال ابن القيم رحمـه الله :
فإن للصدقـة تأثيراً عجيباً في دفـع الـبـلاء ، ولو كانت من فاجر أو ظالم ، بل من كافر . )
(د. محمد راتب النابلسي |
إن لم تقل: أنا أسعد الناس.. ففي الإيمان خلل.. فليس مع الإيمان بالله شقاء!!)
( سرورك بالدنيا أذهب سرورك بالله)أبو عثمان الحيري
(ولا مطلب لى من إيّاه.. إلاّه
_________
جلال الدين الرومي)
(من سجد لله سجدة حق لم يرفع رأساً أبداً بعد السجود
ــــــــــ
ابن عربي)
(نور الكريم علي الطريق ايه )
(ابن تيمية رحمـه الله | ما لا فائدة فيه لا يأمر الله به)
(يجب ان يكون للكون مرجعيه وهي ملك لله )حكمـه موجهه لهواه الالحاد ربنا يهديهم
(ليس دليل علي سلامـه عقلك ان تكون عاقل ولا مبالي ومتعايش وسعيد في مجتمع مريض للغايه)
(
(راحة الجسم فى قلة الطعام , وراحة النفس فى قلة الاثام , وراحة القلب فى قلة الاهتمام , وراحة اللسان فى قلة الكلام)
(نقص الكون هو عين كماله )
(لو استقام القوس ما رمي)
(يقول السلطان محمد الفاتح -رحمـه الله-:
نيّتي : امتثالي لأمر الله (وجاهدوا في سبيل الله).
وحماسي: بذل الجهد لخدمة ديني، دين الله.
عزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعاً بجنودي : جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر على الفوز، بلطف الله.
جهادي : بالنفس وبالمال، فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله .
وأشواقي : الغزو الغزو مئات الآلاف من المرات لوجه الله.
رجائي: في نصر الله. وسموا الدولة على أعداء الله.)
(اللهم انى اعلم انى اعصيك ولكنى احب من يطيعك فاجعل اللهم حبى لمن اطاعك شفاعة تقبل لمن عصاك)
(من خاف الله أخاف الله منـه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء)
(الإمام ابن القيم - رحمـه الله |
لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة؛ لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، فلقد مكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبًا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة؛ فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منـهم يبرأ سريعًا.)
(“مازلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب, أما تغيير الحكومات فإنـه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك”)
("إن الثقافة هي الشئ الوحيد الذي يبقي للانسان حين يفقد كل شيء")
(اذا دخلت افريقيه فوافق او نافق او غادر البلاد)
( السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة كلها في أن تملكه نفسه)
(قال الفضيل بن عياض يوصي طلبة العلم : لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب و يمسك النخالة، تخرجون الحكمة من أفواهكم و يبقى الغل في صدوركم، إن من يخوض النـهر لا بد أن يصيب ثوبه و إن اجتهد ألايصيبه، فويحكم ثم ويحكم ثم ويحكم)
(المتواضع هو من يمتلك الكثير ليتواضع به)
(ليس من باب التواضع أن نقول .. الله أعلم
وإنما هي الحقيقة الوحيدة الأكيدة في الدنيا)
(“سئل أفلاطون عن الحياة فقال.. «أتيت إليها مضطرا.. وعشت فيها متحيرا.. وها أنا أخرج منـها كارها.. ولم أعلم فيها إلا أننى لا أعلم»”)
( الدنيا مسرحيه والمسرحيه مأساه بطلها هو الانسان)
(قال الحسن البصري: فساد القلوب متولد من ستة أشياء، أولها: يذنبون برجاء التوبة، ويتعلمون العلم ولا يعملون به، وإذا عملوا لا يُخلصُون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون.)
(الحزين ينظر وراءه، والحائر ينظر حوله، والمؤمن ينظر فوقه.)
(إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)
(الباطل لا يصير حقا بمرور الزمن)
(هناك اموات لم تمت كلماتهم وهناك احياء لم نسمع لهم صوت)
(ذاكر تنجح غش تجيب مجموع)
(قال لقمان الحكيم |
ثلاثة لا يعرفون الا فى ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب , والشجاع عند الحرب , والصديق عند الحاجة)
(الاقربون اولي بالمعروف)
(عش عزيزا او مت وانت كريم)
(كن ذئبا والا اكلتلك الذئاب)
(كما يكون قلبك ... تكون الدنيا فى عينيك)
(اتقي شر الحليم اذا غضب)
(ابن القيم رحمـه الله:
الصبر عن الشـهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشـهوة؛ فإن الشـهوة :
إما أن توجب ألماً وعقوبة .
وإما أن تقطع لذة أكمل منـها .
وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة .
وإما أن تُذهب مالاً بقاؤه خير من ذهابه .
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشـهوة .
وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشـهوة .
وإما أن تُنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشـهوة .
وإما أن تشمت عدواً وتُحزن ولياً .
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة .
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول ).
(ليست القضيّة أنْ تحب الله ، ولكن القضيّة أن يحبك الله.
ابن قيّم الجوزية :)
(الفلسفه تعكر ولا تصطاد)
(كلما ازددت علما اشعر انني ازددت جهلا ويخيل الي احيانا ان الفرق بين اعلم عالم واجهل جاهل بالنسبه للحقيقه المطلوب معرفتها فرق لا يكاد يذكر .. اينشتين)
(الاصدقاء الحقيقيون يطعنونك في وجهك)
( يقال إن مالكا، رضي الله عنـه، لمّا وادع يحيى بن يحيى قال له: أوصيكم بأربع كلمات: الأولى أجمع لك فيها فقه الفقهاء، إذا سئلت عن شيء لا تعرفه فقل لا ادري، والثانية أجمع لك فيها حكمة الحكماء، إذا جالست قوما فكن أصمتهم، فإن أصابوا أصبت معهم، وإنَّ أخطئوا سلمت، والثالثة أجمع لك فيها طب الأطباء، أنَّ تضع يدك في الطعام وأنت تشتهيه، وترفع يدك وأنت تشتهيه؛ فإنك إذا فعلت ذلك لم يصبك مرض إلاّ مرض الموت. وفي الحكمة: إذا امتلأت المعدة، نامت الفكرة)
(الفضيل بن عياض رحمـه الله | جعل الله الشر كله في بيت و جعل مفتاحه حب الدنيا, و جعل الخير كله في بيت و جعل مفتاحه الزهد)
(أبو الدرداء رضي الله عنـه| لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين : منصت واع ، أو متكلم عالم9
(الضربة لا ترُعب، ما يرعب هو إنتظارها)
(ابن الجوزي رحمـه الله | من قنع طاب عيشـه و من طمع طال طيشـه)
(قال القاضي عياض ..
" سئل الإمام مالك عن مسألة ، فقال : لا أدري .
فقال له السائل : إنـها مسألة خفيفة سهلة ، وإنما أردت أن أُعلم بها الأمير.
وكان السائل ذا قدر ، فغضب مالك ، وقال : مسألة خفيفة سهلة ، ليس في العلم شيء خفيف ، أما سمعت قول الله تعالى : ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) [المزمل5] فالعلم كله ثقيل وبخاصة ما يسأل عنـه يوم القيامة ".9
(قال الإمام ابن القيم رحمـه الله : ولا يكون الرجل من أتباع النبي حقًا حتى يدعو إلى ما دعا إليه النبي على بصيرة .9
(قال الإمام ابن القيم رحمـه الله : ولا يسلم القلب حتى يسلم من خمسة أشياء ( من شرك يناقض التوحيد ، ومن بدعة تناقض السنة ، ومن غفلة تناقض الذكر ، ومن شـهوة تناقض الأمر ، ومن هوى يناقض الإخلاص ).9
(عبدالله ابن المبارك| ماالذلّ إلا في الطمع.9
(عبد الله بن عباس رضى الله عنـهما | سيأتي على الناس زمان ، يكون همَّة أحدهم بطنـه ، و دينـه هواه ، و سيفه لسانـه9
(ماأعجب أمرك يا من توقن بأمر ثم تنساه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه)ابن الجوزي
(الإنتصار على الأنانية ليس معركة يوم، وإنما معركة عمر وحياة)
(ابن الجوزي رحمـه الله | أعقل الناس محسن خائف و أحمق الناس مسئ آمن)
(بركة العمر حسن العمل)
(من قصر بالعمل ابتلي بالهم)
(ابن القيم رحمـه الله | إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله في ظلِّ عرشـه يوم لا ظل إلا ظله؛ وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى)
(موت الصالح راحة لنفسه ، و موت الطالح راحة للناس)
(لا مال لمن لا تدبير له)
(إثنان لا يشبعان : طالب علم و طالب مال)
(قال ابن قيّم الجوزيـة ||
غرور الأماني ..
يا مغرور بالأماني: لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها. وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها. وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل. وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر.وبتر عضوا من أعضائك بسرقة ثلاثة دراهم فلا تأمنـه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيه ( ولا يخاف عقباها))
(علي رضي الله عنـه | أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : طول الأمل واتباع الهوى فطول الأمل ينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق)
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
كم نحن بحاجة في أيامنا هذه لتتبع أقوال وأحوال سلفنا الصالح، والسير على طريقهم واقتفاء أثرهم، ومِن هؤلاء الأعلام الزهاد الورعين، الحسن البصري رحمـه الله، الذي تكلم بكلام الصديقين كما وصفته عائشة رضي الله عنـها، وعندما قيل لعلي بن الحسين رضي الله عنـهما: إن الحسن يقول: ليس العجب لمن هلك كيف هلك؟ وإنما العجب لمن نجا كيف نجا؟ فقال علي: سبحان الله! هذا كلام صديق.
فهذه نبذة من أقواله عسى أن تنير الطريق وتعين الرفيق، في دنيا الفتن والشـهوات وابتعاد الناس عن الأمر العتيق.
يقول الحسن البصري رحمـه الله[1]:
1- وُجد في حَجر مكتوب: ابن آدم! إنك لو رأيت قليل ما بقي من أجلك، لزهدت فيما ترجوه من أملك، ولرغبت في الزيادة من عملك، ولَقَصَّرت من حرصك وحِيَلِك، وإنما يلقاك غدا نَدَمُك، لو قد زلت بك قَدَمُك، وأسلمك رهطك وحشمك، وتبرأ منك القريب، وانصرف عنك الحبيب، وصرت تُدعى فلا تجيب.
2- إن رجلا ليس بينـه وبين آدم إلا أبٌ ميت لَمُعرِقٌ في الموتى.
3- مثل العلماء في الجهال مثل الأطباء في المرضى.
4- ابن آدم! لا تعمل شيئا من الحق رياءً، ولا تتركه حياءً.
5- ابن آدم! تلبس لبسة العابدين، وتفعل أفعال الفاسقين، وتُخبتُ إخبات المُدبرين، وتنظر نظر المُعتبرين، ويحكَ! ما هذه خصال المُخلصين، إنك تقوم يوم القيامة بين يدي من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
6- من تزين للناس بما لا يعلمـه الله منـه، شانـه عند الله ذلك.
7- تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
8- إن كان في الجماعة فضل فإن في العزلة السلامة.
9- قديما امتُحِنَ الناسُ بطول الأمل.
10- إن الرجل إذا طلب القرآن والعلم لله – سبحانـه- لم يلبث أن يُرى ذلك في خشوعه، وحِلمـه، وتواضعه.
11- أيها الناس! إن هذا القرآن شفاء المؤمنين، وإمام المتقين، فمن اهتدى بـه هُدي، ومن صُرِفَ عنـه شقي وابتُلي.
12- إن من شر الناس أقواما قرؤوا القرآن لا يعلمون بسنته، ولا يتبعون لطريقته ( أولئك يلعنـهم الله ويلعنـهم اللاعنون ).
13- قُرّاءُ القرآن ثلاثة نفر: قومٌ اتخذوه بضاعة يطلبون بـه ما عند الناس، وقوم أجادوا حروفه، وضيعوه حدوده، استدرُّوا بـه أموال الولاة، واستطالوا بـه على الناس، وقد كثرَ هذا الجنس من حملة القرآن، فلا كثّرَ الله جمعهم، ولا أبعد غيرهم، وقومٌ قرؤوا القرآن، فتدبروا آياته، وتداووا بدوائه، واستشفوا بشفائه، ووضعوه على الداء من قلبوهم، فَهُمُ الذين يُستسقى بهم الغيث، وتُسدى من أجلهم النعم، وتستدفع بدعائهم النقم، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون.
14- إن الله – سبحانـه وتعالى- أخذ على الخلفاء والأمراء والحكام، ثلاثة أشياء، فمن أوفى بعهد الله منـهم، نجا، ومن قصر هلك، أخذ عليهم: ألا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ويخشوه، وألا يشتروا بآياته ثمنا قليلا.
15- إذا أراد الله بقوم شرا، جعل أمرائهم سُفهائهم، وفيئهم عند بخلائهم.
16- الواعظ من وعظ الناس بعمله لا بقوله.
17- إن الله سبحانـه جعل شـهر رمضان مضمارا لعباده، يستبقون الطاعة إلى رحمة الله، ويجتهدون في الأعمال ليفوزوا ب جنته، فسبق أقوام ففازوا، وقصّر آخرون فخابوا، والعَجَبُ كُلُّ للضاحك في اليوم الذي ربح فيه المحسنون، وخسر المُبطلون.
18- إن الله سبحانـه لم يجعل لأعمالكم أجلا دون الموت، فعليكم بالمداومة؛ فإنـه – جل ثناؤه- يقول( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).
19- رأيت سبعين بدريا، لو رأيتموهم لقُلتُم: مجانين، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب.
20- رحم الله امرأٌ نظر ففكر، وفكر فاعتبر، واعتبر فأبصر، وأبصر فصبر.
21- أيها الناس! إني أعظُكُم ولست بخيركم ولا أصلحكم، وإني لكثير الإسراف على نفسي، غيرُ مُحكمٍ لها، ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها، ولو كان المؤمن لا يَعِظُ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه، لَعُدِمَ الواعظون، وقلَّ المذكرون، ولما وجد من يدعو إلى الله – عز وجل – ويُرَغِّبَ في طاعته، وينـهى عن معصيته، ولكن في اجتماع أهل البصائر، ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضا حياةٌ لقلوب المتقين، وادِّكارٌ من الغفلة، وأمان من النسيان، فالزموا- عافاكم الله- مجالس الذكر، فَرُبَّ كلمة مسموعة، ومُحتقرٍ نافع، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
22- ابن آدم! إياك والاغترار؛ فإنك لم يأتك من الله أمان، فإن الهول الأعظم والأمر الأكبر أمامك، وإنك لابد أن تتوسد في قبرك ما قدمت، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فاغتنم المُبادرة في المَهَل، وإياك والتسويف بالعمل، فَأَعِدَّ للمسألة جوابا.
23- ابن آدم! إن المؤمن لا يُصبح إلا خائفا، وإن كان مُحسنا، ولا يصلح أن يكون إلا كذلك، لأنـه بين مخافتين: ذنب مضى لا يدري ما الله صانع به، وأجلٍ قد بقي لا يدري ما الله مبتليه فيه، فرحم الله عبدا فكر واعتبر، واستبصر فأبصر، ونـهى النفس عن الهوى.
24- ألا تعجبون من رجلٍ يلهو ويَغفُلُ، ويهزأُ ويلعبُ، وهو يمشي بين الجنة والنار، لا يدري إلى أيهما يصير؟
25- ابن آدم! إنما أنت ضيف، والضيفُ مُرتحل ومستعار، والعارية لله، لله دَرُّ أقوامٍ نظروا بعين الحقيقة، وقدموا دار المُستقر.
26- ما مَرَّ يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم: إني يوم جديد، وعلى ما تعمل فيَّ شـهيد، إذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فَقَدِّم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبدا إليك.
27- إنما يُكرمك من يُكرمك ما دام روحك في جسدك، لو قد انتُزِعَ منك، لنبذوك وراء ظهورهم، ولو تُرِكتَ بينـهم، لَفَروا منك مرارهم من الأسد.
28- اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا أقوالهم؛ فإن الله- عز وجل – لم يدع قولا إلا جعل عليه دليلا من عمل يُصدقه أو يُكذبه، فإذا سمعت قولا حسنا، فَرُوَيدا بصاحبه، وإن وافق منـه القول العمل فنعم، ونعمت عين، وإن خالف القول العمل، فإياك أن يشتبه عليك شيء من أمره، فإنـها خُدَعٌ للسالكين.
29- ابن آدم! إن لك قولا وعملا، فعملك أحق بك من قولك، وإن لك سريرة وعلانية، فسريرتك أولى بك من علانيتك، وإن لك عاجلا وعاقبة، وعاقبتك أحق بك من عاجلتك.
30- إن الله – عز وجل – لا يفرض على العبد ثمنا على العلم الذي تعلمـه إلا الثمن الذي يأخذه المُعَلِّمُ به، فمن تعلم بحق الله، ولابتغاء ما عند الله، فقد ربح، ومن تعلمـه لغير الله، انقطع، ولم يصل بـه إلى الله تعالى.
31- مسكين ابن آدم! ما أضعفه! مكتوم العلل، مكتوم الأجل، تؤذيه البَقَّةُ، وتَقتُلُهُ الشَّرقَةُ، يرحل كل يوم إلى الآخرة مرحلة، ويقطع من الدنيا منزلة، وربما طغى وتكبر، وظلم وتجبر.
32- أيها الناس! اغتنموا الصحة والفراغ، وبادروا بالأعمال من قبل يوم تشخص فيه القلوب والأبصار.
33- ابن آدم! لا تخافن من ذي مُلكٍ فإنـه عبد لسيدك، ولا تَطمعنَّ في ذي مالٍ، فإنما تأكل رزق ملاك، ولا تُخالِل ذا جُرمٍ، فإنـه عليك وبالٌ، ولا تحقرن فقيرا، فإنـه أخٌ شقيق لك.
34- ابن آدم! لا تحقرن من الطاعة شيئا، وإن قلَّ في نفسك، وصَغُرَ عندك، فإن الله سبحانـه يقبل مثقال الذرة، ويُجازي على اللحظة، ولو رأيت قَدرَهُ عند ربك لسرك، ولا تحقرن من المعصية شيئا، وإن قل في نفسك، وصَغُرَ عندك، فإن ربك شديد العقاب.
35- ابن آدم! إنك تموت وحدك، وتُبعثُ وحدك، وتُحاسبُ وحدك.
36- ابن آدم! لو أن الناس كلهم أطاعوا الله، وعصيتَ أنت لم تنفعك طاعتهم، ولو عصوا الله وأطعت أنت لم تضرك معصيتهم.
37- ابن آدم!دينك دينك؛ فإنما هو لحمك ودمك، فإن سلم لك دينك، سلم لحمك ودمك، وإن تكن الأخرى، فاستعذ بالله منـها؛ فإنما هي نارٌ لا تُطفأ، وجسمٌ لا يبلى، ونفس لا تموت.
38- لا يزال العبد بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت الفكرةُ من عمله، والذكرُ من شأنـه، والمحاسبة من همته، ولا يزال بِشَّرٍ ما استعمل التسويف، واتبع الهوى، وأكثر الغفلة، ورجح في الأماني.
39- حادثوا هذه القلوب؛ فإنـها سريعة الدثور، واقرعوا هذه الأنفس؛ فإنـها طامحة، فإنكم إلا تنعوها، تنزِع بكم إلى شرِّ غاية.
40- من لم يَمُت فجأة مرض فجأة، فاتقوا الله، واحذروا مُفاجأة ربكم.
41- نِعَمُ الله أكثر من أن يؤدى شُكرها، إلا ما أعان الله تعالى عليه، وذنوبُ ابن آدم أكثرُ من أن يسلم منـها إلا ما عفا الله عنـه.
42- الكذب جماع النفاق.
43- ما أُعَدُّ كريما إذا جررتُ إلى أخي نفعا، أو رددت عنـه ضرا، وأصلحت بين اثنين.
44- ابن آدم! تُبغضُ الناس على ظنِّك، وتنسى اليقين من نفسك.
45- إياكم والتسويف والترجي، فإنـه أهلك من كان قبلكم.
46- كان قبلكم ناسٌ أشرقُ قلوبا، وأنشقُ ثيابا، وأنتم اليوم أرقُّ منـهم دينا وأقسى قلوبا.
47- اهتمام العبد بذنبه داعٍ إلى تركه، وندمُهُ عليه داعٍ لتوبته، ولا يزال العبد يهتم بالذنب حتى يكون له أنفع من بعض حسناته.
48- من لم يداو نفسه من سقم الآثام أيام حياته، فما أبعده من الشفاء، وأقربه من الشقاء في دار الآخرة بعد وفاته!
49- الحقُّ مُرٌّ لا يصبر عليه إلا من عرف حُسن العاقبة، ومن رجا الثواب، خاف العقاب.
50- لقد أدركتُ أقواما يُعرضُ على أحدهم الحلال فيقول: لا حاجة لي به، نخشى أن يفسدنا.)
(قال الإمام ابن القيم رحمـه الله : من عرف الله اشتغل بـه عن هوى نفسه .)
(قال الإمام ابن القيم رحمـه الله : إن في القلب وحشة لا يذهبها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه فاقة - يعني: فقر - لا يذهبها إلا صدق اللجوء إليه ولو أُعطِيَ الدنيا وما فيها لم تذهب تلك الفاقة أبدًا .
( إن الله حر مخير مطلق التخيير و المادة الجامدة مسيرة منتهى التسيير.. و الإنسان في منزلة بين المنزلتين.. أي أنـه مخير مسير في ذات الوقت.. مخير بمقدار مسير بمقدار.
الغزالي)
( كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشـه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض)
(قال الإمام ابن القيم رحمـه الله : لا يجوز للعالم أو الحاكم أو المُفتي أن يُفتي في أي مسألة إلا بعلمين:
الأول: فهم الواقع،
والثاني: فهم الواجب في الواقع.9
(الإمام أبوحنيفة رحمـه الله |إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي)
(الإمام مالك رحمـه الله |إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه)
إثنتان وعشرون دولة يحكمـها وهو في المدينة , وكان عليه ثياب من الصوف مرقعة ممزقة فيها أربع عشرة رقعة, أرسل ملك فارس "الهرمزان " إلى عمر ليفاوضه, فكان الهرمزان معه وفد يلبس الذهب , وكان في هم وغم كيف يقابل عمر ..!!
وكيف يستطيع أن يتكلم إلى عمر ..!!
فلما وصل إلى المدينة قال: أين قصر عمر ؟
قالوا: لا قصر له, قال: أين حرسه؟
قالوا: لا حرس له, قال: أين مكانـه؟ قالوا: هذا بيته.
فأتوا فإذا بيته من طين, فطرق على الباب فخرج ابن لـ عمر صغير, قال: أين أبوك؟ أين الخليفة؟ قال: أبي خرج من عندنا, وقد يكون نائماً في المسجد.
كان عمر ينام في الليل والنـهار ساعتين, تقول له زوجته: لماذا لا تنام في الليل, تترك النوم في الليل والنـهار, قال: [[ لو نمت في الليل؛ لضاعت نفسي، ولو نمت في النـهار؛ لضاعت رعيتي ]].
قال ابنـه: التمسوه في المسجد, خرج إلى المسجد فلم يجده, فبحث عنـه مع بعض الصحابة فوجدوه نائماً تحت شجرة, أخذ حجراً تحت رأسه, وأخذ بردته الممزقة وعصاه بجانبه, قال: الهرمزان وهو يهتز: هذا عمر قالوا: هذا عمر , قال: هذا الخليفة؟ قالوا: هذا الخليفة, قال: هذا أمير المؤمنين؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين, فقال و عمر نائم: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر ")
(يقول الصوفى
أنتم تأخذون عِلمكم ميتًا عن ميت ، ونحن نأخذ عِلمنا مِن الحى الذي لايموت )
(ابن خلدون رحمـه الله | إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره و زيِّه و نحلته و سائر أحواله و عوائده)
(اكرم للانسان ان يكون حرا ويعاني من ان يكون مسوق كالبهيمـه ولا يخطأ)
(اتراك تريد حياه سهلة ؟!
فابق اذن قريبا من القطيع .... وانسى نفسك فيه
نيتشـه)
(وهب ابن الورد رحمـه الله | بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء تسع منـها بالصمت والعاشر في عزلة الناس)
(الفضيل بن عياض رحمـه الله | إن خفت الله لم يضرك أحد ، و إن خفت غير الله لم ينفعك أحد)
(الإمام الشافعي رحمـه الله |إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت)
(الإمام أحمد بن حنبل رحمـه الله |لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا))
(قال أبو حازم | شيئان إذا عملت بهمـها أصبت خيرى الدنيا والاخرة : تحمل ما تكره إذا أحبه الله , وتترك ما تحب إذا كرهه الله)
(أراد رجل إحراج المتنبي
فقال لـه : رأيتك من بعيد فـ ظننتك امرأة
فقال المتنبي : وأنا رأيتك من بعيد فظننتك رجل)
( أشد الناس حماقة أقواهم اعتقاداً في فضل نفسه، وأثبت الناس عقلا أشدهم اتهاماً لنفسه)
(اياك والغضب فأوله جنون واخره ندم)
(سُئل الإمام أحمد :
متى يجد العبد طعم الراحة ؟
فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة !!)
(إن لله عبادًا علموا الطريق إليه والوقوف غدًا بين يديه، فثارت القلوب إلى محجوب الغيوب فنفوسهم عن الطاعات لا تسلوا، وقلوبهم عن ذكره لا تخلوا، وأسرارهم في الملكوت تعلو. فطوبى للعارفين، ما أغنى عيشـهم، وما ألذَّ شربهم، وما أجَلَّ حبيبهم.
____________
ذو النون المصري)
(ابن القيم رحمـه الله | ليس دوما يبتلى الإنسان ليعذب و إنما قد يبتلى ليهذب)
(معاوية بن أبي سفيانرضى الله عنـه | من قنع استقنع،ومن اعتزل الناس سَلم،ومن ترك الشـهوات صار حُراً،ومن ترك الحسد ظهرت مروءته و من صبر قليلاً مُتع كثيراً)
(قال الامام بن القيم رحمـه الله :
للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية؛ فالسافلة دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدوٌ يوسوس له؛ فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول فيها. والثلاثة العالية علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده، والقلوب جوالة في هذه المواطن.)
والذي نفسه بغير جمال .. لا يري في الوجود شيئًا جميلا
#إيليا_أبو_ماضي
كل شيء بقدر الله، والله قسم للعبد سعادته وشقائه ورزقه وعمره، فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوّتك
#علي_الطنطاوي
إن ما يبدو متناقضًا إنما هو إنسجام غير مفهوم
#جلال_الدين_الرومي
(عمر بن الخطاب رضي الله عنـه| إذا بلغني عن عامل ظالم أنـه قد ظلم الرعية ولم أُغيره فأنا الظالم)
(عمر بن الخطاب رضي الله عنـه| إذا بلغني عن عامل ظالم أنـه قد ظلم الرعية ولم أُغيره فأنا الظالم)
(قال ابن عباس رضى الله عنـه | لو أُطبقت السماء على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منـها ، ألا ترون قول الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً )9
(عمر بن الخطاب رضي الله عنـه| لو إطلعَ الناس على ما في قلوب البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف)
(السيدة عائشة رضي الله عنـها| إنكم لتغفلون عن أفضل العبادات: التواضع
)
(ابن القيم رحمـه الله | أوثق غضبك بسلسلة الحلم , فإنـه كلبٌ إن أفلت أتلف9
(ابن مسعود رضي الله عنـه| لا يكن أحدكم إمعة . قالوا : وما الإمعة ؟ قال : " يجري مع كل ريح ")
( يقول سارتر, إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم ...)
(قال ابن حمش النيسابوري الواعظ - رحمـه الله :
يضحك القضاء من الحذر
ويضحك الأجل من الأمل
ويضحك التقدير من التدبير
وتضحك القسمة من الجهد والعناء)
(قال ابن تيمية رحمـه الله:
خصائص هذه الأمة ..
1ـ جعل أمته خير أمة أُخرجت للناس.
2ـ أكمل لهم دينـهم وأتمَّ عليهم ن، ورضي لهم الإسلام ديناً.
3ـ وأظهره على الدين كله إظهاراً بالنُصرة والتمكين، وإظهاراً بالحجة والتمكين.
4ـ وجعل فيهم علماءهم ورثة الأنبياء، يقومون مقامـهم في تبليغ ما أًنزل من الكتاب.
5ـ وجعل فيهم طائفة منصورة لا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم.
6ـ وحفظ لهم الذّكر الذي أنزله من الكتاب المكنون.
7ـ وخصّهم بالرواية والإسناد، الذي يميزُ بـه بين الصدق والكذب الجهابذة النقّاد.))
(لكل سيذهب إلي الله بعد وفاته ؛
لكن السعيد من ذهب إلي الله في حياته .
سيد قطب)
(قال ابن تيمية رحمـه الله:
والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافأتهم، وتكف عن ظلمـهم خوفاً من الله لا منـهم)
(كُلّي حياءٌ منك يا رسول الله ..
أحسنت بالتبليغ عن ربك وما أحسنا .. وأحسنت النصح لأمتك وما نصحنا .. وحملت كتابك بقوة وما حملنا .. وانتصرت للحق وما انتصرنا ..)
(في كل واحد منا معركة تبدأ كل صباح، ولا تضع أوزارها إلا عندما نضع رؤوسنا... هذه المعركة قد تكون كبيرة لدرجة نحتاج معها إلى قوات للتدخل السريع؛ لنزع فتيل الأزمة بيننا وبين أنفسنا، فنلجأ إلى أقرب صديق أو أبعد صديق، ليس مـهماً من يكون، أو من تكون، المـهم أن نجد من يعيننا على أنفسنا الأمَّارة بالحرب.
وقد تكون معاركنا صغيرة، فننشغل عن معاركنا الكبيرة بمعارك صغيرة.
فأسوأ معركة يدخلها الإنسان هي معركته ضد نفسه، ومعركته ضد رغباته، ومعركته ضد أخطائه. فأنت إذا أردت أن تنتقم من إنسان لا تدخل معه في معركة، بل انقل المعركة إلى داخله، وقل له سأتركك لألد أعدائك إلى نفسك، وسيأتيك يوماً مـهزوماً ومكسوراً؛ لأنـه لا يوجد من يمكنـه أن ينتصر على ذاته إلا إنسان خصم لذاته، ولا يوجد هذه الأيام من يقف نداً لذاته.
فسياسة نقل المعركة إلى خلف خطوط العدو، هي أخطر سياسة عسكرية. وسياسة نقل المعركة إلى داخل الآخر هي أخطر سياسة إنسانية، ونحن كلنا سياسيون بدرجة أقل أو أكثر، فكلنا نمارس نقل المعركة إلى الآخر. قد تكون أهنا نبيلة أحياناً؛ لأننا نريد أن نكسر الباطل وننتصر للحق كقيمة، وقد تكون أهنا غير نبيلة عندما نحاول أن ننتصر لأنفسنا، بغض النظر عن معركة الحق والباطل، فيكون انتصارنا في واقعة هزيمة لنا أكثر من كونـه انتصاراً، لذلك نجد أنفسنا في صراع يومي مرير مع ما نؤمن بـه من قيم، ومع ما نريده من مصالح. فنحن كلنا أصحاب مبادئ عندما نتكلم، وكلنا أصحاب مصالح عندما نعمل، وبين هذه وتلك تدور رحى معاركنا كل يوم، وكل ساعة... ننتصر في بعضها وننكسر في بعضها، أحياناً تكون انتصاراتنا هزائم، وهزائمنا انتصارات على أنفسنا على الأقل.
لنبدأ من الغد معركة جديدة، تبدأ كل صباح، ولا تضع أوزارها إلا مع صباح يوم آخر!)
(انت تبحث عن الله ؛ وهنا تكمن المشكلة
كيف تبحث عنـه وهو فيك)
"لحظة تَبَصُّر تساوي أحيانا حياة من الخبرة".
ــ أوليفر وندل هولمز
“إن الإنسان كلما تعمق في العلم إزداد إيمانـه بالخالق الأعظم وإن ما يحيط بـه علم البشر لا يضاهي ذرة من علمـه سبحانـه”
توماس إديسون
قيل للربيع بن الهيثم : ما نراك تعيب أحدًا ؟ فقال : لست عن نفسي راضيًا حتى أتفرغ لذم الناس
((الإمام ابن تيمية - رحمـه الله |
من تعرّض للفتن؛ وكله الله إلى نفسه.)
(الزمن بطيء جدًا لمن ينتظر، سريع جدًا لمن يخشى، طويل جدًا لمن يتألم، قصير جدًا لمن يحتفل، لكنـه الأبديه لمن يحب
#شكسبير)
(ابن خلدون رحمـه الله |شعور الإنسان بجهله ضرب من المعرفة)
(علي بن أبي طالب رضى الله عنـه | من لانت كلمته وجبت محبته)
(من أقوال عمر بن عبدالعزيز |
أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم .)
(قال إبراهيم بن أدهم |
أشد الجهاد جهاد الهوى , من منع نفسه هوها فقد استراح من الدنيا وبلاها وكان محفوظا ومعافى من أذاها)
(قال وهب بن منبه:
(العِلْمُ خليل المؤمن، والحِلْم وزيره، والعقل دليله، والعمل قَيِّمُه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللِّينُ أخوه).
)
(قال لقمان الحكيم لابنـه | يابنى لا تصدق من قال : إن الشر بالشر يطفأ , فإن كان صادقا فليوقد نارين وينظر هل تطفى إحداهما الاخرى ؟ , إنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار)
(قال لقمان - عليه السلام - لابنـه :
يا بني ! الدنيا بحر عميق قد غرق فيها ناس كثير فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله عز و جل وحشوها العمل بطاعة الله سبحانـه وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو .)
(كان لقمان الحكيم يقول لابنـه : ( يا بُنيّ ! تَخَيَّر المجالِس على عينك ,فإن وجدتَ قوماً يذكرون الله ؛ فاجلس معهم , فإن كنتَ عالماً نفعك علمُك , وإن كنت جاهلاً علموك , ولعلَّ الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم , وإن وجدتَ قوماً لا يذكرون الله ؛ فلا تجلس معهم , فإن كنت عالماً لم ينفعك علمُك , وإن كنتَ جاهلاً ؛ زادوك غياً , ولعل الله يطلع عليهم بنقمة فتصيبك معهم ) .
)
(قال الإمام ابن تيمية رحمـه الله || العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارا إليه وخضوعا له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمـهم عبودية لله.
وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره.)
(بدون المرض لم نعرف الصحه وبدون القبح لم نعرف الجمال وبدون الليل لم نعرف النـهار )
(يمكن لأي شخص التعامل مع النصر. فقط الأقوياء يمكن أن يتحملو هزيمة)
(إن من يقف في طريقك هو انت)
(خير من الله شر من نفوسنا)
(ثلاثة أشياء لا تهدأ أبداً : الماء / الهواء / #النساء وتوماس مولر )
****************************************************************************************************************
****************************************************************************************************************
ضحكت فقالوا ألا تحتشم
بكيـــــت فقالوا ألا تبتسم
بَسمــــت فقالوا يٌرائى بها
عبســـــت فقالوا بَدَى ما كتم
صمــــــت فقالوا اكليل اللسان
نطقــــــــت فقالوا كثير الكلام
حَلمـــــــــت فقالوا صنيع الجبان
ولو كـــــــان مقتدر لانتقـــــــــــم
بَسَلـــــــــــت فقالوا الطيش به
وما كـــــــــان مُجترءا لو حَكَم
فأيقنــــــــــــت ان مـهما ارضت
رضا النــــــاس لابد ان أذم)
(عِشْ راضيًا واهجر دواعي الألم، واعدل مع الظالم مـهما ظلم، نـهاية الدنيا فناء فَـعِشْ فيها طليقًا واعتبرها عدم.
عمر الخيام)
(ودعوتُ ربّي بالسلامة جاهداً... ليصحنى فإذا السلامةُ داءُ ))
(ليلي
دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ
دينيْ الغَرَامُ وَ دَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ قَيسٌ أنَا وَ كِتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتيْ
مَا حَرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَتِهِ بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ
إنيْ بِغَيْرِ الحُبِ أخشابُ يابسةٌ اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ
اني لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ
نبض القلوب مورق عن قداستها تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ
اياك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ اياك اياك أن تغري الحبيباتِ
ان الصبابةَ عارٌ في مدينتنا فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ و العلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي و هي يابسة ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي و استسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى و ما أثمرت شيئا نداءاتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري و باركت وهمي و صدقت افتراضاتي
عامان ما لاف لي لحن على وتر و لا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الحب في قلبي و أعصره فأرشف الهم في مغبر كاساتي
و أودع الورد أتعابي و أزرعه فيورق شوكا ينمو في حشاشاتِ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي أو صافح الظل أوراقي الحزيناتِ
ما ضر لو أن كف منك جاءتنا بحقد تنفض اّلامي المريراتِ
سنينٌ تسعٌ مضتْ و الأحزانُ تسحقُنيْ و مِتُ حتى تناستني صباباتيْ
تسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ و الريح تعصف في عنفٍ شراعاتِ
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي دربا اليها فأطفي نار اّهاتي
متى ستوصلني كركوك قافلتي متى ترفرف يا عشاق راياتي
غدا سأذبح أحزاني و أدفنـها غدا سأطلق أنغامي الضحوكاتِ
ولكن نعتني للعشاق قاتلتي اذا أعقبت فرحي شلال حيراتِ
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا أمضي البوادي و اسماري قصيداتي
ممزق أنا لا جاه و لا ترف يغريك فيّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها لسال منـها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذبٌ نورُها وأنا تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي... ولكن عسر الحال مأساتي
فليمضغ اليأس امالي التي يبست و ليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
أمشي و أضحك يا ليلى مكابرةً علي أخبي عن الناس احتضاراتيْ
لا الناسُ تعرف ما خطبي فتعذرني و لا سبيل لديهم في مواساتيْ
لامو أفتتاني بزرقاء العيون ولو رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها ما أختاره الله لون للسماواتِ
يرسو بجفني حرمان يمص دمي و يستبيح اذا شاء ابتساماتي
عندي أحاديث حزن كيف أسطرها تضيق ذرعا بي أو في عباراتي
ينزلُ من حرقتي الدمع فأسألهُ لمن أبث تباريحي المريضاتِ
معذورةٌ انتِ ان أجهضتِ لي أمليْ لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ و جئت أبحث في عينيك عن ذاتيْ
و جئت أحضانك الخضراء منتشياً كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
أتيت أحمل في كفي أغنيةً أجترها كلما طالت مسافاتيْ
حتى اذا انبلجت عيناك في أفقٍ و طرز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ
غرست كفك تجتثين أوردتيْ وتسحقين بلا رفق مسراتيْ
واغربتاه...مضاعٌ هاجرتْ سفني عني وما أبحرت منـها شراعاتيْ
نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ و في كذبٍ؟ أم غرك البهرج الخداع ..مولاتي؟
توغلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشةٌ جئتُ ألقي كحل أجنحتي لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي والغدر حطم امالي العريضاتِ
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟ و هل ستشرق عن صبح وجناتي؟
ها أنت ايضا كيف السبيل الى أهلي؟ ودونـهم قفر المفازات
كتبت في كوكب المريخ لافتةً أشكو بها الطائر المحزون اهاتي
وأنت أيضا ألا تبتْ يداكِ اذا اثرت قتلي واستعذبت أناتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي)
(أنوار أحمد قد . . شعت من القمرين
ضاءت من الحسن . . ومن الشـهيد حسين
بيت النبوة كم . . يزدان بالسبطين
طوبى لمن نـهلوا . . من ذينك النـهرين
ما كان للأنسان . . فى الجوف من قلبين
لكن حبهما . . نسكنـه فى العينين
صلى الله عليك الله . . يا سيد الثقلين
وكذا على الحسن . . من وحد الصفين
وعلى الحسين لواء . . الحق فى الثقلين
وعلى الصحابة من . . قد وقروا الحسنين
تعداد من صلوا . . لله فى الحرمين)
الشاعر محي الدين بن عربي
(سبحانَ من كوَّن السماءَ والأرضَ والماءَ والهواءَ
وكونّ النارَ أسطقسّاً فاكتملتْ أربعاً وفاءَ
صعدَ ماشاءَهُ بخاراً وحلل المعصِراتِ ماء
ولم يكن ذاك عن هواها لكنـه كان حينَ شاءَ
وإنما قلتُ حينَ شاءَ من أجل مَن شرَّع الثناء
مع القبولِ الذي لديها فميّزَ الداءَ والدواء
منازلُ الممكناتِ ليستْ في كلِّ ما تقتضي سواءَ
فالأمرُ دورٌ لذاكَ كانتْ في الشكل كالأكرة ابتداء
تحرّكتْ للكمال شوقاً تطلبْ في ذلك اعتلاء
والأمر لا يقتضيه هذا بل يقتضي أمرُها انتماءَ
لولا وجودُ الذي تراهُ ما أوجد الصبحَ والمساء
والحكم بي ما استقلَّ حتى أوجدَ في عينِها ذكاءَ
من ضدّه كان كل ضدٍّ فلم يكن ذلك اعتداء
أضحكني بسطهُ ولمَّا أضحكني قبضهُ تناءَى
من كونـه مانعاً بخلنا والمعطي أعطى لنا السخاءَ
فلو علمتَ الذي علمنا كلَّهُ عطاءَ
صيرني للذي تراهُ على عيونِ النـهى غطاءَ
مِنْ خيرٍ أو ضدَّه جزاءض
وهو صحيحٌ بكل وجهٍ أثبتهُ الشارعُ ابتلاءَ
فقالَ هذا بذا ففكرْ إذ تسمعُ القولَ والنداءَ
والجودُ ما زال مستمرّاً أودعه الأرضَ والسماء
قد جعلَ الله ما تراه منـها ومنْ أرضِها ابتناءَ
فقال إنِّي جعلتَ أرضي فراشـها والسما بناء
فالأمرُ أنثى تمدُّ أنثى لكنـهُ رجحَ الخفاءض
من غيرة ٍ كان ما تراه مما بـه خاطب النساء
فذكر البعلَ وهو أنثى وعند ذاك استوى استواءَ
من يعرفِ السر فيه يعثر على الذي قلته ابتداء)
(إذا طلعَ البدرُ المنيرُ عشاءً رأيتَ لهُ في المحدثاتِ ضياءَ
وليسَ لهُ نورٌ إذا الشمسُ أشرقتْ وقد كان ذاك النورُ منـه عشاء
فما النورُ إلا من ذكاءٍ لذاكَ لمْ يكن يغلب البدرُ المنير ذكاء
فإنَّ لها محلين في ذاتها وفي صِقالة ِ جسمٍ غدوة ً ومساء
ألمْ ترَ أنَّ البدرَ يكسفُ ذاتَها إذا كانَ محقاً غيرة ً ووفاءض
ولكن عن الأبصار والشمسُ نورها بِها لمْ يزلْ يُعطي العيونَ جَلاءَ
وإدراكيَ المرئيَّ بيني وبينـها وقدْ جعلَ اللهُ عليهِ غِطاءَ
وهذا من العلمِ الغريبِ الذي أتى إليكمْ بهِ الكشفُ الأتمُّ نداءَ
وكلُّ دليلٍ جاءكمْ في معاندِ يخالفُ قولي فاجعلوهُ هباءَ
خُصصتُ بهذا العلم وحدي فلم أجد لهُ ذائقاً حتَّى نكونَ سواءَ
وبالبلدِ الجدباً طعمْتُ مذاقَهُ لذا لم أجدْ عنْ ذا المذاقِ غناءَ
أتاني بهِ أحوى ولمْ يأتني بهِ إذا سالَ وادٍ بالعلومِ غثاءَ
فزدتُ بـه لُطفاً وعلماً ولم أزد بهِ في وجودي غلظة َ وجفاءَ
وأعلمنَي فيهِ بأنَّ مـهيمني معي مثله فابنوا عليه بناء
علياً رفيعاً ذا عماد وقوّة بلا عمدٍ حتّى يكونَ صماءَ
مزينة بالأنجم الزهرِ واجعلوا قلوبكمُ فرشاً لها وغطاء
فيغشاكمُ حتى إذا ما حملتمُ بدت زينة ٌ تعطي العيونَ رواء
معطرة َ الأعرافِ معلولة ً للحمى يمدُّ بها كوني سناً وسناءَ
ليعجز عن إدراكه كلّ ذي حجى ويقبلُه منـهُ حياً وحياءض
سينصرُنُا هذا الذي قدْ سردتُهُ إذا كشفَ الرحمن عنك غطاء)
(ورثتُ محمداً فورثتُ كلاًّ ولوغيراً ورثتُ ورثتُ جزءاً
حصلتُ على معارفَ مفردات ٍ ولم أر لي بعلمِ الله كفؤا
لذلك ما اتخذت كلام ربي ولا آياتِهِ إذْ جئنَ هُزؤاً
فاقبلتِ النفوسُ إليّ عددا وقد أنشأتُها للعينِ نشأ
لقد أخرجت من فلك وأرض من العلم الإلهي لهنَّ خبأ
ولولانا لكانَ الخلقُ عمياً وبُكماً دائماً عوداً وبدءا
بنا فتح الإله عيونَ قومٍ قربن ومن نأى منـهنّ ينأى
وورثناهمُ بالعلم فضلاً فكانوا زينة ً خلقاً ومرأى
وكنّا في المصيفِ لهمْ نسيماً كما كنَّا لهمْ في البردِ دفأ
وضعنْا عن ظهورِ القومِ إصراً وما حملتْ ظهورُ القوم عبأ
لأنِّي رحمة ٌ نزلتْ عليهمْ كآنية بماء الغيثِ ملأى
فأروينا نفوساً عاطشاتٍ فلم تر بعد هذا الشربِ ظمأى)
(إذا النور من فارٍ أو من طُور سيناء أتى عاد ناراً للكليم كما شاء
فكلمـه منـه وكان لحاجة رآهُ بهِ فاسترسلَ الحالَ أشياءَ
وإنشاءَ ربُّ الوقتِ منْ حالِ منْ سعى على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء
وأما أنا من أجلِ أحمدَ لمْ أرى سوى بلة ٍ منْ قدرِ راحتنا ماءَ
فلم يك ذاك القول إلا ببقعة من الوادِ سمَّاها لنا طورَ سيناءَ
واسمعني منـها كلاماً مقدَّسا صريحاً فصحَّ القولُ لمْ يكُ إيماءَ
ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة وجاء بـه الله المـهيمنُ أنباء
فألقيتُ كلَّ اسمٍ لكوني وكونـهِ إذا انصف الرائي يفصل اسماء
وكان إلى جنبي جلوساً ذووا حجى ً فلم يفشـه من أجلهم لي إفشاء
وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينـها إلاَّ كلَّ مافي الكونِ للهِ لهُ بداءَ
إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها أتى الكشفُ يحييها من الحقِّ إحياءَ
وقدْ كانَ أخفاها من أجلِ عشرتي لنكرٍ بهمْ قدْ قامَ إذْ قالَ إخفاءَ
خفاها فلمْ تظهرْ دعاها فلمْ تجبْ وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء
ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا لناظره حتى إذا ما انتهى فاء
إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداءَ
وأرسل أملاكا بكل حقيقته إليهِ على حبٍّ وألفَ أجزاءَ
وأبدى رسوما داثراتٍ من البلى فأبرزَ أمواتاً وأقبرَ أحياءَ
وأظهر بالكاف التي عميت بها عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء
وما كانتِ الأمثالُ إلاَّ بنورهِ فكانت لهُ ظلاًّ وفي العلمِ أفياءَ
وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ لترتيبِ أنواء وحرَّم أنواء
فرَوْضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلة ٍ إذا طلهُ أوحى منَ الليلِ أنداءَ
فعطرَ أعرافاً لهاه فتعطرتْ أزاحَ بها عنْ روضهِ اليانعِ الداءَ
وصيرَها للداءِ عنـها مزيلة ٌ فكانت شفاءً للمسامِ وأدواءَ
وأطلع فيها الزهر من كلِّ جانبٍ نجوما تعالت في الغصون وأضواء
وقدْ كانتِ الأرجاءُ منْها على رحى فأوصلها خيراً وأكبرَ نعماءَ
فهذي علومُ القوم إنْ كنتَ طالباً ودعْ عنكَ أغراضاً تصدُّ وأهواءَ
فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه فإنَّ لهُ في شرعة ِ الكلِّ سيساءَ)
(إذا سدَّسَ الذاتَ النزيهة َ عارفٌ وأدرجَ في بدرٍ التمامِ ذكاءَ
وألحقَ أرواحَ العُلى بنفوسِها وأعطاك من نور السَّناء ضياء
وأحكم أشياءَ وأرسلَ حكمة ً وصيرَّ أعمالَ الكيانِ هَباء
فذاك الذي يجري إلى غير غاية ويطلعُ أقمارَ الشـهودِ عشاءَ
وتبصره يعطي صباحاً حياتَه ويقبضُهاه جوداً عليكَ مساءَ)
(لي الأرضُ الأريضة ُ والسماءُ وفي وسطي السواءُ والاستواءُ
لي المجدُ المؤثلُ والبهاءُ وسرُّ العالمينَ والاعتلاءُ
إذا ما أمتِ الأفكارُ ذاتي يحيرّها على البعد العماءُ
فما في الكون من يدري وجودي سوى من لا يقيدهُ الثناءُ
له التصريفُ والأحكام فينا هو المختارُ يفعلُ مايشاءُ)
(انظر إلى العرش على مائه سفينة ً تجري بأسمائهِ
واعجبْ لهُ من مركبٍ دائرٍ قد أودعَ الخلقَ بأحشائِهِ
يسبَحُ في بحرٍ بلا ساحلٍ في حندسِ الغيبَ وظلمائهِ
وموجه أحوالُ عشّاقه وريحهُ أنفاسُ أنبائهِ
فلو تراه بالورى سائراً من ألِفِ الخط إلى يائه
ويرجع العود على بدئه ولا نـهايات لابدائه
يكوِّر الصبحَ على ليلِه وصبحهُ يفنى بإمسائهِ
فانظر إلى الحكمة سيارة ً في وسط الفلك وأرجائه
ومن أتى يرغب في شانـه يقعدُ في الدُّنيا بسيسائِهِ
حتى يرى في نفسه فلكَه وصنعة الله بإنشائه)
(بالمالِ ينقادُ كل صعبٍ من عالم الأرض والسماء
يحسبه عالمٌ حجاباً لم يعرفوا لذة َ العطاءِ
لولا الذي في النفوسِ منـهُ لم يجب الله في الدعاء
لا تحسب المال ما تراه من عَسْجد مشرقٍ لرائي
بل هو ما كنتُ يا بنيّ بـه غنياً عن السواء
فكنْ بربِّ العلى غنيّاً وعاملَ الحقَّ بالوفاءِ)
( لا تحملنَّ لمنْ يمنُّ ... من الأنامِ عليكَ مِنَّهْ
- واخترْ لنفسِكَ حَظَّها ... واصبرْ فإِن الصبرَجُنَّهْ
- مِنَنُ الرجالِ على القلو ... بِ ( القلوب ) أشدُّ من وَقْعِ ألسنـهْ
الشافعي)
(فللهِ قومٌ في الفراديسِ مذ أبتْ قلوبهم أن تسكن الجوَّ والسما
ففي العجلِ السرُّ الذي صدعتْ له رعودُ اللظى في السفلِ من ظاهر العجى
وأبرقَ برقٌ في نواحيهِ ساطعٌ يجلِّلُهُ من باطنِ الرجلِ في الشوى
فأولُ صوتٍ كان منـه بأنفه فشمته فاستوجبَ الحمدَ والثنا
وفاجأهُ وحيٌ من اللهِ آمرٌ وكان له ما كان في نفسه اكتمى
فيا طاعتي لو كنتِ كنتُ مقرباً ومعصيتي لولاكِ ماكنتُ مجتبى
فما العلم إلا في الخلافِ وسرِّه وما النورُ إلاَّ في مخالفة ِ النـهى)
(وإخوَانٍ حسِبتهُمُ دُرُوعاً ... فكانوها ولكنْ للأَعَادِي
وخلتُهُمُ سِهاماً صائِباتٍ ... فكانوها ولكنْ في فُؤادِي
وقالوا قد صَفَتْ منَّا قُلوبٌ ... لقدْ صَدَقوا ولكنْ من ودَادِي
وقالوا قدْ سَعينَا كلّ سَعْيٍ ... لقدْ صَدَقوا ولكنْ في فَسادِي )
(مَهْلَكْ تَمَهّلْ يا مَلَكْ .. واسْمَعْ أنا رِيدْ أسْألَكْ
كِيفْ أنا وْقِعْتْ بْهَواكْ .. مِتْلْ الْحَمامَة بِالشّرَكْ
يا مَلَكْ .. سُبْحانْ رَبّي ما أجْمَلَكْ
سُبْحانْ يَلّي بِالْهَوَى .. شالْ الْقَلِبْ مِنّي إلَكْ)
(تزَودْ من التقـــوى فإنكَ لا تدري ** إذا جنَّ ليلٌ هلْ تعيشَ إلى الفجر؟
فكمْ من صحيحٍ ماتَ من غيرِ علةٍ ** وكمْ من عليلٍ عاشَ حينًا من الدهرِ
وكمْ من صغارٍ يرتجى طولَ عُمْرَهْم ** وقدْ أُدْخِلَتْ أجسادَهُمْ ظُلمَة القبرِ )
(ازرع جميلاً ولو في غير موضعه ** فلا يضيـع جميـل أينمـا زُرعـا
إن الجميــل وإن طال الزمـان بـه ** فليس يحصده إلا الذي زرعا )
(أهداك ربك للورى يا سيدي ** فيضاً من الأنوار والنفحاتِ
الحق أنت وأنت إشراق الهُدَى ** ولك الكتاب الخالد الصفحاتِ
من يقصد الدنيــا بغيـرك يلقــها ** تيــهاً من الأهوال والظلمـاتِ )
نصر الدين طوبار
1- يا مالك الملك
يا مالكَ المُلك ..أنت المُستجار بهِ
من ذا لهُ لائذٌ بالباب نادَاك
مسبحٌ بك .. مملوءٌ بحُبّك .. مشغُوفٌ بقُربِك .. مشغُولٌ بنجوَاكَ
راضٍ بما أنت ترضَي ... ومتخذٌ إليكَ منكَ طريقاً من عطَاياك
--------
2- يا مؤنسي
يا مؤنِسي فى وحدَتى
يا مُنقذِى فى شِدتى
يا سَامعاً لنِدائي
فإذا دَجَى لَيلِي وطال ظلامُهُ
نادَيتُ يــآربّ .. فكُنتَ ضِيائِي
--------
3- يا إله العالمين (والقلب شاك عليله)
يا إلَه العالمينَ حَنِيني دآئمٌ
والقلبُ شـآكٍ عَليلُه
سالَ دَمعِي يا إلَهي
ولَولا غُربَتي , ما كان دَمعي يسيلُ
غُربَتي نَجوى .. ونيرانُ شَوقٍ
وأسىً بـآكٍ .. وليلٌ طويلُ
وإذا ضاقت فنجوَى دُعائي
حسبيَ اللهُ ونعم الوكيلُ
---------
4- انا العبد
أنا العبدُ المُقرّ بكل ذنبٍ .. وأنت السيّدُ المَولَى الغفورُ
فإن عذّبتَنِي فبسوء فِعلِى .. وإن تغفر فأنت بهِ جديرُ
أفرُّ إليك منك .. وأين إلاّ إليك يفرّ منك المُستجير
---------
5- يا عالم السر
يآ عالمَ السرّ لا يَدري بهِ أحدٌ .. ومُعطِيَ الحمد من بالحمد لبّاكَ
إيّاكَ نعبُد لا خوفاً ولا طمَعاً .. لكن حنيناً إلى أنوارِ رؤياكَ
الله الله فى روحٍ تحنّ .. وفى قلبٍ يئنّ .. بنار الشوق ناجاكَ
بحقّ طهَ وآل البيتِ ترحمُني .. وإن تُحاسب على ذنبي فرُحمآكَ
6- إلهى
إلهى دموع العين جاريةٌ .. والقلبُ تحرقُه فى أضلعي النارُ
إن ضلّ قلبي فقلبي أنت تعرفه .. او كان ذنبي كبيراً أنت غفّـارُ
يا غافرَ الذنب أنت غفّارُ .. يا مُسدِلَ الستر أنت ستّارُ
--------
7- يا سالكين الدرب
الله كان ولا شئٌ سِواه .. بِلا بدإ ٍ ولا مُنتهىً , ربٌّ عبدناهُ
إن ضاق أمرٌ دعوناه .. وإن نزَلت بنا الشدائد عن قُربٍ سألناهُ
يا سالكين إليه الدرب لا تقِفوا .. طابَ الوصول لمحرومـٍ تمنّاهُ
يا ربّ يا خير مأمولٍ .. وأكرم مسئول .. وأعظم مقصودٍ قصدناهُ
رُحماك رُحماك رُحماك .. لا تحرم عبادك من رضاك .. وامنحهُمُ ما أنت ترضاهُ
يا ربّ هيّئ لنا من أمرنا رَشَداً .. يهدي إلى الحق من ضلّوا ومن تاهوا
--------
8- ذقت الهوى
ذُقت الهوى مُــّراً , ولم أذق الهَوى يارب حُلواً , قبل أن أهواكَ
يا غافرَ الذنب العظيم .. وقابلاً للتَوب .. قلبٌ تائبٌ ناجاكَ
رَبّاهُ ها أنا ذا خَلُصتُ من الهَوى .. واستقبل القلب الخليُّ هَواكَ
وتركت أُنسيِ بالحياةِ ولَهوِها .. ولقيتُ كل الأُنس فى نجواكَ
ونسيت حُبّي واعتزلت أحبّتي .. ونسيتُ نفسي خوف أن أنساكَ
ذُقت الهوى مُــّراً , ولم أذق الهَوى يارب حُلواً , قبل أن أهواكَ
يا غافرَ الذنب العظيم .. وقابلاً للتَوب .. قلبٌ تائبٌ ناجاكَ
سبحانك جلّ جلالك يا الله
---------
9- مجيب السائلين
مُجيبَ السائلين حَمَلتُ ذنبي وسِرتُ على الطريق إلى حِماكَ
ورُحتُ أدقّ بابكَ مستجيراً , ومُعتذراً , ومُنتظراً رضاك
دعوتُك يا مفرّج كل كربٍ .. ولستَ تردّ مكروباً دعَاكَ
وتُبتُ إليك توبةَ من تراهُ غريقاً فى الدموع ولا يراكَ
----------
10- يارب عدت الى رحابك تائبا
ياربّ عُدت إلى رحابكَ تائباً .. مُستسلماً مُستمسكاً بــِعُراكَ
أدعوكَ ياربّي لتَغفرَ ذلّتي وتُعينَني وتُمدّني بهُداكَ
فاقبل دعائي واستجب لرجاوَتي .. ما خابَ يوماً من دَعا ورجاكَ
11- هو الله
هو الله ربُّ الوجودِ ولا معبود إلاّهُ
سبحانـه .. قد تجلّىَ فى تَفرّدِهِ وفى عُلاه وفى نُعمىَ عطاياهُ
سبحانـه .. ذو الجلال الحق, رحمتُهُ ظلٌّ لقدرتهِ سرٌ لنَجواهُ
مُدبّرُ الفلَكِ الدوّار .. حامِلهُ لمُستقرٍ له يسعى ليلقاهُ
12- يا ودوداً
يا ودوداً قد ضمّنا بالتآخي .. فى ظلالٍ ندِيّةِ الأرجاءِ
وإليها نلوذ نستمطرُ الغُفران .. من فيضكَ السَخيّ العطاءِ
قد أتيناكَ طائعين , مُنيبين , ونرجوا الرجوع بالآناءِ
بالثوابِ المَرجوّ , والعفو والصفح .. عسانا نكونُ فى العُتقَاءِ
من عذابِ السعير, من هولِ ما نلقاهُ يوم الحسابِ عند اللقاءِ
13- ضياؤك مشكاتى
ضياؤكَ مشكاتي , وفيضُكَ منبَعي .. وفضلُكَ مِرآتِي , وعدلُكَ مَرجِعي
وأنت إلهُ العدل والفضل والندىَ .. وربُّ الأيادي والجلالِ المَمنّعِ
بك الخلق والإيجادِ فى كلّ كائنٍ .. بك الرزقُ والإمدادِ فى كلّ موضعٍ
لك الحمدُ فى نُطقٍ وصمتٍ .. لك الحمدُ فى مشـهدٍ وغيبٍ
ومَرئىً فى الضمير ومسمعٍ
فكم لك من لُطفٍ .. وكم لك من عطفٍ
وكم لك من بر ٍ شفىَ همّ والهٍ ,ولوعةَ محزونٍ وبؤس مُروّعٍ
مواهبُ رزّاقٍ .. وحكمةُ خالِقٍ .. وإنعامُ رحمَنٍ .. وإتقانُ مُبدعٍ
فأيُّ دليل حارَ فيك عن الهُدي .. ومنك الهُدىَ قد لاحَ فى كل مطلَعٍ
-----------
14- سبحانك
سبحان ذاتك يا من لا شبيهَ لهُ .. وما رأيناك لكنّا عرفناكَ
يا سامعاً دعوةَ المظلومِ صاعدةً .. وظالمُ النفس يخشاها ويخشاكَ
رُحماك فالطُف بنا فيما قضيتَ بهِ .. واغفر لنا واهدِنا دوماً لنُعماكَ
ولا تُخيّب رجاءً لي وخُذ بيَدي .. مالي سِواك ومالى عنكَ إلاّكَ
-----------
15- يامن رضيت لنا
يامن رَضيتَ لنا دينَ الهُدىَ دينا .. حمداً إليك فذاكَ الفضلُ يكفينا
يا رازقَ الطير فضلاً أنت سابغُهُ .. أوليتنا نِعَماً فاقت أمانينا
يا فالِقَ الصُبحِ فى الأرجاءِ من ظُلَمٍ .. يا صاحب الأمرِ أنت المُرتجَىَ فينا
يا كاشفَ الضُرّ يا رحمَنُ يا صَمَدُ .. يا من يُجيرُ وإن ندعوا يُلبّينا
تُبنا إليك فطهّرنا بمغفرةٍ .. واهدِي الخلائقَ واقبل من تناجِينا
نـبـي الـبـر بـينـه سـبيلا
و سـن خـلاله و هدى الشعابا
تـفرق بـعد عيسى الناس فيه
فـلما جـاء كـان لـهم مـتابا
وشـافي النفس من نزغات شر
كـشاف مـن طـبائعها الذئابا
وكـان بـيانـه لـلهدي سـبلا
و كـانت خـيله لـلحق غـابا
و عـلمنا بـناء الـمجد حـتى
أخـذنا إمرة الأرض اغـتصابا
و مـا نـيل الـمطالب بالتمني
و لـكن تـؤخذ الـدنيا غلابا
و مـا استعصى على قوم منال
إذا الإقـدام كـان لـهم ركـابا
تـجلى مـولد الهادي و عمت
بـشائره الـبوادي و الـقصابا
و أسـد ت لـلبرية بنت وهب
يـدا بـيضاء طـوقت الرقابا
لـقد وضـعته وهـاجا مـنيرا
كـما تـلد الـسماوات الشـهابا
فـقام عـلى سماء البيت نورا
يـضيء جـبال مـكة و النقابا
و ضـاعت يثرب الفيحاء مسكا
و فـاح الـقاع أرجـاء و طابا
أبـا الزهراء قد جاوزتُ قدري
بـمدحك بـيد أن لـي انتسابا
فـما عـرف الـبلاغة ذو بيان
إذا لــم يـتخذك لـه كـتابا
مـدحت الـمالكين فزدت قدرا
وحين مـدحتك اقتدت السحابا
)
(يَا مَنْ إِلَيْهِ الْوُجُوهُ خَاشِعَة ٌ
ومن عليهِ في الكونِ معتمدى
مددتُ كفِّى إليكَ مُبتهلاً
وَأَنْتَ حَسْبِي، فَلاَ تَرُدَّ يَدِي)
(فليتُكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ ... وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ ... وبيني وبينَ العالمينَ خراب
ُإذا صحَّ منكَ الودُ فالكلُ هينٌ ... وكلَ الذي فوقَ الترابِ ترابُ.
_______
ابو فراس الحمداني)
(إعلم أنـه فساد عظيم.. أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع
____________
الامام مالك)
(أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ ** تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ ** يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى ** عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ ** أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
#المتنبي)
(مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ بـه إلاك يا سَندي؟
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاجيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائذ و جل..
ومن يعذ بك لَن يَشّقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها..
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي..
تَحّلو مرارة عيش فى رضاك..
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد..
من لي سواك؟ ومن سواك يرى قلبي ويسمعه؟
كُل الخلائق ظل في يد الصَمد..
أدّعوك يَاربّ فأغّفر ذلّتي كَرماً..
و أجّعَل شفيع دعائي حُسن مُعتَقدّي
و أنّظُر لحالي..في خَوّف و في طَمع..
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ بـه إلاك يا سَندي؟)
(من ذا الذى ذاق حلاوة محبتك فرام عنك بدلاً؟
و من ذا الذى أنِسَ بقربك فابتغى عنك حِوَلاً؟
______
الإمام زين العابدين بن الحسين )
تاريخـي! ما لي تاريـخٌ
إنـي نسيـان النسيـان
إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
جـرحٌ بملامـح إنسـان
#نزار_قباني
بينى وبين النفس حرب سجال
وأنت يا رب شديد المحال
أنتظر العفو ولكننى
خجلان من علمك سوء الفعال
#عمر_الخيام
(عجبتُ منك و منـّـي يا مُنـْيـَةَ المُتـَمَنّـِي
أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي
وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي
يا نعمتي في حياتــي و راحتي بعد دفنـــي
ما لي بغيرك أُنــسٌ من حيث خوفي وأمنـي
وإن تمنيْت شيْــــاً فأنت كل التمنـّـــي
ــــــــ
الحلاج )
ثقيلٌ هو الحلم إن صار وهمًا
وضاق بـه العمر حتى إستجار
سأمضي إلى الحلم مـهما توارى
ومـهما طغى اليأس فينا وجار
#فاروق_جويدة
سيري ببطءٍ يا حياة لكي أَراك بكامل النقصان حولي
كم نسيتك في خضمّك باحثًا عني وعنكِ
وكلما أدركتك سرًا منكِ قلتِ بقسوةٍ: ما أجهلك!
#محمود_درويش
(يا صاحـــــبى مـــا آخـــر التــرحــــال،
و أين مـــا مــضـى من ســالف الليــال،
أين الصـبا، وأين رنة الضـحك؟
ذابــــــــــت ..؟!
كـــــأنـهــــــــا رســـــم عــلى المـــاء،
أو نـقــش عـلـى الــرمــــــــــــــــــال،
كـــــأنـــهـــــــــــــــــا لــــم تــكــــن،
كـــــــأنــهـــــــــا خــــــــيــــــــــــال.
أيقــتل الــنـاس بعـــضـــهم بعــضــــا،
عـــلـــى خـــــــــــــيــــــــــــــــــــال،
عـلـى مـــــتــــــــــاع كـــلـــــــه زوال،
علــى مـســلسـل الأيــام واللـيــــال،
فـى شـاشــة الوهـم ومــرآة المِحـال.
إلهـى يـا خالـق الـوجــدِ .. مـن نـكـون
مـن نـحـن .. مـن هُـمـــو .. و مـن أنــا
ومـــا الـذى يـجــــــرى أمــــــامــــنـا
ومـــا الــزمــــان والــوجــودُ والفَـنــا
ومــــا الخــلـــقُ والأكــــوانُ والدُنــا
ومـــن هــنــــاك .. مــــــن هــــنــــا
أصــــــابـنــــى البــــــهـت والحنـــون
مـــــــــاعـــــــــــــــــدت ... أدرى
ومــــــا عـــــــاد يُـعَبِّـــــر المــقــــال.)
(المرء يشـــــــــــتهي الدنيا بما فـــيها
ولـــــــكنـه يخــــاف الرقيب بانيــــــــها
اخـاف عـــــذاب نـــــــار قد اعـــــــــدت
لكل من أطـــــــــــاع نفسه ولا يعصيها
نـــــــــــــار جـــــــــــــــــــهنم وما ادراك
الـــــــــــــــناس والحجاره تحــــــــييها
فاتقي الله وافــــــعل الخــــــــــــــــــير
واعلم يا عاصــــــــــــــي انك ملاقيها
اللهــــــــــــــــــــم اني اعوذ بك منـها
فانصرني علي نفسي ونجيهـــــــــا
وارزقنا جنات عدن الـــــــــتي وعدت
حتي تجد نفســــــــــــي ما يلهيها
نفس جاءت الي الــــــــدنيا مضطره
طفل يبكي كأنـه يعرف مجــــــــاريها
مطمئنـه راضيه مرضيه لوامـه ملهمـه
امــــاره بالسوء لله الامر هو ناشيها
وكـــــــــــــــــم من نفس جاءت الي
دار الــــمذنبيبن بـيــــــن اهــــــليها
ولقـــد عشــــــت في الدنيا متحيرا
حتي اعلم خباياها ومـــــا تخفييها
فيالـــــها من لـــــــغز لا يعلمــــه الا
خبير قدير خالق كــــــل شيء فيها
فسبــــــح واحرص علي الــــــــعلم
لـــتقترب الــــــي من ســــــيفنيها
واندم علــــــــي ما فاتك من لــــهو
واعلـــــــــم انك للارض ملاقيهـــــــا
وستخـــــــــرج من دنياك كارهـــــــا
ولا تعـــــــلم ســـــــوي مغانيهـــــــا
فأغــــــــــــرس في نفسك التـقوي
وكم تمنيت يا الله ان لا تحــــــييها)
(ذنوبي وسعت كل شـــــــيء
وربــــــي كان بي ارحــــــــــم
فتقبلي يا الله في عبــــــــادك
لتدخل نفسي جنتك وتنعــــم)
(احذر نفسي الكاظمـه للغـــيظ
لانجو من العواقــــــب الشديده
وهكذا اكون قد فزت باللــــــــــه
ودخلت رحمته وجنته المجيده)
(لولا ان القتل حرام لقتلت كثير من البشـر
ولمخافه الله اتمني العيش فوق القمـــــــر)
(1/)
- أدمِ المروءةَ والوفاءَ ولا يكنْ ... حبلُ الديانةِ منكَ غيرَ متينِ
- والعزُّ أبقى ما تراهُ لمكرمٍ ... إِكرامـهُ لمروءةٍ أو دينِ
ابن حميدس
(1/)
- 3 - المرض والداء
(1/)
- فلا تكونَن كمن القَتْهُ بِطنتهُ ... في غَمْرةِ البحر لا ينجو وإِن سَبَحا
عبد اللّه بن الزبير
(1/)
(1/)
- دَوَاؤكَ فيكَ وما تَشْعُرُ ... ودواؤكَ منكَ وما تبصرُ
- وتحسبُ أنكَ جرمٌ صغيرٌ ... وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ
علي بن أبي طالب
(1/)
- لقد هاجَ الفراغُ عليكَ شغلاً ... وأسبابُ البلاءِ من الفراغِ
شاعر
(1/)
(1/)
- نعلَّلُ بالدواءِ إِذا مَرِضْنا ... وهل شيفي من الموتِ الدواءُ ؟
- ونختارُ الطبيبَ وهل طبيبٌ ... يؤخرُ ما يقمـهُ القضاءُ
- وما أنفاسُنا إِلا حسابٌ ... وما حركتُنا إِلا فناءُ
ابن نباته السعدي
(1/)
- لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَيبُّ بـه ... إِلا الحماقةَ أعْيَتْ من يداويها
شاعر
(1/)
- 4 - المزاح والهزل
(1/)
- أقللِ المزاحَ في الكلام احترازاً ... فبإِفراطه الدماءُ تراقُ
- قلةُ السُّمِّ لا تضرُّ وقد يق ... تلُ ( يقتل ) مع فرطِ أكلِه الدرياقُ
- فأقللِ المزحَ ما استطعتَ ولا تأ ... تِ ( تأت ) بنزرٍ إِلا وفيه احتياطُ
- وتوقَ الإِفراطَ فيه فقد يف ... رطُ ( يفرط ) في وَضْيعِ قَدْرِكَ الإِفراطُ
صفي الدين الحلي
(1/)
- 4 ( تابع ) - بَلِيَّةُ التدخين لأحد الشعراء
(1/)
- إِياكَ من عادةٍ تلقيكَ في محنِ ... لا سيما ما فشا في الناسِ من نتنِ
- يفترُ الجسمَ لانفعٌ بـه أبداً ... ويورثُ الضَّر والأسقامَ في البدنِ
- أفتى بحرقيه جمعٌ بلا شططٍ ... فاحذرْ مقالةَ من يرميكَ بالوَهَنِ
- فلا يفرنْكَ من في الناسِ يشربُه ... فالناسُ في غفلةٍ من واضحِ السُّننِ
- يا ويحَ زوجته من نتنِ ريحهِ ... فكم تُقاسي عناءً طيلةَ الزمنِ
- سيكارةٌ في فمٍ والنارُ داخلَها ... تجرُّ للقلبِ نيراناً ودنانا
- كم من فقيرٍ عديمٍ قوتَ ليلهِ ... يضيعُ في شربهِ أهلاً ووِلْدانا
- وكم طبيبٍ نـهى عنـه السقيمَ فلم ... يزلْ مُصراً فذاقَ الموتَ ألوانا
- وكم تؤرقُ ليلاً مُبْتلى فيبيتْ ... يشكو سُعالاً يعدُّ النجمَ سَهْرانا
- ويوقدُ النارَ والدخانَ في جشعٍ ... يبقى السرورَ فعادَ الأمرُ أحزانا
- فتبْ إِلى اللّهِ من شربٍ لها وأفقْ ... وجنبِ النفسَ أمراضاً وخُسرانا
- وخالفِ النفسَ والشيطانَ وانصحها ... فمامن هما مَحَضاكَ النصحَ أحيانا
- إِن المُزاحَ بَدْؤُهُ حلاوهْ ... لكنما آخرهُ عداوةْ
- تذهبُ هيبةَ الفتى المـهيبِ ... بكثرةِ المَزْحِ من القلوبِ
- يحقدُ منـه الررجلُ الشريفُ ... ويجتري بسخفِهِ السخيفُ
الشيخ عبد اللّه السابوري
(1/)
- أما المزاحَ فدعْهً ما استطعتَ ولا ... تكنْ عبوساً ودارِ الناسَ عن كملِ
- واصمتْ فللصمْتِ أسرارٌ تضمنـها ... ما نالَها قطٌ إِلا سيدُ الرسلِ
- واستشعرِ الحلمَ في كلِّ الأمورِ ولا ... تبدرْ ببادرةٍ إِلا إِلى رجلِ
- وإِن بُليتَ بشخصٍ لا خلاقَ له ... فكنْ كأنكَ لم تسمعْ ولم يقلِ
- ولا تمارِ سَفيهاً في محاورةٍ ... ولا حليماً لكي تنجو من الزللِ
- ولا يغركَ من تَبْدُ بشاشتُهُ ... إِليك مكراً فإِن السُّمَّ في العسلِ
صلاح الدين الصفدي
(1/)
- لا تجعلِ الهزلَ دأباً فهو منقصةٌ ... والجِدُّ تعلو بـه بين الورى القيمُ
- ولا يغرنْكَ من ملكٍ تبسمـهُ ... ماسحتِ السحبُ إِلا حينَ تبتسمُ
ناصح الدين بن الدهان
(1/)
- لا تمزحنَّ فإِن مَزَحْتَ فلا يكنْ ... مزحاً تضافُ بـه إِلى سُوءِ الأدبْ
- واحذرْ ممازحةً تعودُ عداوةً ... إِن المزحَ على مقدمةِ الغضبْ
هبة اللّه البغدادي
(1/)
- إِذا مازحتَ الرجالَ فلا تلعْ ... وقلْ مثل ما قالوا ولا تتزيَّدِ
- وإِياكَ من فرطِ المزاحِ فإِنـه ... جديرٌ بتسفيهِ الحليمِ المسددِ
عدي بن زيد التميمي
(1/)
- وربْ كلامٍ قد جَرَىْ من ممازحٍ ... فساقَ إِليه سهمَ حَتْفٍ معجَّلا
- فدعْ عنك قربَ المزح لا تقربنَّهُ ... كفى بامريءٍ وَعْظاً إِذا ما تكهلا
هدْبة بن خشرم
(1/)
- تلقى الفتى يلقى أخاه وخدنَه ... في لحن منطقةِ بما لا يغفرُ
- ويقول : كنت مُمازحاً ومُلاعِباً ... هيهاتَ نارُكَ في الحَشَىْ تتسعَّر
- أوما علمْتَ وكان جهلُكَ غالباً ... أن المزاحَ هو السبابُ الأصغرُ
محمود الوراق
(1/)
- 5 - المصيبة والمحنة
(1/)
- ليس البليةُ في أيامِنا عَجَباً ... بل السلامةُ فيها أعجبُ العجبِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- وما الدهرُ والأيامُ إِلا كما ترى ... رزيةُ مالٍ أو فراقُ حبيبِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- هو الدهرُ لا يبقي على لائذٍ بـه ... فمن شاءَ عيشاً يصطبرْ لنوائبه
- فمن لم يُصَبْ في نفسِه فمصابهُ ... يفوتِ أمانيه وفَقْدِ حبائبِهْ
ابن خاتمة الأنصاري
(1/)
- مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لا تنقضي ... وسرورُهُ يأتيكَ كالأعيادِ
- مَلَكَ الأكابرَ فاستقَّ رقابَهُمِ ... وتَراه رِقاً في يَدِ الأوغادِ
الشافعي
(1/)
- ولو رفعَ اللّهُ عنا البلا ... ءَ ( البلاء ) لم ندرِ ما خطرُ العافية
المبررد
(1/)
- وكل شديدةٍ نَزَلَتْ بحيٍ ... سيأتي بعد شِدَّتِها رُخاءُ
- كذاكَ الدهرُ يصرفُ حالتيهِ ... ويعقبُ طلعةَ الصبحِ المساءُ
قيس بن الخصيم
(1/)
- كُلُّ المصائبِ قد تمرُّ على الفتى ... فتهونُ غيرَ شماتةِ الحسادِ
ابن قنبر
(1/)
- وكلُّ مصيبات الزمانِ وجدتُها ... سوى فرقةِ الأحبابِ هينةَ الخطبِ
شاعر
(1/)
- ولرب نازلةٍ يضيقُ لها الفتى ... ذَرْعاً وعندَ اللّهِ منـها المخرجُ
- ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُها ... فرِّجَتْ وكنْتُ أظنُّها لاتفرجُ
الشافعي
(1/)
- تعزي المصيباتُ الفتى وهو عاجزْ ... ويلعبُ صرفُ الدهرِ بالحازمِ الجَلْدِ
- بذا قضتِ الأيامُ مابينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ
توبة المتنبي
(1/)
- فكنْ في كُلِّ نائبةٍ جريئاً ... تصبْ الرأي إِن خطئ الجبانُ
المعري
(1/)
- ليستِ النكبةُ عاراً إِن تكنْ ... حافزاً للنصرِ سعياً وعملْ
- رب وإِن سادرٍ في لهوهِ ... أيقظتْهُ صيحِهِ الثأرِ بطلْ
- أخيبُ الناسِ تقي خاملٌ ... يَذْكُرُ اللّهِ ويَرْضَى بالكسلْ
زكي قنصل
(1/)
- خليليَّ واللّهِ ما من ملمةٍ ... تدومُ علي حيٍ وإِن هي جَلَّتِ
- فإِن نزلتْ يوماً فلا تخضعنَّ لها ... ولا تكثرِ الشكوى إِذا الفعل زلتِ
- فكم من كريمٍ يُبْتَلَىْ بنوائبٍ ... فصابَرَها حتى مَضَتْ واضْم " َحَلَّتِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- إِذا النائباتُ بلغْنَ المدى ... وكادتْ تذوبُ لهُنَّ المجُ
- وحلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ ... فعندَ التناهي يكونُ الفرجْ
- لا تجزعنَّ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... واصبِرْ ففي الصبرِ عندَ الضيقِ متسعُ
- إِن الكريمَ إِذا نابتْهُ نائبةٌ ... لم يبدُ منـه على علاتِه الهلعُ
- لا تكرهِ المكروهَ عند نزولِهِ ... إِن المكارِه لم تزلْ متباينـه
- كم نعمةٍ لم تستقلَّ بشكرها ... للّهِ في طيِّ المكارِه كامنـهْ
علي بن أبي طالب
(1/)
- عجبتُ لجازعٍ باكٍ مصابٍ ... ذي اكتئابِ
- يَشُقُّ الجيبَ يدعو الويلَ جَهْلاً ... كأن الموتَ بالشيءِ العُجابِ
- وساوى اللّهُ فيه الخلقَ حتى ... بنيَّ اللّهِ منـه لم يُجابِ
- له مَلْكٌ ينادي كُلَّ يومٍ ... لدوا للموتِ وابنُوا للخرابِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- ومن البلاءِ وللبلاءِ عَلامةٌ ... أن لا يرى لك عن هواكَ نُزوغُ
- العبدُ عبدُ النفسِ في شـهواتِها ... والحُرُّ يشعُ تارةً ويَجُعُ
- وكفاكَ من غير الحوادثِ أنـه ... يبلى الجديدُ ويحصدُ المزروعُ
علي بن أبي طالب
(1/)
- أتصبرُ للبلوى عزاءً وحِسْبةٍ ... فتؤجرَ أم تسلو سَلُوَّ البهائمِ
- خُلِقْنا رجالاً للتجلدِ والأسى ... وتلكَ الغواني للبكا والمآتمِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- ما جلَّ خطبٌ ثم قيسَ بغيرهِ ... إِلا وهنـهُ القياسُ وصَغَّرا
- أجدُ الحياةَ حياةَ دهرٍ ساعةً ... وأرى النعيمَ نعيمَ عُمْرٍ مُقْصِرا
- وأعدُّ من حزمِ الأمورِ وعزِمِها ... للنفسِ أن تَرْضَى وألا تَضْجَرا
أحمد شوقي
(1/)
- كلما قلنا استرحْنا ... جاءَنا شغلٌ جديدُ
- وخُطوبٌ ينقصُ الصب ... رُ ( الصبر ) عليها وتَزيدُ
- تعبٌ لاحمدَ فيه ... لا ولا عيشٌ حَميدُ
- وأرى الشَّكْوى لغيرِ ال ... لّهِ ( الله ) شيءٌ لا يفيدُ
بهاء الدين زهير
(1/)
- ألا ربَّ عسرٍ قد أتى اليُسْرُ بعدَهُ ... وغمرةِ كربٍ فرجعتْ لكظيمِ
- هو الدهرًُ يومُ يومُ بؤسٍ وشدةٍ ... ويومُ سرورٍ للفتى ونَعيمِ
محمد بن زنجي البغدادي
- لا تشكُ خطباً إِذا حاولْتَ مكرمةً ... تنوءُ بالجبلِ الراسي ولا تهنِ
- إِن المكارمَ لا تعطي مقادتَها ... نذلاً جباناً عليها غيررَ مؤتمنِ
- من يصطبرْ للخطوبِ الدهمِ تقرعُهُ ... يمجدْ ومن هابَ أسبابَ العُلا يهنِ
مصطفى الغلاييني
(1/)
- إِذا ما عرا خطبٌ من الدهرِ فاصطبرْ ... فإِن الليلي بالخطوبِ حواملُ
- وكُلُّ الذي يأتي بـه الدهرُ زائلٌ ... سريعاً فلا تجزعْ لما هو زائلُ
علي بن أبي طالب
(1/)
- على قدرِفضلِ المرءِ تأتي خطوبهُ ... ويُعْرَفُ عندَ الصبرِ فيما يصيبهُ
- ومن قَلَّ فيما يتقيه اصْطِبارُه ... فقد قَلَّ فيما يَرْتجيه نَصيبهُ
العماد الأصبهاني
(1/)
- الحكمُ للّهِ ما للعبدِ منقلبٌ ... إِلا إِليه ولا عن حكمِه هربُ
- والمرءُ ما عاشَ في الدنيا أخو مِحَنٍ ... تصيبُه الحادثاتُ السودُ والنوبُ
- فإِن يساعدْه في اثنائِها فرجٌ ... تسارعَتْ نحوه في إِثرِهِ كربُ
- حتى إِذا ملَّ من دنياه فاجأه ... في أرضِه كانَ أوفي غيرِها العَطَبُ
علي الفجكردي
(1/)
- إِذا أصبحتَ في عسرٍ ... فلا تَخْزَنْ له وافْرَحْ
- فبعدَ العُسْرِ يُسْر عا ... جِلٌ ( عاجل ) واقرأْ ألم نَشْرَحْ
بهاء الدين زهير
(1/)
- لقد كانَ الزمانُ عليَّ أنحى ... بأحداثٍ غَصَصْتُ لها بريقي
- فقد أَسْدى إِليَّ يداً بأني ... عَرَفْتُ بها عدوي من صديقي
محمد بن بشران
(1/)
- ألا فاصبرْ على الحدَثِ الجليلِ ... وداوِ جَوَكَ بالصبَّبْر الجميلِ
- ولا تيأسْ فإِن اليأسَ كفرٌ ... لعل اللّه يُغْني من قليلِ
- وإِن العسرَ يتبعُه يسارُ ... وقولُ اللّهِ أصدقُ كل قيلِ
- فلو أن العقولَ تَجُرُّ رِزْقاً ... لكان الرزقُ عندَذويْ العقولِ
- فما نُوَبٌ الحوادثِ باقياتٌ ... ولا البؤسى تدومُ ولا النعيمُ
- كما يمضي سرورٌ وهو جَمٌ ... كذالكَ ما يسوؤكَ لا يدومُ
- فلا تهلكْ على ما فاتَ وَجْداً ... ولا تفرْدكَ بالأسفِ الهُمومُ
علي بن أبي طالب
(1/)
- إِذا نالكَ الدهرُ بالحادثاتِ ... فكن رابطَ الجأشِ صعبَ الشكيمةْ
- ولا تُهِنِ النفسَ عند الخطوبِ ... إِذا كانَ عندَكَ للنفسِ قيمةْ
- فواللّه ما لقي الشامتون ... بأحسنَ من صبرِ نفسٍ كريمةْ
طلححة بن محمد
(1/)
- كلَّ يومٍ غريبةٌ للخطوبِ ... وعجيبٌ ينسيكَ كُلَّ عجيبِ
- حيرةٌ كالضلالِ في غمق الليلِ ... بلا صاحبٍ ولا مصحوبِ
- وازورارٌ عن الهدى فحليمٌ ... كيفيهٍ ومخطئٌ كمصيبِ
الشريف المرتضى
(1/)
- 6 - المعروف والصنيعة
(1/)
- وعد من الرحمن فضلاً ونعمة ... عليك إِذا ما جاء للعرف طالبُ
- وإِن امرأ لا يُرتجى الخير عنده ... يكن هيناً ثقيلاً على من يصاحبُ
- فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً ... فإِنك لا تدري متى أنت راغبُ
- رأيت التوا هذا الزمانَ بأهلهِ ... وبينـهم فيه تكون النوائبُ
أبو الأسود الدؤلي
(1/)
- يؤمل كلٌ أن يعيشَ وإِنما ... تمارسُ أهوال الزمان إِذا عشتا
- فرش معدماً أن كان يمكن ريشـه ... ولا تفخرن بين الأنام بمارشتا
- وإِن فضتَ للأقوام بالمال والغنى ... فيا بحر أيقنْ بالنضوبِ وإِن جثتا
- أكرم ضعيفكَ والآفاق مجدبةٌ ... ولا تهنـهُ ولو أعطيته القوتا
- وجانبِ الناسَ تأمن سوءَ فعليهم ... وأن تكون لدى الجلاسِ ممقوتا
- لا بد من أن يذموا كل من صحبوا ... ولو أراهم حصى المعزاء ياقوتا
- بادرْ بعرفكَ إِما كنت مقتدرا ... فليس في كل وقتٍ أنت مقتدرُ
البحترى
(1/)
- فسدَ التوسلُ في البلدْ ... هيهات يصدقُ من وعدْ
- ترجو وتلحفُ سائلاً ... أما المجيبُ فلا أحدْ
خليل مطران
(1/)
- يدُ المعروف غنم حيثُ كانت ... تحَّملها شكورٌ أو كفورُ
- فعندَ الشاكرين لها جزاءٌ ... وعند اللّه ما كفر الكفورُ
الكريزي
(1/)
- زاد معروفك عندي عظماً ... أنـه عندك مستورٌ صغير
- تتناساه كأن لم تأتهِ ... وهو عند الناسِ مشـهورٌ كبيرْ
الخريمي
(1/)
- لا تضعِ المعروفَ في ساقطٍ ... فذاكَ صنعُ ساقطٍ ضائع
- وضعهُ في حرٍ كريمٍ يكن ... عرفك مسكاً عُرفه ضائعْ
علي بن أبي طالب
(1/)
- وإِذا اصطنعتَ إِلى أخي ... ك ( أخيك ) صنيعةً فانس الصنيعة
- والشكرُ من كرمِ الفتى ... والكفرُ من لؤمِ الطبيعةْ
- والصبرُ أكرمُ صاحبٍ ... فاصبحهُ إِن نزلت فجيعة
ابن زنجي البغدادي
(1/)
(1/)
- 7 - الملك والسلطان
- تسمَّتْ رجالٌ بالملوكِ سفاهَةً ... ولا ملكَ إِلا للذي خَلَقَ الملكا
المعري
(1/)
- لكن خَفضَ الأكثرينَ جناحَهُمْ ... رفعَ الملوكَ وسوَّدَ الأبطالا
- وإَِذا رأيتَ الموجَ يسفُلُ بعضُهُ ... ألفيتَ تاليهِ طغى وتعالى
خليل مطران
(1/)
- إِذا غدا ملكٌ باللّهوِ مشتغلا ... فاحكمْ على ملكِه بالويلِ والحربِ
- إِذا ملكٌ لم يكن ذا هِبَهْ ... فدَعْه فداولتهُ ذاهبَهْ
أبو الفتح البستي
(1/)
- وإِنما الناسُ بالملوكِ وما ... تفلحُ عربٌ ملوكُها عَجَمُ
- لا أدبٌ عندَهُمْ ولا حسبٌ ... ولا عهودٌ لهمْ ولا ذِمَمُ
- في كلِ أرضٍ وطئتها أممٌ ... ترعى بعبدٍ كأنـهمْ غنَمُ
- يستحسنُ الخزَّ حينَ يَلبَسهُ ... وكان يُبرى بظفرِه القلمُ
المتنبي
(1/)
- بالعلمِ يبنى الملكُ حقَّ بنائهِ ... وبه تنالُ جلائلُ الأخطارِ
- ولقد يشادُ عليه من شُتِّ العُلا ... ما لا يشادُ على القنا الخطارِ
أحمد
(1/)
- كم رأينا من مُلوكٍ سوقةٍ ... ورأينا سُقةً قد مَلَكوا
- قلبَ الدهرُ عليهم فَلَكاً ... فاستدارُوا حيثُ دارِ الفَلكُ
صريع الغواني
(1/)
- يا من ترفعَ بالدنيا وزينتها ... ليس الترفعُ رفعَ الطينِ بالطينِ
- إِذا أردْتَ شريفَ القومِ كلهمِ ... فانظرْ إِلى ملكٍ في زيِّ مِسْكينِ
- ذاكَ الذي عَظُمَتْ في الناسِ همتهُ ... وذاكَ يَصْلُحُ للدنيا وللدينِ
أبو العتاهية
(1/)
- إِن تصحبِ السلطانَ كن مُحْتَرِساً ... متقنَ آدابِ الصباحِ والمسا
- وكن لما يُؤْثِرُه مقتبساً ... واخضعْ إِذا لانَ ولِنْ إِذا قِسا
- ولا تكنْ طَلْقاً إِذا ما عَبَسا ... ولا تكنْ مُسْتَوْحِشاً إِن أنِسا
- ولا تَزُرْ حَضْرَتَه مختلساً ... ولا تشمتْه إِذا عَطَسا
- وأوضحْ له الأمرَ إِذا ما التَبَسا ... من غيرِ جعلِ رأيهِ مُنْعَكِسا
- ولا تشعْ سراً له مُحْتَسبا ... ولا تبتْ في عيشِهِ مُنْغَمِسا
- ولا تشاركهُ بأحوالِ النِّسا ... لم تدرِ ما في نَفْسِه قد هَجَسا
- فإِنـه كالليثِ يخفي الشرسا ... حتى إِذا رِيْعَ حِماهُ افْتَرَسا
صفي الدين الحلي
(1/)
- لاتغبطنَّ وزيراً للملوكِ وإِن ... أنا له الدهرُ منـهم فوقَ هِمَّتِهِ
- واعلمْ بأن له يوماً تَمورُبه ال ... أرضُ ( الأرض ) الوَقورُ كما مَلَتْ لهيبتهِ
يحيى بن زياد
(1/)
- إِذا ما لم تكنْ ملكاً مُطاعا ... فكنْ عبداً لمالكِه مُطيعا
- وإِن لم تملكِ الدنيا جميعاً ... كما تهواه فاتركْها جميعا
- هما سببانِ من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى الشرفَ الرَفيعا
- فمن يَقْنَعْ من الدنيا بشيءٍ ... سوى هذين عاشَ بها وَضيعا
الطغرائي
(1/)
- إِن الملوكَ بلاءٌ حيثما حَلُّوا ... فلا يكن لكَ أبوابِهمْ ظلُّ
- ماذا تُؤَمِّلُ من قومٍ إِذا غَضِبوا ... جاروا عليكَ وإِن أرضيتهمْ مَلُّوا ؟
- فاستغْنِ باللّهِ عن أبوابِهمْ كرماً ... إِن الوقوفَ على أبوابِهم ذُلُّ
الشافعي
(1/)
- إِذا زُرْتَ الملوكَ فكن رئيساً ... بصيراً بالأمور رَحيبَ صدرِ
- وقابلْ منَّهمْ بجزيلِ شكرٍ ... لديكَ ومنعهمْ بجَميلِ عُذْرِ
- فإِن أقصوكَ قُلْ هذا مقامي ... وإِن أدنوكَ قلْ ذا فوقَ قدري
صفي الدين الحلي
(1/)
- وأخسرُ الناسِ سَعْياً ربُّ مملكةٍ ... أطاعَ في أمرِهِ النسوانَ والخَدَما
علي بن مقرب
- إِذا نسي الأميرُ قضاءَ حَقٍ ... فإِن الذنبَ فيه للوزيرِ
- لأن على الوزيرِ إِذا تولىَّ ... أمورَ الناسِ تذكرَ الأميرِ
علي بن محمد البسامي
(1/)
- 8 - الملل والسأم
(1/)
- من مَلَّ فاهجرْه فقد ... أبدى لك اليأسَ المُبينا
- أعيا شماسُ أخي التلوُّ ... نِ ( التلون ) والملالِ الرائضينا
- لن يرجعَ الفخارُ بعْ ... دَ ( بعد ) تلافِهِ بالكسْرِ طينا
أسامة بن منقذ
(1/)
- 9 - المن والمنة
(1/)
- لنَقْلُ الصَّخْرِ من قُللِ الجبالِ ... أَحَبُّ إِليَّ من مِنَنِ الرجالِ
- يقولُ الناسُ لي في الكَسْبِ عازٌ ... فقْلتُ العارُ في ذُلَّ السؤالِ
- بلوتُ الناسَ قرناً بعد قرنٍ ... ولم أرَ مثلِ مختالٍ بمالِ
- وذقْتُ مرارةَ الأشياءِ طُراً ... فما طعمٌ أَمَرُّ من السؤالِ
- ولم أرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هولاً ... وأصعبُ من مقالاتِ الرجالِ
علي بن أبي طالب
(1/)
(1/)
- للبسُ ثوبين باليَيْنِ ... وطيُّ يومٍ وليلتين
- أيسرُ من مِنَّةٍ لقومٍ ... أغضُ منـها جُفُنَ عيني
علي بن الجهم
(1/)
- يا مُبْطلاً فعلَ الجميلِ بمِنَّةٍ ... أسخطْتنَي من بعد ما أرضَيْتَني
- يا ليتَ كَفَّكَ لم تسامحْني بـه ... أو ليتني جانياتُ ما أوليتني
أبو بشر الخوارزمي
(1/)
- لا تحملنَّ لمنْ يمنُّ ... من الأنامِ عليكَ مِنَّهْ
- واخترْ لنفسِكَ حَظَّها ... واصبرْ فإِن الصبرَجُنَّهْ
- مِنَنُ الرجالِ على القلو ... بِ ( القلوب ) أشدُّ من وَقْعِ ألسنـهْ
الشافعي
(1/)
- ومن سامحَ الأيامَ يرضَ حياتَهُ ... ومن منَّ بالعروفِ عادَ مُذَمَّما
- ومن نافسَ الإِخوانَ قلَّ صديقُهُ ... ومن لامَ صباً في الهوى كان أَلْوَما
علي بن الجهم
(1/)
- نزهْ جميلَكَ عن قبيهِ المنِّ إِن ... حاولْتَ في رتبِ الكرامِ سُمُوّا
- كم حوَّلَ المنُّ الجميلُ إِهانةً ... والحمدَ ذماً والصديقَ عَدُوّا
القروي
(1/)
- 10 - المنى والشـهوات
(1/)
- وإِن اَرَدْتَ نجاحاً أو بلوغَ منى ... فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومنتعلِ
- وجانبٍ الحِرْصَ والأطماعَ تحظَ بما ... ترجو من العزِّ والتأييدِ في عجلِ
الشيخ صلاح الدين الصفدي
(1/)
- يقولُ المرءُ فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّهِ أفضلُ ما استفادا
- فلا تكُ يا ابنَ آدمَ في غرورٍ ... فقد قامَ المنادِي صاحَ نادَى
الخزرجي
(1/)
- ألا رُبَّ ذي أَجَلٍ قد حَضَرْ ... طويلُ التمني قليلُ الفكرْ
- إِذا هزَّ في المَشْيِ أعطافَهُ ... تَبَيَّنْتَ في مَنْكِبَيْهِ البطَرْ
شاعر
(1/)
- إِن المُنى عَجَبٌ للَّهِ صاحبُها ... لعل حَتْفَ امرئٍ فيما تَمَنَّاهُ
- فإِن ترى عِبَراً فيهنَ معتبرٌ ... يجري بها قدرٌ فاللَّهًُ أجراهُ
ابن زنجي البغدادي
(1/)
- 11 - الموت والردى
(1/)
- موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌ ... خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ
- وقد بَلونا العيشَ أطواره ... فما وجدنا فيه غيرَ الشقاءِ
المعري
(1/)
- لعمرُكَ ما رأيْتُ المرءَ تبقى ... طريقتُهُ وإِن طالَ البقاءُ
- على رَيْبِ المنون تداولته ... فأفتنـهُ وليس لها فناءُ
- يصيبُّ إِلى الحياةِ ويَشْتَهيها ... وفي طول الحياةِ له عَنَاءُ
الحطيئة
(1/)
- أرى الناسَ يَهْوَوْنَ الخلاصَ من الردى ... وتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ
- ويستقبحونَ القتلَ والقتلُ راحةٌ ... وأتعبُ ميتٍ من يموتُ بداءِ
الشريف المرتضى
(1/)
- تودُّ البقاءَ النفسُ من خيفةِ الردى ... وطولُ بقاءِ المرءِ سمٌ مجربُ
- وما الأرضُ إِلا مثلنا الرزقَ تيتغي ... فتأكلُ من هذا الأنامِ وتشربُ
المعري
(1/)
- لا تأمنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ ... ولو تمتعتَ بالحُجْابِ والحرسِ
- واعلمْ بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ ... في كل مدرَّرعٍ منا ومترسِ
- ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ ... وثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ ؟
- ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ مسالكَها ... إِن السفينةَ لا تجري على اليَبَسِ
علي بن أبي طابي
(1/)
(1/)
- لا يبعدُ اللّهُ أقواماً لنا ذَهَبوا ... أفناهمُ حدثانُ الدهرِ والأبدُ
- نمدهمْ كُلَّ يومٍ من بقيتنا ... ولا يؤوبُ إِلينا منـهمً أحدُ
علي بن الجهم
(1/)
- المونُ بابٌ وكل الناس داخلهُ ... فليت شعري بعد البابِ ما الدارُ ؟
- الدارُ جنةُ خلدٍ إِن عملتَ بما ... يرضي الإِلهَ وإِن قصرتَ فالنارُ
أبو العتاهية
(1/)
(1/)
- الموتُ لا والداً يبقى ولا ولدا ... هذا السبيلُ إِلى أن لاترى أحدا
- كان النبيُّ ولم يخلدْ لأمتهِ ... لو خلدَ اللّهُ خلقاً قبلَه خَلُدا
- للموتِ فينا سهمٌ غيرٌ خاطئةٍ ... من اليومَ سهمٌ لم يَفُتْنـه غَدا
علي بن أبي طالب
(1/)
- الردى للأنامِ بالمرصادِ ... كُلُّ حيٍ منـه على ميعادِ
- كيف يرجى ثباتُ أمرِ زمانٍ ... هو جارٍ طبعاً على الأضدادِ
- فإِذا سَرَّ ساءَ حتماً ويقضي ... بوجودٍ إِلى بلىً ونفادِ
- نحنُ في هذه الحياة كسّفرٍ ... ربما أعجلوا عن الإِروادِ
- عر سوا ساعةً ثم نادى ... بالرحيل المُجِدِّ فيهم منادِ
- كم أبٍ والهٍ بثُكْلِ بنيهِ ... كم يتيمٍ فينا من الأولادِ
- فعلامَ المشاجراتُ وفيما ... ولماذا تحاسُدُ الحُسَّادِ ؟
- يَدَّعي المرءُ إِرثَ أرضٍ ودارٍ ... سَفَهاً غيرَ لائقٍ بالسدادِ
- وهو موروثها إِذا كان يبقى ... وهي تبقى على مَدَى الآبادِ
- وقصاراهُ أن يُشَيَّعَ محمو ... لاً بأكفانـهِ على الأعوادِ
- وإِذا الأهلُ والأقاربُ والأحب ... ابُ ( الأحباب ) راحُوا فأنتَ في الإِثْرِ غادِ
- فالقبورُ البيوتُ مضجعُنا فيها ... وما إِن سِوى الثرى من وِسادِ
علي بن عرام
(1/)
- أزِفَ الرحيلُ وليسَ لي من زادِ ... غيرُ الذنوبِ لشقْوتي ونكادي
- يا غفلتي عما جنيتُ وحيرتَي ... يوماً ينادي للحسابِ منادِ
- غَلبت عليَّ شقاوتي ومطامعي ... حتى فنيتُ وما بَلَغْتُ مرادي
- يا غافلاً عما يرادُ بـه غَداً ... في موقفٍ صَعْيٍ على الوُرَّادِ
- اقرأ كتابَكَ كل ما قدمتَه ... يحْصَى عليك بصيحةِ الميعادِ
- كيفَ النجاةُ لعبدِ سوءٍ عاجزٍ ... وعلى الجرائمِ قادرٍ مُعْتادِ
- يغافلاً من قبلِ موتكَ فاتعظْ ... والبسْ ليومِ الجمع ثوبَ حدادِ
ابن الجهم الحوقي
(1/)
- هبني بقيتُ على الأيامِ والأبدِ ... ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن ولدِ
- من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ ... وبالزمنِ الذي وَلَّى فلم يَعُدِ
- لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً ... حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ
علي بن أبي طالب
(1/)
- ولو أنا إِذا مِتْنا تركنا ... لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ
- ولكنا إِذا مِتْنا بُعِثْنا ... ونسألُ بعد ذا عن كُلِّ شيِّ
علي بن أبي طالب
(1/)
- يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا ... واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانا
- في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُ ... ننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا
- يا نفسُ مالي وللأموالِ أكنزُها ؟ ... خَلْفي وأخرجُ من دنيايَ عريانا
- ما بالُنا نتعامى عن مَصارِعنا ؟ ... ننسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانا
سفبان الثوري
(1/)
- تزولُ كما زالَ أجدادُنا ... ويبقى الزمانُ على ما نَرَى
المعري
(1/)
- ألا أيُّها الموتُ الذي ليس تاركي ... أرِحْنيْ فقد أفنيتَ كُلَّ خليلِ
- أراكَ بصيراً بالذينَ أودُّهمْ ... كأنكَ تنجو نحوَهُم بدليلِ
علي بن أبي طالب عند موت فاطمة
(1/)
- 12 - المال والدراهم
(1/)
- لستُ بالمالِ في الحياةِ سعيداً ... بل بِبرِّ اليتيمِ أو أترابهِ
- ربَّ مالٍ يضيعهُ الدهرُ تواً ... وثناءٍ يبقى مدى أحقابه
محمود الحبوبي
(1/)
- خاطرْ بنفسِكَ كي تصيبَ غنيمةً ... إِن القعودَ مع العيالِ فبيحُ
- المالُ فيه مـهابةٌ وتجلَّةٌ ... والفقرُ فيه مَذلةٌ وفضُوحَ
عروة بن الورد
(1/)
- لا تفخرْ بنضارٍ قد جمعْتَ فقد ... يأتي ويذهبُ في أيامِكَ الذهبُ
- وافخرْ بعزة نفسٍ حلَّها أدبٌ ... فليس يتركُها إِن حلَّها الأدبُ
مسعود سماحة
(1/)
- ذَريني أكنْ للمالِ رباً ولا يكنْ ... لي المالُ ررَباً تحمدي غبَّه غدا
- أريني جواداً ماتَ هزلاً لعلَّني ... أرى ما ترين أو بخيلاً مخلَّدا
حطائط بن يعفر
(1/)
- خذ للسرورِ من الزمانِ نصيبَهُ ... فالعيشُ يفنى والليالي تَنْفَدُ
- والمالُ عاريةٌ على أصحابهِ ... عرَضٌ يُذمُّ المرءُ فيه ويُحمدُ
- يدنو وينأى عنكَ في رَوَغانـهِ ... كالظلِّ ليس له قرارٌ يوجَدُ
- كم كاسبٍ للمالِ لم ينعمْ بـه ... نَعِمَ العدوُّ بمالهِ والأبعدُ
علي بن الجهم
(1/)
- لا ترغبنْ في كثيرِ المالِ تكنزهُ ... من الحرامِ فلا ينمى وإِن كَثُرا
- واطلبْ حلالاً وإِن قّلَّتْ فواضلهُ ... إِن الحلالَ زكيٌ حيثما ذكرا
جونُ بن عطية الأسدي
(وقال أبو العتاهية عن التواضع :
يا عجباً للناس لو فكروا *** وحاسبوا أنفسهم أبصروا
وعبروا الدنيا إلى غيرها *** فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التُّقَى *** غداً إذا ضمـهم المحشر
ليعلمن الناس أن التُّقَى *** والبرَّ كانا خير ما يدخر
عجبت للإنسان في فخره *** وهو غداً في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة *** وجيفة آخره يفجر
أصبح لا يملك تقديم ما *** يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر إلى غيره *** في كل ما يقضي وما يقدر )
(متى يا عُرَيبَ الحي عيني تراكمُ وأسمعُ من تلكَ الديار نداكمُ
ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا ويحظى بكم قلبي وعيني تراكمُ
أمرُّ على الأبواب من غير حاجة لعلي أراكُم أو أرى من يراكُم
سقاني الهوى كأساً من الحب صافياً فيا ليتهُ لمّا سقاني سقاكُم
فيا ليتَ قاضي الحبّ يحكمُ بينَنا وداعي الهوى لمّا دعاني دعاكمُ
أنا عبدُكُم بل عبد عبدٍ لعبدكم ومملوكُكم من بيعكم وشراكمُ
كتبتُ لكم نفسي وما ملكت يدي وإن قلَّت الأموالُ روحي فداكمُ
لساني بمجدكُم وقلبي بحبكُم وما نظرت عيني مليحاً سواكمُ
وما شرّف الأكوان إلّا جمالكُم وما يقصدُ العُشّاقُ إلّا سناكمُ
وإن قيل لي ماذا على اللَه تشتهي أقولُ رضي الرحمنِ ثم رضاكمُ
ولي مقلةٌ بالدمع تجري صبيبةً حرامٌ عليها النومُ حتى تراكمُ
خذوني عظاماً محملاً أين سرتمُ وحيثُ حللتمُم فادفنوني حذاكمُ
ودوروا على قبري بطرف نعالكم فتحيا عظامي حيثُ أصغى نداكمُ
وقولوا رعاكَ اللَه يا ميتَ الهوى وأسكنَك الفردوسُ قربَ حماكُم
أبو مدين التلمساني)
(بكَتْ عَيني على ذَنْبي،
،،،،،،،،،، وما لاقَيْتُ مِنْ كَرْبي
فَيا ذُلّي، ويا خَجَلي،
،،،،،،،،،،، إذا ما قالَ لي رَبّي
أمَا استَحيَيتَ تَعصِيني،
،،،،،،،،،،، ولا تَخشَى مِنَ العَتْبِ
وتُخفي الذّنبَ من خَلقي،
،،،،،،،،،،،، وتأبَى في الهَوَى قُرْبي
فَتُبْ مِمّا جَنيْتَ عسَى
،،،،،،،،،، تَعُودُ إلى رِضَى الرّبّ
#أبو_العتاهية..)
(حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل واذا نزلتْ بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً واذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهل
وإذا الجبانُ نـهاكَ يوْمَ كريهة ٍ خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها واقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو بـه أَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَل
فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له منْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي فوق الثريا والسماكِ الأعزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي فسنان رمحي والحسام يقرُّ لي
وبذابلي ومـهندي نلتُ العلاَ لا بالقرابة ِ والعديدِ الأَجزل
ورميتُ مـهري في العجاجِ فخاضهُ والنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُل
خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا شـهدَ الوقعية َ عاد غير محجل
ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً لما طعنتُ صميم قلب الأخيل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً والهيْذُبانَ وجابرَ بْنَ مُهلهل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا والزّبْرِقانُ غدا طريحَ الجَنْدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منـها مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منـها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
والثغر من تحتِ اللثام كأنـه برْقٌ تلأْلأْ في الظّلامَ المُسدَل
يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ هَلاَّ رأيتُمْ في الدِّيار تَقَلْقُلي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى ومن العَجائبِ عزُّكم وتذَلُّلي
لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة ٍ بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل) عنتره
(الصبح طفل برئ ومساه يبان تجاعيد
وفوق طريق الايام تجرى الحياه مشاوير
ونشوف ملامح الزمن متعاده فى المواليد
واحنا البشر كلنا اعمار ورق بيطير
دايرة تدور بالبشر وياّ الزمان بتفوت
دمعه على اللى مضى و دمعة فرح للجاى
يا حىّ طول مانت حىّ مسيره ييجى الدور
دى حكايه متكرّره من يوم ولادة الضىّ
ياللىّ انت عايش حياة بص لها تلقاها
سبحة هنا و تنفرط بالعمر مانشوفهاش
ولا شئ يعطّر حياتنا يمد فى مداها
غير سيرة عاشت هنا اكتر صاحبها ما عاش)
(لبستُ ثوب الرجا والناس قد رقدوا *** وقمتُ أشكو إلى مولاي ما أجدُ
وقلت يا عُدَّتي في كلّ نائبةٍ *** ومن عليه لكشفِ الضرّ أعتمدُ
أشكو إليك أمورًا أنت تعلمـها *** ما لي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
وقد مددتُ يدي بالذلّ مبتهلاً *** إليك يا خير من مُدَّت إليه يدُ
فلا تَرُدَّنَّها يا رَبُّ خائبةً *** فبحرُ جودك يُروي كلَّ من يَرِدُ)
(وإذا دجت أقلامـه ثم انتحت *** رقت مصابيح الدجى في كتبه
بالفظ يقرب فهمـه في بعده *** فتياً ويبعد نيله في قربه
حكم سحائبها خلال بنانـه *** هطالة وقليبها في قلبه
فالروض مختلف بحمرة نوره *** وبياض زهرته وخضرة عشبه
وكأنـها والسمع معقود بها *** شخص الحبيب بدا لعين محبه)
(أجرى المدامع بالدم المـهراق *** خَطبٌ أقام قيامة الآماق
ما لليالي لا تؤلف شملها *** بعد ابن بَجْدَتها أبي إسحق
إن قيل مات فلم يمت مَن ذِكْرُه *** حيٌّ على مرّ الليالي باقي)
(سألتُ الناس عن خِلٍّ وفيٍّ *** فقالوا ما إلى هذا سبيلُ
تمسَّكْ إن ظفرتَ بذيل حُرٍّ *** فإنّ الحُرَّ في الدنيا قليلُ)
(أستغفـر الله مـن عيـن نـظـرتُ بـهـا إلــى القبـيـح فـكـانـت مـبـتـدا نَـكَــدِي
أستغـفـر الله مــن ذنــب خَـلَـوتُ بـــه فــي اللـيـل منـفـرداً أو غـيـر منـفـرد
أستغـفـر الله مـــن رزق بـلـغـت بـــه إلـى معاصـي الإلـه الـواحـد الصـمـد
أستـغـفـر الله مـــن عـلــم أردت بــــه دنـيـا ولـــم أكُ فـــي خـيــر بمُجـتـهـد
أستغفـر الله مـن قـلـب تشـاغـل عــن نـهـج الطـريـق الــى الـلـذات والـفـنـد
أستغفـر الله ممـا قـلـت فــي غـضـب وفي الرضا ثمَّ في مـرحٍ وفـي حـرد
أستـغـفـر الله غـفــار الـذنــوب لــمــا أسـلـفـت معـتـمـدا أو غـيــر مـعـتـمـد
أستغفر الله مـلء الأرض مـذ خلقـت وضعفها ثم ضعف الضعـف والعـدد
أستغـفـر الله مــن كــل الـذنـوب فـقـد أضنـت ذنوبـي إذا ذكرتـهـا جـسـدي
أســتــغــفـــر الله إن الله مـــنـــفــــرد بالـعـز والمـلـك لـم يـولـد ولــم يـلــد
أستغفر الله ضعـف الخلـق مـذ خلقـوا مــع الجـبـال ومــا فيـهـا مــن الـعــدد
أستـغـفـر الله أعـــداد الـحـجـار بـهــا كـذا وفـي الأرض مـا فيهـا مـن بـلـد
أستـغـفـر الله أعـــداد الـبـحـار ومــــا فيها من الخلـق مـن يومـي إلـى الأبـد
أستغفـر الله عـدد الطيـر مـا سجـعـت على الغصون وما صاحت على سند
أستغـفـر الله تـعــداد الـــدواب عـلـى الأرضين أو ما مشت فيها علـى المـدد
أسـتـغـفـر الله تــعــداد الـخــواطــر والأ فكار فـي العمـر دأب الدهـر والأمـد
أستغفر الله تعداد الخلائق من إنسٍ وجنٍّ وما في الأرض من أسد
أسـتـغـفـر الله أوزان الـجـمـيـع كــــذا ومثـلـهـا ثـــم مـثــل الـمـثـل مــطــرد
أستغـفـر الله تـعــداد العـجـائـب فـــي صنـع الإلـه وهــادي الخـلـق للـرشـد
أستغـفـر الله تـعـداد الـوحــوش مـــع الأ نعـام ومـا ولــدت شيـئـا مــن الـولـد
أسـتـغــفــر الله تـــعــــداد الـــريــــاح وما تجري عليه بأمـر الواحـد الأحـد
أستـغـفـر الله تـعــداد الـخـلائـق فــــي ال ـجنـات والنـار ذات الضيـق والـشـدد
أستـغـفـر الله تـعــداد الـمـلائـك فـــي سـمـا وأرض وبـحـر فـائـش الـزبــد
أسـتـغـفـر الله تــعــدااد الـخـواطــر والأ نفـاس مــن نـاطـقااو أعجـمـي لــدُد
أستـغـفـر الله تـعــداد الـجـبـال ومــــا فبهـا وحصبائهـا والصخـر والخـمـد
أستغفـر الله عــد الـطـش مــن مـطـر فـي كـل حيـن مـن الساعـات والبـرد
أستـغـفـر الله فـــي يــومــي ولـيـلـتـه وعــدِّ تــرب بـــراه الله فـــي الأحـــد
أستـغـفـر الله أعــــداد الـمـئـيـن مــــن الأ عـشـار والالــف عــدا زائــد الـعـدد
أستغفر الله عدّ الكتب أجمعها وعدّ كلماتها والحرف منذ بدي
أستغـفـر الله مــا بــرق بــدا وأضـــا والرعـد جلجـل سحـب العشـي وغــد
أستـغـفـر الله مـــن قـــول يـمـازجــه لغـو وكـذب جـرى منـي مـن الـجـرد
أستـغـفـر الله مـــن فــعــل يـخـالـطـه مـا ليـس يـرضـي إلـهـي لمــدة الابــد
أستغـفـر الله مــن عـلــم بـــه عـجــب وسـمـعــة وريـــــاء مـفــســد وردي
أستغفـر الله مـن جهلـي ومـن طمعـي وشيـن شـأنـي وعصـيـان ومــن أود
أستغفر الله من جرمي ومن نظـري إلـى القبيـح وفعـلـي فـعـل ذي صــدد
أستغفـر الله ممـا كـان فــي صـغـر يمـن الخـلاف لعصـر الشيـب والـلـدد
استغفـر الله مـا صـبـح أضــاء ومــا ليـل سجـى أو تغنـى الطـيـر بالـغـرد
أستـغـفـر الله تـعــداد الـنـبـات ومــــا نـبـت بــدا فوق تربٍ يابسٍ وندي
أستغفر الله تعداد النّجوم وما شمس بدا نورها والبدر ذو عود
أستـغـفـر الله جـــلَّ الــحــيُّ خـالـقـنـا وباعـث الميـت بعـد الـمـوت والكـبـد
أسـتـغـفــر الله جــــــل الله بـاعـثــنــا في يـوم هـول شديـد الخطـب والنكـد
أستغـفـر الله مـمـا قــد ذكـــرت مـــن ال أجـنـاس مــن غـافـل منـهـم ومجتـهـد
أستغـفـر الله مـمــا لـســت أذكـــر أو ذكـرتــه عـــز مـــن بالـعـلـم مـنـفـرد
أستغفـر الله مجـري الجاريـات علـى البحـر الخضـم علـى الأمـواج منجـرد
أستغفر الله غفّار الذُنوب وستّار العيوب عديم الضدِّ والولد
أستغـفـر الله تـعـداد الـعـوالـم فـــي خلـــق الإلـــه تـعـالـى جـــل معـتـمـدي
أستغفـر الله مـا ســار الحجـيـج إلــى أم القـرى مـن خليـق قـد دعـا وهـدي
أستـغـفـر الله تـعــداد الــذيــن دعــــوا لطـيـبـة ثــــم زارُوا لـلـنـبـي الـسَّـنــد
أستغـفـر الله مــا مـلــكٌ ومـــا بـشــرٌ عليـه صلـى كـذا الوالـي العلـي الأبـد
أستـغـفـر الله تــعــداد الـثـمــار مــــن الأ شجـار مـع ورق أو حبـل مـن مسـد
أستغفر الله ما الكرسيّ في سعةٍ واللّوح، جلّ مقيم الخلق بالمدد
أستغـفـر الله تـعـداد الـحـروف عـلــى الأ سفـار فـي كـل قطـر كـان مــن بـلـد
أستغفـر الله ممـا قــد جنـيـتُ مــن ال عصيان فـي عمـري بالرجـل أو بِيَـدِ
وصــل ِّ يــارب مــا غـنَّــت مُـطـوقـة على الغصون وما صاحت على وَتد
عـلــى الـنـبِـيّ وآلٍ مــــع صـحـابـتـه مـــع الـســلام عـلـيـه خـيــر مـعـتـقـد
ما ثَجت السحب فـي الآفـاق أجمعهـا كذا وما النبـت فـي الأرض مُنحصـد
وما شـدا الطيـر أو هـبّ النَّسيـم ومـا بـرقٌ لَـمُـوع ســرى فــي لـيـلٍ متّـقـد
و الآل والـــــصـــــحـــــب والأزواج أجمعهم والتابعيـن لـه والعِتـرة العُمـد)
(محمد أشـرف الأعـراب والعجــم محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسـط المعــروف جـامعـه محمد صـاحب الإحسان والكــرم
محمد تــــاج رســل الله قـاطبــة محمد صـادق الأقــوال والكلـــم
محمد ثـابـت الميثــاق حـافــظه محمد طـيب الأخلاق والشيــم
محمد خُـبِـيَت بالنــــور طــينتُـهُ محمد لم يـزل نــوراً من القِــدم
محمد حــاكم بالعدل ذو شـرفٍ محمد مـعـدن الأنعام والحكــم
محمد خير خلق الله من مضــر محمد خــير رسـل الله كلهـــم
محمد دينــه حــق نـديــن بـــه محمد مجملاً حقاً على علــم
محمد ذكــــــره روح لأنـفـسنـا محمد شكره فرض على الأمم
محمد زينــة الدنيــا وبـهـجتـهـا محمد كـاشف الغـمات والظلم
محمـد ســـيد طـابـت مناقـبـهُ محمد صــاغه الرحـمن بالنعم
محمد صـفــوة الباري وخيرتـه محمد طـاهــر من سائر التهم
محمد ضـاحـك للضيف مكرمـه محمد جــاره والله لــم يضــم
محمد طـابـت الدنيــا ببعـثتـه محمد جــاء بالآيــات والحكـم
محمد يوم بعث الناس شافعنا محمد نـوره الهادي من الظلم
محمد قـائـم للـه ذو هــــمم محمد خـاتــم للرسـل كلهم)
(والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس
*** ***
(32)
يا نسيم الروح قولي للرشـا لم يزدني الـِورْد إلا عطشـا
لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا إن يشا يمشي على خدّي مشا
روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشـا
*** ***
(33)
عجبتُ لكلّي كيف يحمله بعضـــي ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضــي
لئن كان في بسط من الأرض مَضْجَعٌ فبعضي على بسط من الأرض في قبضي
*** ***
(34)
ما زلتُ أطفو في بحار الهوى يـرفـعـني المَـوْجُ و انحطُّ
فتارةً يـرفعـني مَـوْجُـهـا وتـارة أهــوى وانـغــطّ
حتّى إذا صيَّرني في الـهوى إلى مـكـان مـا لـه شــطّ
ناديتُ يا من لم أَبُـح بِاسمـه ولم أَخُـنْـهُ في الهــوى قطّ
تقيك نفسي السُّـوء من حاكم ما كان هذا بيننــا شــرط)
إن اﻹنسان لا يريد أن يعيش فحسب، بل يجب أن يكون لديه ما يعيش ﻷجله
#دوستويفسكي
لماذا الناس هكذا؟
كلما أحببناهم ازدادوا ضرواة وتنكّراً
هل علي أن أكره لأزداد قُرباً من الآخرين؟!
#واسيني_الأعرج
لا نجاة من الموت !
ولا راحة في الدنيا !
ولا سلامة من كلام الناس !
(و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء
تَرىاهُم يُنظُرونَ إِلَيكَ جَهراً وَهُم لا يُبصِرونَ مِنَ العَماءِ)
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتً الحُرّ يجّتنبُ المَخَازِي
ويَحمِيه عَن الغَدْر الوّفاءُ
#أبو_تمام
أحيانًا يكون التهذيب مرعبًا أو يسبب التوتر أكثر من قلة الأدب بمراحل.
في بريطانيا أيام الإعدام القديمة كانوا يرسلون إلى السجين رسالة تقول: "تقرر إعدامكم مع فائق الاحترام"
#أحمد_خالد_توفيق
إلهي
لست أدري ما أريد
ولا عمّ تبحث عيوني المتعبة
ولمَ أصبح هذا القلب حزينًا
إني أبتعد عمن أعرفهم
كي أستطيع الإنصات لأنّات قلبي
#فروغ_فرخزاد
ليس لي صبرٌ جَمِيلٌ
غير أني أتجمّل
ثم لا يأسَ, فكمْ قد
نيلَ أمرٌ لم يؤمَّل
#ابن_زيدون
(وصفولى الدوا حنضل و صبر و مر
دوقت التلاته لاقيت احلى ما فيهم مر
ان كان بدك تعاشر جدع زين
اسقيه قبل الحلاوه المر
ان لقيته على الود القديم صابر
سبل عيونك من فوق رموشـها و قول
ادى الصاحب الجد اللى ينفع فى الزمان المر)
(لما طرحت الشبك طلع الشبك خالي
وايه يعمل الي انشبك بالحب يا خالي
صياد وخدت البحر راس مالي
صياد ورحت اصطاد صادوني
طرحوا شباكهم رموش العين صادوني
الي اشتريتهم زمان دلوقتي باعوني
ان كان دا وعد انكتب الصبر عليه)
( لا تَنـهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها فَإِذا انتَهَت عَنـهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ)
(يا منزل الآيات والفرقان ... بيني وبينك حرمة القرآن
اشرح بـه صدري لمعرفة الهدى ... واعصم بـه قلبي من الشيطان
يسر بـه أمري وأقض مآربي ... وأجر بـه جسدي من النيران
واحطط بـه وزري وأخلص نيتي ... واشدد بـه أزري وأصلح شاني
واكشف بـه ضري وحقق توبتي ... واربح بـه بيعي بلا خسراني
طهر بـه قلبي وصف سريرتي ... أجمل بـه ذكري واعل مكاني
واقطع بـه طمعي وشرف همتي ... كثر بـه ورعي واحي جناني
أسهر بـه ليلي وأظم جوارحي ... أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي ... واغسل بـه قلبي من الأضغاني أنت الذي صورتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني ... وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ... من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني ... وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني ... وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة ... والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا ... وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا ... حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ... ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي ... وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني)
(ما أجدر الجهلاء أن يتعلموا
فالعلم مصدر هيبة وجلال
إن الجهول إذا تعلم واهتدى
بث الهدى في صحبه والآل
#إيليا_أبو_ماضي)
.
(من الحِلمِ أنْ تَستَعمِلَ الجهلَ دونَه *** إذا اتّسعتْ في الحِلمِ طُرْقُ المظالِمِ
وأنْ تَرِدَ الماءَ الذي شَطْرُهُ دَمٌ *** فتُسقَى إذا لم يُسْقَ مَن لم يُزاحِمِ
ومَنْ عَرَفَ الأيّامَ مَعرِفتي بها *** وبالنّاسِ رَوّى رُمحَهُ غيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بمَرْحُومٍ إذا ظَفِروا بهِ *** ولا في الرّدى الجاري عَلَيهم بآثِمِ
إذا صُلْتُ لم أترُكْ مَصالاً لفاتِكٍ *** وإنْ قُلتُ لم أترُكْ مَقالاً لعالِمِ
)
(إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيراً ..... فَخَيرٌ مِنـهُ أَن لَو قَد جَهِلتا
وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ .......فَلَيتَكَ ثُمَّ لَيتَكَ ما فَهِمتا
سَتَجني مِن ثِمارِ العَجزِ جَهلاً......... وَتَصغُرُ في العُيونِ إِذا كَبُرتا
وَتُفقَدُ إِن جَهِلتَ وَأَنتَ باقٍ ......وَتوجَدُ إِن عَلِمتَ وَقَد فُقِدتا
أبـــــو إسحــــــــاق الألبـيـــــــــــــري)
(أأُخيّ إنّ من الرجالِ بهيمةً..... في صورةِ الرجلِ السميعِ المبصِر
فطِنٌ لكلّ مصيبَةٍ في مالهِ ......وإذا يصابُ بدينـهِ لم يشعُرِ
عبد الله بن المبارك)
(النَّاسُ إخوانٌ لِمَنْ دَامَتْ لَهُ نِعَمٌ ** وَالْوَيْلُ لِلْمَرَءِ إِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ
لمَّا رَأَيْتُ أَخِلائِي وَخَالِصَتِي ** وَالْكُلُّ مُنْقَبضٌ عَنِّي وَمُحْتَشِمُ
أَبْدَوْا صُدُودًا وَإِعْرَاضًا فَقُلْتُ لَهُمْ ** أَذنَبْتُ ذَنْبًا؟ فَقَالُوا ذَنْبُكَ الْعَدَمُ
(
##################################################
(
زَانَتْ بِعَوْدَتِكِ الْحَياةُ وأقْبَلَتْ .. بَعْدَ الْكَآبَةِ طَلْقَةً تَتَبَسّمُ
حَتّى الْوُجُوهُ الشّاحِباتُ مِنَ الْأسَى .. فَرِحَتْ وصارَتْ بِالْهَنا تَتَرَنّمُ
واللّيْلُ حِينَ رَآكِي بَيْنَ رُبُوعِنا .. سَجَدَتْ كَواكِبُهُ إلَيْكِ تُسَلّمُ
يا وَجْهَ فاتِنَةِ الضّحَى يا فِتْنَتِي .. بِكِ مَرْحَباً يا مَرْيَمُ
أنْفاسُكِي الْعِطْرُ الزّكِيّ حَبِيبَتِي .. طِيبٌ بِهِ عِطْرُ الْخُزامَى مُغْرَمُ
والْوَرْدُ مِنْ خَدّيْكِ يَسْرُقُ لَوْنَهُ .. وبِهِ الشّقائِقُ حَيْثُ شابّتْ تَحْلُمُ
والْعُودُ حِينَ تُنَغّمِينَ تَمَلّهُ .. أوْتارُهُ فَهُوَ الْجَمادُ الْأبْكَمُ
ويَغارُ مِنْكِ الْغُصْنُ أنْتِ يا .. غُصْناً بِأسْرارِ اللّطافَةِ يَنْعَمُ
ها أنْتِ فَضّلْتِ الْوِصالَ عَلَى النّوَى .. إنّ الْوِصالَ لِداءِ قَلْبِي بَلْسَمُ
وعَلَيّ جُودِي بِالرّضا أُنْهِي بِهِ .. شَوْقاً بِرُوحِي نَارُهُ تَتَضَرّمُ
فـ الْقَلْبُ أنْتِ لَهُ النّعِيمُ قَرِيبَةً .. وَبَعِيدَةٌ أنْتِ الْعَذابُ جَهَنّمُ
بَلْ أنْتِ يا كُلّ الْحَياةِ نَدِيمُهُ .. وعَلَيْهِ غَيْرُكِ حَيْثُ كُنْتُ مُحَرّمُ)
(لم أتمنى البكاء يوما ولكن هم الزمان أبكاني .. تمنيت أن أعيش كما تريد نفسي لكن نفسي عاشت كما يريد زماني)
(كن بلسماً إن صار دهرك أرقما وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كلَّ كنوزها لا تبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟ أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
عُدّ الكرامَ المحسنين وقِسْهُمُ بهما تجدْ هذينِ منـهم أكرما
ياصاحِ خُذ علم المحبة عنـهما إني وجدتُ الحبَّ علما قيما
لو لم تَفُحْ هذي ، وهذا ما شدا ، عاشتْ مذممةً وعاش مذمما
فاعمل لإسعاد السّوى وهنائهم إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
***
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شـهبُهُ بقيتْ لتضحك منـه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها زهراً، وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما
لاح الجمالُ لذي نُهى فأحبه ورآه ذو جهلٍ فظنّ ورجما
لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ المرءُ ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنـهم مرضى، فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
***
يا من أتانا بالسلام مبشراً هشّ الحمى لما دخلتَ إلى الحمى
وصفوكَ بالتقوى وقالوا جهبذُ علامةُ، ولقد وجدتك مثلما
لفظٌ أرقّ من النسيم إذا سرى سَحَراً، وحلوُ كالكرى إن هوّما
وإذا نطقتَ ففي الجوارحِ نشوةٌ هي نشوةُ الروحِ ارتوتْ بعدَ الظما
وإذا كتبتَ ففي الطروسِ حدائقٌ وشّى حواشيها اليراعُ ونمنما
وإذا وقفتَ على المنابر أوشكتْ أخشابها للزهوِ أن تتكلما
إن كنت قد أخطاكَ سربال الغِنَى عاش ابنْ مريم ليس يملك درهما
وأحبّ حتى من أحب هلاكه وأعان حتى من أساء وأجرما
نام الرعاة عن الخراف ولم تنمْ فإليك نشكو الهاجعين النوّما
عبدوا الإله لمغنمٍ يرجونـه وعبدتَ ربّك لست تطلبُ مغنما
كم رَوّعوا بجهنّم أرواحنا فتألمت من قبلُ أن تتألما!
زعموا الإله أعدّها لعذابنا حاشا، وربُّك رحمةٌ، أن يظلما
ما كان من أمر الورى أن يرحموا أعداءهم إلا أرقّ وأرحما
ليست جهنم غير فكرةِ تاجرٍ ألله لم يخلق لنا إلا السما)اليا ابو ماضي
(لي صاحب دخل الغرور فؤاده إ نّ الغرور أخيّ من أعدائي
أسديته نصحي فزاد تماديا في غيّه وازداد فيه بلائي
أمسى يسيء بي الظنون ولم تسوء لولا الغرور ظنونـه بولائي
قد كنت أرجو أن يقيم على الولا أبدا ، ولكن خاب فيه رجائي
أهوى اللقاء بـه ويهوى ضدّه فكأنما الموت الزؤام لقائي
إني لأصحبه على علاّته والبدر من قدم أخو الظلماء
يا صاح إنّ الكبر خلق سيء هيهات يوجد في سوى الجهلاء
والعجب داء لا ينال دواؤه حتى ينال الخلد في الدنياء
فاخفض جناحك للأنام تفز بهم إنّ التواضع شيمة الحكماء
لو أعجب القمر المنير بنفسه لرأيته يهوي إلى الغبراء
(إنَ التي زَعَمَتْ فؤادَك مَلَّها * * * خُلِقَتْ هواك كما خُلِقْتَ هَوًى لها
فيك الذي زعمَتْ بها ، وَكِلاَكُمَا * * * أبْدى لِصَاحِبه الصبَّابَةَ كُلَّها
ولَعَمْرُها لو كان حبُك فَوقَها * * * يوماً وقد ضَحِيَتْ إذَنْ لأظَلَّهَا
فإذا وجَدْت لها وَسَاوِسَ سَلوَة * * * شَفَع الضميرُ إلى الفؤاد فَسَلَّها
بيضاء بَاكَرَها النَّعيمُ فصَاغَها * * * بِلَبَاقةٍ فَأَدَقَّهَا وَأجلَها
لَمَّا عرَضْتُ مُسَلَماً ، لِيَ حاجة * * * أخْشَى صُعُوبتها ، وأرجُو ذُلّها
مَنَعَتْ تَحيَّتَها فَقُلتُ لصاحبي * * * ما كانَ أكْثرَها لنَا وأقلَّها
فَدنا وقال : لعلّها مَعْذُورة * * * في بعضِ رِقْبتِها ، فقلت : لَعلَّها)
(لقد علمتُ وما الإسرافُ من خُلُقي * * * أنَّ الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعنِّيني تَطَلُّبُهُ * * * وإنْ قعدتُ أتاني لا يُعَنِّيني)
(هي القناعة لا أرضى بها بدلاً * * * فيها النعيم وفيها راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها * * * هل فاز منـها بغير اللحد والكفن؟
روى السفطي المالكي في حاشيته عن مالك بن أنس قوله:
إذا رفع الزمان مكان شخص * * * وكنتَ أحقَّ منـه ولو تصاعَد
أنله حق رتبته تجده * * * ينيلك إن دنوتَ وإن تباعد
ولا تقل الذي تدريه فيه * * * تكن رجلاً عن الحسنى تقاعد
فكم في العرس أبهى من عروس * * * ولكن للعروس الدهر ساعد)
(أنت الذي من نور البدر اكتسى *** و الشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذي لما رفعت إلى السما *** بك قد سمت و تزينت لسراك
أنت الذي نادك ربك مرحبا *** و لقد دعاك لقربه و حباك
صلى عليك الله يا علم الهدى **** ما حن مشتاق إلى لقياك)
(سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي * * * من وصل غانية وطيب عنــاق
وصرير أقلامي على صفحاتها * * * أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا * * * نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصـة * * * في الدرس أشـهى من مدامة ساق
وأبيت سهـران الدجى وتبيته * * * نومـا وتبغي بعـد ذاك لحـاقي)
(لإمام الشافعي رضي الله تعالى عنـه للإمام أحمد رضي الله تعالى عنـه ما لفظه :
قالوا يزورك أحمد وتزوره * * * قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته * * * فلفضله فالفضل في الحالين له
فأجابه الإمام أحمد رضي الله عنـه :
إن زرتنا فبفضل منك تمنحنا * * * أو نحن زرنا فللفضل الذي فيكا
فلا عندما كلا الحالين منك ولا * * * نال الذي يتمنى فيك شانيكا)
(رَأَيْت الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ * * * وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُهَا
وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ * * * وَخَيْرٌ لِنَفْسِك عِصْيَانُهَا
وهل أفسد الدين إلا الملوك * * * وأحبار سوء ورهبانـها
وباعوا النفوس فلم يربحوا * * * ولم تغل في البيع أثمانـها
لقد وقع القوم في جيفةٍ * * * يبين لذي اللب إنتانـها)
(يا عابدَ الحرمين لو أبصرتنا * * * لعلمتَ أنّكَ في العبادة تلعَبُ
من كانَ يخضبُ خدّهُ بدموعهِ * * * فنحورنا بدمائنا تتخضَّبُ
أو كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطالٍ * * * فخيولُنا يومَ الصبيحَةِ تتعبُ
ريحُ العبيرِ لكم ونحنُ عبيرُنا * * * رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ)
( ابن داود الظاهري :
أُنَزِّهُ فِي رَوْضِ الْمَحَاسِنِ مُقْلَتِي * * * وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ مُحَرَّمَا
وَأَحْمِلُ مِنْ ثِقْلِ الْهَوَى مَا لَوْ انَّهُ * * * يُصَبُّ عَلَى الصَّخْرِ الأَصَمِّ تَهَدَّمَا
وَيَنْطِقُ طَرْفِي عَنْ مُتَرْجِمِ خَاطِرِي * * * فَلَوْلا اخْتِلاسِي وُدَّهُ لَتَكَلَّمَا
رَأَيْت الْهَوَى دَعْوَى مِنْ النَّاسِ كُلِّهِمْ * * * فَلَسْت أَرَى وُدًّا صَحِيحًا مُسَلَّمَا
ومن شعر ابن حزم الأندلسي :
ليس التذلل في الهوى يستنكر * * * فالحب فيه يخضع المستكبر
لا تعجبوا من ذلتي في حالة * * * قد ذل فيها قبلي المستنصر
ليس الحبيب مماثلا ومكافياً * * * فيكون صبرك ذلة إذ تصبر
تفاحة وقعت فآلم وقعها * * * هل قطعها منك انتصاراً يذكر
وللإمام الفقيه ابن القيم قصائد رائعة منـها النونية التي قال في بعض أبياتها :
لله حق لا يكون لغيره*** ولعبده حق هما حقان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا*** من غير تمييز ولا فرقان
فالحج للرحمن دون رسوله*** وكذا الصلاة وذبح ذا القربان
وكذا السجود ونذرنا ويميننا*** وكذا متاب العبد من عصيان
وكذا التوكل والانابة والتقى*** وكذا الرجاء وخشية الرحمن
وله أيضا اللامية التي قال في بعض أبياتها :
إن قلت : قال الله قال رسوله * * * همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت : قد قال الصحابة والأولى * * * تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت : قال الآل آل المصطفى * * * صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت : قال الشافعي : وأحمد * * * وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت : قال صحابهم من بعدهم * * * فالكل عندهم كشبه خيال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا * * * بظواهر الجهال والضلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم * * * نبذ المسافر فضلة الأكال
هجروا له القرآن والأخبار * * * والآثار إذ شـهدت لهم بضلال
وله أيضا في مناظرة عباد المسيح :
أَعُبّاد المسيح لنا سؤالٌ * * * نريدُ جوابه ممّن وّعاهُ
إذا مات الإله بصنع قومٍ * * * أماتوه فما هذا الإله؟
وهل أرضاه ما نالوه منـه؟ * * * فبشراهم إذا نالوا رضاهُ
وإن سخط الذي فعلوه فيه * * * فقّوتهم إذا أوهت قواه
وهل بقي الوجود بالا إله * * * سميع يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلت الطباق السبع لما * * * ثوى تحت التراب وقد علاه؟
وهل خلت العوالم من إلهٍ * * * يدبرها وقد سمرت يداه؟
وكيف تخلت الأملاك عنـه * * * بنصرهم وقد سمعوا بكاه؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل * * * الأله الحق شد على قفاهُ
وكيف دنا الحديد إليه حتى * * * يخالطه ويلحقه أذاه؟
وكيف تمكنت أيدي عداه * * * وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح إلى حياة * * * أم المحيي له رب سواه
ويا عجباً لقبر ضم ربا * * * وأعجب منـه بطن قد حواهُ
أقام هناك تسعاً من شـهورٍ * * * لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولوداً صغيراً * * * ضعيفاً فاتحاً للثدي فاهُ
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي * * * بلازم ذاك هل هذا إلهُ؟
تعالى الله عن إفك النصارى * * * سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب بأيّ معنىً * * * يُعظّم، أو يقبح من رماهُ
وهل تقضي العقول بغير كسر * * * وإحراق له ولمن بغاه
إذا ركب الإله !! عليه كرهاً * * * وقد شدت بتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقاً * * * فدسه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طراً * * * وتعبده؟ فإنك من عداه
فإن عظمته من أجل أن قد * ** حوى رب العباد وقد علاه
فهلا للقبور سجدت طراً * * * لضم القبر ربك في حشاه؟
فياعبد المسيح أفق فهذا * * * بدايته وهذا منتهاه)
(لِجَامِعِ مَوْلاناً المُؤَيدِ بَهجَةٌ * * * مَنَارَتُهُ بالحُسْنِ تَزْهُو وبالزيْنِ
تَقُولُ وَقَد مَالَت عَنِ القَصدِ أَمْهِلُوا * * * فَلَيْسَ عَلَى جِسْمِي أَضَرُ مِنَ العَيْنِ
فوصل خبر البيتين إلى الإمام العلامة محمود العيني، فقال في جوابهما معرضاً ستر التورية :
مَنَارَة كَعَروسِ الحُسنِ إِذْ جُلِيَت * * * وَهَدمُهاً بِقَضَاءِ اللهِ والقَدَرِ
قَالُوا: أُصِيبَت بِعَين قُفتُ: ذاً غَلَطٌ * * * ماً أَوجَبَ الهَدْمَ إلأ خِسةُ الحَجَرِ)
(هبطت إليك من المحل الأرفع * * * ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبةٌ عن كلِّ مقلةِ عارفٍ * * * وهي التي سفرت ولم تتبرقعِ)
(يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه
فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل
فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا
رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا
قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في
أنف امريء ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا
ليس الشـهيد بميت لا يكذب)
(لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
وَاجْزِ الأميرَ الذي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ بغَيرِ قَوْلٍ وَنُعْمَى النّاسِ أقْوَالُ
لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛ ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ
إنْ كنتَ تكبُرُ أنْ تَخْتَالَ في بَشَرٍ فإنّ قَدْرَكَ في الأقْدارِ يَخْتَالُ
كأنّ نَفْسَكَ لا تَرْضَاكَ صَاحِبَهَا إلاّ وَأنْتَ على المِفضَالِ مِفضَالُ
أبُو شُجاعٍ أبو الشّجعانِ قاطِبَةً هَوْلٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيجاءِ أهوَالُ
إنّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بهِ من أكثرِ النّاسِ إحْسانٌ وَإجْمالُ
لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّالُ
وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني سِيّانِ عِنْديَ إكْثَارٌ وَإقْلالُ)المتنبي
(كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها **مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها **مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني **لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا ** وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني **وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
#أبو_نواس9
(أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ --- وَهِيَ مِنَ الْجَهْلِ بِكُمْ سَاخِرَهْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ --- وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ وَالآخِرَهْ
أَنْتُمْ قُعُودٌ وَالرَّدَى قَائِمٌ --- يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فَانْتَبِهُوا مِنْ غَفَلاتِ الْهَوَى --- وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ)
(لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ **إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
#أبو_البقاء_الرندي
(صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملا ً.. وذو عملٍ بـه ضَجِرا
ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مـهمومٌ .. وطالبهم قد انفطرا
ويشقى المرء منـهزما .. ولا يرتاح منتصرا
ويبغى المجد في لهفٍ .. فإن يظفر بـه فترا
شُكاةٌ مالها حَكَمٌ .. سوى الخصمين إن حضرا
فهل حاروا مع الأقدار .. أم هم حيروا القدرا ؟”
#عباس_محمود_العقاد)
****************************************************************************************************************
(قصائد علي رضي الله عنـه بن ابي طالب
بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف
("دواؤُكَ فيكَ وَما تُبصِرُ وَدَاؤُكَ مِنكَ وَما تَشعُرُ
وتحسب أَنَّكَ جُرمٌ صَغير وَفيكَ اِنطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فَأَنتَ الكِتابُ المُبينُ الَّذي بِأَحرُفِهِ يَظهَرُ المُضَمَرُ
وَما حاجَةٌ لَكَ مِن خارِجٍ وَفِكرُكَ فيكَ وَما تُصدِرُ)
################
(تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ و لكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
و ان غنيت عن أحد قلاني وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مَوَدَّة ٍ للِه تَصْفُو وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
و كل جراحة فلها دواءٌ وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
اذا نكرتُ عهداً من حميمٍ ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ)
(الناس من جهة التمثيل أكفاء * * * أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة * * * وأعظم خلقت فيهم وأعضاء
فإن يكن لهم من أصلهم حسب * * * يفاخرون بـه فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنـهم * * * على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنـه * * * وللرجال على الأفعال سيماء
وضد كل امرئ ما كان يجهله ... والجاهلون لأهل العلم أعداء)
(دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ ريح الصبا وعهودهنَّ سواءُ
يَكْسِرْنَ قَلْبَكَ ثُمَّ لاَ يَجْبُرْنَهُ و قلوبهنَّ من الوفاء خلاءُ)
(هي حالان شدة ورخاءِ و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إن ألمت ملمة بي فإني في الملمات صخرة صماءِ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن لَيْسَ يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ)
(مُحَمَدٌ النَّبيُّ أَخي وَصِهري وَحَمزَةُ سَيِّدِ الشُهداءِ عَمّي
وَجَعفَرٌ الَّذي يُضحي وَيُمسي يَطيرُ مَعَ المَلائِكَةِ اِبنَ أُمّي
وَبِنتُ مُحَمَّدٍ سَكَني وَعُرسي مَشوبٌ لَحمُها بِدَمي وَلَحمي
وَسبطا أَحمَدٌ وَلَداي مِنـها فَمَن منكم لَهُ سَهمٌ كَسَهمي
سَبَقتُكُمُ إِلى الإِسلامِ طُرّاً غُلاماً ما بَلَغَتُ أَوانَ حلمي
أَنا البَطَلُ الَّذي لَن تُنكِرَوهُ لِيَومِ كَريهَةٍ وَلِيَومِ سِلمِ
وَأَوجَبَ لي وِلايَتَهُ عَلَيكُم رَسولُ اللَهِ يَومَ غَديرِ خَمِّ
وَأَوصاني النَبيُّ عَلى اِختيارٍ بِبَيعَتِهِ غَداةَ غَدٍ بِرَحمِ
وَأَوصى بِي لِأُمَتِهِ لِحُكمي فَهَل فيكُم لَهُ قدمٌ كَقدمي
فَوَيلٌ ثُمَّ وَيلٌ ثُمَّ وَيلٌ لِجاحِدِ طاعَتي مِن غَيرِ جُرمِ
)
(إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ وأرض لله واسعة فضاءِ
تَبَلَّغْ باليَسِيْرِ فَكُلُّ شَيْىء ٍ من الدنيا يكون له انتهاء
)
(أمن بعدِ تكفين النبي ودفنـه نَعِيْشُ بآلاءِ وَنَجْنَحُ للسَّلْوَى
رزئنا رسولَ الله حقاً فلن نرى بذلك عديلاً ما حيينا من الردى
وَكُنْتَ لَنَا كَالْحِصْنِ مِنْ دُوْنِ أَهْلِهِ لَهُ مَعْقِلٌ حِرْزٌ حَرْيِزٌ مِنَ العِدَى
صباحا مَسَاءً رَاْحَ فينَا أَوِ اغْتَدَى
لَقَدْ غَشِيَتْنَا ظُلْمَة ٌ بَعْدَ فَقْدِكُم نـهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى
فيا خير من ضمِّ الجوانحَ والحشا وَيَا خَيْرَ مَيْتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرى
كَأَنَّ أُمُوْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ ضُمِّنَتْ سفينة موج حين في البحر قد سما
وَضَاْقَ فَضَاءُ الأَرْضِ عَنَّا بِرَحْبِهِ لفقدِ رسول الله اذ قيل قد مضى
فقد نزلت بالمسلمين مصيبة ٌ
كَصَدْعِ الصَّفَا لا صَدْعَ لِلشَّعْبِ في الصَّفا
فَلَنْ يَسْتَقِلَّ النَّاسُ ما حَلَّ فيهمُ وَلَنْ يُجْبَرَ العَظْمُ الَّذي مِنْهُمُ وَهَى
و في كل وقتٍ للصلاة ِ يهيجها بِلالٌ وَيَدْعُو باِسْمِهِ كُلَّما دَعَا
ويطلب ُ أقوامٌ مواريث هالكٍ و فينا مواريثُ النبوة ِ والهدى
)
(نَصَرْنَا رَسُوْلَ اللِه لَمَّا تَدَابَرْوا وثاب المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنـه تكرماً ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولمَّا أَتَانا بالهُدَى كان كُلُّنا على طاعة الرحمنِ والحق والتقى)
(و ما طلب المعيشة بالتمني وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ مع الدِّلاَءِ
تجئك بملئها يوماً ويوماً تجئك بحمأة وقليل ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمـهُ إِلّا نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ)
(فإن كنت بالشوري ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيَّبُ
وَإِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيْمَهُم فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ)
(أَلَمْ تَرَ قومي إِذْ دَعَاهُمْ أَخُوْهُمُ أجابوا وإن أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظاً لقومي اخرى مثلها اذا تغيبوا
بنو الحرب لم تقعد بهم امـهاتهم و آباؤهم آباء ُ صدقٍ فأنجبوا
)
(لعمرك ما الإنسان إلا بدينـه فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ)
(
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
و لم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهاً و لا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاكَ على قنوطٍ منك غوثُ يمنُّ بـه اللطيفُ المستجيبُ
و كلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ)
(إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعة ٍ فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ)
(ما غاض دمعي عند نازلة ٍ إلا جعلتك للبكا سببا
وإِذَا ذَكَرْتُكَ مَيِّتا سَفَحَتْ عَيْنِي الدُّمُوعَ فَفَاضَ وَانْسَكَبَا
إني أجل ثريَ حللت يهِ عَنْ أَنْ أُرى لِسِوَاهُ مُكْتَئِبا
بالسيف في نـهنـهة الكتائب عَضْبُ كَلَوْنِ المِلْحِ في أَقْرابِ
)
(فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ
وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ
و كل ما يرتجى قريب و الموت من كل ذاك أقرب)
(أنا ابن ذي الحوضين عبد المطلب وَهَاشِمُ المُطْعِمُ فِي الْعَامِ السَغَبْ
أَوْفِي بِمِيْعَادِي وَأَحْمِي عَنْ حَسَبْ)
(أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ
و لحقت أبا جهل فأصبحت تابعاً لَهُ وَكَذَاكَ الرَّأْسُ يَتْبَعُهُ الذَّنَبْ
فَأَصْبَحَ ذَاكَ الأَمْرُ عَارا يُهيلُهُ عَلَيْكَ حَجِيجُ الْبَيْتِ فِي مَوْسِمِ العَرَبْ
و لو كان من بعض الأعادي محمد لَحَامَيْتَ عَنْهُ بِالرِّمَاحِ وَبِالقُضُبْ
و لم يسلموه أويضرعْ حولهُ رجال بلاءٍ بالحروب ذوو حسب)
(ذهبَ الوفاء ذهابَ أمس الذاهب و الناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ
يفشون بينـهم المودة والصفا و قلوبهم محشوة ٌ بعقاربِ
)
(تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب
و كن حافظاً عهد الصديق وراعياً تذق من كمال الحفظ سمو المشارب
وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَة ٍ يثيبكَ على النعمى جزيل المواهب
وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ فَكُنْ طَالِبا في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّة ٍ يضاعفْ عليك الرزق من كل جانب
وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ وَلاَ تَسْأَلِ الأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ
وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى اليك ببرٍ صادق منك واجب
و كن حافظاً للوالدين وناصراً لجارك ذي التقوى وأهل التقارب)
(الدَّهْرُ يَخْنُقُ أَحْيَانا قِلاْدَتَهُ عليك لا تضطرب فيه ولا تثب
حتى يفرجها في حال مدتها)
(لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
فليرجعنَّ إليك رزقك كله لَوْ كَاْنَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَبِ)
(فإن تسألني كيف أنت فإنني صبورٌ على ريب الزمان صعيب
حَرِيْصٌ على أنْ لا يُرى بي كآبة ٌ فيشمتَ عادٍ أو يُساءَ حَبيبُ)
(يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ يحمقه الأقوام وهو لبيبُ)
(غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ)
(فلو كانت الدنيا تنال بفطنة و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ)
(و أفضل قسم الله للمرءِ عقلهُ فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ
إِذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَانُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ فقد كملتْ أخلاقه ومآربه
يعيش الفتى في الناس بالعقل إنـه على العقل يجري علمـهُ وتجاربه
يزين الفتى في الناس صحة ُ عقله وإِنْ كَانَ مَحْظُوراً عَلَيْهِ مَكَاسِبُهْ
يَشينُ الفَتى في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
وَمَن كانَ غَلّاباً بِعَقلٍ وَنَجدَةٍ فَذو الجَدِّ في أَمرِ المَعيشَةِ غالِبُه)
(ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده إِنَّ اليَتيمَ يَتيمُ العِلْمِ والأَدَب)
(كن ابن من شئت واكتسب أدباً يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته بلا لسانٍ له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي)
(أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة أم حديد أم نحاس أم ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعَصَبْ؟
إنما الفخر لعقلٍ ثابتٍ وَحَيَاءٍ وَعَفَافٍ وَأَدَبْ)
(سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه و من يهن الرجالَ فلن يهابا)
(إلبس أخاك على عيوبه و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ
ودع الجواب تفضلاً و كلِ الظلومَ إلى حسيبه)
(عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ و من تهذب يروي عن مـهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به)
(إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة و ان اكثروا أدمانـها أفسدوا الحبا)
(شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما فقد الشباب وفرقة الأحباب)
(مالي وقفت على القبور مسلماً قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ
قَالَ الحَبِيْبُ: وَكَيْفَ لِي بِجَوَابِكم و انا رهين جنادل وتراب
أكل الترابُ محاسني فنسيتكم و حجبت عن أهلي وعن أترابي
فَعَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلاَمُ تَقَطَّعَتْ مني ومنكم خلة الأحباب
)
(سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المـهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ
و مثلي لاقى الهول في مفظعاته و فلَّ له الجيش الخميس العطبطبُ
وَقَدْ عَلِمَ الأَحْيْاءُ أَنِي زَعِيْمُهَا و أني لدى الحرب العذيق المرجب)
(هذا لكم من الغلام الغالبي مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ)
(أبى الله إلا أن صفين دارنا وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا و ما لكم من حومة الحرب مـهرب)
(الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
قوم لبوسهم في كل معترك بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ و في الأنامل سمر الخطَّ والقضب
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم و قد يهون عليكم منـهم الغضب
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَة ٍ وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
و الأزد جرثومة إن سوبقوا وسبقوا أو فوخروا فخروا أو غولبوا اغلبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صفوا فأصفاهم الباري ولا يته فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ و الأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا)
(أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول بـه فعليكَ بالاجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ و المال عارية ٌ تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ سبباً إلى الانسان حين يسبب
و من السيول إلى مقر قرارها والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة ٍ تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ و تجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانـه وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ)
(إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها على الناس طراً إنـها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ)
(عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ
وَسَلوى الله فيهِ الخَلْقُ حتّى نبيّ الله مِنْهُ لم يُحابِ
له ملك ينادي كل يوم لدوا للموت وابنوا للخراب)
(قريح القلب من وجع الذنوب نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمـه سهر الليالي فصار الجسم منـه كالقضيب
وَغَيَّرَ لَوْنَه خَوْفٌ شَدِيْدٌ لما يَلْقَاهُ مِنْ طُولِ الكُرُوبِ
يُنادي بالتَّضَرُّعِ يا إلهي أَقِلْني عَثْرتي واسْتُر عُيوبي
فزعت إلى الخلائقِ مستغيثاً فلم أرَ في الخلائق من مجيب
و أنت تجيب من يدعوك ربي وَتَكْشِفُ ضُرَّ عَبْدِكَ يا حَبيبي
و دائي باطن ولديك طب وهَلْ لي مِثْلُ طبِّكَ يا طبيبي))
(حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ
)
(فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه
فَوَاللِه لَوْلاَ أَنَّنِي كُلَّ سَاعَة ٍ إِذا شِئْتُ لاَقَيْتُ امْرَأً ماتَ صَاحِبُه
إِذَا مَا اعْتَرَيْتُ الدَّهْرَ عَنْهُ بِحِيْلَة ٍ تجدد حزناً كل يوم نوادبه)
(لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت أخلاقه وحوى الآداب والحسبا
فاطلبْ فَدَيْتُكَ عِلْما وَاكْتَسِبْ أَدبا تَظْفَرْ يَدَاكَ بِه واسْتَعْجِلِ الطَّلبا
للَّهِ دَرُّ فَتًى أنسابُهُ كَرَمٌ يا حبذا كرمٌ أضحى له نسبا
هل المُروءة ُ إِلاَّ مَا تَقُوْمُ بِهِ مِنَ الذِّمامِ وحِفْظِ الجَارِ إنْ عَتَبا
من لم يؤدبه دين المصطفى أدباً مَحْضا تَحَيَّرَ في الأَحْوالِ واضطَرَبا)
(سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ شددت غرابه أن لا يحابا
أذود بـه الكتيبة كل يومٍ إذا ما الحرب تضطرم التهابا
وَحَوليَ مَعْشَرٌ كَرُمُوا وَطَابُوا يرجون الغنيمة والنـهابا
و لا ينجون من حذر المنايا سؤال المال فيها والايابا
فَدَعْ عَنْكَ التهدُّد واصْلِ نارا إذا خَمَدَتْ صَلَيْتَ لها شِهَابا)
(صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
و استنفرتْ لما رأتك وطالما كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
و كذلكَ وصل الغانيات فإنـه آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منـه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة و أتى المشيب فأين منـه المـهرب
ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل بـه فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
و الروح فيك وديعة أودعتها سنردّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
و الليل فاعلم والنـهار كلاهما أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها و مشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنـه لا زال قدماً للرحال يهذب
و كذلك الأيام في غدواتها مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمـها تفزْ إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الانثى حياتك إنـها كالأُفْعُوانِ يُراعُ منـه الأَنْيُبُ
لا تأمن الانثى زمانك كله يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنـه بك واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ و تراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ ويقام عند سلامـه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ يزرى بـه الشـهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
و احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق بـه فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى بـه حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا و اعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ)
(دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا أو لا فإني طالما عصيتُ
قَدْ قُلْتُمُ: لو جئتنا فجيتُ ليس لكم ماشئتم وشيت
بل مايريد الميي المميتٌ)
(حقيق بالتواضع من يموت و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ
فيا هذا سترحل عن قريبٍ إلى قوم كلامـهم سكوت)
(
قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا)
(صبرتُ عن الملذات لما تولت وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ فإن طمعت تاقت وإلا تسلت)
(إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ إلا يزل وما يعابُ صموتُ
إنْ شُبِّة النُّطقُ المُبِينَ بفِضَّة ٍ فالصمت درٌ زانـه ياقوتُ)
(إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ نسجتهُ العنكبوت
وَلَقَدْ يَكْفِيكَ مِنْهَا أيها الطالب قوت
و لعمري عن قليلٍ كُلُّ من فيها يموتُ)
(ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت)
(أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة ً فأصبح منـها القلب في حسرات)
(إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى و كادت تذوب لهنَّ المـهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء فعند التناهي يكونُ الفرجْ)
(فلا تفش سرك إلا إليكَ فإِنَّ لِكُلِّ نَصِيْحٍ نَصيحا
و إني رأيت غواة َ الرجال لاَ يَتْركُونَ أَدِيما صَحيحا)
(أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي معه ربيت وسبطاه هما ولدي
جدي وجدُّ رسول الله متحدٌ و فاطمُ زوجتي لا قول ذي فند
صَدَّقْتُهُ وَجَميعُ النَّاسِ في ظُلَمٍ مِنَ الضَّلاَلَة ِ والإشْرَاكِ والنَّكَدِ
ألْحَمْدُ للِه فَرْدا لاَ شَرِيْكَ لَهُ البَرُّ بالعَبْدِ وَالْبَاقي بلا أَمَد)
(يا مؤثر الدنيا على دينـه والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ أبرز ناب الموت عن حده
هَيْهَاتَ إِنَّ المَوْتَ ذو أَسْهُمٍ من يرمـه يوماً بها يرده
لا يصلح الواعظ قلبَ امرءٍ لَمْ يَعْزمِ اللَّهُ على رُشْدِهِ)
(لاَ يَسْتَوي مَنْ يَعْمر المساجدا ومن يبيت راكعا وساجدا
يدأب فيها قائماً وقاعداً ومن يكر هكذا معاندا
و من يرى عن الغبار حائدا)
(مَضَى أَمْسُكَ الباقي شَهيدا معدَّلا وأَصْبحْتَ في يَوْمٍ عَلَيكَ شَهِيْدُ
فإن كنت في الأمس اقترفت اساءة فثنِّ باحسان وأنت حميدُ
و لا ترجُ فعل الخير يوماً إلى غد لعلَّ غداً يأتي وأنت فقيدُ
و يومك إن عاينته عاد نفعه إِلَيْكَ وَمَاضي الأَمْسِ ليس يَعُودُ)
(ذهب الذين عليهم وجدي وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِمْ وَحْدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه شبران فهو بغاية البعد
لو كشفت للمرء أطباق الثرى لم يعرف المولى من العبد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّرابَ بِرِجْلِهِ يطأ التراب بناعم الحدِّ)
(ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها على كثيرٍ ولكن لا أرى أحداً
)
(الموت لا والداً يبقى ولا ولداً هذا السبيل إلى أن لا ترى أحدا
مات النبيُّ وَلَم يَخلُدْ لأُمَّتِه لو خلّد الله خلقاً قبله خلدا
للموتِ فينا سهامٌ غير خاطئة من فاتهُ اليوم سهم لم يفته غدا
)
(ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ
ولا ائتُمِنْتُ على سرٍّ فبحتُ بـه ولا مددت إلى غير الجميل يدي
و لا أقولُ نعم يوماً فأتبعهُ بلا ولو ذَهَبَتْ بالمال والولد
)
(وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا بـه فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ
وَبِتُّ أُراعِيْهِم مَتَى ينشرُونَني وَقَدْ قَرَّرَتْ نَفْسي عَلَى القَتْلِ والأسْر
وَبَاْتَ رَسُولُ اللِه في الغارِ آمنا هناك وفي حفظ الإله وفي سترِ)
(للناس حرص على الدنيا بتدبير و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده و عاجز نال دنياه بتقصير
لم يُرْزِقُوْهَا بِعَقْلٍ حِيْنَما رُزِقُوا لَكِنَّهم رُزِقُوهَا بالمقادير
لو كان عن قوة ٍ أو مغالبة ٍ طَارَ البُزَاة ُ بِأَرْزَاقِ العَصَافِيْرِ
)
(حرّض بنيك على الآداب في الصغر كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعها في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هي الكنوز التي تنمو ذخائرها وَلاَ يُخافُ عليها حَادِثُ الغِيَرِ
النَّاسُ إثنان ذُو عِلْمٍ وَمُسْتَمِعٍ وَاعٍ وَسَائِرُهُمْ كاللَّغْوِ والعَكَرِ)
(بَلَوْتُ صُرُوْفَ الدَّهْرِ سِتِّيْنَ حِجَّة ً و جربت حاليه من العسر واليسرِ
فلم أرَ بعد الدين خيراً من الغنى ولَمْ أَرَ بَعْدَ الكُفْرِ شَرًّا مِنَ الفَقْرِ)
(ألم ترأن الفقريرجى له الغنى وأن الغنى يخشى عليه من الفقر)
(ذهب الرجال المقتدى بفعالهم وَالمُنكِرُونَ لِكُـلِ أمـرٍ مُنكَـرِ
وَبَقيتُ في خَلفٍ يُزَيِّنُ بَعضُهـم بَعْضَا ليأخـذ مُعْـوِرٌ من معْـورِ
سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا متنكبين عن الطريق الأكبر)
(تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة ٍ و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر
وَكَمْ مِنْ فَتى ً يُمْسِي وَيُصْبِحُ آمِنا وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهْوَ لاَ يَدْرِي)
(رأيت الدهر مختلفاً يدورُ فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك بـه قصوراً فلم تبق الملوك ولا القصور)
(أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ بـه جَدِيْرُ)
(أُغَمِّضُ عَيْنِي فيْ أُمُوْرٍ كَثِيْرَة ٍ وَإِنِّي عَلَى تَرْكِ الْغُمُوْضِ قَدِيْرُ
وَمَا عَنْ عَمًى أُغُضِي وَلَكِنْ لَرُبَّمَا تَعَامَى وَأَغْضَى المَرْءُ وَهْوَ بَصِيْرُ
وَأَسْكُتُ عَنْ أَشْيَاءَ لو شِئْتُ قُلْتُها وليس علينا في المقال أمير
أُصَبِّرُ نَفْسِي بِاجْتِهَادِي وَطَاقَتِي وإِني بِأَخْلاَقِ الجَمِيْعِ خَبِيْرُ)
(سَلاَمٌ على أَهْلِ القُبْوُرِ الدَّوَارِسِ كأنـهم لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ً ولم يأكلوا من خير رطب ويابس
أَلاَ خَبِّرُونِي أَيْنَ قَبْرُ ذَلِيلِكُمْ وَقَبْرُ العَزِيْزِ البَاذِخِ المُتَنَافِسِ)
(العلم زين فكن للعلم مكتسباً وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا
اركن إليه وثق بالله واغنَ بـه وكن حليماً رزين العقل محترسا
وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعا للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا
فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا
)
(سأَمنَحُ مالي كُلَّ مَنْ جَاءَ طالبا وأجعله وقفاً على القرض والفرض
فإِمّا كَرِيْمٌ صُنْتُ بالمالِ عِرْضَهُ وإِمّا لئيمٌ صُنْتُ عَنْ لؤمِهِ عِرْضِيِ)
(إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ أتاك النجاحُ بها يركضُ)
(لنا ما تدَّعونَ بغير حقٍ إذا عُرفَ الصِّحاحُ مِنَ المِرَاضِ
عرفتم حقنا فجحدتموهُ كما عُرِفَ السَّوادُ مِنَ البَيَاضِ
كتابُ الله شاهدنا عليكم و قاضينا الإله فنعمَ قاض)
(اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا في الدَّهْر مخطوطُ
ولا تقيمنَّ بدارٍ لا انتفاع بها فالأرْضُ واسِعَة ٌ والرِّزْقُ مَبْسُوطُ)
(الفضلُ من كرم الطبيعة وَالمَنُّ مَفْسَدَة ُ الصَّنِيْعَه
و الخيرُ أمنع جانباً مِنْ قِمَّة ِ الجَبَلِ المَنِيْعَه
و الشرُّ أسرع جرية مِنْ جَرْيَة ِ الماء السَّريعه
تَرْكُ التَّعَاهُدِ للصَّدِيقِ ق يكون داعية ً القطيعة)
(دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ فلا تدري لمن تجمع
وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِكَ ك أم في غيرها تصرع
فإنَّ الرزقَ مقسومٌ وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ
فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ)
(اصبرن يا بني فالصبر أحجى كل حي مصيره لشعوب
قد بلوناك والبلاءُ شديدٌ لفداء النجيب وابن النجيب
النبيِّ الأغرِّ ذي الحَسبِ الثَّا قبِ والباعِ والكريمِ النَّجيبِ
إن تصبك المنون فالنبل تبرى فمصيب منـها وغير مصيبِ
كل حي وإن تملأ عيشاً آخذ من سهامـها بنصيبِ)
(فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع
مَلِيكي وَمَوْلاَيا وَرَبِّي وَحَافِظِي وإني له عبدُ أقرُّ وأخضعُ)
(لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمَّت خطيئتي فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها فها أنا في أرض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري و فاقتي وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي أجرني من عذابك إنني أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع
إلهي لئن عذبتني ألف حجة فحبل رجائي منك لا يتقطّع
إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا بنون ولا مال هنالك ينفع
إلهي لئن فرَّطت في طلب التقي فها أنا إثر العفو أقفو و أتبع
إلهي لئن أخطأت جهلا فطالما رجوتك حتى قيل ها هو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَتْ وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبي أَجَلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ذنوبي جازت الطود و اعتلت وصفحك عن ذنبي أجل و أرفع
إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي وذكر الخطايا العين مني تدمع
إلهي أَنِلْنِي مِنْكَ روحا وَرَحْمَة ً فَلَسْتُ سوى أَبْوَابِ فَضْلِكَ أَقْرَعُ
إلهي أنلني منك روحا و رحمة فلست سوى ابواب فضلك أقرع
إلهي لئن أقصيتني أو طردتني فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع
إلهي حليف الحب بالليل ساهر ينادي ويدعو والمغفل يهجع
وكلهم يرجو نوالك راجيا لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع
إلهي يمنيني رجائي سلامة وقبح خطيئاتي عليَّ يشيّع
إلهي فإن تعف فعفوك منقذي وإلا فبالذنب المدمر أصرع
إلهي بحق الهاشمي وآله وحرمة ابراهيم خلك أضرع
إلهيَ فانْشُرْني على دِيْنِ أَحْمَدٍ تقياً نقياً فانتاً لك أخشعُ
إلهي فانشرني على دين احمد تقيا نفيا قانتا لك أخشع
ولا تحرمني ياإلهي وسيّدي شفاعَتَكَ الكُبْرَى فذاك المُشَفِّعُ
ولا تحرمنّي يا إلهي و سيدي شفاعته الكبرى فذاك المشفَّع
و صلّ عليه ما دعاك موحدٌ وناجاك أَخْيارٌ بِبَابك رُكَّعُ
وصلِّ عليه ما دعاك موحّدٌ وناجاك أخيار ببابك رُكّعُ)
(قدم لنفسك في الحياة تزوداً فلقد تفارقها وأنت مودع
وَاهْتَّمَّ لِلسَّفرِ القَرِيْبِ فإِنَّهُ انآى من السفر البعيد واشسع
واجعل تزودك المخافة والتقى وكأن حتفك من مسائك أسرع
وَاقْنَعْ بِقُوتِكَ ، فالقَنَاعُ هو الغِنَى والفَقْرُ مَقْرُوْنٌ بِمَنْ لا يَقْنَعُ
واحْذَرْ مُصَاحَبَة َ اللِّئَامِ فإِنَّهُمْ مَنَعُوكَ صَفْوَ وِدَادِهِمْ وَتَصَنَّعُوا
لا تُفْشِ سِرّا ما اسْتَطَعْتَ إلى امرىء ٍ يفشي إليك سرائراً سيتودعُ
فكما تراه بسرِّ غيركَ صانعاً فكذا بِسِرِّك لاَ مَحَالَة َ يَصْنَعُ
فالصمت يحسنُ كل ظن بالفتى ولعله خرقٌ سفيهٌ أرقعُ
وَدَعِ المُزَاحَ فَرُبَّ لفظة ِ مازحٍ جَلَبَتْ إليكَ مساوئا لا تُدْفعُ
وحِفَاظُ جارِك لا تُضِعْه فإِنَّه لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
لاَ يَبْلُغُ الشَّرفَ الجَسِيْمَ مُضَيِّعُ
وإذا ائتمنت على السرائر فاخفها واستر عيوب أخيك حين تطلع
لا تجزعنَّ من الحوادث إنما خرقُ الرجال على الحوادث يجزعُ
وأطع أباك بكل ما أوصى بـه إنَّ المطيع أباه لا يتضعضعُ)
(يا حبذا مقامنا بالكوفة أرض سواء سهلة معروفة
نطرقها جمالنا المعلوفة عمى صباحاً واسلمي مألوفة)
(ألا صاحب الذنب لا تقنطن فَإِنَّ الإِلَهَ رَؤوفٌ رؤوفُ
ولا ترحلنَّ بلا عدة ٍ فإِنَّ الطَّريقَ مخوفٌ مخوفُ)
(جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ أبرُّ بنا من كل شيء وأرأف
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذى وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ التي هِيَ أشرفُ)
(أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها فإنـها للحزنِ مخلوقة
همومـها ما تنقضي ساعة عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ)
(سَمِعْتُك تَبْنِي مَسْجِدا مِنْ خِيَانَة ٍ وأنت بحمد الله غير موفق
كمطعمة الزهاد من كدِّ فرجها لَكِ الوَيْلُ ، لا تَزْنِي ، ولا تَتَصَدَّقي)
(تَغَرَّبْتُ أَسْأَلُ مَنْ عَنَّ لي من الناس هل من صديق صدوق
فقالوا: عَزيزان لا يوجَدان صديقٌ صدوقٌ وبَيْضُ الأَنُوقِ)
(العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الورى هِمَمٌ عن دركها عجزت جنٌّ وأملاك)
(رضينا قسمة الجبار فينا لَنا عِلْمٌ ولِلْجُهَّالِ مَالُ
فإنَّ المَالَ يَفْنَى عَنْ قَرِيْبٍ وإنَّ العلم باقٍ لا يزالُ)
(إِنَّ المَنِيَّة َ شَرْبَة ٌ مَوْرُوْدَة ٌ لا تجزعن وشد للترحيل
إنَّ ابنَ آمِنَة َ النبيَّ محمّدا رجلٌ صدوقٌ قال عن جبريلِ
أَرخِ الزِّمَامَ ولا تخفْ من عائقٍ فاللُه يُرْدِيهم عَنِ التنكيلِ
إني بربي واثق وبأحمد وسبيله متلاحق بسبيلي)
(إِذَا مَا عَرَى خَطْبٌ مِنَ الدَّهْرِ فاصْطَبِرْ فَإِنَّ اللَّيَالي بالخُطُوبِ حَوَامِلُ
وكل الذي يأتي بـه الدهر زائلٌ سريعا فَلاَ تَجْزَعْ لِمَا هُوَ زائِلُ)
(ألا هل إلى طول الحياة سبيل وأنى وهذا الموت ليس يحول
وإني وإن أصبحت بالموت موقنا فلي أمل من دون ذاك طويل
وللدهر ألوان تروح وتغتدي وإن نفوسا بينـهن تسيل
ومنزل حق لا معرج دونـه لكل امرئ منـها إليه سبيل
قطعت بأيام التعزز ذكره وكل عزيز ما هناك ذليل
أرى علل الدنيا علي كثيرة وصاحبها حتى الممات عليل
وإني لمشتاق إلى من احبه فهل لي إلى من قد هويت سبيل
وإني وإن شطت بي الدار نازحا وقد مات قبلي بالفراق جميل
فقد قال في الامثال في البين قائل أضربه يوم الفراق رحيل
لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد دليل على أن لايدوم خليل
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم لعمرك شئ ما إليه سبيل
سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي ويظهر بعدي للخليل عديل
وليس خليلي بالملول ولا الذي إذا غبت يرضاه سواي بديل
ولكن خليلي من يدوم وصاله ويحفظ سري قلبه ودخيل
إذا انقطعت يوما من العيش مدتي فان بكاء الباكيات قليل
يريد الفتى أن لايموت حبيبه وليس إلى ما يبتغيه سبيل
وليس جليلا رزء مال وفقده ولكن رزء الاكرمين جليل
لذلك جنبي لا يؤاتيه مضجع وفي القلب من حر الفراق غليل)
(
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ
وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ
ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل
وأن العسر يتبعه يسارٌ وقول الله أصدق كل قيل
فَلَو أَنَّ العُقُولَ تجرُّ رزقا لكان الرِّزْقُ عِنْدَ ذَوي العُقول
وكم مِنْ مُؤْمِنٍ قَدْ جَاعَ يَوْما سيروي من رحيق سلسبيل)
(ألم ترَ أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدارٍ وذي فضل
بما أنزل الكفار دار مذلة ٍ فَذَاقُوا هَوَانا مِنْ إِسَارٍ ومِنْ قَتْلِ
وأمسى رسول الله قد عزَّ نصره وكان رَسُولُ اللِه أُرْسِلَ بالعَدْلِ
فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ مِنَ اللَّهِ مُنْزَلٍ مُبَيَّنَة ٌ آياتُهُ لِذَوِي العَقْلِ
فَآمَنَ أَقْوَامٌ بذاك وأَيقنوا وَأَمْسَوا بِحَمْدِ اللِه مُجَتَمِعي الشَّمْلِ
وأنكر أقوامٌ فزاغت قلوبهم فَزَادَهُمُ ذو العَرْشِ خَبْلاً على خَبْلِ
وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ رَسُولَهُ وقوما غِضَابا فِعْلُهُمْ أَحْسَنُ الفِعْلِ
بأيديهم بيضٌ خفاف قواطعٌ وَقَدْ حَادَثُوها بِالجَلاَءِ وَبالصَّقْلِ
فَكَمْ تَرَكُوا مِنْ ناشىء ٍ ذِي حَمِيَّة ٍ صَريعا وَمِنْ ذِي نَجْدَة ٍ مِنْهُمُ كَهْلِ
تَبِيْتُ عُيُونُ النَّائِحات عَلَيْهِمُ تحود بأسباب الرشاش وبالويل
نوائح تنعى عتبة الغيِّ وابنـه وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل
وذا الذَّحْلِ تَنْعَى وَابْنَ جَذْعَانَ مِنْهُمُ مسلبة حرى مبينة الثكل
ثوَى مِنْهُمُ في بِئْرِ بَدْرٍ عِصَابَة ٌ ذَوُو نَجَدَاتٍ في الحُرُوْبِ وفي المَحْلِ
دعا الغيَّ منـهم من دعا فأجابه وللغَيِّ أَسْبَابٌ مُقَطَّعَة ُ الوَصْلِ
فأضحوا لدى دار الجحيم بمنزلٍ عَنِ البَغْيِ والعُدْوَانِ في أَشْغَلِ الشُّغْلِ)
(إنّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائلٍ أو كضيف بات ليلاً فارتحل
أو كطيف يراه نائمٌ أو كبرق لاح في أفق الأمل)
(
يُمَثِّلُ ذو العَقْلِ في نَفْسِهِ مَصَائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا
فإن نزلت بغتة ً لم يرعِ لِمَا كانَ في نِفْسِهِ مَثَّلا
رَأَى الأَمْرَ يُفْضِي إلى آخرٍ فَصَيَّرَ آخِرَهُ أَوّلاَ
وَذُو الجَهْلِ يأْمَنُ أَيَّامَهُ وَيَنْسى مَصَارِعَ مَنْ قَدْ خَلا
فإن بدهته صروف الزمان بِبَعْضِ مَصَائِبِهِ أَعْوَلا
ولو قدم الحزم في نفسه لعلمـه الصبر عند البلا)
(رأيت المُشْرِكَيْنَ بَغَوْا عَلَيْنَا وَلَجُّوا فِي الغِوَايَة ِ والضَّلالِ
و قالوا نحن أكثر إذ نفرنا غَدَاة َ الرَّوْعِ بالأَسَلِ الطِّوَالِ
فَإنْ يَبْغُوا وَيَفْتَخِرُوا عَلَيْنا بحمزة وهو في الغرف العوالي
فقد أودي بعتبة يوم بدرٍ وَقَدْ أَبْلَى وَجَاهَدَ غَيْرَ آلِ
وقد فللت خيلهم ببدر واتبعت الهزيمة بالرجال
وَقَدْ غَادَرْتُ كَبْشَهُمُ جِهَارا بحمد الله طلحة في الضلال)
(ما أحسَنَ الدّنْيا وَإقبالَهَا، إذا أطاع الله من نالها
مَن لم يؤاسِ النّاسَ من فضْلِها، عرّض للادبار إقبالها
كأنّنَا لم نَرَ أفْعَالَهَا)
(صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّونٍ إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ)
(هَبِ الدّنْيا تُساقُ إلَيْكَ عَفْواً، أليس مصير ذاك إلى الزوال
فَما تَرْجو بشيءٍ ليسَ يَبقَى ، وشيكاً ما تغيّره الليالي)
(إِذا اجْتَمَعَ الاڑفاتُ فالبُخْلُ شَرُّها وشَرٌّ مِنَ البُخْلِ المواعِيدُ والمَطْلُ
ولا خير في وعد إذا كان كاذباً ولا خير في قول إذا لم يكن فعلُ
وإنْ كُنْتَ ذا عَقْلٍ ولَمْ تَكُ عَالما فأَنْتَ كَذِي رِجْلٍ وَلَيْسَ له نَعْلُ
أَلاَ إِنَّما الإنسانُ غِمْدٌ لِعَقْلِهِ ولا خير في غمدٍ إذا لم يكن نصلُ)
(يَا مَنْ بِدُنْيَاهُ اشْتَغَلْ وَغَرَّهُ طُولُ الأَمَلْ
الموت يأتي بغتة ً والقبر صندوق العمل)
(لنقلُ الصخر من قلل الجبال أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِنَنِ الرَّجَالِ
يَقُولُ النَّاسُ لي في الكسْبِ عارٌ فقلت العار في ذل السؤال
بَلَوْتُ النَّاسَ قرنا بَعْدَ قَرْنٍ ولم أر مثل محتالٍ بمالِ
وَذُقْتُ مَرَارَة الأشياءِ طُرّا فَمَا طعْمٌ أَمَرُّ مِنَ السؤالِ
وَلَمْ أرَ في الخُطُوْبِ أشدَّ هولاً وأصعب من مقالات الرجالِ)
(فإن تكن الدنيا تعدُّ نفيسة ً فإنَّ ثواب الله أعلى وأنبل
وَإنْ تَكُنِ الأَرْزاقُ حَظاً وقِسْمَة ً فقلة حرص المرء في الكسب أجملِ
وإنْ تَكُنِ الأَمْوَالُ للتَّرْكِ جَمْعُها فما بال متروكٍ بـه الحر يبخل
وإنْ تَكُنِ الأَبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ فقتل امريء لله بالسيف أفضل)
(فلا تكثرنَّ القولَ في غير وقته وأدمن على الصمت المزيّن للعقل
يَمُوتُ الفَتَى في عَثْرَة ٍ بِلِسَانِهِ وَلَيْسَ يَمُوتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَة الرِّجْلِ
ولا تكُ مبثاثاً لقولكَ مفشياً فتستجلب البغضاءَ من زلة النعل)
(فَأَهْلاً وَسَهْلاً بِضَيْفٍ نَزَلْ وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفا رَحَلْ
تولى الشباب كأن لم يكن وحلَّ المشيب كأن لم يزل
فأما المشيب كصبح بدا وَأَمَّا الشَّبابُ فَبَدْرٌ أَفَلْ
سقى الله ذاك وهذا معاً فَنِعْمَ المُوَلِّي وَنِعْمَ البَدَلْ)
(
الحَمْدُ للِه الجَمِيْلِ المُفْضِلِ المسبغ المولي العطاءُ المجزل
شُكْرا على تَمْكِيْنِهِ لِرَسُولِهِ بالنَّصْرِ مِنْهُ على البُغَاة ِ الجُهَّلِ
كم نعمة لا أستطيع بلوغها جهداً ولو اعملت طاقة مقول
لِلَّهِ أَصْبَحَ فَضْلُهُ مُتَظاهِرا مِنْهُ عَلَيَّ سَأَلْتُ أَمْ لَمْ أَسْأَلِ
قد عاين الأحزاب من تأييده جُنْدَ النَّبِيِّ بِذِي البَيَانِ المُرْسَلِ
مَا فيهِ موعِظَة لِكُلِّ مُفَكِّرِ إِنْ كانَ ذَا عَقْلٍ وَإِنْ لم يَعْقِلِ)
(فداري مُناخٌ لِمَنْ قَدْ نَزَلْ وَزَادِي مُبَاحٌ لِمَنْ قَدْ أَكَلْ
أُقدِّمُ ما عِنْدَنا حاضِرا وإن لم يكن غير خبز وخل
فـأما الكريم فراضٍ بـه وَأَمَّا اللَّئِيمُ فَمَا قَدْ أَبَلْ)
(إذا قربت ساعة يالها وَزُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها
تَسِيرُ الجبالُ على سُرْعَة ٍ كَمَرِّ السِّحَابِ تَرَى حَالَها
وَتَنْفَطِرُ الأَرْضُ مِنْ نَفْحة ٍ هنالك تخرج أثقالها
وَلا بُدَّ مِنْ سائلٍ قائِلٍ من الناس يومئذ مالها
تحدث أخبارها ربها وَرَبُّكَ لا شَكَّ أَوْحَى لها
وَيَصْدُرُ كُلٌّ إلى مَوْقِفٍ يُقيمُ الكُهولَ وأَطْفَالَها
ترى النفس ما عملت محضراً ولو ذَرَّة ً كان مِثْقَالَها
يحاسبها ملك قادر فإِمّا عَلَيها وإمّا لها
ترى الناس سكرى بلا خمرة ولكن ترى العين ماها لها)
(لَوْ كَاْنَ هَذَا العِلْمُ يَحْصُلُ بالمُنَى مَا كَان يَبْقَى في البَرِيَّة ِ جَاهِلُ
إِجْهَدْ ولا تَكْسَلْ وَلاَتَكُ غافِلاً فَنَدَامَة ُ العُقْبَى لِمَنْ يَتَكاسَلُ)
(كَآسَادِ غِيلٍ وأَشْبَالِ خِيْسٍ غَداة َ الخَمِيْسِ بِبِيْضٍ صِقَالِ
تجيدُ الضراب وحزَّ الرقاب أَمَامَ العِقَابِ غَداة َ النِّزالِ
تَكيدُ الكَذوب وتُخزي الهَيوبَ وتروي الكعوب دماء القذال)
(صبر الفتى لفقره يجُّله وَبَذْلُهُ لِوَجْهِهِ يُذِلُّهُ
يكفي الفتي من عيشـه أقله الخُبْزُ لِلْجَائِعِ أُدْمٌ كُلُّهُ
)
(خَوَّفَنِي مُنَجِّمُ أَخُو خَبَلْ تراجع المريخ في بيت الحمل
فقلت دعني من أكاذيب الحيل المشتري عندي سواء وزحل
أدفع عن نفسي أفانين الدول يخالقي ورازقي عزّ وجل)
(أعينيَّ جواداً بارك الله فيكما عَلى هَالِكَيْنِ لاَ يُرَى لَهُمَا مِثْلا
على سيّد البطحاء وابن رئيسها وسيدة النسوان أول من صلى
مـهذبة ٌ قد طيّب الله خيمـها مُبَارَكَة ٌ واللُه سَاقَ لَهَا الفَضْلا
لقد نصرا في الله دين محمدٍ على من بغى في الدين قد رعيا إلا)
(إنَّ يومي من الزبير ومن طلـ حة فيما يسوءني لطويل
ظلماني ولم يكن علم اللـ إلى الظُّلْمِ لي لِخَلْقٍ سَبِيْلُ
)
(أَلاَ باعَدَ اللُه أَهْلَ النِّفاقِ وَأَهْلَ الأَرَاجِيْفِ وَالبَاطِلِ
يقولون لي قد قلاك الرسول فخلاك في الحالف لخاذل
وَمَا ذَاكَ إِلاّ لأنَّ النَّبِيَّ جفاك وما كان بالفاعل
فسرت وسيفي على عاتقي إلى الراحم الحاكم الفاصل
فلمّا رآني هَفا قَلْبُهُ وقالَ مقال الأخ السائل
أممن أبنََّّ لي فأنبأته بِإِرْجافِ ذي الحَسَدِ الداغِلِ
فقال أخي أنت من دونـهم كَهَارون موسى ولم يَأْتَلِ)
(أَنا الصَّقْرُ الذي حُدِّثْتَ عَنْهُ عتاق الطير تنجدل انجدالا
وقاسيت الحروب أنا ابن سبع فلما شبتُ أفنيت الرجالا
فَلَمْ تَدَعِ السُّيوفُ لنا عدوًّا ولم يدع السخاء لديّ مالا)
(لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّها إذا قيل قدمـها حضين تقدما
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَا حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَوْتَ والدِّما
تراه إذا ما كان يوم كريهة أَبى فِيهِ إلاَّ عِزَّة ً وتَكَرُّما
وأَحْزَمَ صَبْرا حِيْنَ يُدعَى إلى الوَغَى إِذَا كَانَ أَصْوَاتُ الكُماة ِ تَغَمْغُمَا
وَقَدْ صَبَرَتْ عُكُّ وَلَخْمٌ وحِمْيَرٌ لِمِذْحَجِ حَتَّى أَوْرَثُوها التَّنَدُّما
وَنَادَتْ جِذَامٌ يا لَمِذْحِجَ وَيْلَكُم جزي الله شراً أيّنا كان أظلما
أما تتقون الله في حرماتكم وما قرب الرحمن منـها وعظما
جَزَى اللُه قَوْما قاتلوا في لِقَائِهِمْ لدي البأس خيراً ما أعف وأكرما
رَبيعَة َ أَعْنِي إِنَّهُمْ أَهْلُ نجْدَة ٍ وبأس إذا لاقوا خميساً عرمرما
اذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا بأسيافنا حتى تولى وأحجما
و حتى ينادي زبرقان بن أظلم ونادى كلاعاً والكريب وانعما
وَعَمْرا وسُفْيَانا وَجَهْما ومَالِكا وحوشب والغاوي شريحاً وأظلما
وكرزبن نبهان وعمر بن جحدر وَصَبَّاحا القَيْنِيَّ يَدْعُو وَأَسْلَمَا
)
(وَلَمَّا رَأَيْتُ الخَيْلَ تُقْرَعُ بالقَنَا فوارسها حمرُ العيون دوامي
وأقبل رهج في السماء كأنـه غَمَامَة ُ دَجْنٍ مُلْبَسٍ بِقَتَامِ
وَنَادَى ابْنُ هِنْدٍ ذا الكِلاعِ وَيَحْصُبا وكندة في لخم وحي جذام
نيممت همدان الذين هُم هُم إذا نَابَ أَمْرٌ جُنَّتِي وَحُسَامِي
وناديت فيهم دعوة فأجابني فوارس من همدان غير لئام
فوارسٌ من همدان ليسوا بعزّل غَدَاة َ الوَغَى مِنْ شَاكِرٍ وَشَبَامِ
ومن أرحب الشم المطاعين بالقنا وَرُهْمٍ وَأَحْيَاءِ السَّبِيْعِ وَيَامِ
ومن كل حي قد أتتني فوارس ذَوُو نَجَداتٍ في اللِّقَاءِ كِرَامِ
بكل رديني وعصب ت إذا اخْتَلَفَ الأَقْوَامُ شُعْلَ ضِرَامِ
يقودهم حامي الحقيقة منـهم سَعيدُ بْنُ قَيْسٍ وَالكَرِيْمُ يُحامِي
فخاضوا لظاها واصطلوا بشرارها وَكَانوا لَدَى الهَيْجَا كَشَـْرِب مُدَامِ
جَزَى اللَّهُ هَمْـدَانَ الجِنَانِ فَإِنَّهُمْ سمام العدى في كل يوم خصام
لهمدان أخلاقٌ ودين يزينـهم وَلِيْنٌ إذا لاَقَوا وحُسْنُ كَلاَمِ
متى تأتهم في دارهم لظيافة تَبِتْ عِنْدَهُمْ في غِبْطَة ٍ وَطَعَامِ
أَلاَ إِنَّ هَمْدانَ الكِرامَ أَعِزَّة ٌ كَمَا عَزَّ رُكْنُ البَيْتِ عِنْدَ مُقامِ
أُنَاسٌ يُحِبُّونَ النَّبيَّ وَرَهْطَهُ سراع إلى الهيجاء غير كهام
إذا كنت بواباً على باب جنة ٍ أقول لهمدان ادخلوا بسلامِ)
(أفاطم هاكِ السيف غير ذميم فلست برعديد ولا بلئيم
أفاطم قد ابليت في نصر أحمدٍ وَمَرْضَاة رَبٍّ بالعِبَادِ رَحِيْمِ
أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّهِ لا شَيْءَ غَيْرُهُ ورضوانـه في جنة ٍ ونعيم
وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ وَقَامَتْ عَلَى سَاقٍ بِغَيْرِ مُلِيْمِ
أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُهُ بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظامَ صَمِيْمِ
فغادرته بالقاع فارفض جمعه وأشفيت منـهم صدر كل حليم
وَسَيْفِيَ يَكْفِي كالشِّهابِ أَهُزُّهُ أَجُزُّ بِهِ مِنْ عائِقٍ وصَمِيْمِ)
(إذا كنت في نعمة فارعها فإنَّ المعاصي تزيل النَّعَم
فإن تعط نفسك آمالها فعند مناها يحلُّ الندم
فأين القـرون ومـن حولهم تفانوا جميعـاًوربي الحكـم
محامد دنياك مذمومة ٌ فلا تكسب الحمد إلا بذم)
(وَكُنْ مُوسِرا شَئْتَ أو مُعْسِرا لا بدَّ في الدني من الغم
دنياك بالأحزان مقرونة لا تقطع الدنيا بلا هم)
(جَزَى اللُه عَنِّي عُصْبَة ً أَسْلَمِيَّة ً صِبَاحَ الوُجُوهِ صُرِّعوا حَوْلَ هاشِمِ
شَقِيْقٌ وَعَبْدُ اللِه بِشْرٌ وَمَعْبَدٌ وَسُفْيَانُ وَابْنا هاشِمٍ ذي المَكارِمِ
وعروة لا ينأى فقد كان فارساً إذا الحرب هاجت بالقنا والصوارم
إِذَا اخْتَلَف الأَبْطَالُ وَاشْتَبَكَ القَنا وكان حديث القوم ضرب الجماجم)
(أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلم
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أهل الحِفاظِ فصل عليك وليُّ النّعم
ولقاكَ ربُّك رضوانـه فَقَدْ كُنْتَ للمُصْطفَى خَيْرَ عَمْ)
(يا عَمْرُو قَدْ لاقَيْتَ فارِسَ هِمَّة ٍ عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الإِقْدَامِ
مِنْ آلِ هاشِمَ مِنْ سَنَاءٍ باهِرٍ وَمُهَذَّبِينَ مُتَوَّجين كِرَامِ
يدعو إلى دين الإله ونصره وإلى الهدى وشرائع الإسلام
بمـهنّدٍ عضب رقيق حدّه ذي رونق يفري الفقار حسام
وَمُحَمَّدٌ فِينْا كَأَنَّ جَبِيْنَهُ شَمْسٌ تَجَلَّتْ مِنْ خِلاَلِ غَمَامِ
ولله ناصر دينـه ونبيه وَمَعِيْنُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقْدامِ
شَهِدَتْ قُرَيْشٌ وَالبَرَاهِمُ كُلُّها أَنْ لَيْسَ فيها مَنْ يَقُومُ مقامِي
)
(اللُه أَكْرَمَنا بِنَصْرِ نَبِّيهِ وَبنا أقام دَعَائِمَ الإِسْلاَمِ
وَبنَا أَعَزَّ نبيَّه وَكِتَابَه وأَعَزَّنَا بالنَّصْرِ والإقْدَامِ
وَيَزُورُنا جِبْرِيْلُ في أَبْياتِنا بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أول مستحل حله وَمُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرَامِ
نحن الخيار من البرية كلها وَنِظَامُها وَنِظَامُ كُلِّ زِمَامِ
الخائِضُونَ غِمَارَ كُلَّ كَرِيْهَة ٍ والضَّامِنُونَ حَوَادِثَ الأَيَّامِ
والمُبْرِمُونَ قِوَى الأُمُورِ بِعزَّة ٍ والناقصون مرائرالإ برام
في كل معترك تطير سيوفنا فيه الجماجم عن فراخ الهام
إنا لنمنع من أردنا منعه ونجود بالمعروف للمعتام
وَتَرُدُّ عَادِيَة َ الخَمِيْسِ سُيُوفُنا ونقيم رأس الأصيد القمقام)
(فما نوب الحوادث باقيات ولا البؤس تدوم ولا النعيم
كما يَمْضي سُرورٌ وَهْوَ جَمٌّ كذلك ما يَسُوْءُك لا يَدُومُ
فلا تهلك على ما فات وجداً وَلاَ تُفْرِدْك بالأَسَفِ الهُمُومُ
)
(أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ)
(لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم)
(لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم)
(تنزه عن مجالسة اللئام وألمم بالكرام بني الكرام
وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما فإن الدهر منحلّ النظام
ولا تحسد على المعروف قوماً وَكُنْ مِنْهُمُ تَنَلْ دارَ السَّلامِ
وثق بالله ربك ذي المعالي وذي الآلاء والنعم الجسام
وَكُنْ لِلْعِلْمِ ذا طَلَبٍ وَبَحْثٍ وناقش في الحلال وفي الحرام
وبالعوراء لا تنطق ولكن بما يرضي الإله من الكلام
وإنْ خَانَ الصَّديقُ فَلا تَخُنْهُ وَدُمْ بالحِفْظِ مِنْهُ وبالذِّمامِ
ولا تحمل على الأخوان ضغناً وخذ بالصفح تنج من الاثام)
(كَمْ مِنْ أَدِيْبٍ فَطِنٍ عَالِمٍ مستكمل العقل مقلٍ عديم
وَمِنْ جَهُولٍ مُكْثِرٍ مالَهُ ذَلِكَ تقدِيْرُ العَزِيزِ العَلِيمْ)
(أتصبر للبلوى عزاء وحسبة فَتُؤْجَرَ أَمْ تَسْلُو سُلُوَّ البَهائِمِ!
خُلقنا رجالاً للتجلد والأسى وتلك الغواني للبُكا والمآتم)
(وإذا طلبت إلى كريم حاجة ً فَلِقَاؤُه يَكْفِيكَ وَالتَّسليمُ
وَإِذا رأك مُسَلِّما ذَكَرَ الَّذي حمّلته فكأنـه مبرومُ
)
(أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ
ستنقطع اللذاذة عن أناس من الدنيا وتنقطع الهمومُ
لأمرٍ ما تصرّفت الليالي لأمرٍ ما تحركت النجوم)
(سلِ الأيام عن أمم تقضت ستخبرك المعالم والرسوم
تَرُوْمُ الخُلُدَ في دارِ المَنايا فَكَمْ قَدْ رَامَ مِثْلُكَ ما تَرُومُ
تَنامُ وَلَمْ تَنَمْ عَنْكَ المَنايا تنبّه للمنية يا نؤوم
لهوت عن الفناء وأنت تفني فما شيء من الدنيا يدومُ
تموت غداً وأنت قرير عين مِنَ العَضَلاتِ في لُجَجٍ تَعُومُ)
(لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ فإنَّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزانته فإنما الأمر بين الكاف والنون
إنّ الذي أنت ترجوه وتأمله مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْنُ ابْنِ مِسْكِيْنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِنْ طِيْنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيا إذااجْتَمَعَا لا بَارَكَ اللِه في دُنْيا بِلا دِيْنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْبُ غِنًى لَكانَ كُلُّ لَبيبٍ مِثْلَ قارُونِ
لكنما الرزق بالميزان من حكم يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون)
(لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ إن المكاره لم تزل متباينـه
كم نعمة لم تستقل بشكرها للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَهْ)
(قد عرف الحرب العوان أني بازلٌ عاملين حديث سنِّ
سنحنح الليل كأني جني استقبل الحرب بكل فن
مَعِي سِلاَحِي وَمَعِي مِجَنِّي وصارم يذهب كل ضغن
أُقْصِي بهِ كُلَّ العُداة ِ عَنِّي لمثلِ هذا ولدتني أمي)
(هذا زمان ليس إخوانـه يَا أَيُّهَا المَرْءُ بِإِخْوانِ
إِخْوانُهُ كُلُّهُمُ ظَالِمٌ لهم لسانان ووجهان
يلقاك بالبشر وفي قلبه داءٌ يُوارِيهِ بِكِتْمانِ
حَتَّى إِذا ما غِبْتَ عَنْ عَيْنِهِ رَماكَ بالزُّور وبُهتانِ
هذا زمان هكذا أهله بالودِّ لا يصدقك اثنان
ياأَيُّها المَرْءُ فَكُنْ مُفْرَدا دَهْرَكَ لاَ تَأْنَسْ بِإِنْسانِ
وجِانِبِ النَّاسَ وَكُنْ حَافِظا نَفْسَكَ في بَيْتٍ وَحِيطانِ
)
(دُنْيا تَحُولُ بأَهْلِها في كل يوم مرتين
فغدوّها لتجمُّعٍ وَرَواحُها لِشَتَاتِ بَيْنِ
)
(الصَّبْرُ مِفْتَاحُ ما يُرَجَّى وكل خير بـه يكون
فاصْبِرْ وَإِنْ طالَتِ اللَّيالي فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ)
(هَوِّنِ الأَمْرَ تَعِشْ في راحَة ٍ كُلَّما هَوَّنْتَ إلاَّ سَيَهُونُ
ليس أمر المرء سهلا كله إنما المرء سهولٌ وحزون
تَطْلُبُ الرَّاحَة َ في دارِ العنا خاب من يطلب شيئاً لا يكون)
(عُدَّ مِنْ نَفْسِكَ الحياة فَصُنْها وَتَوَقَّ الدُّنْيا وَلاَ تَأْمَنَنْها
إنما جئتها لتستقبل الموت وأدخلتها لتخرُج عنـها
سَوْفَ يَبْقَى الحَدِيثُ بَعْدَك فَانْظُرْ أَيَّ أُحْدوثَة ٍ تُحِبَ فَكُنْها)
(إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي
فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي
وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي
أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً وَأَفنِي العُمرَ مِنـها بِالتَمَنّي
فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ)
(ومن كرمت طبائعه تحلى بِآدابٍ مُفَضَّلَة ٍ حِسَانِ
ومن قلت مطامعه تغطّى من الدنيا بأثواب الأمان
وما يَدْرِي الفَتَى ماذا يُلاَقِي إِذا ما عَاشَ مِنْ حَدَثِ الزَّمانِ
فَإِنْ غَدَرَتْ بِكَ الأَيَّامُ فَاصْبِرْ وكن بالله محمود المعاني
ولا تكُ ساكناً في دار ذلٍ فإن الذلَّ يقرنَ بالهوان
وَإِنْ أَوْلاكَ ذو كَرَمٍ جَمِيْلاً فكن بالشكر منطلق اللسان)
(الدَّهْرُ أَدَّبَنِي واليَأْسُ أَغْنَانِي والقوت أقنعني والصبر رباني
وأَحْكَمَتْنِي مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَة ٌ حَتَّى نَهَيْتُ الَّذي قَدْ كانَ يَنْهانِي)
(إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ وإني ذو خطايا فاعف عني
وَظَنِّيَ فِيكَ يا رَبي جَمِيْلٌ فَحَقِقْ يا إلَهِيَ حُسْنَ ظَنِّي)
(لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً ما في الرِّجالِ على النِّساءِ أَمِيْنُ
إِنَّ الأَمِيْنَ وإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ لا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَة ٍ سَيَخُونُ
القبر أوفي من وثقت بعهده ما للنِّساءِ سِوَى القُبورِ حُصُونُ)
(فلا تصحب أخا الجهل وإياك واياه
فكم من جاهل أردى حليماً حين آخاه
يُقاسُ المَرْءُ بالمَرْءِ إذا ما هُوَ ماشاهُ
وللقلب على القلبِ دَلِيْلٌ حِيْنَ يَلْقَاهُ
إنما أنت طول عمرك ما عمـ رت بالساعة التي أنت فيها
وللشيء من الشيء مقاييسٌ وأشباه
وفي العين غنى للعين أنْ تَنْطِقَ أَفْواهُ)
(
إن المكارم أخلاق مطهرة فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنـها والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها ولست أرشد إلا حين أعصيها)
(النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت أًمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
)
(عَجَبا لِلَّزمانِ في حَالَتَيْهِ وبلاء ذهبت من إليه
رُبَّ يَوْمٍ بَكَيْتُ مِنْهُ فلمّا صرت في غيره بكيت عليه
)
(لا تعتبنَّ على العباد فإنما يَأْتِيكَ رِزْقُكَ حِيْنَ يُؤْذَنُ فيه
سَبَقَ القَضَاءُ لِوَقْتِهِ فَكَأَنَّهُ يَأْتِيكَ حِيْنَ الوَقْتِ أَوْ تَأْتِيهِ
فثق بمولاك الكريم فإنـه بالعبد أرأف على أبٍ ببنيه
أوسع غِناكَ وَكن لِفَقرِكَ صائِناً يَضني حَشاكَ وَأَنتَ لا تُشفيهِ
فَالحُرُّ يَنحَلُ جِسمُهُ إِعدامـهُ وَكَأَنَّهُ مِن جِسمِهِ يُخفيهِ)
(أَرَى حُمُرا تَرْعَى وَتَأَكُلُ ما تَهْوَى وأسداً جياعاً تظمأ الدهر ما تروي
وَأَشْرَافَ قَوْمٍ ما يَنالُونَ قُوتَهم وَقَوما لِئاما تَأْكُلُ المَنَّ والسَّلْوَى
قَضَاءٌ لِخَلاَّقِ الخَلاَئِقِ سابقٌ وليس على رد القضا أحدٌ يقوى)
(ماذا عَلَى مَنْ شَمَّ تُرْبَة َ أَحْمَدٍ أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا
صبّت عليَّ مصائبُ لو أنـها صبّت على الأيام صرنّ لياليا)
(ألا طرق الناعي بليلٍ فراعني وأَرَّقَنِي لَمَّا اسْتَهَلَّ مُنَادِيا
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا رَأَيْتُ الَّذِي أَتى أغير رسول الله أصبحت ناعيا
فوالله لا أنساك أحمد ما مشت بِيَ العَيْشُ في أَرْضٍ وَجَاوَزْتُ وَادِيا
وكنت متى أهبط من الأرض تلعة أجد أثراً منـه جديداً وعافيا
جواد شظى الخيل عنـه كأنما يرين بـه ليثاً عليهنَّ ضاريا
من الأسد قد أحمى العرين مـهابة تَفادَى سِباعُ الأَرْضِ مِنْهُ تفاديا
شَدِيْدٌ جَرِيْءُ النَّفْسِ نَهْدٌ مُصَدَّرٌ هُوَ المَوْتُ مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ وَعَادِيا
أَتَتْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَيْلٌ مُغِيَرة ٌ تُثِيْرُ غُبارا كالضَّبابَة ِ كابيا
إليك رسول الله صف مقدم إذا كان ضرب الهام نفقاً تفانيا)
(إذا أظمأتك أكفُّ الرجال كَفَتْك القَناعَة ُ شَبْعا وَرِيّا
فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَرَى وهامة همّته في الثريا
أبياً لنائل ذي ثروة ٍ تَراهُ لِمَا في يَدَيْهِ أَبيّا
فَإِنَّ إِراقَة َ ماءِ الحَياة ِ دون إراقة ماء المحيا)
(وكم لله من لطفٍ خفيٍّ يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
وكم أمرٍ تساءُ بـه صباحاً وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
تَوَسَّلْ بالنَّبِيِّ فَكُلّ خَطْبٍ يَهُونُ إِذا تُوُسِّلَ بالنَّبِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ فكم للهِ من لُطفٍ خفي)
(ومحترس من نفسه خوف ذلة تَكُوْنُ عَلَيْهِ حُجَّة ً هِيَ ما هِيا
فقلص برديه وأفضى بقلبه إلى البر والتقوى فنال الأمانيا
وَجانَبَ أَسْبَابَ السَّفاهَة ِ والخنا عَفافا وَتَنْزِيها فَأَصْبَحَ عالِيا
وَصَانَ عَنِ الفَحْشَاءِ نَفْسا كَرِيمَة ً أَبَتْ هِمَّة ً إِلاّ العُلى وَالمَعالِيا
تراه إذا ما طاش ذو الجهل والصبى حليماً وقوراً صائن النفس هاديا
لَهُ حِلْمُ كَهْلٍ في صَرامَة ِ حازِمٍ وفي العين أن أبصرت أبصرت ساهيا
يروق صفاء الماء منـه بوجهه فأصبح منـه الماء في الوجه صافيا
وَمِنْ فَضْلِهِ يَرْعَى ذِماما لجِارِهِ ويحفظ منـه العهد إذ ظل راعيا
صبوراً على صرف الليالي ودرئها كَتُوما لأِسْرارِ الضَّمِيرِ مُداريا
له همّة ٌ تعلو كل همّة ٍ كما قَدْ عَلاَ البَدْرُ النُّجومَ الدَّرارِيا)
(ولو أنا إذا متنا تُركنا لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ
ولكنا إذا متنا بُعثنا ونُسأل بعد ذا عن كل شي)
(لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمَّت خطيئتي فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها فها أنا في أرض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري و فاقتي وأنت مناجاتي الخفيّة تسمع
إلهي أجرني من عذابك إنني أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع
إلهي لئن عذّبتني ألف حجة فحبل رجائي منك لا يتقطّع
إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا بنون ولا مال هنالك ينفع
إلهي لئن فرَّطت في طلب التقى فها أنا إثر العفو أقفو و أتبع
إلهي لئن أخطأت جهلاً فطالما رجوتك حتى قيل ها هو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَتْ وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبي أَجَلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ينجي ذكر طولك لوعتي وذكر الخطايا العين مني تدمع
إلهي أَنِلْنِي مِنْكَ روحا وَرَحْمَة ً فَلَسْتُ سوى أَبْوَابِ فَضْلِكَ أَقْرَعُ
إلهي لئن أقصيتني أو طردتني فما حيلتي يا رب أم كيف أصنع ؟
إلهي حليف الحب بالليل ساهر ينادي ويدعو والمغفّل يهجع
وكلهم يرجو نوالك راجيا لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمع
إلهي يمنيني رجائي سلامة وقبح خطيئاتي عليَّ يشيّع
إلهي فإن تعف فعفوك منقذي وإلا فبالذنب المدمر أصرع
إلهي بحق الهاشمي وآله وحرمة ابراهيم خلك أضرع
إلهيَ فانْشُرْني على دِيْنِ أَحْمَدٍ تقياً نقياً فانتاً لك أخشعُ
ولا تحرمني ياإلهي وسيّدي شفاعَتَكَ الكُبْرَى فذاك المُشَفِّعُ
و صلّ عليه ما دعاك موحدٌ وناجاك أَخْيارٌ بِبَابك رُكَّعُ
)
(أَشدُد حيازَيمكَ لِلمَو تِ فَإِنَّ المَوتَ لاقيكا
وَلا تَجزع مِنَ المَوتِ إِذا حَلَّ بِواديكا
فَإِنَّ الدِرعَ وَالبيَض ةَ يَومَ الرَوعِ يَكفيكا
كَما أَضحكَ الدَهرُ كَذاكَ الدَهرُ يُبكيكا
فَقَد أَعرِفُ أَقواماً وَإِن كانوا صَعاليكا
مَساريعٌ إِلى النَجدَ ةِ لِلغَيِّ مَتاريكا
)
###########
( إِذا النائباتُ بلغْنَ المدى ... وكادتْ تذوبُ لهُنَّ المجُ
- وحلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ ... فعندَ التناهي يكونُ الفرجْ
- لا تجزعنَّ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... واصبِرْ ففي الصبرِ عندَ الضيقِ متسعُ
- إِن الكريمَ إِذا نابتْهُ نائبةٌ ... لم يبدُ منـه على علاتِه الهلعُ
- لا تكرهِ المكروهَ عند نزولِهِ ... إِن المكارِه لم تزلْ متباينـه
- كم نعمةٍ لم تستقلَّ بشكرها ... للّهِ في طيِّ المكارِه كامنـهْ
علي بن أبي طالب)
(- عجبتُ لجازعٍ باكٍ مصابٍ ... ذي اكتئابِ
- يَشُقُّ الجيبَ يدعو الويلَ جَهْلاً ... كأن الموتَ بالشيءِ العُجابِ
- وساوى اللّهُ فيه الخلقَ حتى ... بنيَّ اللّهِ منـه لم يُجابِ
- له مَلْكٌ ينادي كُلَّ يومٍ ... لدوا للموتِ وابنُوا للخرابِ
علي بن أبي طالب)
( لنَقْلُ الصَّخْرِ من قُللِ الجبالِ ... أَحَبُّ إِليَّ من مِنَنِ الرجالِ
- يقولُ الناسُ لي في الكَسْبِ عازٌ ... فقْلتُ العارُ في ذُلَّ السؤالِ
- بلوتُ الناسَ قرناً بعد قرنٍ ... ولم أرَ مثلِ مختالٍ بمالِ
- وذقْتُ مرارةَ الأشياءِ طُراً ... فما طعمٌ أَمَرُّ من السؤالِ
- ولم أرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هولاً ... وأصعبُ من مقالاتِ الرجالِ
علي بن أبي طالب)
(لا تأمنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ ... ولو تمتعتَ بالحُجْابِ والحرسِ
- واعلمْ بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ ... في كل مدرَّرعٍ منا ومترسِ
- ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ ... وثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ ؟
- ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ مسالكَها ... إِن السفينةَ لا تجري على اليَبَسِ
علي بن أبي طالب)
( ألا فاصبرْ على الحدَثِ الجليلِ ... وداوِ جَوَكَ بالصبَّبْر الجميلِ
- ولا تيأسْ فإِن اليأسَ كفرٌ ... لعل اللّه يُغْني من قليلِ
- وإِن العسرَ يتبعُه يسارُ ... وقولُ اللّهِ أصدقُ كل قيلِ
- فلو أن العقولَ تَجُرُّ رِزْقاً ... لكان الرزقُ عندَذويْ العقولِ
- فما نُوَبٌ الحوادثِ باقياتٌ ... ولا البؤسى تدومُ ولا النعيمُ
- كما يمضي سرورٌ وهو جَمٌ ... كذالكَ ما يسوؤكَ لا يدومُ
- فلا تهلكْ على ما فاتَ وَجْداً ... ولا تفرْدكَ بالأسفِ الهُمومُ
علي بن أبي طالب)
(كفاني فخرا" أن تكون لي ربا وكفاني عزا" أن أكون لك عبدا ""
أنت كما أريد...فاجعلني ربي كما تريد
اللهم...كما صنت وجهي من السجود لغيرك
فصن وجهي عن مساءلة غيرك
اللهم...أحملني علي عفوك
ولا تحملني علي عدلك
اللهم...أني أعوذ بك أن أفتقر في غناك ......أو أضل في هداك
......أو أضام في سلطانك ......أو أضطهد و الأمر لك
اللهم....إنا نعوذ بك أن نذهب عن قولك .......أو نفتن عن ذنبك ........أو نتبع أهواءنا دون
الهدي الذى جاء من عندك)
(الأَزدُ سِيَفي عَلى الأَعداءِ كُلِّهِمُ وَسيفُ أَحمَدَ مَن دانَت لَهُ العَرَبُ
قَومٌ إِذا فاجَأوا أَبلوا وَإِن غُلِبوا لا يُحجِمونَ وَلا يَدرونَ ما الهَرَبُ
قَومٌ لُبوسُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ بيضٌ رِقاقٌ وَداودِيَةٌ سُلُبُ
البيضُ فَوقَ رُؤوسٍ تَحتَها اليَلَبُ وَفي الأَنامِلِ سُمرُ الخَطِّ وَالقَضَبُ
البيضُ تَضحَكُ وَالآجالُ تَنتَحِبُ وَالسُمرُ تَرعِفُ وَالأَرواحُ تُنتَهَبُ
وَأَيُّ يَومٍ مِنَ الأَيّامِ لَيسَ لَهُم فيهِ مِنَ الفِعلِ ما مِن دُونِهِ العَجَبُ
الأَزدُ أَزيَدُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ فَضلاً وَأَعلاهُمُ قَدراً إِذا رَكِبوا
يا مَعشَرَ الأَزدِ أَنتُم مَعشَرٌ أُنُفٌ لا يَضعُفونَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الحُقُبُ
وَفَيتُمُ وَوَفاءُ العَهدِ شيمَتَكُم وَلَم يُخالِط قَديماً صِدقَكُم كَذِبُ
إِذا غَضِبتُم يَهابُ الخَلقُ سَطوَتَكُم وَقَد يَهونُ عَلَيكُم مِنـهُمُ الغَضَبُ
يا مَعشَرَ الأَزذِ إِنّي مِن جَميعِكُمُ راضٍ وَأَنتُم رُؤوسُ الأَمرَ لا الذَنَبُ
لَن يَيئَسِ الأَزذُ مِن روحٍ وَمَغفِرَةٍ وَاللَهُ يَكلَؤُهُم مِن حَيثُ ما ذَهَبوا
طِبتُم حَديثاً كَما قَد طابَ أَوَّلُكُم وَالشَوكُ لا يُجتَنى مِن فَرعِهِ العِنَبُ
وَالأَزدُ جُرثومَةٌ إِن سُوبِقوا سَبَقوا أَو فُوخِروا فَخَروا أَو غُولِبوا غَلَبوا
أَو كُوثِروا كَثُروا أَو صُوبِروا صَبروا أَو سوهِموا سَهَموا أَو سُولِبوا سَلَبوا
صَفَوا فَأَصفاهُم الباري وِلايَتَهُ فَلَم يَشِب صَفوَهُم لَهوٌ وَلا لَعِبُ
مِن حُسنِ أَخلاقِهِم طابَت مَجالِسُهُم لا الجَهلُ يَهروهُم فيها وَلا الصَخَبُ
الغَيتَ ما رَوِّضوا مِن دونِ نائِلِهِم وَالأُسدُ تَرهَبُهُم يَوماً إِذا غَضِبوا
أَندى الأَنامِ أَكُفّاً حينَ تَسأَلُهُم وَأَربَطُ الناسِ جَأشاً إِن هُمُ نُدِبوا
وَأَيُّ جَمعٍ كَثيرٍ لا تُفَرِّقُهُ إِذا تَدانَت لَهُم غَسّانُ وَالنُدبُ
فَاللَهُ يَجزيهِم عَمّا أَتَوا وَحَبَوا بِهِ الرَسولَ وَما مِن صالِحٍ كَسَبوا)
....
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
أَحُسَيْـنُ إنِّـيَ واعِـظٌ وَمُـؤَدِّبُ*****فَافْهَـمْ فَأَنْـتَ العَاقِـلُ المُتَـأَدِّبُ
و احفظ وصيـة والـد متحنـن*****يغـذوك بـالآداب كيـلا تعطـب
أبنـيَّ إن الـرزق مكفـول بـه*****فعليـكَ بالاجمـال فيمـا تطلـب
لا تَجْعَلَنَّ المـالَ كَسْبَـكَ مُفْـرَدا*****و تقى إلهك فاجعلن مـا تكسـبُ
كفلَ الالـه بـرزق كـل بريّـة ٍ*****و المال عارية ٌ تجـيء وتذهـب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّـتِ ناظِـرٍ*****سبباً إلى الانسان حيـن يسبـب
و من السيول إلى مقـر قرارهـا*****والطير لِلأَوْكـارِ حيـنَ تَصَـوَّبُ
أبنـيَ إن الذكـرَ فيـه مواعـظٌ *****فَمَـنِ الَّـذِي بِعِظاتِـهِ يَـتـأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِـه جُهْـدَكَ وَاتْلُـهُ*****فيمَنْ يَقومُ بِـهِ هنـاكَ ويَنْصِـبُ
بِتَّفَـكُّـرٍ وتخـشُّـعٍ وتَـقَـرُّبٍ*****إن المقـرب عنـده المتـقـرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصـا*****وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْـرَبُ
وإذا مَـرَرْتَ بِآيَـة ٍ وَعْظِـيَّـة*****تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَـنْ يَشَـاءُ بِعَدْلِـه*****لا تجعلنـي فـي الذيـن تعـذب
إِنِّي أبـوءُ بِعَثْرَتِـي وَخَطِيْئَتِـي*****هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَـكَ مَهْـرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَـة ٍ فـي ذِكْرِهـا*****وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِـبُ
فاسأل إلهـك بالإنابـة مخلصـاً *****دار الخلود سـؤال مـن يتقـرب
واجْهَدْ لَعَلَّـكَ أنْ تَحِـلَّ بأَرضِهَـا*****وَتَنَـالَ رُوْحَ مَساكِـنٍ لا تُخْـرَبُ
وتنال عَيْشـا لا انقِطَـاعَ لوَقْتِـهِ*****وَتَنَالَ مُلْـكَ كَرَامَـة ٍ لاَ تُسْلَـبُ
بَادِرْ هَـوَاكَ إذا هَمَمْـتَ بِصَالِـحٍ*****خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَـبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لـهُ*****و تجنب الأمـر الـذي يتجنـب
واخفض جناحك للصديق وكن له*****كَـأَبٍ عـلـى أولاده يَتَـحَـدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ *****حَتّـى يَعُـدَّكَ وارِثـا يَتَنَـسَّـبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَـكَ مَـنْ إذا آخَيْتَـهُ*****حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْـرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْـض شِفَـاءَهُ*****و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها*****وَعَلَيْكَ بالمَـرْءِ الَّـذي لاَ يَكْـذِبُ
وَاقْلِ الكَـذُوْبَ وَقُرْبَـهُ وَجِـوَارَهُ*****إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَـنْ يَصْحَـبُ
يعطيك ما فـوق المنـى بلسانـه*****وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يـروغ الثَّعْلَـبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَـامَ فَإِنَّهُـمْ*****في النائبات عليك ممـن يخطـب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِـهِ*****و إذا نبا دهـرٌ جفـوا وتغيبـوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي*****والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
إلَهي لا تُعَذّبْني، فَإنّي
إلَهـي لا تُعَذّبْنـي، فَـإنّـي******مُقِرٌّ بالّذي قَـدْ كـانَ مِنّـي
وَمَا لي حَيلَـة ٌ، إلاّ رَجائـي،*****بعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكَمْ من زَلّة ٍ لي في البَرايَـا،*****عضضت أناملي وقرعت سني
يظنُّ الناس بي خيـراً وإنـي *****لشر الخلق إن لم تعفو عنـي
وبين يدي محتبـس طويـل******إذا فَكّرْتُ في نَدَمـي عَلَيهـا،
أجنُّ بزهـرة الدنيـا جنونـاً******وأفني العمر منـهـا بالتمنـي
فلو أني صدقتُ الزهـد فيهـا*****قلبـت لهـا ظهـر المجـن
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة ٍ
لا تطلبـنَ معيشـة ً بمذلـة ٍ*****وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى*****عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
فليرجعنَّ إليـك رزقـك كلـه*****لَوْ كَاْنَ أَبْعَدَ مِنْ مَقَامِ الكَوْكَـبِ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَوقٍ عَلى طَمَعٍ
لاَ تَخْضَعَنَّ لِمَخْلَـوقٍ عَلـى طَمَـعٍ*****فإنَّ ذلك وهـن منـك فـي الديـن
واسترزق الله ممـا فـي خزانتـه*****فإنما الأمر بيـن الكـاف والنـون
إنّ الـذي أنـت ترجـوه وتأملـه****مِنَ البَرِيَّة ِ مِسْكِيْـنُ ابْـنِ مِسْكِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الجُوْدَ في الدُّنُيا وفي الدِّينِ***وأَقْبَحَ البُخْلَ فِيْمَنْ صِيْغَ مِـنْ طِيْـنِ
ما أَحْسَنَ الدِّيْنَ والدُّنْيـا إذااجْتَمَعَـا****لا بَارَكَ اللِه فـي دُنْيـا بِـلا دِيْـنِ
لو كان باللُّبّ يَزْدادُ اللَّبِيْـبُ غِنًـى*****لَكـانَ كُـلُّ لَبيـبٍ مِثْـلَ قـارُونِ
لكنما الرزق بالميـزان مـن حكـم ****يعطي اللبيب ويعطي كـل مأفـون
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يخفِقُظِلُّها
لَنا الرَّايَة ُ الحَمْرَاءُ يَخْفِـقُ ظِلُّهـا*****إذا قيـل قدمـهـا حضيـن تقدمـا
وَيَدْنُو بها في الصَّفِّ حَتَّى يُزِيْرَهَـا*****حِمَامَ المَنَايا تَقْطُرُ المَـوْتَ والدِّمـا
تراه إذا مـا كـان يـوم كريهـة******أَبـى فِيـهِ إلاَّ عِـزَّة ً وتَكَـرُّمـا
وأَحْزَمَ صَبْرا حِيْنَ يُدعَى إلى الوَغَى*****إِذَا كَانَ أَصْـوَاتُ الكُمـاة ِ تَغَمْغُمَـا
وَقَدْ صَبَرَتْ عُـكُّ وَلَخْـمٌ وحِمْيَـرٌ*****لِمِذْحَـجِ حَتَّـى أَوْرَثُوهـا التَّنَدُّمـا
وَنَادَتْ جِـذَامٌ يـا لَمِذْحِـجَ وَيْلَكُـم *****جزي الله شراً أيّنـا كـان أظلمـا
أمـا تتقـون الله فـي حرماتـكـم*****وما قرب الرحمـن منـهـا وعظمـا
جَزَى اللُه قَوْما قاتلوا فـي لِقَائِهِـمْ *****لدي البأس خيراً ما أعف وأكرمـا
رَبيعَة َ أَعْنِـي إِنَّهُـمْ أَهْـلُ نجْـدَة *****وبأس إذا لاقوا خميسـاً عرمرمـا
اذقنا ابن حرب طعننـا وضرابنـا******بأسيافنـا حتـى تولـى وأحجمـا
و حتى ينادي زبرقـان بـن أظلـم*****ونادى كلاعـاً والكريـب وانعمـا
وَعَمْرا وسُفْيَانـا وَجَهْمـا ومَالِكـا*****وحوشب والغاوي شريحاً وأظلمـا
وكرزبن نبهان وعمر بـن جحـدر*****وَصَبَّاحا القَيْنِـيَّ يَدْعُـو وَأَسْلَمَـا
ألم ترأن الفقريرجى له الغنى
ألم ترأن الفقريرجى لـه الغنـى*****وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ
أَيَا مَنْ لَيْسَ لِي مِنْهُ مُجيْرُ*****بعفوك من عقابك استجير
أَنَا العَبْدُ المُقِرُّ بِكُلِّ ذَنْبٍ ***** وَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الغَفُورُ
فَإِنْ عَذَّبْتني فالذَّنْبُ ذَنْبي *****وإِنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ بـه جَدِيْرُ
إن المكارم أخلاق مطهرة
إن المكـارم أخـلاق مطهـرة*****فَالدِّيْنُ أَوَّلُهـا والعَقْـلُ ثَانِيهـا
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْـمُ رابِعُهـا*****والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبر سابعها والصبر ثامنـهـا******والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيهـا
والنفس تعلم أني لا أصادقهـا*****ولست أرشد إلا حين أعصيهـا
ذهب الذين عليهم وجدي
ذهب الذيـن عليهـم وجـدي*****وَبَقِيْتُ بَعْدَ فِرَاقِهِـمْ وَحْـدِي
مَنْ كَانَ بَيْنَكَ في التُّرابَ وَبَيْنَه*****شبـران فهـو بغايـة البعـد
لو كشفت للمرء أطباق الثرى*****لم يعرف المولى مـن العبـد
مَنْ كانَ لا يَطَأُ التُّرابَ بِرِجْلِهِ*****يطـأ التـراب بناعـم الحـدِّ
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً*****فَالظُلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَيْنُكَ والمَظْلومُ مُنَتَبِـهٌ*****يدعو عليك وعين الله لم تنم
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَنُزُولِهِ
لاَ تَكْرَهِ المَكْرُوْهَ عِنْدَ نُزُولِهِ *****إن المكاره لم تزل متباينـه
كم نعمة لم تستقل بشكرها *****للِه في طَيِّ المَكَارِهِ كامِنَـهْ
أفاطم هاكِ السيف غير ذميم
أفاطم هـاكِ السيـف غيـر ذميـم *****فلـسـت برعـديـد ولا بلئـيـم
أفاطم قد ابليت فـي نصـر أحمـدٍ *****وَمَرْضَـاة رَبٍّ بالعِـبَـادِ رَحِـيْـمِ
أُرِيْدُ ثَوَابَ اللَّـهِ لا شَـيْءَ غَيْـرُهُ *****ورضوانـه فـي جنـة ٍ ونعـيـم
وَكُنْتُ امْرَأً أَسْمُو إِذا الحَرْبُ شَمَّرَتْ *****وَقَامَتْ عَلَـى سَـاقٍ بِغَيْـرِ مُلِيْـمِ
أَنَمْتُ ابْنَ عَبْدِ الدَّارِ حَتَّى ضَرَبْتُـهُ******بِذِي رَوْنَقٍ يَفْري العِظـامَ صَمِيْـمِ
فغادرته بالقـاع فارفـض جمعـه******وأشفيت منـهم صـدر كـل حليـم
وَسَيْفِيَ يَكْفِـي كالشِّهـابِ أَهُـزُّهُ******أَجُـزُّ بِـهِ مِـنْ عائِـقٍ وصَمِيْـمِ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة ٍ
إذا أذِنَ اللهُ في حاجة *****أتاك النجاحُ بها يركضُ
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة
إِنِّي أَقُـوْلُ لِنَفْسِـيُ وَهْـيَ ضَيِّقـة*****و قدْ أناخَ عليهـا الدهـر بالعجـبِ
صبراً علـى شـدة الأيـام إنَّ لهـا*****عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتـح الله عـن قـرب بنافـعـة*****ٍ فِيْها لِمِثْلِـكَ رَاحَـاتٌ مِـنَ التَّعَـبِ
العَجْزُ عَنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ
العَجْـزُ عَـنْ دَرَكِ الإِدْرَاكِ إدْرَاكُ*****وَالبَحْثُ عَنْ سرِّ ذات السرِّ إشْرَاكُ
وفي سَرائرِ هِمَّات الـورى هِمَـمٌ *****عن دركها عجزت جـنٌّ وأمـلاك
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت*****أَنَّ السَّلاَمَة َ فِيْها تَرْكُ مـا فِيهـا
لا دار للمرء بعد الموت يسكنـهـا******إِلاّ الَّتي كانَ قَبْلَ المَـوْت بانِيهـا
فَإِنْ بَنَاها بِخَيْـرٍ طـابَ مَسْكِنُهـا******وَإِنْ بَنَاها بِشَـرٍّ خـابَ بانِيهـا
أين الملوك التي كانـت مسلطنـة*****حتى سَقَاها بِكاسِ المَوْتِ سَاقِيهـا
أَمْوالُنا لِذَوِي المِيْـراثِ نَجْمَعُهـا ******ودورنا لخـراب الدهـر نبنيهـا
كم من مداين في الآفاق قد بنيـت*****أمست خراباً ودان الموت دانيهـا
لِكُلِّ نَفْسٍ وإنْ كانَتْ عَلـى وَجَـلٍ******مِـنَ المَنِيَّـة ِ آمـالٌ تُقَوِّيـهـا
فالمرء يبسطها والدهر يقبضهـا*****والنفس تنشرها والموت يطويهـا
حرّض بنيك على الآداب في الصغر
حرّض بنيك على الآداب في الصغـر******كيما تقرَّ بهـم عينـاك فـي الكبـر
و إنـمـا مـثـل الآداب تجـمـعـه*****ا في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هي الكنـوز التـي تنمـو ذخائرهـا*****وَلاَ يُخـافُ عليهـا حَـادِثُ الغِـيَـرِ
النَّـاسُ إثنـان ذُو عِلْـمٍ وَمُسْتَمِـعٍ******وَاعٍ وَسَائِرُهُـمْ كاللَّـغْـوِ والعَـكَـرِ
رضينا قسمة الجبار فينا
رضينا قسمة الجبار فينا *****لَنا عِلْمٌ ولِلْجُهَّـالِ مَـالُ
فإنَّ المَالَ يَفْنَى عَنْ قَرِيْبٍ*****وإنَّ العلم بـاقٍ لا يـزالُ
شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَعَلَيْهِما
شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما*****عينايَ حتى تأذنـا بذهـابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما*****فقد الشباب وفرقة الأحبـاب
وصف الجنة
اعمل لدار البقاء رضوان خازنـهـا*****الجـار احمـد والرحمـن بانيهـا
ارض لها ذهب والمسـك طينتهـا*****والزعفـران حشيـش نابـت فيهـا
انـهارها لبن محـض ومـن عسـل*****والخمر يجري رحيقا في مجاريهـا
والطير تجري على الاغصان عاكفة *****تسبـح الله جهـرا فـي مغانيـهـا
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها*****بركعة فـي ظـلام الليـل يخفيهـا
او سـد جوعـة مسكيـن بشبعتـه*****في يوم مسغبـة عـم الغـلا فيهـا
النفس تطمع في الدنيا وقـد علمـت*****ان السلامة منـهـا تـرك مـا فيهـا
اموالنا لـذوي الميـراث نجمعهـا******ودارنـا لخـراب البـوم نبنيـهـا
لا دار للمرء بعد المـوت يسكنـهـا******الا التي كان قبـل المـوت يبنيهـا
فمن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه******ومـن بناهـا بشـر خـاب بانيهـا
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت*****للعالميـن وكـف المـوت يلهيهـا
فلا الاقامة تنجي النفس مـن تلـف*****ولا الفرار مـن الاحـداث ينجيهـا
تلك المنازل فـي الافـاق خاويـة*******اضحت خرابا وذاق الموت بانيهـا
أين الملوك التي عن حظها غفلـت *****حتى سقاها بكاس المـوت ساقيهـا
أفنى القرون وأفنى كـل ذي عمـر*******كذلك الموت يفني كـل مـا فيهـا
نلهـو ونامـل آمـالا نسـر بـهـا *****شريعة المـوت تطوينـا وتطويهـا
فاغرس أصول التقى ما دمت مقتدرا *****واعلم بانـك بعـد المـوت لاقيهـا
تجني الثمار غدا فـي دار مكرمـة *****لا مـن فيهـا ولا التكديـر ياتيهـا
الاذن والعين لم تسمـع ولـم تـره *****ولم يجر في قلوب الخلق مـا فيهـا
فيالها مـن كرامـات اذا حصلـت ******وياله من نفـوس سـوف تحويهـا
يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله
يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله *****يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ *****يحمقه الأقـوام وهـو لبيـبُ
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ كَأَنَّهُ ***** جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل مـوده *****وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَـامِ
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي
أَنا أَخُو المُصْطَفَى لاَ شَكَّ في نَسَبي***** معه ربيت وسبطـاه همـا ولـدي
جـدي وجـدُّ رسـول الله متحـدٌ*****و فاطمُ زوجتي لا قـول ذي فنـد
صَدَّقْتُهُ وَجَميعُ النَّـاسِ فـي ظُلَـمٍ *****مِنَ الضَّلاَلَة ِ والإشْـرَاكِ والنَّكَـدِ
ألْحَمْدُ للِـه فَـرْدا لاَ شَرِيْـكَ لَـهُ *****البَرُّ بالعَبْـدِ وَالْبَاقـي بـلا أَمَـد
إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ
إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَـنِّ*****وإني ذو خطايا فاعف عني
وَظَنِّيَ فِيكَ يا رَبي جَمِيْـلٌ*****فَحَقِقْ يا إلَهِيَ حُسْنَ ظَنِّي
اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ
اصبر على الدهر لا تغضب على أحدٍ*****فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا في الدَّهْر مخطـوطُ
ولا تقيمـنَّ بـدارٍ لا انتفـاع بهـا*****فالأرْضُ واسِعَة ٌ والـرِّزْقُ مَبْسُـوطُ
جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ
جَزَى اللُه عَنّا المَوْتَ خيرا فإِنَّهُ *****أبرُّ بنا من كـل شـيء وأرأف
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأذى*****وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ التي هِيَ أشرفُ
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
كن ابن من شئت واكتسب أدباً*****يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَـنِ النَّسَـبِ
فليس يغني الحسيـب نسبتـه*****بـلا لـسـانٍ لــه ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنـا ذا*****ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي
لاتُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ
لا تُودِعِ السِّرَّ إِلاّ عِنْدَ ذي كَرَمٍ *****والسِّرُّ عِنْدَ كِرَامِ النَّاسِ مَكْتُومُ
والسِّرُّ عِندِيَ في بيتٍ لَهُ غَلَقٌ*****قد ضاع مفتاحه والبيت مختوم
لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا
لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا*****تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحـرزي و موئلـي*****إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلـت وجمَّـت خطيئتـي*****فعفوك عن ذنبـي أجـل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسـي سؤلهـا*****فها أنا فـي أرض الندامـة أرتـع
إلهي ترى حالي وفقـري و فاقتـي*****وأنـت مناجاتـي الخفيـة تسمع
إلهي أجرنـي مـن عذابـك إننـي*****أسيرٌ ذليـلٌ خائـفٌ لـك أخضع
إلهي لئـن عذبتنـي ألـف حجـة*****فحبـل رجائـي منـك لا يتقـطّع
إلهي أذقني طعـم عفـوك يـوم لا*****بنـون ولا مـال هنالـك ينـفـع
إلهي لئن فرَّطت في طلـب التقـي*****فها أنا إثر العفـو أقفـو و أتبـع
إلهي لئن أخطـأت جهـلا فطالمـا*****رجوتك حتى قيل هـا هـو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَـتْ*****وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبـي أَجَـلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ينجي ذكـر طولـك لوعتـي*****وذكر الخطايا العيـن منـي تدمع
إلهي أَنِلْنِي مِنْـكَ روحـا وَرَحْمَـة*****ً فَلَسْتُ سوى أَبْوَابِ فَضْلِكَ أَقْـرَعُ
إلهي لئـن أقصيتنـي أو طردتنـي*****فما حيلتي يا رب أم كيـف أصنع
إلهي حليف الحـب بالليـل ساهـر*****ينـادي ويدعـو والمغفـل يهجع
وكلهـم يرجـو نوالـك راجـيـا*****لرحمتك العظمى وفي الخلد يطمـع
إلهـي يمنينـي رجائـي سلامـة*****وقبـح خطيئاتـي علـيَّ يشـيّـع
إلهي فإن تعـف فعفـوك منقـذي*****وإلا فبالذنـب المدمـر أصــرع
إلهـي بحـق الهاشمـي وآلــه*****وحرمـة ابراهيـم خلـك أضـرع
إلهيَ فانْشُرْني علـى دِيْـنِ أَحْمَـدٍ*****تقيـاً نقيـاً فانتـاً لـك أخـشـعُ
ولا تحرمنـي ياإلهـي وسـيّـدي*****شفاعَتَكَ الكُبْـرَى فـذاك المُشَفِّـعُ
و صلّ عليـه مـا دعـاك موحـدٌ *****وناجـاك أَخْيـارٌ بِبَـابـك رُكَّـعُ
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم *****اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُـلْ فَنَـدا
إني لأفتحُ عيني حين أفتحها *****على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا)
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيــها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنـها = إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها
تغيرتِ المودة ُ والاخاءُ = و قلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
و أسلمني الزمانُ إلى صديقٍ = كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
هي حالان شدة ورخاءِ = و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما = خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا = فليس يحله إلا القضاءِ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ = وأرض لله واسعة فضاءِ
إذا اشتملتْ على اليأس القلوبُ = وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
و أوطنت المكارهُ واستقرت = وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة = ٌ و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها = عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا = لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ = وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ
أَبَا لَهَبٍ تَبَّتْ يَدَاكَ أَبَا لَهَبْ = وَتَبَّتْ يَدَاهَا تِلْكَ حَمَّالَة ُ الحَطَبْ
خذلت نبياً خير من وطئ الحصى = فَكُنْتَ كَمَنْ بَاعَ السَّلاَمَة َ بِالْعَطَبْ
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ = تنل من جميل الصبر حسن العواقب
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ = فما الحلمُ إلا خير خدنٍ وصاحب
لا تطلبنَ معيشة ً بمذلة = ٍ وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ دَنِيِّ المَطْلَبِ
وَإذا افْتَقَرْتَ فَدَاوِ فَقْرَكَ بِالْغِنَى = عن كل ذي دنس كجلد الأجرب
ليس البليّة ُ في أيامنا عجباً = بل السلامة فيها أعجب العجب
لَيْسَ الجَمَال بأَثْوابٍ تُزَيِّنُنَا = إن الجمال جمال العلم والأدب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً = يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته = بلا لسانٍ له ولا أدب
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ = وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا = لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ = فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن = يغذوك بالآداب كيلا تعطب
عَجِبْتُ لجَازِعٍ باكٍ مُصابِ = بأهل أو حميم ذي اكتئاب
يشق الجيب يدعو الويل جهلاً = كأنَّ المَوْت بالشيء العُجابِ
قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمـه سهر الليالي = فصار الجسم منـه كالقضيب
فلم أرَ كالدنيا بها اغتر أهلها = وَلاَ كَالْيَقِيْنِ اسْتَأْنَسَ الدَّهْرَ صَاحِبُهْ
أمرُّ على رمس القريب كأنما = أَمُرُّ عَلى رَسْم امْرىء ٍ لاَ أُنَاسِبُه
لَوْ صِيْغَ مِنْ فِضَّة ٍ نَفْسٌ عَلَى قَدَرٍ = لعاد من فضله لما صفا ذهباً
ما لفتى حسب إلا إذا كملت = أخلاقه وحوى الآداب والحسبا
سَيَكْفِيْنِي المَلِيْكُ وَحَدٌّ سَيْفٍ = لَدَى الهَيْجَاءِ يَحْسَبُهُ شِهَابا
وَأَسْمَرُ مِنْ رِمَاحِ الخَطِّ لَدْنٍ = شددت غرابه أن لا يحابا
حقيق بالتواضع من يموت = و يكفي المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا همومٍ = وحِرْصٌ لَيْسَ تُدْرِكُهُ النُّعُوْتُ
إِنَّ القَليلَ مِنَ الكلامِ بأَهْلِهِ = حسنٌ وإن كثيرة ممقوتُ
ما زلّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ = إلا يزل وما يعابُ صموتُ
إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ = ليس للدنيا ثبوت
إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ = نسجتهُ العنكبوت
يا مؤثر الدنيا على دينـه = والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ
أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ = أبرز ناب الموت عن حده
ما وَدَّنِي أَحَدٌ إِلاّ بَذَلْتُ له = صفوَ المودَّة ِ مني آخر الأبدِ
و لا قلاني وإن كان المسيء بنا = إِلاَّ دَعَوْتُ له الرَّحْمنَ بالرُّشُدِ
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى = وَمَنْ طَاْفَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ وبالحَجْرِ
محمدُ لما خاف أن يمكروا بـه = فَوَقَّاهُ رَبِّي ذُو الجَلاْلِ مِنَ المَكْرِ
للناس حرص على الدنيا بتدبير = و صفوها لك ممزوجٌ بتكدير
كم من ملحٍّ عليها لا تساعده = و عاجز نال دنياه بتقصير
حرّض بنيك على الآداب في الصغر = كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبر
و إنما مثل الآداب تجمعه = ا في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري = إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ
فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّة = ٍ و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ = فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك بـه قصوراً = فلم تبق الملوك ولا القصور)
(لا تسيء اللفظ وان ضاق عليك الجواب)
("مااكثر العبر...وما اقل الاعتبار!!)
(لا يمكنني العوده للأمس لانني حينـها كنت شخص اخر)
(صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
و استنفرتْ لما رأتك وطالما كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
و كذلكَ وصل الغانيات فإنـه آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منـه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة و أتى المشيب فأين منـه المـهرب
ضيفٌ ألمَّ اليك لم تحفل بـه فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقَشَة َ الحِسَابِ فإِنَّه لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
و الروح فيك وديعة أودعتها سنردّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
و الليل فاعلم والنـهار كلاهما أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها و مشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنـه لا زال قدماً للرحال يهذب
و كذلك الأيام في غدواتها مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمـها تفزْ إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعَة ِ رَاحَة ٌ واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خِيَانَة ً فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الانثى حياتك إنـها كالأُفْعُوانِ يُراعُ منـه الأَنْيُبُ
لا تأمن الانثى زمانك كله يوما ، وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّة ِ لا تكنْ مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
و إذا الحقود وإن تقادمَ عهده فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرءٍ متملقٍ حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنـه بك واثقٌ وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ً وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ و تراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ ويقام عند سلامـه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ يزرى بـه الشـهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
و دع الكذب فلا يكن لك صاحباً إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرَّة ً أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
و زن الكلام إذا نطقت ولا تكن ثرثارَة ً في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
و احفظ لسانك واحترز من لفظه فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق بـه فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها شِبْهُ الزُجَاجَة ِ كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ نشرته ألسنة ٌ تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنْكبَة ٍ فاصْبِرْ لها من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
و إذا أصابك في زمانك شدة ٌ و أصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن مااستطعت عن الأنام بمعزلٍ إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى بـه حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا و اعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ و خشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسِعَة ٌ الفَضَا طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قَصِيْدَة ً مَنْظُومَة ً جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ)
(النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعـد المــوت يسكُنـهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فـــإن بناهـا بخير طـاب مسكنُـه *** وإن بناهــا بشر خــاب بانيـــها
أموالنا لــذوي الميراث نجمعُها *** ودورنا لخــراب الدهــر نبنيـــها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً *** حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت *** أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيــا وما فيــهـا *** فالمـوت لا شـك يُفـنـيـنا ويُفنيــها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ *** من المَنِـيـَّةِ آمـــالٌ تــقــــويـــهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا *** والنفس تنشرها والموت يطويها
وإنــما المكــارم أخــــلاقٌ مطهـرةٌ *** الـدين أولها والعــقل ثـانـيــــها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنـها *** والصبر تاسعــها والليـــن باقيــــها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها *** ولست ارشــدُ إلا حيـــن اعصيـــها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنـها ! *** والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتــــها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيــها
أنـهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل *** والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً *** تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها)
(النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ...... أن السلامة فيها ترك مـا فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنـها ............ إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنـه ................... وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ...... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة ...... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
كم من مدائن في الأفاق قد بنيت ...... أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
إن المكارم أخلاق مطهــرة ...... الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها ....... والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنـها ............ والصبر تاسعها واللين باقيها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها ...... فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنـها ...... والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ...... والزعفران حشيش نابت فيها
أنـهارها لبن مصفي ومن عسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة ..... تسبح الله جهرا في مغانيها
فمن يشتري الدار بالفردوس يعمرها ..... بركعة في ظلام الليل يحيها
أو سد جوعه مسكين بشبعته ..... في يوم مسغبة عم الغلا فيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ..... للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ..... ولا الفرار من الاحداث ينجيها
افنى القرون وافنى كل ذي عمر ..... كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونامل امالا نسر بها ..... شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا ... واعلم بأنك بعد الموت لاقيها)
(قال عمرو بن ود
ولقد بححت من النداء ** بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جبن الشجاع ** بموقف البطل المناجز
إنّي كذلك لم أزل ** متسرّعاً نحو الهزاهز
إنّ الشجاعة والسماحة ** في الفتى خير الغرائز
فرد علي بن ابي طالب
لا تعجلنّ فقد أتاك ** مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة ** والصبر منجي كلّ فائز
إنّي لأرجو أن أقيم ** عليك نائحة الجنائز
من ضربةٍ نجلاء يبقى ** ذكرها عند الهزاهز )
(حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ)
إن الأبيات، أبيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمـه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمـه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونـه ومقفّاه
(حظيت ياعود الأراك بثغرها
أما خفت ياعود الأراك أراكا
لوكنت من أهل القتال قتلتك
مافاز مني ياسواك سواكـا)
(وليس كثيراً ألفُ خِلٍ وصاحبٍ … وإِن عدواً واحداً لكثيرُ)
(إِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني … صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة … فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ -
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ … وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ -
وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ … وفوقَ تقديرِنا للّهِ تقديرُ -)
(الصبر صبران صبر على ما تكره و صبر على ما تحب)
(حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر)
(رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ … فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ بـه قصوراً … فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ)
(أفٍ على الدنيا وأسبابِها … فإِنـها للحزنِ مخلوقةْ
هموُمـها ما تنقضي ساعةً … عن مَلِكٍ فيها وعن سُوقةْ)
(لاتكن بما نلت من دنياك فرحا, ولا لما فاتك منـها ترحا ولا تكن ممن يرجو الأخرة بغير عمل, ويؤخر التوبة لطول الأمل من شغلته دنياه خسر آخرته)
(ذا جاد تِ الدنيا عليكَ فجُدْبها … على الناسِ طراً إِنـها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ بفنيها إِذا هي أقبلتْ … ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ)
(إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك و بئس العلماء ، و إذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك و نعم العلماء)
(ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنـهمُ … على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ
وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ … والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ -
فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ بـه بدلاً … فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ -
العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً … وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا -
اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ بـه … وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا -
لا تأثمنَّ فإِما كُنْتَ منـهمِكاً … في العلمِ يوماً وإِما كنتَ منغمسا -
وكن فتىً ماسكاً محضَ التقى وَرِعا … للدينِ منغمساً للعلمِ مُفْترِسا)
(عليك بتقوى الله ان كنت غافلا ***يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا **** فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة **** ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزول عن الدنيا فإنك لا تدري *** إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ***وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ***وأكفانـه في الغيب تنسج وهو لا يدري
فمن عاش ألفا وألفين *****فلا بد من يوم يسير إلى القبر
******************************************
وصف الجنة
اعمل لدار البقاء رضوان خازنـها .. الجار احمد والرحمن بانيها
ارض لها ذهب والمسك طينتها ..... والزعفران حشيش نابت فيها
انـهارها لبن محض ومن عسل ..... والخمر يجري رحيقا في مجاريها
والطير تجري على الاغصان عاكفة ..... تسبح الله جهرا في مغانيها
من يشتري الدار بالفردوس يعمرها ..... بركعة في ظلام الليل يخفيها
او سد جوعة مسكين بشبعته ..... في يوم مسغبة عم الغلا فيها
النفس تطمع في الدنيا وقد علمت ..... ان السلامة منـها ترك ما فيها
اموالنا لذوي الميراث نجمعها ..... ودارنا لخراب البوم نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنـها ..... الا التي كان قبل الموت يبنيها
فمن بناها بخير طاب مسكنـه ..... ومن بناها بشر خاب بانيها
والناس كالحب والدنيا رحى نصبت ..... للعالمين وكف الموت يلهيها
فلا الاقامة تنجي النفس من تلف ..... ولا الفرار من الاحداث ينجيها
تلك المنازل في الافاق خاوية ..... اضحت خرابا وذاق الموت بانيها
اين الملوك التي عن حظها غفلت .... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
افنى القرون وافنى كل ذي عمر ..... كذلك الموت يفني كل ما فيها
نلهو ونامل امالا نسر بها ..... شريعة الموت تطوينا وتطويها
فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا ... واعلم بانك بعد الموت لاقيها
تجني الثمار غدا في دار مكرمة ..... لا من فيها ولا التكدير ياتيها
الاذن والعين لم تسمع ولم تره ..... ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها
فيالها من كرامات اذا حصلت ..... وياله من نفوس سوف تحويها
******************************************
يقول في ذهاب الوفاء بين الناس:
ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمس الذاهب ** فالنـاس بـيـنَ مـُخـاتـل ومـواربِ
يُفشـون بينـهمُ الـمـودةَ والـصـّفا ** وقـلـوبُـهم محـشـوّةٌ بـالـعـقـاربِ
******************************************
وقال في الغنى والفقر:
يُغطّي عيـوبَ الـمرءِ كـثرةُ مـالـهِ ** يُصـدّقُ فـيـمـا قـالـه وهو كـذوب
ويُزري بـعـقـلِ الـمرءِ قـلـّةُ مـالـهِ ** يُحـمّـقــــهُ الأقــوامُ وهـو لـبـيـب
******************************************
البؤس والحزن والعبوس
رَأيْتُ الدهرَ مختلفاً يدورُ * فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ بـه قصوراً * فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ
إِن اللياليَ للأنامِ مناهلٌ * تُطوُى وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ
فقِصارُهن مع الهُموم طويلةٌ * وطِوالهنَ مع السُّرورِ قصارُ
******************************************
وفي التواضع
حقيقٌ بالتواضعِ من يَموتُ * ويكفي المرءَ من دُنْياهُ قوتُ
فيا هذا سترحلُ عن قريبٍ * إِلى قومٍ كلامُهمُ سكوتُ
******************************************
ومن غرائب ونوادر اشعاره كرم الله وجهه ما يلي:-----
------************--------------
هذه ابيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب و فيها أحتراف وصناعة للشعر:
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محـــــــــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمـــــــــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــال
*********
الغريــــــــــــب في هذه الأبيات .....أنــك تستطيـــع قراءتها ..أفقيــا ورأسيـــاً .!
-----------************--------------
مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم
إقرأ البيت بالمقلوب حرفا حرفا واكتشف الإبداع ...
حيث ان هذا البيت يقرا من الجهتين
-----------************--------------
حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
الابيات السابقه جزء من قصيده ولها ميزة عجيبه الا وهي:
ان الابيات، ابيات مدح وثناء ولكن اذا قراءتها بالمقلوب كلمة كلمـه، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الاول وتنتهي باول كلمـه بالشطر الاول من البيت الاول، فأن النتيجه تكون ابيات هجائيه موزونـه ومقفّاه، ومحكمـه ايضاً.
وسوف تكون الابيات بعد قلبها كالتالي:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا **** قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا
-----------************--------------
ايضاً من طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن مدح لنوفل بن دارم، واذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فأن القصيدة تنقلب رأس على عقب، وتغدو قصيدة ذم لا مدح
إذا أتيت نوفل بـــــــــن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشـــــم
وجــدته أظلم كل ظــــــــــالم **** على الدنانير أو الدراهــــــــــم
وأبخل الأعراب والأعـــاجم **** بعـــرضه وســره المكـــــــاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائــــم
ولا يراعي جانب المكـــارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النـــــادم **** إذا لم يكن من قدم بقــــــــــادم)
(لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً … فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ
تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ … يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ)
(أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ … واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ)
(لا تأمننَّ على النساءِ ولو أخا … ما في الرجالِ على النساءِ أمينُ إِن الأمينَ وإِن تَعَفَّفَ جُهْدَهُ … لا بُدَّ أن بنظرةٍ سيخونُ القَبْرُ أو في من وَثِقْتَ بعَهْدِهِ … ما للنساءِ سوى القُبورِ حُصونُ)
(أ فاطم هاك السيف غير ذميمِ
فلست برعديد ولا بمُليمِ
لعمرى لقد قاتلتُ فى حبّ أحمد
وطاعة ربٍّ بالعباد رحيمِ
وسيفى بكفّى كالشـهاب أهزّهُ
أجُذّ بـه من عاتق وصميمِ
فما زلت حتي فضّ ربّى جموعهم
وحتي شَفَينا نفس كلّ حليمِ
وطاعة ربّ بالعباد عليمِ
أميطى دماء القوم عنـه فإنّهُ
سقي آل عبد الدار كأسحميمِ
أريد ثواب الله لا شئ غيره ورضوانـه في جنة ونعيم
كنت امرأ أسمو إذ الحرب شمرت وقامت على ساق بغير مليم
أممت ابن عبدالدار حتى ضربته بذي رونق يفري العظام صميم
فغادرته بالقاع فارفض جمعه عباديد من ذي قانط وكليم
وسيفي بكفي كالشـهاب أهزه أجز بـه من عاتق وصميم
فما زلت حتى فض ربي جموعهم وأشفيت منـهم صدر كل حليم)
****************************************************************************************************************
(هوأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي و هو أحد أبرز أئمّة أهل السنة والجماعة عبر التاريخ، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ، عرف بالحكمة والبلاغة والأشعار التى تهدف إلى توضيح العبر فى الأمور الدنويه ومنـها "نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا"...
ومن أشـهر أقواله وحكمـه وتعتبر من كنوز المقولات والعبر :
(ﺳﺌﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ : ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻋﻤﻞ
ﻳﺘﻘﺮّﺏ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻓﺒﻜﻰ ﺛﻢ
ﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻚ، ﻓﻴﺮﻯ
ﺃﻧﻚ ﻻﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺇﻻ ﻫﻮ)
(إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن .. ولم تدرِ فيما الخطا و الصواب
فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى .. يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب
#الشافعي)
(إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا
نظروا فيها فلما علموا أنـها ليست لحيٍّ وطنا
جعَلُوهَا لُجَّة ً وَاتَّخَذوا صالحَ الأعمالِ فيها سفنا)
(ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ)
(يَعيشُ المرءُ ما استحيا بخيْرٍ ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ما تشاءُ)
(الناسُ داءٌ دفيــــــنٌ لا دواءَ لهــــم * * * و العقلُ قد حارَ فيهم و هو منذهلُ
إنْ كنتَ منبسطاً سمّوك مسخرةً * * * أو كنتَ مُنقبِضـاً، قالـــوا بـه ثِقَـــــــلُ
و إنْ ســــــألتهم ماعونَهُم منعــوا * * * و إنْ تعففتَ قالوا: قد طغــى الرّجلُ
و إن تُخالطـــــهم قالوا: بهِ طمـــعٌ * * * و إنْ تُجبــــهم قالــــــــوا: بـــهِ ملـلُ
... و إنْ تعريتَ قالـــوا: لا جمــــالَ له * * * و إنْ تلَبَّســـــتَ قالوا: قد زها الرجلُ
و إنْ تصوَّفــتَ قالـــوا: فيه منقصةٌ * * * و إن تزهَّدتَ قالـــــــوا: كلّــــها حِيَـلُ
و إنْ تعَفَفتَ عن أموالــــهم كرمــاً * * * قالوا: غنيٌّ، و إن سألتــــَهم بَخِلُــوا
لقد تحيَّــرتُ في أمري و أمـــرهم * * * لا باركَ اللهُ فيـــهم كلُّـــهم سُـــفــلُ)
(إذا كنت عن أن تحسن الصمت عاجزا *** فأنت عن الإبلاغ في القول أعجز
يخوض أناس في المقال ليوجزوا *** وللصمت عن بعض المقالات أوجز))
(أنا مخطئ أنا مذنب أنا عاصي *** هو غافر هو راحم هو كافي
قابلتهن ثلاثة بثلاثة *** فغلبت أوصافه أوصافي)
(وإذا وليت ولاية فاعدل بها واعلم بأنك بعدها معزول
وإذا رأيت جنازة فاحمل بها واعلم بأنك بعدها محمول)
(اقبل معاذير من يأتيك معتذراً=إن بر عندك فيما قال أو فجراً
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره=وقد أجلك من يعصيك مستتراً)
(أنا إن عـِشتُ لست أعدِمُ قوتاً .. وإذا مِتُ لستُ أعدِم قبرا
همتي همةُ الملوكِ ونفسي .. نفسُ حرٍ ترى المذلةَ كفرا)
(أنا إن عـِشتُ لست أعدِمُ قوتاً .. وإذا مِتُ لستُ أعدِم قبرا
همتي همةُ الملوكِ ونفسي .. نفسُ حرٍ ترى المذلةَ كفرا)
(العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ والحرُّ عبدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع)
(أطع الإله كما أمر***واملأ فؤادك بالحذر
وأطع أباك فإنـه***ربّاك من عهد الصغر
واخضع لأمك وارضها***فعقوقها إحدى الكب)
(صبرا جميلا ما أقرب الفرجا.....من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى........ومن رجاه يكون حيث رجا)
(حسبي بعلمي إن نفــع ما الذل إلا في الطمـع
من راقب الله رجع ما طار طير و ارتفع إلا كما طـــار وقع)
(بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم *** سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه
فجردت من غمدي القناعة صارماً *** قطعـت رجائـي منـهـم بذبـابـه
فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه *** ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه
غني بلا مالً عن الناس كلهـم *** وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه)
(إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدًا وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المـهيمـن عفـوه وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدًا ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا)
(بلوت بنى الدنيا فلم ار فيهم سوى من غدا والبخل ملء اهابه
فجردت من غمد القناعة صارما قطعت رجائى منـهم بذبابه
فلا ذا يرانى واقفا فى طريقه ولاذا يرانى قاعدا عند بابه
غنى بلا مال عن الناس كلهم وليس الغنى الا عن الشئ لا به
اذا ماظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا فى قبيح اكتسابه
فكله الى صرف الليالى فانـها ستدعى له ما لم يكن فى حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو فى غفلاته اناخت صروف الحادتات ببابه
فأصبح لامال ولاحياه يرتجى ولاحسنات تتلقى فى كتابه
وجوزى بالامر الذى كان فاعلا وصب علية الله سوط عذابه)
(بلوت بنى الدنيا فلم ار فيهم سوى من غدا والبخل ملء اهابه
فجردت من غمد القناعة صارما قطعت رجائى منـهم بذبابه
فلا ذا يرانى واقفا فى طريقه ولاذا يرانى قاعدا عند بابه
غنى بلا مال عن الناس كلهم وليس الغنى الا عن الشئ لا به
اذا ماظالم استحسن الظلم مذهبا ولج عتوا فى قبيح اكتسابه
فكله الى صرف الليالى فانـها ستدعى له ما لم يكن فى حسابه
فكم قد رأينا ظالما متمردا يرى النجم تيها تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو فى غفلاته اناخت صروف الحادتات ببابه
فأصبح لامال ولاحياه يرتجى ولاحسنات تتلقى فى كتابه
وجوزى بالامر الذى كان فاعلا وصب علية الله سوط عذابه)
(الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ
كما العليلُ السقيمُ اشغلهُ عن وجعِ الناسِ كلِّهم وجعُهْ)
(كلما أدبني الدهر أراني نقصان عقلي ..
وإذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي ..)
(مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه
شُفي الحبيب فعادني فبرئت من نظري اليه )
(إذا هبت رياحك فاغتنمـها فعقبى كل خافقة سكون
ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكون متى يكون)
(تحكموا فاستطاعو في تحكمـهم ** وعما قليل كأن الأمر لم يكن ..
لو أنصفو ,أنصفو لكن بغوا فبغى ** عليهم الدهر بالأحزان والمحن
فأصبحو , ولسان الحال ينشدهم ** هذا بذاك ولا عتب على الزمن)
(علمي حيثما يممت ينفعني ** قلبي وعاء له لا بطن صندوق ..
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ** أو كنت في السوق كان العلم في السوق ..)
(وأنلني طول النوى دار غربة ** إذا شئت لاقيت أمرا لا أشاكله..
أُحامقه حتى تقال سجية ** ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله ..)
(أأنثر درا بين سارحة البهم ** وأنظم منشورا لراعية الغنم ..
لعمري لئن ضيعت في شر بلدة ** فلست مضيعا فيهم غرر الكلم..
لئن سهل الله العزيز بلطفه ** وصادفت أهلا للعلوم وللحكم ..
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم ** وإلا فمكنون لي و مكتتم ..
ومن منح الجهال علما ، أضاعه *** ومن منع المستوجبين فقد ظلم..)
(بموقف ذلي عزتك العظمى ** بمخفى سر لا أحيط بـه علما ..
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي** بمد يدي أستمطر الجود والرحمى..
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها ** بعزتها يستغرق النثر والنظما..
بعهد قديم من ألست بربكم ؟ ** بمن كان مجهولا فعرف بالأسماء ..
أذقنا الأنس يا من إذا سقى ** محبا اً لا يضام ولا يظما ..)
(جاء رجل الى الإمام الشافعي رحمـه الله برقعة فيها:
~
سل الفتى المكي من آل هاشم ** إذا اشتد وجد بامرىء ماذا يصنع ..
قال الشافعي :
~
يداوي هواه ثم يكتم وجده ** ويصبر في كل الأمور ويخضع ..
أخذها الرجل وذهب ، ثم عاد إليه وقد كتب تحت هذا البيت :
~
فكيف يداوى الهوى قاتل الفتى ** وفي كل غصة يتجزع ..
فرد عليه الامام الشافعي :
~
فإن هو لم يصبر على ما أصابه ** فليس له شيئ سوى الموت أنفع ..)
(ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ** والمنكرون لكل أمر منكر ..
وبقيت في خلف يمزق بعضه ** بعضا ليدفع معور عن معور ..
حلف الزمان ليأتين بمثلهم ** حنثت يمينك يا زمان فكفر ..)
(إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا *** وتخاف في يوم المعاد وعيـدا..
فلقـد أتاك من المـهيمـن عـفـوه *** وأفاض من نعم عليك مزيـدا..
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا *** في بطن أمك مضغة ووليـدا..
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا *** ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا.)
(اصبر على مـر الجفـا من معلم ** فإن رسوب العلم في نفراته ..
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ** تجرع ذل الجهل طول حياته..
ومن فاته التعليم وقت شبابــه ** فكبر عليه أربعا لوفاتــه ..
وذات الفتى والله بالعلم والتقى ** إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته)
(خبت نار نفسي باشتعال مفارقي * وأظلم ليلى إذ أضاء شـهابا ..
أيا بومة قد عشت فوق همتي *على الرغم مني حين طار غرابها ..
رأيت خـراب العمر مني فزرتنــــي * ومأواك من كل الديار خرابها ..
أأنعم عيشا بعد ما حصل عارضي *طلائع شيب ليس يغني خضابها
إذا اصفر لون المــرء وابيض شعره * تنغض من أيامـه مستطابها ..
فدع عنك سوءات الامــــور فإنـها * نفس التــقى ارتكــــابهـــا ..
وأد زكاة الجــــاه واعلــم بأنـهـــــا * كمثل زكاة المال تم نصابهــا ..
وأحسن الى الأحرار تملك رقابهم * فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في منكب الارض فاخرا * فعلما قليلا يحتويك ترابها ..
ومن يـذق الدنيا فإني طعمتــــها * وسيق إلينا عذبها وعذابها ..
فلم أرهـــا إلا غـــرورا وباطــــلا *كما لاح في ظهر الفلاة سرابها ..)
(كم ضاحكا والمنايا فوق هامته * لو كان يعلم غيبا مات من كمد ..
من كان يؤت علما في بقاء غد * ماذا تفكره في رزق بعد غد ..)
(ارى راحة للناس عند قضـــائه ** ويثقل يوما إن تركت على عمد ..
وحسبك حظا أن ترى غير كاذب ** وقلك لم أعلم وذاك من الجهد ..
ومن يقض حق الجار بعد ابن ** وصاحبه الادنى على القرب والبعد ..
يعش سيدا يستعذب الناس ذكره ** إن نابه حق أتوه على قصد ..)
(إذا المشكلات تصــدين لي ** كشف حقائقها للنظر ..
لسان كشقشقة الأرحبي ** وكالحسام اليماني الذكر ..
ولست بإمعة في الرجـال ** أسائل هذا وذا ما الخبر ؟
ولكنني مدره الاصغـــرين ** جلاب خيــر وفــراج شــر ..)
(أمت مطامعي فأرحت نفسي * فإن النفس ما طمعت تهون ..
وأحييت القنــــوع وكــان ميتــاً * ففي إحيــائه عرض مصــون ..
إذا طمع يحل بقـــــلب عبــــد * علتـه مـهـــانة وعـــلاه هــون..
)
(لم يفتأ الناس حتى أحدثوا بدعا * في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل ..
حتى استخف بحق الله أكثرهم * وفي الذي حملوا من حقه شغل )
(أدمِ الصلاة على الحبيب محمد ** فقبــولـها حتـــماً بغيــر تردد ..
أعـمالنـــا بين القبــول وردهــــا ** الا الصلاة على النبي محمد ..)
(ما شئت كان , وإن لم تشأ ** وما شئت إن لم تشأ لم يكن ..
خلقت العبـاد لما قد علمت ** ففي العلم يجري الفتى والمسن..
فمنـهم شقي , ومنـهم سعيد ** ومنـهم قبيح , ومنـهم حسن..
على ذا , مننت , وهذا جذلت ** وذاك أعنـــت , وذا لم تعـن..)
(المرء يحظى ثم يعلو ذكــــــره *** حتى يزيـــــن بالـذي لم يفعل ..
وترى الشقي إذا تكامل عيبه *** يشقى وينحل كل ما لم يعمل..)
(إذا لم تجودوا والامور بكم تمضي **وقد ملكت أيديكم البسط والفيضا..
فمـــاذا يرجى منكم إن عــــزلتم ** وعضتــكم الدنيــا بأنيــابـها عضــا..
وتستــرجع الايام مــــا وهبتــكم** ومن عادة الأيام تستـرجع القرضــا..)
(قضاة الدهــر قـد ضلوا *** فقد بانت خسـارتهـم ..
فباعـوا الـدين بالـدنيـا *** فما ربحت تجارتهــم ..)
(إذا رمت المكارم من كريــــــم***فيمم من بنى لله بيتـا..
فذاك الليث من يحمي حماه*** ويكرم ضيفه حيا وميتا..)
(أصبحت مطرحا في معشر جهلوا***حق الأديب فباعوا الرأس بالـذنب..
والناس يجمعهم شمل وبينـهــم***في العقل فرق وفي الآداب والحسب..
كمثل ما الذهب الإبريز يشركه***في لونـه الصفر والتفضيل للذهـب ..
والعود لو لم تطب منـه روائحـه***لم يفرق الناس بين العود والحطب..)
(صديق ليس ينفع يوم بؤس*** قريب من عدو في القياس ..
وما يبقى الصديق بكل عصر*** ولا الإخــــــــوان الا للتآسي..
عمرت الدهر ملتمسا بجدي*** أخا ثقة فألهاني التماسي..
تنكرت البــلاد ومن عليـــــها*** كأن أناسها ليسوا بناسي..)
(ولا تَعْطينَ الرأْي من لا يريده *** فلا أنت محمود ولا الرأي نافِعه..)
(يا واعظ الناس عما انت فاعله *** يا من يعد عليه العمر بالنفس ..
احفظ لسانك من عيب يدنسه*** ان البياض قليل الحمل للدنس..
كحاملٍ لثياب الناس يغسلها *** وثوبه غارق في الرجس والنجس..
تبغى النجاة ولم تسلك طريقتها *** ان السفينة لا تجري على اليبس..
ركوبك النعش ينسيك الركوب على***ما كنت تركب من بغل ومن فرس..
يوم القيـــــــامة لا مــال ولا ولـــد*** وضمة القبر تنسي ليلة العرس ..)
(ومن الشقـــــــاوة ان تحب ** ومن تحب يحب غيــــــركْ ..
او ان تريد الخير للإنسان ** وهو يريــــــــد ضَيــــــْــــــرَكْ ..)
(خبت نار نفسي باشتعال مفارقي وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي على الرغم مني حين طار غُرابُها
رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ تنغص من أيامـه مستَطَبابُها
فدعْ عنك سواءات الأمور فإنـها حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنـها كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها)
(إذا ظالم يستحسن الظلم مذهباً ولجّ عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنـها ستبدي له ما لم يكن في حسابه)
(مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لا تنقضي ... وسرورُهُ يأتيكَ كالأعيادِ
- مَلَكَ الأكابرَ فاستقَّ رقابَهُمِ ... وتَراه رِقاً في يَدِ الأوغادِ )
(حِبُّ مكارِم الأخلاق جَهْدِي ... وأَكْره أن أَعيب وأن أُعابَا
وأَصْفَح عن سِباب النَّاس حِلْماً ... وشرُّ الناس مَن يَهْوَى السِّبابا
ومَن هَاب الرِّجالَ تَهَيَّبُوه ... ومَن حَقَر الرِّجالَ فلن يُهَابا
ومَن قَضَت الرجالُ له حُقوقاً ... ولم يَقْض الحُقوِق فما أصابَا )
(جمع الحرام على الحلال ليكثره ، دخل الحرام على الحلال فبعثره)
(أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ)
(وَاحَسْرَة ً للفتى ساعة ً يَعِيشُها بعَد أَوِدَّائِه
عمرُ الفتى لو كان في كفِّه رمى بـه بعد أحبَّائهِ)
(أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركه في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منـه روائحه لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ)
(خبت نار نفسي باشتعال مفارقي وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي على الرغم مني حين طار غُرابُها
رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ تنغص من أيامـه مستَطَبابُها
فدعْ عنك سواءات الأمور فإنـها حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنـها كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخراً فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُروراً وباطلاً كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها)
(بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه
فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة ِ صَارِماً قطعتُ رجائي منـهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ
غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم وليس الغنى إلا عن الشيء لابه
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه)
(إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعة ً وما العيبُ إلا أن أكونَ مساببهْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَة ً لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ
ولو أنَّني أسعى لنفعي وجدتني كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي وعارٌ على الشبَّعانِ إن جاعَ صاحبه)
(يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُ حلماً كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا)
(وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْ تُحِـ ـبَّ وَلاَ يُحِبُّكَ مَن تُحِبُّهْ
ويصدُّ عنك بوجههِ وتلحُّ أنتَ فلا تغبُّه)
(خبِّرا عني المنجِّمَ أني كافرٌ بالذي قضتهُ الكواكبْ
عَالِماً أنَّ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ ن قضاءً من المـهيمنِ واجبْ)
(أنت حسبي، وفيك للقلب حسبُ ولحسبي إن صحَّ لي فيكَ حسبُ
لا أبالي متى ودادك لي صحَّ مِنَ الدَّهْرِ مَا تَعَرَّضَ خَطْبُ)
(إذا حارَ أمرُكَ في مَعْنَيَيْن ولم تدرِ فيما الخطا و الصواب
فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّ الهوَى يقودُ النفوسَ إلى ما يعاب)
(أرى الغرَّ في الدنيا إذا كان فاضلاً تَرَقَّى عَلَى رُوس الرِّجَال وَيَخْطُبُ
وَإنْ كَانَ مِثْلي لا فَضِيلَة َ عِنْدَهُ يُقَاسُ بِطِفْلٍ في الشَّوَارِع يَلْعَبُ)
(ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمة ً لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ)
(سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِ وَعَرْضِهَا أنالُ مرادي أو أموتُ غريبا
فإن تلفت نفسي فلله درُّها وَإنْ سَلِمَتْ كانَ الرُّجوعُ قَرِيباً)
(ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابا
ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا)
(لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَواءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ وفي اعتزالهمُ قطعُ المودَّاتِ)
(يا لهْفَ نفسي على مالٍ أُفَرِّقُهُ عَلَى المُقِلِّين مِن أهلِ المروءَاتِ
إنَّ اعتذاري إلى من جاء يسألني ما ليسَ عِندِي لَمِنْ إحْدى المصيباتِ)
(قُضَاة ُ الدهر قدْ ضَلُّوا فقد باتت خسارتهمْ
فباعوا الدين بالدنيا فما رَبِحَتْ تجارتُهمْ
)
(وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَ صمتٍ أناساً بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ ولا عرفوا لمكرمة ٍ ثبوتا)
(آلُ النبيِّ ذريعتي وهُمُو إليْهِ وَسِيلَتِي
أرْجُو بهمْ أُعْطَى غَداً بيدي اليمين صحيفتي)
(اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ)
(أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ ويحفظني حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ على كثرة ِ الإخوان أهلُ ثقاتي)
(ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه
أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل ريَّاً لديهِ وقد طغت أمواجهُ
وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه
ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجة ُ
عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ
تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ
وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ
وَعَدَاوَة ُ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ)
(وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُ لَهَا الْفَتَى ذرعاً، وعند الله منـها المخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها فرجت، وكنتُ أظنُّهالا تفرجُ)
(صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا
منْ صدق الله لم ينلهُ أذى ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا
)
(قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة ٌ؟ والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ)
(فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقى ْ وهذا جهولٌ، كيف ذو الجهل يصلحُ؟)
(محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لا تنقضي وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مَلَكَ الأَكَابِرَ فَاسْتَرقَّ رِقَابَهُمْ وَتَرَاهُ رِقًّا في يَدِ الأَوْغَادِ)
(قالوا ترفضتَ قلتُ: كلا مَا الرَّفْضُ دِيني وَلاَ اعْتِقَادِي
لكنْ توليتُ غير شكَّ خيرَ إمامٍ وخيرَ هادي
إنْ كانَ حُبُّ الْوَلِيِّ رَفْضاً فإنَّ رفضي إلى العبادِ)
(ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورة ً وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا
إنّض الكلابَ لتهدي في مواطنـها تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا)
(تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْ أمُتْ فتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقلْ للذِي يبغِي خلافَ الذِي مَضَى تهيأ لأخرى مثلها فكأن قدِ(
(وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ))
(إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ وَكُنْت أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي
لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقوا على أحدِ
إن غبتُ فشرُّ الناس يشتمني وَإنْ مَرضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهم فرحي وإن رأوني بشرَّ سرَّهم نكدي)
(ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ
وضاحك والمنايا فوقَ هامته لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ)
(وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّة ً وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ
)
(عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوة ٍ خليلين كانا دائمين على الودِّ
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمة ٍ إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَ عَنِ الْعَهْدِ)
(إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا وتخافُ في يومِ المعادِ وعيدا
فَلَقَدْ أَتَاكَ مِنَ الْمُهَيْمِنِ عَفْوُهُ وأفاضَ من نعمٍ عليكَ مزيدا
لاَ تَيْأَسَنْ مِنْ لطفِ رَبِّكَ في الْحَشَا في بطنِ أمكَ مضة ً ووايدا
لو شاءَ أن تصلى جهنم خالدا ما كانَ أنـهمَ قلبكَ التوحيدا
)
(إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ
وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَد بِبَالي فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
أسلم إن أراد الله أمراً فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا مَا أُريدُ)
(وَلَوْلا الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزُرِي لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ
وأشجعَ في الوغى من كلِّ ليثٍ وآلِ مـهلَّبٍ وبني يزيدِ
ولولا خشية ُ الرَّحمنِ ربِّي حسبتُ الناسَ كلهمُ عبيدي)
(أرى راحة ً للحقِّ عند قضائهِ ويثقلُ يوماً إن تركتُ على عمدِ
وحسبُكَ حظّاً أَنْ تُرَى غيرَ كاذبٍ وقولكَ لم أعلم وذاك من الجهدِ
ومن يقضِ حقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عَمـه وصاحبهِ الأدنى على القربِ والبعدِ
يعشْ سَيِّداً يستعذبُ الناسُ ذكرَهُ وإن نابهُ حقٌّ أتوهُ على قصدِ)
(يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا
يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي وتقوى الله أفضلُ ما استفادا)
(يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا
هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَة ً حتى تعانقَ في الفردوسِ أبكارا
إن كنت تبغي جنانَ الخلد تسكنـها فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا)
(أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ ـبَ وَفِيضي آبارَ تكرورَ تِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتاً وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا
همتي همَّة ُ الملوكِ ونفسي نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة َ كُفْرَا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري فَلِمَاذَا أزورُ زَيْداً وَعَمْرَا
)
(الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌ وَذَا خَطَرُ وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَا صَفْوٌ وَذا كَدَرُ
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)
(وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ إذَا لَمْ أجِدْ رِبحاً فَلَسْتُ بِخَاسِرِ
وَمَا الصَّمْتُ إلاَّ في الرِّجَالِ مَتَاجرٌ وتاجرهُ يعلو على كل تاجرِ)
(تاهَ الأعيرج واستعلى بـه الخطرُ فقل لهُ خيرُ ما استعملتهُ الحذرُ
أحسنتَ ظنك بالأيامِ إذ حسنتُ وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَا تَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ
وسالمتكَ الليالي فاغتررت بها وعندَ صفوِ الليالي يحدثُ الكدرُ)
(اقبل معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً إنْ يرَّ عندكَ فيما قال: أو فجرا
لقد أطاعكَ منْ يرضيك ظاهرة ً وقد أجلَّكَ من يعصيكَ مستترا)
(إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍ وَعِلْمٍ بما اختلف الأوائلُ والأواخر
فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ في سُكُونٍ حليماً لا تلحُ ولا تكابر
يُفِيدُكَ مَا اسْتَفَادَ بِلا امْتِنانٍ مِنَ النُّكَتِ اللَّطِيفَة ِ وَالنَّوَادِر
وإياكَ اللَّجوحَ ومنُ يرائي بأني قد غلبتُ، ومن يفاخر
فَإنَّ الشرَّ في جَنَبَاتِ هَذَا يمنِّي بالتقاطع والتدابر)
(إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي ألذُ وأشـهى من غويَّ أعاشرهُ
وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره)
(كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباً في ديْرِهِ
واغسل يديك من الزَّمانِ وأهلهِ وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ
إني اطَّلعتُ فلم أجد لي صاحباً أصحبهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ
فتركتُ أسفلهم لكثرة ِ شرهِ وتركتُ أعلاهمُ لقلِّة خيره)
(صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ في الْقِيَاسِ
وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُ بِكُلِّ عَصْرٍ ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدَّهرَ ملتمساً بجهدي أخا ثقة ٍ فألهاني التماسي
تنكرتِ البلادُ ومن بجهدي كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوا بِنَاس)
(قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِ والغلسِ
وما تقَّلبتُ من نومي وفي سنتي إلا وذكركَ بين النَّفس والنَّفسِ
لقد مننتَ على قلبي بمعرفة ٍ بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ
وقد أتيتُ ذنوباً أنت تعلمـها وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا تجعل عليَّ إذا في الدِّين من لبسِ
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي ويوم حشري بما أنزلتَ في عبس
)
(يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احفظ لشبيكَ من عيبٍ يدنسهُ إنَّ البياض قليلُ الحملِ للدنسِ
كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ
تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا إنَّ السَّفِينَة َ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يومَ القيامة ِ لا مالٌ ولا ولدٌ وضمَّة ُ القبرِ تنسي ليلة العُرسِ)
(لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُ حَبْسِ ونزعُ نفسٍ وردُّ أمسِ
وَقَرُّ بَرْدٍ وَقَوْدُ فرْدِ ودبغُ جلدٍ يغير شمسِ
وأكلُ ضبَّ وصيدُ ذبُّ وصرفُ حبَّ بأرضِ خرسِ
ونفخُ نارٍ وحملَ عارٍ وبيعُ دارٍ بريعِ فلس
وبيعُ خفَّ وعدمُ إلفِ وضربُ إلفٍ بحبلِ قلسِ
أهونُ من وقفة الحرِّ يرجو نوالاً ببابِ نحسِ)
(العلمُ مغرسُ كلِّ فخرٍ وَاحُذَرْ يَفُوتُك فَخْرُ ذَاكَ المغْرَسِ
واعلم بأنَّ العلم ليس ينالهُ مَنْ هَمُّهُ في مَطْعَمٍ أَوْ مَلْبَسٍ
إلاَّ أَخُو العِلمِ الَّذِي يُعْنَى بِهِ في حالتيه: عاريا أو مكتسي
فاجعل لنفسكَ منـهُ حظاً وافراً وَاهْجُرْ لَهُ طِيبَ الرُّقَادِ وَعَبسِ
فَلَعَلَّ يَوْماً إنْ حَضَرْتَ بِمَجْلِسٍ كنتَ الرئيس وفخرّ ذاك المجلسِ)
(شـهدتُ بأنَّ الله لا ربَّ غيرهُ وَأشْهَدُ أنَّ البَعْثَ حَقٌّ وَأخْلَصُ
وأنَّ عرى الإيمان قولٌ مبينٌ وفعلٌ زكيِّ قد يزيدُ وينقص
وَأنَّ أبَا بَكْرٍ خَلِيفَة ُ رَبِّهِ وكان أبو حفصٍ على الخير يحرصُ
وَأُشْهِدُ رَبِّي أنَّ عُثْمانَ فَاضِلٌ وأنَّ عليا فضيلهُ متخصِّصُ
اتمـهُ قومٍ يهتدى بهداهمُ لَحَى اللَّهُ مَنْ إيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
)
(شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ونورُ الله لا يهدى لعاصي)
(إذا لم تجودوا والأمورُ بكم تمضى وَقَدْ مَلَكَتْ أيْدِيكُمُ البَسْطَ والقَبْضَا
فَمَاذَا يُرَجَّى مِنْكُمُ إنْ عَزَلْتُمُ وَعَضَّتْكُمُ الدُّنْيَا بِأنْيابِهَا عَضَّا
وَتَسْتَرْجِعُ الأَيَّامُ مَا وَهَبَتْكُمُ ومن عادة ِ الأيام تسترجعُ القرضا)
(تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي وجنِّبني النصيحة َ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
)
(الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاً وَرِعاً أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ
كما العليلُ السقيمُ اشغلهُ عن وجعِ الناسِ كلِّهم وجعِْهْ)
(حسبي بعلمِ أن نفعْ ما الذُّلُّ إلا في الطمعْ
مَن رَاقَبَ الله رَجَــــع عن سوء ما كانَ صنعْ
مَا طَارَ طَيــر فَارتَفَــع إلا كما طارَ وقعْ)
(ورب ظلوم كفيت بحربه فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ
فما كان لي الإسلام إلاتعبدا وَأدْعِيَة ً لا تُتَّقَى بِدُرُوعِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفَهُ سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيٍّ رُكُوعِ
مُرَيِّشَة ً بالْهُدْبِ مِنْ كُلِّ سَاهِر منـهلة أطرافها بدموع)
(تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ هذا محالٌ في القياس بديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمة ٍ منـهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ)
(العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ والحرُّ عبدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع)
(إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا)
(لقد زان البلادَ ومن عليها إمَامُ المسْلِمينَ أبُو حَنِيفة
بأحكامِ وآثارِ وفقهٍ كآيَاتِ الزَّبُورِ عَلَى الصَّحِيفَة
فما بالمشرقين له نظيرٌ ولا بالمغربين ولا بكوفه
فَرَحْمَة ُ رَبِّنا أبداً عَليْهِ مَدَى الأَيَّامِ مَا قُرِئَتْ صَحِيفة
)
(أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَ الفلا وجنى الذبابُ الشُّهدَ وهو ضعيفُ)
(ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنـهِ وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ)
(سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي مِنْ وَصْلِ غَانِية ٍ وَطيبِ عِنَاقِ
وصريرُ أقلامي على صفحائها أحلى منَ الدَّكاءِ والعشاقِ
وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي
وتمايلي طرباً لحلِّ عويصة ٍ في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَة ِ سَاقِ
وأبيتُ سهرانَ الدُّجا ونبيتهُ نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟)
(فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّ مَجْدُودَاً حَوَى عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدِّقِ
وَإذا سَمِعْتَ بأنَّ مَحْرُوماً أَتَى مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَ فَحَقِّقِ
لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الغنى لوَجَدْتَنِي بنجومِ أقطارِ السماءِ تعلقي
لكنَّ من رزقَ الحجا حرمَ الغني ضِدَّانِ مُفْتَرقَانِ أيَّ تَفَرُّقِ
وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّ امرؤٌ ذُو هِمَّة ً يُبْلَى بِرِزْقٍ ضَيِّقِ
وَمِنَ الدليل عَلَى القَضَاءِ وحكْمِهِ بؤسُ اللبيبِ وطيبُ عيشِ الأحمقِ
إنَّ الذي رزقَ اليسارَ فلم ينل أجراً ولا حمداً لغيرُ موَّ فقِ
وَالجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمرٍ شَاسعٍ والجَد يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغَلقِ
)
(إنَّ الذي رزق اليـــسارَ فــــــــلم ينَــل
أجــــراً ولآ حـــــــمداً لـغـيـرُ مـوَفــــقِ
والجَــــــد يدنِـي كـــــل أمـــرٍ شاسعٍ
والجَــــــد يَـفتحُ كــل بـــــابٍ مُـغــلـقِ
روآئع/"الإمآم الشآفعي")
(إذا المرءُ أفشى سرَّهُ بلسانـهِ وَلاَمَ عَليهِ غَيْرَهُ فهو أَحْمَق
إذا ضاقَ المرءِ عن سرِّ نفسهِ فصدرُ الذي يستودعُ السرَّ أضيق)
(إنَّ الغريبَ لهُ مخافة ُ سارقِ وَخُضُوعُ مَدْيونٍ وَذِلَّة ُ مُوثَقِ
فإذا تَذَكَّرَ أَهلَهُ وبِلاَدَهُ ففؤادهُ كجناحِ طيرٍ خافقِ)
(تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ))
(لَوْ كُنْتَ بالعَقْلِ تُعطَى ما تُريدُ إذَنْ لمَا ظَفرتَ مِنَ الدنيَا بِمرْزُوقِ
رزقتَ مالاً على جهلٍ فعشتَ بهِ فلستَ أوَّلَ مجنونٍ ومرزوقِ)
(عِلْمي مَعي حَيْثما يَمَّمْتُ فهو معي قلبي وعَاءٌ لَهُ كبَطْن صُنْدُوقِ
إنْ كُنْتُ فِي البَيْتِ كانَ العِلْمُ فِيهِ مَعي أَوْ كُنْتُ في السُّوقِ كَانَ العِلْمُ في السُّوقِ)
(رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْ غَيْرِ قصْدِ وَمِنَ البرِّ مَا يَكُونُ عُقُوقَا)
(
ما حكَّ جلدكَ مثلُ ظفركَ فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَ أمركْ
وإذا قصدْتَ لحاجَة ٍ فاقْصِدْ لمعترفٍ بقدْرِكْ)
(رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَ الغنَى فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ
فلا ذا يراني على بابهِ وَلا ذا يَرَاني بهِ مُنْهمِكْ
فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك
)
(وَمِنَ الشَّقَاوَة ِ أن تُحِبَّ وَمَنْ تُحِبّ يُحِبُّ غَيْرَكْ
أو أن تريدَ الخيرَ للإنـ ـسانِ وَهْوَ يُريدُ ضَيْرَكْ)
(إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُ بِفعْلِهِ لَيْسَ الفقِيهُ بِنُطْقِهِ وَمَقَالِهِ
وكذا الرَّءيسُ هو الرئَّيسُ بخلقهِ ليسَ الرَّئِيسَ بِقَوْمِهِ وَرِجَالِهِ
وكذا الغنيُ هو الغنيُ بحالهِ ليسَ الغنيُّ بِمُلْكِهِ وَبِمَالِهِ
)
(صنِ النفسَ واحملها على مايزينـها تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَ جَمِيلُ
ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلاً نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَ حيْثُ تَميلُ
ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ
)
(كلما أدبني الدهر زِّ أراني نقصَ عقلي
وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بجهلي)
(تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِماً كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ)
(لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْ عُمْرُهُ يكدحُ في مصلحة ِ الأهلِ
وَلاَ يَنالُ العِلْمَ إلاَّ فَتًى خالٍ من الأفكارِ والشغلِ
لَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيم الذي سارت بـه الرُّكبانُ بالفضلِ
بُلِي بِفقْرٍ وَعِيالٍ لمَا فرَّقَ بَيْنَ التِّبنِ والبَقْلِ)
(بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً يغوص البحر من طلب اللآلي)
(إذا نحنُ فضلنا علياً فإنَّنا روافضُ بالتفصيلِ عندَ ذوي الفضلِ
وفَضْلُ أَبي بَكْرٍ إذَا مَا ذَكَرْتُهُ رُمِيتُ بنصْب عِنْدَ ذِكريَ للفَضْلِ
فَلاَ زِلْتُ ذَا رَفْضٍ وَنَصْبٍ كِلاَهُمَا بحبَّيهِما حَتَّى أُوسَّدَ فِي الرَّمْلِ)
(يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبكمُ فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ في القُرآنِ أَنْزَلَهُ
كفاكم منْ عظيمِ الفخرِ أتَّكمُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لا صَلاة َ لَهُ
)
(
وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِ لَكِنَّ حَاسِدِي مدراتهُ عزَّت وعزَّ منالها
وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُ حَاسِدَ نِعْمَة ٍ إذا كانَ لا يرضيه إلاَّ زوالها)
(رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُ كَرِيم ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ
وليسَ يزالُ يرفعهُ إلى أن يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُ الكِرامُ
وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّ حَالٍ كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ
فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْ رِجَالٌ ولا عرفُ الحلالُ ولا الحرامُ)
(ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَة ُ الأنامِ وداعية ُ الصحيحِ إلى السِّقامِ
دَوامُ مُدَامَة ٍ وَدَوَامُ وطءٍ وإدخالُ الطَّعامِ على الطعامِ)
(أأنثرُ دراً بين سارحة ِ البهمَ وأنظمُ منثوراً لراعية الغنمْ؟
لعمري لئن ضيعتُ في شرِّ بلدة ٍ فَلَسْتُ مُضَيعاً فيهمُ غرر الكلَمِ
لَئِنْ سَهَّل اللَّه العَزِيزُ بِلطفِهِ وصادفتُ أهلاً للعلوم وللحكم
بَثَثْتُ مُفيداً واستَفَدْتُ وَدَادَهُمْ وإلاّض فمكنونٌ لديَ ومكنتمْ
وَمَنْ مَنَحَ الجهّالَ عِلْماً أضَاعَهُ وَمَنْ مَنَعَ المستوجِبين فقَدْ ظَلَم)
(عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ وتجنبوا مالا يليقُ بمسلمِ
إنَّ الزنا دينٌ فإن أفرضتهُ كَانَ الزِّنَا مِنْ أهلِ بَيْتِك فَاعْلَمِ
)
(أجودُ بموجودٍ ولو بتُ طاوياً عَلَى الجُوعِ كَشْحاً والحَشا يَتَأَلَّمُ
وَأُظْهِرُ أسبَابَ الغنَى بَيْنَ رِفْقَتِي ليَخْفَاهُمُ حَالِي وإنِّي لَمُعْدَمُ
وبيني وبينَ الله أشكو فاقتي حقيقاً فإنَّ اللهَ بالحالِ أعلمُ)
(ولقد بلوتكَ وابتليتَ خليقي وَلَقَدْ كَفَاكَ مُعَلَّمي تَعْلِيمي)
(بموقفِ ذلي دونَ عزتكَ العظمى بِمَخفيِّ سِرٍّ لاَ أحِيطُ بِهِ عِلْمَا
بِإطْرَاقِ رَأْسي، باعتِرَافي بِذِلّتي بمدِّ يدي، استمطرُ الجودَ والرُّحمى
بأسْمَائِكَ الحسنى التي بَعْضُ وصْفِهَا لعزتها يستغرقُ النثرَ والنظما
بعهدٍ قديمٍ من" ألستُ بربكم"؟ بِمَنْ كَانَ مَكْنوناً فَعُرِّف بالأَسْمَا
أَذِقْنَا شَرَابَ الأنْسِ يَا مَنْ إذَا سَقَى مُحِبّاً اً لاَ يُضَامُ وَلاَ يَظْمَا
)
(إليك إلڑه الخلق أرفع رغبتي وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقت مذاهبي جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّما قرنتهُ بعفوكَ ربي كانَ عقودكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَ آدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنة ٍ أهنا وأما للسعير فأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ على نفسهِ من شدَّة الخوفِ مأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّي غذيتني هديتني وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي ويسترُ أوزاري وما قد تقدما)
(العلمُ من فضلهِ، لمن خدمـهُ أن يجعلَ النَّاسَ كلَّهم خدمـهْ
فَوَاجِبٌ صَوْنُهُ عَلَيْهِ كَمَا يَصُونُ فِي النَّاسِ عِرْضَهُ وَدَمَهُ
فَمَنْ حَوَى العِلْمَ ثُمَّ أَوْدَعَهُ بجَهْلِهِ غيرَ أهلِهِ ظلَمـه)
(قنعتُ بالقوتِ من زماني وَصنتُ نَفسِي عَنِ الهَوانِ
خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْ يَقولُوا فضْلُ فلانٍ عَلَى فلاَنِ
مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيّاً فلا أبالي إذا جفاني
وَمَنْ رَآنِي بِعينِ تمٍّ رأيتهُ كاملَ المعاني)
(أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ لا يلدغنَّكَ إنـهُ ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانـهِ كانت تهابُ لقاءهُ الأقرانُ
)
(نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونـهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا)
(مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لم أشَأْ وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْ لَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْ عَلِمْتَ فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَى وَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْ سَعِيد وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْ حَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذا خَذلْتَ، وذاكَ أعنتَ، وذا لم تعن)
(إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الرَّدى وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ
فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُ بِسوأة ٍ فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ أعْينُ
وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ، وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى وعُ ولكن يالتي هي أحسنُ)
(إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا
نظروا فيها فلما علموا أنـها ليست لحيٍّ وطنا
جعَلُوهَا لُجَّة ً وَاتَّخَذوا صالحَ الأعمالِ فيها سفنا)
(زن من وزنكَ، بما وز نك وماوزنكَ بهِ فزنـهُ
من جا إليكَ فرح إلي ـه وَمَنْ جَفَاكَ فَصُدَّ عَنْهُ
من ظنَّ أنَّك دونـهُ فاترك هواهُ إذن وهنـهُ
وارجع إلى ربِّ العبا دِ فكلُّ ما يأتيكَ منـهُ
)
(سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْ عُيونُ في أمورٍ تكونُ أو لاتكونُ
فَادْرَأ الهمَّ مَا استَطعْتَ عَنْ النَّفْـ ــس فحملا نكَ الهمومَ جنونُ
إن رَّباَّ كفاكَ بالأمسِ ما كا نَ سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَا يَكُونُ)
(أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُ نَفْسي فإنَّ النَّفسَ ما طيعت تهونُ
وَأَحْيَيْتُ القُنُوع وَكَانَ مَيْتاً ففي إحيائهِ عرضٌ مصونُ
إذا طمعٌ يحلُ بقلبِ عبدٍ عَلَتْهُ مَهَانَة ٌ وَعَلاَهُ هُونُ)
(رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِ مِنَّة ٍ كَأنَّكَ كُنْتَ الأصلَ في يَوم تكْويني
فدعني منَ المنِّ الوخيم فلقمة ٌ منَ العيش تكفيني إلى يومِ تكفيني
)
(لا تحملنَّ لمن يمنُّ مِنَ الأنَامِ عَليك مِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَ حَظَّهَا واصبر فإنَّ الصبرَ جنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَى القُلو بِ أشدٌ من وقع الأسنـه)
(إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقة ٍ مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّة ُ الدِّينِ
فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَ صاحِبِهِ ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلى حَينِ)
(كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِ مَشْغَلَة ٌ إلاَّ الحَديث وَعِلْمِ الفِقْهِ في الدِّينِ
العلمُ ما قد كانَ فيه: حدثنا وَمَا سِوى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ)
(إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكونُ متى يكونُ)
(لن يبلُغَ العلمَ جميعاً أحدٌ لا ولَوْ حاوَلَهُ ألفَ سنَهْ
إنما العلْمُ عَمِيقٌ بحرُهُ فخذوا من كل شيءٍ أحسنـه
لا خَيرَ في حَشْوِ الكَلا ابن عم ابن عم أخي عمِّ أبيهِ
صلر مالُ المتوفَّى كاملاً باجتماعِ القولِ لا مرية َ فيهِ)
(ومنزلة ُ السفيهِ من الفقيهِ كمنزلة ِ الفقيه من السفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِ هذا وهذا فيهِ أزهدُ منـه فيهِ
إذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ تنطَّعَ في مخالفة ِ الفقيهِ)
(
إذا في مجلسٍ نذكرُ علياً وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَة َ الزَّكِيَّة
يقالُ تجاوزوا يا قومُ هذا فَهَذَا مِنْ حَدِيثِ الرَّافِضيَّة
بَرَئْتُ إلَى المُهيمن مِنْ أنَاسٍ يَرونَ الرَّفْضَ حُبَّ الفَاطِميَّة)
(أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِ السَّفِيه فكلُّ ما قالَ فهو فيهِ
ما ضرَّ نـهرَ الفراتِ يوماً أن خاضَ بَعْضُ الكِلاب فيه)
(وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا)
(أرَى حُمُراً تَرْعَى وَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى وأسداً جياعاً تظمأُ الدَّهرَ لا تروى
وأشْرَافَ قَوْمٍ لاَ يَنَالُونَ قُوتَهُمُ وَقَوْماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ والسَّلْوى
قَضَاءٌ لديَّانِ الخلاَئِقِ سَابِقٌ وليسَ على مرِّ القضا أحدٌ يقوى
فمنْ عَرَفَ الدَّهْرَ الخُؤونَ وَصَرْفه تصبرَ للبلوى ولم يظهرِ الشَّكوى)
(تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد)
##########
(قصيدة للامام الشافعي في بر الوالدين :
(أطع الإله كما أمر واملأ فؤادك بالحذر
الدين حق واجب نور البصيرة والبصر
حافظ عليه فإنـه نعم السعادة تتدخر
وأطع أباك فإنـه رباك من عهد الصغر
واخضع لأمك وارضها فعقوقها إحدى الكبر
حملتك تسعة أشـهر بين التألم والضجر
فإذا مرضت فإنـها تبكي بدمع كالمطر
فأطعهما وقرهما كيلا تعذب في سقر)
(يا من تعزز بالدنيا وزينتها
الدهر يأتي على المبني والباني
ومن يكن عزه الدنيا وزينتها
فعزه عن قليل زائل فاني
واعلم بأن كنوز الأرض من ذهب
فاجعل كنوزك من بر وإيمان)
(قضاة الدهر[عدل]
قضاة الدهــر قـد ضلوا فقد بانت خسـارتهـم
فباعـوا الـدين بالـدنيـا فما ربحت تجارتهــم
قافية الراء[عدل]
من نكد الدنيا على الانسان
ومن الشـقـاوة أن تحب ومن تُحِب يحب غيرك
أو أن تريد الخير للـ إنسان وهو يريــد ضيــرك
قافية القاف[عدل]
فضل التغرب
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنــه وفي التغرب محمول على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمى على الطرق
لما تغرب حاز الفضل أجمعــه فصار يحمل بين الجفن والحـدق
أيهما ألذ؟
سهـري لتنقيـح العلوم الذ لي من وصل غانية وطيب عنــاق
وصرير اقلامي على صفحاتها أحلى مـن الدّوْكـاء والعشــاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصـة في الدرس أشـهى من مدامة ساق
وأبيت سهـران الدجى وتبيته نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي
دليل على القضاء وحكمـه
فإذا سمعت بأن مجدودا حــوى عودا فأثـمر في يديه فصــدق
وإذا سمعت بأن محـرومـا أتى ماء ليشـربه فغـاض فحـقـق
لو كان بالحـيل الـغنى لوجدتني بنجوم أقطــار السـمـاء تَعلُّقي
لكن من رُزق الحجـا حُرم الغنى ضدان مفترقــان أي تفــرق
وأحق خلـق الله بِالْهمِّ امــرؤ ذو همة يُبلـى بـرزق ضيــق
ومن الدليل على القضاء وحكمـه بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
إن الـذي رزق الـيسار فلم ينل أجرا ولا حمــدا لغير موفــق
والجد يدني كل أمر شــاسـع والجــد يفـتح كل باب مغلـق
حفظ الأسرار
إذا المرء أفشى سره بلسانـه ولام عليه غـيـره فهو أحمــق
إذا ضاق المرء عن سر نفسه فصدْرُ الذي يستودع السر أضيق
ماذا بقي من أخلاق الناس؟
لم يبق في الناس إلا المكر والملق شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضرورات لعشرتهــم فكن جحيما لعل الشوك يحتـرق
مشاعر الغريب
إن الغريب له مخافة سارق وخضوع مديون وذلة موثق
فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده ففؤاده كجنــاح طير خافق
التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ولو، لم يكن مني اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
هل يرتبط الرزق بالعقل
لو كنت بالعقل تعطى ما تريد إذن لما ظفرت من الدنيا بمرزوق
رزقت مالا على جهل فعشت بـه فلست أول مجنـون ومرزوق
العلم رفيق نافع
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق
الصديق الجاهل
رام نفعا فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا
قافية الكاف[عدل]
القناعة رأس الغنى
رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها ممتســك
فلا ذا يراني على بابـه ولا ذا يراني بـه منـهمــك
فصرت غنيا بلا درهـم أمر على الناس شبه الملك
تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتك وأكبر منـه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة لمن بهما في دينـه يتمسك
قافية اللام[عدل]
المثل الأعلى
إن الفقيـه هو الفقيـه بفعلـه ليس الفقيه بنطقه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقومـه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحالــه ليس الغني بملكه وبمالــه
صن النفس عما يشينـها
صن النفس واحملها على ما يزينـهـا تعش سالما والقول فيك جميـل
ولا تـوليـن النـاس إلا تجـمــلا نبا بك دهـرا أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد عسى نكبات الدهـر عنك تزول
ولا خير في ود امــرئ متـلـون إذا الريح مالت، مال حيث تميل
وما أكثر الاخوان حيـن تعـدهــم ولكـنـهم في النائبـات قليــل
تواضع العلماء
كلما أدبني الدهــر آراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما كبير إذا ردت إليه المحـافـل
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي سارت بـه الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا فرق بين التبن والبقــل
أبواب الملوك
إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا فلا يكن لك في ابوابهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن ابوابهم كرمـا إن الوقوف على أبوابهــم ذل
حب أبي بكر وعلي رضي الله عنـهما
إذا نحن فضلنـا عليـا فإننــا روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرتــه رميت بنصب عند ذكري للفضــل
فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما بحبيهما حتى أوسـد في الرمــل
آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
يا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
احداث البدع
لم يفتأ الناس حتى أحدثوا بدعا في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخف بحق الله أكثرهـم وفي الذي حملوا من حقـه شغــل
علو الذكر
المرء يحظى ثم يعلو ذكــره حتى يزين بالذي لم يفعــل
وترى الشقي إذا تكامل عيبه يشقى ويُنْحلُ كل ما لم يعمل
المعاملة بالمثل
وأنزلني طول النوى دار غربة إذا شئت لا قيت امرأ لا أُشاكله
أحامقه حتـى يقـال سجيــه ولو كان ذا عقل لكنت أعاقلـه
حاسد النعمة
وداريت كل الناس لكن حاسدي مداراته عزت وعز منالهـا
وكيف يداري المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
الفضل للذي يتفضل
على كل حال أنت بالفضل آخذ وما الفضل إلا للذي يتفضل
ذل الحياة وهول الممات
ذل الحياة وهول الممات كلا وجدناه طعـما وبيــلا
فإن كان لا بد إحداهمـا فمشيا إلى الموت مشيا جميلا
قافية الميم[عدل]
فضل العلم
رأيت العلـم صاحبه كريــم ولو ولدته آبــاء لئــام
وليس يــزال يرفعه إلى أن يُعَظِّمَ أمره القوم الكــرام
ويتبعـونـه في كل حــال كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ما سعدت رجـال ولا عرف الحلال ولا الحرام
المـهلكات الثلاث
ثلاث هن مـهلكة الأنـام وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مُدامة ودوام وطء وإدخال الطعام على الطعـام
العلم بين المنح والمنع
أأنثر درا بين سارحة البهــم وأنظم منثورا لراعية الغنـم
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفــه وصادفت أهلا للعلوم والحكـم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم
ومن منح الجهال علما أضاعـه ومن منع المستوجبين فقد ظلم
عفُّوا تعفّ نساؤكم
عفوا تعف نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلـم
إن الزنا دين فإن أقرضتــه كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
الجود بالموجود
أجود بموجود ولو بت طاويــا على الجوع كشحا والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي ليخفاهم حـالي وإني لمعــدم
وبيني وبين الله أشكـو فـاقتي حقيقا فإن الله بالحال أعـلــم
كما تدين تدان
من يزنى فى قوم بالفى درهم يزنى فى قومـه بغير الدرهم ان الزنا دين اذا استقرضته كان الوفا من اهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ما كنت هتاكا لحرمة مسلـم
من يَزْنِ يُزْنَ بـه ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيبـا فافهـم
أنا عند رأيي
ولقد بلوتك وابتليت خليقتي ولقد كفاك معلمي تعليمي
مناجــاة
بموقف ذلي دون عـزتك العظمـى بمخفي سر لا أحيط بـه علمــا
بـإطراق رأسي باعـترافي بذلتـي بمد يدي استمطر الجود والرحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها لعزتها يستغرق النثر والنظمــا
بعهد قديـم من ألسـت بـربكــم؟ بمن كان مكنونا فعُرف بالأسمـا
أذقنا الأنس يا من إذا سقـى محبا ا لا يضام ولا يظمــا
الرغبة في عفو الله
إليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتي وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل تـجـود وتعـفو منة وتكرمـــا
فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابد فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــا
فياليت شعــري هل أصير لجنة أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمــا
فلله درون العـــارف الـنـدب إنـه تفيض لفرط الوجد أجفانـه دمـــا
يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامــه على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربه وفيما سواه في الورى كان أعجمـا
ويذكر أيامـا مضـت من شبابـه وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
فصار قرين الهم طول نـهـــاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـا
ألـست الذي غذيتني وهــديتني ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمــا
عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــا ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـا
فإن تعف عني تعف عـن متمرد ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـا
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـس ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـا
فجرمي عظيم من قديم وحــادث وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــا
حوالي َّ فضل الله من كل جانـب ونور من الرحمن يفترش السمــا
وفي القلب إشراق المحب بوصله إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينــاس من الله وحـده يطالعني في ظلـمـة القبرأنجمــا
أصون ودادي أن يدنسـه الهوى وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمـا
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــا
من فضل العلم
العلم من فضله لمن خدمـه أن يجعل الناس كلهم خدمــه
فواجب صونـه عليه كمـا يصون في الناس عرضه ودمـه
فمن حوى العلم ثم أودعه بجهله غـير أهـلـه ظلمــه
استعارة الكتب
قل للذي لم تر عينا من رآه مثله
ومن كان من رآه قد رأى من قبله
لأن ما يجنـه فاق الكـمال كلـه
العلم ينـهى أهله أن يمنعوه أهلـه
لعله يبـذله لأهـلـه لعـلــه.)
(
قنعتُ بالقوتِ من زماني وَصنتُ نَفسِي عَنِ الهَوانِ
خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْ يَقولُوا فضْلُ فلانٍ عَلَى فلاَنِ
مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِ غَنِيّاً فلا أبالي إذا جفاني
وَمَنْ رَآنِي بِعينِ تمٍّ رأيتهُ كاملَ المعاني)
(إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقة ٍ مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّة ُ الدِّينِ
فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَ صاحِبِهِ ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلى حَينِ)
(إنَّ للَّهِ عِبَاداً فُطَنَا تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الفِتَنَا
نظروا فيها فلما علموا أنـها ليست لحيٍّ وطنا
جعَلُوهَا لُجَّة ً وَاتَّخَذوا صالحَ الأعمالِ فيها سفنا)
(خف الله وارجه لكل عظيمة ** ولا تطع النفس اللجوج فتندما
وكن بين هاتين من الخوف والرجا ** وأبشر بعفو الله إن كنت مسلما
إليك إله الخلق أرفع رغبتي ** وأن كنت يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ** جعلت الرجا مني لعفوك سلمـا
تعاظمني ذنبي فلــمـا قرنته ** بعفوك ربي كان عفوك أعظــما
فما زلت ذا عفوا عن الذنب لم تزل ** تجود وتعفو منة وتــكـرمـا
فلولاك لم يصمد لإبليس عابـــد ** فكيف وقد أغوى صفيك أدمــا
فلله درون العارف الندب إنـــــه ** تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دما
يقيم إذا ما الليل مـــد ظـلامـه ** على نفسه من شده الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ريه ** وفي ما سواه في الورى كان أعجما
ويذكر أياما مـضـت من شبابـة ** وما كان فيها بالجهالة أجرمــا
فصار قرين الـهم طـول نـهـاره**أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
ويقول حبيبي أنت سؤلي وبغـيتـي** كفى بك للراجين سؤلا ومغنمـا
ألست الـذي غـذيـتني وهـديتني** ولا زلت منانا علي ومـنعـمـا
عسى من له الإحسان يغـفـر زلتي**ويستر أوزاري وما قد تقـدمـا
تعاظمني ذنبي فـأقبلت خاشعــا ** ولولا الرضا ما كنت يا رب منعما
فإن تنتقم مني فـلـسـت بّأيـس **ولو أدخلوا نفـسي بجرم جنـهما
فـجـرمي عظيم من قديم وحادث **وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسما
حـوالي فـضل الله من كل جانب**ونور من الرحمن يفترش السما
وفي القلب إشراق المحب بوصله**إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينـاس مـن الله وحـده** يطالعني في ظلمة القبر أنجمـا
أصون ودادي أن يدنسه الهـوى**وأحفظ عهد الحب أن يتثلمــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي مني** تلاحق خطوي نشوة وترنمــا
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى**ومن يرجه هيهات أن يتندمــا)
(إذا في مجلس ذكروا علياً .... وسبطيه وفاطمة الزكيهْ
فأجرى بعضهم ذكرى سواهم .... فأَيْقِنْ أنـه لِسَلقلقيهْ
إذا ذكروا علياً أو بنيه .... تشاغل بالروايات العليهْ
وقال تجاوزوا ياقوم هذا .... فهذا من حديث الرافضيهْ
برئت إلى المـهيمن من أناس .... يرون الرفض حبّ الفاطميهْ
على آل الرسول صلاةُ ربي .... ولعنتُه لتلك الجاهليهْ
)
(المرء يعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصله
اصبر على حلو الزمان ومره
واعلم بأن الله بالغ امره
لا تستغب فتستغاب ، وربما
من قال شيئاً ، قيل فيه بمثله
وتجنب الفحشاء لا تنطق بها
ما دمت في جد الكلام وهزله
واذا الصديق أسى عليك بجهله
فاصفح لأجل الود ليس لأجله
كم عالم متفضل ، قد سبه
من لا يساوي غرزةً في نعله
البحر تعلو فوقه جيف الفلا
والدر مطمور بأسفل رمله
وأعجب لعصفور يزاحم باشقا
الا لطيشته وخفة عقله
اياك تجني سكرآ من حنظل
فالشي يرجع بالمذاق لأصله
في الجو مكتوب على صحف الهوى
من يعمل المعروف يجزى بمثله)
(وكذا الغني هو الغني بحاله ** ليس الغني بملكه وبماله
ومن ابيات شعره
رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني بـه منـهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك
وهو القائل ايضا
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء)
(بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً يغوص البحر من طلب اللآلي)
هذه هي الدنيا
تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشـه التــراب
دعوة إلى التنقل والترحال
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الضرب في الأرض
سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا
آداب التعلم
اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
متى يكون السكوت من ذهب
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت
عدو يتمنى الموت للشافعي
تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد
وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد
لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... بـه قبل موتـي أن يكون هو الردى
لا تيأسن من لطف ربك
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المـهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
الصديق الصدوق
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
التوكل على الله
توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
لمن نعطي رأينا
ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه
كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه
ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه
فصدر الذي يستودع السر أضيـق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ
أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه
أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه
كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم
وفي اعتزالهم قطع المـودات
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيه
فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً
إن خاض بعض الكلاب فيه
السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم
إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف
وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ؟
والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنـها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
وفي مخاطبــة السفيــه قال
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا
الحكمة
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء
إن المحب لمن يحب مطيـع
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منـه وأنت لشكر ذلك مضيع
أبواب الملوك
إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبوأبهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبوأبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل
فــرجـــت
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منـها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنـها لا تفرج
مناجياً رب العالمين
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمـها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس
دعوة إلى التعلم
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت بـه الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل
الدعاء
أتهزأ بالدعــاء وتزدريــه *** وما تدري بما صنع القضــاء
سهــام الليل لا تخطــي *** لها أمد ، وللأمــد ، انقضـاء
العلم رفيق نافع
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في
السوق
تول أمورك بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منـه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينـه يتمسك
العيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا
ونـهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس
حسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـة
وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة
مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه
(ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبي....شعر للإمام الشافعي
دخل المزني على الشافعي - رحمـهما الله - في مرضه الذي توفي فيه ، فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟
فقال :أصبحت من الدنيا راحلا ،وللإخوان مفارقا ،ولسوء عملي ملاقيا ،ولكأس المنية شاربا ،وعلى الله تعالى واردا ،ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة ؛ فأهنيها ، أم إلى النار ؛ فأعزيها ،ر ثم أنشأ يقول:
ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبي جعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّمـا
تعَاظَمَني ذَنـْبي فلمـَّا قرنـْتُهُ بِعـفوِكَ ربِّي كان عـفوُكَ أعظَمـَا
فما زِلْتَ ذا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ تجـُودُ وتـَعْفُو مِنّـَةً وتـكرُّما
فإنْ تنتقمْ منّي فلسـتُ بآيـس ولو دخلت نفسي بجرم جهنمــا
ولوْلاكَ لمْ يـغو بإبْـليسَ عـابدٌ فكيف ًوقد أغوى صفيك آدَمَـا
وإنِّي لآتي الـذنْب أعْرفُ قـدْره وأعلـم ُأنَّ الله يعـفـوُ تـكرما
فللّه دَرَّ العـارف النَّـدب إنّه تفيض لفرط الوجْـد أجفَانُه دمْـا
يُقِيم إذا ما اللـّيل مدَّ ظلامـه على نفْسِه من شدّة الخوْف مَأتَمـا
فَصِيحاً إذا مَا كان في ذِكِرِ رَبّـه وفيمَا سواه في الورى كان أعْجَمَـا
وَيَذْكر أيّاماً مضـتْ من شَبَابِـه وما كان فيها بالجَهَـالةِ أجْرمَـا
فصَارَ قَرِين الهمّ طَـول نـهـاره أخا السُّهد والنّجوى إذا اللّيلُ أظْلَمَا
يَقُوُل: حَبِيبي أنْتَ سؤْلى وبُغْيَـتِى كفى بك للراجين سؤْلاً ومغْنَمـا
ألسْتَ الذي غَذَيَّتَني وهديَّتَنـى ولازلـتَ منَّانـًا على ومُنْعِمـا
عَسَى منْ له الإحسَـان يسترُ زلتي ويغفـرُ أوْزَاري وما قدْ تَقَدَمَـا
فَفِي يَقْظتي شوقٌ ، وفي غفـوتي منىً تُلاحِقُ خطوي نَشْوَةً وترنُّمـا
قُلْ لِلَّذِي أَلِفَ الذُّنُوبَ وأَجْرَمَـا وغَـدا على زلاتـهِ مُتَنـِدِمًـا
لا تَيْأسَنْ واطلب كريمـًا دائِمـًا يُوْلِي الجَميـل تَفَضُـلاً وتكرُّمًـا
يا مَعْشرَ العاصينَ جُوْدٌ واسـعٌ عند الإلـهِ لِمنْ يتـوبُ ويَنْدَمَـا
يا أيُّها العبـدُ المُسيْء إلى متـى تُفْني زمانـكَ في عسى ولَرُبَّمَـا ؟
بادِرْ إلى مـوْلاكَ يا مَن عُمْـرُه قد ضاعَ في عصيـانـهِ وتَصَرَّمَـا
واسألهُ توفيقًـا وعفـوًا ثمَّ قلْ : يا ربِّ بصّرْنِي وزلْ عَنِّيْ العَمَـا
ثُمَّ الصلاة على النـبي أَجَلُّ مَنْ قد خُصَّ بالتَّقْرِيْبِ مِن رب السَّمـا
وعلى صحابتهِ الأفاضَـلِ كُلِّهِم ما سبَّحَ الدَّاعِي الإِلَـه وعظَّمَـا)
إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى
وَدِينـُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللســان بِسَوءةٍ
فَــكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًــا
فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى
وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَنُ
الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ
والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ
وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر
من روائع الإمام الشافعي
أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي
وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كـل أمــر أريـــده
ويحفــظني حيـًّّـا وبـــعــد ممـاتـــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته
لقاســمته مالــــــي من الحســنــات
تصفحت إخواني فكان أقلهم
على كــــثرة الإخوان أهلُ ثـِقاتــــي
من روائع الإمام الشافعي
إن الطبـيب بِطبه وَدَوائـِــــه
لا يستطيع د ِفـَاع مقــدُور ِ القـضى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يـبرىء مثــله فيمــــا مضـى
هلك المُدَاوِي والمُدَاوََى والذي
جَلـَبَ الدّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّواءَ وَباعهُ وَمن ِ اشــــتـَرى
الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب حسب*** وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صـح *** من الدهر ما تعرض لي خطـب
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم *****أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـداء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة*****وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ***** ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
مساءة الظن
لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ****إن الظن مـن أقـوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها
ثم أنشأ يقول :
و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا)
(قال الشافعي رحمـه الله:
"أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله".)
قال الشافعي في القناعة :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
قال الشافعي في حفظ اللسان :
احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنـه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانـه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران
ستة ينال بها الإنسان العلم :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان
وقال الشافعي في فضل السكــوت :
وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر
القناعــة .. راس الغنى :
رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني بـه منـهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك
لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي :
يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد
وقال الشافعي متفاخراً :
ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مـهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي
كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي :
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنـها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
وفي مخاطبــة السفيــه قال :
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا
انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال :
وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة :
(دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء)
فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال :
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منـها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنـها لا تفرج
من مكارم الأخلاق .... قال :
لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات
فضل التوكل على الله :
سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون
العلوم الدينية وعلوم القرآن :
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمـها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس
إنـهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم :
إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ..... أنـها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا
القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق :
إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد
الصمت والكلام :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... والكلب يخشى لعمري وهو نباح
كيف تعاشر الناس وتعاملهم :
كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره
من هو الفقيه ؟
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومـه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله
لا تنطق بالسوء :
إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... وع ولكن بالتي هي أحسن
من عرف الدهر :
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ..... تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر
كل هذا أفضل من مذلة السؤال :
لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس
العفاف والزنــا دين وديان :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن بـه ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم
( إِن الملوكَ بلاءٌ حيثما حَلُّوا ... فلا يكن لكَ أبوابِهمْ ظلُّ
- ماذا تُؤَمِّلُ من قومٍ إِذا غَضِبوا ... جاروا عليكَ وإِن أرضيتهمْ مَلُّوا ؟
- فاستغْنِ باللّهِ عن أبوابِهمْ كرماً ... إِن الوقوفَ على أبوابِهم ذُلُّ
الشافعي)
(شكوت إلى وكيع سؤ حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نــور
ونور الله لا يهـدى لعاصي )
(لم اجد لذة السلامة حتى ***** صرت للبيت والكتاب جليسا
انما الذل في مخالطة الناس ***** فدعهم تعش اميرا رئيسا)
(نعيب زماننا والعيب فينا
ومال زماننا عيب سوانا
ونـهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعض عيانا )
(جسمي على برد ليس يقوى ***** ولا على شدة الحرارة
فكيف يقوى على حميم ***** وقودها الناس و الحجارة؟!)
(اذا لم اجد خلا تقيا فوحدتى ***** ألذ و أشـهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنا ***** أقر لعيني من جليس احاذره)
(تعلّم
تعلم ما استطعت تكن اميرا ***** ولا تك جاهلا تبقى اسيرا
تعلّم كل يوم حرف علم ***** تر الجهال كلهم حميرا)
(قال الإمام الشافعي رحمـه الله تعالى :
أحب الصالحين ولست منـهم *** وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواء في البضاعة
فقال له من يعرف الفضل لأهله إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمـه الله :
تحب الصالحين وأنت منـهم *** رفيق القوم يلحق بالجماعة
وتكره من بضاعته المعاصي *** حماك الله من تلك البضاعة
فرد الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله على الإمام أحمد رحمـه الله فقال :
وما قال الإمام أراه حقا *** ومن كالشافعي علما وطاعة
وياليت النساء يلدن يوما *** كمثل الشافعي في كل ساعة
شجاع ماجد حبر كريم *** عظيم الزهد حليته القناعة
وفي شتى العلوم له اطلاع *** كذا الأخلاق أسوته الجماعة
ويارباه فارحمنا جميعا *** إله الخلق وامنحنا الشفاعة
فجاءت أخت سلفية ثبتها الله على المنـهج السلفي لإضافة أبيات بسيطة هي أقرب للنثر من الشعر تضيفها إلى ما قال علمائنا نفعنا الله بعلمـهم وثبتهم على الحق ورحم منـهم من مات وبارك في أعمار الأحياء منـهم ..
فقالت :
للهِ دَرُّ الصالحين أنتم *** سلفٌ وتبعٌ لله كانوا سمعٌ وطاعةٌ
والله أسألُ لكم الثباتَ *** وإيانا على أثر الرسول اتباعا
ومَنْ أَحَبَّ قوماً حُشِرَ معهم *** مُحبٌّ دخيلٌ كَسْبُهُ تلك البضاعة)
(الأبيات الرائعه للشافعي - رحمـه الله ولا خير في ود امرئ متلون .:. إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا .:. فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة .:. وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه .:. ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة .:. فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله .:. ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده .:. ويظهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .:. صديق صدوق صادق الوعد منصفا
صن النفس واحملها على ما يزينـها .:. تعش سالما والقول فيك جميل
ولا تولين الناس الا تجملا .:. نبا بك دهر او جفاك خليل
وان ضاق رزق اليوم فاصبر الى غد .:. عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امرئ متلون .:. إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم .:. ولكنـهم في النائبات قليل
احب الصالحين ولست منـهم .:. لعلي ان انال بهم شفاعه
واكره من تجارته المعاصي .:. ولو كنا سواء في البضاعه
(من ديوان الامام الشافعى
قصيدة : الترحال و عزة النفس
سأضربُ في طولِ البلادِ و عرضها
أنالُ مرادي أوْ أموتُ غريبا
فإنْ تلفتْ نفسي فللهِ درها
وإنْ سلمتْ كانَ الرجوعُ قريبا
قصيدة : الحظوظ
تموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
ولحمُ الضأنِ تأكلهُ الكلابُ
وعبدٌ قدْ ينامُ على حريرٍ
وذو نسبٍ مفارشـهُ الترابُ
قصيدة : التسليم الخالص
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي
فخلِّ الهمَّ عني يا سعيدُ
ولا تطرْ هموم غد ببالي
فإنَّ غداً لهُ رزقٌ جديدُ
أسلم إنْ أرادَ الله أمراً
فأتركُ ما أريدُ لما يريدُ
قصيدة : الجد
فإذا سمعتَ بأنَّ مجدوداً حوى
عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدقِ
وإذا سمعتَ بأن محروماً أتى
ماءً ليشربهُ فغاصَ فحققِ
لو كانَ بالحيلِ الغنى لوجدتني
بنجومِ أقطارِ السماءِ تلعقي
لكنَّ منْ رزقَ الحجا حرمَ الغنى
ضدانِ مفترقانِ أي تفرقِ
وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمَّ امرؤٌ
ذو همةٍ يبلى برزقٍ ضيقِ
و منَ الدليل على القضاءِ و حكمـهِ
بؤسُ اللبيبِ و طيبُ عيشِ الأحمقِ
إن الذي رزقَ اليسارَ فلمْ ينلْ
أجراً ولا حمداً لغيرُ موفقِ
و الجدُّ يدنيِ كلَّ أمرٍ شاسعٍ
و الجدُّ يفتحُ كلَّ بابٍ مغلقِ
قصيدة : البعد عن أبواب الملوك
إنَّ الملوكَ بلاءٌ حيثماَ حلوا
فلا يكنْ لكَ في أبوابهمْ ظلُّ
ماذا توملُ منْ قومٍ إذا غضبوا
جاروا عليكَ وإنْ أرضيتهمْ ملوا
فاستعنِ باللهِ عنْ أبوابهمْ كرما
إنَّ الوقوفَ على أبوابههم ذلُّ
قصيدة : التواضع
كيفَ الوصولُ إلى سعادٍ و دونـها
قللُ الجبالِ و دونـهنَّ حتوفُ
والرجلُ حافيةٌ ولا لي مركبٌ
والكفُّ صفرٌ و الطريقُ مخوفُ
قصيدة : التنسك المبطن
ودعِ الذينَ إذا أتوكَ تنسكوا
وإذا لوْ فهمُ ذئابُ خرافِ
قصيدة : التوكل في طلب الرزق
توكلتُ في رزقي على اللهِ خالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكَّ رازقي
وما يكُ منْ رزقي فليسَ يفوتني
ولو كانَ في قاعِ البحارِ العوامقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولوْ لمْ يكنْ مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيئٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وقدْ قسمَ الرحمنُ رزقَ الخلائقِ
قصيدة : الحظوظ
تموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعاً
ولحمُ الضأنِ تأكلهُ الكلابُ
وعبدٌ قدْ ينامُ على حريرٍ
وذو نسبٍ مفارشـهُ الترابُ
قصيدة : الدهر يوم لك و يوم عليك
الدهرُ يومان ذا أمنٌ وذا طرُ
والعيشُ عيشانِ ذا صفوٌ وذا كدرُ
أما ترى البحرَ تعلو فوقهُ جيفٌ
وتستقرُّ بأقصى قاعهِ الدررُ
وفي السماءِ نجومٌ لا عدادَ لها
وليسَ يكسفُ إلا الشمسُ و القمرُ
قصيدة : الجود
إذا لمْ تجودوا و الامورُ بكم تمضي
وقدْ ملكتْ أيديكمُ البسطَ و القبضا
فماذا يرجى منكمُ إنْ عزلتمُ
وعضتكمُ الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجعُ الأيامُ ما وهبتكمُ
ومنْ عادةِ الأيامِ تسترجعُ القرضا
قصيدة : الحض على الترحال
ما في المقامِ لذي عقلٍ و ذي أدبِ
منْ راحةٍ فدعِ الأوطانَ و اغتربِ
سافرْ تجدْ عوضاً عمنْ تفارقهُ
وانصبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النصبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدهُ
إنْ ساحَ طابَ و إنْ لمْ يجرِلمْ يطبِ
و الأسدُ لولا فراقُ الأرضِ ما افترستْ
والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصبِ
والشمسُ لوْ وقفتْ في الفلكِ دائمةً
لملمـها الناسُ منْ عجمٍ و منْ عربِ
و التبرُ كالتربِ ملقىً في أماكنـهِ
والعودُ في أرضهِ نوعٌ منَ الحطبِ
فإنْ تغربَ هذا عزَّ مطلبهُ
وإنْ تغرَّبَ ذاكَ عزَّ كالذهبِ
قصيدة : الحض على السفر من ارض الذل
ارحلْ بنفسكَ منْ أرضٍ تضامُ بها
ولا تكنْ منْ فراقِ الأهلِ في حرقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنـهِ
وفيالتغربِ محمولٌ على العنقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ
في أرضهِ وهوَ مرميٌّ على الطرقِ
لما تغربَ حازَ الفضلَ أجمعهُ
قصيدة : اليقظة و الحذر
تاهَ الأعيرجُ و استغى بهِ الخطرُ
فقلْ لهُ خيرُ ما استعملتهُ الحذرُ
أحسنتَ ظنكَ بالأيامِ إذْ حسنتْ
ولمْ تخفْ سوءَ يأتي بهِ القدرُ
وسالمتكَ الليالي فاغتررتَ بها
وعندَ صفوِ الليالي يحدثُ الكدرُ
قصيدة : الرضا بالقدر
(وَما كُنتُ راضٍ مِن زَماني بِما تَرى وَلَكِنَّني راضٍ بِما حَكَمَ الدَهرُ
فَإِن كانَت الأَيّامُ خانَت عُهودَنا فَإِنّي بِها راضٍ وَلَكِنَّها قَهرُ)
((منقول من ديوان الإمام الشافعي
الصمت شرف
قالوا: سكت وقد خوصمت، قلت لهم: … إن الجواب لباب الشر فتاح
الصمت عن جاهل أو أحمق شرف… وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة؟!… والكلب تخسى لعمري وهو نباح
** ** ****
الأفضل
يريد المرء أن يعطى مناه… ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء: فائدتي ومالي… وتقوى الله أفضل ما استفادا
******
فاهرب بنفسك
ليت السباع لنا كانت مجاورة…وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
إن السباع لتهدى في مرابضها…والناس ليس بهاد شرهم أبدا
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها
** ** ****
عفو المـهين
إن كنـت تغدو في الذنوب جليدا…وتخاف في يــوم المعاد وعيدا
فلــقــد أتاك من المـهيمـن عفوه…وأفــاض من نـعم عــليك مزيدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشى…فــي بطــن أمـك مضغة، ووليدا
لو شاء أن تصـلى جـهنم خالدا…ما كـان ألهم قلبك التوحيدا
** ** ***
أترك ما أريد لما يريد
إذا أصبحت عندي قوت يومي…فــــــــخل الهم عنــي يا سعيدا!
ولا تخــــــطر همــــوم غد ببالي…فــــــأن غـــــــدا له رزق جديد
أســــــــلم إن أراد الله أمــــــرا…فــــــــأتـــــرك ما أريد لما يريد
ومــــــا لإرادتــــــي وجه ، إذا ما…أراد الله لــــــــــي ما لا أريـــــــــد
** ** ****
الحق
متـــــــى ما تقد بالباطل الحق يأبه…وان قــــدت، بالحق، الرواسي تنقد
إذا مـــــــا أتيت الأمر من غير بابه…ضـــللت، وأن تقصد إلى الباب تهتد
** ** ***
معاداة الحسد
كل العداوة قد ترجى إماتتها…إلا عداوة من عاداك بالحسد
** ** ***
في قضاء الحق راحة
قال محمد بن نصر الفقيه : أنشدني بعض أصحابنا للشافعي في قضاء الحق ، في السرعة و الإبطاء :
أرى راحـــــــــــة في عند قضائه …ويثـــــقل يوما إن تركت على عمد
وحـــسبك عارا أن تقل : عذر كاذب …وقـــــولك : لم أعــلم وذاك من الجهد
ومــــــن يقض حق الناس ثم ابن … وصـاحبه الأدنى على القرب والبعد
يــــعش سيـــــدا يسـتعذب الناس ذكره… وإن نـابه خــــطب أتوه على قصد
** ** ***
تمنى رجال أن أموت
تمــــــنى رجــــال أن أموت وإن أمت …فـــــــتلك سبيل ، لســـــــــت فيها بأحد
لـــــــــــعل الذي يرجو فــــنائي ويدعي… بـه قــــــــبل مــــوتي أن يكون هو الردي
فـــــما مــــوت من قد مات قلبي بضائري… ولا عــيش من قــد عاش بعدي بمخلدي
وقـــــل للــذي يرجو خلاف الذي مضى :… تـــزود لأخـرى غــيرها ، فكأن قدي
مـــــــنيـــــته تـــــــجـــــري لـــــــوقت وحتفه… ســـيلحــقــه يــوما على غير موعد
** ** ***
فوائد الأسفار
تغــــــــرب عن الأوطان في طلب العلا …وسافر ، ففي الأسفار، ففي خمس فوائد :
تــــــفــــــرج هــــــــــــــم واكتساب معيشة …وعـلم وآداب وصــحـبه ماجد
فـــــــــإن قيــــــل : في الأسفار ذل ومحنة …وقـطـع الــفيافي وارتكاب الشدائد
فــــــــمـــــــــــوت الفتى خير له من قيامـه… بــدار هـــوان ، بين واش وحاسد
** ** ***
السرور كالأعياد
محن الزمان كثيرة لا تنقضي… وســـــــــــروه يأتيك كالأعياد
مـــــلك الأكابر فاسترق رقابهم …وتــــــراه رقا في يــــد الأوغاد
** ** ***
الشعر والعلماء
دخل رجل على الشافعي ، وهو مستلق على ظهره ، فقال : إن أصحاب أبي حنيفة هم الفصحاء . قال : فاستوى الشافعي جالسا ، وأنشأ يقول :
فــــــلولا الشعر بالعلماء يزري …لــــــكنـــــت اليوم أشعر من لبيد
وأشــــــجع في الوغى من كل ليث …وال مـــــهلــــــــــــــب وأبي يزيد
ولــــــولا خـــــــشية الرحمن ربي …حــــــشــــــرت الناس كلهم عبيدي
** ** ***
الأخلاء والغدر
إنــــــني صحبت أنــــــاسا ما لهم عدد … وكـــــــنت أحسب أنــــــي قد ملأت يدي
لمـــــــــا بـــــلوت أخلائـــــــي وجدتهم… كــــــالدهر في الغدر ، لم يبقوا على أحد
إن غـــــبــــــــت عنـهم فشر الناس يشتمني …وإن مـــــــرضت فــــــــــخير الناس لم يعد
وإن رأونــــــــي بخير ساءهم فرحـــــــــــي …وإن رأونـــــــي بــشـــــــر سرهم نكــــــدي
** ** ***
أخو الثقة
ولـــــــما أتيت الناس أطلب عندهم …أخـــــــــا ثقة عند ابتلاء الشدائــــد
تقــــــلبت في دهري رخـــاء وشدة …وناديت في الأحياء : هل من مساعد ؟!
** ** ***
ما الرفض ديني
قالوا : ترفضـــــــــــت ، قلت : كلا …مــــــــــا الرفض ديني ولا اعتقادي
لـــــــــــــــــــــــكن تولت غير شك …خــــــــــــــــــير إمام وخير هادي
إن كـــــــــان حب الولي رفضا …فإنـــــــــــــــا رفضي إلى العباد
** ** ***
ابتهال لصرف الآفات
قال ابن قضيب البان في كتابه " حل العقال " : وقال الشافعي رضي الله عنـه : ثم ذكر أن هذه الأبيات مجربة ، في صرف الآفات :
يـا من تحل بذكره …عــــقد النوائب والشــدائد
يـــا من إليه المشتكــى …وإليه أمـــر الخلق عـــــائد
يــا حي يـا قيوم يـا …صمد ، تـــنزه عن مضــادد
أنـــــت الرقيب علــــى العباد…وأنـــــت في الملكوت واحـــــد
أنـت العليم بما بليــت بـه …وأنــت عليـــــــه شاهد
أنــت المنزه يا بديــع الخلق… عـــن ولد ، ووالد
أنـــت المعز لــــــمن أطاعك … والمذل لـــكــل جاحد
أنـي دعــوتك والهموم… جـــيــــوشـها قلبي تطارد
فـــرج بحــولك كربتي …يا مـــن له حسن العوائد
فـــخفي لطفك يستعان …به عــلى الزمن المعاند
أنــت الميسر لنا فرجا قريبا …يــا إلهي لا تـــباعد
كــن راحمي فلقد أيست …مـــــــن الأقارب والأباعد
ثـــم الصلاة على النبي …وآله ما خر ساجد
** ** ***
دع القبح
فـــــــــــــدع ذكر القبيح ولا ترده… ومـــــــــــــــن أوليته جسنا فزده
ســــــــــــتكفى من عدوك كل كيد …إذا كــــــــاد الــــــــعدو ولم تـــكده
** ** ***
ثوب القنوع
تدرعت ثوبا للـــــــــقنوع حصينة …أصون بها عرضــــــي وأجعلها ذخرا
ولـــــــــــــــم أحذر الدهر الخؤون فإنما… قصاراه أن يرمي بي الموت والــــــــفقرا
فأعــــــــــــــــــددت للموت الإله وعفوه… وأعـــــــــــــــــددت للفقر التجلد والصبرا
** ** ***
المذلة كفر
أمطري لؤلؤا جبال ســـــــــرنديب…وفيضي أبار تكرور تـــــــــبرا
أنا إن عـــــــشت ، لست أعدم قوتا …وإذا مـــــــــــت لست أعدم قبرا
هـــــــــمتي همة الملوك ونفسي …نـــــــــفس حر ترى المذلة كفرا
وإذا مــــــا قنعت بالقوت عمري …فلــــــــماذا أزور زيدا وعمرا ؟!
** ** ****
قبول المعاذير
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا …إن بر عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره…وقد أجلك من يعصيك مستترا
** ** ***
نفس أبية
لما أشخص الشافعي إلى " سر من رأى " ، دخلها وعليه أطمار رثة ، وطال شعره ، فتقدم إلى مزين ، فاستقذره لما نظر إلى رثاثته ، فقال له : تمضي إلى غيري . فاشتد على الشافعي أمرع ، فالتفت إلى غلام كان معه ، فقال : إيش معك من النفقة ؟ قال : عشرة دنانير ، قال : ادفعها إلى المزين . فدفعها الغلام إليه . فولى الشافعي وهو يقول :
علي ثياب لو يباع جمـــــــيعها …بفلس كان المفلس منــــهن أكثرا
وفـــيــــــهن نفس لو يقاس بمثلها …جــميع الورى كانت أجل وأخطرا
فما ضر نصل السيف إخلاق غمده …إذا كــــــان عضبا حيث أنفذته برا
فإن تـــــــــكن الأيام أزرت ببزتي …فـــكم من حسام في غلاف تكسرا !
** ** ***
صروف الدهر
يا راقـــــــــــــد الليل مسرورا بأوله …إن الحـــــوادث قد يطرقن أسحارا
أفـــــنى القرون التي كانت منعمة… كـــــــــر الجديدين إقبالا وإدبارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك …قد كان في الدهر نفاعا و ضرارا
يا مــــــــن يعانق دنيا لا بقاء لها …يمـــــسي ويصبح في دنياه سفارا
هــــــــــلا تركت لذي الدنيا معانقة …حــــــتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كــــنت تبغي جنان الخلد تسكنـها …فــــــــــينبغي لك ألا تأمن النارا !
** ** ****
الدنانير
إن الــــــــدنانير إن وافيتها نفعت …فاجعل رسولك ما عشت الدنانيرا
** ** ***
تعلم
تعلم ما استطعت تكن أميرا …ولا تك جاهلا تبقى أسيرا
تعلم كل يـــــوم حرف علم …تر الجـــــهال كلهم حميرا
** *** ****
كيف
جسمي على البرد ليس يقوى …ولا على البرد ليس يقوى
فكيف يقوى على حميم …وقودها الناس والحجا ره ؟!
** ** ***
ديه الذنب
قيل لي : قد أسا عليك فلان …ومقام الفتى على الذل عار
قلت : قد جاءني وأحدث عذرا …ديه الذنب عندنا الاعتذار
** ** ****
كر الجديدين
عواقـــــب مكروه الأمور خيار …وأيــــــــــام شر لا تدوم قصار
ولــــــيس بباق بؤسها ونعيمـها …إذا كـــــــــــــر ليل ثم كر نـهار
** ** ****
اكتحال العين بالعين
يقــــــــولون : لا تـــــــــنظر فذاك بلية …بلـــــــــــــى كل ذي عينين لا بد ناظر
وهــل باكتحال العين بالعين بالعين ريبة …إذا عف فيما بينـهن الــــــــــــــــسرائر ؟
** ** ****
عند صفو الليالي
تاه الأعيرج واستعلى بـه الخطر …فقل له : خير ما استعملته الحذر
أحــــسنت ظنك بالأيام إذ حسنت …ولم تخـــف سوء ما يأتي بـه القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها …وعند صفو الليالي يحدث الكدر
** ** ****
ليس يكسف إلا الشمس والقمر
الــــــدهر يومان : ذا أمن وذا خطر …والــــعيش عيشان : ذا صفو وذا كدر
أمـــــــــا ترى البحر تعلو فوقه جيف …وتـــــستقر بأقــــــــــصى قاعه الدرر
وفــــــــــي السماء نجوم لا عداد لها …ولـــــــــــيس يكسف إلا الشمس والقمر
** ** ***
راض بم حكم الدهر
وما كنت أرضى من زماني بما ترى …ولكـــنني راض بما حكم الدهر
فــإن كانت الأيام خانت عهودنا …فـــــإني بها راض ولكنـها قهر
*** **** ****
لا سلامة من ألسنة الناس
وما أحد من ألسن الناس سالما …ولو أنــــــه ذاك النبي المطهر
فإن كان سكيتا يقـــولون : أبكم …وإن كان منطيقا يــقولون : أهذر
وإن كان صـــواما وبالليل قائما …يقولون : زراق يـــرائي وينكر
فلا تخـــــــش إلا الله جل جلاله …هــو الواحد المــنان الله أكبر
** ** ****
العداوة والصداقة
وليس كثيرا ألف خل لواحد …وإن عدوا واحدا لـــــــــكثير
** ** ***
بليت بأربع
إني بـــــليت بأربع يرمينني …بالنبل عن قوس لهن صرير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى …أنى يفر من الهوى نحير ؟ !
** ** ****
وحدتي
إذا لم أجــــــد خلا تقيا فوحدتي …ألذ وأشـــهى من غوي أعاشرة
وأجـــــــلس وحدي للعبادة آمنا…أقر لعـــــيني من جليس أحاذره
** *** *****
أسباب الفراغ
يقـــــــولون : أسباب الفراغ ثلاثة …ورابعــــــــــــها خلوه وهو خيارها
وقد ذكـــــــــروا مالا وأمنا وصحة …ولم يعلـــــــــموا أن الشباب مدارها
** *** ****
الصمت متاجر الرجال
وجدت سكوتي متـــــــجرا فلزمته …إذا لم أجــــــــد ربحا فلست بخاسر
وما الصــــمت إلا في الرجال متاجر …وتاجــــــــــــــره يعلو على كل تاجر
** ** ***
كيس الصبر
إذا شـــــئت أن تستقرض المال منفقا …على شـهوات النفس في زمن العسر
فسل نفسك الإقراض من كيس صبرها …عـــــــــــــــليك وإرفاقا إلى زمن اليسر
وإن صــــــبرت كنت الغـني وإن أبت …فــــــــكل مــــــمنوع بعدها واسع العذر
** *** ****
ناعية البين
وناعــــــية للبين قلت لها : اقصري …فــما الموت أحلى من معالجة الفقر
سـأنفق ريعان الشبيبة كلها …على طلب العلياء أو طلب الأجر
سأطــــلب علما أو أموت ببلدة …يــقل بها هطل الدموع على قبري
وليس اكتساب العلم يا نفس فاعلمي …بمـــــــــيراث آباء كرام ولا صهر
ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى …ليــــــــــطلب علما بالتجلد والصبر
فإن نال علما عاش في الناس ماجدا …وإن مات قال الناس : بالغ في العذر
إذا هــــــجع النوام أســـــبلت عبري …وأنــــــــشدت بيتا وهو من ألطف الشعر
" أليس من الخسران أن لياليا …تمر بلا علم، وتحسب من عمري ؟!"
** ** ****
يا كاحل العين
قال يعقوب البويطي : قلت للشافعي : قد قلت في الزهد ، فهل لك في الغزل شيء ؟ قال : فأنشد :
يا كاحل العين بعد النوم بالسهر …ما كان كحلك بالمنعوت للبصر
لو أن عيني إليك الدهر ناظرة …جاءت وفاتي ولم أشبع من النظر
سقيا لدهر مضى ما كان أطيبه ! …لولا التفرق والتنغيص بالسفر
إن الرسول الذي يأتي على عجل …مثل السحاب الذي يأتي بلا مطر
دعني أمتع طرفي منك بالنظر …فنور وجهك يجلو ظلمة البصر
** ** ***
نفسي تتوق إلى مصر
كتب محمد بن إدريس على حائط يوما :
لقد أصبت نفسي تتوق إلى مصر …ومن دونـها أرض المفاوز والقفر
فو الله ما أللخفض والغنى …أساق إليها أم أساق إلى قبري ؟ !
فكتب بعض المجتازين بها تحته :
رحــــــــــم الله من دعا لأناس …نــــزلوا ها هنا يريدون مصرا
فــــرقت بينـهم صروف الليالي …فــــــــــتناءوا عن الأحبة قسرا
** ** ***
الصفح شيمة كل حر
إذا اعتذر الصديق إليك يوما…من التقصير عذر أخ مقر
فصنـه عن عتابك واعف عنـه…فأن الصفح شيمـه كل حر
********
النار والهم
النار آخر دينار نطقت به…والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينـهما ما لم يكن ورعا…معذب القلب بين الهم والنار
********
مظلومة
هناك مظلومة غالت بقيمتها…وها هنا ظلمت هانت على الباري
*******
صن وجهك عن المذلة
كل بملح الجريش خبز الشعير…واعتقب للنجاة ظهر البعير
وجب المـهمة المخوف إلى طنجة…أو خلفها إلى الدردرور
وصن الوجه أن يذل وأن يخضع…إلا إلى اللطيف الخبير
********
ربما
من ذا الـــــــــذي قد نال راحة سره…فـــــي عسره أن كان، أو في يسره
فلـــــــــــــــــــــربما يلقى الغني بماله…أضـــــــــــعاف ما يلقى الفقير بفقره
فــــــــــــــــأخوالتجارة خائف مترقب…مــــــــــــــما يلاقي من خسارة أمره
وأخـــــــــــــوة الوزارة حائرة متفكر…مــــــــــــــــما يقاسي من نوائب دهره
وكــــــــــــــــذلك السلطان في أحكامـه…رهـــــــــــــن الهموم على جلالة قدره
إن ســــــــــــــــــره خبر أتى من بعده…خــــــــــــبر يزحزحه مشادة قصره
ولقد حسدت الطير في أوكارها …فــــــــوجدت أكثر ما يصاد بوكره
تالله ، لــــــــو عاش الفتى في دهره …ألــــــــــــــفا من الأعوام مالك أمره
مـــــــتلـــــــــذذا فيها بكل مليحة …مــــــــتـــــنعما فيها بنعمى عصره
وصـــــــــــفت له الأيام حتى إنـه …لا تــــــــنطق الأصوات عند مقره
مـــــــــــــــا كان ذلك كله مما يفي… بــــــــمبـــــــيت أول ليلة في قبره
** ** ***
اغسل يديك من الزمان
كن سائرا في الزمان بسيره …وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله …واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا …أصحبه في الدهر ، ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره …وتركت أعلاهم لقلة خيره
** ** ***
نوى الإلف
أفــــــــكر في نوى إلفي وصبري …وأحـــــــــــمد همتي وأذم دهري
ومــــــــا قصرت في طلب ولكن …لرب الناس أمر فوق أمري
** ** ***
ولست بإمعة
جاء رجل إلى الشافعي فسأله عن مسألة فأجاب ، فقال له الرجل : جزآك الله خيرا . فأنشأ الشافعي يقول :
إذا المــــــــــشكلات تصدين لي …كــــــــــــــــشفت حقائقها بالنظر
وإن بــــــرقت في مخيل السحاب …عــــــمياء لا تجتليها الفكــــــــــــر
مــــــقـــــنــعــــــة بغيوب الغيوم …وضــــعــــــت عليها حسام البصر
لـــــــساني كــشـقـشقة الأرحبي …أو كــــــحسام اليماني الذكـــــــر
ولـــــــــــــــست بإمعة في الرجال …أســــــــائل هذا وذا : ما الخبر ؟
ولكـــــــنني مذرب الأصـــــغرين …أقـــــــيــــــس بما قد مضى ما غبر
وســـــابق قومي إلى المـــــــــكرمات …وجـــــــــلاب خير ودفاع شــــــــــر
** ** ***
آداب المناظرة
إذا ما كـــــــــــــــنت ذا فضل وعلم …بــــــــــما اختلف الأوائل والأواخر
فــــــــناظر من تــــناظر في سكون …حــــــــلــــــــــيما لا تلج ولا تكابر
يـــــــــــفيدك ما استفاد بلا امتنان …مــــــــــــن النكت اللطيفة والنوادر
وإيــــــــــــاك اللجوج ومن يرائي… بـــــــــــأني قد غلبت ومن يفاخر
فــــــــــإن الشر غي جنبات هذا… يـــــــــــــمني بالتقاطع والتدابر
** ** ****
أباريق الهوى
أكرم بـــــــمجلس فتية …ريــــحانـهم ورق السدور
صــــــبوا أباريق الهوى …بـــين القلوب على الصدور
جـــــــعلوا هم الحديث …وكــــأسهم أبدا تدور
** ** ***
لذة السلامة
لم أجد لذة السلامة حتى …صرت للبيت والكتاب جليسا
إنما الذل في مخالطة الناس …فدعهم تعيش أميرا رئيسا
** ** ***
هل تذكرين ؟
هل تـــــــذكرين إذ الرسائل بيننا …يجرين في الشجر الذي لم يغرس
أيــــــــــــام سرك في يدي ومثاله …لي في يديك من الضمير الأخرس
** ** ****
وقفة الحر بباب النحس
لقـــــــلع ضرس وضرب حبس …ونــــــــــــــزع نفس ورد أمس
وقــــــــــــــــر برد وقود قرد …ودبــــــــــغ جلد بغير شمس
وأكــــــــل ضب وصيد دب …وصرف حب بأرض خرس
ونـــــــــــفخ نار وحمل عار …وبـــــــــــــيع دار بربع فلس
وبـــــــــــيع خف وعدم إلف …وضــــــرب إلف بحبل قلس
أهــــــــــــون من وقفة الحر …يــــــــرجو نوالا بباب نحس))
[سقه زن]نویسنده و منبع: مشاهدهٔ همهٔ نوشتهها بر اساس مسعود مشهدی | تاریخ انتشار: Sat, 29 Sep 2018 07:42:00 +0000